المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إستقيموا أو إستقيلوا يرحمكم الله ؟


أحمد حرفوش
2009-06-30, 16:23
إستقيموا أو إستقيلوا يرحمكم الله ؟

نظرت فى أحوال بلادى فوجدت أن سبب تخلفنا هوالإنسان نفسه فى حركته فى الحياة دون منهج ربانى يحكمه ولكى تعود الأمة إلى عزها فليسمع منى أولى الأمرفى بلادى هذه الخواطر وإلا فليفصحوا الطريق لغيرهم لتكن على أيديهم إن شاء الله نهضة بلادى فى جميع مجالات الحياة من حولى أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ألا وهو التمكين فى الأرض ومن بعده النصر 0
ولذا أسطر خواطرى
إلى الرؤساء في العمل ومديري القطاعات وأئمة المساجد والأساتذة في المدارس والجامعات 000 الخ من كافة الوظائف
إلى من يرأس عدد 10 من الناس فأكثر
إلى من يحاضر 10 من الناس فأكثر
إلى كل من استخلفه الله وجعله قائدا أوإماما ومسئولا في مجموعة من الناس أيا كانت وظيفتهم أبعث بخواطري هذه التي هي جهد متواضع مني أردت بها وجه الله والنصح لكل مسلم فلو أن لي دعوة مستجابة لجعلتها لقادة المسلمين وأئمتهم لأن بصلاحهم ينصلح حال الرعية فلا تسخر مني ولا تستهزئ بالفكرة وكن من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وستكون خواطري همس في أذنك لا أريد أن يسمعني أحد سوى الله.

الخاطرة الأولى :-

المنصب الذي أنت فيه الآن. يقول الله سبحانه وتعالى "إني جاعل في الأرض خليفة" فأنت خليفة الله في أرضه لتعمرها وتطبق شرع الله وتصلح في الأرض ولا تفسد فيها. وقال تعالى "قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل" وقال تعالى " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته......الحديث" فلو دام المنصب لغيرك ما وصل إليك فسوف يأتي عليك يوم لا محالة إما أن تترك المنصب أنت بمحض إرادتك أو بموتك أو يتركك المنصب بإقالتك منه فالوضع تكليف ومسئولية أمام الله وأهمس في أذنك بهذا الحديث وأنت أدرى بنفسك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها على مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها" فهل سعيت إلى هذا المنصب بكل ما تملكه من وسائل مشروعة من تنافس شريف وإثبات للتفوق كسيدنا يوسف عندما طلب من الملك لينقذ البلاد والعباد من مجاعة محققة "اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم" عندما وجد نفسه حفيظ على أموال الرعية عليم بما ينفعهم ووضع خطة إقتصادية ناجحة لإنقاذ البلاد من التدهور الإقتصادي ووهب حياته لخدمة الرعية لأنه وجد نفسه أهلا لهذا المنصب ولا يوجد في الرعية من يقوم بهذا الدور غيره فلم يتردد ولم يطلبه وهو غير أهل له. أم أنك وصلت إلى هذا المنصب عن طريق غير مشروع بالوسايط والمعارف والهدايا ...... إلخ أعدد الإجابة ولا أريد أن أسمعها منك احتفظ بها لنفسك لترد على الله يوم القيامة فماذا أنت قائل؟

الخاطرة الثانية :-

لكي تكون كسيدنا يوسف عليه السلام ويطمئن قلبك هناك ثلاث شروط وجدها يوسف عليه السلام في نفسه فطلب الملك ووجدها لم تتوافر في غيره وهي 1- حفيظ 2- عليم 3- من المحسنين
فإذا ما وجدت ذلك في نفسك فاحمد الله ولا تتردد في تولي المناصب العليا لخدمة المسلمين.


وإلى الشرط الأول:
"حفيظ على أموال المسلمين"

أموال المسلمين التي استخلفك الله عليها وجعلك تمضي الشيكات وبتأشيرة قلم يصرف الآلاف بل الملايين ليست من ميزانية وخزينة الدولة بمفهومنا البسيط بل هي من أموال ملايين المسلمين فإذا ما أنت استغللت منصبك في إهدار أموال المسلمين لأغراضك الشخصية حتى وصل الأمر ببعض الناس إلى تهريب الملايين منها إلى بلاد غير مسلمة في الدول الغربية ويحرم شباب المسلمين منها في أستثمارات في بلادنا لتوفير فرص عمل لهم فسيقف السبعين مليون أمام الله يطالبونك بحقهم في هذه الأموال ففكر كيف تسدد لهم من حسناتك يوم القيامة بقدر ما أخذت من حقوقهم.
وإذا أردت أن تكون حفيظا كسيدنا يوسف عليه السلام أجب معي على هذه الأسئلة بكل أمانة وصدق مع النفس وصدق مع الله ولا داعي لأن تجيب بصوت مسموع.
السؤال الأول:-

