تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الردود القوية على ضلالات الصوفية والأشعرية


أبو هاجر القحطاني
2014-02-22, 14:08
الردود القوية على ضلالات الصوفية الغبية والأشعرية الغوية


الاختلاف الأشعري الأشعري

هنا يبطل اعتقاد النجاة في طائفة الأشاعرة فإنهم اختلفوا في كثير من مسائل الصفات وغيرها من مسائل أصول الدين. والتناقض علامة على أن ما عند الفريقين ليس من عند الله ولو كانت من عند الله ما تناقضت. قال تعالى {ولو كان من... عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}.
والأشاعرة حيث يختلفون مع خصومهم يتكتمون أن الخلاف واقع بين أبناء المذهب الأشعري أنفسهم، وقد اعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلاف الأشاعرة على ربهم قائلاً "والعجيب أن الأشعرية اختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين وفي الأحوال وفي تعدد الكلام واتحاده"(قواعد الأحكام 172 .)وأن أصحاب الأشعري مترددون مختلفون في صفات البقاء والقدم هل هي من صفات السلب أم من صفات الذات (قواعد الأحكام 172 .)
واعترف بذلك أبو منصور البغدادي بوقوع الخلاف بينهم حول هذه الصفة وكذلك ابن حجر الهيتمي المكي (أصول الدين 90 الإعلام بقواطع الإسلام 24 ط: دار الكتب العلمية سنة 1407 والزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي 2/350)
أول اختلافهم حول ألوهية الله
وأول من اختلف فيه الأشاعرة في معنى الإله، قال البغدادي "فمنهم من قال إن الإله مشتق من الإلهية وهي القدرة على الاختراع وهو اختيار أبي الحسن الأشعري وعلى هذا القول يكون الإله مشتقاً من صفة. وقال القدماء من أصحابنا أنه يستحق هذا الوصف لذاته وهو اختيار الخليل بن أحمد وبه نقول":
واختلفوا أيضاً: هي يجوز إطلاق وصف القديم على الله؟ واختلفوا في معنى القديم على أربعة مذاهب؟ فذهب الأشعري إلى أن القديم بمعنى المتقدم على غيره، أي أ،ه قديم لذاته. وخالفه عبد الله بن كلاب والقلانسي فذكر أنه قديم أي قائم به (أصول الدين 90 الإعلام بقواطع الإسلام 24 ط: دار الكتب العلمية سنة 1407 والزواجر عن اقتراف الكبائر للهيتمي 2/350)

الأشاعرة يكفر بعضهم بعضاً

وقد قال أكثر الأشعرية أن الله موجود وكل موجود يصح أن يُرى.
وأورد الرازي على هذا المسلك اعتراضات عديدة. مرجحاً أن تكون الصحة أمراً عدمياً وليست حكماً ثبوتياً. ونص على أن مسلكهم هذا يودي إلى السفسطة بل إلى الكفر(1).

اختلافهم حول أسماء الله

واختلفوا في أسماء الله. قال التفتازاني "للأشاعرة في أسماء الله ثلاثة أقوال:
الأول: أن أسماء الله على التوقيف، وهو قول الأشعري.
الثاني: أنه لا يشترط أن يكون على توقيف من الكتاب والسنة وهو قول الباقلاني.
الثالث: جواز ما كان من قبيل إجراء الصفات وإن لم يأت بها الشرع ومنع التسمية إن لم يأت بها الشرع وهو قول الرازي والغزالي (إتحاف السادة المتقين 2: 120 )
واختلفوا في كون الاسم هو المسمى نفسه فذهب معظم الأشاعرة إلى أن الاسم هو عين المسمى وذهب آخرون كالغزالي والرازي إلى التفريق بين الاسم والمسمى والتسمية(لوامع البينات 21 المقصد الأسنى للغزالي 29 .). واحتج بأنه لو كان الاسم هو عين المسمى للزم كثرة المسمى بكثرة الأسماء. وأن الله قال {ولله الأسماء الحسنى} ولم يقل (هو الأسماء الحسنى).
اختلافهم حول وجوده

اختلف الأشاعرة فيما بينهم هل الوجود هو الموجود ذاته أم هو قدر زائد على الموجود؟ اختار جمهور الأشاعرة إلى أنه صفة نفسية بمعنى أن الوصف به يدل على الذات نفسها لا على صفة وجودية زائدة. فالرازي والجمهور أنه زائد والأشعري أنه عين ذاته(إتحاف السادة المتقين 2/94). وخالف الجويني والباقلاني أئمة المذهب في عدم اعتباره البقاء صفة زائدة على الوجود فقالا "ذهب العلماء من أئمتنا إلى أن البقاء صفة الباقي زائدة على وجود بمثابة العلم في حق العالم، والذي نرتضيه أن البقاء يرجع إلى نفس الوجود المستمر من غير مزيد" (الإرشاد 138 أصول الدين للبغدادي 90 .).

اختلافهم حول صفات الله

ذكر ابن المنير لهم ثلاثة أقوال في صفات الله:
1) أنها صفات ذات أثبتها السمع (الشرع) ولا يهتدي إليها العقل.
2) التأويل: أن العين كناية عن البصر وأن اليد كناية عن القدرة.
3) إمرارها على ما جاءت مفوضاً معناها إلى الله (فتح الباري 13/390). وبالطبع لم يكن للسلف الصالح ثلاثة أقوال في الصفات. وإنما تكثر تناقضات أهل الكلام لأن ما عندهم من عند غير الله.
4) وجاء الغزالي بقول رابع ظن أنه وسط بين من يؤولون وبين من يثبتون فقال "والقصد – أي الوسط – بين هذا وذاك: طريق الكشف. فما أثبت الكشف تأويله أولناه، وما أثبت إثباته أثبتناه" (إحياء علوم الدين 1/104).

وسيأتيك مزيد اختلافهم حول أصول الدين وصفات الله.
فان كانوا على ما ترى فهم أقرب الى الاعتزال منهم الى السنة.

الأشاعرة فرقتان فرقة ترى التأويل وفرقة ترى التفويض

والقشيري يتهم المفوضة باتهام النبي بالجهل
هذا الاختلاف بينهم يظهر الحقيقة التالية : أن الأشاعرة فرقتان لا فرقة واحدة :
الفرقة الأولي : تؤول صفات الله وتتهم التي تفوض بأنها تصف النبي بالجهل وتصف الله بالكذب كما ستري .
الفرقة الثانية : لا تتعرض للتأويل بل تحرمه وتدعو للتفويض . وتتهم الأولي بأنها تقول على الله ما لا تعلم . لأن التأويل محتمل والمحتمل مطرود في العقائد .

لقد رد القشيري في التذكرة الشرقية على المفوضة قائلاً :
" وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله الا الله ؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي صلي الله عليه وسلم ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالي ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم ؟
أليس الله يقول ( بلسان عربي مبين ) ؟ فإذن : على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال " بلسان عربي مبين " إذ لم يكن معلوماً عندهم ، وإلا : فأين هذا البيان ؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب ؟
ونسبة النبي صلي الله عليه وسلم إلى إنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل : أمر عظيم لا يتخيله مسلم فأن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف .
وقول من يقول : استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل .
وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معني لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر . وهذا محال 00 وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها " .انتهي
فهذا خلاف أشعري أشعري وفيه اتهام للمفوضة من الأشاعرة بأنهم نسبوا النبي إلى الجهل ونسبوا الله إلى الكذب وأنهم واقعون في التكييف والتشبيه وملزمون بالغاء الوحي لأنهم الغوا معانيه . وهي اتهامات تعني الكفر.

وقد أعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلاف الأشاعرة على ربهم قائلاًً " والعجيب أن الأشعرية أختلفوا في كثير من الصفات كالقدم والبقاء والوجه واليدين والعينين وفي الأحوال وفي تعدد الكلام واتحاده (قواعد الأحكام الكبري 170 .) وأن أصحاب الأشعري مترددون مختلفون في صفات البقاء والقدم هل هي من صفات السلب أم من صفات الذات (أصول الدين 90 الإعلام بقواطع الإسلام 24 ط : دار الكتب العلمية سن 1407 والزواجر عن اقتراف الكباشر للهيتمي / 350)
وأعترف بذلك أبو منصور البغدادي بوقوع الخلاف بينهم حول هذه الصفة وكذلك بن حجر الهيتمي المكي(اتحاف السادة المتقين 2 / 95 أصول الدين للبغدادي ص 123)

منقول للأمانة

أبو هاجر القحطاني
2014-02-22, 14:11
الأشاعرة في صفة الحكمة يتناقضون ، قد تقرأ لبعضهم ما يدل على أنهم يثبتون صفة الحكمة ولكن الغالب على كلامهم نفي صفة الحكمة ، يسمونها علة فيقولون : أفعال الله تعالى لا تعلل إنما تحصل أفعال الرب سبحانه وتعالى عندهم بمجرد تعلق الإرادة بها ، يعني المفعول يحصل ويقع ، والمخلوق يخلق بمجرد تعلق الإرادة به ثم إيجاده بالقدرة ، لا تعلل أفعال الله لا يقال أوجد لكذا ، خلق لكذا ، أكرم لكذا ، عاقب لكذا ، هذا غير و...ارد عندهم وهذا نفي للحكمة ، ونفي الحكمة يستلزم نفي اسم الله تعالى الحكيم وهم يثبتون اسم الله تعالى الحكيم ويؤمنون بذلك وينفون الحكمة ، تنطبق عليهم القاعدة أن ( كل من خالف الكتاب والسنة ولم يلتمس الهدى قي الكتاب والسنة لا بد أن يتناقض ) هذه قاعدة ، لا بد أن يتناقض ، ولو تتبعت كلام السلف في كل وقت وكلام السلفيين أيضا ـ أي علماء السلف وعلماء السلفيين ـ لا تجد في كلامهم تناقض أبدا كأنهم تخرجوا من مدرسة واحدة وعلى أستاذ واحد وهذا هو الواقع لأن أستاذهم الحقيقي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان إطلاق لفظة ( أستاذ ) على النبي عليه الصلاة والسلام غير وارد إلا من باب الإخبار ، باب الإخبار أوسع – الحمد الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله – .

