أبو عبد الرحمن2
2009-07-09, 16:24
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الحديث عن الفرق ليس هو من باب السرد التاريخي، الذي يقصد منه الاطلاع على أصول الفرق لمجرد الاطلاع، كما يطلع على الحوادث التاريخية، والوقائع التاريخية السابقة، وإنما الحديث عن الفرق له شأن أعظم من ذلك؛ ألا وهو الحذر من شر هذه الفرق ومن محدثاتها، والحث على لزوم فرقة أهل السنة والجماعة.
وترك ما عليه الفرق المخالفة لا يحصل عفوا للإنسان، لا يحصل إلا بعد الدراسة، ومعرفة ما الفرقة الناجية ؟
من هم أهل السنة والجماعة، الذين يجب على المسلم أن يكون معهم ؟
ومن الفرق المخالفة ؟.
وما مذاهبهم وشبهاتهم ؟. حتى يحذر منها.
لأن (من لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه)، كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - :
(كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر ؟. قال: " نعم ". فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير ؟. قال " نعم، وفيه دخن ". قلت: وما دخنه ؟. قال: " قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ". فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر ؟. قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ". فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: " نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ". قلت: يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك ؟. قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟. قال: " فاعتزل تلك الفرق، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك ") [رواه البخاري في صحيحه : (3606) و(7084)، ومسلم في صحيحه - أيضا -: (1847)، وأحمد مطولا: (5/386، 403) ومختصرا: (5/391، 399) ومختصرا بلفظ مختلف: (5/404)، وأبو داود السجستاني: (4244)، وبلفظ مختلف: (4246)، والنسائي في الكبرى: (5/17، 18)، وابن ماجه: (4027) و(4029)، وأبو داود الطيالسي في مسنده : (442)، وبلفظ مختلف: (443) ص 59، وأبو عوانة في الصحيح المسند: (4/474 و 475)، وعبد الرازق في مصنفه: (20711) (11/341)، وابن أبي شيبة في كتاب الفتن: (2449) و(8960) (18961) و(18980)، والحاكم في مستدركه ؟!!: (4/432) وصحح إسناده، ووافقه الذهبي ؟!.]
فمعرفة الفرق ومذاهبها وشبهاتها، ومعرفة الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، وما هي عليه؛ فيه خير كثير للمسلم، لأن هذه الفرق الضالة عندها شبهات، وعندها مغريات تضليل، فقد يغتر الجاهل بهذه الدعايات وينخدع بها؛ فينتمي إليها، كما قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر في حديث حذيفة :
(هل بعد ذلك الخير من شر؟. قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ". فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: " نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ").
فالخطر شديد، وقد وعظ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ذات يوم - كما في حديث العرباض بن سارية - :
أنه وعظهم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). [رواه أحمد في مسنده : (4/126)، (4/127)، والترمذي: (2676)، وأبو داود: (4607)، وابن ماجه: (34) في المقدمة، والدارمي في سننه : (95)، وابن حبان في صحيحه : (5)، والطبراني في الكبير: (18/617، 618، 619، 622، 623، 624، 642)، والآجري في الشريعة ص: (46 - 47)، وابن أبي عاصم في السنة: (27، 32، 57، 54)، وابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى: (142) (1/305)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: (81)، ومحمد بن نصر المروزي في السنة ص: 21، والبغوي في شرح السنة : (205) وفي تفسيره : (3/209)، والطحاوي في مشكل الآثار : (2/69)، والبيهقي: (6/541)، والحاكم في المستدرك : (1/96 - 97).]
فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيكون هناك اختلاف وتفرق وأوصى عند ذلك بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك ما خالفها من الأقوال، والأفكار، والمذاهب المضلة، فإن هذا طريق النجاة، وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - بالاجتماع والاعتصام بكتابه، ونهى عن التفرق، قال - سبحانه - :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ سورة آل عمران ].