هل تستهلك بنزين المسلمين وسياراتهم الذي أنت رئيسهم في العمل وكل السيارات تتحرك بتأشيرة قلم منك في مشاوير خاصة بك وكذلك تليفون العمل في مكالمات خاصة.........؟ قبل أن تجيب أحكي لك هذه القصة.

• سيدنا عمر رضي الله عنه كان إذا جاءته رسالة شخصية بالليل أطفأ المصباح الخاص بالدولة وأوقد شمعة صغيرة خاصة به.
• ذهب سيدنا عمر ذات مرة إلى سوق المواشي يتفقد أحوال رعيته فوجد إبل سمينة ووجد إبل ضعيفة فسأل لمن هذه الإبل السمينة فأجابوا إنها لإبنك عبد الله فنادى عليه سيدنا عمر وسأله أمام الناس في السوق مالي أرى إبلك سمينة وبقية إبل المسلمين ضعيفة أين تأكل وأين تشرب قال تأكل مع إبل المسلمين في المراعي . فهز سيدنا عمر رأسه وقال إذا فهمت القضية يقول الناس أفسحوا لإبل إبن أمير المؤمنين أطعموا إبل إبن أمير المؤمنين إسقوا إبل إبن أمير المؤمنين حتى صارت إبلك أسمن من إبل المسلمين . يا عبد الله بن عمر بع الإبل وخذ راس مالك فقط والربح ضعه في بيت مال المسلمين فإنه ليس من حقك لأنك إستغللت منصب أبيك.

السؤال الثاني:-

هل أقنعتك نفسك أنك أنت أعقل واحد ولا يوجد أحد يفهم مثلك في العمل ......؟ قبل أن تجيب.
أذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثلاث مهلكات شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه" ورسولنا صلى عليه وسلم أستاذ البشرية كلها وأخذ برأي سيدنا سلمان الفارسي في فكرة حفر الخندق حول المدينة لصد هجوم الأحزاب ولم يتردد وشاور مرؤسيه في الرأي وأخذ بيصائحهم التي كانت من أسباب النصر.
هل تصاحب جميع مرؤسيك وتأخذ برأي أصغرهم أم أنك تحتفظ بحاشية خاصة بك دون بقية الموظفين.....؟
• جاء رجل إلى سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وهو خليفة المسلمين ليخبره سرا في مكتبه أن فلان يفعل كذا وكذا فأغلق سيدنا عمر عليه المكتب وقال له قبل أن تتكلم أعطي لك ثلاث خيارات.
الخيار الأول: إن كنت صادقا فيما ستخبرني به عن زميلك فأنت من أهل هذه الآية "هماز مشاء بنميم"
الخيار الثاني: وإن كنت كاذبا فيما ستخبرني به فأنت من أهل هذه الآية " إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"
الخيار الثالث: وإن شئت لا تتكلم وعفوت عنك.
فأسرع الرجل إلى الباب واختار الخيار الثالث وقال اعفوا عني يا أمير المؤمنين.
• وسيدنا موسى عليه السلام تعلم من العبد الصالح ( سيدنا الخضر ) الواردة فى سورة الكهف .

السؤال الثالث:-

لو أن واحدا من زملائك في العمل جلس على كرسيك نائبا عنك لظروف طارئة أجبرتك على الغياب عن العمل لفترة كمرض أو سفر مثلا وحتى لا تتعطل مصالح الناس وأدار زميلك العمل وأثبت وجوده وأتى بما لم تأتي أنت به هل تفرح أم تحزن.....؟
لا أريد أن أسمع الإجابة كما إتفقنا في بداية هذه الإسئلة احتفظ بالإجابة لنفسك لترد بها على الله يوم القيامة.
ولنا في قصة عزل سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه من قيادة جيش المسلمين المثل الأعلى حيث عزله سيدنا عمر خشية أن يفتتن الناس به وينسبون النصر له ولا ينسبونه لله "وما النصر إلا من عند الله".
أضرب لك مثلا سريع يخرج مدرب كرة القدم اللاعب الرئيسي وينزل بدلا منه اللاعب الإحتياطي له فيحرز اللاعب الإحتياطي هدف فنرى اللاعب الرئيسي على دكة الإحتياطي أول من يقفز فرحا بالهدف رغم أنه لم يحرز هدفا في خلال مدة لعبه ......وأظن أن المعنى قد وصل.