الشيخ الجامي محمد أمان علي رحمه الله رحمة واسعة
شرح التدمرية

سميرالجزائري
2014-02-22, 15:36
بارك الله فيك اخي الحبيب يونس حفظك الله

نهى اسطاوالي
2014-02-22, 17:48
جزاكم الله خيرا

أبو هاجر القحطاني
2014-02-22, 20:53
جزاكم الله خيرا اخوة العقيدة وثبتنا الله واياكم على التوحيد والسنة

ابو اكرام فتحون
2014-02-22, 22:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً و بارك الله فيك
تقبل الله منك
شكراً شكرا شكراً جزيلاً على هذا الموضوع الجميل
ننتظر منك الأفضل و الأنفع دائما

أبو هاجر القحطاني
2014-02-23, 13:00
أصول المعتزلة الخمسة

1-التوحيد ومعناه نفي الصفات ويرون من يثبت الصفات فهومشرك.
2-العدل ومعناه نفي القدر فيقولون إن إثبات القدر جور وظلم ويجب العدل على الله.
3-اﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويريدون به الخروج على أئمة المسلمين إن كان عندهم معاص دون الكفر .وهذا هو المنكر بنفسه وليس من المعروف في شيء.
4-المنزلة بين المنزلتين وهوالحكم على أصحاب الكبائر بالخروج من اﻹسﻻم وعدم الدخول في الكفر.
5-إنفاذ الوعيد ومعناه أن من مات على معصية وهي كبيرة من الكبائر دون الشرك فهوخالد مخلد في النار.
(التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية لفضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله)

أبو هاجر القحطاني
2014-02-23, 13:10
شرح حديث إن قريشا منعتني أن أبلغ كلام ربي

وقال -صلى الله عليه وسلم-: « إن قريشا منعتني أن أبلغ كلام ربي »1 .

رواه أبو داود في باب السنة، والترمذي وقال: حديث غريب صحيح، وابن ماجه، ورواه البخاري في خلق أفعال العباد مُعلقا، ثم رواه فيه مسندا .


قال فضيلة الشيخ / عبد العزيز الراجحي

نعم. وهذا الحديث صحيح، وهو قوله -عليه الصلاة والسلام-: « إن قريشا منعتني أن أبلغ كلام ربي »1 وذلك في أول البعثة، حينما كان -عليه الصلاة والسلام- بمكة منعوه أن يبلغ كلام الله، والحديث فيه إثبات كلام الله -عز وجل-، وأن الله تكلم بالقرآن.

وفيه الرد على الجهمية الذين أنكروا أن يكون القرآن كلام الله -عز وجل-، أنكروا كلام الله، قالوا: إن الله لا يتكلم، وقالوا: إن الكلام وصف لمخلوقاته، وكذلك المعتزلة، وكذلك الأشاعرة الذين يقولون: إن الكلام ليس بحرف ولا صوت، وإنما هو كلام نفسي.

قالوا: إن الكلام معنى قائم بنفس الرب، وأما هذا الكلام الموجود في القرآن فهذا عبارة عن كلام الله، تكلم به جبريل أو محمد، عبر به جبريل أو محمد، فالأشاعرة يقولون: إن الله ما تكلم بالقرآن، القرآن ليس حرفا ولا صوتا، الكلام ليس بحرف ولا صوت عند الأشاعرة، بل هو كلام معنى بالنفس، قائم بنفس الرب، مثل العلم.

أما هذا القرآن الذي يتلى، قالوا: هذا المعنى من الله، والكلام ليس من الله، الحروف ليست من الله، وإنما هي من جبريل أو محمد، بعضهم قال: إن جبريل اضطره الله ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر بهذا بالقرآن، فهذا القرآن الذي بين أيدينا عبارة عبر بها جبرائيل، وقال آخرون من الأشاعرة: إن الذي عبر به محمد، وقالت طائفة ثالثة من الأشاعرة: إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ، والله لم يتكلم بكلمة.

وهذا من أبطل الباطل، فهذا الحديث فيه رد عليهم؛ لأن النبي قال: « إن قريشا منعتني أن أبلغ كلام ربي »1 والنصوص في هذا كثيرة من الكتاب ومن السنة، قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾2 ولم يقل: حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله، دل على أن الله تكلم بالقرآن، والكلام لا يُسمى كلاما إلا إذا كان من حرف وصوت.

فالله تعالى تكلم بالقرآن، وسمعه جبرائيل من الله -عز وجل-، وأنزله على قلب محمد -صلى الله عليه وسلم-، كما قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه المبين: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾3 .

ومقصود المؤلف -رحمه الله- التحذير من أهل البدع الذين أنكروا أن يكون القرآن كلام الله -عز وجل-، من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة، التحذير من أهل البدع، ومن أقوالهم الباطلة المخالفة للنصوص، هذا من النصوص التي فيها الرد على أهل البدع. نعم.


1 : الترمذي : فضائل القرآن (2925) , وأبو داود : السنة (4734) , وابن ماجه : المقدمة (201) , وأحمد (3/390) , والدارمي : فضائل القرآن (3354).
2 : سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:6
3 : سورة الشعراء (سورة رقم: 26)؛ آية رقم:193 - 195

(شرح الشرح والإبانة الإبانة الصغرى - ص 94- ط مكتبة العلوم و الحكم )

أبو هاجر القحطاني
2014-02-23, 13:18
فائدة مهمة ودفع لشبهة

وجه سؤال للشيخ العﻻمة زيد المدخلي حفظه الله،،
فضيلة الشيخ ما توجيهكم لقوله صلى الله عليه وسلم:
{إن الله خلق آدم على صورته}
وجزاكم الله خيرا؟؟

الجواب:
أولا الحديث ثابت في الصحيحين:
{خلق الله عزوجل آدم على صورته، طوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن}
هذا الحديث الضمير في قوله:
{خلق آدم على صورته}
منهم من يعيد الضمير إلى آدم أي على صورته التي خلق عليها وأخبرنا الله عزوجل عنها:
{ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين}
وقيل أن الضمير عائد إلى الله تبارك وتعالى، فيكون المعنى أن الله خلق آدم على صورته أي له من الصفات السمع والبصر واليدان والقدمان والعينان والرجل له من هذه الصفات ما تتفق مع صفات الخالق تبارك وتعالى:
في اللفظ وأصل المعنى
وأما في الحقيقة:
فصفات الخالق تليق بجلاله وصفات آدم تليق بحاله، فعلى هذا ما فيه إشكال،،
أقول:
ليس فيه إشكال خلق الله آدم على صورته إن عاد الضمير إلى آدم فالأمر واضح، على صورته التي أخبرنا الله في القرآن أنه خلقه عليها،،
وإن عاد الضمير على صورته أي إلى الله تبارك وتعالى فآدم وبنو آدم لهم من الصفات ما ذكرها الله لنفسه إلا أن صفاته تليق بجلاله وصفات آدم وذريته تليق بأحوالهم،،
ولهذا دائما نقول:
إن الله سمى نفسه بأسماء ووصف نفسه بصفات، وسمى بعض مخلوقاته بتلك الأسماء ووصفهم بتلك الصفات،،
فالاشتراك بينها في اللفظ وأصل المعنى فقط وأما الحقائق فأسماء الله وصفاته تليق بجلاله وأسماء المخلوقين وصفاتهم تليق بأحوالهم

من كتاب: السبيكة الذهبية حلية العقيدة الواسطية ص298،،

أبو هاجر القحطاني
2014-02-23, 13:23
من هم الأشاعرة؟؟


" الأشاعرة " : ينسبون إلى أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - .

وكان أبو الحسن الأشعري معتزليًا ، ثم مَنَّ الله عليه ، وعرف بطلان مذهب " المعتزلة " ، فوقف في المسجد يوم الجمعة وأعلن براءته من مذهب المعتزلة ، وخلع ثوبًا عليه . وقال : ( خلعت مذهبَ المعتزلة ، كما خلعتُ ثوبي هذا ) . لكنه صار إلى مذهب " الكُلاَّبِيَّة " : أتباع عبد الله بن سعيد بن كُلاب .

وعبد الله بن سعيد بن كُلاب كان يثبِت سبع صفات ، وينفي ما عداها ، يقول : ( لأن العقل لا يدل إلا على سبعِ صفات فقط : " العلم " ، و " القدرة " ، و " الإرادة " ، و " الحياة " ، و " السمع " ، و " البصر " ، و " الكلام " . - يقول : هذه دَلَّ عليها العقل ، أما ما لم يدل عليه العقل - عنده - فليس بثابتٍ ) .

