مهاجر إلى الله
2009-06-29, 12:56
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف العقيدة
العقيدة في اللغة : من العَقْد : وهو الرَّبطُ ، والإبرامُ ، والإحكامُ ، والتَّوثُّقُ ، والشَّدُّ بقوة ، والتماسُك ، والمُراصَّةُ ، والإثباتُ ؛ ومنه اليقين والجزم .
والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده . والعقيدة في الدين : ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل ، والجمع : عقائد . وخلاصته : ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدة ، سواءٌ ؛ كان حقاً ، أو باطلاً .
وفي الإصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدَّقَ بها القلب ، وتطمئن إليها النفس ؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب ، ولا يخالطها شك . وسمي عقيدة ؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه .
والعقيدة الإسلامية :
هي الإيمان الجازم بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأُصول الدين ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر ، والحكم ، والطاعة ، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
والعقيدة الإسلامية : إذا أُطلقت ؛ فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضلة ؛ من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .
العقيدة توقيفية؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له وما ينزه عنه من الله، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة.
والخلاصة أن العقيدة هي :
هي الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح. والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع
السؤال : السلام عليكم عيندي بعض الإشكال ياشيخ أرجو الوضيح من فضيلكم
هل يجوز الإجتهاد في العقيدة?
وإذا كان الإجتهاد فيها مشروعا فهل المخطئ في مساءل العقيدة مأجور أجرا واحدا أم أنه يشمله حديث إفتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم ,
وهل العقيدة فيها اصول وفروع
وإذا كان كذلك فما هي أصول وما هي الفروع
الإجابة :
قال الشيخ صال آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص 617)
الأسئلة:
س/ هل المعتزلة والكلابية في تأويل تلك الصفات مجتهدين عند تأويلها، وإذا كانوا مجتهدين فهل يُنْكَرُ عليهم وهل يحصل لهم ثواب على اجتهادهم لقوله عليه السلام «من اجتهد فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر»(1)؟
ج/ أولاً هم مجتهدون نعم؛ لكن لم يُؤْذَنْ لهم في الاجتهاد، لأنَّهُم اجتهدوا بدون أن يأذن لهم الشرع بالاجتهاد.
فالاجتهاد يكون في المسائل التي له فيها أن يجتهد، أمَّا مسائل الغيب والصفات والجنة والنار والشيء الذي لا يُدْرِكُهُ الإنسان باجتهاده فإنَّهُ إذا اجتهد فيه فيكون تعَدَّى ما أُذِنَ له فيه، والمُتَعَدِّي مُؤَاخَذ.
ولهذا هم لاشك أنَّهُم ما بين مبتدع بدعته كُفْرِيَّة وما بين مبتدع بدعته صغرى، يعني بدعة معصية.
والواجب على كل أحد أن يعلم أنَّ اجتهاده إنما يكون فيما له اجتهاد فيه، وهذا يختلف باختلاف الناس فيها، علماء الشريعة يجتهدون في الأحكام الشرعية، الأحكام الدنيوية التي فيها مجال الاجتهاد، أما الغيب فلا مجال فيه للاجتهاد ولم يُؤْذَنْ لأحَدٍ أن يجتهد فيه بعقله.
لكن إنْ اجتهد في فهم النصوص في حمل بعض النصوص على بعض، في ترجيح بعض الدِّلَالاتْ على بعض، هذا من الاجتهاد المأذون به سواء في الأمور الغيبية أم في غيرها.
لكن أن يجتهد بنفي شيء لدلالَةٍ أخرى ليست دلالة مصدر التشريع الذي هو الوحي من الكتاب والسنة، -في الأمور الغيبية مصدر التشريع الكتاب والسنة- فإنَّهُ ليس له ذلك.
فلذلك لا يدخل هؤلاء من المعتزلة والكلابية ونفاة الصفات أو الذين يخالفون في الأمور الغيبية لا يدخلون في مسألة الاجتهاد وأنَّهُ إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطا فله أجر، وإنما هم مأْزُورُونَ لأنَّهُم اجتهدوا في غير ما لهم الاجتهاد فيه، والواجب أن يُسَلِّمُوا لطريقة السلف وأن يُمِرُّوا نصوص الغيب كما جاءت وأن يؤمنوا كما دَلَّتْ عليه.
