مشاهدة النسخة كاملة : في فوضى منهج الهذيان هذه أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحيَّة بكلِّ رموزها و أذنابها
أبومحمد17
2014-02-06, 16:44
في فوضى منهج الهذيان
هذه أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحيَّة بكلِّ رموزها و أذنابها
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الذَّكيُّ يقرأ بعقله ،وينظر بأذنيه و عينيه، ويسمع بعينيه و أذنيه.
الحمد لله وحده، و الصَّلاة و السَّلام على من لا نبيَّ بعده.
إذ أكتب هذا المقال الَّذي انتقد فيه سلفيَّة يحسبها كثير من الشَّباب أنَّها تمثِّل السَّلف الصَّالح، و تحرس الشَّريعة الإسلاميَّة، فإنِّي أقصد بالذَّات أولئك الشَّباب الجامعيِّين و طلبة العلم الشَّرعيِّ، ممَّن ركَّب الله فيهم عقولا صحيحة، و لهم ذهن سيَّال، قد دجَّنت هذه السَّلفيَّة عقولهم بخطاب مغلوط ، و شعارات دينيَّة محتلَّة، لا تمتُّ لها بصلة وثيقة، أو توضع في غير موضعها، مِن وصف أهل الحقِّ بالضَّلال و الزَّيغ و الفتنة ، و تغليف تأصيلاتها بشعارات كــ:" السُّنَّة، و الحقِّ، و الطَّائفة المنصورة، و الفرقة النَّاجية، و السَّلف، و أهل السُّنَّة"، فينغلق عقل هذا الشَّباب، أو يحجز عليه فلا يستطيع التَّمييز، أو لا يتلقَّى من العلم ما يستطيع التَّمييز به بين منهج السُّنَّة الحقيقيِّ، و بين منهج هؤلاء المركَّب من قواعد سنِّيَّة ممزوجة بقواعد خارجيَّة و تصرُّفات شخصيَّة، وسوء فهم وترتيب للأدلَّة الشَّرعيَّة، و بعد عن الواقع، و عجز عن فصل علميٍّ واضح بين اجتهادات أئمَّة السُّنَّة والأصول الشَّرعيَّة .
هذا المنهج الَّذي أدخل هؤلاء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة الإسلاميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل للإسلام، و الدَّعوة إليه لا إلى الأشخاص ، فصاروا عقولا ساكنة عن الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، لا تتحرَّك إلاَّ لإيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم .
لأنَّه إذا انفردت الحياة عن الدِّين فسدت أحوال النَّاس، وقد صار هؤلاء الشَّباب بمعزل عن حقيقة الإيمان و كمال الدِّين، و صار الدِّين عندهم في محلِّ رحمة و شفقة، لا في محلِّ علوٍّ وعزٍّ ،فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إلاَّ الله، و اقتصرت على تتبُّع أخطاء العلماء، أو افتعالها إن لم توجد ،لأنَّه لا شيء لهم يعملونه غير ذلك.
و إن غلب على بعضهم الحماس للدِّين، لكنَّهم أعرضوا عمَّا لا يتمُّ الدِّين إلاَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها.
فإلى هؤلاء الشَّباب ممَّن يملكون عقولا صحيحة، و نفوسا أبيَة، و فطرة سليمة أقول: ألا ترون مآسي هذه الجماعة، و كيف أصبحت الأمَّة تئنُّ من خذلانها و شقِّها لصفوف أهل السُّنَّة ؟!
يلاحظ المتتبِّعون لأحوال السَّلفيَّة التَّجريحيَّة المتقلِّبة أنَّها في المدَّة الأخيرة دخلت في طور الاحتضار و التَّلاشي، فأصبح الحوار العلميُّ الصَّادر عنها حوارا داخليًّا في الصَّميم، وعندما أقول الحوار العلميَّ فإنِّي أقصد حملات السَّبِّ و الشَّتم و التَّجريح المتبادلة، و إن شابها شيءٌ من العلم.
وقد بدأ هذا الانهيار يوم جعلت هذه السَّلفيَّة مهمَّتها في الدِّين التَّطبيق الحرفيَّ لمسألة "هجر المبتدع و التَّحذير منه"،و لا أقصد هنا المبتدع حسب معايير هذه السَّلفيَّة، فهذا شأنٌ آخر ، ولكن المبتدع وفق المعايير الشَّرعيَّة، فبدلا من التَّضييق عليه بشغل المساحات الفكريَّة و الاجتماعيَّة، و ما يتفرَّع عنها، الَّتي ينشط فيها وحجزها لنفسه نظرًا لاهتمامه بحياة النَّاس الواقعية، و اقتراحه البدائل لهم انسحبت السَّلفيَّة التَّجريحيَّة إلى مجال مطاردته فيما أصاب فيه، و أجاد في استعماله، كخطابه للمعاندين للدِّين، و مزاحمته العلمانية في مراكز نفوذها و نشاطها .
فالأفكار المعادية للدِّين أصبحت اليوم تجتاح المجتمعات الإسلاميَّة، و تكتسح المجالات الحيويَّة للأمَّة، كالجامعات، مستعملة خطابا ملغَّما بشبهات المعتزلة و العقلانيِّين من المتكلِّمين، تزعزع به مكانة القرآن و السُّنَّة في نفوس المسلمين و عقولهم.
و إذا كنَّا نتفهَّم سبب إغفال هذه السَّلفيَّة لهذا الخطر، و أنَّ تكوينها العلميِّ، و أفقها المعرفي، وربَّما أحيانا بيئتها الضَّيِّقة، المتكوِّنة من العناصر المشابهة لها، و المنقطعة عن العالم الخارجيِّ عنها، و العاجزة كلِّيَّة عن توجيه أي خطاب إسلاميِّ موضوعي وصحيح لأيِّ طبقة من طبقات المجتمع الثَّقافيَّة أو الاجتماعيَّة خارج جماعتها.
فمن يخاطب هؤلاء النَّاس الَّذين ليسوا علمانيِّين، ولا شيوعيِّين، ولا رافضة، و لكن فيهم الاستعداد لأن يصيروا من عناصر هذه الدَّعوات الباطلة؟!
ولكنَّنا لا نتفهَّم هجومها على العلماء و الدَّعاة و المفكِّرين المسلمين الَّذين تنبَّهوا باكرًا لهذا الوباء ، وكيف جعلتهم إمَّا يرضون بتهميش أنفسهم، أو تضييع وقتهم في الرَّدِّ على تفاهاتها ، و استفراغ الجهد في كشف حقيقتها.
فلم تفهم هذه السَّلفيَّة، ولم تدرك وجه الاختلاف بين المبتدع في زمن السَّلف، وفي تصوُّرهم، أي: المبتدع الَّذي لا يملك أي مسوِّغ شرعيٍّ على بدعته، ففي أقلِّ أحواله هو أكبر سِنًّا من بدعته في الأصول، وبين مبتدع هو ضحية و نتاج سنين وقرون من التَّأصيل لهذه البدع ،و تزيينها بالأدلَّة البدعيَّة ذات الاشتباه الشَّرعيِّ، أو هي من البدع العمليَّة الَّتي أفرزتها الأحاديث الضَّعيفة و الموضوعة، و الَّتي لم يكن أصحابها أبدا محلَّ هجر عند السَّلف.
فبدلا من إظهار السُّنَّة بالدَّعوة الجميلة الَّتي تُبرز محاسنها، و تفوُّقها في التَّأصيل و الأسلوب المعتمد على الملاطفة و الإقناع، و الَّذي يظهر باللُّزوم مساوئ البدعة و ضعف تأصيلها.
فبدلاً من إثبات محاسن الشَّريعة، وما فيها من الأمر بمصالح العباد، وما ينفعهم من النَّهي عن مفاسدهم ،وما يضرُّهم، وأنَّ الرَّسول الَّذي بُعث بها بعث رحمةً كما قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }.
ووصف نبيَّه بالرَّحمة فقال :{ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ } { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }،راحت هذه السَّلفيَّة تحاول إظهار مساوئ البدعة، و هذا خلط كبير إذ مساوئ البدعة لا تكشف محاسن السُّنَّة و لكنَّ العكس صحيح.
ولما نفذ مخزون المعرَّضين للتَّجريح و الذَّمِّ، أو قُل: لم يتضرَّر من هذا المنهج التَّجريحي المبتدعون الحقيقيُّون، لأنَّهم ينشطون في مساحات لا تنشط فيها هذه السَّلفيَّة، و لا جمهورهم هو جمهورها.
قامت السَّلفيَّة التَّجريحية بتعويض النَّقص بالتَّسلُّط على أبناء دعوتهم، و لذلك لم يتأثَّر سلبًا بهذا المنهج إلاَّ أهل السُّنَّة الَّذين شوَّهت صورتهم عند الموافق و المخالف.
ومن أبرز العلامات الَّتي تدلُّك على بدعيَّة هذا المنهج التَّجريحي التَّخريبي و أنَّه صورة مشوَّهة، و اختزال فاحش مخلٌّ لمنهج السَّلف، ما تعانيه هذه الجماعة من تآكل داخليٍّ، فلم تعد تستهوي إلاَّ الأحداث، ممَّن لا يعرف رأسه من قدميه في الدِّين، أو أصحاب المصالح من الفاشلين في العلم ، الَّذين يغطُّون عجزهم و تقصيرهم في حمل رسالة الإسلام إلى كلِّ الآفاق الثَّقافيَّة و الفكريَّة بابتغاء العنت لدعاة و علماء السُّنَّة العاملين بصدق.
فمنهج هؤلاء هو إفرازات لصفات نفسيَّة تعتري شعورهم فتؤثِّر على فكرهم ،و تجعلهم يميلون دائما لناحية التَّعنت و التَّصلُّب،و لذلك لا يستهويهم من صنوف العلم إلاَّ مقالات الطَّعن في فلان، و كشف ضلالات علَّان؟
و لعل عدَّاد المواقع الالكترونية يكشف لك عدد القرَّاء لمثل هذه المقالات، و عدد قرَّاء المقالات العلميَّة.
وهذا الأمر عُرف قديما في الخوارج، و حتَّى تتحقَّق منه في القوم فإليك بعض أوجه التَّشابه، تفهم من خلالها أنَّ القواعد المعمول بها في منهج هؤلاء أقصد قواعد الجرح و التَّعديل، هي قواعد الخوارج، و ليست قواعد أهل الحديث و السُّنَّة.
ومعلوم أنَّ للخوارج عقيدة معروفة كما لهم منهج معروف في التَّعامل مع الأخطاء الَّتي هي في نظرهم أخطاء، و يتَّسم هذا المنهج بالتَّسرُّع في الحكم بموجب الخطأ، و عدم اعتباره للاجتهاد، و التَّأويل، وعدم العلم، وغيرها من أعذار شرعيَّة صحيحة.
كما أنَّ علاقتهم ببعضهم بعضا يُنظِّمها التَّوجُّس من الإخوان، و الحذر منهم، و الكمين لبعضهم بعضا، كأنَّهم لا همَّ لهم إلاَّ تصيُّد الأخطاء، فهم دائما في استعداد لتلقُّفها ، و يتوقَّعونها في كلِّ حين، لذلك عرفوا في التَّاريخ بسرعة الانشقاق و الانشطار، فكلَّما حدث فيهم موضوع علميٌّ انقسموا إلى فرقتين أو ثلاث.
و اليوم نجد بعض من ينتسب للسَّلف قد أخذ بمنهجهم في إهدار حسنات المؤمنين و الترَّكيز على أخطاء أهل العلم، أو بالأحرى تخطئتهم ولو كانوا مصيبين حتَّى يذعنوا لهم، و يستسلموا لهم، و لا يصدروا إلاَّ عن رأيهم و أمرهم.
ولبيان أنَّ منهج هذه السَّلفيَّة الشَّاذَّة و المنحرفة عن منهج السَّلف الصَّالح أذكر بعض أوجه التَّشابه و المقاربة بينهم و بين الخوارج، نلمس من خلالها منهج هؤلاء الحقيقيّ، ومن أين استمدُّوه.
يتعامل هؤلاء في العلم ومع النَّاس بكثير من القواعد الضَّعيفة يخرجونها في قالب السُّنَّة، وذلك بالتَّعبير عنها بألفاظ أهل السُّنَّة و الجماعة ومصطلحاتهم، وحتَّى تعرف ضررهم على الدَّعوة الإسلاميَّة ، وتعرف أنَّ الألفاظ إذا خالفت مدلولاتها لا تكون عنوانا للحقِّ، ولا للسُّنَّة مهما كان الحال،فهذه بعض قواعدهم:
تابعها على صفحتي الرَّسميَّة تحت عنوان: "فيصل التَّفرقة العلميَّة بين السَّلفيَّة الشَّرعيَّة و السَّلفيَّة البدعيَّة"
وغدا .... مقال آخر ليوم آخر.
الشيخ مختار الطيباوي
باهي جمال
2014-02-06, 17:26
لقد وضعت يدك على الجرح الغائر نعرف انه الالم العظيم ولكن ساعد وقارب ولا تشتد بارك الله فيك
NEWFEL..
2014-02-06, 18:10
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif
أبومحمد17
2014-02-06, 19:30
لقد وضعت يدك على الجرح الغائر نعرف انه الالم العظيم ولكن ساعد وقارب ولا تشتد بارك الله فيك
الموضوع ليس لي اخي الحبيب انما للشيخ مختار الطيباوي
أبومحمد17
2014-02-06, 19:31
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif
واياك اخي الكريم
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 21:06
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى كل الجاحدين والناقمين هذا البيان والتوضيح
السلفية صمام أمان للأمة
كلمة «السلفية» منسوبة إلى مَن سلف، أي من سبق من هذه الأمة، وهم الجيل الأول بقيادة خير البرية وسيد البشرية صلى الله عليه وسلم، ومن تبعهم بعد ذلك من القرون المفضلة التي أخبر عنها عليه الصلاة والسلام بقوله: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم». متفق عليه من حديث عبدالله بن مسعود.
وعلى هذا فمعنى كلمة السلفية: هي من كلمة سلف يُسلف بالضم سَلَفًا بفتحتين، أي مضى، والقوم السُّلاَّف المتقدمون، وسلفُ الرجل: آباؤه المتقدمون.
المعنى الاصطلاحي: المراد بالمذهب السلفي: ما كان عليه الصحابة الكرام-رضوان الله عليهم- والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين، وأتباعهم وأئمة الدين ممن شُهد له بالإمامة وعُرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفًا عن سلف كالأئمة الأربعة وسفيان الثوري، والليث بن سعد وابن المبارك، والنخعي، والبخاري، ومسلم، وسائر أصحاب السنن، دون من رُمي ببدعة أو اشْتُهِرَ بلقب غير مرضي مثل الخوارج والروافض والمرجئة والجبرية والجهمية والمعتزلة، فكل من التزم بعقائد وفقه هؤلاء الأئمة كان منسوبًا إليهم، وإن باعدت بينه وبينهم الأماكن والأزمان وكل من خالفهم فليس منهم وإن عاش بين أظهرهم وجمع بينهم نفس الزمان والمكان.
فيكون المراد بالسلف الصحابة-رضي الله عنهم- وقد تُوسِّعَ في هذا المصطلح فشمل من تبعهم بإحسان من التابعين وتابعيهم من أئمة الدين ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، سواء كانوا من القرون الخيرية أو ممن جاء بعدهم.
قال تعالى: «وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» [التوبة:100].
فالسلفية إذًا هي المدرسة التي حافظت على العقيدة والمنهج الإسلامي بعد ظهور الفرق المختلفة طبقًا لفهم الأوائل من الصحابة-رضي الله عنهم-.
والسلفية في مدلولها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والذي كانت سيرته العطرة هي المنهج الذي يتطلع إليه سلفنا الصالح وحولوه إلى منهج حياة وهذا المنهج نزل به الأمين جبريل على صدر رسولنا صلى الله عليه وسلم من عند الله-تبارك وتعالى- كما قال تعالى: «وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى» [النجم:3-4].
وقوله تعالى: «قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ» [الأنعام:50]
فالسلفية إذًا ليست من تأسيس البشر، إنما هي الإسلام نفسه بالفهم الصحيح علمًا وعملاً، وهي تمسُّك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لا تخرج عما كانوا عليه.
الأصول التي قامت عليها الدعوة السلفية ومنهجها
قامت الدعوة السلفية على أصلين عظيمين يمثلان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبل رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولذلك فهي أصول معصومة؛ لأن أصل الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله-تعالى-.
و الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
ثبت عند أبي داود من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
« ............... فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة». [الترمذي 2676 وصححه الألباني].
قال ابن حبان في «صحيحه» (1/104) في قوله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي» بيان واضح أن من واظب على السنن، وقال بها، ولم يعرّج على غيرها من الآراء، كان من الفرقة الناجية يوم القيامة، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه.
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: من كان مستنًا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تُؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة، أبرّها قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه، وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من دينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. [جامع بيان العلم2/ 247].
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
وقال الأوزاعي رحمه الله: اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عما كفوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح، فإنه يسعك ما وسعهم. [شرح أصول الاعتقاد 1/154].
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
وقال شيخ الإسلام: «من خالف قولهم وفسّر القرآن بخلاف تفسيرهم فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعًا». [التفسير الكبير 2/229].
وقال ابن عبدالهادي: لا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة، لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة.
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
وصدق مالك رحمه الله حيث قال: «لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها».
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
إن بضاعة السلفيين ليست إلا ميراثهم من نبيهم صلى الله عليه وسلم، وميراث نبيهم هو العلم، فإن الأنبياء لم يورثوا درهمًا ولا دينارًا، وإنما ورثّوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
وأصحاب العقيدة السلفية يتلقون نصوص القرآن وما ثبت في السنة بالتصديق والتسليم، ويقابلونها بالخضوع والحب والتعظيم، لا يفرّقون بين متواتر وآحاد، بل جميع ما صح وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحيٌ من الله إلى سائر العباد، لا بد لهم أن يصدقوا خبره بشرط اليقين، ولا بد من تنفيذ أمره بكمال الانقياد.
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
أما علم "الجرح والتعديل"
هذا العلم الذي خصَّ الله سبحانه هذه الأمة به دون سائر الأمم، حفظًا للوحيين أن يدخل فيهما ما ليس منهما، وهو علمٌ يبحث في أحوال الرجال –رواة الحديث وغيرهم من المتصدرين للتعليم والدعوة والفتوى والتصنيف ونحو ذلك من المهمات- والفرق والكتب، والحكم عليهم بما يليق من حالهم جرحًا أو تعديلاً.
وجرح الرجال نوعان:
النوع الأول: جرح في العدالة، والذي يشمل التبديع والتضليل والتفسيق.
النوع الثاني: جرح في الضبط والحفظ، والذي يشمل: سوء الحفظ، والغفلة، والخطأ، والوهم، والتخليط..إلخ.
ويُسمى هذا العلم أيضًا بـ: "الرد على المخالف"، و"التحذير من أهل البدع والأهواء"، وهذا أصل عظيم من أصول أهل السنة، ولذلك اعتنوا بذكره في كتب أصول الاعتقاد.
اعلم يقينا أن أوَّل من جرح الرجال
نصحًا للأمة هو :
نبي الهدى صلى الله عليه وآله وسلم
فهو الذي سنَّ هذا المنهج الحكيم بوحي من الله لحماية هذا الدين من أهل البدع والأهواء
ولهذا أمثلة كثيرة منها:
تحذير النبي من ذي الخويصرة التميمي، فلما قال له ذو الخويصرة: "اتق الله يا محمد"، سأله رجل قتله، فمنعه فلما ولَّى قال: "إِنَّ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا -أَوْ فِي عَقِبِ هَذَا- قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لأقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"؛ وقال أيضًا عن الخوارج: "ألا إنَّهم كلابُ أَهْل النَّار".