ثم إن الله مَنَّ على أبي الحسن الأشعري ، وترك مذهب " الكُلابِيَّةِ " ، ورجع إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وقال : ( أنا أقول بما يقول به إمام أهلِ السنة والجماعة أحمد بن حنبل : إن الله استوى على العرش ، وإن له يدًا ، وإن له وجهًا ) . ذكر هذا في كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وذكر هذا في كتابه الثاني : " مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين " ذكر أنه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل . وإن بقيت عنده بعض المخالفات .

ولكن أتباعه بقوا على مذهب " الكُلابية " ؛ فغالبهم لا يزالون على مذهبه الأول ، ولذلك يسمون بـ " الأشعرية " : نسبة إلى الأشعري في مذهبه الأول .

أما بعد أن رجع إلى مذهب " أهل السنة والجماعة " ؛ فنسبة هذا المذهب إليه ظلم ، والصواب أن يقال : مذهب " الكُلابِيَّة " ، لا مذهب أبي الحسن الأشعري - رحمه الله - ؛ لأنه تاب من هذا ، وصَنَّفَ في ذلك كتابه : " الإبانة عن أصول الديانة " ، وصرح برجوعه ، وتمسكه بما كان عليه " أهل السنّة والجماعة " - خصوصًا الإمام : أحمد بن حنبل - رحمه الله - ، وإن كانت عنده بعض المخالفات ، مثل قوله في الكلام : ( إنه المعنى النفسي القائم بالذات ، والقرآن حكاية - أو عبارة - عن كلام الله ، لا أنه كلام الله ) .

هذا مذهب " الأشاعرة " ، منشق عن مذهب " المعتزلة " . ومذهب " المعتزلة " منشق عن مذهب " الجهمية " . ثم تفرعت مذاهب كثيرة ، كلها أصلها مذهب " الجهمية " .

لمحة عن الفرق الضّالّة للشّيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان-حفظه الله-

أبو هاجر القحطاني
2014-02-23, 13:45
إليكم شهادات أكابر و أئمّة و منظّري المذهب الأشعري و شدّة اضطرابهم و حيرتهم عند الموت نقلها شيخ الإسلام بن تيميّة في رسالته ''الفتوى الحمويّة'':

قال الرازي:

"لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن,وقال ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي".


قال إمام الحرمين الجويني

"لقد خضت البحر الخضم، وتركت أهل الإسلام وعلومهم، وخضت في الذي نهوني عنه، والآن إن لم يتداركني ربي برحمة منه فالويل لفلان، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي."

قال الغزالي:

«أكثر الناس شكًا عند الموت أصحاب الكلام»

الفتوى الحمويّة لشيخ الأسلام بن تيميّة رحمه الله

أبو هاجر القحطاني
2014-02-25, 12:18
تحرير الفارق بين أهل السنة والصوفية في مسألة التبرك :

التبرك المشروع : هو أن يلتمس العبد البركة والزيادة في الخير بسبب ذات مباركة أو زمان مبارك، وتكون هذه البركة قد ثبتتْ لذلك السبب ثبوتًا شرعيًّا، مع ثبوت الكيفية التي تُنال بها هذه البركة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن التمس العبد البركة في ذات أو قول أو فعل أو زمن أو مكان بدون إذن من الشارع، كما يفعله العامة، من تقبيل أعتاب الأولياء والتابوت الذي يجعل فوق رأسهم بقصد التبرك، بل والتبرك بكل مكان ارتبط بحدث مبارك، كمكان مولده صلى الله عليه وسلم، والأمكنة التي مر بها اتفاقًا من غير قصد لبقعة معينة، أو جلس فيها اتفاقًا كغار جبل ثور، ونحو ذلك، فهو تبرك ممنوع.

وعلى ذلك فالتبرك عند أهل السنة:

هو أن يلتمس العبد البركة في ذات أو قول أو فعل أو زمن أو مكان بإذن الشارع، على كيفية مخصوصة، بوسائل مشروعة.

أما عند الصوفية:

فالأمر أوسع من ذلك؛ إذ إن التبرك عندهم التماس البركة في ذوات الأولياء وقبورهم وآثارهم، ومن ذلك شد الرحال لزيارة قبورهم, والصلاة فيها، والدعاء عندها، والتمسح بترابها وجدرانها طلبًا للخير والبركة والنماء .
انظر الإبداع في مضار الابتداع: للشيخ علي محفوظ، (203)، والسنن والمبتدعات، للشقيري (171)، وتلبيس إبليس لابن الجوزي، ومفاهيم ينبغي أن تصحح (156) .


منقول للأمانة

SuperMarket
2014-02-25, 13:15
جزاك الله عنا كل خير

اللَّهُمّے صَلٌ علَےَ مُحمَّدْ و علَےَ آل مُحمَّدْ كما صَلٌيت علَےَ إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل إِبْرَاهِيمَ وبارك علَےَ مُحمَّدْ و علَےَ آل مُحمَّدْ كما باركـت علَےَ إِبْرَاهِيمَ و علَےَ آل إِبْرَاهِيم فى الْعَالَمِين إِنَّك حَميدٌ مَجِيدٌ

ابو محمد بن عبد الله
2014-02-25, 14:31
شيخ العثيمين ينصح بكتاب سفر الحوالي في رده على الاشعرية

*ابوعبدالله*
2014-02-25, 16:38
جزاكم الله خيرا

أبو هاجر القحطاني
2014-02-26, 12:47
سئل الشيخ احمد بن يحيى النجمي - رحمه الله -

س : من قال لاإله الا الله وهو مع ذلك يدعو المقبورين ومن يسميهم بالأولياء من دون الله فيما لا يقدر عليه الا الله؟

قال رحمه الله : اعلم أن من قال لا إله الا الله وهو يدعو غير الله راجيا منه جلب النفع ودفع الضر الذي لا يقدر على جلبه أو دفعه إلا الله أو ينذر له أو يذبح على اسمه او يستغيث به ويستجير فهو مشرك شركا أكبر، كافر بوحدانية الله وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ولو كرر لا إله الا الله في اليوم سبعين ألف مرة ، فإن ذلك لا ينفعه أبدا حتى يكفر بما يعبد من دون الله .

المرجع : (المورد العذب الزلال/ص147))

أبو هاجر القحطاني
2014-02-28, 12:41
قال الذهبيُّ في السير (17/558) في ترجمة أبي الحسن الأشعري : وقد ألف كتاباً سماهُ الإبانة ويقول فيه : فإن قيلَ فما الدليل على أن لله وجها ويدا ؟ قال: قوله : {ويبقى وجه ربك} وقوله: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ}. فأثبت تعالى لنفسه وجهاً ويداً. إلى أن قال : فإن قيل: فهل تقولون إنه في كل مكان ؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على عرشه، كما أخبر في كتابه. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها: الحياء والعلم والقدرة والسمع والبصرة والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى. فهذا نص كلامه. وقال نحوه في كتاب التمهيد له، وفي كتاب الذب عن الأشعري، وقال: قد بينا دين الأمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جائت بغير تكييف ولا تحديث ولا تجنيس ولا تصوير.
قلتُ (أي الذهبي): فهذا المنهج هو طريقة السلف وهو الذي أوضحه أبو الحسن وأصحابه، وهو التسليم لنصوص الكتاب والسنة، وبه قال ابــن الباقلاني وابن فورك والكبار إلى زمن أبي المعالي، ثم زمن أبي حامد، فوقع اختلاف وألون ، نسأل الله العفو. انتهى.

عاشق الحسن
2014-03-01, 07:45
لا تسجن عقلك ولا تحبس قلبك و تعرف عليه...و اذكره تجده تجاهك...و دع عنك القيل و القال ...فإنه قريب...

مهاجر إلى الله
2014-03-02, 00:51
جزاك الله خيرا
ونفع بك

mehdisirocco
2014-03-02, 04:44
موفق ان شاء الله

أبو هاجر القحطاني
2014-03-03, 12:47
قواعد فى الأسماء والصفات

القاعدة الأولى: القول في الصفات كالقول في الذات
وبيانها : أن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا صفاته، ولا أفعاله. فإذا كان لله ذات حقيقية لا تماثل الذوات بلا خلاف فكذلك الصفات الثابتة له في الكتاب والسنة، هي صفات حقيقية لا تماثل سائر الصفات فالقول في الذات والصفات من باب واحد.
وهذه قاعدة عظيمة يناقش بها من ينكر الصفات مع إثباته الذات فإن إثبات الذات للرب عز وجل محل إجماع الأمة.
فإذا قال قائل: لا أثبت الصفات لأن في إثباتها تشبيهًا لله بخلقه.
يقال له: أنت تثبت لله ذاتًا حقيقية وتثبت للمخلوقين ذواتًا أفليس هذا تشبيهًا على قولك!! فإن قال: إنما أثبت ذاتًا لله لا تشبه الذوات ولا يسعه غير هذا. قيل له يلزمك هذا في باب الصفات فإن كانت الذات لا تشبه الذوات وهو حق فكذلك صفات الذات الإلهية لا تشبه الصفات. فإن قال: كيف أثبت صفة لا أعلم كيفيتها. قلنا: له كما تثبت ذاتًا لا تعلم كيفيتها.
_______
كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة صـ 91