لهذا نقول: قد يكون لهذا المبتدع أو لهذا الموافق للمبتدعة أو لهذا المُتَأَوِّلْ أو لهذا المتكلّم في الغيب برأيه وعقله مع وزره وإثمه وبدعته، قد يكون لهم من الحسنات ما يمحو تلك السيئات؛ لأنَّ البدعة والتأويل وأشباه ذلك معصية، بدعة صغرى معصية وكبيرة من جنس غيرها من الذنوب -يعني من جنس غيرها بأنَّهُ يأثم فيها- لكنها هي أعظم لأنَّ جنس البدع أعظم من جنس الكبائر والذنوب، قد يكون له حسنات عظيمة مثل مقام عظيم من الجهاد في سبيل الله، أو نُصرة للشريعة في مسائل كثيرة ونحو ذلك، ما يُكَفِّرُ الله - عز وجل - به خطيئته أو تكون حسناته راجحة على سيئاته، ولكن من حيث الأصل ليس له أن يجتهد، وهو آثمٌ بذلك؛ لكن ربما يكون عَفْوُ الله - عز وجل - يدركه.
ولهذا لمَّا ذكر ابن تيمية في أول الواسطية -وهذه مهمة- قال: هذا اعتقاد الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة.
وعقدوا له المحاكمة على هذه العقيدة قالوا: ما تعني بقولك الفرقة الناجية؟
قال يعني الناجية من النار.
قال: هل يعني هذا أنك تقول إنَّ من لم يؤمن بهذه العقيدة ويقول بها بجميع ما أوردت أنَّهُ من أهل النار؟
قال: لم أقل هذا ولا يلزم من كلامي لأنَّ هذه العقيدة هي عقيدة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة فمن اعتقدها فهو موعود بالنجاة وبالنصر، موعود بالنجاة من النار، «كلها في النار إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»(2) ومعلوم قطعاً أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكن عندهم تأويل ولا خوض في الغيبيات باجتهاد ورأي، وأنَّ من لم يعتقد هذا الإعتقاد فهو على ذنب، وقد يغفر الله له فلا يُدخله النار لا يعذبه بالنار ابتداء يغفر له الله؛ لأنَّ هذا دون الشرك؛ وقد يغفر الله - عز وجل - له بحسنات ماحية، وقد يغفر الله - عز وجل - له بمقام صدق في الإسلام كجهاد ونحوه إلى آخره؛ لكنه مُتَوَعَّدْ لأنَّهُ أتى أو قال بغير دليل.
لهذا ليس لأحدٍ أن يجتهد في الغيبيات بما لم يُوقَفْ فيه على دليل.
وقال الشيخ الفوزان
والاختلاف على قسمين :
القسم الأول : اختلاف في العقيدة ، وهذا لا يجوز أبدا؛ لأنه يوجب التناحر والعداوة والبغضاء ويفرق الكلمة ، فيجب أن يكون المسلمون على عقيدة واحدة ، وهي عقيدة لا إله إلا الله ، واعتقاد ذلك قولا وعملا واعتقادا ، والعقيدة توقيفية ليست محلا للاجتهاد ، فإذا كانت كذلك فليس فيها مجال للتفرق ، فالعقيدة مأخوذة من الكتاب والسنة ، لا من الآراء والاجتهادات ، فالفرقة في العقيدة تؤدّي إلى التناحر والتباغض والتقاطع ، كما حصل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والفرق الضالة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : " من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي [[ أخرجه أبو داود ( رقم4596 ) وابن ماجه ( رقم3991 ) وأحمد 2/ 332 والحاكم 1/ 128 وصححه . ]] فما يجمع الناس إلا ما كان مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
القسم الثاني : اختلاف في الاجتهاد الفقهي ، وهذا لا يوجب عداوة؛ لأن سببه هو النظر في الأدلة حسب مدارك الناس ، والناس يختلفون في ذلك ، وليسوا على حد سواء ، فهم يختلفون في قوة الاستنباط وفي كثرة العلم وقلته .
