المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هو حسن البنا


الجزائري الديمقراطي
2014-01-13, 10:40
من هو؟ وما هو منهجه؟

salim17
2014-01-13, 11:11
رحمه الله برحمته ، وهدانا الى الطريق المستقيم .

الجزائري الديمقراطي
2014-02-20, 12:44
وبارك الله فيك ايضا

لزهر الصادق
2014-02-20, 13:11
هو:حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي (14 أكتوبر 1906 - 12 فبراير 1949م [1]) (1324هـ - 1368هـ) مؤسس حركة الإخوان المسلمين سنة 1928م والمرشد الأول للجماعة. أخذ التصوف عن الشيخ عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923م
مؤلفاته:
• مذكرات الدعوة والداعية

الآن نستمع لحسن البنا في كتابه ( مذكرات الدعوة و الداعية ) ليذكر لنا بنفسه المبادئ السابقة التي يؤمن بها :

يقول حسن البنا (وفي المسجد الصغير رأيت” الإخوان الحصافية” يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة، وكنت مواظبا على حضور درس الشيخ زهران رحمه الله بين المغرب والعشاء، فاجتذبني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة )

و يقول البنا (حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه وقواعد مسجده الذي لم يكن تم حينذاك، وتم بعد ذلك، فكنت مواظبا على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مقدِّم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقي الشيخ بسيوني العبد التاجر، فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل، ووعدني بأنه سيقدمني للسيد عبد الوهاب عند حضوره، ولم أكن إلى هذا الوقت قد بايعت أحدا في الطريق بيعة رسمية وإنما كنت محبا وفق اصطلاحهم.
وحضر السيد عبد الوهاب - نفع الله به - إلى دمنهور وأخطرني الإخوان بذلك فكنت شديد الفرح بهذا النبأ ..... حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وأدبني بأدوارها ووظائفها. )

و يقول البنا (وفي هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي” جمعية الحصافية الخيرية” واختير أحمد أفندي السكري التاجر بالمحمودية رئيسا لها وانتخبت سكرتيرا لها، ... وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية” الإخوان المسلمين” بعد ذلك.)
و يقول البنا (كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستشراق في عاطفة التصوف والعبادة، ...فكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ...... نزلت دمنهور مشبعا بالفكرة الحصافية. ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأول، وفيها نخبة صالحة من الأتباع الكبار للشيخ. فكان طبيعيا أن أندمج في هذا الوسط، وأن أستغرق في هذا الاتجاه.
وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو ع!ثرين كيلو مترا، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصل العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً.
وكنا أحيانا نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيح سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقض هناك يوماً كاملاً ثم نعود. )

و يقول البنا (كانت أيام مدرسة المعلمين في سنواتها الثلاث أيام استغراق في التصوف والتعبد، ولكنها مع ذلك لم تخل من إقبال على الدروس وتحصيل العلم خارج حدود المناهج المدرسية. ومرد ذلك إلى أمرين فيما أظن أولهما: مكتبة الوالد.وتشجيعه إياي على القراءة والدرس وإهدائه إياي كتباً لا أزال أحتفظ ببعضها ومن أعمقها أثراً في نفسي: “ الأنوار المحمدية للنبهاني” و “مختصر المواهب اللدنية للقسطلاني” و “نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ الخضري” وقد كونت لي - بناء على هذا التوجيه، وما تولد منه من شغف بالمطالعة وإقبال عليها )

يقول حسن البنا (ولكني في النهاية فضلت أن أستمر في سلك التعلم، وأن أشد الرحال إلى القاهرة، حيث دار العلوم، وحيث المقر الرسمي لشيخنا السيد عبد الوهاب الحصافي )
و يقول حسن البنا (كما كنت أجد متعة كبرى في”الحضرة” عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصافي، ثم في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأول الشيخ الحصافي علي أفندي غالب،)
ويقول حسن البنا (وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالموكب بعد الحضرة، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان ..... وخرجنا بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام.)

إن المتأمل لفكر حسن البنا خلال حياته يدرك أنه صوفي على الطريقة الحصافية

- هناك خطأ جوهري يقع فيه أفراد جماعة الإخوان المسلمين عند مقارنتهم بين السلفية و الإخوان ، فهم يظنون أن السلفية جماعة فيها خير و شر و كذلك الإخوان فيها خير و شر ،
و الواقع الكلام عن الإخوان أو السلفية ليس عن جماعتين بل عن منهجين في الإسلام من خلالهما يتم فهم نصوص الكتاب و السنة ؛
فالسلفية لها جماعات كثيرة تدعو لها في أقطار و هؤلاء الأفراد ليسوا بمعصومين ففيهم الخطأ و الصواب
أما السلفية كمنهج فهو منهج معصوم لأنه قائم على القرآن و السنة بفهم الصحابة و من تابعهم بإحسان إلى يوم الدين
و لا يعني ذلك أنه يجب عليك الانضمام إلى جماعة السلفيين كشرط بل المقصود الاعتقاد باعتقاد و منهج السلف الصالح في فهم الكتاب و السنة و العمل بذلك قدر الإمكان لنصرة ذلك المنهج الحق ضد المناهج الأخرى و منها منهج جماعة الإخوان الذي فيه كثير من الانحرافات المنهجية والعقدية والسلوكية ،
و أما المنهج السلفي فقد زكاه الله تعالى في قوله تعالى
(وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

AyOuB0587
2014-02-20, 15:49
https://pbs.twimg.com/media/Bg0ymw2IAAAuMVz.jpg

توفيق43
2014-02-20, 16:49
الآن نستمع لحسن البنا في كتابه ( مذكرات الدعوة و الداعية ) ليذكر لنا بنفسه المبادئ السابقة التي يؤمن بها :

يقول حسن البنا (وفي المسجد الصغير رأيت” الإخوان الحصافية” يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة، وكنت مواظبا على حضور درس الشيخ زهران رحمه الله بين المغرب والعشاء، فاجتذبني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة )

و يقول البنا (حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه وقواعد مسجده الذي لم يكن تم حينذاك، وتم بعد ذلك، فكنت مواظبا على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مقدِّم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقي الشيخ بسيوني العبد التاجر، فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل، ووعدني بأنه سيقدمني للسيد عبد الوهاب عند حضوره، ولم أكن إلى هذا الوقت قد بايعت أحدا في الطريق بيعة رسمية وإنما كنت محبا وفق اصطلاحهم.
وحضر السيد عبد الوهاب - نفع الله به - إلى دمنهور وأخطرني الإخوان بذلك فكنت شديد الفرح بهذا النبأ ..... حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وأدبني بأدوارها ووظائفها. )

و يقول البنا (وفي هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسس في المحمودية جمعية إصلاحية هي” جمعية الحصافية الخيرية” واختير أحمد أفندي السكري التاجر بالمحمودية رئيسا لها وانتخبت سكرتيرا لها، ... وقد كافحت الجمعية في سبيل رسالتها مكافحة مشكورة وخلفتها في هذا الكفاح جمعية” الإخوان المسلمين” بعد ذلك.)
و يقول البنا (كانت أيام دمنهور ومدرسة المعلمين أيام الاستشراق في عاطفة التصوف والعبادة، ...فكانت فترة استغراق في التعبد والتصوف ...... نزلت دمنهور مشبعا بالفكرة الحصافية. ودمنهور مقر ضريح الشيخ السيد حسنين الحصافي شيخ الطريقة الأول، وفيها نخبة صالحة من الأتباع الكبار للشيخ. فكان طبيعيا أن أندمج في هذا الوسط، وأن أستغرق في هذا الاتجاه.
وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشي على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة، حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحاً، فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهي نحو ع!ثرين كيلو مترا، ونزور ونصل الجمعة، ونسترح بعد الغداء، ونصل العصر ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً.
وكنا أحيانا نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيح سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقض هناك يوماً كاملاً ثم نعود. )

و يقول البنا (كانت أيام مدرسة المعلمين في سنواتها الثلاث أيام استغراق في التصوف والتعبد، ولكنها مع ذلك لم تخل من إقبال على الدروس وتحصيل العلم خارج حدود المناهج المدرسية. ومرد ذلك إلى أمرين فيما أظن أولهما: مكتبة الوالد.وتشجيعه إياي على القراءة والدرس وإهدائه إياي كتباً لا أزال أحتفظ ببعضها ومن أعمقها أثراً في نفسي: “ الأنوار المحمدية للنبهاني” و “مختصر المواهب اللدنية للقسطلاني” و “نور اليقين في سيرة سيد المرسلين للشيخ الخضري” وقد كونت لي - بناء على هذا التوجيه، وما تولد منه من شغف بالمطالعة وإقبال عليها )

يقول حسن البنا (ولكني في النهاية فضلت أن أستمر في سلك التعلم، وأن أشد الرحال إلى القاهرة، حيث دار العلوم، وحيث المقر الرسمي لشيخنا السيد عبد الوهاب الحصافي )
و يقول حسن البنا (كما كنت أجد متعة كبرى في”الحضرة” عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصافي، ثم في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأول الشيخ الحصافي علي أفندي غالب،)
ويقول حسن البنا (وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالموكب بعد الحضرة، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه من منزل أحد الإخوان ..... وخرجنا بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام.)

إن المتأمل لفكر حسن البنا خلال حياته يدرك أنه صوفي على الطريقة الحصافية

- هناك خطأ جوهري يقع فيه أفراد جماعة الإخوان المسلمين عند مقارنتهم بين السلفية و الإخوان ، فهم يظنون أن السلفية جماعة فيها خير و شر و كذلك الإخوان فيها خير و شر ،
و الواقع الكلام عن الإخوان أو السلفية ليس عن جماعتين بل عن منهجين في الإسلام من خلالهما يتم فهم نصوص الكتاب و السنة ؛
فالسلفية لها جماعات كثيرة تدعو لها في أقطار و هؤلاء الأفراد ليسوا بمعصومين ففيهم الخطأ و الصواب
أما السلفية كمنهج فهو منهج معصوم لأنه قائم على القرآن و السنة بفهم الصحابة و من تابعهم بإحسان إلى يوم الدين
و لا يعني ذلك أنه يجب عليك الانضمام إلى جماعة السلفيين كشرط بل المقصود الاعتقاد باعتقاد و منهج السلف الصالح في فهم الكتاب و السنة و العمل بذلك قدر الإمكان لنصرة ذلك المنهج الحق ضد المناهج الأخرى و منها منهج جماعة الإخوان الذي فيه كثير من الانحرافات المنهجية والعقدية والسلوكية ،
و أما المنهج السلفي فقد زكاه الله تعالى في قوله تعالى
(وَالسّابِقُونَ الأوّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالّذِينَ اتّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدّ لَهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

هذه مذكرات اما موقفه من الصوفية فتجده في كتبه الرسائل و العقائد واصول الفهم
فلا تكذب على الرجل فهو على منهج السلف

لزهر الصادق
2014-02-21, 00:46
هذه مذكرات اما موقفه من الصوفية فتجده في كتبه الرسائل و العقائد واصول الفهم
فلا تكذب على الرجل فهو على منهج السلف


قليلا من الأدب ثم نواصل النقاش

أثبت أنه على منهج السلف

باهي جمال
2014-02-21, 15:27
البينة على من ادعى ..............
لا باس خطوة خطوة حتى نفهم في اي شيئ خالف الامام حسن البنا منهج السلف الصالح وبارك الله فيك اولا واخيرا

Mr-djz
2014-02-21, 16:04
البينة على من ادعى ..............
لا باس خطوة خطوة حتى نفهم في اي شيئ خالف الامام حسن البنا منهج السلف الصالح وبارك الله فيك اولا واخيرا

1ـ حسن البنا و بدعة التفويض
يقول ( مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها . وأما السلف رضوان الله
عليهم فقالوا نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ونترك المقصود منها لله
تبارك وتعالى فهم يثبتون اليد والعين والأعين والإستواء والضحك
والتعجب...الخ، وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله تعالى الإحاطة بعلمها )
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا . ص 324 من رسالة( العقائد ) .
و قال أيضاً ( وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف
والخلف على أصل التأويل وانحصر الخلاف بينهما في أنّ الخلف زادوا تحديد
المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك حفظا لعقائد العوام من
شبهة التشبيه وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتاً .. )

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا . ص 330 من رسالة( العقائد ) .
2 ـ حسن البنا و الغاية من العبادات

يقول " وهذه الصلاة وتلك الزكاة والحج والصوم إنما هي كلها تشريعات
اجتماعية يراد بها توثيق الوحدة وجمع الكلمة وإزالة الفوارق وكشف الحجب
والموانع بين بني الإنسان ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 232 .
3ـ اشتراكية حسن البنا

يقول " توجب علينا روح الإسلام الحنيف وقواعده الأساسية في الاقتصاد القومي أن نعيد النظر في نظام الملكيات في مصر ، فنختصر الملكيات الكبيرة ونعوض أصحابها عن حقهم بما هو أجدى عليهم وعلى المجتمع... " .

ويقول " وتوجب علينا روح الإسلام في تشريعه الاقتصادي أن نبادر بتنظيم الضرائب الاجتماعية وأولها الزكاة... ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 349 من رسالة ( مشكلاتنا الداخلية في ضوء النظام الإسلامي ) .
4ـحسن البنا و حقيقة خصومته و الإخوان المفسدين لليهود

قال حسن البنا حين اجتمع بلجنة مشتركة أمريكية بريطانية جالت العالم
العربي من أجل قضية فلسطين فالتقى بهم في مصر ممثلاً للحركة الإسلامية
فقال: " فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم،
والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل
بيننا وبينهم اتفاقاً {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن } وحينما
أردا القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية فقال
تعالى {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم}

المصدر : كتاب ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت
التاريخ ) (1/409)، وعباس السيسي في كتاب (( حسن البنا مواقف في الدعوة
والتربية)) (ص 488).
5ـ حسن البنا و التقريب بين السنة و الشيعة الروافض الزنادقة

يقول عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين: "وبلغ
من حرصه ـ حسن البنا ـ على توحيد كلمة المسلمين أن كان يرمي إلى مؤتمر
يجمع الفرق الإسلامية لعل الله أن يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم
وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد وإلهنا واحد ورسولنا r
واحد " .