أبو هاجر القحطاني
2014-03-03, 12:49
قواعد فى الأسماء والصفات

القاعدة الثانية : القول في بعض الصفات كالقول في بعضها الآخر

وشرحها : أن القول في بعض صفات الله من حيث الإثبات والنفي ؛ كالقول في البعض الآخر ، وهذه القاعدة يخاطب بها من يثبت بعض الصفات وينكر البعض الآخر . فإذا كان الرجل يثبت بعض الصفات كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر وغيرها ، ويجعل ذلك كله حقيقة ثم ينازع في صفة المحبة والرضا والغضب وغيرها ، ويجعل ذلك مجازًا فيقال له : لا فرق بين ما أثبته وبين ما نفيته ، فالقول في أحدهما كالقول في الآخر . فإن كنت تثبت له حياة وعلمًا وقدرة وسمعًا وبصرًا لا تشبه ما يثبت للمخلوقين الذين يتصفون بهذه الصفات ، فكذلك يلزمك أن تثبت له محبة ورضًا وغضبًا كما أخبر هو عن نفسه من غير مشابهة للمخلوقين وإلا وقعت في التناقض .
_______
كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة صـ 92:91

أبو هاجر القحطاني
2014-03-03, 12:50
قواعد فى الأسماء والصفات

القاعدة الثالثة : الأسماء والصفات توقيفية
أسماء الله وصفاته توقيفية لا مجال للعقل فيها ، وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة ، فلا يزاد فيها ولا ينقص ، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله تعالى من الأسماء والصفات ، فوجب الوقوف على النص . قال تعالى: { وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }الإسراء : 36
_______
كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة صـ 92

أبو هاجر القحطاني
2014-03-03, 12:51
فتنة ابن القشيري :


واقعة حصلت تظهر كره الأشاعرة لأهل السنة و الجماعة ( خصوصا الحنابلة ) , و سعيهم الدئوب لإثارة الفتنة بين المسلمين , كان في مواجهة ابن القشيري ابو جعفر العباسي الحنبلي الذي يقول فيه ابن الجوزي : كان عالما فقيها , ورعا عابدا , زاهدا , قوالا بالحق , لا يحابي , و لا تأخذه في الله لومة لائم , وقال فيه ابن عقيل : كان يفوق الجماعة من أهل مذهبه و غيرهم في علم الفرائض , وقال ابن رجب الحنبلي : وكان معظما عند الخاصة و العامة , زاهدا في الدنيا الى الغاية , قائما في انكار المنكرات بيده و لسانه مجتهدا في ذلك .(1)
ولنذكر القصة حسب نقل ابن رجب الحنبلي بلفظه حيث قال : أن أبا نصر القشيري ورد بغداد سنة تسع وستين وأربعمائة , وجلس في النظامية (2) , واخذ يذم الحنابلة , وينسبهم الى التجسيم , وكان المتعصب له أبو سعد الصوفي , ومال الى نصره ابو إسحاق الشيرازي (3) , وكتب الى نظام الملك الوزير يشكو الحنابلة , ويسئله المعونة , فاتفق جماعة من أتباعه الهجوم على الشريف ابي جعفر في مسجده و الايقاع به , فرتب الشريف جماعة اعدهم لرد خصومة ان وقعت , فلما وصل اولئك باب المسجد رماهم هؤلاء بالاجر , فوقعت الفتنة , وقتل من اولئك رجل من العامة , وجرح اخرون , واخذت الثياب , واغلق اتباع ابن القشيري ابواب مدرسة النظام , وصاحوا المستنصر بالله , يا منصور , يعنون العبيدي صاحب مصر ( الرافضي ) , وقصدوا بذلك التشنيع على الخلفية العباسي ( السني ) , وانه مماليء للحنابلة لاسيما و الشريف ابوجعفر ابن عمه , وغضب ابو اسحاق , واظهرت التأهب للسفر , وكاتب فقهاء الشافعية نظام الملك بما جرى , فورد كتابه بالامتعاض من ذلك و الغضب لتسلط الحنابلة على الطائفة الاخرى وكان الخليفة يخاف من السلطان ووزيره نظام الملك ويداريهما . ( 4 )
ثم ذكر : ان الخليفة لما خاف من تشنيع الشافعية عليه عند النظام امر الوزير ان يجيل الفكر بما تنحسم به الفتنة , فاستدعى الشريف ابا جعفر بجماعة من الرؤساء منهم ابن جردة , فتلطفوا به حتى حضر الليل , وحضر ابو اسحاق , و ابو سعد الصوفي , وابو نصر بن القشيري , فلما حضر الشريف عظمه الوزير ورفعه , وقال : ان امير المؤمنين ساءه ما جرى من اختلاف المسلمين في عقائدهم , وهؤلاء يصالحونك على ما تريد , و امرهم بالدنو من الشريف , فقام ابو اسحاق ( 5) , وكان يتردد في ايام المناظرة الى مسجده بدرب المطبخ , فقال : انا ذاك الذي تعرف , وهذه كتبي في اصول الفقه , اقول فيها خلافا للأشعرية , ثم قبل رأسه .
ثم قام ابو سعد الصوفي , فقبل رأس الشريف وتلطف به , فالتفت مغضبا وقال : ايها الشيخ , ان الفقهاء اذا تكلموا في مسائل الأصول فلهم فيها مدخل , واما انت , فصاحب لهو وسماع وتعبير , فمن زحمك على ذلك حتى داخلت المتكلمين و الفقهاء , فأقمت سوق التعصب ؟ّ!
ثم قام ابن القشيري وكان اقلهم احتراما للشريف , فقال الشريف : من هذا ؟ فقيل : ابو نصر بن القشيري , فقال : لو جاز ان يشكر احد على بدعته لكان هذا الشاب , لانه باد هنا بما في نفسه , ولم ينافقنا كما فعل هذان , ثم التفت الى الوزير فقال : اي صلح يكون بيننا ؟ّ! انما يكون الصلح بين مختصمين على ولاية او دنيا او تنازع في ملك , فاما هؤلاء القوم فانهم يزعمون انا كفار , فأي صلح بيننا ؟! .
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية وابن الجوزي في المنتظم ان هذه الفتنة ادت الى حبس الشريف ابي جعفر العباسي , واخراج ابن القشيري من بغداد . ( 6 )
ولم يمضي سنة على انطفاء الفتنة حتى اشتعلت مرة ثانية و ادت الى حرب بين الطرفين كان ضحيتها عشرين قتيلا , يقول ابن كثير وهو يتحدث عن حوادث سنة ( 470 ه ) : وفي شوال منها وقعت فتنة بين الحنابلة وبين فقهاء النظامية , وحمى لكل من الفريقين طائفة من العوام , وقتل بينهم نحو من عشرين قتيلا وجرح اخرون , ثم سكنت الفتنة . ( 7 )

المصادر :( 1 ) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ج1 ص 16 رقم 11 .
( 2 ) إحدى المدارس ببغداد .
( 3 ) أحد كبار فقهاء الاشاعرة المعروفين ، وصاحب كتاب المهذب الذي شرحه النووي .
( 4 ) ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ج1 ص 19 ، 20 رقم 11 .
( 5 ) فقيه اشعري .
( 6 ) البداية والنهاية ج12 ص 123 حوادث سنة 469 هـ ، المنتظم ج16 ص 181 حوادث سنة 469 هـ .
( 7 ) البداية والنهاية ج12 ص 125 .