فهذا الخلاف إذا لم يصحبه تعصب للرأي فإنه لا يفضي إلى العداوة ، وكان الصحابة يختلفون في المسائل الفقهية ، ولا يحدث بينهم عداوة ، وهم إخوة ، وكذلك السلف الصالح والأئمة الأربعة يختلفون ، ولم يحصل بينهم عداوة ، وهم إخوة ، وكذلك أتباعهم ، فإذا تعصب أحدهم للرأي فإن ذلك يوجب العداوة ، ويجب على المسلم أن يأخذ الأقوال التي توافق الدليل من الكتاب أو السنة ، قال سبحانه : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وقال سبحانه : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فيرجع في الخلاف إلى الكتاب والسنة ويؤخذ ما ترجح بالدليل .
الشيخ ربين بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال: سؤال: بعض الناس يقول : يجوز الاجتهاد في العقيدة ويستدلون بخلاف السلف في تكفير تارك الصلاة ؟
الـجــواب:
تكفير الصلاة حكم شرعي فيه موطن اجتهاد أما العقيدة فليس موطنا للاجتهاد بل تسمع النص وتسلم وتؤمن به .
لما يأتيك النص أو نصوص في قضية من القضايا العقدية هل تجتهد فيها ؟!! فيها :الله في السماء تقول : نجتهد فيها , لا,هو في الأرض ,الله غفور رحيم ,تقول : نجتهد فيها ,الله لا يغفر ولا يرحم ! لهذا قال ابن أبي زيد : ( إن مذهب أهل السنة أن من أدّاه اجتهاده إلى بدعة لا يُعذَر ) واحتج بالأحاديث الواردة في الخوارج وأنهم شرّ الخلق والخليقة اقتلوهم حيثما وجدتموهم إلى آخر الأحاديث التي وردت فيهم وأنهم كلاب أهل النار إلى آخره ,لم يعذرهم بجهلهم ,لم يعذرهم باجتهادهم بالباطل بل أمر بسلّ السيوف عليهم وقتلهم وذمّهم ذما شنيعا .
وأما في الأعمال ومواطن الاجتهاد فيأتي قول النبي عليه الصلاة والسلام :( من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ) فمواطن الاجتهاد تكون في الفروع وفي المواطن التي يحصل فيها اشتباه في بعض النصوص وشيء من التعارض وفي المواطن التي لا توجد فيها نصوص .
والقاعدة عند الأصوليين : لا اجتهاد مع نص حتى في الفروع ,وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقب بارك الله فيكم .
نعم رأيت بعض العلماء يعذر من اجتهد في معرفة الحق فأخطأ مستدلا بقول الله تعالى :
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=66 (http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=66)
السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول : يجوز الاجتهاد فيالعقائد مستدلا بخلاف اهل العلم في تكفير تارك الصلاة ؟
الجواب:
-
أهل العلم لم يختلفوا اجتهادا وإنمااختلفوا بحسب ورود النص وفي فهم النص ، وفرق بين الاختلاف عن اجتهاد وبين الاختلافالمترتب أو القائم على تعدد الأدلة أو تعدد معنى اللفظ في الدليل الشرعي ، واختلفوافي تارك الصلاة لأن اللفظ جاء بالكفر واختلفوا فيه بين كفر الاعتقاد وكفر العمل لأنكلمة (من ترك الصلاة فقط كفر ) تحمل المعنيين و تحمل الوجهين. وأما أصل المسألةالتي ذكرت بأنه يجوز الاجتهاد في العقائد فلا ، ومعلوم من تقريرات أهل الحقوقواعدهم الاستقرائية : القول بأن الأصل في الاعتقاد ومسائل الاعتقادالتوقيف.ومعناه أم مسائل الاعتقاد لا تقرر إلا بالوقوف الكلي فيها على نص من كتابأو سنة صحيحة صريحة . بخلاف مسائل الدين الأخرى والمعاملات وغيرها التي تقررهاالنصوص ، نعم ، ويقررها أيضا القياس والاجهاد والإجماع والاستحسان وغيره ، بخلافمسائل الاعتقاد لأنها غيبية توقيفية . فاحذر وفقنا الله وإياك من مقالات وتشويش أهلالبدع والأهواء الذين لا يؤمنون بالتوقيف ، بل نصوا على تقديم العقل وتقريره حتى فيمسائل الغيب والاعتقاد ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
من فتاوى الشيخ فلاح مندكار من موقعه
****************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ سائل يسأل
ما رأي الشيخ فيمن يقول يجوز الاجتهاد في العقائد مستدلا بخلاف اهل العلم في تكفير تارك الصلاة ؟
بارك الله فيك واثابك الجنة
جواب الشيخ عبدالرحمن السحيم:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
مسائل الاعتقاد ليست مسائل اجتهادية ، ومسألة الاختلاف في حُكم تارك الصلاة مبنية على أحاديث وَرَدَتْ في المسالة ، منها أحاديث عامة وأخرى خاصة ، كما أنها مبنية على مسألة كُفر تارك أركان الإسلام .