المصدر : ( حسن البنا القائد الملهم الموهوب ) ص 78.

و يقول عمر التلمساني " وفي الأربعينات على ما
أذكر كان السيد القمي وهو شيعي المذهب ينزل ضيفاً علىالإخوان في المركز
العام ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب حتى
لا يتخذ أعداء الإسلام الفرقة بين المذاهب منفذاً يعملون من خلاله على
تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة
والشيعة فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق
بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها، والمسلمون على ما ترى من تنابذ يعمل
أعداء الإسلام على إشعال ناره، قلنا لفضيلته نحن لا نسأل عن هذا للتعصب
أوتوسعة هوة الخلاف بين المسلمين، ولكننا نسأل للعلم لأن ما بين أهل السنة
والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها، وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا
من البحث في تلك المراجع.
فقال رضوان الله عليه: اعلموا أن السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله
إلا الله محمد رسول الله، وهذا أصل العقيدة والسنة والشيعة فيه سواء وعلى
النقاء، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب بينهما فيها"

المصدر : كتاب عمر التلمساني و هو بعنوان ( ذكريات لا مذكرات ) ص 249 ـ250 .

راجع بارك الله فيك كتاب الشيخ العلامة أحمد النجمي
– حفظه الله – و هو بعنوان ( المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض
المناهج الدعوية من العقائد و الأعمال ) .
6ـ تأثر البنا بالفكر الشيعي الرافضي حيث جعل الحكومة ركناً من أركان الإسلام

يقول " وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركناً من أركانه ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد " .

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 136 من رسالة( المؤتمر الخامس ) .

7ـ حسن البنا صوفي يتبع الطريقة الحصافية الشاذلية و يواظب على بدعة الحضرة

يقول حسن البنا "وظللت معلق القلب بالشيخ حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه ......فكنت مواظبا على زيارته كل يوم تقريبا وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مقدم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقى الشيخ بسيونى العبد التاجر فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل .........وإذا لم تخن الذاكرة فقد كان يوافق يوم الأحد ، حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها" .

المصدر : كتابه و هو بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية ) ص23 .

قال سعيد حوى الصوفي القبوري الخرافي السوري : ( ولقد كتبت كتاب (تربيتنا الروحية) لتوضيح أحد مواضيع الفقهين الكبير و الأكبر وهو موضوع ( التصوف المحرر) لأضع الأمور في مواضعها في قضية الحقيقة الصوفية التي هي إحدى السمات الرئيسية لدعوة الاستاذ البنا رحمه الله )

المصدر : كتاب ( جولات ) الجولة الأولى ص 17 .

وقال جابر رزق في كتابه (حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه) (ص 8): وفي
دمنهور توثقت صلته ـ يعني حسن البنا ـ بالإخوان الحصافية و واظب على
الحضرة كل ليلة في مسجد التوبة مع الإخوان الحصافية ورغب في أخذ الطريقة
حتى انتقل من مرتبة المحب إلى مرتبة التابع المبايع ؛ بل شارك في إنشاء
جمعية صوفية حصافية كما ذكر في مذكراته (ص 28).

و قال أبو الحسن علي الندوي - وهو ممن يوالي هذه الجماعة - : ( الشيخ
حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه وفي تكوين حركته الكبرى: أنه
كان في أول أمره – كما صرح بنفسه- في الطريقة الحصافية اشاذلية وكان قد
مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة، وقد حدثني كبار رجاله وخواص
أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال و الأوراد- إلى آخر عهده وفي زحمة
أعماله )

المصدر : التفسير السياسي للإسلام :138-139 .
8ـ حسن البنا يشِدّ الرحال إلى قبور أحد الأولياء و يقطع 20 كم مشياً على الأقدام لأجل ذلك

يقول " وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور فكنا
أحيانا نزور دسوق فنمشى على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة حيث نصل حوالي
الساعة الثامنة صباحا فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهى نحو عشرين كيلو
متراً ونزور ونصلي الجمعة الجمعة ونستريح بعد الغداء ونصلى العصر
ونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً،... وقال أيضاً في
الصفحة نفسها: وكنا أحياناً نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقضي يوماً كاملاً هناك ثم نعود ".

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 28 و ما بعدها .
9ـ حضور حسن البنا لحقات ذكر الصوفية المحدثة

يقول حسن البنا " وفى المسجد الصغير رأيت الإخوان الحصافية يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة ........فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل" .

المصدر : كتاب حسن البنا و هو بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية ) ص 19 .

ويقول حسن البنا " كنت سعيدا بالحياة في القاهرة هـذا العام ... كما كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصافي. "

المصدر : كتابه و هو بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية ) ص 45.

ـ حسن البنا و بدعة الإنشاد الجماعي الصوفي

قال محمود عبد الحليم : ( وكنا نذهب جميعاً كل ليلة إلى مسجد السيدة زينب ، فنؤدي صلاة العشاء ، ثم نخرج من المسجد ، ونصطف صفوفاً ، يتقدمنا الأستاذ المرشد – يعني حسن البنا - ينشد نشيداً من أناشيد المولد النبوي ، ونحن نردده من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر ))

المصدر : كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) 1/109 .
11ـ حسن البنا وقصائد الصوفية البدعية و الشركية

نقل جابر رزق في كتابه ((حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه)) (ص 70ـ71) عن مجلة الدعوة فبراير 1951م حديث عبدالرحمن البنا - أخ حسن البنا- قال فيه:" وذلك
أنه حين يهل هلال ربيع الأول كنا نسير في موكب مسائي كل ليلة حتى ليلة
الثاني عشر ننشد القصائد في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم وكان من قصائده المشهورة في هذه
المناسبة المباركة:


صلى الإله على النور الذي ظهرا *** للـعالمين ففاق الشمس والقمرا

كان هذا البيت تردده المجموعة ينشد أخي وأنشد معه.

هذا الحبيب مع الأحباب قدحضرا *** وسامح الـكل في ماقد مضى وجرى
لقد أدار على العـشاق خمرته *** صـرفاً يكاد سناها يذهب البصرا
ياسعد كرر لنا ذكـر الحبيب لقد *** بلبلت أسـماعنا يامطرب الفقرا
وما لركب الحمى مالت معاطفه *** لا شك أن حبيب القوم قد حضرا


هل النبي صلى الله عليه و سلم يحضر إلى حضرات الصوفية المبتدعة يا حسن البنا ؟

و هل النبي صلى الله عليه و سلم يغفر في هذه الحضرات الذنوب يا حسن البنا ؟

12ـ مواظبة حسن البنا على الإحتفال ببدعة المولد النبوي

يقول حسن البنا " وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه و سلم بالموكب
بعد الحضرة ، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه ... ووزع
الشربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة وخرجنا بالموكب ونحن ننشد
القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام" .

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 48 .

يقول عباس السيسي أحد كبار محبي حسن البنا "حسن البنا في الإسكندرية " ثم قال: " دعا
الإخوان المسلمون بالإسكندرية إلى الاحتفال بذكرى مولد الرسولr في حفل
يحضره فضيلة المرشد العام بمسجد نبي الله دانيال واستقبل الإخوان الأستاذ
المرشد على محطة السكة الحديدية قبيل صلاة المغرب، إلى أن قال: وبدأ
الأستاذ المرشد محاضرته بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على
رسول الله الكريم ثم دخل في موضوع الذكرى فقال: نحي ذكرى مولد الرسولr ومن حق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين أن يحتفلوا في هذه الذكرى المباركة فرسولنا عليه السلام لم يأت للمسلمين فقط وإنما بعث رحمة للعالمين الإنس والجن... الخ"

المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان ( قافلة الإخوان المسلمون) 1/48.
13ـ إحتفال حسن البنا ببدعة المولد النبوي
في مشهد السيدة زينب في مصر و ذلك بإلقائه كلمة هناك
قال عباس السيسي: ( كلمة الأستاذ المرشد العالم في حفل الهجرة بالسيدة زينب جاء في كلمات الأستاذ المرشد العام في هذا الحفل ما يلي:

لهذه المناسبة أيها الإخوة أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها
وهي أن تطهروا قلوبكم وتصفوا سرائركم عمن نال منكم أو أساء إليكم، فوالله
إني لضنين بهذه القلوب التي لا تعرف إلا معاني الحب في الله ولم تسعد إلا
بمشاعر الأخوة الحقة الصادقة، أضن بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو
تشوه ببغضاء، وتنال من صفائها خصومة، إن الدين حب وبغض، ذلك حق من الإيمان
أن نحب في الله ونبغض في الله، ولكن ما أشد أن نقهر على كره من نحب، إن
الإيمان حب وبغض، فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون، وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى
هذه المشاعر وبها ترتبطون، فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله تعالى ولا
تحرموها شعور الحب الطاهر البرئ، وادخروا حجر البغض وثورة الغضب لساعة
آتية قريبة نلقى فيها خصومنا، ولست أعني خصومنا في الداخل، فليس لنا في
الداخل خصوم ولله الحمد، وإن كانوا فهم غثاء كغثاء السيل سيجرفهم الطوفان،
فإما ساروا وإما غاروا، أما كلمة الجهاد فعاطفة ملتهبة ومعاني الجهاد
مُثُلٌ حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظلمت واعتدى على
حرياتها وحقوقها وأحيط بها من كل مكان )

المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان (قافلة الإخوان المسلمون ) 1/192 .

Mr-djz
2014-02-21, 16:05
ـ حسن البنا يُنشد بأنشودة صوفية تتضمن عقيدة الوجود الكفرية
مما يدل على جهله المطبق بالعقيدة

نقل جابر رزق في كتابه ((حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه)) (ص 70ـ71) عن مجلة الدعوة فبراير 1951م حديث عبدالرحمن البنا عن أخيه حسن البنا، قال فيه:

"وعقب صلاة العشاء يجلس أخي ـ حسن البنا ـ إلى
الذاكرين من جماعة الإخوان الحصافية وقد أشرق قلبه بنور الله فأجلس إلى
جواره نذكر الله مع الذاكرين وقد خلا المسجد إلا من أهل الذكر وخبأ الصوت
إلا ذبالة من سراج وسكن الليل إلا همسات من دعاء أو ومضات من ضياء، وشمل
المكان كله نور سماوي ولفه جلال رباني، وذابت الأجسام وهامت الأرواح
وتلاشى كل شئ في الوجود وانمحى وانساب بصوت المنشد في حلاوة وتطريب.

الله قل وذر الـوجود وما حوى *** إن كنت مرتاداً بلوغ كمالي
فالــكل دون الله إن حققته *** عدم على التفصيل والإجمالي".

15ـ ثناء حسن البنا على محمد عثمان الميرغني - الصوفي السوداني المنادي بعقيدة وحدة الوجود الكفرية –

ومن ذلك إقامته حفلاً لتكريم السيد محمد عثمان الميرغني قال فيه البنا:

" إن دار الإخوان لتسعد أكبر السعادة وتأنس أعظم الإيناس إذ تستقبل هذه القلوب الطاهرة والنفوس الكريمة أعلام الجهاد وأبطال العروبة وأقطاب قادة السلام، أتقدم إلى الزعيم السوداني الكريم السيد محمد عثمان الميرغني وإلى حضرات الذين أجابوا الدعوة بأجزل الشكر وأعظمه...

إلى أن قال:

أيها السادة لعل الكثير لا يعلمون أننا نحن الإخوان مدينون للسادة
الميرغنية بدين المودة الخالصة والحفاوة البالغة التي غمرونا بها من قبل
ومن بعد كلما ذهب مبعوثنا إلى السودان.. لا.. ولكن دين قديم منذ نشأت
الدعوة بالإسماعيلية فقد كان أول أنصارها والمجاهدون لتركيزها الإخوان
الختمية الميرغنية وقد حضرت في سنة 1937م حفلاً للإسراء والمعراج في زاوية
وخلوة السيد عثمان الميرغني الكبير بالإسماعيلية، وهي لا تزال قائمة ولا
زلت أذكر أخانا هناك فالقلب الختمي والتأييد الختمي يسير مع الدعوة منذ
فجرها،وسماحة السيد عثمان الميرغني الكبير ووارثه السيد محمد عثمان هو أول
من حمل هذا اللواء وبشر به فهذا تاريخ قديم نتحدث عنه أيها السادة لنعبر
لفرع الدوحة الكريمة السيد محمد عثمان عما يكنه الإخوان لسماحته من حب
ومودة وتقدير".

المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان (قافلة الإخوان المسلمون ) 1/259 .

16ـ حسن البنا و بدعة الإحتفال بليلة الإسراء و المعراج

يقول حسن البنا مفتخرا : " ......وقد حضرت في سنة 1937م حفلاً للإسراء والمعراج في زاوية وخلوة السيد عثمان الميرغني الكبير بالإسماعيلية، وهي لا تزال قائمة......" .

المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان (قافلة الإخوان المسلمون ) 1/259 .
17ـ حسن البنا و كتب كبار أرباب التصوف المنحرفين

ويقول " كنت أمضى الأسبوع المدرسي في دمنهور ... يضاف إلى ذلك أن ليلة الجمعة فى منزل الشيخ شلبى بعد الحضرة يتدارس فيها كتب التصوف من الإحياء وسمع أحوال الأولياء والياقوت والجواهر وغيرها ونذكر الله إلى الصباح كانت من أقدس مناهج حياتنا " .

