فارس وجواد
2014-03-19, 11:58
الســـــــــــــلام علــــــــــــــــيكم :
هذا هو الانسان ...
في شكوى مستمرة و في غير رضى على حاله سواء لنقص مال أو فقر ... لكن لو تمعن الانسان في النعم التي في نفسه أو من حوله لأغنته عن هذه الشكوى ....
يقول الطنطاوي رحمه الله :
أيها القراء: إنكم أغنياء، ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها، فترمونها زهدًا فيها، واحتقارًا لها.
يُصاب أحدكم بصداعٍ أو مغص، أو بوجع ضرس، فيرى الدنيا سوداء مظلمة؛ فلماذا لم يرها لمّا كان صحيحًا بيضاءَ مشرقةً؟
ويُحْمَى عن الطعام ويُمنع منه، فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم، ويحسد من يأكلها؛ فلماذا لم يعرف لها لذّتها قبل المرض؟
لماذا لا تعرفون النِّعم إلا عند فقدها؟
لماذا يبكي الشيخ على شبابه، ولا يضحك الشاب لصِباه؟
لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنَّا، ولا نُبْصِرها إلا غارقة في ظلام الماضي، أو مُتَّشِحةً بضباب المستقبل؟
كلٌّ يبكي ماضيه، ويحِنُّ إليه؛ فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيًا؟
أيّها السادة والسيدات: إنّا نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟
ألا تعرفون قصة الملك المريض الذي كان يُؤْتى بأطايب الطعام، فلا يستطيع أن يأكل منها شيئًا، لمّا نَظَر مِن شبّاكه إلى البستاني وهو يأكل الخبز الأسمر بالزيتون الأسود، يدفع اللقمة في فمه، ويتناول الثانية بيده، ويأخذ الثالثة بعينه، فتمنَّى أن يجد مثل هذه الشهية ويكون بستانيًّا.
فلماذا لا تُقدِّرون ثمن الصحة؟ أَما للصحة ثمن؟
من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار؟...
أما تعرفون قصة الرجل الذي ضلَّ في الصحراء، وكاد يهلك جوعًا وعطشًا، لما رأى غدير ماء، وإلى جنبه كيس من الجلد، فشرب من الغدير، وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمرًا أو خبزًا يابسًا، فلما رأى ما فيه، ارتدَّ يئِسًا، وسقط إعياءً؛ لقد رآه مملوءًا بالذهب!
وذاك الذي لقي مثل ليلة القدر، فزعموا، أنه سأل ربَّه أن يحوِّل كلَّ ما مسَّته يده ذهبًا، ومسَّ الحجر فصار ذهبًا؛ فكاد يُجَنّ مِن فرحته لاستجابة دعوته، ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا، وعمد إلى طعامه ليأكل، فمسَّ الطعام، فصار ذهبًا وبقي جائعًا، وأقبلت بنته تواسيه فعانقها فصارت ذهبًا، فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه بنته وسُفرته، وأن يبعد عنه الذهب!
و"روتشلد" الذي دخل خزانة ماله الهائلة، فانصفق عليه بابُها، فمات غريقًا في بحر من الذهب.
لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبًا كثيرًا؟
أليس البصر من ذهب، والصحة من ذهب، والوقت من ذهب؟
فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة؟
هذا هو الانسان ...
في شكوى مستمرة و في غير رضى على حاله سواء لنقص مال أو فقر ... لكن لو تمعن الانسان في النعم التي في نفسه أو من حوله لأغنته عن هذه الشكوى ....
يقول الطنطاوي رحمه الله :
أيها القراء: إنكم أغنياء، ولكنكم لا تعرفون مقدار الثروة التي تملكونها، فترمونها زهدًا فيها، واحتقارًا لها.
يُصاب أحدكم بصداعٍ أو مغص، أو بوجع ضرس، فيرى الدنيا سوداء مظلمة؛ فلماذا لم يرها لمّا كان صحيحًا بيضاءَ مشرقةً؟
ويُحْمَى عن الطعام ويُمنع منه، فيشتهي لقمة الخبز ومضغة اللحم، ويحسد من يأكلها؛ فلماذا لم يعرف لها لذّتها قبل المرض؟
لماذا لا تعرفون النِّعم إلا عند فقدها؟
لماذا يبكي الشيخ على شبابه، ولا يضحك الشاب لصِباه؟
لماذا لا نرى السعادة إلا إذا ابتعدت عنَّا، ولا نُبْصِرها إلا غارقة في ظلام الماضي، أو مُتَّشِحةً بضباب المستقبل؟
كلٌّ يبكي ماضيه، ويحِنُّ إليه؛ فلماذا لا نفكر في الحاضر قبل أن يصير ماضيًا؟
أيّها السادة والسيدات: إنّا نحسب الغنى بالمال وحده، وما المال وحده؟
ألا تعرفون قصة الملك المريض الذي كان يُؤْتى بأطايب الطعام، فلا يستطيع أن يأكل منها شيئًا، لمّا نَظَر مِن شبّاكه إلى البستاني وهو يأكل الخبز الأسمر بالزيتون الأسود، يدفع اللقمة في فمه، ويتناول الثانية بيده، ويأخذ الثالثة بعينه، فتمنَّى أن يجد مثل هذه الشهية ويكون بستانيًّا.
فلماذا لا تُقدِّرون ثمن الصحة؟ أَما للصحة ثمن؟
من يرضى منكم أن ينزل عن بصره ويأخذ مائة ألف دولار؟...
أما تعرفون قصة الرجل الذي ضلَّ في الصحراء، وكاد يهلك جوعًا وعطشًا، لما رأى غدير ماء، وإلى جنبه كيس من الجلد، فشرب من الغدير، وفتح الكيس يأمل أن يجد فيه تمرًا أو خبزًا يابسًا، فلما رأى ما فيه، ارتدَّ يئِسًا، وسقط إعياءً؛ لقد رآه مملوءًا بالذهب!
وذاك الذي لقي مثل ليلة القدر، فزعموا، أنه سأل ربَّه أن يحوِّل كلَّ ما مسَّته يده ذهبًا، ومسَّ الحجر فصار ذهبًا؛ فكاد يُجَنّ مِن فرحته لاستجابة دعوته، ومشى إلى بيته ما تسعه الدنيا، وعمد إلى طعامه ليأكل، فمسَّ الطعام، فصار ذهبًا وبقي جائعًا، وأقبلت بنته تواسيه فعانقها فصارت ذهبًا، فقعد يبكي يسأل ربه أن يعيد إليه بنته وسُفرته، وأن يبعد عنه الذهب!
و"روتشلد" الذي دخل خزانة ماله الهائلة، فانصفق عليه بابُها، فمات غريقًا في بحر من الذهب.
لماذا تطلبون الذهب وأنتم تملكون ذهبًا كثيرًا؟
أليس البصر من ذهب، والصحة من ذهب، والوقت من ذهب؟
فلماذا لا نستفيد من أوقاتنا؟ لماذا لا نعرف قيمة الحياة؟