إلى أن قال - سبحانه وتعالى - :
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [قال البغوي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية (2/86): (قال أكثر المفسرين: هم اليهود والنصارى. وقال بعضهم: المبتدعة من هذه الأمة. وقال أبو أمامة - رضي الله عنه -: هم الحرورية بالشام - أي: الخوارج -. قال عبد الله بن شداد: وقف أبو أمامة وأنا معه على رأس الحرورية بالشام فقال: " هم كلاب النار، كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم "، ثم قرأ: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ} إلى قوله - تعالى -: {أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}) اهـ.] * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}. [ سورة آل عمران ].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة) [ذكره البغوي في تفسيره : (2/87)، وابن كثير: (2/87) طبعة الأندلس].
وقال - سبحانه وتعالى - :
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [ سورة الأنعام ].
فالدين واحد، وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقبل الانقسام إلى ديانات وإلى مذاهب مختلفة، بل دين واحد هو دين الله - سبحانه وتعالى -، وهو ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك أمته عليه، حيث ترك صلى الله عليه وسلم أمته على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
وقال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله، وسنتي) [رواه مالك في الموطأ: (2/1899)، والحاكم في المستدرك : (1/93) موصولا عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ورواه مطولا دون لفظة وسنتي مسلم: (1218)، وابن ماجه: (3110)، وأبو داود: (1909) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، وفيه صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم وخطبته بهم].
وما جاء التفرق في الكتاب العزيز إلا مذموما ومتوعدا عليه، وما جاء الاجتماع على الحق والهدى إلا محمودا وموعودا عليه بالأجر العظيم، لما فيه من المصالح العاجلة والآجلة.
مقتطف من كتاب
لمحة عن الفرق الضالة
[نص محاضرة ألقاها الشيخ: صالح الفوزان بمدينة الطائف، يوم الاثنين، الموافق: 3/3/1415 هـ في مسجد الملك فهد بالطائف
أما بعد:
فإن الحديث عن الفرق ليس هو من باب السرد التاريخي، الذي يقصد منه الاطلاع على أصول الفرق لمجرد الاطلاع، كما يطلع على الحوادث التاريخية، والوقائع التاريخية السابقة، وإنما الحديث عن الفرق له شأن أعظم من ذلك؛ ألا وهو الحذر من شر هذه الفرق ومن محدثاتها، والحث على لزوم فرقة أهل السنة والجماعة.
وترك ما عليه الفرق المخالفة لا يحصل عفوا للإنسان، لا يحصل إلا بعد الدراسة، ومعرفة ما الفرقة الناجية ؟
من هم أهل السنة والجماعة، الذين يجب على المسلم أن يكون معهم ؟
ومن الفرق المخالفة ؟.
وما مذاهبهم وشبهاتهم ؟. حتى يحذر منها.
لأن (من لا يعرف الشر يوشك أن يقع فيه)، كما قال حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - :
(كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر ؟. قال: " نعم ". فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير ؟. قال " نعم، وفيه دخن ". قلت: وما دخنه ؟. قال: " قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ". فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر ؟. قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ". فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: " نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ". قلت: يا رسول الله، فما ترى إن أدركني ذلك ؟. قال: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟. قال: " فاعتزل تلك الفرق، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك ") [رواه البخاري في صحيحه : (3606) و(7084)، ومسلم في صحيحه - أيضا -: (1847)، وأحمد مطولا: (5/386، 403) ومختصرا: (5/391، 399) ومختصرا بلفظ مختلف: (5/404)، وأبو داود السجستاني: (4244)، وبلفظ مختلف: (4246)، والنسائي في الكبرى: (5/17، 18)، وابن ماجه: (4027) و(4029)، وأبو داود الطيالسي في مسنده : (442)، وبلفظ مختلف: (443) ص 59، وأبو عوانة في الصحيح المسند: (4/474 و 475)، وعبد الرازق في مصنفه: (20711) (11/341)، وابن أبي شيبة في كتاب الفتن: (2449) و(8960) (18961) و(18980)، والحاكم في مستدركه ؟!!: (4/432) وصحح إسناده، ووافقه الذهبي ؟!.]