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 33 .
18ـ جهل حسن البنا بعقيدة السلف الصالح جعله يتخبط

يقول في ص 62 من مذكراته" وهكذا
كانت حياتي في القاهرة خليطا عجيبا من الحضرة في منزل الشيخ أو منزل على
أفندي غالب إلى المكتبة السلفية حيث السيد محب الدين إلى دار المنار
والسيد / رشيد إلى منزل الشيخ الدجوى ثم منزل فريد بك وجدي ودار الكتب أحيانا . " 19ـ حزبية حسن البنا

يقول حسن البنا : منهاج الإخوان المسلمين:

أ - اعتبار عقيدة الإخوان رمزًا لهذا المنهاج.
ب- على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الإسلام وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة.
ج - كل أخ لا يلتزم هذه المبادئ لنائب الدائرة أن يتخذ معه العقوبة التي تتناسب مع مخالفته وتعيده إلى إلتزام حدود المنهاج.
د - على الأخ المسلم أن يتعرف غايته تماماً وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى .
هـ - على النائب والهيئات الرئيسية لدوائر الإخوان المسلمين أن تعنى بتربية الإخوان تربية نفسية صالحة تتفق مع مبادئهم .

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص193 .

و يقول في ص 223 من نفس المصدر السابق عن الواجبات العشر عند الإخوان المفلسين :
"الواجبات العشر :
1- حمل شارتنا.
2- حفظ عقيدتنا .
3- وقراءة وظيفتنا .
4- وحضور جلستنا.
5- وإجابة دعوتنا .
6- وسماع وصيتنا .
7- وكتمان سريرتنا .
8- وصيانة كرامتنا .
9- ومحبة إخوتنا .
10- ودوام صلتنا " .

20 ـ غلو حسن البنا في فرقته البدعية – الإخوان المسلمين –
فجعلها أفضل فرقة على وجه الأرض و غيرها من الفرق لا يسلم من النقص

يقول حسن البنا موجها كلامه للإخوان المفسدين "

موقفنا من الدعوات الأخرى
وإذ كنتم ( يقصد الإخوان ) كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتى هي أحدا وتستغني عن غيرها ، إذ هي جماع كل خير ، وما عداها لا يسلم من النقص ،
إذاً فاقبلوا على شأنكم ، ولا تساوموا على منهاجكم واعرضوه على الناس في
عز وقوة فمن مد لكم يده على أساسه ، فأهلاً ومرحباً في وضح الصبح وفلق
الفجر وضوء النهار أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفذ تعاليمكم وغير
ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" .

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 231 .
21 ـ حسن البنا يعتبر فرقته الضالة هي الميزان لمعرفة إستقامة أو انحراف الفرق

يقول " وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا ،
فما وافقها فمرحبا به وما خالفها فنحن براء منه ونحن مؤمنون بأن دعوتنا
عامة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة ألا ألمت به وأشارت إليه" .

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 19 من رسالة ( دعوتنا ) .
22 ـ إغترار حسن البنا بفرقته الضالة

يقول : البعد عن الهيئات والأحزاب":

ونحن ( يعني الإخوان ) الآن وقد اشتد ساعد الدعوة وصلب عودها وأصبحت
تستطيع أن توجه ولا توجه وأن تؤثر ولا تتأثر نهيب بالكبراء والأعيان
والهيئات والأحزاب أن ينضموا إلينا وأن يسلكوا سبيلنا وأن يعملوا معنا وأن
يتركوا هذه المظاهر الفارغة التي لا غناء فيها ويتوحدوا تحت لواء القرآن
العظيم ويستظلوا براية النبي الكريم ومنهاج الإسلام القويم ، فإن أجابوا
فهو خير لهم ....... وإن أبوا فلا بأس علينا أن ننتظر قليلا ، وأن نلتمس
المعونة من الله وحده حتى يحاط بهم ويسقط في أيديهم ويضطرون إلى العمل
للدعوة أذنابا وقد كانوا يستطيعون أن يكونوا رؤساء ... ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 125 من رسالة( المؤتمر الخامس ) .

ويقول في ص 127 موجها كلامه للإخوان نفس المصدر السابق "على
أن التجارب في الماضي والحاضر قد أثبتت أنه لا خير إلا في طريقكم ولا
إنتاج إلا مع خطتكم ولا صواب إلا في ما تعملون فلا تغامروا بجهودكم ولا
تقامروا بشعار نجاحكم" . .

23 ـ حسن البنا و بدعة البيعة

يقول حسن البنا مخاطباً الإخوان المفلسين : أيها الإخوة الصادقون أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها.
(1) الفهم.
(2) الإخلاص.
(3) العمل.
(4) الجهاد.
(5) التضحية.
(6) الطاعة.
(7) الثبات.
(8) التجرد.
(9) الأخوة.
(10) الثقة.

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 368 من رسالة ( التعاليم ) .


و يقول حسن البنا موجهاً كلامه إلى العضو الإخواني الذي يبايع " أن تتخلى عن صلتك بأي هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك وبخاصة إذا أُمرت بذلك ...
أن تعمل على نشر دعوتك في كل مكان وأن تحيط القيادة بكل ظروفك ولا تقدم
على عمل يؤثر فيها تأثيرا جوهريا إلا بإذن وأن تكون دائم الاتصال الروحي
والعملي بها وأن تعتبر نفسك دائما جنديا في الثكنة تنتظر الأمر… ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 369 من رسالة ( التعاليم ) تحت عنوان ( الطاعة ) .

24 ـ حسن البنا الحاكم بأمره

يقول في " مرحلة التكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض ونظام الدعوة في هـذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية وشعار هاتين الناحيتين دائما أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج .
والدعوة فيها خاصة لا يتصل بها إلا من استعد استعدادا حقيقيا لتحمل أعباء
جهاد طويل المدى كثير التبعات وأول بوادر هذا الاستعداد كمال الطاعة
......
التنفيذ والدعوة في هذه المرحلة جهاد لا هوادة معه وعمل متواصل في سبيل
الوصول إلى الغاية وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون ولا يكفل
النجاح في هذه المرحلة إلا كمال الطاعة كذلك وعلى هذا بايع الصف الأول من الإخوان المسلمين في يوم 5 ربيع الأول سنة 1359 ..... ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 362 من رسالة ( التعاليم ) تحت عنوان ( الطاعة ) .

25 ـ قصة تُبيّن أن حسن البنا و الإخوان يعتبرون أنفسهم حكاماً يُثيبون و يُعاقبون

القصة يرويها د / محمود عساف الذي كان الأمين الخاص
لحسن البنا وفى نفس الوقت أمين التنظيم الإخوان للمعلومات ( المخابرات
الإخوانية ) في كتابه و هو بعنوان (مع الإمام الشهيد حسن البنا)
. الذي صدر عام 1993 م . و القصة تتحدث عن محاكمة حسن البنا لقائد التنظيم
السري للإخوان و اسمه عبد الرحمن السندي لأنه اغتال المستشار الخازندار .
و الآن مع تفاصيل هذه المحاكة .

يروي محمود عساف صاحب الكتاب المذكور وقائع هذه المحاكمة في ص 147 وما بعدها حيث يقول :

قتل المستشار الخازندار وأنا مستشار لمجلس
إدارة النظام ، ولم يكن مجلس الإدارة يعلم شيئا عن هذه الواقعة إلا بعد أن
قرأناها في الصحف ، وعرفنا أنه قد قبض على أثنين من الإخوان قتلا الرجل في
ضاحية المعادى ومعهما دراجتان لم تتح لهما فرصة الهرب حيث قبض الناس
عليهما ، وفى ذات اليوم طلب الأستاذ الإمام عقد اجتماع لمجلس الإدارة
بمنزل عبد الرحمن السندي .... ودخل الأستاذ وهو متجهم وجلس غاضبا .

ثم سأل عبد الرحمن السندي قائلا : أليست عندك تعليمات ألاَ تفعل شيئا إلا بإذن صريح منى ؟

قال : بلى .

قال : كيف يتسنى لك أن تفعل هذه الفعلة بغير إذن وبغير عرض على مجلس النظام ؟

فقال عبد الرحمن : لقد طلبت الإذن وصرحتم فضيلتكم بذلك .

قال الإمام : كيف؟

قال عبد الرحمن : لقد كتبت إلى فضيلتكم أقول ما رأيكم دام فضلكم في حاكم
ظالم يحكم بغير ما أنزل الله ويوقع الأذى بالمسلمين ويمالئ الكفار
والمشركين والمجرمين. فقلتم فضيلتكم : إنما جزاء من يحاربون الله ورسوله
ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من
خلاف أو ينفوا من الأرض ، فاعتبرت ذلك إذنا…

قال الإمام : إن طلبك الإذن كان تلاعباً بالألفاظ
فلم يكن إلا مسألة عامة تطلب فيها فتوى عامة أما موضوع الخازندار فهو
موضوع محدد لابد من الإذن الصريح فيه ثم إنك ارتكبت عدة أخطاء :لم تعرض
الأمر على مجلس النظام ولم تطلب إذنا صريحا وقتلت رجلا يقول لا إله إلا
الله محمد رسول الله واعتبرته يحكم بغير ما أنزل الله وهو يحكم بالقانون
المفروض عليه من الدولة ولو افترضنا أنه كان قاسيا فإن القسوة ليست مبرراً
للقتل .
وأثناء حديثه كانت الدموع تنساب من عينيه … ثم قال إن كان قتلك للخازندار
قد تم بحسن نية فإن علينا الدية !!!! ولكن الحكومة دفعت تعويضا كبيرا
لأسرة الخازندار فأسقطت الدية عن الإخوان... اهـ النقل .

بل وصل الحال بحسن البنا أن ينشر فى
جريدة الإخوان المسلمين تعليمات بمنع إطلاق اللحية إلا بإذن منه كما ذكر
ذلك أمين سره د / محمود عساف فى كتابه مع الإمام الشهيد حسن البنا ص 46 .

26ـ حسن البنا هل الغاية تُبرِّر الوسيلة أم أنّك تتخبّط ؟!

يقول موجها كلامه للإخوان" ولكن
الإخوان المسلمين أعمق فكراً وأبعد نظراً ... هم يعلمون أن أول درجة من
درجات القوة قوة العقيدة والإيمان ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح …" .

"إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها " .

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 135 من رسالة( المؤتمر الخامس ) .

ويقول في نفس المصدر السابق في صـ 136 " وأما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون فيها ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها…. " ؟

و تأمل للحظة واحدة – بارك الله فيك – الكلام التالي
و الذي يُبيّن أن منهج الإحوان المفسدين حمل للسلاح على الحاكم ،و قد عبر
عن ذلك بصراحة محمود عبد الحليم أحـد كبار الإخوان و مؤرخيهم في كتابه (
الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) صـ 121 جـ1 طـ دار الدعوة .

حيث نقل عن حسن البنا ما يلي وتكلم (حسن البنا) عن الإخوان المسلمين والحكم فقال ( فالإخوان
المسلمين لا يطلبون الحكم لأنفسهم ، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل هذا
العبئ ، وأداء هذه الأمانة ، والحكم بمنهاج إسلامي قرآني ، فهم جنوده
وأنصاره وأعوانه وإن لم يجدوا ،فالحكم من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله ) .
27 ـ حسن البنا يضم النصارى الكفار إلى فرقته

يقول محمود عساف " حضر لزيارة الأستاذ
– يعني حسن البنا - بالمركز العام عدد من قادة المسيحيين اذكر منهم: توفيق
( أو وهيب لا أذكر ) دوس باشا ، ولويس ومريت بطرس غالى عضوا مجلس الشيوخ
وطلبوا من الإمام أن ينشئ شعبة باسم: " الإخوان المسيحيون " لكي يسهموا مع
الإخوان المسلمين فى نشر الإيمان بالله والحث على الفضائل . رد عليهم
الإمام بأن الفكرة طيبة ، ولكن يحول دون تنفيذها أن دعوتنا عالمية … وعلى
هذا لا بأس من تكوين الإخوان المسيحيين وأؤكد لكم بأنه سيكون هناك تعاون
تام بيننا وبينكم " .

المصدر : كتاب محمود عساف ( مع الإمام الشهيد حسن البنا ) ص 29 .
28 ـ حسن البنا يرى أن في الإسلام نظاما
عبارة عن خليط من محاسن النظام الشيوعي و الديمقراطي و الديكتاتوري
قال حسن البنا مؤسس الإخوان في كتابه ( السلام في الإسلام ) تحت عنوان "
النظم الثلاثة في الصلاة " ( قلتُ ذات مرة مداعبًا للسامعين في إحدى
المحاضرات- وكانت خطوة موفقة كل التوفيق والحمد لله-: إن هذه الصلاة
الإسلامية التي نؤديها في اليوم خمس مرات ليست
إلا تدريبًا يوميًّا على نظام اجتماعي عملي امتزجت فيه محاسن النظام
الشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي بمحاسن النظام الديكتاتوري، فعجبوا وقالوا: كيف كان ذلك؟

فقلت: إن أفضل ما في النظام الشيوعي من حسنات دعم معنى المساواة والقضاء
على الفوارق والطبقات، ومحاربة الاعتزاز بالملكية التي يكون عنها هذا
التفاوات.. وهذه المعاني كلها يستحضرها المسلم، ويشعر بها تمامًا، وتتركز
في نفسه إذا دخل المسجد؛ لأنه يستشعر لأول دخوله أن هذا المسجد لله، لا
لأحد من خلقه، وأنه سواء العاكف فيه والباد، لا صغير فيه ولا كبير ولا
أمير ولا حقير ولا فوارق ولا طبقات، فإذا صاح المؤذن: قد قامت الصلاة قد
قامت الصلاة.. استوى هذا الجمع خلف إمامه كالبنيان المرصوص، فلا يركع أحد
حتى يركع الإمام، ولا يسجد حتى يسجد، ولا يأتي بحركة أو سكون إلا تابعًا
له ومقتديًا به ومقلدًا إيَّاه، وهذا هو أفضل ما في النظام الدكتاتوري:
الوحدة والنظام في الإرادة والمظهر على السواء؛ ولكن هذا الإمام مقيد- هو
نفسه- بتعاليم الصلاة ودستورها، فإذا انحرف، أو أخطأ في تلاوة أو عمل كان
للصبي الصغير وللرجل الكبير وللمرأة المصلية خلفه- كان لكل واحد من هؤلاء-
الحق كل الحق أن ينبهه إلى خطئه، وأن يرده إلى الصواب في أثناء الصلاة.
وكان على الإمام- كائنًا مَن كان- أن ينزل على هذا الإرشاد، وأن يعدل عن
خطئه إلى الحق والصواب، وليس في الديمقراطية أروع من هذا الحسنات فماذا
بقي بعد ذلك لهذه النظم من فضل على الإسلام، وقد جمع محاسنها جمعًا واتقى
بهذا المزج البديع كل ما فيها من سيئات ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ
اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾ النساء:من الآية82 ) .

