تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد


عيسى عبد النور
2014-01-26, 21:59
المنظومة الكبرى في علم الكلام الموسومة (محصل المقاصد مما به تعتبر العقائد) العلّامة ابن زكري التلمساني:
و هي منظومة عقائدية طويلة ( 1550 بيت شعري) و وضعنا هنا مقطع ابتدائي مهِّمٌ

يقولُ عبدُ الإله أحمد ****** هو ابن زكري الله رَبِّي أحمَْدُ
و اللهَ أشكرُ الذي قد ٱفهما ****** علمَ ٱصولِ الدِّين مع ما ألهما
فالحمدُ و الشكرُ لواجب الوجودِ****** لذاته على الذي به يجودُ
من أشرف العلوم و العوارف ****** و ما به الوصول للمعارف
من اليقينيات لليقينِ ****** في مطلبِ التوحيد أصلُ الدّين
عليه اجتمعت الشرايع ****** و ذاك مبناها و أصل شايع
يُعلمُ غالبًا بالاستدلال ****** للذّاتِ والصِّفات و الأفعالِ
و قد يكون ذلك بالإلهام ****** و محضُ فَضْلِ الله و الِإنْعَامِ
منه التَعرّف و شرح الصّدْرِ****** والإجتِبا و الإهتِدا للأمرِ
اعطى الإلهُ فيه للخليلِ ****** حجّتَه واحتجَّ بالدّليلِ
فحجَّ قومَهُ ِبتِلك الحُجّة ****** أوضحَ باحتِجَاجِه المحَجّة
لِغَيْرِه و هو بِرُوحٍ أُيِّدا ****** بالرُشْدِ واصطفائِه قد رَشَدا
فأرشَدَ العَاقِل للكمالِ ****** في نَوعِهِ و اكْمَلِ الأحوالِ
كماله بالقوّة العلمية ****** والعملية من الشرعية
من عقْلِهِ تعَقُّل المعقُولات ****** التي منها يُعْلَمُ المجهولات
وعلْمُهُ منْ اعظَمِ المعلومات ****** من الإلهيات و النبوآت
يَحْصُلُ من دلائلِ الأفاقِ ****** وأنْفُسٍ معرفَةِ الخلّاق
بهاو بالطّاعات في المطالِبِ ****** يكْمُلُ في الأحوالِ حالُ الطّالبِ
لِمُبْتغي الحقَّ الدّليلَ قد نُصِبْ ****** لا اللذي يشْهَدُهُ كما يجِبْ
للعارفِ الشهودُ أوصافَ المجيدْ ****** كفى به على الخلائقِ شهيدْ
لا يستَوي الذي قد استَّدلّ به ****** و من عليه يَسْتَدِلُّ فانتَبِه
قد لاح الإِستدلالُ بالمؤثِّر ****** أتَمََّ من ثُبُوتِه بالأثَر
فالأكملُ العِرفانُ بالمُشاهدة ****** من السَّبيلِ صحَّةُ المُجاهدة
حصولُه من الوجوهِ المُدرَجة ****** في نهجِ ابراهيم رفعُ الدَّرجة
وجّه وجهه لفاطِرِ السَّما ******به لنفسِه استدلَّ فاعلما
فاعلمَ التوحيدَ بالإِرشادِ ****** الى الطريقين بالاستنادِ
و كلُّ من يَرْغَبُ عن ملّته ****** فهو سفيه النّفسِ في رغبَتِه
منهاجُه قد اقتضاه ****** الذِّكْرُ أجلُّ ما يجُلُ فيه الفِكْرُ
في الخَبَرْ الإيمانُ بالإله ****** أفضل كلِّ عَمَلْ للّه
وذاك ملزومٌ لكلِّ ما طَلَبْ ****** تصديقُه به و ما منه اكتَسَبْ
حقيقةُ الإسلام و الإيمان ****** فيه تبيَّنت مع الإحسان
بيَّنَها مبيِّنُ المَعالِم ****** و مصطفى الله من العوالِم
الفاتحُ الخاتمُ خيرُالمُرْسَلِين ****** محمَّدٌ حبيبُ ربِّ العَالمين
نعَتَه بأعظمِ الخلايق ****** بعثَه لرَحْمةِ الخلايق
دعى الى الإيمانِ والإسلامِ ****** كلَّ مكلّفٍ على الدّوام
دعوتُه عمّتْ جميع الثقَلَين ****** بشرعه مؤبّدا بغير مَيْنْ
فجدّ في ارتِفاعٍ أعلامُ الهُدى ****** بِجِّده و جُهدهِ من اهتَدى
فَمَن دعا الخَلْقَ الى ما جاء به ****** فهو الخليفة من أجلِ مطلَبِه
ما لضياء شمسهِ كُسُوفُ ****** و لا لِنُورِ بدرِه خُسوفُ
نُجومُه ليس لها أُفولْ ****** بُرهانُه للعُقَلا مَقْبُولْ
فَبسناءِ عودِه البوارق ****** أصابت الضلالةَََ الصواعِقُ
فَدُمِغت فزُهِقتْ طَرَفُها ****** و هُزِمتْ فذهَبتْ فِرَقُها
على الذي شَرَعَ شرعًا قائماً ****** خيرُالصلاةِ و السّلامِ دائماً
ثُم الرِّضى على آله و صحْبِه ****** والتابِعينَ و الأولى من حِزْبِه
بنورِهم أشرَقَ وجْهُ الدِّين ****** و لمعَتْ لوامِعُ اليقين
بِقوّة الحقِّ التي تلألأت ****** زال دُجى الباطِلِ نارًا أُطْفِأَتْ
فطلعت طوالِعُ الأنوارِ ****** في الأُفُقِ من مطلعِ الأفكار
بها استنارَ قلبُ كلِّ عاقل ****** وذهبت ظلمةُ جَهْلِ الجاهِلِ
و بعْدُ فالمقصودُ نظم ماانتثَرْ ****** من جوهرِ التوحيدِ انفَسِ الدّررْ
نُنْظِمُ عِقْدًا منه للعقائدِ ****** مرصّعًا بأنْفَس الفوائدِ
من علْمِ أصول الدِّينِ والمعقول ****** و مايُرى فيه من المنقول
نختارُ من نفائسِ الفصوص ****** اجودها من جيِّد النصّوص
بالرِّجز المقرِّب البعيد ****** يَسْهلُ الصّعبَ على المُريد
أُودِعه للطالبِ الأُمنية ****** و نُكَتْ المباحث العقلية
اصوغ لها وجيزَ اللّفظ ****** أصونه مُسَّهلا للحفظِ
اسلوبه في النّفع مثل العسَل ****** والدّفع كالبيضِ و رِّق الأسَلِ
يمنحُ من أدِلّة التوحيدِ ****** ما يُرتقى به عن التقليدِ
يحصلُ منه للذّكي تبصِرَة ****** و للمحصِّلِ يكونُ تذكرة
يدعو الى مذهبِ أهل السّنة ****** يطعَنُ في البِدَع بالأسِنّة
يحظى به المُجيب و النَّجيب ****** يغنى به اللبيب و الأريب
لا يمنع العاقلَ من تعلّمه ****** أمرٌ ولاالفاطنَ من تفهُّمه
فليثِقْ الناظر فيه بالأملْ ****** يصل اليه ان سعى أدنى أجَلْ
متّعنا الله بِحُسنِ السَّعي ****** وبالقَبُول وبخيْرالرّعي
سمّيته محصِّل المقاصِدْ ****** ممابه تُختَبَرُالعقائد

الرايس.حميدو
2014-02-01, 14:14
بارك الله فيك