وسار الصحابة رضوان الله عليهم على هذا السبيل القويم في حماية الدين من أهل الزيغ؛ فحذَّر علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الخوارج.
ولما ظهرت القدرية حذَّر منهم عبدالله بن عمر رضي الله عنهما وتبرأ منهم
بل طعن فيهم بجرح شديد قائلاً: "الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ: إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ، وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ" (جاء موقوفًا ومرفوعًا).
الى كل منكر للسنة و كل مبتدع إسمع....
أين انت من سنته :
وسار التابعون بإحسان إلى وقتنا هذا على هذا المنهج الرباني، وهذه مصنَّفات الجرح والتعديل شاهدة على هذا، ومنها: "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم، و"بحر الدم فيمن تكلَّم فيه الإمام أحمد بمدح أو ذمّ" لابن عبد الهادي، والتواريخ الثلاثة "الكبير والأوسط والصغير"، و"الضعفاء" كلُّها للبخاري، و"الكامل في الضعفاء" لابن عدي، و"الضعفاء" للعقيلي، و"ميزان الاعتدال" للذهبي، ولسانه لابن حجر، و"الضعفاء والمتروكين" للنسائي، ونحوه للدارقطني ثم ابن الجوزي..إلخ، وفيها تقرأ تجريح وتبديع مئات من الرجال –رواة وغيرهم- وبيان مخالفاتِهم –صغُرت أم كبُرت-، دون الاعتناء بذكر محاسنهم؛ لأن المقام مقام تحذير، ونصح للمسلمين
وللحديث بقية إن شاء الله .....
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 21:08
لقد وضعت يدك على الجرح الغائر نعرف انه الالم العظيم ولكن ساعد وقارب ولا تشتد بارك الله فيك
ولا نعلم أحدًا أبدًا من العلماء المعتبرين اعتبر التجريح الشديد لأهل الأهواء المخالفين لمنهج السلف غلوًّا، بل كانوا يعتبرونه مَحمدة لصاحبه، كما قال الحافظ في الإصابة (3/130): "وكان سمُرة بن جندب رضي الله عنه شديدًا على الخوارج، فكانوا يطعنون عليه".
وقال أحمد: "إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام؛ فإنه كان شديدًا على المبتدعة"(السير7/447).
وقال مالك: "كان ابن هرمز قليل الكلام، وكان يشدُّ على أهل البدع، وكان أعلم الناس بما اختلفوا فيه من ذلك، وكذا كان عبد الرحمن عبد القاسم" (مناقب مالك للزواوي ص152).
وقال قتيبة بن سعيد: "كان عمر بن هارون شديدًا على المرجئة، وكان يذكر مساوئهم وبلاياهم"(تاريخ دمشق45/365).
وقال أبو الصلت الهروي في ترجمة إبراهيم بن طهمان: "كان شديدًا على الجهمية"(السير7/380).
وقال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/158): سمعت أبي يقول: وكان أبو عصمة شديدًا على الجهمية والرد عليهم، ومنه تعلم نُعَيْم بن حَمَّاد الردَّ على الجهمية.
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 21:13
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif
وقد أجمع العلماء على وجوب التحذير من أهل البدع والأهواء، وحذَّروا من مجالستهم، كما قال الفضيل بن عياض: "وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة، وهم ينهون عن أصحاب البدعة".
وقال أبو عثمان الصَّابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص123): "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع، وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم".اهـ
جزاك الله خيرا
في خلال عقدين من الزمن فقط انظر ما أفرزه لنا هذا المنهج من فرق متناحرة، والقادم أعظم خاصة بعد ذهاب كبرائهم.
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 21:19
ومن ثَمَّ ندرك الثمرة العظيمة لهذا العلم الجليل –علم الجرح والتعديل-، الذي ما وُضع إلا لبيان حال كل مخالف لسبيل هذه الفرقة الناجية –سبيل الصحابة والسلف الصالح-، والتحذير من سبل الفرق والأحزاب الذين قال الله سبحانه عنهم:
{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}[الأنعام:159].
وعليه فإن الواجب على المسلم إذا سمع عالِمًا يحذِّر من أحد المخالفين للسنة أن لا يغضب ويتعصَّب له، بل الواجب عليه أن يذعن للحق، ويعتقد أن هذا التحذير يدخل في باب "النصيحة في الدين"، وأن به يتحقَّق توحيد المسلمين على المنهج الحق، وبه يحدث الفرقان بين الفرقة الناجية التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سبيلها، وبين الفرق التي فارقت هذا السبيل القويم.
* * * * *
ودعك من تهويل المرجفين الذين اتهموا أئمة السنة- ومنهم العلامة ربيع- بالغلو في الجرح؛ فإن سلفهم في ذلك هو بكر بن حَمَّاد المغربي الذي قال منتقصًا أصحاب الحديث ومنهم ابن معين:
ولابن معين في الرجال مقالة * * * سيـُسأل عنها والمليك شهيد
فإن يكُ حقًّا قوله فهي * * * غيبة وإن يكُ زورًا فالقصاص شديد
فأجابه أبو عبد الله الْحُمَيدي:
ولولا رواة الدين ضاع وأصبحت* * * معالمه في الآخرين تبيد
هم حفظوا الآثار من كل شبهة* * * وغيرهم عمَّا اقتنوه رقود
وهم هاجروا في جمعها وتبادروا* * * إلى كل أفق والمرام كؤود
وقاموا بتعديل الرواة وجرحهم * * * فدام صحيح النَّقل وهو جديد
في أبيات طويلة أخرجها الخطيب في الكفاية (ص38).
باهي جمال
2014-02-06, 21:21
بارك الله فيك على الشرح بعد الشرح والتوضيح والتفصيل ولكني وربما غيري ايضا نود ان تنورونا عن فضل الدعوة لاهل البدع وان لا ننصب من انفسنا قضاة نبدع ونفسق ونجهل سواد الامة التي هي محل دعوتنا ورحمتنا
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 21:22
نسأل الله سبحانه أن يهدينا إلى سبيل الفرقة الناجية
وأن يجنبنا سبل الفرق المحدثة
وأن يوفقنا إلى تعظيم ما عظَّمه السلف الصالح من العلوم والأصول، ومنها علم الجرح والتعديل
وأصل الرد على أهل البدع والأهواء
ونبرأ إلى الله من التنقص من أئمة الحديث والسنة، ومن تلقيبهم بالألقاب السيئة
فإن هذا من الخيبة والخسران أن يُجرح العدول من أهل العلم، ويُعدل المجروحين من الحزبيين والقُّصَّاص والمتعصِّبين للباطل والأهواء
وعليه يُوسد الأمر إلى غير أهله، وهذا من غربة الإسلام الحق
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 21:37
بارك الله فيك على الشرح بعد الشرح والتوضيح والتفصيل ولكني وربما غيري ايضا نود ان تنورونا عن فضل الدعوة لاهل البدع وان لا ننصب من انفسنا قضاة نبدع ونفسق ونجهل سواد الامة التي هي محل دعوتنا ورحمتنا
ابن سيرين أول من فتش عن الرجال
قال الترمذي :
( حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق أنا النضر بن عبد الله الأصم أنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم عن ابن سيرين قال : (( كان في الزمان الأول لا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة سألوا عن الإسناد ، لكي يأخذوا حديث أهل السنة ، ويدعوا حديث أهل البدع ) .
قال ابن رجب :
وابن سيرين رضي الله عنه هو أول من انتقد الرجال وميز الثقات من غيرهم ، وقد روي عنه من غير وجه أنه قال : (( إن هذا العلم دين فأنظروا عمن تأخذون دينكم )) وفي رواية عنه أنه قال : (( إن هذا الحديث دين فلينظر الرجل عمن يأخذ دينه )) .
أبومحمد17
2014-02-06, 21:42
بارك الله فيكم
أخي فتحون حفظك الله
كلامك من حيث العموم مقبول
لكن الاشكال هو في تقريراته وتطبيقاته في الواقع المعاصر
فبدل ان يكون جرحا وتعديلا صار غيبة ونميمة وتتبعا لزلات اهل اعلم
فمن يبدع الشيخ بكر ابو زيد ومن مبدع للشيخ الجبرين واخر للشيخ عبد الكريم الخضير واخر للشيخ فركوس وا.....هلم جرا والكل يدعي انه معه الصواب المطلق وانه يمثل السلفية الحقة التي من خالفها كان مبتدعا
مما اورث الساحة انشقاقا وتشتتا
و أتمنا -أخي فتحون -أن يكون كلامك دقيقا فتبين النقاط التي تراه خطأ في المقال لنستفيد منك بارك الله فيك
أبومحمد17
2014-02-06, 21:55
[size="6"]مثال1
قولك : إن بضاعة السلفيين ليست إلا ميراثهم من نبيهم صلى الله عليه وسلم
نعم صدقت فيما كان اجماعا بينهم لكن الشان في ماختلفوا فيه وكان محل اجتهاد
مثال 2 : أصحاب العقيدة السلفية يتلقون نصوص القرآن وما ثبت في السنة بالتصديق والتسليم، ويقابلونها بالخضوع والحب والتعظيم،
صدقت
مثال 3: لا يفرّقون بين متواتر وآحاد بعض اهل السنة يرون ان خبر الاحاد يفيد غلبة الظن ومنهم الشيخ الالبانيرحمه الله
مثال4 : ولا بد من تنفيذ أمره بكمال الانقياد. ان تقصد الانقياد القلبي فنعم اما ان كنت تقصد العملي فلا يستقيم هذا الا ان كنت تبدع اصحاب المعاصي
مثال 5 : النوع الأول: جرح في العدالة، والذي يشمل التبديع ارجو ان تعيد تامل هذا الكلام فقد روى اهل السنة عن اهل البدع ولم يعتبروا البدعة قادحا واختلفوا في الداعي لبدعنه والذي رجحه بن حجر انه يرد ما يقوي به بدعته
مثال6 : ولا نعلم أحدًا أبدًا من العلماء المعتبرين اعتبر التجريح الشديد لأهل الأهواء المخالفين لمنهج السلف غلوًّا،
تفضل كلام الشيخ عبد المحسن العباد
قال الشيخ عبد المحسن العباد :
وبعد، فإن المشتغلين بالعلم الشرعي من أهل السنة والجماعة السائرين على ما كان عليه سلف الأمة هم أحوج في هذا العصر إلى التآلف والتناصح فيما بينهم، لاسيما وهم قلة قليلة بالنسبة للفرق والأحزاب المنحرفة عما كان عليه سلف الأمة، وقبل أكثر من عشر سنوات وفي أواخر زمن الشيخين الجليلين: شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله اتجهت فئة قليلة جداً من أهل السنة إلى الاشتغال بالتحذير من بعض الأحزاب المخالفة لما كان عليه سلف الأمة، وهو عمل محمود ومشكور، ولكن المؤسف أنه بعد وفاة الشيخين اتجه بعض هذه الفئة إلى النيل من بعض إخوانهم من أهل السنة الداعين إلى التمسك بما كان عليه سلف الأمة من داخل البلاد وخارجها، وكان من حقهم عليهم أن يقبلوا إحسانهم ويشدوا أزرهم عليه ويسددوهم فيما حصل منهم من خطأ إذا ثبت أنه خطأ، ثم لا يشغلون أنفسهم بعمارة مجالسهم بذكرهم والتحذير منهم، بل يشتغلون بالعلم اطلاعاً وتعليماً ودعوة، وهذا هو المنهج القويم للصلاح والإصلاح الذي كان عليه شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر رحمه الله، والمشتغلون بالعلم من أهل السنة في هذا العصر قليلون وهم بحاجة إلى الازدياد لا إلى التناقص وإلى التآلف لا إلى التقاطع، ويقال فيهم مثل ما قال النحويون: ((المصغَّر لا يصغَّر))، قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (28/51): ((وتعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي جماع الدين تأليف القلوب واجتماع الكلمة وصلاح ذات البين؛ فإن الله تعالى يقول: ﭽﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭼ، ويقول: ﭽﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭼ، ويقول: ﭽﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﭼ، وأمثال ذلك من النصوص التي تأمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف، وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة؛ كما أن الخارجين عنه هم أهل الفرقة)).
وقد كتبت في هذا الموضوع رسالة بعنوان: ((رفقاً أهل السنة بأهل السنة)) طبعت في عام 1424هـ، ثم في عام 1426هـ، ثم طبعت ضمن مجموع كتبي ورسائلي (6/281ـ327) في عام 1428هـ، أوردت فيها كثيراً من نصوص الكتاب والسنة وأقوال العلماء المحققين من أهل السنة، وقد اشتملت الرسالة بعد التقديم على الموضوعات التالية: نعمة النطق والبيان، حفظ اللسان من الكلام إلا في خير، الظنُّ والتجسُّس، الرِّفق واللِّين، موقف أهل السنَّة من العالم إذا أخطأ أنَّه يُعذر فلا يُبدَّع ولا يُهجَر، فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنَّة في هذا العصر وطريق السلامة منها، بدعة امتحان الناس بالأشخاص، التحذير من فتنة التجريح والتبديع من بعض أهل السنة في هذا العصر.
ومما يؤسف له أنه حصل أخيراً زيادة الطين بلة بتوجيه السهام لبعض أهل السنة تجريحاً وتبديعاً وما تبع ذلك من تهاجر، فتتكرر الأسئلة: ما رأيك في فلان بدَّعه فلان؟ وهل أقرأ الكتاب الفلاني لفلان الذي بدَّعة فلان؟ ويقول بعض صغار الطلبة لأمثالهم: ما موقفك من فلان الذي بدَّعه فلان؟ ولابد أن يكون لك موقف منه وإلا تركناك!!! ويزداد الأمر سوءاً أن يحصل شيء من ذلك في بعض البلاد الأوربية ونحوها التي فيها الطلاب من أهل السنة بضاعتهم مزجاة وهم بحاجة شديدة إلى تحصيل العلم النافع والسلامة من فتنة التهاجر بسبب التقليد في التجريح، ...................
وراجع رسالة رفقا اهل السنة باهل السنة للشيخ العباد
ورسالة تصنيف الناس للشيخ بكر ابو زيد رحمه الله
أبومحمد17
2014-02-06, 22:10
جزاك الله خيرا
في خلال عقدين من الزمن فقط انظر ما أفرزه لنا هذا المنهج من فرق متناحرة، والقادم أعظم خاصة بعد ذهاب كبرائهم.
واياك اخي الكريم
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 22:15
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أحد الكتب المهمة في علم الرجال
عنوان الكتاب: الجرح والتعديل
المؤلف:الامام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي أبو محمد
المحقق:العلامة المحدث عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: دائرة المعارف العثمانية
سنة النشر: 1371 - 1952
عدد المجلدات: 9
رقم الطبعة: 1
الحجم (بالميجا): 81 نبذة عن الكتاب:
- تصوير دار الكتب العلمية التحميل المباشر: مجلد 1 (http://www.archive.org/download/waq1547/01_1547.pdf) مجلد 2 (http://www.archive.org/download/waq1547/02_1548.pdf) مجلد 3 (http://www.archive.org/download/waq1547/03_1549.pdf) مجلد 4 (http://www.archive.org/download/waq1547/04_1550.pdf) مجلد 5 (http://www.archive.org/download/waq1547/05_1551.pdf) مجلد 6 (http://www.archive.org/download/waq1547/06_1552.pdf) مجلد 7 (http://www.archive.org/download/waq1547/07_1553.pdf) مجلد 8 (http://www.archive.org/download/waq1547/08_1554.pdf) مجلد 9 (http://www.archive.org/download/waq1547/09_1555.pdf) مقدمة مجلد 1 (http://www.archive.org/download/waq1547/01_1547p.pdf) الواجهة (http://www.archive.org/download/waq1547/00_1547.pdf)
أبومحمد17
2014-02-06, 22:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أحد الكتب المهمة في علم الرجال
عنوان الكتاب: الجرح والتعديل
المؤلف:الامام الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر التميمي الحنظلي الرازي أبو محمد
المحقق:العلامة المحدث عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليماني
حالة الفهرسة: غير مفهرس
الناشر: دائرة المعارف العثمانية
سنة النشر: 1371 - 1952
عدد المجلدات: 9
رقم الطبعة: 1
الحجم (بالميجا): 81 نبذة عن الكتاب:
- تصوير دار الكتب العلمية التحميل المباشر: مجلد 1 (http://www.archive.org/download/waq1547/01_1547.pdf) مجلد 2 (http://www.archive.org/download/waq1547/02_1548.pdf) مجلد 3 (http://www.archive.org/download/waq1547/03_1549.pdf) مجلد 4 (http://www.archive.org/download/waq1547/04_1550.pdf) مجلد 5 (http://www.archive.org/download/waq1547/05_1551.pdf) مجلد 6 (http://www.archive.org/download/waq1547/06_1552.pdf) مجلد 7 (http://www.archive.org/download/waq1547/07_1553.pdf) مجلد 8 (http://www.archive.org/download/waq1547/08_1554.pdf) مجلد 9 (http://www.archive.org/download/waq1547/09_1555.pdf) مقدمة مجلد 1 (http://www.archive.org/download/waq1547/01_1547p.pdf) الواجهة (http://www.archive.org/download/waq1547/00_1547.pdf)
أخي فتحون ومن يخالف في هذا
لكن المشكل في تطبيقاته المعاصرة
فارجو ان تراجع ما ذكرته لك
ابو اكرام فتحون
2014-02-06, 23:33
في فوضى منهج الهذيان
هذه أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحيَّة بكلِّ رموزها و أذنابها
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
/
/
/
/
الشيخ مختار الطيباوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمحة وجيزة عن هذا المدعو :
بأبي هارون مختار طيباوي.
( إن لله و إن اليه راجعون )
لمّا بدأت الصحوة الدعوية في الجزائر ترأسها في أرزيو شباب كان لهم من المصطلحات العلمية ما يأهلهم الى القيام بحلقات للعامة فيجدون لهم أذانا صاغية و أذهانا واعية و لكن هذا الشيء هو الذي أضعف جهد الدعوة . إذ حسب هؤلاء الشباب أنهم على شيء من العلم و غُرس فيهم حب الرئاسة .
و من هؤلاء الشباب الطيباوي الذي كان مستواه - و لا يزال - السنة الثالثة ثانوي و لكن كان يحضر حلقات المدعو بالطاجوري و هو رجل حزبي كان يقيم حلقات بمسجد الرحمة الكبير بأرزيو و كان يسمح له بإلقاء حلقة على الشباب حيث أنه كان يحفظ حديثا يردده كلما أراد أن يلقي حلقة ثم بدأ و انهمك في قراءة المجموع لابن تيمية - رحمه الله - و هذا شيء يحمد عليه لو أنه سدّد فهمه بسؤال المشايخ و لكنه و لا زال عصاميا كل شيء يفهمه من تلقاء نفسه . و هكذا الى أن أصبح له شيء من التأصيلات و القواعد و المصطلحات و التي كان يعمّلها للرد على الإخوان أنذاك فيبهتهم أو يبدها لأخوانه فيتأثرون به.
ثم جاءت فتنة الحزبية فكان من الأوائل الذين رفضوا الحزبية و الانتماء الى حزب الانقاد - زعموا - و هذا كذلك يحمد عليه لو أنه تمسك بمذهبه هذا ولكنه تبيّن أنه رفض هذا ليس اعتقادا يدين الله به و لكن لحاجة في نفس يعقوب قضاها و إلا فإنه انضم و انخرط في حزب جبهة التحرير الوطني و هذا من أعظم التناقض و لما سئل تعذّر بعذر أقبح من ذنب حيث قال إنها الفائدة أينما وجدتها أخذتها و ظفرت بها . - أعوذ بالله من الخذلان -
ولكنه رغم ذلك بقي ينصح الناس بالأخذ عن المنهج السلفي و نصحه بالأخذ عن الشيخ ناصر الدين الألباني ثم عاتبهم على الأخذ منه - تناقض آخر - لماذا ياترى ؟ لأنه أصبح عالما يحب الإقتداء به و عدم مخالفته ‚ فكل من يهوي على يديه للسجود أو لا يقبض بعد الركوع فهو متعصب مقلد للألباني ‚ إذا الأوزاعي رحمه الله لما قال : " أدركت ناسا يهون بأيديهم قبل ركبهم " ربما كان يقصد هؤلاء الذين يتعصبون للألباني و كذلك ما ذكره ابن الجوزي في التحقيق عن الإمام أحمد و كذلك جميع العلماء الذين كانوا قبل الألباني فهم متعصبون له - ما هذا التّخبّط الأعمى ؟ - أتريد أن تخرج الناس من الإتباع إلى التقليد .
و يوم أن اشتدّت الفتنة و أصبح أصحاب اللحى مراقبون كان أول من حلق لحيته و أرخى ثوبه مسبلا أعظم مما تسبل المرأة و لعله تشبه بهذه المرأة حتى ترك الجماعة مع المصلّين في المسجد فأصبح قليلا ما تراه يحضر مع الجماعة هذا إن حضر . و حينها اشتغل في المحكمة و هو يعلم ماذا يعني هذا متعللا بفتوى الإمام أحمد في مسألة السعي على العيال . لو أنه باع الخبز في السوق أو اشتغل بنّاءا - ألا يرتزق ؟ - فأين علمك ياطيبوي آنذاك أين كلام ابن تيمية في باب الرزق و التوكل و الإعتماد هل هو حروف تحفظها و لا تعمل بها فتكون من المغضوب عليهم أم أنك تفتي بغير علم بما يوافق هواك .
و أصبح الرجل آنذاك في معزل عن الناس و لا يسمع له صدى إذ لا يمكن للسلفيين أن يأخذوا من رجل حلّيق مسبل لا يحضر الجماعة. و هو لحد الآن لا يحضر الجماعة إلاّ أحيانا خاصّة الصبح بحجة أنه يطلب العلم آخذا بما روي عن العلماء كأحمد و البخاري و غيره و هل إطّلع المسكين على فتاواهم في صلاة الجماعة أم أنه يقتصر على فتواه لأنه أعظم شأن منهم - الله المستعان - و لكنه تتبع الرخص .
وكان آنذاك ينشط مع تلامذته خاصة الناطق الرسمي له و هو بدر الدين و غيره كثير كأمثال عيساوي .
و بعد أن فرّج الله علينا الكربة و رفع عنّا الغبن - و الحمد لله على ذلك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه - و لا يشعر بهذا الفرج إلاّ من كان محافظا على زيّه السلفي و لحيته ‚ ليس كأمثال الطيباوي و تلامذته الذين كانوا يحلقون لحاهم و يسبلون ثيابهم - نسأل الله السلامة والعافية - بعدها أصبح باستطاعة الثعبان الخروج من غاره حيث مرّ الشتاء و السحب القاتمة و يريد الآن أن يغير جلده ليبدو بجلد حسن و لكن لم يلق السم عن لسانه فحسبناه نسيه و لكنه على العكس تماما فهو في فترة السبات أخذ يزيد في تركيز السم حتى يجده فعالا في فصل الصيف.
و هكذا بدأ نشاط التلاميذ حيث أنهم أصبحوا ينشرون و يشهّرون و يحثّون الناس على الأخذ من هذا العالم الرباني المدعو طيباوي - زعموا - الذي ما من عالم ربّاني إلاّ و شنّ عليه حربا دروسا و كان أوّل هدفه الألباني رحمه الله و مؤلفاته فأصبح ما تكاد تسمع كلمة الألباني منهم حتى تسمع بجانبها كلمة ازدراء كقولهم : متناقض مع نفسه - أخطأ في هذه المسألة بدون تحفظ ‚ و كلمات أخرى أستحي أن أذكرها لقذارتها و كل تلامذته و خاصّته - و لا أستثني منهم أحد - متجرؤون على العلماء حتّى أن إحدى نساءهم قالت : " إنّي أردّ على الألباني منذ ثلاث سنوات في مسألة الذهب المحلق " - الله أكبر و سبحان الله - أين تربيتها للأطفال و الغلمان ؟ و أين صنعها للطعام و أين مكثها بالليل حين تنام و أين الصلاة و الصيام و أين الطمث و النفاس و مايحدثان من الآلام و أين و أين و أين ... فهل ألمّا شيخها الطيباوي أو ألمّت هي بشيء ممّا ألمّا الشيخ الألباني في علم الرجال و المصطلح و و و... أم أنّها الجرأة تحمل صاحبها على قول أكثر من ذلك .
فإن قالوا : إن الشيخ الألباني قد وجد من يخالفه أو أنه في هذه المسألة جانب الصواب حيث أنه لم يكن له دليل و الصواب عندنا عند فلان ‚ و ذكروا ذلك بأدب كما يذكره العلماء الذين هم أعظم منهم علما و خلقا لقبلناه بصدر رحب و لكنهم لم يتأدبوا مع الألباني و لا غيره إنّما أجهزوا عليه كما يجهّز العدو الغازي على عدوّه و قس على ذلك في معظم فتواه حتى أنهم عُرفوا ببغضهم الشّديد للألباني وإن كانوا لا يبدون ذلك علنا .
ثم بعد ذلك أصبحت تخرج منهم كلمات أعجزت الشباب الذين يردون عليهم حيث أنهم قالوا : أنّ الطيباوي مزكّى من طرف الشيخ الربيع و لايفرّقون هؤلاء بين تزكية الكتاب و تزكية الشخص و تزكية التلميذ . فإنه توجد كتب جيّدة حيث أنّها احتوت على بحث علمي منسّق بطريقة أكادمية عالية جدّا و أصحابها ليسوا بشيء و هل رءاكم الشيخ ربيع و هل انتقلتم يوما إلى السعودية أو التقيتم بالمشايخ و لكنه التستر و راء الهواتف و الخطوط الهاتفية . التي أصبح وزيره الأول - بدر الدين - يفتخر و يتبجح قائلا : حدّثت ربيعا و سألي ربيعا و يوم أن تناقشت مع ربيع و هكذا ... و هذا الذي جعل معظم الشباب يلتفون حوله فلقد أحسن و أحكم ضبط الشبكة .
نريد أن نسأل :
1- هل السؤال الذي كان يطرحه بدر الدين كان لأجل الإستفسار و لتسديد الفهم حقيقة أم أراد شهرة يكسبها لنفسه و يعجز بها أقرانه حتى إذا قالوا سمعنا العالم الفلاني قال لهم سألت ربيعا .
إنهم كانوا لا يحتاجون إلى الشيخ ربيع حيث أنهم سطّروا لأنفسهم برنامجا علميا خالفوا فيه جميع العلماء فجعلوا كتاب الألوهية لشيخ الإسلام ابن تيمية في العقيدة و تدريب الراوي في علم الحديث و في الرقائق السلوك لابن تيمية رحمه الله حتى إذا قالوا لهم نبدأ بما بدأ به علماءنا الأصول الثلاثة ‚ كتاب التوحيد ‚ العقيدة الواسطية ‚ البيقونية الأجرومية - حتى هذه الأخيرة لم تسلم منهم حيث أبدلوها بكتاب الزجاج - قالوا لهم : هذه رسائل بيف PIF ؟؟ - أعاذنا الله من الخزي و الخذلان - متى كان العلماء يكتبون قصص الأطفال الخيالية و متى أرشد العلماء إلى الترهات هل أنت أعظم شأنا من الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - لمّا درّسها تلامذته أم أنّ تلامذتك أعظم و أقوم و هل أنت خير من الشيخ صالح حين درّس كتاب التوحيد و غيره . و لكنها الجرأة دائما .
كانوا دائما يريدون المعارضة من باب " خالف تعرف " فكانوا إذا عورضوا بما ذكرنا قالوا سألنا الشيخ ربيعا فيمن لا يرى بجواز البدأ بكتب شيخ الإسلام فقال بجواز ذلك و لكن أنظر إلى التمويه المصطنع و اللئيم إنّه لم يذكر أنه يقصد المبتدأ الذي يبيع في السوق و الذي له مستوى ضعيف في الدراسة . و أكاد أجزم أن الشيخ ربيعا حفظه الله و رعاه لا يمكنه أن ينصح بكتاب المجموع لشيخ الإسلام ابن تيمية للمبتدئين ‚ ولكنهم قالوا لهم : إبدأو بكتاب الألوهية و نفهمكم إيّاها كأن ابن تيمية يقرأها عليكم فجزموا بذلك أن فهمهم لكتب ابن تيمية فهم صحيح - سبحان الله - إذا فهم وضعوا الشيخ ربيعا كاسم برّاق - يخطف الأعين - أمامهم ليستميلوا كل إنسان إليهم . جعلوه منصة للصعود عليها ليصلوا إلى أهدافهم المنشودة كحامل العذرة بملعقة من ياقوت فما أرفع الوسيلة و ما أخسّ المتوسّل إليه .
و ياأسفاه وصلوا إلى ماأحبوا الوصول إليه - أعاقهم الله - لأن الشيخ ربيعا كان دائم السؤال على أبي هارون و لا يحب ذكره بسوء أبدا و قد سأل عنه يوما في بيته في حضرة أخ لنا من وهران فأراد أخونا أن يبدي حاله و لكن الشيخ أسكته و قال : " إنّا نعلم أنّه سلفي فلا تتكلّم فيه و أمر بالتعاون معه " و هذا كلام لا يعلمونه و لكن دعت الحاجة إلى ذكره.
و مثل الشيخ ربيع مع الطيباوي كمن أفرش لصاحبه الورد حتى إذا وصل إليه الصاحب رماه هذا الأخير بالشوك جزاءا منه - جزاء سينمار - على إفراشه الورد.
- سؤال آخر : من الذي كان يدفع فاتورة المكالمة الهاتفية لأنه حقيقة أن الأموال التي تصرف في هذا الجانب جد باهضة .
- من عدل بدر الدين أنه لم يلق كل المصاريف على كاهل الدولة فكان أحيانا يخفف عنها فكان يهتف من بيته .
- أما الأحيان الأخرى فكان يتحايل مع صديق له في البريد و المواصلات ليربطه مع المشايخ و ذلك على حساب الدولة و يوجد أدلّة على ذلك لا يمكن أن ينكروها أبدا أبدا. لعل هذا جائز ربما أفتى الشيخ العلامة - زعموا - الطيباوي بذلك و مايدريك؟
أليست هذه خيانة لأموال الدولة أم أنها حقوقنا نسلبها بأي طريقة كانت كما قال إنها الفائدة ... إنها المادية المحضة الخالية من أي وازع ديني . أين المراقبة الربانية التي تعلّمونها للناس أين كلام ابن القيم في مرتبة الحياء في مدارج السالكين ‚ علم بلا عمل كعادتهم .
و انتقدوا من طرف العيد شريفي آنذاك ووصفهم بالتعالم فأغضبهم ذلك و هم آنذاك لا زالوا حلّيقي اللّحى و لو كان يعلم الشيخ ربيع منهم هذا ما كلّمهم و لاأصغى لهم أذنه ‚ فهم يرفضون النقد و لا يحبون من ينقدهم و يبين عوراهم لعلّهم علماء أو كادوا أن يصفوا أنفسهم أنبياء معصمون عن الخطأ نسأل الله العافية .
و لكن ما الشيء الذي جعل الشباب بأرزيو و أرزيو فقط تثق بهم ؟
لأنهم يبدؤونهم بالرقائق و أعمال القلوب فيطمئنّون إليهم و يأخذون منهم كل شيء ظانّين أنهم حقيقة يعملون بما يقولون‚ و تجدهم أي الأتباع في تلك الفترة كلهم يرددون المصطلحات التي لا تكاد تغادرهم - السلوك - الفناء - حدوث العلم - التسلسل - هذه المصطلحات يناظرون بها خصومهم ‚فلا أدري هل شيخ الإسلام استعمل هذه الألفاظ ليعلّم الناس إيّاها أم أنه ذكرها في معرض الرّد على أهل الزندقة و الفلسفة و المتصوفة ؟
و هكذا يبدأ التحدي حين يعرض الطيباوي على ميزان هو أكبر منه ألا و هو المنهج الذي يفترق فيه الخلاّن ‚ و لكن الرجل شجاع يتحدى ببسالة كل أحد فبدأ بإرسال الفتاوى : - يجوز حلق اللحية لأتفه الأسباب ‚ جوّز لبس البنطال و هم في الحقيقة و إن أخذوا بفتوى اللجنة الدّائمة و لكنهم تتبّعوا الرخص و هم كانوا يلبسون البنطال قبل أن تصلهم الفتوى و كانوا يتعللون بالأوضاع و لمّا وجدوا الفتوى فرحوا لها و أقاموا الأرض و أقعدوها فرحا و هم الآن لا تظهر عليهم علامة السلفيين إلاّ حين يلبسون الأقمصة أحيانا.
كادوا أن يجعلوا الجلباب لباس شهرة لو لا أن خافوا على أنفسهم من التناقض إذ لا يمكنهم أن يجعلوه لباس شهرة و قد اشتهر بين القوم و قد علموا أن هذا الكلام سوف ينفر الكثير من السلفيين و قد وجد هذا الكلام و لا يمكن أن ينكروه و قد عملت به الكثير من الأخوات من أتباع هذا الرجل و نزعت جلبابها - نسأل الله السلامة و العافية -
- جوّزوا استعمال الخمار المجسّم للرّأس الذي ترديه المتّبعات لعمرو خالد .
- جوّزوا اللإتّصال بالفتيات عن طريق الإنترنت و لو بأمريكية أو فرنسية بحجّة الدعوة . و هل الدعوة تكون للبنات دون الرجال و هلاّ تركتم دعوة النّساء للنّساء . التي ترد على الألباني ؟
- و هم في ذلك كلّه ينتقلون من عالم إلى آخر ليجدوا ما يسدّ رمق أهواءهم الطّائشة متتبّعين للرخص كعادتهم ‚ ياليتهم أخذوا بنصيحة العلاّمة ابن عثيمين في تتبّع الرخص و لكن لو سمعوها ما عمّلوها في أنفسهم لأنها تخالف أهواءهم المريضة التي لا يداويها إلاّ كسر الجناح .
- و الطامّة الكبرى التي كشفت الستار و أظهرت ما في الجبّة من عوار و هي إعلانهم عن جواز الأخذ عن المجرّحين أنهم لم يكونوا يصرحون بذلك حتى وجدوا بغيتهم في شريط للشيخ ناصرالدين الألباني رحمه الله يجوز فيه الأخذ عن مثل هـؤلاء بقيود فتوسعت لهذه الفتوى صدورهم و انشرحت‚ و لهجت ألسنتهم بذلك و صرحت و غيّروا عنوان الشريط : فمن السياسة الشرعية إلى : " جواز الأخذ عن المبتدعة " و كعادتهم في تتبع الرخص متى أخذوا عن الألباني و متى عظّموه و وقروه و قالوا إن الألباني لا يستهان به . وما قولهم بتناقضه عنهم ببعيد‚ سبحان مغير القلوب. إنها ليست القلوب إنّما الأهواء . و كعادته كذلك أصبح يقعّد و يمطط لتسع الفتوى ما لا تتسع له ‚ و جوزوا الأخذ عن كل منحرف مثل : إبراهيم الدويش - عائض القرني - علي القرني - فهد سلمان العودة - نبيل العوضي و بالعموم كل ما يثلج صدور الجهال بعويله و صراخه أو بمداعبته للمشاعر و دغدغتها و لو فقهوا كلام الألباني لعلموا أن الأمر لا يتّسع إلى هذا الحد . فماذا يعني رده على سيد قطب و الغزالي و ماذا نقول عن قوله في أشرطة الطحان :"إطحنوها طحنا " ؟؟ و حذر من الكوثري رغم أنه أثنى عليه و قال أنه لا يوجد في عصره رجل أعلم بالرجال مثله و كذلك حذّر من الغماريين و أبوغدة و السقاف و غيرهم ..
و لكنهم قالوا نريد مواعظ و هل يوجد شيء يوعظ به الإنسان أكثر من القرءان و السنة وكلام العلماء الربانيين الذين يذكروننا بالله و حال السلف. - و قالوا نحن نعطيها للمبتدء - و كيف يقرؤون كتب ابن تيمية في السلوك ثم هم ينزلون بأنفسهم إلى أسفل السافلين فيسمعون من نبيل العوضي و من شاكله. و قالوا إن المبتدأ لا بدّ من أن نبدأه بالمواعظ و شيوخنا ليس لهم مواعظ. - و قد كذبوا و الله - لأنهم لو بحثوا لوجدوا خيرا كثيرا و لكن عميت بصيرتهم عن قبول الحق فعميت أبصارهم عن إدراك أهله.
- و بعدها فتحوا مكتبة و سمّوها بمكتبة العلم - زعموا - لعلّكم تتساءلون عن هذا العلم فهو :
الرسائل التي ينشرها هذا الرجل و التي تعطى لمن يطلبها من تلامذته و هذه الرسائل هي من تأليفه هو . و قد أكثر منها حيث تتراوح صفحاتها من 10 إلى 15 صفحة و قد تزيد إلى 30 صفحة ‚ و كم عاب على من يتسرع في الكتابة وكم عاب على من يكتب الكتيبات التي تفوق 40 صفحة و لكنّه التناقض من جديد . و هذه الرسائل مكتوبة بالكمبيوتر و منسوخة بالناسخة يتهافت عليها أتباعه و يتشوقون دائما إلى الجديد .
وما أذهلني و إن شئت سمّيه طرفة العصر هو أنهم وضعوا عليها عبارة حقوق الطبع محفوظة ‚ من يهتم بهذا المتجرء على العلماء حتى يسرق لكم النسخ ؟؟ و أي حقوق هذه التي يقصدونها لو قالوا حقوق الحرق محفوظة لكان خيرا لهم .
- أما رفوف المكتبة فهي مليئة بالشيوخ المنحرفين ‚ أشرطة تدعوا إلى التمييع و لا تكاد ترى إلا شريط أو شريطين للشيوخ المعتمدين بين جمع من الأشرطة المحذر منها و ليته ما وضعها بالكلية. فترى الدويش و عائض القرني و علي القرني و فهد العودة و الشنقيطي و نبيل العوضي و محمد حسونة و محمد حسان و محمد حسين يعقوب و أبو إسحاق الحويني و الذي حاز على أعظم رقعة طبعا تعرفونه إنه الشاب اللامع الذي دوت دروسه أقطار العالم عمرو خالد الذي ما من فتاة أو إمرأة إلا و يعطيها شريطا لتسمعه. و قد فتنوا العباد به و بغيره و أخذوا يروجون شريطا للشيخ ناصر بعنوان السياسة الشرعية و لكن أخذه بدر الدين إلى أحد التسجيلات فغيروا اسمه ‘ : جواز سماع أشرطة المبتدعة { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا }.
- فو الله ما نشر الإخوان أشرطة هؤلاء بقدر ما نشروها و والله ما دافع الإخوان عن هؤلاء بقدر ما دافع هؤلاء الذين يدّعون السلفية و ليسوا منها في شيء و من شبهها التي يلقونها للشباب هي بفضل هذا الرجل - أي عمرو خالد - لبست النساء الحجاب و دخل الرجال المسجد - سبحانك هذا بهتان عظيم - و الرد على هذه الشبهة سهل إن شاء الله و ذلك من وجوه .