وهي مبنية على قاعدة : لا يَكْفُر أحَد بِذْنب ما لَم يَستحلّه .
ومن هنا جاء الخلاف فيها .
ثم من هو المؤهَّل لِخوض الخلاف في مسائل الاعتقاد ؟
مسائل الفقه إذا أخطأ فيها المجتهد قيل : أخطأ
ومسائل الاعتقاد إذا أخطأ فيها مُخطئ قد يُقال : كَفَر ! وأقلّ ما يُقال في حقّه : ضَلّ !
فليست المسألة بهذه السهولة !
والله المستعان .
والله الموفق
تعريف العقيدة
العقيدة في اللغة : من العَقْد : وهو الرَّبطُ ، والإبرامُ ، والإحكامُ ، والتَّوثُّقُ ، والشَّدُّ بقوة ، والتماسُك ، والمُراصَّةُ ، والإثباتُ ؛ ومنه اليقين والجزم .
والعقيدة : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده . والعقيدة في الدين : ما يُقْصَدُ به الاعتقاد دون العمل ؛ كعقيدة وجود الله وبعث الرسل ، والجمع : عقائد . وخلاصته : ما عقد الإنسانُ عليه قلبه جازماً به ؛ فهو عقيدة ، سواءٌ ؛ كان حقاً ، أو باطلاً .
وفي الإصطلاح : هي الأمور التي يجب أن يُصَدَّقَ بها القلب ، وتطمئن إليها النفس ؛ حتى تكون يقيناً ثابتاً لا يمازجها ريب ، ولا يخالطها شك . وسمي عقيدة ؛ لأن الإنسان يعقد عليه قلبه .
والعقيدة الإسلامية :
هي الإيمان الجازم بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره ، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب ، وأُصول الدين ، وما أجمع عليه السلف الصالح ، والتسليم التام لله تعالى في الأمر ، والحكم ، والطاعة ، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
والعقيدة الإسلامية : إذا أُطلقت ؛ فهي عقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لأنها هي الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده ، وهي عقيدة القرون الثلاثة المفضلة ؛ من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان .
العقيدة توقيفية؛ فلا تثبت إلا بدليل من الشارع، ولا مسرح فيها للرأي والاجتهاد، ومن ثَمَّ فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الكتاب والسنة؛ لأنه لا أحد أعلمُ بالله وما يجب له وما ينزه عنه من الله، ولا أحد بعد الله أعلمُ بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقِّي العقيدة مقصورًا على الكتاب والسنة.
والخلاصة أن العقيدة هي :
هي الإيمان الجازم بالله، وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين وأمور الغيب وأخباره، وما أجمع عليه السلف الصالح. والتسليم لله تعالى في الحكم والأمر والقدر والشرع، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالطاعة والتحكيم والاتباع
السؤال : السلام عليكم عيندي بعض الإشكال ياشيخ أرجو الوضيح من فضيلكم
هل يجوز الإجتهاد في العقيدة?