Mr-djz
2014-02-21, 16:15
https://pbs.twimg.com/media/Bg0ymw2IAAAuMVz.jpg
http://www.youtube.com/watch?v=6VIhSsg-tzs
http://www.youtube.com/watch?v=ksVmeTvII3s
https://www.youtube.com/watch?v=-sfb290UVMI

رحمة 20
2014-02-21, 16:32
بارك الله فيك

باهي جمال
2014-02-21, 17:41
1ـ حسن البنا و بدعة التفويض
يقول ( مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها . وأما السلف رضوان الله
عليهم فقالوا نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ونترك المقصود منها لله
تبارك وتعالى فهم يثبتون اليد والعين والأعين والإستواء والضحك
والتعجب...الخ، وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله تعالى الإحاطة بعلمها )
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا . ص 324 من رسالة( العقائد ) .
و قال أيضاً ( وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف
والخلف على أصل التأويل وانحصر الخلاف بينهما في أنّ الخلف زادوا تحديد
المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك حفظا لعقائد العوام من
شبهة التشبيه وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتاً .. )

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا . ص 330 من رسالة( العقائد ) .


الامام حسن البنا يقول بانه يثبت ما اثبت الله لنفسه ولكن الكنه والكيفية يعلمها الله وهو عين ما قرره الامام مالك رضي الله عنه في مسالة الاستواء اذ انه قال الاستواء معلوم والكيف مجهول و.........................

Mr-djz
2014-02-21, 18:46
1ـ حسن البنا و بدعة التفويض
.
الامام حسن البنا يقول بانه يثبت ما اثبت الله لنفسه ولكن الكنه والكيفية يعلمها الله وهو عين ما قرره الامام مالك رضي الله عنه في مسالة الاستواء اذ انه قال الاستواء معلوم والكيف مجهول و.........................

أخي هداني الله و اياك من خلال كلام يبدو بأنك لم تفهم معنى بدعة التفويض و هذا المقال يوضح لك باذن الله خطأك و يرد على كلامك


مذهب
التفويض في الصفات
من شر أقوال أهل البدع والإلحاد


مقالة قصيرة كتبها:
أبو عمار علي الحذيفي
حفظه الله
قال شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (1/115) تحقيق د.محمد رشاد سالم:
(فتبين أن قول أهل التفويض - الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف - من شر أقوال أهل البدع والإلحاد).
وقال رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (108-109):
(ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما قد يقوله بعض الأغبياء - ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها - من أن "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم).







مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فإن سلف الأمة اتفقوا على الإيمان بما وصف الله به نفسه لأنه أعلم بنفسه من غيره، وعلى الإيمان بما وصف به رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه أعلم الخلق به تعالى من غير تمثيل ولا تعطيل.
قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد"(6/134-135): (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة.
وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة والخوارج كلها فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه) أ.هـ
هذا هو مذهب السلف، ثم حدث عند المتأخرين اضطراب عظيم في باب "الصفات" ولاسيما عند الأشاعرة، فمتأخروهم مضطربون ما بين التأويل والتفويض حتى قال صاحب "جوهرة التوحيد":
وكل نص أوهم التشبيها أوله أو فوضه ورم تنزيها!!
وقد اغتر بعض الناس بهذا المذهب فأحببت أن أكتب مختصرا أبين فيه حقيقة مذهب التفويض وأنه من أردى المذاهب، وأن وقوع بعض الناس فيه لا يسوغه ولا يعطيه صلاحية، وقد أسميت هذا الاختصار: (مذهب التفويض من شر أقوال أهل البدع والإلحاد) ذكرت فيه ما كان عليه مذهب سلف الأمة وأئمتها من إثبات "الأسماء والصفات" الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبيان خطأ من فوض معاني الصفات الواردة في الكتاب والسنة، فضلا عن أن ينسب القول بتفويض الصفات إلى سلف الأمة، وقد قسمته إلى فصول مختصرة، وهي كما يلي:
الفصل الأول: حقيقة التفويض.
الفصل الثاني: مذهب السلف هو إثبات الصفات.
الفصل الثالث: فساد القول بتفويض الصفات.
الفصل الرابع: أضرار القول بتفويض الصفات.
الفصل الخامس: مناقشة بعض حججهم على التفويض.
الفصل السادس: بعض من وقع في التفويض.

الفصل الأول: حقيقة التفويض:


لتفويض: لغة من فوض إليه الأمر صيره إليه وجعله الحاكم فيه، وتفويض العبد أمره إلى الله يعني اتكاله عليه تعالى ومن ذلك قوله تعالى قال الله جل وعز: (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله)، أي أتكل عليه، وفي حديث البراء بن عازب: (ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوضت أمري إليك)، أي رددته إليك، ويأتي بمعنى الترك، ويقال: امرأة مفوضة أي: لم يسم لها مهر، ويأتي التفويض على معاني أخرى.
وأما التفويض اصطلاحا: فيعنون به في باب "الصفات" هو الإيمان بألفاظها وترك التعرض لمعناها بنفي أو إثبات، فالإيمان بالصفات هو الإيمان بحروف لا معاني لها ولا حقائق، وهذا القول هو قول المعطلة من الجهمية وغيرهم، ولا يدفع ذلك وقوع بعض أفاضل العلماء فيه، فإن الخطأ لا يسوغه وقوع الفاضل فيه كما هو معلوم من أصول الشريعة، ولهذا أمثلة كثيرة منها القول ببطلان المجاز وفساده، وإن قوع بعض الأفاضل فيه لا يعني أنه قول صحيح.
ومن هنا نستطيع أن نقول: إن الواجب في الصفات إثبات معانيها الواردة فيها والمشتملة عليها، فالإثبات الصحيح: هو إثبات اللفظ والمعنى وليس اللفظ فقط دون المعنى، والتفويض الصحيح إنما يكون في كيفية الصفات لا في معانيها، وقد لخص الإمام مالك ذلك بقوله: (الإستواء معلوم، والكيف مجهول) فنحن نؤمن بمعاني الصفات ونرد علم كيفية هذه الصفات إلى الله تعالى.

الفصل الثاني: مذهب السلف هو إثبات الصفات:


1- مذهب السلف بالإجماع هو إثبات الصفات:


سار سلفنا الصالح جميعا من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم من أئمة الإسلام كلهم على إثبات الأسماء والصفات والإيمان بمعانيها وحقائقها، فهذا هو نهجهم القويم وطريقهم المستقيم.
1- قال الترمذي رحمه الله في "السنن" بعد حديث النزول:
(وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات في الصفات، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، قالوا: قد تثبت الروايات في هذا، ويؤمن بها ولا يتوهم، ولا يقال كيف، هكذا روي عن مالك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث: "أمروها بلا كيف"، وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة).
2- قال ابن عبد البر رحمه الله في "التمهيد"(6/134-135): (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة.
وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة والخوارج كلها فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه) أ.هـ
تأمل في قوله رحمه الله: (أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة...وحملها على الحقيقة).
وتأمل في قوله: (وأما أهل البدع فكلهم لا يحمل شيئاً منها على الحقيقة).
3- وقال الخطيب البغدادي كما في "سير أعلام النبلاء": (وأما الكلام في الصفات فإن ما روي منها في "السنن" "الصحاح" مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظواهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها) أ.هـ
4- قال أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي رحمه الله: (أما ما سألت عنه من الكلام في الصفات وما جاء منها في الكتاب والسنة الصحيحة فإن مذهب السلف إثباتها وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية والتشبيه عنها).
قال الذهبي بعد نقله قول الخطابي هذا:
(وكذا نقل الاتفاق عن السلف في هذا الحافظ أبو بكر الخطيب ثم الحافظ أبو القاسم التيمي الإصبهاني).
5- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (5 / 195):
(ومذهب سلف الأمة وأئمتها: أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم، من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، فلا يجوز نفي صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه، ولا يجوز تمثيلها بصفات المخلوقين، بل هو سبحانه: "ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير" ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله) أ.هـ
6- وقال ابن القيم كما في "مختصر الصواعق المرسلة": (تنازع الناس في كثير من الأحكام ولم يتنازعوا في آيات الصفات، وأخبارها في موضع واحد، بل اتفق الصحابة والتابعون على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها، وإثبات حقائقها أعني فهم أصل المعنى، لا فهم الكنه والكيفية).
7- قال الذهبي في "العلو للعلي الغفار": (وقولنا في هذه الأحاديث أننا نؤمن بما صح منها وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره) أ.هـ
وقال في الكتاب نفسه معلقا على قول مالك "الاستواء معلوم": (هذا ثابت عن مالك، وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الإستواء لا نعقلها، بل نجهلها وأن إستواءه معلوم كما أخبر في كتابه وأنه كما يليق به) أ.هـ
وقال رحمه الله في "سير أعلام النبلاء":
(قلت: قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم وما أبقوا ممكنا، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها، ألا وهم أهل الدين فلو كان تأويلها سائغا أو حتما لبادروا إليه، فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق لا تفسير لها غير ذلك، فنؤمن بذلك، ونسكت اقتداء بالسلف، معتقدين أنها لا تشبه صفات المخلوقين) أ.هـ
8- وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره":
(وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل) أ.هـ

2- تصريح سلفنا الصالح بإثبات معاني الصفات:


1- قال الأوزاعي رحمه الله : (سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقالا: "أمروها كما جاءت").
وسيأتي بيان ما معنى كما جاءت إن شاء الله تعالى.
وقال الأوزاعي رحمه الله: (كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله سبحانه على عرشه، ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات).
2- قال الذهبي في (العلو/ مختصره) عن سفيان الثوري: (وقد بث هذا الإمام الذي لا نظير له في عصره شيئا كثيرا من أحاديث الصفات ومذهبه فيها الإقرار والإمرار والكف عن تأويلها).
3- وروى الآجري في "الشريعة" عن الوليد بن مسلم رحمه الله أنه قال: (سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات فقالوا جميعا: "أمروها كما جاءت بلا كيف").
4- وذكر ابن قدامة في "ذم التأويل" عن أحمد بن نصر أنه سأل سفيان بن عيينة فقال: حديث عبد الله: (إن الله يجعل السماء على إصبع) وحديث: (إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن)، (وإن الله يعجب أو يضحك ممن يذكره في الأسواق)، (وإنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة ) ونحو هذه الأحاديث فقال: "هذه الأحاديث نرويها ونقر بها كما جاءت بلا كيف"). قلت: وقوله: (ونقر بها) أي: نقر بمعناها الذي جاءت به.
5- وقال يزيد بن هارون: (من زعم أن "الرحمن على العرش استوى" على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي). قلت: وما في القلوب إنما هي معنى الاستواء وهو العلو والارتفاع.
قال الذهبي في (العلو/ مختصره): ("والعامة" مراده بهم جمهور الأمة وأهل العلم) أ.هـ
6- روى اللالكائي في "أصول الاعتقاد" عن أبي عبيد أنه قال: (هذه الأحاديث عندنا حق يرويها الثقات بعضهم عن بعض إلا أنا إذا سئلنا عن تفسيرها قلنا ما أدركنا أحدا يفسر منها شيئا ونحن لا نفسر منها شيئا نصدق بها ونسكت).
7- قال أبو جعفر الطحاوي في "عقيدته": (ذكر بيان السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة أبي حنيفة وأبي يوسف وأبي محمد رضي الله عنهم ...) ثم ذكر في هذه العقيدة بنحو ما تقدم عن السلف من الإيمان بنصوص الصفات.
8- قال الإمام مالك: (الاستواء معلوم والكيف مجهول – وفي لفظ: غير معقول – والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) رواه اللالكائي وغيره، وله ألفاظ مختلفة أكثرها صحيحة، وقد خرجها بعض المعاصرين برسالة مستقلة.
وقوله: "معلوم" أي معروف المعنى، والإيمان به واجب أي: الإيمان بمعنى الاستواء واجب، والسؤال عنه بدعة أي: السؤال عن كيف الاستواء.
وما قاله الإمام مالك في صفة الاستواء ينسحب على جميع معاني الصفات لأنه يتكلم عن منهج السلف في الصفات كلها لا في صفة واحدة، بل ينسحب على جميع الأمور الغيبية فنؤمن بحقائقها وإن جهلنا كيفيتها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (13/309) معقبا على قول مالك في الاستواء:
(وقد تلقى الناس هذا الكلام بالقبول، فليس في أهل السنة من ينكره، وقد بين أن الاستواء معلوم، كما أن سائر ما أخبر به معلوم، ولكن الكيفية لا تعلم ولا يجوز السؤال عنها، لا يقال: كيف استوى ؟ ولم يقل مالك رحمه الله الكيف معدوم، وإنما قال: "الكيف مجهول").
وقد يحرف كلام الإمام مالك عن المعنى الحقيقي فيحمل على أن الاستواء معلوم من حيث اللفظ لا المعنى، وقد أجاب شيخ الإسلام عن ذلك فقال كما في "مجموع الفتاوى" (13/309):
(فإن قيل: معنى قوله: "الاستواء معلوم" أن ورود هذا اللفظ في القرآن معلوم كما قاله بعض أصحابنا الذين يجعلون معرفة معانيها من التأويل الذي استأثر الله بعلمه، قيل: هذا ضعيف، فإن هذا من باب تحصيل الحاصل فإن السائل قد علم أن هذا موجود في القرآن وقد تلا الآية.
وأيضا فلم يقل: ذكر الاستواء في القرآن ولا إخبار الله بالاستواء، وإنما قال: "الاستواء معلوم". فأخبر عن الاسم المفرد أنه معلوم لم يخبر عن الجملة. وأيضا فإنه قال: "والكيف مجهول" ولو أراد ذلك لقال معنى الاستواء مجهول أو تفسير الاستواء مجهول أو بيان الاستواء غير معلوم، فلم ينف إلا العلم بكيفية الاستواء لا العلم بنفس الاستواء).
وقال الذهبي رحمه الله في "العلو" تعليقا على كلام مالك:
(وهو قول أهل السنة قاطبة أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به) أ.هـ
9- ونقل شيخ الإسلام في "تلبيس الجهمية" عن القاضي أبي يعلى أنه قال: (لا يجوز رد هذه الأخبار، ولا التشاغل بتأويلها والواجب حملها على ظاهرها، وأنها من صفات الله، لا تشبه بسائر الموصوفين بها من الخلق، ولا يعتقد التشبيه فيها، لكن على ما روي عن الإمام أحمد وسائر الأئمة).
10- قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (5/109): (مثل أن الله تعالى فوق العرش فإن من تأمل كلام السلف المنقول عنهم - الذي لم يحك هنا عشره - علم بالاضطرار أن القوم كانوا مصرحين بأن الله فوق العرش حقيقة وأنهم ما اعتقدوا خلاف هذا قط وكثير منهم قد صرح في كثير من الصفات بمثل ذلك).
11- قال العلامة ابن القيم في "الصواعق المرسلة":
(ولم يتنازعوا في تأويل آيات الصفات وأخبارها في موضع واحد بل اتفقت كلمتهم وكلمة التابعين بعدهم على إقرارها وإمرارها مع فهم معانيها وإثبات حقائقها وهذا يدل على أنها أعظم النوعين بيانا وأن العناية ببيانها أهم لأنها من تمام تحقيق الشهادتين وإثباتها من لوازم التوحيد فبينها الله ورسوله بيانا شافيا لا يقع فيه لبس ولا إشكال يوقع الراسخين في العلم في منازعة ولا اشتباه ومن شرح الله لها صدره ونور لها قلبه يعلم أن دلالتها على معانيها أظهر من دلالة كثير من آيات الأحكام على معانيها، ولهذا آيات الأحكام لا يكاد يفهم معانيها إلا الخاصة من الناس، وأما آيات الأسماء والصفات فيشترك في فهمها الخاص والعام).
12- وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" عند كلامه على قول الله عز وجل: (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش):
(للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل).
13- قال سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله:
(ومن الإيمان بالله أيضا الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز، والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف لله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته ، كما قال تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير"، وقال تعالى: "فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون").
وقال سماحة الشيخ عبد العزيز في رده على محمد علي الصابوني وهو من أشاعرة "الإخوان المسلمين":
(ذكر الصابوني في مقاله الثاني أن أهل السنة اشتهروا بمذهبين اثنين أحدهما مذهب السلف والآخر مذهب الخلف... إلخ.
والجواب أن يقال: هذا غلط بين لم يسبقه إليه أحد فيما أعلم، فإن مذهب أهل السنة واحد فقط وهو ما درج عليه أصحاب رسول الله وأتباعهم بإحسان وهو إثبات أسماء الله وصفاته وإمرارها كما جاءت, والإيمان بأنها حق وأن الله سبحانه موصوف بها على الوجه الذي يليق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا تأويل لها عن ظاهرها ولا تفويض، بل يؤمنون بأن معانيها معلومة وأنها حقا لائقة بالله سبحانه وتعالى لا يشابه خلقه في شيء منها, ومذهب الخلف بخلاف ذلك كما يعلم ذلك من قرأ كلام هؤلاء وكلام هؤلاء، ثم ذكر أن أهل السنة يفوضون علم معاني الصفات إلى الله وكرر ذلك في غير موضع وقد أخطأ في ذلك ونسب إليهم ما هم براء منه كما تقدم بيان ذلك فيما نقلناه من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن جمع من أهل السنة رحمة الله عليهم وإنما يفوض أهل السنة إلى الله سبحانه علم الكيفية لا علم المعاني كما سبق إيضاح ذلك).
14- وزعم المستشار أحد "الإخوان المسلمين" وهو سالم البهنساوي أن مذهب التفويض الذي سلكه حسن البنا هو مذهب السلف، فرد عليه الشيخ صالح الفوزان قائلا: (وهذا مذهب باطل لا تجوز نسبته إلى السلف كما توهمه الكاتب حين قال: ("والشيخ حسن البنا عندما أشار إلى التفويض، قال: إنه عقيدة السلف). فقد أخطأ حسن البنا وأخطأ الكاتب في نسبته هذا المذهب الباطل إلى السلف) أ.هـ كلام الفوزان.
15- وقال الشيخ عبد المحسن العباد في "شرح مقدمة القيرواني":
(وما جاء في كلام الجويني من أن السلف يفوضون معاني الصفات ... غير صحيح، فإنهم يفوضون في الكيف ولا يفوضون في المعنى، كما جاء عن مالك رحمه الله، فقد سئل عن كيفية الاستواء؟ فقال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة").
وقال: (ومن زعم أن طريقة السلف من الصحابة ومن تبعهم التفويض في معاني الصفات، فقد وقع في محاذير ثلاثة هي: جهله بمذهب السلف، وتجهيله لهم، والكذب عليهم).

الفصل الثالث: فساد القول بتفويض الصفات:


والقول بمذهب التفويض فاسد في نفسه فكيف بنسبته إلى مذهب السلف، وفساده معلوم من عدة وجوه ذكرها أئمة الإسلام ومنهم شيخ الإسلام رحمه الله وغيره، ولكني أقتصر على بعض الأجوبة، فمن ذلك:

الوجه الأول:


أن القول بتفويض معاني الصفات مخالف لما أمرنا الله به من تدبر القرآن وتأمل معانيه والبحث عن أسراره، إذ كيف يكون ذلك مطلوبا ثم يكون القرآن لا معاني له !!، فإن الله تعالى أنزل القرآن بألفاظ ومعاني، ومن قال: بأن كلمات القرآن ألفاظ فقط لا معاني لها فكأنه يقول: إنها أحرف أعجمية لا نفهم المراد منها وهذا من أبعد الأقوال، فإن القرآن كلام عربي والكلام عند العرب وغيرهم له ألفاظ ومعاني والألفاظ هي قوالب المعاني لأن الألفاظ لا تراد لذاتها بل تراد لما تحمله من المعاني الذي يريدها المتكلم، وإذا كان هذا في كلام الناس بكيف بكلام رب العالمين الذي أنزله الله لهداية الناس به ويصدرون عنه ويرجعون إليه.
قال شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (1/115):
(فإن من المعلوم أن الله تعالي أمرنا أن نتدبر القرآن وحضنا على عقله وفهمه فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه ومعرفته وعقله).

الوجه الثاني:


أن القول بتفويض معاني الصفات يفتح الباب للزنادقة والملحدين والمنكرين للبعث النشور وغير ذلك، فإن تفويض معاني الصفات دفع هؤلاء الملاحدة لتفويض معاني البعث والنشور وغيرها، فإذا قال أهل الحق: إن الله تعالى قد أخبر عن أمور البعث والنشور وحشر الخلائق في يوم لا ريب فيه، قال أهل الإلحاد: هذا شيء لا حقيقة له ولا معنى له وإنما هي ألفاظ لا حقائق تحتها ولا معاني وراءها، فإذا قيل: كيف يكون لا حقيقة له وقد أخبر الله عنه ودعت إليه الرسل واتفقت على الإيمان به كل الأمم ؟ قيل: وكيف تفوضون معاني الصفات وهي مما أخبر الله عنها في كتابه ودعا إليها الرسل واتفقت عليها الأمم ؟.
قال شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (1/115):
(وبهذا احتج الملاحدة كابن سينا وغيره علي مثبتي المعاد وقالوا: القول في نصوص المعاد كالقول في نصوص التشبيه والتجسيم، وزعموا أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يبين ما الأمر عليه في نفسه لا في العلم بالله تعالي ولا باليوم الآخر فكان الذي استطالوا به علي هؤلاء هو موافقتهم لهم علي نفي الصفات وإلا فلو آمنوا بالكتاب كله حق الإيمان لبطلت معارضتهم ودحضت حجتهم).

الوجه الثالث:


أنه يقال لمن اعتقد أن مذهب السلف هو تفويض المعاني: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم معاني هذه الصفات فبلغها، أو كتمها عن أمته، أو كان لا يعلمها أصلا، والقولان الأخيران باطلان.
قال شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (1/115):
(فيبقي هذا الكلام سدا لباب الهدي والبيان من جهة الأنبياء وفتحا لباب من يعارضهم ويقول: إن الهدي والبيان في طريقنا لا في طريق الأنبياء لأنا نحن نعلم ما نقول ونبينه بالأدلة العقلية، والأنبياء لم يعلموا ما يقولون: فضلا عن أن يبينوا مرادهم، فتبين أن قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد).
وشيخ الإسلام هنا يتكلم عن المذهب نفسه لا عمن وقع فيه من أفاضل هذه الأمة فبعض من وقع فيه له عذره فيما بينه وبين الله تعالى.

الوجه الرابع:


أن القول بأنها ألفاظ لا حقائق تحتها معناه أن طريقة السلف هي الإيمان بألفاظ من غير فقه ولا فهم لمعانيها، ولذلك فهم بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون) ونزلة الحمار يحمل أسفارا ولا يعرف ما فيها، ولا شك أنهم أرفع وأعظم من مثل هذا.
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى"(5/8-9):
(ولا يجوز أيضا أن يكون الخالفون أعلم من السالفين كما قد يقوله بعض الأغبياء ممن لم يقدر قدر السلف، بل ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور بها من أن "طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم" وإن كانت هذه العبارة إذا صدرت من بعض العلماء قد يعني بها معنى صحيحا، فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف: إنما أتوا من حيث ظنوا: أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني" وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات، فهذا الظن الفاسد أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر، وقد كذبوا على طريقة السلف وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف) أ.هـ
عبارة: (طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم) موجودة عند الإخوان المسلمين ومشتهرة بينهم يقولونها على أنها من جوامع الكلم، وقائلها عند شيخ الإسلام من الأغبياء وممن لم يقدر قدر السلف، بل لم عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة، فهل سيعترف "الإخوان المسلمون" بهذا الخطأ ؟!.
قال شارح الطحاوية: (لأن الإيمان باللفظ بلا معنى هو من جنس إيمان أهل الكتاب كما قال تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا"، وقال تعالى: "ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون" أي إلا تلاوة من غير فهم معناه).

الوجه الخامس:


أن القائلين بهذا القول متناقضون في أنفسهم لم يسيروا على قواعد ثابتة، فقد قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (3/26):
(ولهذا لا يوجد لنفاة بعض الصفات دون بعض - الذين يوجبون فيما نفوه: إما التفويض وإما التأويل المخالف لمقتضى اللفظ - قانون مستقيم، فإذا قيل لهم: لم تأولتم هذا وأقررتم هذا والسؤال فيهما واحد ؟ لم يكن لهم جواب صحيح فهذا تناقضهم في النفي وكذا تناقضهم في الإثبات) أ.هـ
الفصل الرابع: أضرار القول بتفويض الصفات:
القول بتفويض الصفات قول فاسد في نفسه وتترتب عليه مفاسد وأضرار، منها:
الأول: سد باب العلم وقطع الطريق عن تدبر كلام الله والتأمل في معانيه.
الثاني: وصف القرآن بما لا يليق به حيث زعموا أنه أحرفا لا حقائق تحتها، وألفاظا لا معاني وراءها.
الثالث: تجهيل السلف الصالح وتضليلهم لأنهم زعموا أن سلفنا كانوا يفوضون، فهذا يتضمن اتهامهم بأنهم كانوا لا يعرفون معاني القرآن ولا يفهمون مغازيه فهو مذهب قائم على التجهيل كما سماه شيخ الإسلام وتلميذه العلامة ابن القيم.

الفصل الخامس: مناقشة بعض حججهم على التفويض:


الاحتجاج الأول:


استنادهم إلى قول الإمام أحمد: (نمرها كما جاءت بلا كيف ولا معنى):
ومناقشة الاحتجاج بهذه الرواية من أوجه جمعتها من أجوبة أجاب بها بعضهم عن هذا الإشكال:
1- هذه الرواية إنما جاءت من طريق حنبل بن إسحاق بن حنبل – وهو ابن عم الإمام أحمد كما في "طبقات الحنابلة" لأبي يعلى – وقد روى عن الإمام أحمد المناظرة التي وقعت للإمام أحمد مع الجهمية، فنقل عنه أشياء أخطأ فيها من ذلك أنه قال لهم في قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل) قال: (أتى أمره) وهذه الرواية يستدل به الجهمية في هذا العصر مثل الجهمي "حسن السقاف" ولا حجة لهم فيها.
قال شيخ الاسلام كما في "مجموع الفتاوى"(16/405-406): (وقد اختلف أصحاب أحمد فيما نقله حنبل فإنه لا ريب أنه خلاف النصوص المتواترة عن أحمد في منعه من تأويل هذا، و تأويل النـزول والاستواء ونحو ذلك من الأفعال، ولهم ثلاثة أقوال:
قيل: هذا غلط من حنبل انفرد به دون الذين ذكروا عنه المناظرة مثل صالح وعبد الله والمروذي وغيرهم فإنهم لم يذكروا هذا، وحنبل ينفرد بروايات يغلطه فيها طائفة كالخلال وصاحبه.
قال أبو إسحاق ابن شاقلا: "هذا غلط من حنبل لا شك فيه".
وكذلك نقل عن مالك رواية أنه تأول ينـزل إلى السماء الدنيا أنه ينـزل أمره، لكن هذا من رواية حبيب كاتبه وهو كذاب باتفاقهم، و قد رويت من وجه آخر لكن الإسناد مجهول.
والقول الثاني: قال طائفة من أصحاب أحمد هذا قاله إلزاما للخصم على مذهبه لأنهم في يوم المحنة لما احتجوا عليه بقوله تأتي البقرة وآل عمران أجابهم بأن معناه يأتي ثواب البقرة وآل عمران كقوله: "أن يأتيهم الله" أي أمره وقدرته، على تأويلهم لا أنه يقول بذلك فإن مذهبه ترك التأويل.
والقول الثالث: أنهم جعلوا هذا رواية عن أحمد وقد يختلف كلام الأئمة في مسائل مثل هذه لكن الصحيح المشهور عنه رد التأويل وقد ذكر الروايتين ابن الزاغوني وغيره وذكر أن ترك التأويل هي الرواية المشهورة المعمول عليها عند عامة المشايخ من أصحابنا) أ.هـ
وحنبل يهم أحياناً، فقد قال الذهبي في "السير"(3/52): (له مسائل كثيرة عن أحمد، ويتفرد ويغرب).
وقال ابن القيم في "الصواعق/ مختصر": (وهو كثير المفاريد المخالفة للمشهور من مذهبه، وإذا تفرد بما يخالف المشهور عنه، فالخلال وصاحبه عبد العزيز لا يثبتون ذلك رواية، وأبو عبد الله بن حامد وغيره يثبتون ذلك رواية).
ونقل العليمي في "المنهج الأحمد" عن أبي بكر الخلال قوله: (قد جاء حنبل عن أحمد بمسائل أجاد فيها الرواية، وأغرب بشيء يسير).
وممن رد هذا التأويل عن أحمد جماعة منهم شيخ الاسلام كما تقدم، وابن كثير في "البداية والنهاية" وغيرهما، ومنهم شيخنا مقبل رحمه الله، فقد كان يضعف هذه الرواية عن أحمد ويقول: إن حنبل ينقل عن أحمد أشياء ويخطئ فيها، وقد أخطأ في غير ذلك أ.هـ
إذن هذه الرواية تفرد بها حنبل، ثم إن تلك الرواية نفسها رواها اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" بدون لفظة: (لا كيف ولا معنى) حيث قال اللالكائي:
(قال حنبل ابن إسحاق قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا"، فقال أبو عبد الله: "نؤمن بها ونصدق بها، ولا نرد شيئا مما جاء منها إذا كانت أسانيد صحاح، ولا نرد على رسول الله قوله ونعلم أن ما جاء به الرسول حق …).
2- وإن صحت فيجاب عن هذه الرواية بأن يقال: إن أحمد رحمه الله يريد نفي معنى خاصا ابتكره وأحدثه الجهمية فالمنفي في كلام الإمام أحمد هو المعنى الفاسد الباطل المحدث الذي لا يعرف عن سلف هذه الأمة، وليس نفيا عاما لكل معنى، وإنما نقول هذا لأن الإمام أحمد من أعلم الناس بمذهب سلف الأمة وأقوالها فمثله يبعد أن يتعمد مخالفتهم كيف لا وقد قال: (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث)، والله أعلم.
وقال الشيخ ابن عثيمين في تعليقه على عبارة الإمام أحمد في "شرح لمعة الاعتقاد":
(وقوله: (ولا معنى): أي لا نثبت لها معنى يخالف ظاهرها كما فعله أهل التأويل، وليس مراده نفي المعنى الصحيح الموافق لظاهرها الذي فسرها به السلف، فإن هذا ثابت ويدل على هذا قوله ولا نرد شيئاً منها ونصفه بما وصف به نفسه ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نعلم كيف كنه ذلك، فإن نفيه لرد شيء منها ونفيه لعلم كيفيتها دليل على إثبات المعنى المراد منها).
وقد كان نفي المعنى يعرف بأنه نفي للتأويل ومما يدل على ذلك ما نقله الذهبي في "سير أعلام النبلاء" في ترجمة الخطيب البغدادي حيث قال: (كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل) إلى أن قال: (فإذا قلنا: إن لله يدا وسمعا وبصرا، فإنما هي صفات أثبتها اللَّه لنفسه، فلا نقول: إن معنى اليد القدرة ولا نقول السمع والبصر العلم) أ.هـ
والشاهد قوله: "ولا نقول أن معنى اليد القدرة"، فجعل تسمية اليد بالقدرة معنى، فعرفنا أن نفي المعنى في اصطلاحهم يقصد به شيئان أحدهما: نفي الكيفية أي لا تكييف، أو نفي المعنى الباطل وهو التأويل.
3- وقد جاء في كتاب "تحريم النظر في كتب الكلام" لابن قدامة المقدسي رحمه الله رواية فيها تفسير لمعنى قول الإمام أحمد: "ولا معنى" حيث جاء فيها: (فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه لا نتعدى ذلك ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت نؤمن بهذه الأحاديث ونقرها ونمرها كما جاءت بلا كيف ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تبارك وتعالى وهو كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير).
وهي أيضا موجودة في رواية عند ابن بطة رحمه الله في كتابه "الإبانة"، في جزء "الرد على الجهمية"، باب بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة: (قال أبو عبد الله: ونحن نؤمن بالأحاديث في هذا ونقرها ونمرها كما جاءت بلا كيف ولا معنى إلا على ما وصف به نفسه تعالى).
إذن يتبين لنا مما تقدم أن القول بأن رواية الإمام أحمد تدل على أنه يفوض المعنى قول غير صحيح وهو من التعلق بالمتشابهات دون حمل بيان ماذا يريد من كلامه.
بل قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" (1/207):
(وقال عبد العزيز بن الماجشون إمام أهل المدينة وأحمد بن حنبل رحمهما الله تعالى: "إنا لا نعلم كيفية ما أخبر الله به عن نفسه وإن علمنا تفسيره ومعناه) أ.هـ
أي: وإن عرفنا تفسيره ومعناه.

الاحتجاج الثاني:


استدلالهم بقول بعض سلفنا: (بلا تفسير ولا معنى)، وهذا ليس فيه دليل على ما ذكروه فقد بين معناها شيخ الإسلام في "درء تعارض العقل والنقل" (2/31) فقال: (أي: لا نكيفها ولا نحرفها بتأويل) أي: أن معنى قولهم: "بلا تفسير ولا معنى" إنما هو تفسير خاص يشابه قول الجهمية وليس تفسير نصوص الصفات على مقتضى اللغة العربية.
ويشهد لكلام شيخ الإسلام ما جاء عن أبي عبيد القاسم بن سلام رحمه الله وهو من كبار الأئمة حيث قال: (ولكن إذا قيل: كيف وضع قدمه ؟ وكيف ضحك ؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا أحدا يفسره) أ.هـ فعرف أنهم يعنون بالتفسير هنا التكييف فقط، ولا يعنون إثبات الصفة.
ومثله ما جاء عن الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله وهو شيخ البخاري ومن أئمة المحدثين حيث قال: (فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا: "إن الله لم يخلق آدم بيده"، وقالوا: "إن معنى اليد هنا القوة") وهذا الكلام صريح من إسحاق في أن التفسير المذموم هو إنكار الصفة أو نفيها وتعطيلها.

الاحتجاج الثالث:


استدلالهم بقول السلف: (أمروها كما جاءت):
قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى"(5/39):
(فقولهم رضي الله عنهم: "أمروها كما جاءت" رد على المعطلة وقولهم: "بلا كيف" رد على الممثلة) أ.هـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى" (5/42): (فقولهم: "أمروها كما جاءت" يقتضي إبقاء دلالتها على ما هي عليه، فإنها جاءت ألفاظا دالة على معان فلو كانت دلالتها منتفية لكان الواجب أن يقال أمروا لفظها مع اعتقاد أن المفهوم منها غير مراد).
قلت: فهذا يدل على أن معنى قولهم "أمروها كما جاءت" هو إثبات معاني الصفات، وعليه فمن الخطأ أن يفهم قولهم: "أمروها كما جاءت" على أنه لا نعلم معناها كما أراده الله ولا ندري بمحتواها.

الاحتجاج الرابع:


هو استدلالهم بقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" رحمه الله: (وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظاهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الله تعالى)، وقول السيوطي رحمه الله في "الإتقان": (وجمهور أهل السنة - منهم السلف وأهل الحديث - على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى، ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها)، والشيخ مرعي الكرمي الحنبلي في رسالته "أقاويل الثقات": (وجمهور أهل السنة - منهم السلف وأهل الحديث - على الإيمان بها وتفويض معناها المراد منها إلى الله تعالى ولا نفسرها مع تنزيهنا له عن حقيقتها).
أقول كل ما ذكروه فإنما هو دعوى فقط وليس عليها برهان، وهناك دعوى أخرى مثلها فقد صرح بعض المتأخرين بأن السلف والخلف متفقون على تأويل الصفات أي: صرف نصوص الصفات عن ظواهرها والخروج عن المعاني الذي اشتملت عليه، وزعموا أن مذهب السلف كان هو التأويل إجماليا، أي: أنهم يقطعون بأن ظاهر النصوص غير مراد، إلا أنهم لم يعينوا المراد، أما الخلف فقد عينوه كذا قالوا ! وهذان القولان المنسوبان إلى سلف هذه الأمة كلاهما باطل فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ينفي هذا وهو من أعلم الناس بمذهب سلف الأمة في "الأسماء والصفات" كما هو معلوم حيث يقول رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (5/109):
(وهذا القول على الإطلاق كذب صريح على السلف، أما في كثير من الصفات فقطعا، مثل: إن الله فوق العرش، فإن من تأمل كلام السلف المنقول عنهم...علم بالاضطرار أن القوم كانوا مصرحين بأن الله فوق العرش حقيقة، وأنهم ما قصدوا خلاف هذا قط، وكثير منها قد صرح في كثير من الصفات بمثل ذلك).

الاحتجاج الخامس:


دعواهم أن آيات الصفات من المتشابه:
قال شيخ الإسلام رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى" (13/294-295):
(وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله، أو اعتقاد أن ذلك هو المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله كما يقول كل واحد من القولين طوائف من أصحابنا وغيرهم، فإنهم وإن أصابوا في كثير مما يقولونه ونجوا من بدع وقع فيها غيرهم فالكلام على هذا من وجهين: الأول: من قال: إن هذا من المتشابه وأنه لا يفهم معناه فنقول أما الدليل على بطلان ذلك فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعلوا أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم ولا قالوا: إن الله ينزل كلاما لا يفهم أحد معناه وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات: "تمر كما جاءت"، ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وأبطلوها التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بينة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "درء تعارض العقل والنقل" (1/204): (وأما على قول أكابرهم: إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمها إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها فهو ما يوجب صرفها عن ظواهرها، فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص ولا الملائكة ولا السابقون الأولون، وحينئذ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه).
إلى أن قال: (ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، إذا كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا فأشرف ما فيه - وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمرا ونهيا ووعدا وتوعدا، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر- لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين) أ.هـ

الفصل السادس: بعض من وقع في التفويض:


هذا وليعلم أن هناك من وقع في القول بتفويض الصفات الواردة في الكتاب والسنة، وبعض هؤلاء هو من أهل العلم المشتغلين به، والداعين إليه، فوقوع مثله لا يستلزم وقوع الحكم عليه، وهذه قاعدة عامة أهل السنة والجماعة فيمن وقع كفر أو وقع في بدعة.
وقع في مثل هذا القول بعض من له قدم صدق في العلم، من أمثال البيهقي في "الأسماء والصفات" وأبي إسحاق الشيرازي "صاحب المهذب" في فقه الشافعية، والشاطبي والشوكاني وغيرهم، وقد ذكر بعضهم أن ابن قدامة ممن وقع في هذا المذهب في أول رسالته: "لمعة الاعتقاد" وبعض الرسائل الأخرى وممن ذكر هذا الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي في "مجموع فتاواه" وغيره، وهو عالم معروف فهو نائب الشيخ عبد العزيز بن باز في "اللجنة الدائمة في الافتاء"، وظاهر عبارات ابن قدامة تؤيد ما ذهبوا إليه، ودافع بعضهم عن ابن قدامة وأجابوا عن المواضع المشكلة في رسائله والله أعلم.