- أما بالحجاب فأي حجاب هذا الذي لبسته أتباع عمرو خالد سروال زائد خمار حتى أصبح يعرف " بحجاب عمرو خالد " أم أنكم تحلونه أنتم كذلك بهذه الكيفية - تشابهت قلوبهم -
- أما بالنسبة لدخول الشباب فنقول : هل الصوفية الذين يدعون الناس و يدخلونهم المسجد هم على حق أم جماعة التبليغ الذين يدخلون السكارى إلى المسجد و الجنب هم على حق . ثانيا : على حسب قولكم لا يوجد في الدنيا جميعها إلا عمرو خالد الذي يدعو الناس إلى الصلاة ‚ فلهذا أي رجل نجده تاب و دخل المسجد فبفضله - ما هذه الترترة التي لا جدوى منها - أين جهود العلماء الربانيين الذين يدعون إلى التوحيد و أين الدعاة إلى الله على حق . فهذه الشنشة سمعناها من قبل أن يتفوه بها من ذلك المدعو عبد الرحمان عبد الخالق فلا تعدها يا طيباوي فباطلكم قد بدى و شركم قد ظهر. أين كان عمرو خالد قبل 10 سنوات أم أن الناس كانوا في جاهلية حتى جاء عمرو خالد فأزاح عنهم الوشاح . إنتهوا خير لكم .
وليتهم وقفوا عند هذا فهم يروجون أشرطة عمروخالد و غيره و يعطونها لأي شاب أو امرأة لا يدركان حقيقة هؤلاء فهم - و العياذ بالله - معاندين يحبون نشر هذه عنوة نهارا جهارا . ثم بعد ذلك هم يدافعون عن عمرو خالد و قد وضع طيباوي عنده رسائل فيها الدفاع عن أهل البدع و ذم أهل السنة و هذه وقاحة منه - عليه من الله مايستحق - فوالله إن لحوم العلماء مسمومة فسوف نراك مذلولا مخذولا مدءوما مدحورا لأنك تعديت على علماء الملة الذين يدافعون على الدين و يتقون عنه انتحال المبطلين و غلو الغالين .
- و سوف نكتب في آخر هذا البحث عناوين الرسائل التي كتبها و ربما نعرضها جميعا إن شاء الله حتى يعرف الناس شرّ هذا المتجرء.
- و لم تكد تخمد نار عمرو خالد حتى جاءت فتنة أبي الحسن و عندها أدركنا أنه سوف يرد على الشيخ ربيع و يقدح فيه لأن الطيباوي له نفس الأمور التي أوخذ عليها أبو الحسن بل و أكثر - وافق شن طبقة - فهو رسّخ في أذهان تلامذته أنه مزكّى من طرف الشيخ ربيع حتى إذا اطمأنّوا إليه بدأ في نقده عاملا بالمثل : " أتغذى به قبل أن أكون عشاءه " فهو علم أن منهجه فيه دخن فأراد أن يضرب الشيخ الذي رفع لواءه بفضله بعد الله عز و جل قبل أن يعرف الشيخ فتنته فيحذر منه.
- في بداية الأمر وضع رده الموسوم ‘ " الردود العلمية على أبي الحسن " و كأنه وافق الشيخ على رده. و كذلك باعوا ردود الشيخ في مكتبتهم و هذا شهر رمضان الماضي. و لكن بعد ذلك غيرت الحرباء لونها خوفا من أن يصيبها مكروه.
وجد نفسه محصورا بين أن يكون مع الشيخ ربيع فيتنازل عن جميع أفكاره و مبادئه التي يحملها و بالتالي عليه أن يقر بخطئه و تعالمه و أنّا له أن يفعل مثل هذا و لو فعله لكان خيرا له. و إما أن يعارض الشيخ و يتحامل على جميع من يتابعه و يصفهم بالمقلدة فجعل ضربته مسددة بسهمين :
- أما السهم الأول في اتجاه الشيخ ربيع فقال أنه من أقران أبي الحسن لماذا ياترى ؟ قال لأن الذين زكوا ربيع هم نفسهم الذين زكوا أبا الحسن بل تزكيتهم لأبي الحسن أعظم و الشيخ ربيع ليس له كتب غير الردود فأين كتبه ؟ هذا ما قاله .
- أما السهم الثاني فوجهه إلى الشيخ عبيد الجابري و الشيخ السحيمي و الشيخ فالح ‚ فما دخل هؤلاء ياترى ؟ لأنه يرى أن أبا الحسن من أقران الشيخ ربيع فيقول إذا جرح الأقران لا يعتد به فإذا قلنا أن جرح الأقران - لو سلمنا لكم على أنهم أقران - لا يعتد به ما لم يعضد أما و قد عضّد بجرح هؤلاء الشيوخ مع الشيخ النجمي فيعتد به عندئذ فيقول : هؤلاء ليسوا بشيوخ فمن زكاهم ومن شيوخهم هذا هو السهم الثاني فهو يريد أن يجعل إحاطة تامة بالشيء.
هل دفاع الطيباوي عن أبي الحسن من قبيل المحبة له ؟
الحق أن دفاع الطيباوي عن أبي الحسن ليس حبا فيه أو دفاعا عن الحق أو أنكار منكر و إنما لشيئين اثنين.
1- دفاعا عن نفسه ليجد مخرجا يمكنه الانفلات منه ليعلل رده على من زكى له كتابا يوما و أصبح شأنه مرتفعا بهذه التزكية .
2- ومن جهة ثانية لابد له من شهرة في الصف الثاني إذ أن شهرته في الجانب الأول قد ذهبت و هم يحسبون أن القوة ستكون لأبي الحسن و من تبعه و سوف تمر الأيام و لن يبقى للشيخ ربيع و لأتباعه أثر. بل وصفوا الشيخ ربيع و الشيخ النجمي و الشيخ فالح و الشيخ عبيد الجابري بالحدادية الجديدة.
فالله المستعان من هذا الضلال و البهتان و في نفس الوقت يدافعون عن الدويش و عمرو خالد و و و ... و قالوا أن ابن حزم و ابن حجر و النووي و البيهقي أخطأو في العقيدة و جوزنا الأخذ عنهم و هؤلاء ليس لهم خطأ في العقيدة و لا نجوز الأخذ عنهم . فإن دل هذا الأمر على شيء إنما يدل على جهل عميق و ظلمات يتخبط فيها هؤلاء و هذا من عدة وجوه .
1 - كيف ساوو بين البعرة و البعير و الثرى و الثرية .
2 - نقول لهم أين بنيات الطريق المليئة بالشرك لعائض القرني و أين طعن طارق السويدان في الصحابة و أين المنهج الرائع لهؤلاء المحذر منهم حتى أمرت اللجنة الدائمة بسجن فهد العودة و سفر.
أم أنهم يرون أن العقيدة أعم من المنهج كالميليباري و هذا هو واقعهم و إلا فلماذا قالوا نريد منهجا أوسع . منهج يضمنا و يضم جماعة التبليغ و جماعة الإخوان و غيرهم .
حيث أنهم قالوا : نقرأ لكل أحد حتى الغزالي و القرضاوي و سيد قطب لنرد عليهم باطلهم و نأخذ ما عندهم من حق .
و قالوا لايجوز هجر جماعة التبليغ فهم إخواننا.
ما هذا التعايش ؟ فهم يعانقونهم و يحبونهم أكثر و أعظم مما يحبوننا حتى أنك تجد الكثير من جماعة التبليغ يقولون السلفيون أتباع الطيباوي خير منكم ليسوا متشددين مثلكم بل يمكن التعايش معهم . لماذا كل هذا ؟ لأنهم يريدون كسب شعبية يمكن بها أن يضمن لمكتبته السير الحسن حيث أن مكتبة العلم - زعموا - يدخلها كل أحد.
- زيادة على المعاكسات التي يقومون بها للأخوات فيلزمونهم بالسماع للمجرحين فإن أبت و قالت أن هؤلاء لا يجوز الأخذ عنهم ألقى إليها شبهة من فتوة الشيخ الألباني. حتى أن أحد الأخوات ترسل إلى صاحبتها رسالة كتبت فيها : "... الحمد لله لقد ذهبنا إلى الأخ بدر الدين و أعطانا أشرطة العالم عمرو خالد ... " لا حول و لا قوة إلا بالله. و الأخوات التي يرفضن الذهاب إليه أو تحذر من الذهاب إلى مكتبته يصفونها بالمتعصبة و الجاهلة بدون أدب. نسأل الله السلامة و العافية. هذه هي أخلاقهم فالطيباوي يقع في الإخوة و الأخوات في معظم كتابته فإن لم تستح فاصنع ما شئت.
و هم اليوم - أقصد لحد الآن - يلقبون إخوانهم اللذين يأخذون عن العلماء بالمقلدة حتى إذا سألتهم ممن نأخذ قالوا من الكتاب و السنة فقلنا بما نفهم من الكتاب و السنة قالوا بأصول الفقه ‚ نسألهم من قال هذا من العلماء ‚ و لكن ماذا نقول عن أتباع رجل عصامي حسبوه عالما فأرادوا أن يخطوا خطواته للوصول إلى ما وصل إليه .
الآن الشيء الذي يحصل في أرزيو و أرزيو فقط يمكن أن تكون في بلدة أخرى فتن و لكن ليست كهذه التي يمسها داؤه العضال فيها شباب ملتفين حوله يسمعون كلامه على أنه وحي و حق لا باطل فيه يرون من سواهم متعصب و هم أمة الدليل و من سواهم مقلدة و أن الجرح و التعديل تعصب و باطل و أن علماء الجرح ليسوا بشيء و أن الشيخ ربيعا متشدد بل ليس له مؤلفات إلا الردود و أنه ليس بعالم و أبو الحسن خير منه‚ و كذلك الشيوخ كالنجمي و فالح و السحيمي و عبيد الجابري ليسوا بعلماء و لايعتد بكلامهم فأصبحوا لا يقيمون لهم وزنا و لا لغيرهم من علماء الحجاز و أصبحوا يشككون الشباب في منهجهم إما أن تكون معنا فتكون سلفيا و إما فلا. فنفروا الكثير من المنهج السلفي و أصبحت أرزيو على أسوأ حال‚ تعالم طعن في العلماء تفيقهوا فتشددوا و لكن إذا كثر المتعالمون فلا تدور الدائرة إلا عليهم .
و أما مابقي من الطعون و الحوارات فهي لا تخفى عليكم إلا بعض الرسائل التي كتبها و التي يجوّز فيها الحمام للرجال و النساء فهو يضع القيود و الشروط و لكن يريه أن يجوز بطريقة أو بأخرى و إلا فهو يعلم أنه لايوجد أي حمام تتوفر فيه الشروط الشرعية. و العلماء قد تشددوا في هذا الباب حفظا للأعراض و لكنه يجوّز كل شيء و يتبع الرخص كعادته.
و كذلك جوزوا السبحة أخذا بالرخص و جوزوا البنطال و البدلة - الكوستيم - آخذين بالرخص حتى أنك تراهم جميعا بالبنطال يمشون به و يصلون حتى لا تكاد تمييزهم من الإخوان إلا أحيانا تجدهم بالقميص. و جوّزوا و جوّزوا ...
و جوّز الطيباوي بيع الملهيات من اللعب التي تفتح لها قاعة فيضيع الشباب فيها أموالهم و أوقاتهم فيها – البابيفوت( Baby foot - )
و جوّزوا الرشوة لأجل فتح الدكان دون الرجوع إلى العلماء و إنما من عند أنفسهم ‚ و غير ذلك كثير.
و الذي يحزن له القلب و يضجر هو أنهم كلهم يحبون المدعو أسامة بن لادن و يرونه بطلا . و لا تكاد تفوتهم صورة واحدة مما يبث في الجزيرة من حواراته .
كذلك يقولون عن علماء الحجاز بأنهم علماء بلاط و عملاء للحكام.
و أن علماء الجزيرة العربية السعودية مع حكامها هم سبب الذل و الخزي الذي تعيش فيه العرب خاصة في الأوضاع الأخيرة - العدوان الأمريكي على العراق - حيث أنهم يناقشون و يتعجبون عن تكفير العلماء لصدام.
و هم يحبون عائضا و فهدا سلمان العودة أكثر مما يحبون علماء الجزيرة و لو كان الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أو غيره من العلماء المعتبرين و يقولون لا نأخذ عن المتأخرين و نأخذ ديننا عن المتقدمين و طامات أخرى لا يتسع المقام إلى ذكرها.
- كيف حال الطيباوي مع تلامذته ؟ هو حال الشيخ الصوفي مع مريديه. هل هذا تجني عليه ؟ لا إنه الحقيقة و إلا فما تفسير هذه الأمور.
يأمرهم برمي الزبالة حتى يتواضعوا و من تواضع لله رفعه - لا للطيباوي.
- و يأمرهم بشراء ما يهواه و تقر به عينه من المأكولات و تطيب نفسا زعما منه أنه ينزع منهم الشح و قد تصل في المجلس الواحد إلى 2000 دينار ماهذا العبث؟
- تجدهم دائما حريصين على تنظيم بيته و لو لم تحتف بها القرائن الأولى لقلنا أنه من باب تعاون الإخوة بعضهم بعضا و لكن ليس ذاك إنه التسلط و حب خدمة الغير له.
- إذا أراد أن يجلس خارج بيته يأمرهم بإتيان الشيء له للجلوس عليه فيذهبوا المساكين لإحضاره في أقرب وقت ممكن و ذلك دائما .
و مما يزيد الطين بلة أنه في يوم من الأيام أتاه تلميذه يستشيره في خطبة فتاة فقال له قلبي لا يطمئن إليها و في الثانية قال له اطمأن إليها يمكنك التزوج بها . إنها الصوفية بعينها و لكن ماالسر في هذا لأن الفتاة الأولى تقطن في حي كلهم يخالفون الطيباوي و أما الثانية فإنها تقطن في حي غالبهم تحت لوائه فخاف على تلميذه من تصيبه الشبه فينقلب عليه عمل بعمل الأحناف و الشافعية في مسائل الزواج.
و مما يأسف له أنه يريد أن يتشبه بالأفاضل فكان إذا أتاه التلميذ ينظر إليه بعد فتح الباب ثم يغلق الباب في وجهه زعما منه أنه يعمل بعمل الأعمش رحمه الله لما كان يرسل على تلامذته الكلب. ماأعظم الرجل إنه يربي تلامذته على توقيره و تعظيمه و في المقابل يربهم على الطعن في العلماء الأجلاء فما أعظم التناقض.
و إلى هنا نقف و إلا فالقلب قد قبض من ذكر هذا الرجل المتجرء على العلماء - هداه الله و أرشده إلى الحق - و العين لتبكي حزنا على ما تراه في أرزيو و وما على الشباب هناك إلا الدعوة إلى الله و إرجاع الشباب إلى المعين الصافي الذي عكرت مياهه هؤلاء المغرورون.
المصدر منتديات الجلفةhttp://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1191158
أبومحمد17
2014-02-07, 07:12
يااخي فتحون دعك من هذه الطعون التي هي مجرد نقولات لا تدري صدقها فضلا عن حالة قائلها
ودونك المقال بين مافيه من خطأ بالبرهان العلمي
باهي جمال
2014-02-07, 07:52
قضية التحصيل العلمي الاكاديمي ليست الفصل في ميزان الرجال وقد علمتم ان اعظم الشيوخ على الاطلاق ليس لهم هذا التحصيل -ابن باز والالباني رحمها الله واسكنهما الفردوس الاعلى .
و الى هذا الحد اراني لا استطيع متابعتكما لان الامر قد تجاوز مداركي المحدودة وانا لست حتى بطالب علم ولقد استفدت منكما ايما استفادة وارجو من الله ان يظهر الحق على يد اصدقكما حديثا واطهركما قلبا
أبومحمد17
2014-02-07, 08:12
قضية التحصيل العلمي الاكاديمي ليست الفصل في ميزان الرجال وقد علمتم ان اعظم الشيوخ على الاطلاق ليس لهم هذا التحصيل -ابن باز والالباني رحمها الله واسكنهما الفردوس الاعلى .
و الى هذا الحد اراني لا استطيع متابعتكما لان الامر قد تجاوز مداركي المحدودة وانا لست حتى بطالب علم ولقد استفدت منكما ايما استفادة وارجو من الله ان يظهر الحق على يد اصدقكما حديثا واطهركما قلبا
آمين
بارك الله فيك
هو الشيخ أبو هارون مختار بن الأخضر بن ناصر بن الدين بن الطيب ،أصله من ضواحي ولاية تهرت، أقدم المدن الإسلامية بالجزائر، و التي خرج منها عدد كبير من علماء الحديث و اللغة و التفسير ، خاصّة سيد الحفاظ ، شيخ ابن حزم و ابن عبد البر: حماد التهرتي.
ولد الشيخ بمدينة أرزيو ، ولاية وهران بتاريخ 19 مايو1963م تلقى تعليمه الدّيني من شيوخ بلدته، و اشتغل بتحصيل العلم بعد ذلك بمجهوده الفردي،تخرج على يديه كثير من أبناء بلدته في علم التوحيد و الحديث و أصول الفقه وغيرها من العلوم الشرعية.
قالــــــوا عنه:
ــ الشيخ أبو مالك محمد إبراهيم شقــــــرة مدير الحرم القدسي ـ سابقا ـ:
ولقد رأيت فيما قرأت ونظرته من كتاب الأخ أبي هارون : مختار بن الأخضر طيباوي ،الجزائري الدار والمقام ، أنموذجا لطيفا ..... ورد عليها ردا جميلا بحجة ظاهرة، ليس يملك من يقرؤه إلا أن يحترمه ويثني عليه إن كان يحب النّصفة.......
.....ثم أتى هذا الأخ الجزائري، وبما عهد في الجزائريين من حب العربية والإسلام؛ ليهدي الدكتور... هذا الرّد الجيد النافع، الذي أبان فيه عن قدرة علمية مكينة.....
.....وحسب الأخ أبا هارون أنه صنّف هذا الكتاب على نسق جميل جدا: في التوبيب،والسرّد المتتابع،والإيرادات الدقيقة ، والاستشهادات المؤنّقة الرقيقة.......
وإني إذ أهنئ الأخ أبا هارون على كتابه هذا، لأرجو لإخواننا ....أن ينظروا في هذا الكتاب، فيفيدوا منه علما نافعا،
ــ الشيخ علي حسن عبد الحميد الأثري:
....أولَ ما سمعتُ بالأخ الشيخ مختار طيباوي قبل بضع سنوات-لما كان يكتب الطيباوي ردا على الدكتور..وكان رده-وقتئذ-بين يدي الشيخ ربيع،فسمعته يثني على الكتاب ومؤلفه ثناءا حارا شديدا..علق بذاكرتي منه :تشبيهه-حفظه الله - لأسلوب الكاتب بأسلوب شيخ الإسلام ابن تيمية ...
نعم..لقد أثبتت ردود أخينا طيباوي-اليوم-ذاك التشبيه-بالأمس -.. لذلك؛لا ترى-ولعلك لن ترى!-أي رد ذي بال عليها ..
فامض على ما أنت فيه من خير-أخي أبا هارون-حلما وعلما وحجةً ...
ـ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي:
فلقد يسر الله لي أن أقرأ ما كتبه الأخ السلفي الفاضل/ مختار الأخضر طيباوي في الرد على أباطيل محمد سعيد رمضان البوطي التي ضمنها كتابه" السلفية مرحلة زمنية" قام هذا الأخ الفاضل بدحض أباطيل البوطي بالحجج والبراهين العقلية والنقلية .
لقد بين زيف الأشعرية عقيدة ومنهجا وتأصيلا وبين زيف الفلسفة اليونانية التي اغتر واعتز بها الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والصوفية.....
لقد ناقش البوطي في عدد من الأبواب بالحجج والبراهين الساطعة فقمعه في كل باب ....
لقد نصر الله المنهج السلفي ونصر ابن تيمية وعلمه ومنهجه السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله وهدي السلف الصالح ، وأخزى الله المذاهب والفلسفات الباطلة بما حبره هذا الشاب الباسل الغيور في هذا الكتاب النافع الذي أعلى منار الحق والهدى ونكس أعلام الباطل والردى.
أبومحمد17
2014-02-07, 08:14
خطأ تقييم الدعاة الوعاظ بالمعايير الأكاديمية
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيّ بعده، وبعد.....
من المعلوم أن المعلومات ذات الطابع التفصيلي ،و الدقائق العلمية هي من العلم الأكاديمي أي من العلم البحثي الاستقصائي الذي لا يوجد إلا في الكتب، وقلما تجده في حفظ أهل العلم، بخلاف العلم العملي الذي يحتاجه العالم في كل يوم في توجيهاته و مواعظه وعمله.
ومن المعلوم كذلك أن طبيعة وظيفة الدعاة و الوعاظ تتطلب منهم الدراية بنصوص الترغيب و الترهيب، و حكايات الصالحين، و أحوالهم السلوكية.
وتقييمهم ـ جرحا و تعديلا ـ بناء على دقائق أكاديمية في علم الحديث أو أصول الفقه أو العقائد خطا جسيم، لان هذه الدقائق غير متوفرة لهم بحكم وظيفتهم الدعوية ، فمن بحث فيها يعلم منها أكثر ممن لم يبحث فيها،ووظيفتهم الدعوية لا تسمح لهم بالبحث في هذه الدقائق و لذلك تجد عند من له اهتمام بتعليم العوام قصور في التفاصيل العلمية.
فقد يسأل الشيخ في مثل هذه المسائل فيجيب بجواب مجمل أو خطأ، لا لأنه يعتقده، ولكن بحسب ما تيسر له،ولو عاد للبحث المستقصي لما قال به، و لتنبه إلى مخالفته لأصول أهل السنة مثلا.
لأن البحث في هذه الدقائق من وظيفة خواص أهل العلم بخلاف الكلام في الوعظ فإن هذا أمر لا يعجز عنه الدعاة و الوعاظ.
ولذلك فإن تجريح الدعاة و العلماء بما يأخذ عليهم من الأشرطة خطا كبيرو جسيم، إذ يلزم مراجعتهم، و بسط التفاصيل العلمية لهم قبل الحكم عليهم،هذا إن كان لهم استعداد لتصورها ومعرفة مسالكها.
ومن المعلوم أن العلماء اعتنوا بضبط أحاديث الأحكام المعروفة عن النبي أكثر من اعتنائهم بضبط الخبريات كأحاديث الزهد والقصص والفضائل ونحو ذلك، إذ حاجة المسلمين إلى معرفة الأمر والنهي أكثر من حاجتهم إلى معرفة التفاصيل بالخبريات التي يكتفي بالإيمان المجمل بها .
أما الأمر والنهي فلا بد من معرفته على وجه التفصيل إذ العمل بالمأمور لا يكون إلا مفصلا، والمحظور الذي يجب اجتنابه لا بد أن يميز بينه و بين غيره.
ومن هنا يجب كذلك التفريق بين الجمل و التفاصيل في باب الدعوة كما فرقنا في باب الدعاة، لأن العلم والإيمان واجب على الناس بحسب الإمكان، فالجمل التي فرض الله تعالى على الخلق كلهم الإقرار بها مما يمكنهم معرفتها.
وأما التفاصيل ففيها من الدقيق ما لا يمكن أن يعرفه إلا بعض الناس، فلو كلف بقية الناس بمعرفته كلفوا ما لا يطيقون، ولهذا لم يجب على كل أحد أن يسمع كل آية في القرآن ويفهم معناها، وإن كان هذا فرضا على الكفاية .
ومن المعلوم أنه في تفاصيل آيات القرآن من العلم والإيمان ما يتفاضل الناس فيه تفاضلا لا ينضبط لنا، والقرآن الذي يقرأه الناس بالليل والنهار يفاضلون في فهمه تفاضلا عظيما، وقد رفع الله بعض الناس على بعض درجات كما قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }.
و لأن الدعاة إنما ينفعون الأمة في الجمل دون التفاصيل التي هي محل نزاع بين المسلمين،لا يجب أن نطالبهم بتحرير محل النزاع في هذه التفاصيل، ولا أن يجعلوها موضوع دعوتهم، لأن المبتدئ والمقلد لا يدرك هذه الدقائق.
فقد يخفى حتى العلماء ما في النصوص من الدلائل الدقيقة التي تدل على الأحكام.
و عليه، فإن وظيفة العلماء بسط الدقائق العلمية، و كشف حقائق التفاصيل ورد الفروع إلى الأصول الكلية، والنظر في دقيق العلم والاستدلال.
و أما وظيفة الدعاة فمخاطبة الأمة بالجمل، لأن أكثر الناس يعجز عن العلم بالتفاصيل، وهي فتنة له، فلا يكلف العلم بها.
وعليه، وجب التمييز الواضح بين العلماء ووظيفتهم، و الدعاة الوعاظ و وظيفتهم،وبين لوازم إعداد هذا،و لوازم إعداد ذاك، حتى لا نلزم الدعاة الوعاظ بما يلزم العلماء،و هذا الفرق تستشعره عندما تلاحظ الفرق الكبير بين طريقة الدعاة في الوعظ و بين طريقة العلماء،فقلما تجد عالما متمكنا يدرك طريقة اللدعاة الوعاظ في التأثير على العوام،و لذلك قال الإمام أحمد: ما أحوج الناس إلى قاص صادق.
و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيد المرسلين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرزيو/ الجزائر في 22/04/2010
مختار الأخضر الطيباوي
أبومحمد17
2014-02-07, 15:31
كشفُ الإبلاس في بؤرَة الجهلِ والإفلاس "سحاب"
بتحقيق الفرق بين السَّرقة وأنواع الاقتباس
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمد لله وحده، والصَّلاة والسَّلام على من لا نبيَّ بعده.
أمَّا بعد، فبعد أن أبلط موقع الفتنة والجهل والسُّفول :"سحاب" من كلِّ علم وخير خرج بعضهم يعوس فخربش بنابِه أو ذيلِه شيئا سخيفا يشبه عقله، يتِّهم بالسَّرقة العلميَّة(؟!)
فهذا ما تعلَّموه من منهج الشَّيخ ربيع: تشقيق الكلام بما لا طائل منه للتّهويش على طلبة العلم، وذكر مساوئ أهل العلم لتحريش النَّاس عليهم.
وقد برعوا في إسقاط الكلام من سياقه، والتَّشبيه بالمتشابهات والمجملات الَّتي لا يحي مذهبهم إلاَّ فيها، فبمجرد التَّفصيل يصير لغوا من الكلام وضربًا من الجهل، وليس للقوم علم يميِّز بين الفوارق وعلاقات التَّشابه بين أنواع الاقتباس والأخذ والسَّرقة، فيأتي كلامهم إحالة على التَّناقض.
فلم يفرَّقوا بين السَّرقة كسرقة الحديث والسَّرقة في الشِّعر جريا على الخطأ الشَّائع المأخوذ من كتب نقد الشّعر والأدب الَّتي تتبع قواعد أخرى، واقتباس التَّشبيه أو التَّمثيل، وأخذ العبارة في سياق آخر ونسج كلامي آخر، أو اقتباس مقدِّمات علميَّة استدلالية ممَّا يسمَّى بمادَّة العلم، أو اقتباس المعنى وتحليله وتطويره بما لم يكن عند السَّابق.
كما لم ينتبهوا إلى أسباب تخلف العزو، وهي كثيرة منها: شهرة المقتَبَس حتَّى يصير من الكلام المشترك، أو سبق العهد بالمصدر، أو الثقة بالمنقولِ عنه فلا يتحقَّق من الأصل، والغفلة، والنَّقل من الذاكرة والنّسيان.
وكما قال ابن عبد البرِّ ـ رحمه الله ـ في (جامع بيان العلم وفضله) (2/1135): ((يدينون بالشَّيء وضده، ولا يعرفون ما في ذلك عليهم ...فألسنتهم تروي العلم، وقلوبهم خلت من الفهم)).
وعندما يرميك أحد هؤلاء بالسَّرقة فلأنّه معجب بمقالاتك لكن خنقه الحسد، ولم يجد ما يردُّ به فترك مقارعة البرهان، وقال، وقد عله السَّيف وعانى الموت: هذا ليس سيفك (؟!)
وليس هذا بجديد ـ خاصَّة عندنا ـ فقد قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في رسالة (فضل الأندلس) ضمن (نفح الطيب)(3/166): ((...ولا سيما أندلسنا فإنَّها خُصَّت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم، الماهر منهم، واستقلالهم كثير ما يأتي به، واستهجانهم حسناته وتتبُّعهم سقطاته وعثراته ـ وأكثر ذلك مدَّة حياته ـ بأضعاف ما في سائر البلاد ..إن أجاد قالوا : "سارق مغير منتحل مدَّع".
وإن توسَّط قالوا: "غث بارد وضعيف ساقط".
وإن باكر لحيازة قصب السبق قالوا: "متى كان هذا، ومتى تعلَّم، في أي زمان قرأ، ولأمِّه الهبل(؟؟؟!)"))
((وبعد ذلك إن ولجت به الأقدار أحد طريقين: إما شفوفا بائنا يعليه عن نظرائه أو سلوكا في غير السبيل التي عهدوها : فهنالك حمى الوطيس على البائس وصار غرضا للأقوال وهدفا للمطالب ونصبا للتسبب إليه ونهبا للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه .. وربما نحل ما لم يقل وطوِّق ما لم يتقلد و ألحق به ما لم يفُه به ولا اعتقده قلبه....فإن تعرَّض لتأليف غمز ولمز وتُعُرِّض وهمز واشتطَّ عليه وعظم يسير خطبه واستشنع هيِّن سقطه وذهبت محاسنه وسترت فضائله وهتف ونودي بما أغفل فتنكسر لذلك همَّته وتكلُّ نفسه وتبرد حميَّته....فإنه لا يفلت من هذه الحبائل ولا يتخلَّص من هذه النُّصب إلا النَّاهض الفائت والمطفِّف المستولي على الأمد.))
ونفس الشيء ذكره عنهم أبو بكر بن العربي في (العواصم) فإنه قال: ((فإن ظهر عندهم من له معرفة، أو جاءهم بفائدة في الدِّين، وسرد عليهم البراهين: غمزوا جانبه، وقبَّحوا عجائبه ،وعيبوا حقَّه استكبارا وعتوا، و سعوا في إخماد ذكره، وتحقير قدره، وافتعلوا عليه وردُّوا كلَّ عظيمة إليه.)).
وقد يرمون النَّاس بما يشبه أحلَام الأطفال، وعُقُول رَبَّات الحِجال، ولتمريره على ضعفة العقول من أصحابهم يقولون لهم: حدثني من أثق بدينه.
وقد علموا أن جلّ المصائب في العلم والتراجم جاءت ممَّن يوثق بدينه، ولا عقل له، فلو قالوا كما يقول المتحقِّقون: "من أثق بدينه وعقله" لكانوا قد قاربوا الصَّواب، واستدعى النَّظر، ولكن دين القوم معروف: ورع عن الخضب بالسَّواد وفجور في أكل الأعراض.
وقد كنتُ تغافلت عنهم فيكفيهم ما فيهم، وكما قيل: كم قائلٍ أغفلتُه وهو حاضرٌ (!)
لكن إصرار بعض الأفاضل على تفصيل هذه المسألة من باب التّعليم اضطرني إلى تسطير هذا المقال حيث ظهر لي أنَّهم لم يلتزموا فيه بالموضوعيَّة اللازمة، وانساقوا خلف منهج شيخهم: صناعة البهتان، والمغالبة بالأخطاء الشائعة في كتب بعض المتأخِّرين.
ولا ساروا فيه على خطَّة منهجيَّة علميَّة محكَمة في قواعد الاستشهاد والاقتباس والاستدلال.
ولأنَّ هذه المسألة جزء من منهج الاحتطاب ليلا، غاب عنهم بعضُ أركانها، أو صوَّرها الَّتي لم ينتبهوا إليها، ولم يولوها اهتمامهم فهذا استدراكٌ بسيط على ما جاء في خربشتهم يوضِّح أساب التَّشابه، ومكمن الخطأ.
الموضوع:
الاقتباس من كلام العلماء :
الاقتباس من كلام العلماء وكتبهم له شروط، وهو أنواع، فهناك اقتباس الألفاظ والنصوص، وهناك اقتباس المعاني، وهناك فرق بين الجمل العلمية والجمل التعبيرية أو الخطابية الإنشائية والفرق بين أخذ المادة العلمية، وأخذ الصياغة والتكوين الاستدلالي، فمادة الجويني، ومادة الرازي، ومادة الغزالي في (الإحياء) ومادة كل السلفيين في مسائل الصفات وغيرها كلها مقتبسة من غيرهم.
فعندما نقتبس الأدلة العامة كمادة خام ونتصرف فيها بالتحليل أو البناء الاستدلالي نقول هذا :مادته من كلام فلان، أو من كتاب كذا، ولا نقول: سرق، لأنه ما من عالم وكاتب في العلوم إلا ومادته ممن سبقه، فالاختراع من غير مثال سابق لا يكون إلاّ في الشّعر والنثر حيث الخيال واسع وغير محدد وحيث الكذب مسموح به.
يقول شيخ الإسلام: ((وأما ابن سبعين فأصل مادته من كلام صاحب (الإرشاد) [يقصد الجويني]).
((وأبو حامد مادته الكلامية من كلام شيخه في (الإرشاد) و(الشامل) ونحوهما مضموما إلى ما تلقاه من القاضي أبي بكر الباقلاني لكنّه في أصول الفقه سلك في الغالب مذهب ابن الباقلاني مذهب الواقفة وتصويب المجتهدين، ونحو ذلك، وضم إلى ذلك ما أخذه من كلام أبي زيد الدبوسي وغيره في القياس ونحوه))
((ومادة أبي حامد في الفلسفة من كلام ابن سينا ،ولهذا يقال: أبو حامد أمرضه (الشفاء)[قلتُ: وكذلك الجويني، والرازي، والآمدي، والطاهر بن عاشور، وحتى كلام ابن تيمية في السلوب ـ مثلا ـ أصله من الإشارات] ومن كلام أصحاب (رسائل إخوان الصفا) ورسائل أبي حيان التوحيدي ونحو ذلك.
وأما في التّصوف وهو أجلّ علومه وبه نبل فأكثر مادته من كلام الشّيخ أبي طالب المكيّ الذي يذكره في المنجيات في الصّبر والشّكر والرّجاء والخوف والمحبّة والإخلاص فإنّ عامته مأخوذ من كلام أبي طالب المكي لكن كان أبو طالب أشدّ وأعلى.
وما يذكره في ربع المهلكات فأخذ غالبه من كلام الحارث المحاسبي))
((وأمّا شيخه أبو المعالي فمادته الكلامية أكثرها من كلام القاضي أبي بكر ونحوه واستمد من كلام أبي هاشم الجبائي على مختارات له، وكان قد فسر الكلام على أبي قاسم الأسكاف عن أبي إسحاق الإسفرائيني ولكن القاضي هو عندهم أولى.
ولقد خرج عن طريقة القاضي وذويه في مواضع إلى طريقة المعتزلة وأما كلام أبي الحسن نفسه فلم يكن يستمد منه وإنما ينقل كلامه مما يحكيه عنه النّاس.))
((والرّازي مادته الكلامية من كلام أبي المعالي والشّهرستاني فإنّ الشّهرستاني أخذه عن الأنصاري النّيسابوري عن أبي المعالي وله مادّة قويّة من كلام أبي الحسين البصري وسلك طريقته في أصول الفقه كثيرا، وهي أقرب إلى طريقة الفقهاء من طريقة الواقفة.)) انظر (بغية المرتاد)(1/448 وما بعدها).
فهنا نتحدث عن أصل الكلام بالإسناد التّاريخي أي أوّل من أظهره أو سطره في كتاب وأصل الكلام يعني روحه ومادته الخام لذلك لا نوصف هذا بالسّرقة لأنّه طبيعي إذ العلم بناء اللاحق على كلام السّابق.
وهناك نوع آخر من هذا القبيل وهو ما جرى عليه ابن قدامة في (روضة النّاظر) فمعلوم أنّه اختصر(المستصفى) ليس بمعنى الاختصار المعهود كما قد ذهب إليه بعض الباحثين، فهذا خطأ لأنّ (المستصفى) لا يناقش آراء الحنابلة كما فعل ابن قدامة في (الرّوضة) ولكن اتباع ترتيبه وتبويبه،كأنمّا كتبه على منواله، وإذا لم يشر إلى الغزالي و(المستصفى) فهذا لا يعني أنّه بسبب السّرقة لأنّه لم يشر لأسماء الكتب الّتي أخذ منها، فهذا ليس خاصا بـ(المستصفى) لكنه يتساهل في عزو آراء ولا يدقق النّقل.
كذلك من هذا الجنس ما فعله أبو بكر بن العربي ـ كما أشار إليه غير واحد ـ في كتابه (ترتيب الرحلة) حيث ينقل من مادّة الغزالي ولا يشير إلى ذلك .
وإذا كان من شكر وبركة العلم عزو الأقوال إلى أهلها كما قال غير واحد فإنّ أعظم بركة من ذلك الإنصاف مع أهل العلم كما قال ابن عبد البر فلا نطبق على البراهين والاستدلالات قواعد الشعر أو سرقة الحديث لاختلاف الجنسين من كل جهة.
وهناك نوع آخر من الاعتماد على المادّة العلمية لعالم سابق من غير عزو وهو ما فعله ابن أبي العز في (شرح الطحاوية)، والمعلمي في (القائد إلى تصحيح العقائد)، وقبلهما السيوطي في (صون المنطق) من أخذ كلام ابن تيمية برمته، وليس التصرف فيه وإعادة صياغته من جديد في ثوب آخر، أو في بناء استدلالي جديد كما هو صنيع العلماء في كتبهم، بل النقل الحرفي دون عزو، وقد ذكر لهم العلماء أعذارا منها بغض بيئتهم لابن تيمية، وعدم استعدادهم لقبول كلامه رحمه الله.
كذلك إذا اعتمدنا مبدأ الإسناد التاريخي فإن رأي ابن حزم في قياس الغائب على الشاهد وأنه يصلح في الإبطال لا في الإثبات أو الاستقراء أخذه من الفارابي، فكونه انتهى بالبحث إلى نفس النتيجة أمر صعب حصوله لكنّه ليس ممتنع.
فيجب التّفريق بين نقل النّص بتمامه، واقتباس المادة العلمية والتصرف فيها.
وقد اختلفت طرائق أهل العلم في الاقتباس من الكتب والنقل منها، فأحيانا نضطر لنقل النص بتمامه، وهنا يجب العزو ـ إلا من غفلة أو نسيان ـ لأن من شكر العلم العزو إلى أهله كما قال العلماء، لكن الإشارة قد تكون في بداية الكلام أو في آخره.
وقد يغفل عن ذلك بسبب نقل من مسودة أو غير ذلك، وهذا يقع لمن له كتابات كثيرة ليس كمن عنده أربع وريقات.
وأحيانا ننقل المعنى والفحوى، ونحاول الحفاظ على روح النص.
ونقل المعاني لا يكون كله اقتباسا، بل إن نقل المعنى في اتجاه آخر غير اتجاه صاحبه الأصلي لم يكن اقتباسا، بل هذا تملُّك للمعنى، وتصرف به، بحيث يصبح مشتركا غير خاص بصاحب الكلام ابتداءً.
فللاقتباس طريقان إما اقتباس نص الكلام كما هو بالمطابقة فيأتي به كما هو، و هذا استشهاد يحتاج إلى العزو الصّحيح الصّريح إلاّ أن يغفل أو ينسى أو يكسل عن المراجعة فلا ينتبه إلى أن النّقل بغير عزو.
وإمّا أن يحصل معنى الكلام ويتصوره في ذهنه فيأخذ جزءا منه، ويبني عليه، أو يعبر عنه بألفاظ أخرى، أو ينزله على شيء آخر بنوع قياس يبرع فيه.
وهذا إن عزا إلى الأصل فحسن وإلاّ فهو متملّك للكلام هنا، لأنّ صاحب أصله لم يستعمله حيث استعمله هذا.
ولذلك نفرّق بين ما هو من جنس الحكمة والخبر، وما هو من جنس البرهان لأنّه مبني على أوّليات فطريّة مشتركة عند جميع النّاس فالقول: "إنّ المطلوب من إثبات الذّات إثبات الوجود لا إثبات التكييف فهكذا في الصفات"، وجميع القواعد العلميَّة الصَّحيحة سواء كانت منطقيَّة أو أصوليَّة، وكذلك المصطلحات فمثل هذا لا يحتاج إلى عزو لأنَّه صار شائعا وكالبديهي، وإن كان لظهوره أوَّل، وهكذا.
فحتَّى في كتب ابن تيمية خاصة في (الدرء) أدلَّة لم يكن منشئا لها أصالة، بل اقتبسها عن الغزالي أو ابن رشد أو ابن ملكا لكنَّه يتوسع فيها بما لم يأتوا به، وبكيفية أخرى مغايرة لطريقتهم.
وعليه، فالاقتباس ليس كله سردا للأقوال كما يعتقد بعض الجهلة، فربما يحتاج الكاتب إلى نقل المعنى أو استعارته لمشابهة وتجانس بين مسألتين، أو يقتصر على بعض القول دون بقيته حسب ما يقدر في ذهنه.
ويعلم المعتادون على الكتابة أنَّ المقالات تتبع مقاصد أصحابها، وأنَّ الكلام يتداخل مع بعضه بعضا، وقد يحتوي الفصل الواحد، وحتَّى الجملة الواحدة موضوعات متعدِّدة قد ينجح المقتبس في فصلها عن بعضها بعضا، وقد لا ينجح.
ومن هنا يختلف تقديره لاقتطاع الكلام من حيث يبدأ وإلى حيث ينتهي كلُّ ذلك تتبعا للموضوع الَّذي يريد إبرازه، والاستشهاد بكلام صاحب المتن.
فيأتي من ليست له خبرة، أو صاحب غرض دسيس خسيس ويزعم عليه بتر الكلام والتَّصرُّف فيه بغير حقٍّ.
ومع حسن النية ببعض النّاس نقول:
إذا اختلفت الأغراض والمقاصد اختلفت الرؤى، وبالتالي اختلفت الحاجة إلى كلام صاحب المتن فهذا يأخذ هذا، ويراه هو المناسب، وهو الحامل للوصف المؤثِّر بينما يرى الآخر أن ما تركه النَّاقل حاسم، وفارق في بيان المعنى وتوضيحه.
ولعلَّ بعض النَّاس لم يفقه مسألة الاقتباس، وليس له خبرة بطريقة العلماء في الكلام ، وليست له دراية بتحليل النص، فلم يدر المقدِّمات من النتيجة والحكم فراح يعترض على غيره في غير معترض، فهذا ابن القيم الإمام الزاهد الورع ينقل في (بدائع الفوائد) قول ابن الجوزي في (المدهش) : (( العلم والعمل توأمان أمهما علو الهمة، الجهل والبطالة توأمان أمهما إيثار الكسل)) دون أن يعزو إليه.
وهذا الجامي يقول: ((إذا رأيت الرجل يحب جميع النّاس فاعلم أنه مداهن)) ،وهذه كلمة سفيان الثوري نقلها عنه الذّهبي في (سير أعلام النبلاء) ولو تتبعنا هذا لوجدنا عشرات الأمثلة عنه.
وقول ابن القيم في (مدارج السالكين)(): ((من رغب عن العمل لوجه الله وحده)) مأخوذ من (الدرء)
فإطلاق السرقة على الكل مع وجود هذه الفوارق الواضحة البينة لا يتجه، وهو تلاعب بالعبارات، ووضعها في غير موضعها، وهذا يشبه من جعل القلب في الحديث سرقة، ولم يفرق إن كان المبدل به منفردا أو لم يكن.
نماذج من عدم العزو للأسباب التي ذكرنا:
1 ـ قال الحافظ في (تهذيب التهذيب)(10/247): (( وذكره البخاري في (صحيحه) في مواضع يسيرة سماه فيها وكناه تعليقا، منها في (التفسير): قال معمر: الرجعي :المرجع.
ومنها في "تفسير الأحزاب": وقال معمر: التبرج أن تخرج محاسنها.
ومنها: في {هل أتى}: قال معمر: أسرهم شدة الخلق.
ومنها في قوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ} قال: كلمته كن فكان، قال البخاري: وقال أبو عبيدة: فذكره، ووقع في بعض الروايات: "وقال أبو عبيد" فكأنه تصحيف.
وهذه المواضع كلها في كتاب (المجاز) لأبي عبيدة معمر بن المثنى، هذا وقد أكثر البخاري في (جامعه) النقل منه من غير عزو كما بينت ذلك في الشرح، والله تعالى الموفق))
قلتُ: فهذا البخاري ـ رحمه الله ـ على ما جرى عليه عمل أهل العلم ينقل عن أبي عبيدة معمر بن المثنى من كتابه( المجاز) من غير عزو، لأنه يكتفي بالإشارة إلى ما سبق العزو إليه فيعرف القارئ ـ لكثرة الاستعمال ـ أنه منقول من نفس المصدر.
فأهل العلم يعلمون أن تفسير معاني الكلمات الواردة في النّصوص ليس من صناعة البخاري ولا هو من المراجع في الباب، وأنه حينما يقول: معناه كذا وكذا فهذا حتما أخذه من مظانه وعن أهله.
فالتصرف في هذا الأمر يعود إلى تحديد الأعراف المتبعة في اقتباس المعاني والألفاظ، ولو أخذنا بقول بعض العلماء كالسيوطي في العزو ــ مع أنه لم يف به ـ لما صح لأحد كلام علمي واستدلال، فالعلم ليس اختراعا من غير سبق، بل بناء على ما أتى به السابق تطويرا وانتقالا به من حال إلى ما هو أفضل صياغة وقوة، والاشتراك في اللفظ لا يلزم منه اتصال وتناسب.
فيجب أن نفرق بين الفوائد العلمية، والاستشهاد وبين الاستدلال فإن الأدلة مشتركة ومترددة بين العلماء كما تجده في كتب العلم، ومنها المشهور كبعض الألفاظ والقواعد وهذه لا عزو فيها فاستخراج دليل من دليل سابق، وتوليد كلام من كلام ليس من قبيل السرقة، بل هذا طبع العلم وحقيقته، ينمو من كلمة حتى يصير مؤلفات.
فهذا الشرط "أن يكون مخترعا غير مسبوق" لا يصح إلا في الأدب فقط حيث لا حدود للخيال والشعور، أما العلم فشيء آخر.
ومن هنا لم يكن للاستدلال إسناد تاريخي مهم في قبوله ورده، لأن الدليل أشهر من أن يفتقر فيه إلى قول عالم من العلماء.
فحيث الأدلة المشهورة عند أرباب الفن فلا سرقة، وكذلك تشابه الموضوع أو تشابه الأسلوب لا يعني أنه مسروق.
وعليه فاتهام الناس بالسرقة بلا ضابط ولا قاعدة محددة إنما يفعله الجهَّال.
2 ـ استدرك عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن على ابن عبد الهادي في (محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب) كثرة النقل من غير عزو، فقد نقل كثيراً من: (المغني) ، و(المقنع) ، و(عيون المعارف)، دون الإشارة أو التنبيه إلى مصدره المنقول عنه.
3 ـ واستدرك المناوي في ( فيض القدير)(3/382) على ابن الأثير النقل عن الزمخشري دون عزو إليه كما في تفسير" حُزُقَّة" فقال: ((ذكره كله الزمخشري وتبعه ابن الأثير من غير عزو له كعادته))
4 ـ واستدرك محمد بن إبراهيم البكري في (دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين) على صاحب (النهاية) فقال: ((وقال ابن الأعرابي: ثمرة السمر شبه اللوبيا، وذكرهما في «النهاية» مقدماً الثاني فيهما من غير عزو لابن الأعرابي حاكياً للأول بقيل))
فقد يغفل الكاتب عن العزو، وقد ينسى المصدر إن كان ناقلا من ذاكرته.
5 ـ قال جلال الدين السيوطي في (عقود الزبرجد على مسند الإمام أحمد في إعراب الحديث) ـ وهو يقصد ـ ربما ـ القسطلاني: ((قد أوردت جميع كلام أبي البقاء معزوّا إليه، ليعُرف قدر ما زدته عليه، وتتبعت ما ذكره أئمة النّحو في كتبهم المبسوطة من الأعاريب للأحاديث، فأوردتها بنصهّا معزوّة إلى قائلها، لأن بركة العلم عزو الأقوال إلى قائلها، ولأن ذلك من أداء الأمانة، وتجنب الخيانة، ومن أكبر أسباب الانتفاع بالتصنيف، لا كالسارق الذي خرج في هذه الأيام فأغار على عدة كتب من تصانيفي، وهي (المعجزات الكبرى)، و(الخصائص الصغرى)، و(مسالك الحنفاء)، و(كتاب الطيلسان) وغير ذلك، وضمّ إليها أشياء من كتب العصريين، ونسب ذلك لنفسه من غير تنبيه على هذه الكتب التي استمد منها، فدخل في زمرة السارقين، وانطوى تحت ربقة المارقين، فنسأل الله تعالى حسن الإخلاص والخلاص، والنجاة يوم يقال للمعتدين لات حين مناص.))
قلتُ: وهو نفسه أخذ منطق ابن تيمية ونسبه إلى نفسه أو لم ينسبه إلى صاحبه، وهكذا للحرب كلام وللسلم كلام.
6 ـ ولما نسب الشهاب ابن حجر لابن الهمام الاسترواح والسقط لأنه زعم على المحققين مذهبا "القول بالترادف"، قال المناوي في (فيض القدير) : ((قد انحرف هنا عن صوب الصواب... فإن أراد أن محققي أئمة الأصوليين خلاف العضد والتفتازاني والجرجاني وأن هؤلاء ليسوا بمحققين فهذا شيء لا يقوله محصل وإن أرادهم فهذه نصوصهم قد تليت عليك... إنما الملام في إقدامه على تغليط ذلك المحقق ونسبته إلى الغفول عن كلام المحققين من رأس القلم))
7 ـ وفي ترجمة عبد الرحمن الفوراني صاحب القفال قال الذهبي : ((نقل قول الذهبي :"لَهُ المصنفات الْكَثِيرَة فِي الْمَذْهَب وَالْأُصُول والجدل والملل والنحل وطبق الأَرْض بالتلامذة وَله وُجُوه جَيِّدَة فِي الْمَذْهَب وَكَانَ مقدم الشَّافِعِيَّة بمرو"
ثم قال: صنف الْإِبَانَة فِي مجلدين والعمد دون الْإِبَانَة وَذكر فِي خطْبَة الْإِبَانَة أَنه يبين الْأَصَح من الْأَقْوَال وَالْوُجُوه وَهُوَ من أقدم المبتدئين بِهَذَا الْأَمر... وَأما الإِمَام فَكَانَ ينقصهُ ويحط عَلَيْهِ بِلَا حجَّة كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ حَتَّى قَالَ الإِمَام فِي موضِعين عَن الفوراني وَهُوَ غير موثوق بِهِ والفوراني ثِقَة جليل الْقدر وَاسع الباع فِي دراية الْمَذْهَب وعمده محشوة من النُّصُوص ملخصة وَالنِّهَايَة محشوة من الْإِبَانَة بلفظها من غير عزو وَحَيْثُ قَالَ الإِمَام وَفِي بعض التصانيف أَو قَالَ بعض المصنفين فمراده الفوراني))
قلتُ: هذا لاختلاف الغرض في التأليف وتناوب الكلام بين النقل وبين الاستطراد والتفصيل والعمق في البسط فيركب أدلته مع أدلة غيره وتصيرا شيئا ثانيا، وهنا يصير الكلام جديدا وإن تضمن شيئا من كلام غيره، وهذا لا يحتاج إلى عزو لأنه إنشاء جديد، وإلا فما هو العلم إن لم يكن البناء على قول من سبق وهكذا تبنى العلوم وتتطور وتتسع في النحو و اللغة والحديث والأصول وغيرها فليس العلم الاختراع من غير سابق أو من عدم (؟!)
8 ـ أما في كتب التراجم و الجرح والتعديل فالأقوال المجردة من الإحالة والعزو كثيرة، منها على سبيل المثال ما نقله ابن حبان في المجروحين (1 / 306) في ترجمة زياد بن المنذر بن أبي الجارود عن يحي بن معين قوله فيه: " كذاب عدو الله، ليس يسوى فلسا.
" من غير عزو إلى معاوية بن صالح. قاله محقق (تهذيب الكمال في أسماء الرجال) بشار عواد.
9 ـ ـ قال السخاوي في (القول البديع) بعد أن ذكر من سبقه بالكتابة عن الصّلاة على النبي صلى الله عليه وسلم : ((ولم أنقل عن هؤلاء إلاّ بواسطة لأني لم أقف عليهم وإلا ولأن كل واحد منهما في كراسة لطيفة وأما الثالث فهو مفيد بالنسبة إليهما وحجمه كبير بسبب التكرار وسياق الأسانيد وأما الرابع فقد أكثر من ذكر الغرائب بلا عزو قد نقلت منها أشياء بناء على أنه ثقة لكن الظاهر من حاله أنه لم يكن الحديث من صناعته)) (1/259).
قلتُ: فهنا عدم العزو بسبب الثقة في المنقول عنه وأنه نقل نقلا صحيحا موثقا فلا يرجع الناقل إلى الأصل ويعتمد على إحالة المنقول عنه.
ونفس الشيء في المثال الآتي.
10 ـ قال المعلمي في التنكيل (929/2): ((وذكر ابن عدي أن ابن عجلان وغيره رووا عن أبي الزناد عن ابن أبي صفية عن شريح قوله.)) فتعقبه الألباني في الهامش: عزو هذا لابن عدي فيه نظر، فإنه ليس عنده في ترجمة المغيرة من «الكامل» (ق386/2-1) ، والمصنف أخذه من «التهذيب» ، ولكن هذا لم يصرح بعزوه إلى ابن عدي، وإنما هو من قول الذهبي في «الميزان» مصرحاً به أنه من قوله.
11 ـ وفي (السر المكتوم) يذكر السخاوي وغيره أن القاضي عياض أورد نصوصا عن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم في (الشفا) بدون عزو .
قلتُ: فهذا يقع للعلماء لأسباب كثيرة، أغلبها من عدم المراجعة بسبب كثرة المعاودة والتردد على الموضوع حتى يسأم منه، والاقتباس من كبتهم ومسوداتهم الشخصية، فينقل جزءا من البحث أو الكلام فيسقط العزو.
في الأخير:
بعض الناس كالقائمين على موقع كل الفتن "سحاب" نشأ على منهج المضغ والعلك كصاحب ابن حزم الذي قال عنه في (التقريب لحد المنطق)():
(( ...يأبى إلا أن أريه العرض مزالا عن الجوهر باقيا بحسبه يراه في غير جوهر ...فلا أحصي كم قلت له : إن العرض لو قام بنفسه، وكان كما تريد مني لم يكن عرضا، وإنما هو عرض لأنه بخلاف ما تريد.))
فيجب التفريق بين النقل الحرفي الذي يجعل بين قوسين، وبين ما تنقله بصياغتك، فهذا يشترط إليه أصحاب علم التوثيق والمكتبات أن تكتب قبل المصدر "انظر" كما يشترطون ذكر دار الطبع، وتاريخ الطبعة، واسم المحقق، وهذا كله محدث من منهج الفلاسفة في الكتابة.
أما كون علمك من مادة فلان فيطبع أسلوبك وطريقتك في الاستدلال، أو التعبير، ونقل الأدلة والتصرف فيها على غير وضع المنقول عنه، واستعارة التمثيل والتشبيه، والعبارات والمعاني، وتطويرها وإخراجها عن هيئتها عند المنقول عنه إلى هيئة جديدة فهذا شيء آخر وهو لب العلم إذ العلم استخراج المجهول والخفي من المعلوم والجلي.
ومشكلة القوم أنَّهم لا يجيدون الكتابة فتراهم يحشون مقالاتهم بالنقل عن غيرهم دون شرح واستنباط وتحليل وصرامة في ضبط شروط تنزيله عن الواقعة التي يتحدثون عنها وليس هذا بالعلم فإن عملهم لا يعدو كونه تكرارا لكلام من سبقهم.
فإذا جاء من يأخذ كلام الأوائل ويشرحه ويستنبط منه ما يذهب به في اتجاهات أخرى إحياء له في واقع الناس يحل به الإشكالات العلمية ويؤصل القواعد زعموا أنه يسرق فجعلوا لغبائهم الفهم بضاعة تسرق.
أبومحمد17
2014-02-08, 21:27
التَّعقيب على شبهات المتعقِّب
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم؛ لقد قرأت ما كتبه أحدُهم تعليقا على مقالي"أسباب انهيار السَّلفيَّة التَّجريحية" فكان لابدَّ من نقض تعليقاته لأنَّها لا تعدو كونها شبهات خرجت ـ تمامًا ـ عن حدِّ الموضوعية لأنَّه بناها على قصد مُسبق، وليس على ما تدلُّ عليه عباراتي؟
وهذه مشكلة في النَّقد عندما يُوظَّف لغاية أخرى غير المناصحة يخرج متسرِّعا ضعيفًا يحمل بين طيَّاته مقوِّمات نقضه،وإن حاول هذا المتعقِّب [التثاقف] إلاَّ أنَّه لم يستكمل عدته و آلته العلميَّة و الفكريَّة و أظهر اطِّلاعا ضعيفًا على أقوال العلماء و على المذاهب الفكريَّة، وثقافة في طور الرَّضاعة !
أقول هذا لقرينة واحدة كافية: وهي أنَّه عمدًا ـ إذ لا توجد في مقالي أيَّة قرينة تدلُّ على خلاف ذلك ـ حمل الكلام الخاصَّ بفئة معيَّنة على عموم السَّلفيِّين،وهو يعلم من نفسه السَّبب؟
ومهما يكن أقول: لهذا الأخ ولكلِّ قرَّاء المنتدى الفضلاء حقُّ النَّقد، بل بالنِّسبة لي يجب مطالبتهم بإبداء ملاحظتهم مهما كانت سلبيَّة،أو لا ترقى لمستوى الطَّرح الَّذي تناوله المقال،لكن بشرط: تصحيح النِّيَّة ومراقبتها ، وكبح جماح النَّفس عن النَّقد بقصد الإيذاء، وفي الأخير عدم حرق سُفنه حتَّى يستطيع العودة .
ومن باب نصيحة شبابنا المبارك بترك حيل الكلام فإنَّه لا ينفق في العلم إلاَّ الصِّدق،صدق المقدِّمات،صدق النَّقل،صدق الحمل و التَّوجيه، أقول:هدوء النَّبرة لا يعني اللُّطف أو الرِّفق أو اللِّين في شيء، فالنَّقد الهادئ لا يعني خلوِّه من الطَّعن و الغمز، لكن لقلَّة الدُّربة بما يعود على صاحبه بالمضرَّة قد يعتقد ذلك ،فيقول لهم: ((ولكم الحكم معاشر طﻼّب العلم فما أنا إﻻّ قارئ ناقد؟ !))