توفيق43
2014-03-03, 14:29
10- عقيدة الإمام أبي حنيفة والطحاوي موافقتان لمذهب الأشعري
قال الدكتور: {وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري، وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه، وقد نقلوا عن الإمام أنَّه صرَّح بكفر من قال: إنَّ الله ليس على العرش أو توقف فيه , وتلميذه أبو يوسف كفَّر بشراً المريسي، ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش، ومعلوم أيضا أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي}
أقول: قوله: (وكان معاصرا للأشعري): صحيحٌ.
وقوله: "وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد أبي حنيفة وأصحابه": هذا أيضا صحيحٌ ، لكن سياقه في مساق أنَّ هذه العقيدة مخالفةٌ لعقيدة الأشاعرة وإيهامَه ذلك غيرُ صحيح، فإنَّ هذه العقيدةَ معتمَدَةٌ عند أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية الحنفية إلا ثلاث مسائل خالف فيها الأشاعرة ووافق فيها الحنيفة. ومن المقرر أن مسائل الخلاف بين الأشعرية والماتريدية مسائل فرعية في العقيدة، لا تقتضى التبديع، ومن أجل ذلك لم يبدع أحدهما الآخر.
قال الزبيدي: قال التاج السبكي: سمعت الشيخ الإمام الوالد يقول: ما تضمنته عقيدة الطحاوي هو ما يعتقده الأشعري، لا يخالف إلا في ثلاث مسائل... وقد تأملت عقيدة أبي جعفر الطحاوي فوجدت الأمر على ما قاله الشيخ الإمام الوالد.
وعقيدة الطحاوي زعم أنها الذي عليها أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد. ثم تصفحت كتب الحنيفة فوجدت جميع المسائل التي بيننا وبينهم خلاف فيها ثلاث عشرة مسألة، منها معنوي ست مسائل، والباقي لفظي، وتلك الستة المعنوية لا تقتضي مخالفتهم لنا ولا مخالفتنا لهم تكفيراً ولا تبديعاً، صرح بذلك أبو منصور البغدادي وغيره من أئمتنا وأئمتهم، وهو غنيٌّ عن التعريف لوضوحه... ثم هذه المسائل الثلاثة عشر لم يثبت جميعها عن الشيخ ولا عن أبي حنيفة- رضي الله عنهما- ولكنَّ الكلام بتقدير الصحة. انتهى كلام السبكي[1] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=188#_ftn1).
ثم أن عقيدة الطحاوي مخالفة لعقيدة الدكتور في أهم مسائل العقيدة، ومن ذلك قوله في نفي الحدود والجهات: "تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات" وقوله: "والعرش والكرسي حق، وهو مستغن عن العرش وما دونه، محيطٌ بكلِّ شيء، وبما فوقه" هكذا بلفظ "بما فوقه" وما فوق العرش هو اللوح المحفوظ كما في حديث الصحيحين: " إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق، إن رحمتي سبقت غضبي، فهو مكتوبٌ عنده فوق العرش" وقال الطحاوي أيضا: "له معنى الربوبية ولا مربوب ، ومعنى الخالق ولا مخلوق" وهذا مخالف لقول من يقول بالقدم النوعي للعالم، وبتسلسل الحوادث في جانب الماضي.
وقول الدكتور: "وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه" هذا الكلام مثل الكلام السابق صحيحٌ، ولكن الخطأ في السياق والإيهام، والفقه الأكبر أيضا مشتمل على ما يخالف عقيدة الدكتور منها قوله: " ومعنى الشيء إثباته –أي إثبات الله- بلا جسم ولا جوهرٍ ولا عَرَضٍ ولا حدَّ له، ولا ضدَّ له، ولا ندَّ له ، ولا مثلَ له " ففيه نفي الحد عن الله تعالى الذي هو لازم للاستقرار على العرش.
ومنها قوله: " ويتكلم لا ككلامنا، ونحن نتكلم بالآلات والحروف، والله تعالى يتكلم بلا آلة ولا حروف، والحروفُ مخلوقةٌ، وكلامُ الله تعالى غيرُ مخلوق. وهذا مخالف لمذهب من قال: إن الله تعالى يتكلم بحروف وأصوات.
وقول الدكتور: " وقد نقلوا عن الإمام انه صرح بكفر من قال ان الله ليس على العرش أو توقف فيه". أقول: الذي روى ذلك عن أبي حنيفة اثنان:
الأول: أبو مطيع البلخي، قال الإمام أحمد: لا ينبغي أن يُروَى عنه شيءٌ. وعن يحيى بن معين : ليس بشيء. وقال أبو حاتم الرازي: كان مُرْجِئاً كذاباً. راجع: (لسان الميزان) و(ميزان الاعتدال)
والثاني: هو نوح الجامع: قال العلماء فيه: كان جامعاً لكلِّ شيء إلا الصدق وهو وضاع مشهور، راجع "تهذيب التهذيب".
وقول الدكتور: "ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش"
أقول: الأشاعرة لا ينفون العلو كما لا ينكرون الاستواء على العرش، نعم ينفون استقراره تعالى على العرش وجلوسه عليه، لأنه لم يرد به كتاب ولا سنة، وقد رده العقل والشرع. قال الحافظ العسقلاني: (ولا يلزم من كون جهتي العلو والسفل محالاً على الله أن لا يوصف بالعلو لأن وصفه بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس)[2] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=188#_ftn2) وقال الإمام الخطابي ما نصه: وليس معنى قول المسلمين إن الله على العرش هو أنه تعالى مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته، لكنه بائن من جميع خلقه، وإنما هو خبر جاء به التوقيف فقلنا به ونفينا عنه التكييف إذ (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)[3] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=188#_ftn3).
وقول الدكتور: (ومعلوم أيضا أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي)
أقول: أولا:
الدعاوى إذا لم يقم عليها :: بينات أصحابها أدعياء.
وأقول ثانيا كما قال الزبيدي في شرح الإحياء: إن كلاً من الإمامين أبي الحسن وأبي منصور رضي الله تعالى عنهما وجزاهما الله عن الإسلام خيرا لم يبدعا من عندهما رأيا ولم يشتقا مذهبا، وإنما هما مقرران لمذهب السلف مناضلان عما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله تعلى عليه وآله وسلم، فأحدهما قام بنصرة نصوص مذهب الشافعي وما دلت عليه، والثاني قام بنصرة نصوص مذهب أبي حنيفة وما دلت عليه، وناظر كل منهما ذوي البدع والضلالات حتى انقطعوا وولوا منهزمين، وهذا في الحقيقة أصل الجهاد الحقيقي... فالانتساب إليهما إنما هو باعتبار أن كلا منهما عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك وأقام الحجج والبراهين عليه، فصار المقتدى به في تلك المسائل يسمى أشعريا وماتريدياً.
وذكر العز بن عبد السلام أن عقيدة الأشعري أجمع عليها الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة، ووافقه على ذلك من أهل عصره شيخ المالكية في زمانه أبو عمرو بن الحاجب وشيخ الحنيفة جمال الدين الحصيري وأقره على ذلك التقي السبكي فيما نقله عنه ولده التاج.. انتهى ... وأصل هذا الكلام لتاج الدين السبكي[4] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=188#_ftn4).
وقال التاج السبكي: وهذه المذاهب الأربعة -ولله الحمد- في العقائد واحدة إلا من لحق منها بأهل الاعتزال والتجسيم، وإلا فجمهورهم على الحق. يقرون عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها العلماء سلفا وخلفا بالقبول، ويدينون الله برأي شيخ السنة أبي الحسن الأشعري الذي لم يعارضه إلا مبتدع[5] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=188#_ftn5). وقال: ولقد قلت مرة للشيخ الإمام رحمه الله: أنا أعجب من الحافظ ابن عساكر في عَدِّه طوائف من أتباع الشيخ، ولم يذكر إلا نزراً يسيرا وعدداً قليلا، ولو وَفَّى الاستيعاب حقه لاستوعب غالب علماء المذاهب الأربعة، فإنهم برأي أبي الحسن يدينون الله تعالى، فقال إنما ذكر من اشتهر بالمناضلة عن أبي الحسن، وإلا فالأمر كما ذكرت من أن غالب علماء المذاهب معه.[ (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=188#_ftn6)

توفيق43
2014-03-03, 14:30
12-موقف علماء الجرح والتعديل من الأشاعرة
قال الدكتور: {"فما ظنك بحكم رجال الجرح والتعديل ممن يعلم أن مذهب الأشاعرة هو رد خبر الآحاد جملة... وأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة... وغيرُها من الطوام..}
أقول أولا: إن علم الجرح والتعديل قد تقرر قبل أن يتكون مذهب الأشعري كمذهب عَقَدي، وعلماء الجرح والتعديل قد أفضوا إلى ربهم قبل ذلك، وكلُّ من ألَّفَ بعد ذلك في الجرح والتعديل من الحفاظ كالمزي، والذهبي، والعسقلاني، فإنما اعتمدوا كلام السابقين ونقلوه، وإن كان الدكتور أراد برجال الجرح والتعديل هؤلاء المتأخرين من الحفاظ فما منهم من أحد جرح الأشاعرة جملة من حيث هم أشاعرة، نعم قد يكون بعضهم قد جرح بعض الأشاعرة، لكن كلام الدكتور يفيد أن الأشاعرة جملة مجروحون عند رجال الجرح والتعديل، وهذا حكم يعلم الدكتور بطلانه، ثم إنه ما من مذهب إلا وفيه من جرح، فقد جرح الذهبي في "الميزان" وابن حجر في "لسان الميزان" مجموعة من فقهاء الحنابلة. منهم صدقة بن الحسين البغدادي، وعبد العزيز بن الحارث التميمي، وعبيد الله بن علي البغدادي، وعبيد الله بن محمد ابن بطة العكبري، وانظر مخازيه وفظائعه في "لسان الميزان". فهل يقدم المنصف على الطعن في الحنابلة وفي المذهب الحنبلي بمثل هؤلاء المطعونين منهم؟؟!!
ثم أقول: ليس من مذهب الأشاعرة رد خبر الآحاد، بل مذهبهم أن خبر الواحد ليس بحجة قطعية بحيث يكفر من لا يعتقد مقتضاه، وهو حجة عندهم في الاعتقاد بمعنى انه يؤثم ويبدع مخالفه، ولكن لا يكفر، وهذا الرأي مالا يجوز المحيد عنه. وانظر كتبهم الكلامية كيف يستدلون فيها دائما على إثبات العقائد بأخبار الآحاد، ولا سيما في قسم السمعيات منها وسيأتي تحقيق المسألة.
وأما الصحيحان فأشهر من نار على علم أن علماء الأشاعرة يرون وقوع الإجماع على صحة ما فيهما من الأحاديث غير ما انتقد منها، وغير ما وقع فيها التخالف.
ولم يقل أحد من الأشاعرة: إن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة.