فمعرفة الفرق ومذاهبها وشبهاتها، ومعرفة الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، وما هي عليه؛ فيه خير كثير للمسلم، لأن هذه الفرق الضالة عندها شبهات، وعندها مغريات تضليل، فقد يغتر الجاهل بهذه الدعايات وينخدع بها؛ فينتمي إليها، كما قال صلى الله عليه وسلم لما ذكر في حديث حذيفة :
(هل بعد ذلك الخير من شر؟. قال: " نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ". فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا. قال: " نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ").
فالخطر شديد، وقد وعظ النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ذات يوم - كما في حديث العرباض بن سارية - :
أنه وعظهم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). [رواه أحمد في مسنده : (4/126)، (4/127)، والترمذي: (2676)، وأبو داود: (4607)، وابن ماجه: (34) في المقدمة، والدارمي في سننه : (95)، وابن حبان في صحيحه : (5)، والطبراني في الكبير: (18/617، 618، 619، 622، 623، 624، 642)، والآجري في الشريعة ص: (46 - 47)، وابن أبي عاصم في السنة: (27، 32، 57، 54)، وابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى: (142) (1/305)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: (81)، ومحمد بن نصر المروزي في السنة ص: 21، والبغوي في شرح السنة : (205) وفي تفسيره : (3/209)، والطحاوي في مشكل الآثار : (2/69)، والبيهقي: (6/541)، والحاكم في المستدرك : (1/96 - 97).]
فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه سيكون هناك اختلاف وتفرق وأوصى عند ذلك بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم، والتمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وترك ما خالفها من الأقوال، والأفكار، والمذاهب المضلة، فإن هذا طريق النجاة، وقد أمر الله - سبحانه وتعالى - بالاجتماع والاعتصام بكتابه، ونهى عن التفرق، قال - سبحانه - :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [ سورة آل عمران ].
إلى أن قال - سبحانه وتعالى - :
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [قال البغوي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية (2/86): (قال أكثر المفسرين: هم اليهود والنصارى. وقال بعضهم: المبتدعة من هذه الأمة. وقال أبو أمامة - رضي الله عنه -: هم الحرورية بالشام - أي: الخوارج -. قال عبد الله بن شداد: وقف أبو أمامة وأنا معه على رأس الحرورية بالشام فقال: " هم كلاب النار، كانوا مؤمنين فكفروا بعد إيمانهم "، ثم قرأ: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ} إلى قوله - تعالى -: {أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}) اهـ.] * يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}. [ سورة آل عمران ].
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والفرقة) [ذكره البغوي في تفسيره : (2/87)، وابن كثير: (2/87) طبعة الأندلس].
وقال - سبحانه وتعالى - :
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [ سورة الأنعام ].
فالدين واحد، وهو ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يقبل الانقسام إلى ديانات وإلى مذاهب مختلفة، بل دين واحد هو دين الله - سبحانه وتعالى -، وهو ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك أمته عليه، حيث ترك صلى الله عليه وسلم أمته على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
وقال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله، وسنتي) [رواه مالك في الموطأ: (2/1899)، والحاكم في المستدرك : (1/93) موصولا عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ورواه مطولا دون لفظة وسنتي مسلم: (1218)، وابن ماجه: (3110)، وأبو داود: (1909) من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -، وفيه صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم وخطبته بهم].
وما جاء التفرق في الكتاب العزيز إلا مذموما ومتوعدا عليه، وما جاء الاجتماع على الحق والهدى إلا محمودا وموعودا عليه بالأجر العظيم، لما فيه من المصالح العاجلة والآجلة.
مقتطف من كتاب
لمحة عن الفرق الضالة
[نص محاضرة ألقاها الشيخ: صالح الفوزان بمدينة الطائف، يوم الاثنين، الموافق: 3/3/1415 هـ في مسجد الملك فهد بالطائف