ونصيحة منِّي صادقة لهذا المتعقِّب وغيره أقول : تختلف عناية الكتبَة حينما يكتبون من شخص لآخر فبعضهم يعتني بالدِّقَّة العلميَّة،ومنهم من يعتني بالمتانة اللُّغويَّة،ومنهم من يبالغ في العناية بالتَّوثيق حتَّى تجده يوثِّق أوَّل آية من سورة الفاتحة فيذكر رقم الآية و اسم السُّورة فيما لا يكاد يجهله أكثر المسلمين إن لم نقل كلُّهم،وكلُّ هذا حسن طيِّب لكن أفضل منه العناية بالإنصاف فمتى كان هاجس الكاتب في إنصاف المخالف صاحبه التَّوفيق، وجعل الله له من كلِّ ضيق مخرجًا.
أمَّا بخصوص موضوع نقد هذا المتعقِّب فأقول: إشكالية الهجوم و الدِّفاع في السَّاحة العلميَّة و الدَّعوية الإسلاميَّة بسبب تعدُّد الواجبات وهشاشة الجبهة الدَّاخليَّة مشكلة كبيرة قد تدفع بعض الكتبة إلى الصَّمت، أو تغيير الاهتمامات،فأنت بين النَّظر إلى أمامك في اتِّجاه عدوِّ الدِّين، و بين حراسة ظهرك من الطَّعنات ، وقد أشار إلى هذا الشَّيخ الغزاليُّ ــ رحمه الله ــ في كتابه (من معالم الحقِّ) فقال : ( إنَّ الاضطراب الشَّديد داخل الجبهة الإسلاميَّة، والغارة الشَّعواء على العالم الإسلاميِّ جعلانى موزَّعًا بين الدِّفاع و الهجوم؛ دفاع ضدَّ أقوياء متربِّصين، وهجوم ضدَّ أعوان بُله وانين متقاعسين! دفاع رجل يخشى أن يُصاب من ظهره لأنَّ المنتمين إلى الإسلام ينالون منه، و كأنَّه عدوٌّ، و هو الصَّديق الودود!! وهجوم رجل يُعيَّر بجهالات غيره، وهو يُكافح فكرة (العيش بلا دين)، تلك الفكرة الَّتي تزحف وسط أمواج دافقة من العلم المادَّيِّ والحضارة المدنيَّة) .ا.هـ.
لقد وجدتُ هذا المتعقِّب انطلق في نقده من سوء فهمه لمعاني بعض الأسماء و المصطلحات الَّتي هي من اللُّغة المشتركة بين جميع المسلمين حسب ما علق بذهنه منها من المفاهيم الشَّائعة خطئا كوصف كلِّ ما لا نفهمه، أو لا تدركه عقولنا بأنَّه إخواني !
وإذا وقع الاشتراك في استعمال اسم لم يقع التوارد بالنَّفي و الإثبات على محلٍّ واحد.
فبدلا من تقييم الأشخاص و الجماعات و المقالات بالشَّريعة صرنا نقيِّمها بالتَّصنيف المتولِّد من حروب التَّشنيع بالكلمات المرسلة من غير قيد؟
قال هذا الأخ المتعقِّب: ((بعض عبارات الشيخ مختار بحاجة إلى تحرير فﻼ يمكن أن يشكر عليها وهي لم تزد على كونها نقدا إخوانيا للطريقة السلفية في التغيير وإجترار لما يثيره التيارات التغريبية في تعاملها مع السلفية كمسألة البيئة الضيقة - البدوية بتعبير آخر -))
قلتُ: ضعف كلامه وهشاشته يظهر بمجموعة ملاحظات منها:
1 ـ اجترار الكلام حتَّى يكون مهضوما في العقول السَّويَّة أفضل من عودة المرء في قيء غيره.
2 ـ أنصح طالب العلم بحقٍّ غير المتعصِّب أن يترك تصنيف المقالات، والرَّدَّ على النَّاس، أو الاستدراك عليهم بتصنيف المقالات، أو نسبة أقوالهم إلى فئة معيَّنة ،و هي مقالات عامَّة يحتجُّ بها الصِّديق كما يحتج بها الزِّنديق، فإن كان القول مخالفا للشَّرع فيكفي بيان مخالفته للشَّرع بالأدلَّة، أمَّا ردُّه زاعما أنَّه من أقوال الإخوان فهذه طريقة عامِّيَّة لا تنفق عند المتشوِّفين للأدلَّة.
نعم يمكن تصنيف المقال و نسبته إلى طائفة مشهورة به إن كان من أصولها الَّتي انفردت بها، يعني اختصَّت به، كما انفردت الفرق الإسلاميَّة بأصول تخصُّها، فللمعتزليِّ أصول يعرف بها و مقالات يشركه فيها غيره، وكذلك الخارجيِّ، و الأشعريِّ و غيرهم، أمَّا إن كان المقال لا يخصُّها وحدها كـ "مسألة العلمانيَّة"، و عبارات كـ"البيئة" وغيرها ممَّا يتكلَّم به أكثر البشر فإنَّ ردَّه بمجرَّد محاولة تصنيف قائله لا يفعله من عرف العلم و طرق الاستدلال فيه.
والَّذي وقع فيه هذا المتعقِّب هو من هذا الجنس استولى على ذهنه تصوُّر معيَّن، وعاطفة موافقة للمُنتَقدَين لم يستطع معها النَّظر في التَّقييد وشروط السِّياق وحدوده، و فصول الكلام المختلفة فجاء كلامه عبارة عن هذه الشُّبهة العريانة الَّتي لم تجد ما يستر عورتها.
فمن يجعل الكلام الَّذي تعقَّبه من علامات الإخوان و التَّغريبيين لأنَّه من كلامهم ـ مع فرض الصِّحَّة ـ لم يُفرِّق بين ما يدخل في ذلك من حقٍّ و باطل،وبين الحقيقة من جهة وتوظيفها في الباطل من جهة أخرى، فالرجل قصَّر عن الحقِّ نظرا و فهما و نصرا له ودرءا لما يعارضه من شبهات تلبَّس بها بعض المنتمين للسَّلفيَّة وراح يدافع عنهم بالتَّعميم و بتصنيف من ينتقدهم.
3 ـ ليخبرنا هذا المتعقِّب: ما هي الطَّريقة السَّلفيَّة في التَّغيير؟
هل هي ـ مثلا ـ تتبُّع أخطاء العلماء، وتوليد السَّقطات لهم، وهجر الدَّعوة إلى الدِّين إلاَّ من نشر البهتان و الأراجيف عن العلماء؟
هل هي ـ مثلا ـ الطَّعن في ابن تيميَّة و الذَّهبيِّ و الألباني وابن باز و العثيمين وغيرهم كثير؟
هل هي ـ مثلا ـ اختصار الدِّين في الجرح و التَّجريح؟
هل هي إهمال كلِّ مخالف لأهل السُّنَّة، وكلِّ عدوٍّ للدِّين و التَّركيز على علماء أهل السُّنَّة و طلاب علمهم؟
هل هي ـ مثلا ـ في الحدَّاديَّة بفروعها،أم في منهج الشَّيخ ربيع أم في تفحُّش الدكتور رسلان،أو هي في رمي النَّاس بالتَّمييع أو الإرجاء أو الحزبيَّة، أو هي مباحث علم الكلام، وفرض الاختيارات الفقهيَّة على النَّاس؟
ليحدِّدها حتَّى ننظر هل هي الطَّريقة المتَّبعة عند من ينتقدهم المقال، وقد كنتُ دقيقا من أوَّله إلى آخره أنِّي أقصد فئة معيَّنة من السَّلفيِّين، و بالتَّالي كيف يكون نقد طريقتهم من الطَّريقة الاخوانيَّة فضلا أن يكون ممَّا تثيره التيَّارات العلمانيَّة ؟
نسبة نقد فهم وطريقة هذه الفئة من السَّلفيِّين إلى الإخوان كنسبته إلى الشِّيعة أو الخوارج أو اليهود أو النَّصارى إذا كانت علَّة النِّسبة مجرَّد الاشتراك في مطلق النَّقد، وهذا خطأ فاضح.
4 ـ ليعرِّف لنا العلمانيَّة، فالظَّاهر من تعقبيه أنَّه لا يعرفها معرفة علميَّة، ولو تتَّبعنا طريقة فهمه لأصبح كثير من العلماء المتقدِّمين علمانيِّين بالفطرة، فإنَّهم أشاروا إلى سلبيَّات البداوة على الحضارة كابن خلدون ومن هو أقدم منه، كما أشاروا إلى ايجابيَّتها مع أنِّي لم أذكر لا البداوة ولا الحضر ، فالرَّجل أخرج من جعبة نفسه ـ كما سأبيِّنه ـ هذه التُّهمة و ألصقها بنا ، يدَّعي الدَّعوى و يبني عليها النَّتيجة كما ستراه في هذا النَّقد السَّريع لتعقيباته. .
فمن قال لك أنَّ قصدي من قولي" البيئة الضَّيِّقة" هو البدويَّة؟
هل كنتَ داخل رأسي أم هذه كلمة جامدة المعنى أجمع علماء اللُّغة أنَّها لا تدلُّ إلاَّ على البداوة، فكلَّما قال قائل" البيئة الضَّيِّقة" فهمنا أنَّه يقصد البدويَّة؟
فهل ـ مثلا ـ هذا التَّعبير" البيئة الضَّيِّقة" مصطلح فلسفيٌّ أو أصوليٌّ أو فكريٌّ حدَّدت له المعاجم هذا المعنى الثَّابت، فكلُّ من استعمله فوِفقًا لمرجعية هذه المعاجم؟
و إلى ماذا يتبع هذا التَّعبير: إلى معجم خاصٍّ بالعلمانيِّين و الإخوان يعرفه هذا المتعقِّب؟
وكيف استفاد هذا المعنى " البدويَّة" من هذه العبارة، هل هو التَّوليد بالتَّأويل البعيد فهو مقوِّل لها ما لم تقله خدمةً لغرضٍ في نفسه؟
وهل إذا قصد الإخوان ـ جدلا ـ بهذا التَّعبير " البيئة الضَّيِّقة " البدويَّة، يلزم منه أنَّ كلَّ شخص استعمل هذا التَّعبير يقصد منه البدويَّة ؟
وكيف يفعل ـ مثلا ـ مع من يريد التَّعبير عن بيئة ثقافيَّة أو اجتماعيَّة أو سياسيَّة أو عائليَّة أو جماعيَّة أو شيخويَّة ليس فيها حرِّيَّة النَّقد أو الأخذ عن مرجعيات علميَّة مختلفة، هل يقول ـ مثلا ـ: مناخ ضيِّق،أجواء ضيِّقة،جغرافية ضيِّقة ؟
وماذا يكون لو قلتُ: "محيط ضيِّق" أو "وسط ضيِّق"، هل ستدلُّ كذلك على البدويَّة؟
5 ـ وما هي مشكلة البدويَّة في عقل هذا المتعقِّب، هل هي عيب ـ مثلا ـ ؟
وما علاقة السَّلفيِّين حتَّى غلاة الغلاة منهم بالبدويَّة،فكثير منهم حضر يسكون كُبريات المدن؟
و هل منهج السَّلف الصَّالح ـ و لا أقول منهج هذه الفئة من السَّلفيِّين ـ خرج من بيئة بدويَّة،فما المشكل لو قال أحدهم هذا، فكلُّ العرب في الجزيرة قبل الإسلام كانوا بدويِّين أمِّيِّين؟
وما المشكل،وهل يعدُّ من الكذب لو قال أحدهم : العرب قبل الإسلام لم يكونوا أهل كتاب ولا علم، وإنَّما غلبت عليهم البداوة والأمِّيَّة؟
6 ـ يجب أن تُفرِّق بين الحقيقة المادِّيَّة المجرَّدة الَّتي يشهد عليها التَّاريخ وبين توظيف هذه الحقيقة لضرب النُّبوة و الإسلام،فنحن لا ننكر أنَّ العرب كانوا أمَّة بدويَّة تسكن الصَّحراء ،و أمِّيَّة لا تعرف الكتاب،وهذا إن كان ربطا بالحضارة المادِّيَّة من التَّمدن و العمران فله وجه في البحث و إن تعلَّق بالرِّسالة قلنا: هذا من معالم النُّبوة، وممَّا يشهد لها ،وخروج الأنبياء من هذه البيئات له غرض صحيح.
فهذا إبراهيم عليه السَّلام كان يعيش حياة البداوة، قال الله عز وجل فيما حكاه من كلام يوسف عليه السَّلام: {وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِن قَبْلُ قَدْ جَعلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحسَنَ بِي إِذ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِنَ البَدْوِ} [يوسف 100] .
قال ابن كثير: "من البدو" أي من البادية، قال ابن جريج وغيره: "وكانوا أهل بادية وماشية ".
فهل هذا كلام الإخوان أم نقد العلمانيِّين؟ !
وإذا عرفنا أنَّ للبداوة مقتضيات كثيرة منها دورها البارز في حياة العرب قبل الإسلام،و الاقتصاد القائم على الارتحال مع قطعان الماشية و الجمال ممَّا منع أكثرهم من الاستقرار لبناء المدن مثلا، فهل يلزم أنَّ كلَّ من تكلِّم عن بداوة العرب قبل الإسلام يكون علمانيًّا أو إخوانيًّا؟
وأين وجد هذا المتعقِّب [المتثاقف] أنِّي جعلت السَّلفيِّين ـ حتَّى من قصدتهم بالنَّقد ـ بدويِّين ؟
7 ـ لو لم تغلبه عاطفة مضمرة وسألني عن قضيَّة البداوة في التَّحليل العلمانيِّ للشَّخصيَّة السِّياسيَّة الإسلاميَّة لأجبته بما ينفعه ولكن فساد النِّيَّة يمنع عن النَّاس كثيرا من الخير.
وربَّما أسمح لنفسي هنا أن أقول له: هذا إفراط وظلم وجهل تقتضيه طبيعة البداوة الخشنة، ولا علاقة له بالإخوان فضلا عن العلمانيِّين.
وحتَّى لا يقول أنِّي تعلَّمت كلمة البداوة و كيف تستعملها العلمانيَّة في التَّحليل السيكولوجي للمسلمين و ليس للسَّلفيِّين أثناء هذا النَّقد فهذا ما قلته سنة 2003م عند الرَّدَّ على الدكتور عبد الله الحامد:
الفرق بين الحقيقة وبين توظيفها.
الرُّجوع إلى عامل البيئة لتقويم المجتمعات المختلفة و تقويم الأفكار و المناهج أمر سار إليه عدَّة فلاسفة، ولكنَّهم أخطئوا في تطبيقه، و منهم أخذه الدكتور عبد الله الحامد عندما قال : "إنَّها العقليَّة الصَّحراويَّة"
وهذا العامل حقٌّ إلى درجة كبيرة ،أقصد أنَّ البيئة لها تأثير على مزاج و نفسيَّة الإنسان، و هذا أمر نجده في القرآن والسُّنَّة عندما يُفرِّق بين الأعراب و سكان المدن، و يُبيِّن أنَّهم أشدُّ كفرا ، وكما أخبرت السُّنَّة الصَّحيحة عن غلظة بعضهم، و سهولة النِّفاق فيهم، وغير ذلك .
كما أنَّنا علما منها أنَّ البداوة وسعة الأفق ممَّا يعين على الفصاحة و سلامة البدن، و أنَّ الإنسان الصَّحراويَّ ثقيل غير متسرِّع يتَّسم بالهدوء و بُعد النَّظر، و لذلك بُعث أكثر الأنبياء من الصَّحاري و غير ذلك.
و إذا كان للبيئة تأثير في الفكر الإنسانيِّ فقد علمنا أنَّ تأثير الصَّحراء على هذا الفكر تأثير إيجابيٌّ تمثَّل في قوَّة و قيمة و براعة أولئك الصَّحراويِّين الَّذين حملوا الإسلام مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أطراف المعمورة ،وكانوا خير البشر إلى يوم القيامة بشهادة النُّصوص من الكتاب و السُّنَّة ، فلزم أنَّ الانتقادات الموجَّهة إلى الأمَّة الإسلاميَّة في خلافة العبَّاسيِّين ليس مرجعها البيئة الصَّحراويَّة الَّتي خرج منها العبَّاسيُّون و لكن طبيعة المجتمع القبلي الَّذي كانوا يعيشون فيه ، وانعدامهم من مدنية سابقة يبنون عليها الدَّولة.
ومبدأ العقليَّة الصَّحراويَّة أخذه الدكتور من فلسفة هربرت سبنسر الَّذي طبَّق نظريَّة التَّطوُّر في تفسيره للظَّواهر الاجتماعيَّة و النَّفسانيَّة تفسيرا آليا مغلقا ، فجعل الظَّواهر المادِّيَّة تعطي الظَّواهر البيولوجية ،وهذه تعطي الظَّواهر النَّفسانيَّة، الَّتي بدورها تعطي الظَّواهر الاجتماعيَّة.
و يمكن أن نقول: إنَّ هذا التَّحليل عند الفلاسفة قد أدَّى إلى ظهور العِرقيَّة دعوى من يفاضل بين العروق البشريَّة ،ويزعم أنَّ أثر كلِّ عرق في مجرى الحوادث التَّاريخيَّة تابع لجودته، و بالتَّالي يرى أنَّ لأفضل العروق حقَّ السيادة على من دونها،وحقَّ التَّصرُّف في وجودها،كما هو الشَّأن عند التَّحليل الفكريِّ بناء على الاختلاف الجنسي كما عند غوبينو آرتر الفرنسي الَّذي اهتمَّ ببيان العروق البشريَّة و المفاضلة بينها زاعما أنَّ العرق الآري أرقاها.
فهذا فرق بين من يعترف بالحقيقة المادِّيَّة أو التَّاريخيَّة، ويرفض توظيفها في غير مسارها ومضمونها، وبين من يهرف بما لا يعرف.
8 ـ ثمَّ من أعاجيب المغالطات العقليَّة و الضَّرورية أن تدلَّ البداوة على البيئة الضَّيِّقة،ممَّا يلزم منه أنَّ الحضر أو المدن تدلُّ على البيئة الواسعة، فتدل الصَّحارى و السُّهول على الضَّيق و الخرسانة تدلُّ على السَّعة؟
9 ـ وما هو مصير من يقول ـ مثلا ـ إنَّ الأشعري ـ رحمه الله ـ مرَّ بأطوار مختلفة نظرا لاختلاف البيئة ، و أنَّ ابن ملكا الفيلسوف اليهودي لما نشأ في بيئة سنِّيَّة أعانته على مناقضة ابن سينا ،هل مصيره الاخوانيَّة و العلمانيَّة؟
10 ـ مرَّة أخرى أقول: بيئة هذه الفئة من السَّلفيِّين بيئة ضيِّقة معنويًّا ومادِّيًّا، معنويًّا هناك حجر على عقولهم من خلال الطَّعن في كلِّ من يخالف شيوخهم، فيحصر عقل الواحد منهم في كتب شيوخه حتَّى لا يعرف الحقيقة، ومادِّيًّا قد هجروا كلَّ المسلمين إلاَّ طائفتهم.
ولو عبَّر مسلم بكلمة "وسط" لما اختلف المعنى في شيء.
