المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشرى لأهل المغرب العربي


تلميذ المشائخ
2009-07-02, 10:37
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على سيدي رسول الله واله وصحبه وسلم

بشرى لأهل المغرب العربي من النبي صلى الله عليه وسلم


أخرج الإمام مسلم في صحيحه، قال: ''حدثنا يحيى بن يحيى، أخبرنا هشيم، عن داود بن أبي هند، عن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سعد بن أبي وقاص، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لايزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة''.
وأخرجه أيضا أبو نعيم في الحلية: 3/,96 والقاضي عياض في الشفا1/655 والسيوطي في الدر المنثور 1/.321 وقد ذهب عدد من أهل العلم على رأسهم علماؤنا المالكية، إلى أن المراد بأهل الغرب في الحديث هم أهل المغرب والأندلس، وأن هذه العبارة وإن كانت قد فسرت بتفسيرات أخرى فإن ورودها في روايات أخرى لغير مسلم بلفظ ''لايزال أهل المغرب'' يعضد حملها على ما ذكر. ووجه الاستدلال حينئذ بهذا الحديث على أفضلية الإمام مالك وتقديم مذهبه، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد فيه لأهل المغرب باستمرارهم على الحق إلى قيام الساعة. ومعلوم أن أهل المغرب منذ التزموا بالمذهب المالكي، وهم ماضون عليه، فلزم أن هذا المذهب الذي ساروا عليه هذه القرون هو حق. وكم حاولت الدولة العبيدية المنسوبة زورا لفاطمة رضي الله عنها تحويلهم عن مذهب مالك فما استطاعت، بل العكس هو الذي وقع، فقد استطاع علماء المالكية محاصرة الدولة العبيدية شعبيا وقطع جذورها الجماهيرية ثم إسقاطها وطردها نهائيا من المغرب العربي، وإقامة كيان سني. قال الإمام القرافي في كتابه ''الذخيرة'' -1/35- في معرض ذكره لوجوه ترجيح مذهب الإمام مالك: ''ومنها ما ظهر من مذهبه في أهل المغرب، واختصاصهم به، وتصميمهم عليه، مع شهادته عليه السلام لهم بأن الحق يكون فيهم ولا يضرهم من خذلهم إلى أن تقوم الساعة. فتكون هذه الشهادة لهم شهادة له بأن مذهبه حق، لأنه شعارهم ودثارهم، ولا طريق لهم سواه، وغيره لم تحصل له هذه الشهادة'' اهـ. وقد ألّف العلامة الشريف محمد عبد الحي الكتاني كتابا سماه ''البيان المعرّب عن معاني بعض ما ورد في أهل اليمن والمغرب''، أجاب فيه على سؤال ورد إليه من طرف أبي مدين شعيب الجزائري، قاضي الجماعة بتلمسان، سأله عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم ''ألا إن الإيمان يمان، والحكمة يمانية، وأجد نفس ربّكم من قبل اليمن''. وقال المغيرة: ''من قِبل المغرب'' هل الزيادة الواردة عن المغيرة صحيحة أم لا؟ وعلى تقدير صحتها ما معناها؟
وقد أجابه بجواب مفصل انظره هناك. أما الحديث فرواه مسلم في كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: ''لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم'' حديث .1926
قال القرطبي: ''أول الغرب بالنسبة للمدينة النبوية هو الشام، وآخره حيث تنقطع أرض المغرب الأقصى فيما بينهما كله مغرب''.
وقال علي الجزنائي في ''جني زهرة الآس'' ص 5: ''وأهل الغرب هم أهل المغرب الذي هو ضد المشرق على أصح التأويلات في الحديث وأوضح الدلالات''.

أبو جابر الجزائري
2009-07-03, 00:15
بارك الله فيكم على الموضوع

ووجه الاستدلال حينئذ بهذا الحديث على أفضلية الإمام مالك وتقديم مذهبه، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد فيه لأهل المغرب باستمرارهم على الحق إلى قيام الساعة. ومعلوم أن أهل المغرب منذ التزموا بالمذهب المالكي، وهم ماضون عليه، فلزم أن هذا المذهب الذي ساروا عليه هذه القرون هو حق

ذكرني كلامك هذا بشيخ عندنا ـ بالمناسبة كلمة " مشائخ " ، خطأ، بل الصواب أن نقول : " مشايخ" ـ قال إن الإمام مالك مذكور