السؤال الرابع:-

لو دخل عليك فجأة موظف صغير في مكتبك ربما يكون عند الله أفضل منا جميعا هل تقابله بإهتمام وتلبي له طلبه كما لو دخل عليك رتبة كبيرة مثلا .....؟

السؤال الخامس:-

هل أنت ممسك بكل خيوط العمل في يديك بحيث إذا غبت وتولى أحد العمل مكانك تثبت للناس انك أنت المهم والأفضل وهو لا يفهم شئ.

السؤال السادس:-

هل أنت تقوم بعمل عشرة ولا تذهب إلى بيتك إلا بعد العشاء .....؟ إذا كنت كذلك فقد ظلمت نفسك وتحملت ما لا تطيق فلقد تعلمنا من ديننا أن لنفسك عليك حق ولربك عليك حق ولأهلك عليك حق فأين حق أهلك وأين حق ربك من صلاة في جماعة وقراءة قرآن وزيارة مريض وأين وأين...........إلخ

السؤال السابع:-

لو واحد من موظفينك الصغار تجرأ وأهدى إليك عيب فيك وراجعك ..... ما هو رد فعلك.....؟
سيدنا عمر رضي الله عنه راجعته إمرأة وهو على المنبر في قضية المهور فقال معترفا "أصابت إمرأة وإخطأ عمر"

السؤال الثامن:-

هل تجازي المخطئين من مرؤسيك ؟ ستقول طبعا أجازيهم وأخصم لهم من رواتبهم حتى ينضبط العمل.
وهل تبدأ بالموظفين الكبار قبل الصغار؟ وفي الحديث "هلك الذين كانوا من قبلكم كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الفقير أقاموا عليه الحد والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها"
أم أنك تطبق المثل المصري المشهور "إضرب المربوط يخاف السايب".

السؤال التاسع:-

هل أنت في البيت مدير على زوجتك وأولادك ؟ أم أنك تعيش بشيخصيتين شخصية في العمل وشخصية أخرى في البيت ؟
أضرب لك مثل من القرآن الكريم فرعون كان يذبح الأطفال ويستحي النساء ويفسد في الأرض وكان ظالم ومفتري وجبار وكان مرعبا ، وفي البيت أمرته زوجته ألا يذبح الطفل "سيدنا موسى عليه السلام" فعلى الفور تمام يا فندم ولم يكسر الأوامر وكل لبيب بالإشارة يفهم.

السؤال العاشر:-

لو مرضت أو مات أحد أقاربك أو نجح أحد أبنائك تنهال عليك الوفود من معزين أو مهنئين .......... هل كل هذه الوفود من أجل شخصيتك أم من أجل منصبك؟.....
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "عاملوا الناس بحيث إذا غبتم عنهم حنوا إليكم وإذا متم ترحموا عليكم"

السؤال الحادي عشر:-

ماذا تفعل إذا سمعت الآذان؟ وماذا لو نادى عليك من هو أكبر منك رتبة في العمل خمس مرات خلال الأربع والعشرين ساعة؟ الله يناديك حي على الصلاه حي على الفلاح خمس مرات ( وما قدروا الله حق قدره) (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)
كيف ستجيب على ربك يوم القيامة في حالة تقصيرك في الرد عليه وتلبية نداء الصلاه.

السؤال الثاني عشر:

لو قمت خطيبا أو واعظا فيمن ولاك الله عليهم هل تطبق على نفسك كل الفضائل التي تأمرهم بها من إخلاص وصدق وغيرها من الصفات الحميدة. فيا خطيب المسجد هل تصلي جميع الأوقات في جماعة وخصوصا الفجر والعشاء ويا مدرسا لتلاميذك هل تشرح لهم الدرس في الحصة الحكومية كما تشرحة في الدرس الخصوصي بنفس الكفاءة.
إستقيموا أخوانى فى الله حتى لا يستبدلكم الله بقوم غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم
والأمثلة كثيرة وإلى أن نلتقى فى الحلقة الثانية ( عليم بأحوال الرعية ) أستودعكم الله
الشرط الثاني:
"عليم بنفسه وبأحوال رعيته"

