تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اعتذر قبل فوات الأوان......


NANOUSSA
2009-07-04, 13:30
قصة رائعة من أحد الأشخاص أعجبتني وأحببت أن أنقلها لكم

قد لا يكون في الوقت سعة للاعتذار



أبو فهد زميل عمل يبلغ من العمر نحو 50 عاما. في ليلة، وبمناسبة سكنه في منزل جديد، أقام مأدبة عشاء للزملاء. لبيّت العزيمة وليتني لم ألبِّها. فقد ندمت على ذهابي! ولكن لماذا؟
تجمع الزملاء وذهبنا معاً. بيننا المسن والشاب. لفيف من الزملاء أكتظ بهم مجلسه! أطفال ثلاثة من أطفاله أخذوا مكانا في طرف المجلس، هم: محمد وأنس ومعاذ.
كان أبو فهد يصب القهوة بشوشا ضاحكا فرحاً إلى أن جاءت اللحظة التي قلبتُ فيها كيانه! نعم أنا قلبت فرحه إلى حزن! وأبكيته دون أن أعلم ما يخفي هذا الخمسيني!
لم يرُق لي صب أبي فهد للقهوة، وقمت وألححت عليه كي أصبها! فأنا لم أتعود في محيطي أن أجد كبيراً في السن يصب القهوة!
لكنه حلف وأجبرني على الجلوس.
قلت له ممتعضا أين فهد؟ لماذا لا يأتي ويقابل الرجال ويساعد أباه؟
لم أكن أعرف عن فهد إلا أنه ابنه البكر، ولهذا تمت تسميته أبو فهد.
كنت حديث عهد في الإدارة نعمل فيها، ولم أعرف أسرار الزملاء ولا أي أمر خاص لهم. كانوا بالنسبة لي صناديق مغلقة. لا أعرف عن حياتهم الخاصة أي شيء.
عندما سألت عن فهد صمت المجلس عن بكرة أبيه. وتغيرت ملامح أبي فهد! اختفت الابتسامة! ولجمت الألسن! فعلمت أني أخطأت فصمتُّ!
لاح بوجهه بعد أن وضع الدلة على الطاولة وخرج من المجلس وتبعه أطفاله الثلاثة! التفتُّ إلى زميلي الذي يجلس إلى جواري وسألته: ماذا في الأمر؟
قال: فهد مات! وأنت أعدتَ الأحزان! سألته: متى مات؟ فأجاب: منذ عشر سنوات!
عشر سنوات وما زال يذكره! يا لرقتك يا أبا فهد! ولم أكن أعلم أن سبب الحزن لم تكن الوفاة بل أمر آخر أشد مرارة!
عاد أبو فهد بعد أن أفرغ ما به، لكن آثار البكاء بادية على وجهه!
بعد العشاء أردت أن أبقى بعد الضيوف لأقدم له الاعتذار.
اقتربت منه وقلت: أنا آسف لم أعلم أن فهد قد مات! لكن هذا قدره! وهو نهايتنا جميعاً!
قال: حصل خير! لكن ذكراه لا تغيب!
قلت: ولكن يا أبا فهد عشر سنوات وأنت تبكيه! أين الإيمان بالقدر.؟!
قال: أنا مؤمن بالقدر. حزني لم يكن للوفاة، فقد فقدت معه طفلة أخرى في حادث وقع وأنا عائد للرياض من أبها في إحدى الإجازات الصيفية، ولم أبكِها كما بكيته!
مات وهو يبكي! مات بعد أن أغضبته، بعد أن ضربته! لم يسعفني القدر لضمه! أو لتطييب خاطره! أو لمسح دموعه!.
كان أبو فهد قادماً من أبها بصحبة عائلته، وكان فهد في العاشرة من عمره، يجلس في المقعد الخلفي لاهيا ومسببا إزعاجا لوالده. لم يحتمل أبو فهد الأمر، فضربه ضربا مبرحا، فبكى فهد! وتألم والده! ومع ذلك قال في نفسه: سأراضيه في الرياض. ثم وقع الحادث وفهد يجهش بالبكاء، ومات هو وطفلة رضيعة! وأصيبت بقية العائلة وتم نقلهم للرياض على طائرة إخلاء طبي!
يقول أبو فهد: ليته يعود لو لساعة! لقد مات والحسرة في صدري! أريد أن أضمه وأمسح دموعه.
أنا مؤمن بالقضاء والقدر! ولكن ما زالت الحسرة في قلبي! مات وهو غاضب! مات وهو باك! مات دون أن أضمه على صدري وأطيب خاطره.
*****
كثير منا يتمنى لو أسعفه القدر ليقول: آسف!
نحن نقسو على من نحب! ونردد: الأيام كفيلة بإرضائهم!
ولا نعلم أن الموت ربما يكون له رأي آخر!
قريب لي ماتت والدته وهي غاضبه عليه! ماتت وهو يسوّف ويقول: غدا أطيب خاطرها! لكن ماتت قبل أن يأتي ذلك الغد! وبقيت الحسرة في صدره منذ موتها! ولن تتركه الحسرة إلا برحيله!
****
صدق من قال: إن زهرة واحدة تهديها لشخص على قيد الحياة خير من إكليل من الزهور تضعه على قبره!

النسر الشامخ
2009-07-05, 18:40
سيدتي الكريمة مـا اجمـل هذه العبـرة ....فهي اوحت لي ان ابادر بالصفـح والعفو على من ظلمته ومن ظلمني ؟؟لان الاعمـار بيد اللــــــــــه ؟؟ وان لااؤجل ......لان الموت اقرب من حبــــــل الوريــــــد؟؟؟

NANOUSSA
2009-07-08, 19:20
شكرااااااااااااا على الرد اخي الكريم

تجويد
2009-07-08, 21:24
بارك الله فيك
فعلا لو كنا نعلم كم لكلمة اسف من تاثير ليهلنا الامر على انفسنا وعلى غيرنا

ssousou
2009-07-11, 19:30
مشكورة اختي دائما مواضيعك جميلة وانت اكيد الاجمل والله نورتينا بمواضيعك التي تحتوي على اجمل الكلمات ولكل كلمة معنى وعبرة جزاك الله الف خير