وإذا كان الإجتهاد فيها مشروعا فهل المخطئ في مساءل العقيدة مأجور أجرا واحدا أم أنه يشمله حديث إفتراق أمة محمد صلى الله عليه وسلم ,
وهل العقيدة فيها اصول وفروع
وإذا كان كذلك فما هي أصول وما هي الفروع
الإجابة :
قال الشيخ صال آل الشيخ في شرح العقيدة الطحاوية - صالح آل الشيخ - (ج 1 / ص 617)
الأسئلة:
س/ هل المعتزلة والكلابية في تأويل تلك الصفات مجتهدين عند تأويلها، وإذا كانوا مجتهدين فهل يُنْكَرُ عليهم وهل يحصل لهم ثواب على اجتهادهم لقوله عليه السلام «من اجتهد فأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر»(1)؟
ج/ أولاً هم مجتهدون نعم؛ لكن لم يُؤْذَنْ لهم في الاجتهاد، لأنَّهُم اجتهدوا بدون أن يأذن لهم الشرع بالاجتهاد.
فالاجتهاد يكون في المسائل التي له فيها أن يجتهد، أمَّا مسائل الغيب والصفات والجنة والنار والشيء الذي لا يُدْرِكُهُ الإنسان باجتهاده فإنَّهُ إذا اجتهد فيه فيكون تعَدَّى ما أُذِنَ له فيه، والمُتَعَدِّي مُؤَاخَذ.
ولهذا هم لاشك أنَّهُم ما بين مبتدع بدعته كُفْرِيَّة وما بين مبتدع بدعته صغرى، يعني بدعة معصية.
والواجب على كل أحد أن يعلم أنَّ اجتهاده إنما يكون فيما له اجتهاد فيه، وهذا يختلف باختلاف الناس فيها، علماء الشريعة يجتهدون في الأحكام الشرعية، الأحكام الدنيوية التي فيها مجال الاجتهاد، أما الغيب فلا مجال فيه للاجتهاد ولم يُؤْذَنْ لأحَدٍ أن يجتهد فيه بعقله.
لكن إنْ اجتهد في فهم النصوص في حمل بعض النصوص على بعض، في ترجيح بعض الدِّلَالاتْ على بعض، هذا من الاجتهاد المأذون به سواء في الأمور الغيبية أم في غيرها.
لكن أن يجتهد بنفي شيء لدلالَةٍ أخرى ليست دلالة مصدر التشريع الذي هو الوحي من الكتاب والسنة، -في الأمور الغيبية مصدر التشريع الكتاب والسنة- فإنَّهُ ليس له ذلك.
فلذلك لا يدخل هؤلاء من المعتزلة والكلابية ونفاة الصفات أو الذين يخالفون في الأمور الغيبية لا يدخلون في مسألة الاجتهاد وأنَّهُ إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطا فله أجر، وإنما هم مأْزُورُونَ لأنَّهُم اجتهدوا في غير ما لهم الاجتهاد فيه، والواجب أن يُسَلِّمُوا لطريقة السلف وأن يُمِرُّوا نصوص الغيب كما جاءت وأن يؤمنوا كما دَلَّتْ عليه.
لهذا نقول: قد يكون لهذا المبتدع أو لهذا الموافق للمبتدعة أو لهذا المُتَأَوِّلْ أو لهذا المتكلّم في الغيب برأيه وعقله مع وزره وإثمه وبدعته، قد يكون لهم من الحسنات ما يمحو تلك السيئات؛ لأنَّ البدعة والتأويل وأشباه ذلك معصية، بدعة صغرى معصية وكبيرة من جنس غيرها من الذنوب -يعني من جنس غيرها بأنَّهُ يأثم فيها- لكنها هي أعظم لأنَّ جنس البدع أعظم من جنس الكبائر والذنوب، قد يكون له حسنات عظيمة مثل مقام عظيم من الجهاد في سبيل الله، أو نُصرة للشريعة في مسائل كثيرة ونحو ذلك، ما يُكَفِّرُ الله - عز وجل - به خطيئته أو تكون حسناته راجحة على سيئاته، ولكن من حيث الأصل ليس له أن يجتهد، وهو آثمٌ بذلك؛ لكن ربما يكون عَفْوُ الله - عز وجل - يدركه.
ولهذا لمَّا ذكر ابن تيمية في أول الواسطية -وهذه مهمة- قال: هذا اعتقاد الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة.
وعقدوا له المحاكمة على هذه العقيدة قالوا: ما تعني بقولك الفرقة الناجية؟
قال يعني الناجية من النار.
