tatohaoua
2009-06-28, 22:51
روى الإمام أحمد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا " هذا دعاء يفرج الهم يزيل الحزن ، ويفرج الضيق ، وهو دعاء يتضمن معاني كثيرة يتمثلها العبد وهو يناجي ربه ، سبحانه وتعالى ، إن لجوء الإنسان إلى ربه حين يقع في أزمة ، أو يصيبه هم أو حزن ، يؤدي إلى زوال الأزمة وتفريج الهم والغم ، لأنه لجوء إلى الحي القيوم الذي بيده مقاليد السماوات والأرض الذي قال سبحانه : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) إن هذا الذكر النبوي يتضمن مجموعة من المعاني ذات الصلة بالإنسان ، والمعاني ذات الصلة بالله تعالى ، وثمرتها إن أحسن الإنسان تمثلها واستجلاء أنوارها زوال الهم والغم إن الذاكر يتذلل إن الذاكر يتذلل إلى ربه وسيده سبحانه بقوله :"اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك" ومن للعبد يعينه غير عبده وسيده ؟ ومن تجليات العبودية لله تعالى أن الذاكر يقر بضعفه وسلطان الله تعالى عليه ، بشيء من التفصيل :"ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل فيّ قضاؤك"إن العبد يواجه قدرا فيه ضيق وهم وغم ، وهو يعلم أن الأمر بيد الله تعالى ، حكمه لا راد له ، وإن ما يقضيه على العبد عدل لأن الله تعالى لا يظلم الناس شيئا ، وما يصيب الإنسان من بلاء إنما هو بما كسب ويعفو الله عن كثير بعد هذا التمهيد يأتي السؤال : السؤال بالأسماء الحسنى المعلوم منها للناس جميعا أو ماخص الله تعالى به بعض عباده ، أو ما لم يعلمه أحدا من عباده ، بهذا يسأل العبد ربه سبحانه ، والمطلوب المسؤول هو" أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي" إن هذا الذكر لا يعلمنا أن نسأل الله تعالى زوال الهم مباشرة بل يجعلنا نتخذ إلى ذلك واسطة هي القرآن الكريم ، هذا القرآن الذي هو وحي الله تعالى وحبله الممدود من السماء ، ومائدته الموضوعة في الأرض التي فيها الهدى والنور والشفاء ، وهذا ما يثبته هذا الذكر من معان للقرآن في قلوبنا وعقولنا ، وعاقبة هذا الدعاء حين يستجيب الله تعالى لعبده : "إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا"وهل يبقى في قلب متصل بالقرآن مستنير به هم أو غم ، لا ، بل تبدو له الدنيا وألوان الابتلاء فيها بصورة مختلفة ، صورة المدرك لحقيقتها والعارف لم جاء إلى الدنيا وكيف يعيشها بكل أحوالها ليكون له من بعد حسن المنقلب في الدار الآخرة