13-علماء السلوك موافقون للأشاعرة
قال الدكتور: {وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصة بأئمة المذاهب المعتبرين، بل هو منقول أيضا عن أئمة السلوك... حتى إن عبد القادر الجيلاني لما سئل هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل؟ قال: ما كان وما يكون}
أقول: إذا جاء عن بعض أئمة السلوك ذم الأشاعرة فإن هذا لا يعني أن كلهم أو أكثرهم قد ذموا الأشاعرة أو رموهم بالابتداع، بل من المقرر الذي هو أشهر من نار على علم أن معظم أئمة السلوك والتربية إما أشعرية أو ماتريدية، ثم إنه ليست عقيدة الأشعرية مخالفة في الأصول لأصول عقيدة الإمام أحمد، كما يفيده كلام الدكتور. نعم هناك اختلاف في مسائل هي من مسائل الاجتهاد وليست من المسائل الأصول في العقيدة.
ومن أراد التحقق من أن عقيدة أئمة السلوك موافقة لمذهب الأشاعرة ومخالفة لما عليه الدكتور من الاعتقاد فليراجع الفصل الأول من الرسالة القشيرية المعقود لبيان معتقدهم في الأصول وإليك نبذة يسيرة من ذلك: (الله هو الواحد...لا حد لذاته ولا حروف لكلماته) (أثبت ذاته ونفى مكانه) (ليس بجسم ولا جوهر ولا عرض... لا جهة له ولا مكان... ولا يحله حادث، ولا يحمله على الفعل باعث... ولا يقال أين هو، ولا كيف هو... ولا يقال: لم فعل ما فعل؟ إذ لا علة لأفعاله... يُرى لا عن مقابلة...)؛ ثم ليراجع عقيدة كل واحد من أئمة السلوك في كتبهم ورسائلهم كي يتحقق مما قلناه من بطلان ما قاله الدكتور.

توفيق43
2014-03-03, 14:32
23- أبو الحسن الأشعري وأبو محمد البربهاري أيهما إمام أهل السنة؟
قال الدكتور: {وليكن معلوما أن ابتداء أمر الأشاعرة أنهم توسلوا إلى أهل السنة أن يكفوا عن هجرهم وتبديعهم وتضليلهم، وقالوا: نحن معكم ندافع عن الدين وننازل الملحدين، فاغتر بهذا بعض علماء أهل السنة وسكتوا عنهم، فتمكن الأشاعرة في الأمة، ثم في النهاية استطالوا على أولئك واستأثروا بهذا الاسم دون أهله، وأصبحوا هم يضللون أهل السنة، ويضطهدونهم، ويلقبونهم بأشنع الألقاب}
أقول: ذكر الدكتور كلامه هذا ثم استدل في التعليق على إثبات دعواه هذه بقوله: "انظر سير أعلام النبلاء 15/ 90 مقابلة الأشعري لإمام السنة في عصره البربهاري" هذا هو كلام الدكتور سفر!
فانظر يا رعاك الله فإن الدكتور عدَّ البربهاري إمام أهل السنة في عصره، وعدَّ الإمام الأشعري من المهجورين المبدَّعين المضَلَّلِين من قبل أهل السنة وعلى رأسهم البربهاري، وجعل مقابلة الأشعري للبربهاري دليلاً على ذلك، وعلى أن الأشعري توسَّل بهذه المقابلة إلى الكف عن هجره وتبديعه وتضليله، هذه أربع دعاوي كلها منظور فيها، فنذكر المقابلة أولاً، ثم نبين مذهب البربهاري في العقيدة، ثم نورد عقيدة الإمام أحمد، ثم نعود إلى هذه الدعاوي الأربع ونبين ما هو حظها من الصحة.
أما المقابلة فقد أوردها الذهبي في السير، فقال: فقيل: إن الأشعري لما قدم بغداد جاء إلى أبي محمد البربهاري، فجعل يقول: رددت على الجبائي، رددت على المجوس وعلى النصارى، فقال أبو محمد، لا أدري ما تقول ولا نعرف إلا ما قاله الإمام أحمد، فخرج وصنف "الإبانة"، فلم يقبل منه، هكذا أورد الذهبي المقابلة بصيغة التضعيف والتمريض حيث قال: (فقيل: إن الأشعري...) ولتضعيف الذهبي وزنه وقيمته، وأورد المقابلة الذهبي في تاريخ الإسلام وابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة.[1] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn1)
وأما عقيدة البربهاري فقد كان من الجهوية المجسمة على ما نقل عنه وأكرر فأقول: على ما نقل عنه.
قال ابن أبي يعلى: "وسمعت أخي أبا القاسم -نضر الله وجهه- يقول: لم يكن البربهاري يجلس مجلساً إلا ويذكر فيه أن الله عز وجل يقعد محمداً صلى الله عليه وسلم معه على العرش،"[2] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn2) والقعود والمماسة وصف الأجسام.
وقال ابن الأثير في الكامل تحت عنوان: (فتنة الحنابلة ببغداد) وفيها عظُم أمر الحنابلة وقويت شوكتهم، وصاروا يكبسون من دور القواد والعامة... واستظهروا بالعميان الذين كانوا يأوون المساجد، وكانوا إذا مر بهم شافعي المذهب أغروا به العميان فيضربون بعضهم حتى يكاد يموت، فخرج توقيع الراضي (الخليفة العباسي) بما يقرأ على الحنابلة ينكر عليهم فعلهم ويوبخهم باعتقاد التشبيه وغيره.
فمنه (أي من التوقيع) تارةً إنكم تزعمون أن صورة وجوهكم القبيحة السمجة على مثال رب العالمين، وهيئتكم الرذيلة على هيئته، وتذكرون الكف والأصابع والرجلين، والنعلين المذهبين، والشعر القطط، والصعود إلى السماء، والنزول إلى الدنيا، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا... إلى آخر ما ورد في المرسوم من الزيغ والضلال والمخازي والفضائح،[3] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn3) وقد كان هذا المرسوم والتوقيع من الخليفة العباسي ضد أصحاب أبي محمد البربهاري.
ونورد عقيدة الإمام أحمد المتعلقة بالموضوع منقولة من الرسالة المطبوعة في آخر الجزء الثاني من طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى في بيان عقيدة الإمام أحمد وقد جاء في هذه الرسالة ما يلي.[4] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn4)
ومذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل –رضي الله تعالى عنه- أن لله عز وجل وجهاً لا كالصور المصورة والأعيان المخططة، بل وجهٌ وصفه بقوله: ( كل شيء هالك إلا وجهه)، ومن غيَّرَ معناه فقد ألحد عنه، وذلك عنده وجهٌ في الحقيقة دون المجاز، ووجهُ الله باقٍ لا يبلى، وصفةٌ له لا تفنى، ومن ادَّعى أن وجهه نفسه فقد ألحد، ومن غيَّرَ معناه فقد كفر، وليس معنى وجهه معنى جسد عنده، ولا صورة، ولا تخطيط ومن قال ذلك فقد ابتدع.
وكان يقول: إن لله تعالى يدين، وهما صفة لله في ذاته، ليستا بجارحتين، وليستا بمركبتين، ولا جسم، ولا من جنس الأجسام، ولا من جنس المحدود والتركيب، ولا الأبعاض ولا الجوارح، ولا يقاس على ذلك، ولا له مرفق ولا عضد....
وفي هذه الرسالة:[5] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn5) وكان يقول إن الله عز وجل مستو على العرش المجيد.
وحكى جماعة عنه أن الاستواء من صفات الفعل, وحكى جماعة عنه أن كان يقول: إن الاستواء من صفات الذات.
وكان يقول في معنى الاستواء هو العلو والإرتفاع، ولم يزل الله عاليا رفيعا قبل أن يخلق عرشه، فهو فوق كل شيء والعالى على كل شيء، وإنما خص الله العرش لمعنى فيه مخالف لسائر الاشياء ، والعرش أفضل الأشياء وأرفعها ، فامتدح الله نفسه بأنه على العرش استوى، أى عليه علا.
ولا يجوز أن يقال استوى بمماسة ولا بملاقاة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
والله تعالى لم يلحقه تغيير ولا تبديل ولا يلحقه الحدود قبل خلق العرش ولا بعد خلق العرش.
هذه عقيدة الإمام أحمد كما نقلوها عنه، فقارن بينهما وبين ما نقلوه من عقيدة البربهاري
هل ترى بين عقيدتيهما إلا الخلاف والتضاد! ثم قارن بين عقيدة الإمام أحمد وعقيدة الإمام الأشعري التي ذكرها في كتابه "الإبانة" هل ترى بينهما إلا الوفاق والوئام! فأيهما أحق بأن يعد إمام أهل السنة في عصره هل البربهاري المخالف في العقيدة للإمام أحمد، أم الأشعري الموافق له فيها؟ وأيهما أحق بالتبديع والتضليل!!؟؟
ثم إن المقابلة لم تشمل على شيء من التبديع والتضليل من البربهاري للأشعري، كل ما فيها أن البربهاري كان على طريقة الإمام أحمد في كراهة الدخول في شيء من علم الكلام وحكاية أقوال المخالفين والرد عليهم؛ الأمر الذي كان يقوم به الأشعري ويراه من آكد الواجبات عليه. وليس موقف الإمام أحمد هذا حجة على غيره من الأئمة، فلكل منهم موقفه واجتهاده وأجره.
ثم إن هذه المقابلة تدل على أن كتاب الإبانة من أوائل ما كتبه الأشعري من كتبه، وأنه كتبها استدراجاً للبربهاري لمذهب الإمام أحمد الذي كان يدعى البربهاري أنه عليه، وليست الإبانة آخر كتاب للإمام الأشعري، ولا من أواخر كتبه كما يقال. وكما قال الدكتور.