قال: هل يعني هذا أنك تقول إنَّ من لم يؤمن بهذه العقيدة ويقول بها بجميع ما أوردت أنَّهُ من أهل النار؟
قال: لم أقل هذا ولا يلزم من كلامي لأنَّ هذه العقيدة هي عقيدة الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أهل السنة والجماعة فمن اعتقدها فهو موعود بالنجاة وبالنصر، موعود بالنجاة من النار، «كلها في النار إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال «من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي»(2) ومعلوم قطعاً أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة لم يكن عندهم تأويل ولا خوض في الغيبيات باجتهاد ورأي، وأنَّ من لم يعتقد هذا الإعتقاد فهو على ذنب، وقد يغفر الله له فلا يُدخله النار لا يعذبه بالنار ابتداء يغفر له الله؛ لأنَّ هذا دون الشرك؛ وقد يغفر الله - عز وجل - له بحسنات ماحية، وقد يغفر الله - عز وجل - له بمقام صدق في الإسلام كجهاد ونحوه إلى آخره؛ لكنه مُتَوَعَّدْ لأنَّهُ أتى أو قال بغير دليل.
لهذا ليس لأحدٍ أن يجتهد في الغيبيات بما لم يُوقَفْ فيه على دليل.
وقال الشيخ الفوزان
والاختلاف على قسمين :
القسم الأول : اختلاف في العقيدة ، وهذا لا يجوز أبدا؛ لأنه يوجب التناحر والعداوة والبغضاء ويفرق الكلمة ، فيجب أن يكون المسلمون على عقيدة واحدة ، وهي عقيدة لا إله إلا الله ، واعتقاد ذلك قولا وعملا واعتقادا ، والعقيدة توقيفية ليست محلا للاجتهاد ، فإذا كانت كذلك فليس فيها مجال للتفرق ، فالعقيدة مأخوذة من الكتاب والسنة ، لا من الآراء والاجتهادات ، فالفرقة في العقيدة تؤدّي إلى التناحر والتباغض والتقاطع ، كما حصل من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والفرق الضالة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة " قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : " من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي [[ أخرجه أبو داود ( رقم4596 ) وابن ماجه ( رقم3991 ) وأحمد 2/ 332 والحاكم 1/ 128 وصححه . ]] فما يجمع الناس إلا ما كان مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
القسم الثاني : اختلاف في الاجتهاد الفقهي ، وهذا لا يوجب عداوة؛ لأن سببه هو النظر في الأدلة حسب مدارك الناس ، والناس يختلفون في ذلك ، وليسوا على حد سواء ، فهم يختلفون في قوة الاستنباط وفي كثرة العلم وقلته .
فهذا الخلاف إذا لم يصحبه تعصب للرأي فإنه لا يفضي إلى العداوة ، وكان الصحابة يختلفون في المسائل الفقهية ، ولا يحدث بينهم عداوة ، وهم إخوة ، وكذلك السلف الصالح والأئمة الأربعة يختلفون ، ولم يحصل بينهم عداوة ، وهم إخوة ، وكذلك أتباعهم ، فإذا تعصب أحدهم للرأي فإن ذلك يوجب العداوة ، ويجب على المسلم أن يأخذ الأقوال التي توافق الدليل من الكتاب أو السنة ، قال سبحانه : فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وقال سبحانه : وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ فيرجع في الخلاف إلى الكتاب والسنة ويؤخذ ما ترجح بالدليل .
الشيخ ربين بن هادي المدخلي حفظه الله
السؤال: سؤال: بعض الناس يقول : يجوز الاجتهاد في العقيدة ويستدلون بخلاف السلف في تكفير تارك الصلاة ؟
الـجــواب:
تكفير الصلاة حكم شرعي فيه موطن اجتهاد أما العقيدة فليس موطنا للاجتهاد بل تسمع النص وتسلم وتؤمن به .