في القرآن، ألم تقرؤا قوله تعالى " مالك يوم الدين" ، فظن هذا الشيخ المسكين أن مالك يقصد به الإمام مالك

أخي الحبيب دعك من التعصب للمذهب ، فهل يعقل أن يقوم الرسول صلى الله عليه وسلم بإلإشهار المسبق للمذهب المالكي، ؟؟


أخوك الذي يحبك في الله أبو جابر الجزائري

الشاوي الحر
2009-07-03, 00:25
اخي ابو جابر الجزائري شكرا على التوضيح للاخ تلميذ المشائخ او المشايخ
لكن مالذي تقصده بعبارة التعصب للمذهب المالكي هذا مذهبنا احس في كلامك انك تنتمي الى مذهب آخر
رغم ان المذاهب الاربعة تنتمي جميعها الى اهل السنة والجماعة

مهاجر إلى الله
2009-07-03, 09:30
السلام عليكم ورحمة الله

قال النووي رحمه الله عند شرحه لمسلم :

قال على بن المدينى المراد بأهل الغرب العرب والمراد بالغرب الدلو الكبير لاختصاصهم بها غالبا وقال آخرون المراد به الغرب من الأرض وقال معاذهم بالشام وجاء فى حديث آخرهم ببيت المقدس وقيل هم أهل الشام وما وراء ذلك قال القاضي وقيل المراد بأهل الغرب أهل الشدة والجلد وغرب كل شيء حده


* قال القرطبي رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى :

وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (122)

ما نصه :
[ لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ] إنهم العلماء قال : وذلك أن الغرب لفظ مشترك يطلق على الدلو الكبيرة وعلى مغرب الشمس ويطلق على فيضة من الدمع فمعنى لا يزال أهل الغرب أي لا يزال أهل فيض الدمع من خشية الله عن علم به وبأحكامه ظاهرين الحديث قال الله تعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } [ فاطر : 28 ]
قلت : وهذا التأويل يعضده قوله عليه السلام في صحيح مسلم :
[ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة ] وظاهر هذا المساق أن أوله مرتبط بآخره والله أعلم

[ تفسير القرطبي 8/ 266 ]



قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله :

أن الطائفة القائمة بالحق من هذه الأمة هى الظاهرة المنصورة فلما انتصر هؤلاء كانوا أهل الحق
والثانى أن النصوص عينت أنهم بالشام كقول معاذ وكما روى مسلم فى صحيحة عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال أهل الغرب ظاهرين قال الإمام أحمد وأهل الغرب هم أهل الشام وذلك أن النبى كان مقيما بالمدينة فما يغرب عنها فهو غربه وما يشرق عنها فهو شرقه وكان يسمى أهل نجد وما يشرق عنها أهل المشرق كما قال إبن عمر قدم رجلان من أهل المشرق فخطبا فقال النبى ان من البيان لسحرا

[الفتاوى 4/ 446]

وقال أيضا :

وثبت عنه فى الصحيح أنه قال لايزال أهل الغرب ظاهرين وأول الغرب ما يسامت البيرة ونحوها فإن النبى تكلم بهذا الكلام وهو بالمدينة النبوية فما يغرب عنها فهو غرب كالشام ومصر وما شرق عنها فهو شرق كالجزيرة والعراق وكان السلف يسمون أهل الشام أهل المغرب ويسمون أهل العراق أهل المشرق ....

[الفتاوى 28/ 552]

قال ابن منظر الافريقي :
وفي الحديث لا يزالُ أَهلُ الغَرْبِ ظاهرين على الحق قيل أَراد بهم أَهلَ الشام لأَنهم غَرْبُ الحجاز وقيل أَراد بالغرب الحِدَّةَ والشَّوْكَةَ يريد أَهلَ الجهاد وقال ابن المدائني الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ وأَراد بهم العَرَبَ لأَنهم أَصحابها وهم يَسْتَقُون بها

[لسان العرب 1/ 637]


****


** قال ابن قدامة الحنبلي :

فصل : وأفضل الرباط المقام بأشد الثغور خوفا لأنهم أحوج ومقامه به أنفع قال أحمد رحمه الله أفضل الرباط أشدهم كلبا وقيل أبي عبد الله : فأين أحب إليك أن ينزل الرجل بأهله قال : كل مدينة معقل للمسلمين مثل دمشق وقال : أرض الشام أرض المحشر ودمشق موضع يجتمع الناس إليه إذا غلبت الروم قيل لأبي عبد الله : فهذه الأحاديث التي جاءت [ إن الله تكفل لي بأهل الشام ] ونحو هذا : قال : ما أكثر ما جاء فيه وقيل له : إن هذا في الثغور فأنكره وقال : أرض القدس أين هي ولا يزال أهل الغرب ظاهرين هم أهل الشام ففسر أحمد الغرب في هذا الحديث بالشام وهو صحيح رواه مسلم وإنما فسره بذلك لأن الشام يسمى مغربا لأنه مغرب للعراق كما يسمى العراق مشرقا ولهذا قيل ولأهل المشرق ذات عرق وقد جاء في حديث مصرحا به : [ لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم بالشام ] وفي حديث مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه قال : وهم بالشام رواه البخاري وروى في تاريخه [ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تزال طائفة بدمشق ظاهرين ] وقد روي في الشام أخبار كثيرة .......

[الشرح الكبير 10/ 368]


قال العلامة الألباني رحمه الله

{لن تبرح هذه الأمة منصورين أينما توجهوا لايضرهم من خذلهم من الناس حتى يأتي أمر الله "أكثرهم أهل الشام" }الحديث صحيح دون قوله وأكثرهم أهل الشام ويشهد له ما رواه مسلم وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص مرفوعا لايزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة على اعتبار ان أهل الغرب هم أهل الشام كما قال الإمام أحمد وأيده ابن تيمية

[من كتابه :فضائل الشام ودمشق]



لا يفهم من هذه النقولات تهويننا للمذهب المالكي ولكن ننفي رائحة التعصب والتكلف وتحميل الأحاديث ما لاتحتمل كما فعل ذاك بعض الحنفية مع امامهم مذهبهم ....وقد يستدل بهذا الحديث أهل الضلال والفرق المنحرفة...فقد يستدل به الصوفيون أيضا وخاصة التيجانيون لأنهم في المغرب وما المانع ؟

وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يدعو لمذهب على حساب آخر فهل كان رسولنا عليه الصلاة والسلام يشير إلى التفرقة والتشرذم ؟؟؟



والله الموفق

أبو جابر الجزائري
2009-07-03, 10:26
اخي ابو جابر الجزائري شكرا على التوضيح للاخ تلميذ المشائخ او المشايخ
لكن مالذي تقصده بعبارة التعصب للمذهب المالكي هذا مذهبنا احس في كلامك انك تنتمي الى مذهب آخر
رغم ان المذاهب الاربعة تنتمي جميعها الى اهل السنة والجماعة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب " الشاوي الحر" ، ورفع درجتك في علييّن:

أخي الكريم، أنا قصدتُ " التعصب للمذهب" وليس " اتّباع المذهب" ، والفرق بينهما بيّن واضح:

فالتعصب للمذهب لا يجوز ولا أعلم خلاف في ذلك بين علماء المذاهب الأربع، وكلام أخينا الفاضل من هذا القبيل

فكيف يصح قوله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتصر ويفضل المذهب المالكي على باقي المذاهب التي فيها

قلت فيهم أنهم من أهل السنة والجماعة .

حتى الأئمة الأربعة براء من المتذهب أو دعوا للإنتصار لأرائهم وأقوالهم، بل ورد في أقوالهم أنهم قالوا : إذا

رأيتم قولي يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا به عرض الحائط، ألم يقل إمام دار الهحرة رحمه الله

كل الناس يؤخذ من كلامه ويردّ إلا صاحب هذا القبر ـ وأشار إلى قبر الحبيب صلى الله عليه وسلم ـ

التعصب هو الذي أدى بأحد علماء الحنيفية أن قال: كل حديث أو آية تخالف مذهبنا فهي منسوخة أو مؤولة،

التعصب هو ذاك الذي أدى ببعض المتعصبين من المذاهب إلى الجدل حول المذهب الذي سيتبعه عيسى عليه السلام

حين نزوله، فكل يدعيّ أنه سيتبع ويحكم بمذهبه.

التعصب هو ذاك الذي ببعص المتعصبين من المذاهب إلى الجدل حول المذهب الذي عليه جبريل عليه السلام

التعصب هو الذي أدى ببعض المتعصبين إلى اختلاق أحاديث للانتصار لمذهبهم والطعن في باقي المذاهب:

ـ منها الحديث في الانتصار لابي حنيفة النعمان رحمه الله والطعن في الشافعي: :

"كون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أمتي من إبليس ويكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي

أرجوا أن الفكرة قد وصلت

أخوك أبو جابر الجزائري