قال المتعقِّب:((1 اﻹخوان يصفون السلفيين بالعلمانية وأنّ دعوتهم جزئية ﻻ شمول فيها ﻷنهم ﻻ يرون طريقة التهييج السياسي التي يعتمدها اﻹخوان والشيخ في مقاله يقول : ( هذا المنهج الَّذي أدخل هؤﻻء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة اﻹسﻼميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل لﻺسﻼم، و الدَّعوة إليه ﻻ إلى اﻷشخاص ، فصاروا عقوﻻ ساكنة عن اﻷمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، ﻻ تتحرَّك إﻻَّ ﻹيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم))
قلتُ: فيما يخصُّ الشُّمولية نعم أوافق الإخوان على أنَّ الدَّعوة يجب أن تكون شاملة لكنِّي لا أرى الشُّمولية لا فيهم، فالغالب عليهم السِّياسة، ولا في هذه الفئة من السَّلفيِّين ،فالغالب عليهم التَّجريح وسقط الأخلاق.
1 ـ الإخوان عندما يتحدَّثون عن العلمانيّضة ـ و للإنصاف وغير الإخوان ـ يقصدون فصل الدِّين عن الحكم ،يعني عدم تطبيق الشَّريعة، وأين وجدتَ هذا في كلامي الَّذي نقلتَه بنفسك؟
2 ـ هل حدَّدت معنى العلمانيَّة، و بعد ذلك رددت كلامي إليها، فليس هذا بمنهج علميٍّ بل هو احتطاب، فأين التوارد بين كلامي هذا الَّذي نقلتَه وبين كلام الإخوان؟
3 ـ و أنت نفسك حدَّدت مقصد الإخوان عندما قلتَ: "اﻹخوان يصفون السلفيين بالعلمانية وأنّ دعوتهم جزئية ﻻ شمول فيها ﻷنهم ﻻ يرون طريقة التهييج السياسي التي يعتمدها اﻹخوان"
فأين يلتقي هذا الكلام مع كلامي الَّذي نقلتَه ،وهو "هذا المنهج الَّذي أدخل هؤﻻء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة، و فصلهم عن الحياة اﻹسﻼميَّة العاملة، و قتل فيهم روح العمل لﻺسﻼم، و الدَّعوة إليه ﻻ إلى اﻷشخاص ، فصاروا عقوﻻ ساكنة عن اﻷمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، ﻻ تتحرَّك إﻻَّ لايذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم"
فأين يلتقيان، و أين التوارد؟
4 ـ ولأنك علَّلت طعن الإخوان في السَّلفيِّين بأنَّهم لا يرون طريقة التَّهييج السِّياسيِّ الَّتي يعتمدها الإخوان فأين كلمة "سياسة" بجميع مشتقاتها في كلامي ؟
5 ـ ومتى طعن الإخوان في السَّلفيِّين بهذا الطَّعن هل تقصد في السَّبعينيات أم في المدَّة الأخيرة،لأنَّنا نعرف جميعا أنَّ كثيرا من السَّلفيِّين يتعاطون السِّياسة بكلِّ الطُّرق؟
6 ـ وعن أي سلفيِّين تتحدَّث،لأنَّ كلَّ شبهاتك قائمة على مقدِّمة كاذبة هي مجرَّد دعوى: تتحدَّث عن السَّلفيِّين، وعن الشَّباب السَّلفيِّ، و أنا أتحدَّث عن فئة معروفة منهم حدَّدتها بوضوح ؟
فكان عليك أن تُصرِّح بالدِّفاع عن أتباع الشَّيخ ربيع و من يوافق منهجه، ولا تعمِّم الدَّلالة في مقال خصَّصها؟
7 ـ هل سبب الرَّبط ـ في عقلك ـ بيني و بين الإخوان هو مجرَّد استعمال كلمة" علمانيَّة"، فهذه سفسطة لأنَّ هذه الكلمة يستعملها البشر على اختلاف دينهم وفكرهم ؟
ثمَّ أنِّي لا اعلم أنَّ الإخوان يتَّهمون السَّلفيِّين بالعلمانيَّة إذا كان التَّعليل بسبب نفور بعض السَّلفيِّين من السِّياسة،لانَّهم يعرفون السَّبب، هذا من جهة.
8 ـ من جهة أخرى أنا هنا لم اتَّهم السَّلفيِّين بل وصفتُ فئةً منهم حدَّدها المقال من أوَّل وهلة في عنوانه، و جدلا أقول: الإخوان يتَّهمونهم بعلمانيَّة سياسيَّة أي: أنَّهم لا يسعون لتطبيق الشَّريعة و الاستيلاء على الحكم، ولا يوجد لهذا أثر في مقالي؟
9 ـ و لأنَّك استعجلت النَّقد ظنًّا منك أنَّك ظفرت بشيء، ولم تقرأ بهدوء وتجرَّد وقعتَ في هذا الخطأ الفادح في المقارنة، ذلك أنَّي قلتُ: "هذا المنهج الَّذي أدخل هؤﻻء الشَّباب فيما يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة"
وهذا التَّعبير الدَّقيق "يشبه العلمانيَّة الدِّينيَّة" لم أقيِّده ـ بخلاف صنيع غلاة التَّجريح ـ للزينة،أي: عدم الاهتمام بإصلاح حياة النَّاس، و إلاَّ ما فائدة تقييد العلمانيَّة بالدِّينيَّة، وهي فكرة لادينيَّة، لو كنت تفهم الكلام؟
فإذا كان في عقل هذا المتعقِّب من قال" يشبه العلمانيَّة" كمن قال "العلمانيَّة" كان قول من قال:"صورة القرد فيها شبه من صورة الإنسان" قد قال:" إنَّ الإنسان قرد".
ومن قال من السَّلف الصَّالح كسفيان بن عيينة وغيره :" من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود،ومن فسد من عبادنا ففيه شبه من النَّصارى" قد جعل علماء المسلمين يهودا ونصارى؟
وإذا قال ابن تيميَّة في (الإخنائية): ((وهكذا من فيه شبه من اليهود والنَّصارى والمشركين تجده يغلو في بعض المخلوقين من المشايخ والأئمَّة والأنبياء وغيرهم، فإذا ذكروا بما يستحقونه أنكر ذلك ونفر منه وعادى من فعل ذلك،)) فقد جعل بعض المسلمين يهودا ونصار ومشركين؟
وكما قال ـ رحمه الله ـ يُعلِّم الجهَّال : ((أَيْضًا فَمَعْلُومٌ فِي اللُّغَةِ أَنَّهُ يُقَالُ: هَذَا يُشْبِهُ هَذَا، وَفِيهِ شِبْهٌ مِنْ هَذَا، إِذَا أَشْبَهَهُ مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ، وَإِنْ كَانَ مُخَالِفًا لَهُ فِي الْحَقِيقَةِ)).(الجواب الصَّحيح)
10 ـ و تتَّضح المعاني الَّتي قصدتها بما يلي هذا ، "و فصلهم عن الحياة اﻹسﻼميَّة العاملة"،فأين السِّياسة هنا؟
هل تجد إشارة إلى السِّياسة ؟
وما علاقة الحياة الإسلاميَّة العاملة بالسِّياسة ؟
ومن يعارض العمل الجمعوي الخيري، ويعتبره حزبيَّة لأنَّه لا يسيطر على الجمعيَّة ماذا نسمِّيه؟
وما الحياة الإسلاميَّة العاملة إلاَّ العمل لعودة الإسلام في حياة النَّاس كما كان في حياة الصَّحابة، ليس بالطَّعن في النَّاس، و لكن بالعمل في الميدان لكسب القلوب وتوعية العقول؟
11 ـ قلتُ: "و قتل فيهم روح العمل لﻺسﻼم، و الدَّعوة إليه ﻻ إلى اﻷشخاص" مرَّة أخرى أين السِّياسة هنا ؟و أين شبهة الإخوان، و هذه الفئة من السَّلفيِّين لا تدعو لشيء إلاَّ لشيخهم شئت أم أبيت، بل جعلوه معصوما ؟
12 ـ قلتُ: ،" فصاروا عقوﻻ ساكنة عن اﻷمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، ﻻ تتحرَّك إﻻَّ ﻹيذاء العلماء و الدُّعاة، و قطع طريق الدَّعوة إلى الله أمامهم" فكما ترى الجمل متَّسقة مع بعضها و تخدم نفس المعنى ،وهي أنَّهم لا يدعون للدِّين بل لشيوخهم ،و الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر عندهم هو تعقُّب العلماء و الطَّعن فيهم، ولا يُعرَفون بالأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر، وهذا يشبه العلمانيَّة في أي شيء؟
العلمانيَّة حريصة على تقليم أظافر الدِّين، و أوَّل شيء تحرص عليه هو قتل هذا العمل في المسلمين تريد إسلام الزوايا إسلام المراسيم فقط ،تريد الإسلام الَّذي لا يتدخَّل في حياة النَّاس فهذه العلمانيَّة و احكم بنفسك.
العلمانيَّة تقسم المعارف إلى: الرَّأي و العلم و الإيمان فالاعتبار الإيماني عندها هو اعتبار خُرافي، وتقديم العقل على النَّقل في التَّشريع و التَّنظيم السِّياسيِّ و الاجتماعيِّ، وإيثار الحرِّيَّة على الالتزام، ونبذ الماضي ،فالعلمانيَّة هدفها الأوَّل عبر مسيرتها التَّاريخيَّة المتمثِّلة في الحداثة و الاتِّجاه نحو المادَّة هو تنحية الدِّين من موقع المحور في التَّشريع و التَّعليم و القضاء و الثَّقافة، وحصره في المعابد كمراسيم احتفالية فقط أو بتعبير أدقٍّ فصل الدِّين عن الدُّنيا ، تحاول العلمانيَّة بناء الدَّولة الحديثة المستندة إلى المواطنة لا إلى الدِّين "الدِّين لله و الوطن للجميع"فالعلمانيَّة في البلاد الإسلاميَّة تتبنَّى خطاب القوميَّة.
ومن هنا ،من حصر الدِّين في تجريح العلماء، وهجر المسلمين حتَّى العوامّ و المقلِّدين، ولا يُعرف بدعوة، ولا وعظ، بل يحمل على الوعَّاظ ويذمُّهم، ولم يسمع منه الفجَّار و المذنبين ما يردُّهم إلاَّ التَّحذير من العلماء ،وهو منفصل معتزل للحياة الاجتماعيَّة، لا يعمل على إصلاحها ،كان فيه شبه من العلمانيَّة؛ وهو المسلم الَّذي تبحث عن إيجاده لأنَّها تُريد مسلمًا لا يأمر بالمعروف، و لا ينهي عن المنكر، يمشي في الشَّوارع، ويدرس في المدارس، ويدخل المصالح الإدارية، وقد ضجَّت بالفجور و السُّفول، ولا يأمر بمعروف، ولا ينهى عن المنكر و إلاَّ اعتقل، وكلُّ شيء يضخُّ فيه الفجور، بل تحاربه حتَّى في المساجد، تفرض عليه البدع، وتمنع عنه المنابر، و تحاصره في كلِّ شيء،وهو مستجيب لها، مطاوع لها بشعور أم بغير شعور، و نقول له نحن: أنت من أكمل الدِّين، وأنت من سيرجع بك النَّاس إلى دينهم الحقَّ، فقط واصل في أكل إخوانك و إسقاطهم من أعين المسلمين،وكلُّ من أنشأ جمعيَّة أو انتمى إليها فارمه بالحزبيَّة ،وكلُّ من انتهج الوعظ فسمِّه بالحكواتي و القاصِّ،وكلُّ من تكلَّم في سياسة فارمه بالسرورية و الاخوانيَّة ،وكلُّ من انتقدك ارمه بالعلمانيَّة؟
قال المتعقِّب:((اﻹخوان يرمون السلفيين بالجبن والشيخ يرجع أسباب - علمانية الشباب كما يسميها - لجبنهم عن تحمّل مسؤولياتهم : ( فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البﻼء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إﻻَّ الله )))
قلتُ:
1 ـ عن أي شباب تتحدَّث، وعن أي شباب أتحدَّث أنا ؟
وأين رميتُ شباب هذه الفئة من السَّلفيِّين بالعلمانيَّة بله الشَّباب السَّلفي هكذا بالتَّعميم المستغرق؟
2 ـ لمَ لم تتابع بقية الكلام، و الجبن موجود في جميع الطَّوائف، ولا يترك النَّاس الأمر بالمعروف و النَّهي عن المنكر إلاَّ جبنا،فماذا عند هؤلاء الشَّباب المحدَّدين، وليس كلُّ الشَّباب السَّلفيّ ـ كما تُوهم في كلامك ـ غير التَّجريح ،و هل يكتمل الدِّين بتجريح العلماء ،وهل هو من الشجاعة أم من الجبن؟
3 ـ ولمَ هذا التَّلبيس بالاقتطاع الوحشي المتعمد لأني قلتُ : "لأنَّه إذا انفردت الحياة عن الدِّين فسدت أحوال النَّاس، وقد صار هؤلاء الشَّباب بمعزل عن حقيقة الإيمان و كمال الدِّين، و صار الدِّين عندهم في محلِّ رحمة و شفقة، لا في محلِّ علوٍّ وعزٍّ ،فلما غلب عليهم العجز عن تكميل الدِّين، و الجزع لما قد يصيبهم في إقامته من البلاء ضعفت طريقتهم في الدَّعوة إلاَّ الله، و اقتصرت على تتبُّع أخطاء العلماء، أو افتعالها إن لم توجد ،لأنَّه لا شيء لهم يعملونه غير ذلك".
فالجمل الَّتي تركتها، وهي في وسط الكلام، هي ما يردُّ على كلامك و يبطله.
وقلتُ: "و إن غلب على بعضهم الحماس للدِّين، لكنَّهم أعرضوا عمَّا لا يتمُّ الدِّين إلاَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها".
وإليك الشُّبهات العلمانيَّة الاخوانيَّة في فكر ابن تيميَّة حسب فهم هذا المتعقِّب الأعوج : قال ابن تيميَّة في (المجموع)(28/395): (( وَكَذَلِكَ لَمَّا غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الدِّينِ الْعَجْزُ عَنْ تَكْمِيلِ الدِّينِ وَالْجَزَعِ لِمَا قَدْ يُصِيبُهُمْ فِي إقَامَتِهِ مِنْ الْبَلَاءِ: اسْتَضْعَفَ طَرِيقَتَهُمْ وَاسْتَذَلَّهَا مَنْ رَأَى أَنَّهُ لَا تَقُومُ مَصْلَحَتُهُ وَمَصْلَحَةُ غَيْرِهِ بِهَا. وَهَاتَانِ السَّبِيلَانِ الْفَاسِدَتَانِ - سَبِيلُ مَنْ انْتَسَبَ إلَى الَّذِينَ وَلَمْ يُكَمِّلْهُ بِمَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ مِنْ السُّلْطَانِ وَالْجِهَادِ وَالْمَالِ وَسَبِيلُ مَنْ أَقْبَلَ عَلَى السُّلْطَانِ وَالْمَالِ وَالْحَرْبِ وَلَمْ يَقْصِدْ بِذَلِكَ إقَامَةَ الدِّينِ - هُمَا سَبِيلُ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَالضَّالِّينَ. الْأُولَى لِلضَّالِّينَ النَّصَارَى وَالثَّانِيَةُ لِلْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ الْيَهُودُ....))
قلتُ: ابن تيميَّة ـ رحمه الله ـ أكثر إخوانيَّة و علمانيَّة منِّي بأشواط ومراحل فضائيَّة ،لأنِّي نسبت العجز و الجبن إلى فئة معيَّنة من السَّلفيِّين بينما زعم ابن تيميَّة أنَّ ذلك غلَب على كثير من أهل الدِّين ؟
قال المتعقِّب:((3 اﻹخوان يزعمون أنهم الجماعة الواعية العاملة لﻺسﻼم نتيجة إغراقهم في السياسة وغرقهم في دواليبها والشيخ يقول : ( لكنَّهم أعرضوا عمَّا ﻻ يتمُّ الدِّين إﻻَّ به من الجماعة الواعية العاملة لبسط الدِّين على حياة المسلمين برمَّتها))
قلتُ: ولمَ نسيتَ الشِّيعة و الأشعريَّة و الصُّوفية و حزب التَّحرير وغيرهم، فهل تعرف جماعة منهم تنفي عن نفسها الوعي و العمل للإسلام؟
ومن هنا أقول: إذا قال الشِّيعة أنَّهم الفرقة الإسلاميَّة الواعية العاملة للإسلام فأنا شيعيٌّ و انتقد السَّلفيِّين بكلام الشِّيعة، ما أعظم هذا الدَّليل ؟
ولمَ اقتصرت على ذكر الإخوان فقط؟
هل عندك مشكل خاصٌّ مع الإخوان أم أنَّ رميي بالاخوانيَّة أسهل لتمريره من رميي بالتَّشيُّع أو الأشعريَّة أو حتَّى جماعة التَّحرير؟
وهل يقول السَّلفيُّون و بالضَّبط الفئة الَّتي انتقدتها في هذا المقال غير هذا، فيعتبرون أنفسهم الجماعة غير الواعية الَّتي لا تعمل للإسلام، أو تعمل له بجهل ومضرَّة؟
أخي تعلَّم جيِّدًا قبل أن تعترض على النَّاس و طهِّر نفسك من التَّأوُّل و التَّقوُّل على النَّاس بما قضوا سنين طويلة في نقضه ونقده.
كان بإمكانك أن تطرح نفس المضمون بصيغة غير هذه فأجيبك بصيغة غير هذه لكن...
في الأخير أقول: ولكم الحكم معاشر طﻼّب العلم فما أنا إلاّ قارئ ناقد لكلام حاقد، أو فاقد، أو راقد .....الخ.
أرزيو/ الجزائر، في 06/02/2014م
مختار الأخضر طيباوي
علي الجزائري
2014-02-08, 21:43
يااخي فتحون دعك من هذه الطعون التي هي مجرد نقولات لا تدري صدقها فضلا عن حالة قائلها
ودونك المقال بين مافيه من خطأ بالبرهان العلمي
بل دعك أنت يا أبا محمد من الطعون و النقل ممن حذر منهم العلماء ..
قال العلامة الشيخ ربيع حفظه الله ( الذي وصفه المحدث الإمام الألباني بأنه
حامل لواء الجرح و التعديل ) : قال في حق الطيباوي هذا :
ومن أذناب هذه العصابة من يسمى بمختار طيباوي وهذا الرجل كان قديماً ممن يتظاهر بالسلفية
ويتصل عليَّ بواسطة أحد أصدقائه وهذا الصديق كان يصفه بالسلفية ففرحنا به وقدمنّا له
من المعروف والدعم المعنوي ما نستطيعه.
ثم لما ظهرت فتنة أبي الحسن ظهر على حقيقته فبرز مسانداً لأبي الحسن وفتنته فتجاهل السلفيون
هذا الموقف منه لعله يتوب إلى رشده.
ثم لما جاءت فتنة علي الحلبي وقف إلى جانبه وكتب عدة مقالات يؤصل فيها على طريقة سادت
ه السابق ذكرهم وتأصيلهم ويطعن فِيَّ وفي منهجي ظاهراً والهدف فيما يبدو المنهج السلفي ولو كان
عنده أدنى رضا واحترام لمنهج السلف وأهله لما تجشم هذه الحركات الظالمة ولما تجشم ه
ذا التأصيل ويبدو أن وراء الأكمة ما وراءها.
وقد رد عليه بعض الشباب السلفي ردوداً نافعة ولو كان عنده شيء من احترام الحق ومنهج السلف
لثاب إلى رشده إن كان عنده شيء من الرشد، وكفّ شره وفتنته عن السلفية والسلفيين،
ولكن لا حياة لمن تنادي.
و إليك هذه الروابط من موقع الشيخ لتستفيد في حال الرجل
بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي" (http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=280&gid=)1
بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي"2 (http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=281&gid=)
بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي" (http://www.rabee.net/show_book.aspx?pid=3&bid=282&gid=)3
يغلق الموضوع ..
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir