يوناس
2009-07-10, 14:26
ظنّ أنه إذا أغمض عينيه سوف يرحل، وأنّه في استلقائه في أثوابه النّدية يسحبه الموج إلى الفناء سيرتاح، ظنّ أنّ الرّمال التي علقت بخصل شعره ستدفنه رويدا في رفق الأم الحنون، ظنّ أنّ الألم سيرتحل مع صياح الطيور المبتعدة، وظنّ أيضا أنّ لحن الصّمت الحزين سينهي مأساة الرّوح الأسيرة... ظنّ أنّ الموت ستحوم عندما تسكن حمّى نفسه المستسلم، ولكنّه أصغى من حيث لا يدري إلى رعود تفجّرت لها أوردة الألم، واشتدّ في صدره افتعال الرّغبة في الخلاص، وأراد أن يجتثّ من صفحة الوجود صدى الأصوات التي تستعر في تعذيبه، وأن يعيد الذكرى الأليمة إلى غياهب الأقدار.
***********
للحظة هدأت عنه الدّنيا بعويلها، وابتسم للفراغ واللامعنى، وألقى برأسه إلى الوراء يتمدّد تحت دفء كاذب لشمس خائنة، وانقضّ على الرّمل المعتصر بين أصابعه... يبثّ فيه قواه ولكنّه لم يضمّه بما يكفي ليدرك قدر حاجته، واستلقى في ذروة يأسه من جديد، وظنّ... أنّ الدّمع الحارق قد يمكث طويلا في حضن جفنيه المطبقين، لمّا انهمر نبع الأحزان لم تأخذ العبرات معها سوى شبح الألم، ومكث يتلوّى في دعائه الحثيث الضّياع.
************
أرهقه الانتظار، وقت عزم عدّ النّجوم ما بقي له في الحياة، وقد أرّقه تخاذل الأحلام عن مرقده، توسّل النّجم ألاّ ينطفأ، لعلّه يتيه أكثر وينسى من يكون، ولكن لماذا يهجرونه لماّ يستأنس بالحضور، وحتّى الصبح انبلج وقضى على آخر لحظات السكون، وصدح الوجود مستفزا كربه، أغمض عينيه يفرّ الحقيقة من جديد...
***********
للحظة هدأت عنه الدّنيا بعويلها، وابتسم للفراغ واللامعنى، وألقى برأسه إلى الوراء يتمدّد تحت دفء كاذب لشمس خائنة، وانقضّ على الرّمل المعتصر بين أصابعه... يبثّ فيه قواه ولكنّه لم يضمّه بما يكفي ليدرك قدر حاجته، واستلقى في ذروة يأسه من جديد، وظنّ... أنّ الدّمع الحارق قد يمكث طويلا في حضن جفنيه المطبقين، لمّا انهمر نبع الأحزان لم تأخذ العبرات معها سوى شبح الألم، ومكث يتلوّى في دعائه الحثيث الضّياع.
************
أرهقه الانتظار، وقت عزم عدّ النّجوم ما بقي له في الحياة، وقد أرّقه تخاذل الأحلام عن مرقده، توسّل النّجم ألاّ ينطفأ، لعلّه يتيه أكثر وينسى من يكون، ولكن لماذا يهجرونه لماّ يستأنس بالحضور، وحتّى الصبح انبلج وقضى على آخر لحظات السكون، وصدح الوجود مستفزا كربه، أغمض عينيه يفرّ الحقيقة من جديد...