لما يأتيك النص أو نصوص في قضية من القضايا العقدية هل تجتهد فيها ؟!! فيها :الله في السماء تقول : نجتهد فيها , لا,هو في الأرض ,الله غفور رحيم ,تقول : نجتهد فيها ,الله لا يغفر ولا يرحم ! لهذا قال ابن أبي زيد : ( إن مذهب أهل السنة أن من أدّاه اجتهاده إلى بدعة لا يُعذَر ) واحتج بالأحاديث الواردة في الخوارج وأنهم شرّ الخلق والخليقة اقتلوهم حيثما وجدتموهم إلى آخر الأحاديث التي وردت فيهم وأنهم كلاب أهل النار إلى آخره ,لم يعذرهم بجهلهم ,لم يعذرهم باجتهادهم بالباطل بل أمر بسلّ السيوف عليهم وقتلهم وذمّهم ذما شنيعا .
وأما في الأعمال ومواطن الاجتهاد فيأتي قول النبي عليه الصلاة والسلام :( من اجتهد فأصاب فله أجران ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ) فمواطن الاجتهاد تكون في الفروع وفي المواطن التي يحصل فيها اشتباه في بعض النصوص وشيء من التعارض وفي المواطن التي لا توجد فيها نصوص .
والقاعدة عند الأصوليين : لا اجتهاد مع نص حتى في الفروع ,وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقب بارك الله فيكم .
نعم رأيت بعض العلماء يعذر من اجتهد في معرفة الحق فأخطأ مستدلا بقول الله تعالى :
( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) .
http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=66 (http://www.rabee.net/show_fatwa.aspx?id=66)
السؤال:
ما رأيكم فيمن يقول : يجوز الاجتهاد فيالعقائد مستدلا بخلاف اهل العلم في تكفير تارك الصلاة ؟
الجواب:
-
أهل العلم لم يختلفوا اجتهادا وإنمااختلفوا بحسب ورود النص وفي فهم النص ، وفرق بين الاختلاف عن اجتهاد وبين الاختلافالمترتب أو القائم على تعدد الأدلة أو تعدد معنى اللفظ في الدليل الشرعي ، واختلفوافي تارك الصلاة لأن اللفظ جاء بالكفر واختلفوا فيه بين كفر الاعتقاد وكفر العمل لأنكلمة (من ترك الصلاة فقط كفر ) تحمل المعنيين و تحمل الوجهين. وأما أصل المسألةالتي ذكرت بأنه يجوز الاجتهاد في العقائد فلا ، ومعلوم من تقريرات أهل الحقوقواعدهم الاستقرائية : القول بأن الأصل في الاعتقاد ومسائل الاعتقادالتوقيف.ومعناه أم مسائل الاعتقاد لا تقرر إلا بالوقوف الكلي فيها على نص من كتابأو سنة صحيحة صريحة . بخلاف مسائل الدين الأخرى والمعاملات وغيرها التي تقررهاالنصوص ، نعم ، ويقررها أيضا القياس والاجهاد والإجماع والاستحسان وغيره ، بخلافمسائل الاعتقاد لأنها غيبية توقيفية . فاحذر وفقنا الله وإياك من مقالات وتشويش أهلالبدع والأهواء الذين لا يؤمنون بالتوقيف ، بل نصوا على تقديم العقل وتقريره حتى فيمسائل الغيب والاعتقاد ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
من فتاوى الشيخ فلاح مندكار من موقعه
****************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ سائل يسأل
ما رأي الشيخ فيمن يقول يجوز الاجتهاد في العقائد مستدلا بخلاف اهل العلم في تكفير تارك الصلاة ؟
بارك الله فيك واثابك الجنة
جواب الشيخ عبدالرحمن السحيم:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك .
مسائل الاعتقاد ليست مسائل اجتهادية ، ومسألة الاختلاف في حُكم تارك الصلاة مبنية على أحاديث وَرَدَتْ في المسالة ، منها أحاديث عامة وأخرى خاصة ، كما أنها مبنية على مسألة كُفر تارك أركان الإسلام .
وهي مبنية على قاعدة : لا يَكْفُر أحَد بِذْنب ما لَم يَستحلّه .
ومن هنا جاء الخلاف فيها .
ثم من هو المؤهَّل لِخوض الخلاف في مسائل الاعتقاد ؟
مسائل الفقه إذا أخطأ فيها المجتهد قيل : أخطأ
ومسائل الاعتقاد إذا أخطأ فيها مُخطئ قد يُقال : كَفَر ! وأقلّ ما يُقال في حقّه : ضَلّ !
فليست المسألة بهذه السهولة !
والله المستعان .
والله الموفق