24- بيان بطلان إقعاد الله تعالى لمحمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على العرش معه
ونود أن نتعرض لمسألة الإقعاد، فنقول: قد روي عن مجاهد أنه فسر المقام المحمود الوارد في قوله تعالى: (ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا) بإقعاد الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم وآله وسلم على العرش معه، وتبع مجاهدا على هذا بعض الناس منهم ابن تيمية، وانظر مجموع الفتاوى[6] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn6) وأشار إليها ابن القيم في بدائع الفوائد[7] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn7).
قال الكوثري في الكلام على هذا التفسير: روي عنه- أي عن مجاهد- بطرق ضعيفة، وتفسيره بالشفاعة متواتر معنى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فأنى يناهضه قول التابعي على تقدير ثبوته عنه.
ومن يقول: إن الله سبحانه قد أخلى مكاناً للنبي صلى الله عليه وسلم وآله في عرشه فيقعده عليه في جنب ذاته فلا شك في زيغه وضلاله واختلال عقله، رغم تقوِّلِ جماعة البربهارية من الحشوية، وكم آذوا ابن جرير حتى أدخل في تفسيره بعض شيء من ذلك مع أنه القائل:
سبحان من ليس له أنيس :: ولا له في عرشه جليس
ولو ورد مثل ذلك بسند صحيح لرُدَّ وعُدَّ أن هذا سند مركب، فكيف وهو لم يرفع إلى النبي صلى الله تعالى وآله وسلم أصلا، بل نسب إلى مجاهد بن جبر.
نعم لا مانع من أن يكون الله سبحانه يقعده على عرش أعده لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في القيامة إظهارا لمنزلته، لا أنه يقعد ويقعده في جنبه تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا، إذ هو محالٌ يُرَدُّ بمثله خبر الآحاد على تقدير وروده مرفوعا، فكيف ولم يرد ذلك في المرفوع! حتى قال الذهبي: ولم يثبت في قعود نبينا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم على العرش نص، بل في الباب حديث واه، وقال أيضا: ويروى مرفوعا وهو باطل.
فما ذكره ابن عطية وسايره الآلوسي فليس في محله لأن أصحاب الاستقراء لم يجدوه مرفوعا حتى نحتاج إلى محاولة التأويل بما يمجه الذوق.
ومن ظن أنه يوجد في مسند الفردوس ما يصح من ذلك لم يعرف الديلمي ولا مسنده وأرسل الكلام جزافا.
جزى الله الواحدي خيراً حيث رد تلك الأخلوقة رداً مشبعا، وكذا ابن معلم القريشي.
وأما ما يروى عن أبي داود أنه قال: من أنكر هذا الحديث فهو عندنا متهم، فبطريق النقاش صاحب شفاء الصدور، وهو كذاب عند أهل النقد.
وقال ابن عبد البر: إن لمجاهد قولين مهجورين عند أهل العلم: أحدهما: تأويل المقام المحمود بهذا الإجلاس. والثاني: تأويل (إلى ربها ناظرة)[8] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=194#_ftn8) بانتظار الثواب.
وفتنة أبي محمد البربهاري ببغداد في الإقعاد وصمة عار يأبى أهل الدين أن يميلوا إليها لاستحالة ذلك وتضافر الأدلة على تفسير المقام المحمود بالشفاعة، وإنما هذه الأسطورة تسربت إلى معتقد الحشوية من قول بعض النصارى بأن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء وقعد في جنب أبيه تعالى الله عن ذلك، فحاولوا أن يجعلوا للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما جعله النصارى لعيسى عليه السلام كسابقة لهم. تعالى الله عن ذلك.
قال الدكتور: {رأيت من واجبي أن أسهم بتفصيل مذهب الأشاعرة في كل أبواب العقيدة ليتضح أنهم على منهج فكري مستقل في كل الأبواب والأصول، ويختلفون مع أهل السنة والجماعة من أول مصدر التلقي حتى آخر السمعيات ما عدا قضية واحدة فقط!!!}
أقول تكرارا: إن التسنن وكون المذهب مذهب أهل السنة والجماعة ليس بالدعاوي (ولو أُعطي الناس بدعواهم لادَّعى أناس دماء أقوام وأموالهم) وإنما التسنن بالموافقة للكتاب والسنة ولسلف الأمة، وقد ادَّعى الدكتور سفر أن الأشاعرة يختلفون مع أهل السنة في كل مسائل العقيدة بما فيها السمعيات، أي إن مذهبهم مخالف للكتاب والسنة ولاعتقاد سلف الأمة، والسبب الأصل في ذلك ضلالهم في مصدر التلقي حيث جعلوا مصدر التلقي العقل فقط، ولم يعيروا للنقل أي للكتاب والسنة بالاً. هذا ما يدعيه الدكتور هنا إجمالا، ثم استعرض خمسة عشرة مسألة ادَّعى أن مذهب الأشاعرة فيها مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة مخالفةً تامة ما عدا المسألة الرابعة عشر حيث إن المخالفة فيها ليست بتامة، وقد حاول إثبات ذلك بما أقنع به نفسه، وأقنع من هو على شاكلته ممن لم يدرسوا مذهب الأشاعرة، ولم يتعلموه على وجهه.
ونحن نستعرض كلام الدكتور، ثم نتعقبه خطوة خطوة على وجه يتضح للقارئ المتأني مدى صحة دعوى الدكتور هذه، ومدى موافقة مذهب الأشاعرة للكتاب والسنة ومخالفته لهما، وبذلك يتضح أن أيهما أوفق بالكتاب والسنة، مذهب الأشاعرة أو مذهب الدكتور، ويتبين أن أيهما أحق باسم مذهب أهل السنة والجماعة، ولا أستعجل الحكم بشيء من ذلك هنا، بل أترك الحكم بذلك للقارئ المتأني المنصف.

توفيق43
2014-03-03, 14:36
14- الذي رجع عنه من رجع من الأشاعرة هو منهج الاستدلال لا العقيدة

قال الدكتور: {وههنا حقيقة كبرى أثبتها علماء الأشعرية الكبار بأنفسهم كالجويني وابنه أبي المعالي والرازي والغزالي وغيرهم، وهي حقيقة إعلان حيرتهم وتوبتهم ورجوعهم إلى مذهب السلف. وكتب الأشعرية المتعصبة مثل طبقات الشافعية أوردت ذلك في تراجمهم أو بعضه فما دلالة ذلك؟ إذا كانوا من أصلهم على عقيدة أهل السنة والجماعة فعن أي شيء رجعوا؟ ولماذا رجعوا؟ والى أي عقيدة رجعوا؟}
أقول: الذي رجع عنه من رجع منهم ليس هو العقيدة، وإنما الذي رجعوا عنه هو منهج الاستدلال من الغلو في الاعتماد على العقل، والجري في ذلك على أساليب الفلاسفة ومناهجهم، وهم أولاً دعاهم إلى ذلك ضرورة ردِّ مذاهب المعتزلة والفلاسفة، وبيان زيف أصولهم الباطلة، ورد الشبه التي أتت من قبلهم ليتم الإلزام لهم من باب:( من فمك أدينك)، ثم استقر هذا المنهج وصار علماً يدرس، وليس في أصول عقائد الأشاعرة والماتريدية ما يخالف الكتاب والسنة. ولو كان قد رجعوا عن عقائد معينة لكانوا بينوها وحذروا منها، فإن ذلك من آكد الواجبات، ولم يثبت عن أحد منهم شيء من ذلك.
نعم قد رجع بعض العلماء عن التأويل في الصفات الخبرية إلى التفويض، ومذهب التفويض وإن كان أولى وأسلم إلا أن التأويل بشروطه صحيح، ثم انه لا مناص من التأويل في بعض النصوص.
وهذا ما اضطر الإمام أحمد وبعض السلف إلى التأويل في بعضها. كما سيأتي
قال الدكتور: {وكتب الأشاعرة نفسها عند تعريف مذهبي السلف والخلف تقول إن مذهب السلف هو مذهب القرون الثلاثة، وبعضها يقول إنه مذهب القرون الخمسة...}
أقول: قد فرقت كتب الأشاعرة بين مذهب السلف والخلف في مسألة النصوص الواردة في الصفات فقط، وليس للأشاعرة في هذه المسألة مذهب موحد مقرر، فمنهم من رجَّح التفويض، ومنهم من رجَّح التأويل، ومنهم من توسَّط كالعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد.
نعم مما لا ينبغي أن يختلف فيه اثنان أن الكثير من المتأخرين من الأشاعرة قد غلوا في باب التأويل ووافقوا في بعض تأويلاتهم المعتزلة. وهذا ما يؤخذ عليهم.

15- علماء الأشاعرة هم السواد الأعظم من علماء الأمة

قال الدكتور: {ولولا ضيق الكلام لسردت قائمة متوازية أذكر فيها كبار الأشاعرة ومن عاصرهم من كبار أهل السنة والجماعة الذين يفوقون أولئك عددا وعلما وفضلا، وحسبك ما جمعه ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية"، والذهبي في "العلو" وقبلهما اللالكائي}
أقول: قد أورد الإمام تاج الدين السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى" فصلا عنونه بقوله: (ذكر بيان أن طريق الشيخ أبي الحسن الأشعري هي التي عليها المعتبرون من علماء الإسلام والمتميزون من المذاهب الأربعة في معرفة الحلال والحرام، والقائمون بنصرة دين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام)[1] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=190#_ftn1) هذا هو عنوان الفصل ثم قال: قد قدمنا في تضاعيف الكلام ما يدل على ذلك، وحكينا لك مقالة الشيخ ابن عبد السلام ومن سبقه إلى مثلها وتلاه على قولها حيث ذكروا: أن الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون. هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيح الحنفية، ثم قال السبكي:
ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق للأشعري ومنتسب إليه وراض بحميد سعيه في دين الله، ومثنٍ بكثرة العلم عليه، غير شرذمة قليلة تضمر التشبيه وتعادي كل موحد يعتقد التنزيه، أو تضاهي قول المعتزلة في ذمه. ثم قال السبكي: ونحن نحكي لك هنا مقالات أخر لجماعة من معتبري القول من الفقهاء. ثم أورد السبكي مجموعة من فتاوى علماء المذاهب الأربعة في تأييد المذهب الاشعري، ثم قال السبكي: سمعت الشيخ الإمام (الوالد) رحمه الله يقول: ما تضمنه عقيدة الطحاوي هو ما يعتقده الأشعري لا يخالفه إلا في ثلاث مسائل ثم قال: قلت: أنا اعلم أن المالكية كلهم أشاعرة لا أستثني أحدا، والشافعية غالبهم أشاعرة لا أستثني إلا من لحق منهم بتجسيم أو اعتزال ممن لا يعبأ الله به، والحنفية أكثرهم أشاعرة، أعني يعتقدون عقد الأشعري، لا يخرج منهم إلا من لحق منهم بالمعتزلة، والحنابلة أكثر فضلاء متقدميهم أشاعرة، لم يخرج منهم عن عقيدة الأشعري إلا من لحق بأهل التجسيم، وهم في هذه الفرقة من الحنابلة أكثر من غيرهم، وقد تأملت عقيدة الطحاوي... إلى آخر ما نقلناه عنه آنفا.[2] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=190#_ftn2)
أقول: وقد ذكر الإمام الحافظ ابن عساكر في كتابه (تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري) جملة من علماء المذاهب ممن اشتهر بالمناضلة عن الإمام أبي الحسن، وقد أورد أسماءهم تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى، ثم قال السبكي: فهذه جملة من ذكرهم الحافظ في التبيين، وقال (الحافظ) لولا خوفي من الإملال والإسهاب لتتبعت ذكر جميع الأصحاب، وكما لا يمكنني إحصاء نجوم السماء كذلك لا أتمكن من استقصاء جميع العلماء مع انتشارهم في الأقطار والآفاق من المغرب والشام وخراسان والعراق، ثم قال السبكي: ولقد أهمل على سعة حفظه من الأعيان كثيرا وترك ذكر أقوام كان ينبغي حيث ذكر هؤلاء أن يشمر عن ساعد الاجتهاد في ذكرهم تشميرا... ثم أضاف السبكي جملة من أعيان علماء الأمة ممن فات ابن عساكر ذكره، وممن تأخر عنه.[3] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=190#_ftn3)
ونقل الذهبي عن الإمام الحافظ أبي ذر الهروي أنه قال في حق إمام الأشاعرة في عصره القاضي أبي بكر الباقلاني: "كل بلد دخلته من بلاد خراسان وغيرها لا يشار فيها إلى أحد من أهل السنة إلا من كان على مذهبه وطريقته".[4] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=190#_ftn4) هذه الجملة من كلام أبي ذر وحدها –فضلا عما تقدمها- كافية في إثبات دعوى أن أكثر أئمة المسلمين على مذهب الأشاعرة.
أقول: إحترز الإمام ابن عبد السلام ومن وافقه بقولهم: "إن فضلاء الحنابلة أشعريون" عن أناس من الحنابلة ذهبوا إلى التشبيه وشانوا مذهب الإمام أحمد. قال ابن الجوزي: "ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح، وانتدب للتصنيف ثلاثة: أبو عبد الله بن حامد وصاحبه القاضي وابن الزاغوني، فصنفوا كتبا شانوا بها المذهب، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام، فحملوا الصفات على مقتضى الحس... وأخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات... ولم يقنعوا أن يقولوا: صفة فعل، حتى قالوا: صفة ذات... وقد تبعهم خلق من العوام... وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم: لقد شان المذهب شيناً قبيحاً لا يغسل إلى يوم القيامة"[5] (http://www.almostaneer.com/Pages/BookDetails.aspx?ID=190#_ftn5) والخطاب في أئمتكم للحنابلة.
ثم أقول: إن العلامة المميزة لمذهب أهل السنة هي الموافقة للكتاب والسنة ولما كان عليه سلف الأمة، وليس التسنن بالدعاوي ولا بكيل التهم للمخالفين (ولو أعطي الناس بدعواهم لادَّعى ناس دماء أقوام وأموالهم) وأنا أترك الحكم بأن مذهب الأشاعرة هل هو مذهب أهل السنة والجماعة لموافقته للكتاب والسنة ولما كان عليه سلف الأمة، أو بأنه خارج عن مذهب أهل السنة لمخالفته لما ذكر. أنا أترك الحكم بذلك لقارئ تعليقاتنا هذه بتدبر وتأمل وتجرد وحياد، فليقرأها القارئ وليحكم بإنصاف.
ولا أدَّعي أن الأشاعرة معصومون ولا أنهم مصيبون في جميع ما ذهبوا إليه من المسائل التي خالفهم فيها غيرهم، ولكن أدعى أنهم مصيبون فيما هم عليه من أصول العقائد، وأنهم هم الطائفة العظمى من طوائف أهل السنة والجماعة، وأنهم فحول أهل السنة، وأنهم يمثلون العمود الفقري من مذهب أهل السنة والجماعة، وأما المسائل التي وقع الخلاف فيها بينهم وبين غيرهم فهم في عامة أحوالهم على حق. وقد يكون الحق مع مخالفيهم، وإذا أخطؤوا فخطؤهم خطأ اجتهادي هم مأجورون عليه، لأنه ليس خطأ في أصول العقيدة، بل هو خطأ في المسائل التي هي من مجال الاجتهاد من مسائل العقيدة.

توفيق43
2014-03-03, 14:38
الذي يريد ردود الاشاعرة على كل الاتهامات التى يوجهها اليهم



http://www.almostaneer.com/Pages/BooksIndex.aspx?ID=111


أو
عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين للشيخ صلاح الدين الإدلبي

توفيق43
2014-03-03, 14:43
لقد صنفت في الفترة الأخيرة عدد من المصنفات والرسائل في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية ، تجاه تشويشات الخصوم هداهم الله تعالى ، فمما صدر من هذه المؤلفات دون ترتيب ولا حصر :

1- مؤلفات ورسائل وتحقيقات العلامة الكوثري ومقالاته ، وهي مطبوعة منشورة معروفة






2- تهنئة الصديق المحبوب ونيل السرور المطلوب بمغازلة ! سفر المغلوب (نقد كتابه : منهج الاشاعرة في العقيدة) تأليف السيد حسن بن علي السقاف دار الامام النووي الطبعة الاولى 1414 ه‍ . وهو منشور على الشبكة لمن بحث عنه .

3- رسائل ومؤلفات السيد عبد الله بن عبد الرحمن المكي الهاشمي ، كالقول الوجيه في ذم القول بالتشبيه ، وغيرها ، وهي مطبوعة متداولة .


4- عقيدة القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي تأليف الدكتور أحمد نور سيف ، وهي دراسة مفردة ، قدم بها لكتاب شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني في كتابه الرسالة للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي ، وقد قرظها مفتي مصر السابق الدكتور أحمد الطيب .


5- كفى تفريقا باسم السلف رد على كتاب سفر الحوالي ، للدكتور عمر كامل ، وهو مطبوع متداول .
وقد حاول أن يرد عليه أحد المعاصرين المخالفين لمنهج الأشاعرة لكنه تعسف في الرد ولم يأت بشيء ! .



6- عقيدة الإمام الأشعري مذهب السواد الأعظم من المسلمين في الأصول ، للسيد مصطفى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوي العطاس ، طبع بدار الأصول باليمن 2006م .


7- كتاب الاشاعرة بين الحقائق والاوهام : تأليف الشيخ محمد صالح الغرسي وهو من علماء تركيا رد فيه على سفر الحوالي . مطبوع .


8- أهل السنة الأشاعرة - شهادة علماء الأمة وأدلتهم :
جمع وإعداد : حمد السنان ، و فوزي العنجري

قرظه جماعة وهم :
الدكتور محمد حسن هيتو ، والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ، والدكتور علي جمعه محمد ،
والدكتور وهبة الزحيلي ، والدكتور حسين عبد الله العلي ، والدكتور محمد فوزي فيض الله ،
والدكتور عجيل جاسم النشمي ، والدكتور محمد عبد الغفار الشريف ، والدكتور عبد الفتاح البزم ،
والسيد علي زين العابدين الجفري .
صدر عن دار الضياء للطباعة والنشر والتوزيع - الطبعة الأولى 1427هـ - 2006م




9- ونشر مؤخرا على الشبكة كتاب جديد مهم في نفس الموضوع ، وهو كتاب عقائد الأشاعرة - في حوار هادئ مع المناوئين ، وهو رد على سفر الحوالي في تجنيه على السادة الأشاعرة وتضليله إياهم .
وهو للدكتور صلاح الدين الإدلبي جزاه الله خيرا ، وجعله في ميزان حسناته ، وولدكتور مؤلفات جيدة متنوعة يطول ذكرها . ويقع في نحو ( 266صفحة )



منقول

saim_n
2014-03-04, 15:29
اغلب الصوفية اندثروا مع العصر الحديث وارتفاع المستوى العلمي

baha123
2014-03-05, 19:54
الله يرزقك بارك الله فيك