marami
2009-07-06, 12:07
عطاء الله
إذا سمحنا لأنفسنا أن نتحدث عن الله، وتركنا لأقلامنا العنان لتسطر عطاء الله، وفتحنا لقلوبنا الطريق لتنبض بحب الله.. وتلمس حنان الله فسنشعر بالرهبة والخشوع والنور يملأ وجداننا والصفاء يحيط بنا، ونصل في النهاية إلى العجز ... العجز عن الحديث عن الله ... العجز عن وصف عطاء الله ... العجز عن التعبير عن فيض الله وعظمة آيات الحب الرباني وروعة لمسات الحنان الإلهي مما يقودنا إلى الإيمان بالله والسجود لله الواحد القهار حامدين شاكرين مؤمنين عارفين ذاكرين فضل الله علينا ولولا فضل ا لله علينا ورحمته لكنا من الخاسرين
يسجد القلب الإنساني لله الواحد الرحمن، ويلهث وتعلو صوت دقاته التي تنبض بسرعة شديدة متسابقا مع الزمن في حب الله محاولا أن يسبق القلم ويقفز فوق السطور وكأنه يريد أن يحفر بداخله ويحفظ الكلمات التي تهبط عليه، خائفا من فقدانها متمنيا أن يسجل ويثبت المشاعر والأحاسيس التي يتفاعل بها ويهتز لها ويذوب معها سابحا في اشراقات النور التي هي هبة من عند الله وفيض من فيوضات عطائه .
ودائما يمتزج عطاء الله بلمسات حنانه الكبرى، فهو سبحانه وحده الذي يعطى في الحقيقة، وهو وحده الذي يهب ويمنح ما يشاء ولمن يشاء.
ويعرف الإنسان المؤمن أن تذكره الدائم بعطاء الله له وفضله العظيم عليه إنما يحمى نفسه من الأمر بالسوء والشعور بالاغترار والإحساس بالغرور والتكبر، وينجيه من ا لوقوع في براثن النفس الأمارة بالسوء، والسقوط في حبائل الشيطان، وبهذا الاعتراف الكامل بفضل الله العظيم عليه، لا يعطى لنفسه الأمارة بالسوء الفرصة لكي تظهر فيغتر وتمارس وظيفتها وطبيعته في الأمر بالسوء وإنما يخفيها تماما وتظهر النفس المطمئنة التي تجد الاطمئنان والأمان في لجوءها إلى الله، وتحس بالحب والحنان في اعترافها بالكامل بفضل الله عليه... وبنعم ا لله ولمسات حنانه، وآيات حبه وفيوضات عطائه، واشراقات نوره، ونسمات تلطفه، وآثار رحمته، وشواهد فتوحاته العظمى ودلائل مكاشفاته الكبرى
وتمضى الأيام ولا يزال فيض الله للإنسان المؤمن ممنوحا بأمره جل جلاله، وعطائه له مفتوحا بإذنه سبحانه ولمسات حنانه تحيط به من كل جانب بإرادته ومشيئته عز وجل .. ليقف الإنسان ويتأمل ويتفكر ويتبصر ويتدبر في عظمة الله .. وحنان الله .. وقدرة الله .. ونعمة الله، ويوقن بأن كل ذرة في كيانه تحيى في كل لحظة في عطاء الله وحده ولمسات حنانه سبحانه، مما يجعله يسلك طريقه حبا لله وحده حامدا شاكرا عطائه الكريم له صابرا على ابتلائه .. طامعا في القرب منه عز وجل .. وليعرف بأن الله أحبه قبل أن يخلقه، وأعطاه قبل أن يسأله، وأنعم عليه بلمسات حنانه قبل أن يدعوه لعله يذكر ويتذكر آلائه الكبرى، فان الذكرى تنفع المؤمنين .
ورحمة الله تملأ أرجاء الوجود كله .. وتفتح أبواب الأمل والإيمان والسعادة الروحية أمام كل فرد.
ودائما عطاء الله للانسان عطاء عظيم، وحنان الله عليه حنان كريم ... وتختلف آثار هذا العطاء، لمسات هذا الحنان من شئ إلى آخر:
فمنها ما هو نعمة كبرى يقف إزاءها الإنسان المؤمن وقفة تأمل ويحس بالرهبة والخشوع أمامها، وتكون سببا في إدخال السكينة والطمأنينة إلى قلبه
ومنها ما هو مرشد له يدفعه إلى تقويم سلوكه، وتهذيب أخلاقه، وصقل نفسه مما يجعله يشكر الله على لطفه الكريم به
ومنها ما هو كشف له يقوده إلى أن يعرف ويتبين ويشهد بنفسه حفظ الله به، وحمايته سبحانه له
وصور أخرى كثيرة ومختلفة تبلور العطاء الرباني والحنان الالهى .