أول ما يتبادر للذهن أن تكون عليما بمهمتك الوظيفية وحجم المسؤلية التي يسألك الله عنها فلو ذهبت إلى العمل متأخرا لا يجرأ أحد من موظفيك أن يقول لك ولو تلميحا لماذا تأخرت . فأنت شخصية مهمة بتأخرك تتعطل مصالح كثير من الناس فلو تأخر عامل صغير في مصلحتك لا يتعدى ضرره ما كلف به من مسئولية . وفي الحديث " بورك لأمتي في بكورها" .
وللتأكد من الشرط الثاني "عليم بنفسه وبأحوال رعيته" نسوق هذه الأسئلة التي نحتاج إلى إجابتها بصوت غير مسموع كما سبق فيما تناولناه في الشرط الأول.

السؤال الأول:
هل أنت أب حنون لموظفيك ؟
فمن موظفيك من هو في سن أولادك وفرصتنا عندما تخرجنا كانت أحسن كنا نتعين بمجرد تخرجنا وفرص العمل كانت كثيرة أما الآن فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . ففرص العمل قليلة والمرتبات بسيطة كيف يلبي الموظف إحتياجاته من شقة وزواج ومعيشة وتربية أولاد وكيف وكيف .........
ماذا قدمت أنت لأبنائك الموظفين مشاركة منك لحل مشاكلهم؟ وفي الحديث " من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة "............." وليس منا من لم يرحم صغيرنا " أهمس في أذنك فقد جعلك الله سبحانه وتعالى مسئولا عن توزيع الحوافز والمكافآت الشهرية إن وجدت فأذكرك بقول الله تعالى "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون" وشرح الأية مفهوم.

السؤال الثاني:
هل تفرح بمن يمدحك؟
إحذر من يمدحك كثيرا في وجهك ويذم من سبقك في المنصب فإذا لا قدر الله تركت المنصب فسوف لا تسلم من ألسنتهم ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول " إحثوا في وجه المداحين التراب" .
السؤال الثالث:
هل تفرح عندما ترى موظفيك يهبون وقوفا لك وأنت تدخل عليهم فجأة ويحدث في نفسك شئ ما لمن لم يقف مثلهم لمجرد رؤيتك؟
لا أريد منك الإجابة فهذا سر بينك وبين ربك ولكن أذكرك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سره قيام الناس له فليتبوأ مقعده من النار" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
السؤال الرابع:
إذا كنت مسؤلا ما في وظيفتك وخرجت على المعاش وقابلك أحد ا مما كنت ترئسهم قدرا في الطريق هل سيقبل عليك مسرعا بالسلام عليك ليأخذك بالأحضان لما تركت في قلبه من ذكريات طيبة أم أنه سيعرض عنك كأنه لم يرك. أنصحك قبل أن تجيب وأنت الآن في الخدمة ألا تجعل جنودك خدما لطلباتك الشخصية وفي الحديث "لا تسألن أحدا شيئا وإن سقط سوطك" ولا تجعلهم عبيدا للمأمور حتى لا يغرقوا كما غرق جنود فرعون وهم ينفذون أمره بالقبض على سيدنا موسى ولم يحركوا عقولهم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" وإجعلهم عبيدا لله سبحانه وتعالى.
السؤال الخامس:
لو أتاك ملك الموت وأنت على كرسيك الآن هل أنت مستعد للقاء الملك؟ الله يقول" وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا" ويقول تعالى "ومن أراد الأخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا" وفي الحديث عندما شيع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة صحابي قال للصحابة " لمثل هذا اليوم فأعدوا". أي يوم دخول الإنسان القبر.
فسيدنا نوح عليه السلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ومتوسط أعمار أمة الحبيب صلى الله عليه وسلم ما بين الستين إلى السبعين ينام الفرد منا متوسط ثماني ساعات في الأربع والعشرين ساعة أي ثلث عمرك تقريبا نوم وعشر سنوات طفولة وعشر أخرى ما بين طعام وشراب ولهو ولعب فماذا تبقى من عمرك . يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" .

والى الشرط الثالث
( لتكون من المحسنين )

اهمس فى اذنك اخى الحبيب ان الله سبحانه وتعالى اختارك من بين الموجودين فى عملك لانك اخيرهم فى اصلاح احوال العمل وفقا لما يرضى الله يقول سبحانه وتعالى ( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من نشاء ...... ) .
فلهذ اعطاك الله فرصة ذهبية لتتقرب اليه وهيا بنا سويا لنكون من المحسنين نطبق الحديث القدسى وسنقسمة على ثلاث مراحل :-

الاولى – من تقرب الي شبرا تقربت منه ذراعا .

اول شبر تتقرب به الى الله الآن قم وأحضر المصحف وضع يدك اليمنى عليه وعاهد الله أن تنفذ أوامره بكل ما أوتيت من قوة ان شاء الله فيما بقي لك من عمرك الوظيفي والدنيوي.
يقول الله عز وجل لسيدنا يحيى عليه السلام "يا يحيى خذ الكتاب بقوة" اجعل لنفسك ورد يومي تتدبر فيه القرآن وتراجع نفسك على كلام الله هل طبقت مافيه؟ وقف عند كل آية تقرأها، واعلم انك ستسأل عنها امام الله يوم القيامة
"وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون"
واحذر من شكوى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم القيامة:(وقال الرسول يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)
فانت تقرأ الصحف والمجلات وتقرأ كثيراً فاجعل لكتاب الله نصيباً يومياً ولا تهجره.

الثانيه – ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا .

قم الآن واذهب الى مسجد العمل الذي انت رئيسه وصلي الظهر جماعة مع مرؤوسيك واحصر بنفسك عدد المصلين في أول يوم تشارك موظفيك في الصلاة معهم وصبر نفسك معهم لمدة أربعين يوماً متصله -ولا تتكلم مع أحد بشأن الصلاة- الآن –وبعد مضي الأربعين يوماً- احصر العدد ستجد ان العدد تضاعف لأنك أصبحت قدوة ومثلاً عملياً لهم

وتذكر ان كل من هداه الله على يديك لك اجره دون ان ينقص ذلك من أجورهم شيء.
فابدأ الآن واستغفر الله على مامضى منا من تقصير واسأل الله حسن الخاتمة الوظيفية والدنيوية فإنما الأعمال بخواتيمها.

الثالثة – ومن اتانى يمشى اتيته هروله .

..............تمشي الى الله سبحانه وتعالى بالطاعات فيأتي الله عز و جل اليك مهرولاً بالحسنات فأنت تعمل حسنه فيجزيك الله عنها بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف .

.............تقبل على الله في الصلاة يقبل الله عليك بوجهه مالم تلتفت في صلاتك.
.............تقبل على الله بالإيمان وعمل الصالحات فيستخلفك الله في أرضه ويمكن لك ويرزقك أعلى المناصب "وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم...." الآية
........... تقبل على الله بالعطاء والتقوى ييسر الله لك كل امورك ويرشدك الى سبل الهدايه "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى"فإذا بخلت على الله بالطاعة واستغنيت عن ربك يسر الله لك المصائب في العمل وفي البيت وفي الشارع ومع الناس "وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى" فاذا ما حدثت لك مشاكل فلا تلومن الا نفسك، وكان الصحابي يقول (اني أرى أثر معصيتي في خلق دابتي وزوجتي)
وأخيرا
لا تشغل بالك بمن كتب هذه الخواطر فكلنا ركاب سفينة واحدة نجتهد للوصول سويا إلى بر الأمان وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصي سيدنا أبا ذر رضي الله عنه " يا أبا ذر أحكم السفينة فإن البحر عميق وإستكثر الزاد فإن السفر طويل وخفف ظهرك فإن العقبة كأود وأخلص العمل فإن الناقد بصير".
فمطلوب من حضرتك بعد قراءة هذه الرسالة
وإذا أعجبتك فكرتها أن تهديها لغيرك ولا ترمها في درج مكتبك أو تصور منها نسخ وتهديها لزملائك أو ترسلها إلى جريدة لتعم الفائدة أو ترسلها بالفاكس لمن تحب أو ترسلها بالبريد الإلكتروني فالعالم الآن أصبح قرية صغيرة فلا تهزأ بالفكرة فربما يقتنع بها من هو في أقصى بلاد الأرض ويهديه الله على يديك وتكون كما قال
صلى الله عليه وسلم " يا علي لأن يهدي الله على يديك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها"
إن شاء الله سوف يتقبل الله منا ومنكم وجعلنا الله وإياكم زخرا للإسلام والمسلمين ورزقنا الله وإياكم إخلاص النية وصدق العمل ولا تنسانا بصالح دعائك لنا بظهر الغيب.
{فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }