الغزالي
2009-07-07, 22:55
ما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين، وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به.
في كل بضعة أيام أنظر على أدراج مكتبي لأذهب الفوضى التي حلت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كل شيء في وضعه الصحيح، وأن يستقر في سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به.
وفي البيت، إن غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل. فإذا الأيدي الدائبة تجول هنا وهناك لتنظف الأثاث المغبر، وتطرد القمامة الزائدة، وتعيد كل شيء رواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد؟. ألا تستحق نفسك أن تتعهد شؤونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة من الساحات الطهور؟!.
ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم؟ وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة؟!.
إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
ذلك أن الكيان العاطفي والعقلي للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات ... فإذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهي آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه ... وهذا شأن(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) [الكهف:28] كما يقول الله ــ عز وجل ــ.
وكلمة ((فرط)) ينبغي أن نتأمل فيها. فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عرجونها (( فرطا)).
وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها.
والنفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها، ولم يربطها نظام ينسق شؤونها ويركز قواها، أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها.
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها .
والله ــ عز وجل ــ يهيب بالبشر ــ قبيل كل صباح ــ أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد.
في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل : كم تعثر العالم في سيره؟. كم مال مع الأثرة؟.كم اقترف من دنية؟.كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.
هذا المقطع لكاتب كبير مأخوذ من أحد أروع كتبه
أمنح 10 نقاط كتقييم لكل سؤال من الأسئلة التالية :
ــ من هو الكاتب ؟ +10
ــ ما هو اسم الكتاب ؟ +10
ــ ما هي الصفحة التي تحتوي على هذا المقطع ؟ +10
بالتوفيق للجميع ؟
في كل بضعة أيام أنظر على أدراج مكتبي لأذهب الفوضى التي حلت به من قصاصات متناثرة، وسجلات مبعثرة، وأوراق أدت الغرض منها.
يجب أن أرتب كل شيء في وضعه الصحيح، وأن يستقر في سلة المهملات ما لا معنى للاحتفاظ به.
وفي البيت، إن غرفه وصالاته تصبح مشعثة مرتبكة عقب أعمال يوم كامل. فإذا الأيدي الدائبة تجول هنا وهناك لتنظف الأثاث المغبر، وتطرد القمامة الزائدة، وتعيد كل شيء رواءه ونظامه.
ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد؟. ألا تستحق نفسك أن تتعهد شؤونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله، وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة من الساحات الطهور؟!.
ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم؟ وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات، وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة؟!.
إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك.
ذلك أن الكيان العاطفي والعقلي للإنسان قلما يبقى متماسك اللبنات مع حدة الاحتكاك بصنوف الشهوات وضروب المغريات ... فإذا ترك لعوامل الهدم تنال منه فهي آتية عليه لا محالة، وعندئذ تنفرط المشاعر العاطفية والعقلية كما تنفرط حبات العقد إذا انقطع سلكه ... وهذا شأن(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) [الكهف:28] كما يقول الله ــ عز وجل ــ.
وكلمة ((فرط)) ينبغي أن نتأمل فيها. فالعامة عندنا يسمون حبات العنب الساقطة من عنقودها أو حبات البلح الساقطة من عرجونها (( فرطا)).
وانتزاع حبات الأذرة من كيزانها المتراصة تمهيدا لطحنها تشتق تسميته من المادة نفسها.
والنفس الإنسانية إذا تقطعت أواصرها، ولم يربطها نظام ينسق شؤونها ويركز قواها، أصبحت مشاعرها وأفكارها كهذه الحبات المنفرطة السائبة لا خير فيها ولا حركة لها.
ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها .
والله ــ عز وجل ــ يهيب بالبشر ــ قبيل كل صباح ــ أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل.
فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب، وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد.
في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسأل : كم تعثر العالم في سيره؟. كم مال مع الأثرة؟.كم اقترف من دنية؟.كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان؟.
في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته، وأن يعيد بناء نفسه على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة.
هذا المقطع لكاتب كبير مأخوذ من أحد أروع كتبه
أمنح 10 نقاط كتقييم لكل سؤال من الأسئلة التالية :
ــ من هو الكاتب ؟ +10
ــ ما هو اسم الكتاب ؟ +10
ــ ما هي الصفحة التي تحتوي على هذا المقطع ؟ +10
بالتوفيق للجميع ؟