وبالرغم من فضل الله العظيم على الإنسان المؤمن إلا أنه يخشى دائما على نفسه من نفسه ... فان النفس أمارة بالسوء، وكذلك فهو يذكر نفسه في كل لحظة ويعترف في كل وقت بأن ما به من نعم هو فضل الله العظيم عليه وأنه يحيا بلمسات حنانه سبحانه له، وتلطفه جل جلاله عليه، ورحمته عز وجل به ... فهو دائما يرجع الفضل كله لله وحده وليس له الفضل في أي شيء في حياته .
وتشاء إرادته سبحانه أن يفيض من حنانه وعطائه فيخلق الخلق، ويمضى فيض الحنان والعطاء، فيخلق آدم ثم يخلق من آدم وزوجه النوع الإنساني، وتمتد لمسات حنانه الكبرى فيرسل الله بأنبيائه ورسله ويبعث كتبه السماوية إلى عباده يحملها إليهم رسله من البشر حيث يوحيها الله إليهم والتي تدعو جميعها إلى عبادة الله الواحد، وتهدى إلى الحق والخير والرشد منها: الصحف التي نزلت على إبراهيم عليه السلام، والزبور الذي أنزل على داود عليه السلام، والتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، وأخيرا القرآن الكريم
هدية الله إلى العالمين الذي أنزله سبحانه الله العظيم على رسوله وعبده المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
إن القرآن الكريم هو كتاب الله العظيم .. مأدبة الله التي تسع الناس جميعا، فيه
النور والهدى والحكمة والموعظة الحسنة، والمثل والعبرة، والتوجيه والمشورة، وأدب المعاملة وفضائل السلوك ...
انه دستور ا لحياة الذي يوضح لنا الطريق الأمثل الذي يجب أن نسير فيه للقرب من ا لله عز وجل، ويرسم لنا ا لتشريع الأعلى الذي يجب اتباعه حتى نفوز بحب الله وضاه
انه حقا .. هدية الله إلى العالمين .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على آيات العطاء الربانى ... ولمسات الحنان الإلهي التي هي أثر من آثار حب الله للانسان .
إن حنان الله يملؤنا ويحيط بنا في كل لحظة ... فكل شيء من حولنا ينطق بلمسات الحنان الإلهي ونسمات العطاء الرباني التي هي نبع فياض من حب ا لله الكبير
ناهـد الخراشي
كاتبة اسلامية/مستشار النفس المطمئنة
.
إذا سمحنا لأنفسنا أن نتحدث عن الله، وتركنا لأقلامنا العنان لتسطر عطاء الله، وفتحنا لقلوبنا الطريق لتنبض بحب الله.. وتلمس حنان الله فسنشعر بالرهبة والخشوع والنور يملأ وجداننا والصفاء يحيط بنا، ونصل في النهاية إلى العجز ... العجز عن الحديث عن الله ... العجز عن وصف عطاء الله ... العجز عن التعبير عن فيض الله وعظمة آيات الحب الرباني وروعة لمسات الحنان الإلهي مما يقودنا إلى الإيمان بالله والسجود لله الواحد القهار حامدين شاكرين مؤمنين عارفين ذاكرين فضل الله علينا ولولا فضل ا لله علينا ورحمته لكنا من الخاسرين
يسجد القلب الإنساني لله الواحد الرحمن، ويلهث وتعلو صوت دقاته التي تنبض بسرعة شديدة متسابقا مع الزمن في حب الله محاولا أن يسبق القلم ويقفز فوق السطور وكأنه يريد أن يحفر بداخله ويحفظ الكلمات التي تهبط عليه، خائفا من فقدانها متمنيا أن يسجل ويثبت المشاعر والأحاسيس التي يتفاعل بها ويهتز لها ويذوب معها سابحا في اشراقات النور التي هي هبة من عند الله وفيض من فيوضات عطائه .
ودائما يمتزج عطاء الله بلمسات حنانه الكبرى، فهو سبحانه وحده الذي يعطى في الحقيقة، وهو وحده الذي يهب ويمنح ما يشاء ولمن يشاء.
ويعرف الإنسان المؤمن أن تذكره الدائم بعطاء الله له وفضله العظيم عليه إنما يحمى نفسه من الأمر بالسوء والشعور بالاغترار والإحساس بالغرور والتكبر، وينجيه من ا لوقوع في براثن النفس الأمارة بالسوء، والسقوط في حبائل الشيطان، وبهذا الاعتراف الكامل بفضل الله العظيم عليه، لا يعطى لنفسه الأمارة بالسوء الفرصة لكي تظهر فيغتر وتمارس وظيفتها وطبيعته في الأمر بالسوء وإنما يخفيها تماما وتظهر النفس المطمئنة التي تجد الاطمئنان والأمان في لجوءها إلى الله، وتحس بالحب والحنان في اعترافها بالكامل بفضل الله عليه... وبنعم ا لله ولمسات حنانه، وآيات حبه وفيوضات عطائه، واشراقات نوره، ونسمات تلطفه، وآثار رحمته، وشواهد فتوحاته العظمى ودلائل مكاشفاته الكبرى
وتمضى الأيام ولا يزال فيض الله للإنسان المؤمن ممنوحا بأمره جل جلاله، وعطائه له مفتوحا بإذنه سبحانه ولمسات حنانه تحيط به من كل جانب بإرادته ومشيئته عز وجل .. ليقف الإنسان ويتأمل ويتفكر ويتبصر ويتدبر في عظمة الله .. وحنان الله .. وقدرة الله .. ونعمة الله، ويوقن بأن كل ذرة في كيانه تحيى في كل لحظة في عطاء الله وحده ولمسات حنانه سبحانه، مما يجعله يسلك طريقه حبا لله وحده حامدا شاكرا عطائه الكريم له صابرا على ابتلائه .. طامعا في القرب منه عز وجل .. وليعرف بأن الله أحبه قبل أن يخلقه، وأعطاه قبل أن يسأله، وأنعم عليه بلمسات حنانه قبل أن يدعوه لعله يذكر ويتذكر آلائه الكبرى، فان الذكرى تنفع المؤمنين .
ورحمة الله تملأ أرجاء الوجود كله .. وتفتح أبواب الأمل والإيمان والسعادة الروحية أمام كل فرد.
ودائما عطاء الله للانسان عطاء عظيم، وحنان الله عليه حنان كريم ... وتختلف آثار هذا العطاء، لمسات هذا الحنان من شئ إلى آخر:
فمنها ما هو نعمة كبرى يقف إزاءها الإنسان المؤمن وقفة تأمل ويحس بالرهبة والخشوع أمامها، وتكون سببا في إدخال السكينة والطمأنينة إلى قلبه
ومنها ما هو مرشد له يدفعه إلى تقويم سلوكه، وتهذيب أخلاقه، وصقل نفسه مما يجعله يشكر الله على لطفه الكريم به
ومنها ما هو كشف له يقوده إلى أن يعرف ويتبين ويشهد بنفسه حفظ الله به، وحمايته سبحانه له
وصور أخرى كثيرة ومختلفة تبلور العطاء الرباني والحنان الالهى .
وبالرغم من فضل الله العظيم على الإنسان المؤمن إلا أنه يخشى دائما على نفسه من نفسه ... فان النفس أمارة بالسوء، وكذلك فهو يذكر نفسه في كل لحظة ويعترف في كل وقت بأن ما به من نعم هو فضل الله العظيم عليه وأنه يحيا بلمسات حنانه سبحانه له، وتلطفه جل جلاله عليه، ورحمته عز وجل به ... فهو دائما يرجع الفضل كله لله وحده وليس له الفضل في أي شيء في حياته .
وتشاء إرادته سبحانه أن يفيض من حنانه وعطائه فيخلق الخلق، ويمضى فيض الحنان والعطاء، فيخلق آدم ثم يخلق من آدم وزوجه النوع الإنساني، وتمتد لمسات حنانه الكبرى فيرسل الله بأنبيائه ورسله ويبعث كتبه السماوية إلى عباده يحملها إليهم رسله من البشر حيث يوحيها الله إليهم والتي تدعو جميعها إلى عبادة الله الواحد، وتهدى إلى الحق والخير والرشد منها: الصحف التي نزلت على إبراهيم عليه السلام، والزبور الذي أنزل على داود عليه السلام، والتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل على عيسى عليه السلام، وأخيرا القرآن الكريم
هدية الله إلى العالمين الذي أنزله سبحانه الله العظيم على رسوله وعبده المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم
إن القرآن الكريم هو كتاب الله العظيم .. مأدبة الله التي تسع الناس جميعا، فيه
النور والهدى والحكمة والموعظة الحسنة، والمثل والعبرة، والتوجيه والمشورة، وأدب المعاملة وفضائل السلوك ...
انه دستور ا لحياة الذي يوضح لنا الطريق الأمثل الذي يجب أن نسير فيه للقرب من ا لله عز وجل، ويرسم لنا ا لتشريع الأعلى الذي يجب اتباعه حتى نفوز بحب الله وضاه
انه حقا .. هدية الله إلى العالمين .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على آيات العطاء الربانى ... ولمسات الحنان الإلهي التي هي أثر من آثار حب الله للانسان .
إن حنان الله يملؤنا ويحيط بنا في كل لحظة ... فكل شيء من حولنا ينطق بلمسات الحنان الإلهي ونسمات العطاء الرباني التي هي نبع فياض من حب ا لله الكبير
ناهـد الخراشي
كاتبة اسلامية/مستشار النفس المطمئنة
.