خاتمة هذا الاختصار:


وفي الأخير نلخص ما خرجنا به في هذا البحث المختصر في نقاط، وهي كما يلي:
النقطة الأولى: أن طريق السلف هو إثبات نصوص الصفات الواردة في الكتاب والسنة، إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل، إثباتا لحقائق الصفات ومعانيها، وتنزيها عن المماثلة أو تكييف الصفات.
النقطة الثانية: يجب علينا سلوك طريقهم لأنه الطريق الذي كان عليه خيار الأمة الذين أثنى الله عليهم ورسوله.
النقطة الثالثة: وقوع بعض الأفاضل أو غير الأفاضل في تفويض الصفات لا يسوغ لنا أن نتبعهم، ولا أن نبرر خطأهم، ولاسيما بعد أن عرفنا أن هذا المذهب قبيح في نفسه لما يترتب عليه من تجهيل الصحابة والتابعين وأتباعهم.
النقطة الرابعة: كل ما ورد من ألفاظ موهمة عن سلفنا فينبغي حملها على الوجه الصحيح لثبوت ألفاظ صحيحة عنهم توافق ما ذكرناه عنهم، ولأن أهل الأهواء يتمسكون بالمتشابه من الكلام ويتركون المحكم كما قال تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كتبه: أبو عمار علي الحذيفي
عدن/ اليمن، جمادي أولى/1431 هـ

الجزائري الديمقراطي
2014-02-21, 18:57
يا اخي حتى تناقش من هو مختلف معك لا تستدل بعلماء حركتك وفكرك. وانما بآراء علماء يخالفون فكرك حتى تبين انك على نهج يجتمع عليه أغلب العلماء حتى المخالفين لحركتكم. لذلك لا تقل لي قال بن باز أو عثيمين أو فوزان ولا ابن تيمية فنحن نخالف حركتهم فكيف نقبل بأرائهم. وربما بالنسبة اليك الشيء نفسه. لو استدللت لك بآراء علماء الاخوان. أو المالكية عندنا في الجزائر أو علماء الزوايا .لما قبلت ذلك مني. هذه أول نقطة يجب ان نضعها في الحسبان حتى نتناقش

باهي جمال
2014-02-21, 19:28
يقول " وهذه الصلاة وتلك الزكاة والحج والصوم إنما هي كلها تشريعات
اجتماعية يراد بها توثيق الوحدة وجمع الكلمة وإزالة الفوارق وكشف الحجب
والموانع بين بني الإنسان ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 232 .


ما قاله هو احدى فوائد العبادات وهو لايحبذ هذا المنحى وقد قرر ذلك في رسالته حول اصول الفهم العشرين حيث قال
ورأي الإمام ونائبه فيما لا نص فيه، وفيما يحتمل وجوها عدة وفي المصالح المرسلة معمول به ما لم يصطدم بقاعدة شرعية، وقد يتغير بحسب الظروف والعرف والعادات، والأصل في العبادات التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وفي العاديات الالتفات إلى الأسرار والحكم والمقاصد.

باهي جمال
2014-02-21, 20:34
الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم - رحمه الله -:
(وقد بلينا في هذه الأزمان ببعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم. وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بفهم عبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له. وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه: رفقا يا أهل السنة بأهل السنة. نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله) (مظاهر الغلو في الإعتقاد والعمل والحكم على الناس ضمن بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو)

باهي جمال
2014-02-21, 20:37
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: (الشيخ عبد السلام بن برجس- رحمه الله- رجُلٌ مَعرُوفٌ للجَمِيع بأنَّهُ: عالم، ودَاعِيةٌ إلى الله،ونَاصِحٌ في مُؤلَّفاتِهِ، وَرَسَائِلِه، وَبَيَانِهِ للحَقِّ، مَعرُوفٌ مَكَانُهُ، والذي يُشَكِّكُ فيه يُشكِّكُ في الصَحَابة، يُشَكِّكُ في أهل العلم مِنْ قَبلِه، فَلَا يُلتَفَتُ إلى هؤلاء- لا يلتفت إلى هؤلاء-،هؤلاء؛ لا يَسْلَم مِنهُم أَحَدٌ، يُشَكِّكُونَ حَتَّى في الصَحَابَة وحَتَّى فيِ الأَئِمَّة، وَحَتَّى في أَهْلِ الخَيرِ؛ وَلاَ يَخلُو زَمَانٌ مِنْ مِثْلِ هَؤُلاء، ولكنْ-والحمدُ لله- لا يَضُرُّون إلاَّ أنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُون).

Mr-djz
2014-02-21, 22:15
يا اخي حتى تناقش من هو مختلف معك لا تستدل بعلماء حركتك وفكرك. وانما بآراء علماء يخالفون فكرك حتى تبين انك على نهج يجتمع عليه أغلب العلماء حتى المخالفين لحركتكم. لذلك لا تقل لي قال بن باز أو عثيمين أو فوزان ولا ابن تيمية فنحن نخالف حركتهم فكيف نقبل بأرائهم. وربما بالنسبة اليك الشيء نفسه. لو استدللت لك بآراء علماء الاخوان. أو المالكية عندنا في الجزائر أو علماء الزوايا .لما قبلت ذلك مني. هذه أول نقطة يجب ان نضعها في الحسبان حتى نتناقش
أخي بارك الله فيك هذا ليس نقاش و أنا انسان عادي ليس لدي لا حركة و لا فكر و لا تعصب لعالم معين و لا لمذهب معين فقط أتبع الحق و اتبع الكتاب و السنة بفهم السلف الصالح و ليس بفهم حسن البنا او سيد قطب مثلا... و فكر حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين بين حاله العلماء و بينو مخالفته لمنهج السلف الصالح و بالأدلة من الكتاب و السنة و الحمد لله من يريد اتباع الحق فهو واضح كما قال الامام مالك رحمه الله ما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً

Mr-djz
2014-02-21, 22:19
الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم - رحمه الله -:
(وقد بلينا في هذه الأزمان ببعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم. وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بفهم عبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له. وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه: رفقا يا أهل السنة بأهل السنة. نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله) (مظاهر الغلو في الإعتقاد والعمل والحكم على الناس ضمن بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو)

جزاك الله خير عبد السلام بن برجس من أحب العلماء عندي .رحمه الله احبه في الله
و يعجبني كلامه الذي يبين فيه حال جماعة الاخوان وسيد قطب (http://www.youtube.com/watch?v=AkzLvHfh2LI)

Mr-djz
2014-02-21, 22:22
قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان: (الشيخ عبد السلام بن برجس- رحمه الله- رجُلٌ مَعرُوفٌ للجَمِيع بأنَّهُ: عالم، ودَاعِيةٌ إلى الله،ونَاصِحٌ في مُؤلَّفاتِهِ، وَرَسَائِلِه، وَبَيَانِهِ للحَقِّ، مَعرُوفٌ مَكَانُهُ، والذي يُشَكِّكُ فيه يُشكِّكُ في الصَحَابة، يُشَكِّكُ في أهل العلم مِنْ قَبلِه، فَلَا يُلتَفَتُ إلى هؤلاء- لا يلتفت إلى هؤلاء-،هؤلاء؛ لا يَسْلَم مِنهُم أَحَدٌ، يُشَكِّكُونَ حَتَّى في الصَحَابَة وحَتَّى فيِ الأَئِمَّة، وَحَتَّى في أَهْلِ الخَيرِ؛ وَلاَ يَخلُو زَمَانٌ مِنْ مِثْلِ هَؤُلاء، ولكنْ-والحمدُ لله- لا يَضُرُّون إلاَّ أنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُون).

الله يحفظهم علماء السنة

تعقيب العلامة الفوزان على ما كتبه المستشار البهنساوي في موضوع العقيدة السلفية ودعوة حسن البنا
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‏.‏

وبعد‏:‏

فقد اطلعت في ‏"‏مجلة المجتمع‏"‏ ‏(‏في عددها 609 – بتاريخ 9/5/1403هـ‏)‏ على مقال بعنوان‏:‏ ‏(‏سلفية حسن البنا في ذكرى استشهاده‏)‏ بقلم المستشار سالم البهنساوي‏.‏

وحاصل هذا المقال هو الدفاع عن حسن البنا، ومحاولة إثبات أنه سلفي العقيدة في موضوع صفات الله عز وجل، والرد على الذين أدانوه بموجب ما نقلوه من كلامه‏.‏

ونحن لا نحب أن نتعرض للشيخ حسن البنا، لأنه أفضى إلى ربه، ونرجو له المغفرة والرحمة، ولكننا نريد أن نناقش صاحب المقال فيما خلط وغلط فيه من النقولات، وفيما نسبه إلى بعض الأئمة نسبة خاطئة، قاصدين بذلك بيان الحق وإزالة اللبس‏.‏

ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق‏.‏

وإليك بيان ما جاء في مقاله مع مناقشته‏:‏

أولا:‏


يحاول أن يسوغ ما قاله حسن البنا من أن آيات الصفات من المتشابه، ويقول‏:‏

‏"‏إن جمهورا من الفقهاء قد قالوا‏:‏ إن آيات الصفات من المتشابه، ولم يقل أحد من أهل السن’ بفساد عقيدتهم‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وقد نُقِل هذا عن أحمد بن حنبل، والسيوطي، وابن كثير، والشاطبي، والجصاص‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ الخ‏.‏


والجواب:أن نقول:

1- أما كون بعض الفقهاء وليس جمهورهم ‏(‏كما يقول‏)‏ ظنوا أن آيات الصفات من المتشابه؛ فهو شيء حاصل، لكن هو ظن فاسد، مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة، واعتقاد أهل السنة والجماعة من أن آيات الصفات من المحكم لا من المتشابه، وقد ضلوا بهذا الظن الباطل‏.‏

2- وأما قوله‏:‏ ‏"‏إن أهل السنة لم يقولوا بفساد عقيدتهم‏"‏؛ فهو خلاف الواقع؛ فإن أهل السنة بينوا بطلان قول هؤلاء، وردوا عليهم إما تصريحا وإما ضمنا‏.‏

من ذلك -على سبيل المثال- ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيميه في رسائله، وما كتبه ابن القيم في ‏"‏اجتماع الجيوش الإسلامية‏"‏ و‏"‏الصواعق المرسلة‏"‏ و‏"‏القصيدة النونية‏"‏، وصاحب ‏"‏العقيدة الطحاوية‏"‏، وشارحها‏.‏‏.‏‏.‏ وغير ذلك من كتب أهل السنة والجماعة‏.‏

3- وأما نسبته هذا القول إلى الإمام أحمد وابن كثير وأنهما من جملة من يقول بأن آيات الصفات من المتشابه؛ فهي نسبة كاذبة وفرية خاطئة؛ لأن هذين الإمامين في طليعة من يثبت الصفات على حقيقتها، ويؤمن بما دلت عليه الآيات الواردة فيها، وأنها من المحكم الذي يعلم معناه ويفسر، لا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله‏.‏


وإليك ماقاله الائمة :

أ- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب ‏"‏العقل والنقل‏"‏ ‏(‏1/204‏)‏‏:‏

‏"‏وأما على قول أكابرهم‏:‏ إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمها إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها فهو ما يوجب صرفها عن ظواهرها؛ فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ؛ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، إذا كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا؛ فأشرف ما فيه –وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمرا ونهيا ووعدا وتوعدا، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر– لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين‏"‏ انتهى‏.‏

وقال رحمه الله في الرسالة المسماه ب- ‏"‏الإكليل في المتشابه والتأويل‏"‏‏:‏

‏"‏وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله؛ فنقول‏:‏ ما الدليل على ذلك؛ فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأئمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعل أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات‏:‏ تمر كما جاءت ونهوا عن تأويلات الجهمية، وردوها، وأبطلوها، التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بيِّنة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية، ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏فهذا اتفاق من الأئمة على أنهم يعلمون معنى هذا المتشابه، وأن لا يسكت عن بيانه وتفسيره، بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة؛ من غير تحريف له عن مواضعه، أو إلحاد في أسماء الله وآياته‏"‏ انتهى باختصار‏.‏

هذا ما حكاه شيخ الإسلام عن الأئمة أنهم لا يجعلون نصوص الصفات من المتشابه الذي لا يفهم معناه ويجب تفويضه، بل كانوا يعلمون معاني الصفات، ويفسرونها، وإنما يفوضون كيفيتها إلى الله تعالى‏.‏ وهذا الإمام مالك وغيره من الأئمة يقولون‏:‏ ‏"‏الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏"‏‏.‏ والنقولات عن الإمام أحمد في مثل هذا كثيرة معلومة في كتب أهل السنة‏.‏

ب- وإليك ما قاله ابن كثير الذي عده البهنساوي من جملة القائلين بأن آيات الصفات من المتشابه؛ قال في ‏"‏تفسيره‏"‏ ‏(‏1/220‏)‏ ما نصه‏:‏

‏"‏وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏؛ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح‏:‏ مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت؛ من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله؛ فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة؛ منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري؛ قال‏:‏ من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلاله، ونفى عن الله تعالى النقائص؛ فقد سلك سبيل الهدى‏"‏‏.‏ انتهى كلامه رحمه الله‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل‏"‏؛ يريد به الرد على المعطلة والمشبهة‏.‏ فقوله‏:‏ ‏"‏إمرارها كما جاءت‏"‏‏:‏ ردا على المعطلة الذين يحرفونها عما دلت عليه من المعاني الحقيقية إلى معان باطلة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏"‏من غير تكييف‏"‏‏:‏ ردا على الممثلة الذين يشبهون الله بخلقه والله أعلم‏.‏

ثانيا‏:‏

خلط البهنساوي في معنى التفويض ، حيث قال :

‏"‏إن معناه في اللغة العربية عدم التأويل والتعطيل، وترك الأمر إلى الله تعالى‏"‏‏.‏

- فتفسيره التفويض بأنه ترك التأويل والتعطيل تفسير ناقص؛ لأن معناه الحقيقي هو عدم التعرض لتفسير النصوص وبيان معناه الحقيقي، لا أنه ترك التأويل والتعطيل فقط‏.‏ فالسلف ومن سار على نهجهم يفسرون آيات الصفات، ويبينون معناها، ويردون التأويل والتعطيل، ولا يكونون بهذا مفوضين؛ لأن المفوض هو الذي يجحد معناها الذي تدل عليه، ويظن أن لها معنى لا يعلمه إلا الله، وهذا مذهب باطل لا تجوز نسبته إلى السلف كما توهمه الكاتب حين قال‏:‏

‏"‏والشيخ حسن البنا عندما أشار إلى التفويض؛ قال‏:‏ إنه عقيدة السلف‏"‏‏.‏

فقد أخطأ حسن البنا وأخطأ الكاتب في نسبته هذا المذهب الباطل إلى السلف‏.‏

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رد هذه النسبة الباطلة في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏5/9‏)‏ ما نصه‏:‏

‏"‏فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف إنما أوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث؛ من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ‏}‏، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات‏"‏ انتهى‏.‏

ثم من عدم تأمل البهنساوي وتناقضه العجيب أن يحاول التفريق بين التفويض وأهل التفويض، فيقول‏:‏

‏"‏إن التفويض في اللغة عدم التأويل والتعطيل، وترك الأمر إلى الله‏"‏‏.‏ وأما أهل التفويض عنده‏:‏

‏"‏فهم فئة معلومة تعارفوا على تأويل آيات الصفات، وهؤلاء يخالفون السلف‏"‏‏.‏

وقد تناقض في هذا مع نفسه، حيث قال في الأول‏:‏ ‏"‏إن التفويض معناه ترك التأويل‏"‏، وقال في الآخر‏:‏ ‏"‏إن أهل التفويض فئة تعارفوا على تأويل الصفات‏"‏‏.‏

فكيف يكون هؤلاء أهل تفويض وهم متعارفون على تأويل الصفات، وأنت تقول‏:‏ إن التفويض هو ترك التأويل‏؟‏‏!‏ كيف يكون التأويل تفويضًا وتركه تفويضا‏؟‏‏!‏

ثالثا:‏


نقل البهنساوي عبارة الشيخ حسن البنا في موضوع التوسل حيث قال‏:‏

‏"‏والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة‏"‏‏.‏

ثم نقل قول المعترضين على هذه العبارة، حيث قالوا بأنها توقع في الشرك الصريح، ثم قال‏:‏ ‏"‏ليس صحيح أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدي إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه فهو مشرك يقتل ردة كما يقولون‏"‏‏.‏

- والجواب عن ذلك‏:‏

1- قول الشيخ حسن البنا بأن التوسل إلى الله بأحد خلقه خلاف فرعي وليس من مسائل العقيدة قول ظاهر البطلان؛ لأن الدعاء من صميم العقيدة، بل هو أعظم أنواع العبادة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الدعاء هو العبادة‏)‏ ‏,‏ قد سماه الله دينًا، وأمر بإخلاصه له؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏}‏‏.‏ وسماه عبادة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏‏.‏

وكيفية الدعاء لا خلاف فيها بين أهل العلم، وهى أن ندعو الله سبحانه مباشرة؛ من غير واسطة أحد، فالله قال‏:‏ ‏{‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏}‏ ولم يقل‏:‏ ادعوني بواسطة أحد من خلقي‏.‏

فالتوسل بذات المخلوق أو بحقه أو بجاهه هو إقسام على الله عز وجل بأحد خلقه، وهو مبتدع محدث، وهو بالتالي وسيلة إلى الشرك بتلك الواسطة كما فعل المشركون الأولون الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى‏}‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ‏}‏‏.‏

ففي البداية يسألون الله بحقهم وبجاههم، ثم ينتهي بهم الأمر إلى أن يتقربوا إليهم بأنواع العبادة، ويطلبوا منهم المدد والشفاعة؛ كحال عباد القبور اليوم‏.‏

2- قول البهنساوي‏:‏ ‏"‏ليس صحيحًا أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدى إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه؛ فهو مشرك يقتل ردة‏"‏‏.‏

نقول‏:‏ هذا مغالطة وجحود للواقع، والتوسل بالمخلوق أدى إلى الشرك بالمتوسل به، وما يفعل عند قبور الأولياء اليوم -أو من يُظَنُّ أنهم أولياء- أكبر شاهد على ذلك، ومن أثبت الوسائط بين الله وبين خلقه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإجابة الدعوات؛ فهو مشرك يقتل ردة‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/124‏)‏‏:‏

‏"‏فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛ مثل أن يسألهم‏:‏ غفران الذنب، هداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات؛ فهو كافر بإجماع المسلمين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال ‏(‏1/146‏)‏‏:‏ ‏"‏وإن أثبتهم وسائط بين الله وبين خلقه؛ كالحجاب الذي بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فالله إنما يهدي خلقه ويرزقهم بتوسطهم، فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك؛ لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج، فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه؛ فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب، فإن تاب؛ وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون، شبهوا المخلوق بالخلق، وجعلوا لله أندادا، وفي القرآن من الرد على هؤلاء ما لم تتسع له هذه الفتوى‏"‏ انتهى‏.‏

رابعا‏:‏

نسب البهنساوي لبعض الأئمة أنهم يجوزون التوسل بالأنبياء، حيث قال‏:‏


‏"‏قال جمهور من الفقهاء إنه يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين حال حياتهم وبعد مماتهم؛ قاله مالك والسبكي والكرماني والنووي والقسطلاني والسمهودي وابن الحاج وابن الجزري‏.‏ فقد روي أن مالك رحمه الله سأله أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس، فقال‏:‏ يا أبا عبد الله‏:‏ أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو أم استقبل القبلة وأدعو‏؟‏ فقال له مالك‏:‏ ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، بل استقبل واستشفع به؛ فيشفعه الله‏"‏ انتهى كلامه‏.‏

- ونقول أولا‏:‏ اما التوسل بالأحياء‏:‏ إن كان المراد به التوسل بدعائه؛ فهو جائز، وإن كان المراد به التوسل بذواتهم أو بحقهم أو جاههم؛ فهو غير جائز، وقد بيناه فيما سبق‏.‏

وأما التوسل بالأموات؛ فلا يجوز بحال من الأحوال، وقد عدل عمر بن الخطاب والصحابة معه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بدعاء عمه العباس رضي الله عنه في قصة الاستسقاء، وما فعلوا ذلك إلا لعلمهم أن التوسل بالميت لا يجوز‏.‏

ونقول ثانيا‏:‏ ما نسبته إلى الإمام مالك من إجازة التوسل اعتمادا على القصة التي ذكرتها له مع المنصور؛ فهو باطل من أساسه؛ لأن الحكاية المذكورة مكذوبة على مالك، ومالك وغيره من الأئمة يرون أن الرجل إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو لنفسه؛ فإنه يستقبل القبلة‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/353‏)‏‏:‏

‏"‏والحكاية التي تذكر عن مالك أنه قال للمنصور لما سأله عن استقبال الحجرة، فأمره بذلك، وقال‏:‏ ‏"‏هو وسيلتك ووسيلة آبيك آدم‏"‏‏:‏ كذب على مالك، ليس له إسناد معروف، فهو خلاف الثابت المنقول عنه بأسانيد الثقات من كتب أصحابه‏"‏ انتهى‏.‏

أما بقية الذين نسبت إليهم القول بجواز التوسل بالصالحين بعد موتهم؛ فإن صح ذلك عنهم؛ فقد أخطئوا وخالفوا الأدلة وحينئذ لا عبرة بقولهم، وإن العبرة بقول من يوافق الدليل‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/318‏)‏‏:‏

‏"‏فأما المتوسل بذاته ‏(‏أي‏:‏ النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ في حضوره أو مغيبه أو بعد موته -مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم-؛ فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين، بل عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان ومن بحضرتهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا؛ استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيا؛ كالعباس، وكيزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا في هذه الحال بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره، بل عدلوا إلى البدل؛ كالعباس، وكيزيد، بل كانوا يصلون عليه في دعائهم، وقد قال عمر‏:‏

‏"‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا؛ فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا؛ فاسقنا‏"‏‏.‏ فجعلوا هذا بدلا عن ذلك لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه، وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ويقولوا في دعائهم في الصحراء بالجاه ونحو ذلك من الألفاظ التي تتضمن القسم بمخلوق على الله عز وجل أو السؤال به، فيقولون‏:‏ نسألك أو نقسم عليك بنبيك أو بجاه نبيك ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس‏"‏ انتهى‏.‏

والحاصل أن التوسل المشروع هو التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا‏}‏، وكذا التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة؛ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا‏}‏ الآية، وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، ففرج عنهم، وكذا التوسل بدعاء الصالحين الأحياء، كما توسل الصحابة بدعاء العباس ويزيد بن الأسود في الاستسقاء‏.‏

أما التوسل بالأموات والغائبين؛ فإنه ممنوع غير مشروع، ومن أجازه مردود عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أحدث في آمرنا ما ليس فيه فهو رد‏)‏‏.‏

والله اعلم‏.‏

خامسا ‏:‏

نقل البهنساوي مقاطع من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من فتاويه متفرقة في موضوع التوسل، ‏ واستنتج منها أن الشيخ لا يقول بكفر المتوسل إلى الله بالأشخاص، بل نسب إليه أنه يقول بجواز التوسل، ولم ينقل هذه النقولات أيضا بأمانة، بل نقلها ناقصة مبتورة، وهذا مما يتنافى مع أمانة العلم، وإليك بيان ذلك‏:‏

1- قال‏:‏ ‏"‏والإمام ابن تيمية لا يقول بكفر من توسل بالدعاء، مع إنكاره لأكثره، فقد قال‏:‏ ‏(‏يقول بعضهم إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلانا؛ فإنك تجده، أو توجه إلى ضريحه خطوات وناده؛ يقض حاجتك، وهذا غلط لا يحل فعله‏)‏‏.‏ ويقول‏:‏ ‏(‏والعجب من ذي عقل سليم يستوصي من هو ميت؛ يستغيث به ولا يستغيث بالحي الذي لا يموت، ويقوي الوهم عنده أنه لولا استغاثته بالشيخ الميت؛ لما قضيت حاجته، فهذا حرام فعله‏)‏‏"‏‏.‏

هكذا ساق البهنساوي هذا النقل عن الشيخ ليستشهد به على أنه لا يقول بكفر المتوسل في الدعاء، ولعله أخذ هذا من قول الشيخ‏:‏ ‏"‏وهذا غلط لا يحل فعله‏"‏، ومن قوله‏:‏ ‏"‏فهذا حرام فعله‏"‏‏.‏


وتعقيبنا على هذا من وجهين‏:‏ ‏


الوجه الأول‏:‏ أن كلام الشيخ هذا في حق المستغيث بالأموات، وليس هو في التوسل في الدعاء كما ظن البهنساوي، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر، وكفر بالله عز وجل؛ لأن الاستغاثة نوع من العبادة، وصرفها لغير الله شرك أكبر عند الشيخ وغيره‏.‏


الوجه الثاني:‏ ‏ أن الشيخ ذكر هذا الكلام تمثيلا لما فعله المشركون، وهو تابع لكلام سابق عليه قطعه البهنساوي وأخذ ما يراه صالحا له فقط، ونحن نسوق كلام الشيخ بكامله حتى يتضح المقصود‏:‏

قال رحمه الله‏:‏

‏"‏والأسباب التي يفعلها العباد مما أمر الله به وأباحه؛ فهذا يسلك، وأما ما ينهى عنه نهيًا خالصا، أو كان من البدع التي لم يأذن الله بها؛ فهذا لا يسلك؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏.‏ بين سبحانه ضلال الذين يدعون المخلوق من الملائكة والأنبياء وغيرهم، المبيِّن أن المخلوقين لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ثم بين أنه لا شركة لهم، ثم بين أنه لا عون له ولا ظهير لأن أهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلاناً‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ الخ الكلام الذي نقله البهنساوى‏.‏

ثم قال الشيخ‏:‏ ‏"‏وإن كان من هؤلاء الداعين لغير الله من يرى صورة المدعو أحيانا؛ فذلك شيطان تمثل له، ونظير هذا قول بعض الجهال من أتباع الشيخ عدي وغيره‏:‏ كل رزق لا يجيء على يد الشيخ لا أريده، والعجب من ذي عقل سليم يستوصي‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ إلى آخر ما نقله البهنساوي‏.‏ وبسياق كلام الشيخ بتمامه اتضح مقصده، وأنه في موضوع الشرك الأكبر لا في موضوع التوسل في الدعاء‏.‏

2- قال البهنساوي‏:‏ ‏"‏وعن التوسل بمخلوق إلى الله تعالى قال ابن تيمية‏:‏ ‏(‏ولو قال قائل لمن يستغيث به‏:‏ أسألك بفلان أو بحق فلان؛ لم يقل أحد‏:‏ إنه استغاث بما توسل به، بل إنما استغاث بمن دعاه وسأله‏)‏‏"‏‏.‏

ثم علق البهنساوي بقوله‏:‏ ‏"‏والمعنى أنه يكون قد استغاث بالله وليس المخلوق الذي توسل به إلى الله؛ لهذا قال‏:‏ لا وجه لتكفير من قال بالتوسل سالف الذكر لأنها مسألة خفية، وأدلتها ليست جلية وظاهرة‏.‏ ولكن ابن تيمية يرى أن هذا النوع من التوسل جائز إن كان توسلا بالأنبياء وغير جائز لمن عداهم‏"‏ انتهى‏.‏

وهذا النقل كسابقه، أورده البهنساوي في غير موضعه، ولم يورده بكامله حتى يعرف مراد الشيخ منه، وذلك أن هذا الكلام ذكره الشيخ في سياق جواب عن سؤال حاصله‏:‏ هل الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل إلى الله به شيء واحد أو بينهما فرق‏؟‏ وأول الجواب هو بهذا النص‏:‏

‏"‏الحمد لله رب العالمين، لم يقل أحد من علماء المسلمين إنه يستغاث بشيء من المخلوقات في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى، لا بالنبي ولا بملك، ولا بصالح، ولا غير ذلك، بل هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز إطلاقه، ولم يقل أحد‏:‏ إن التوسل بنبي هو استغاثة به بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور،؛ كقول أحدهم‏:‏ أتوسل إليك بحق الشيخ فلان، أو بحرمته، أو أتوسل إليك باللوح والقلم أو الكعبة، أو غير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم؛ يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور؛ فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالب منه وسائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه شيئا ولا يسأل، وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ولو قال قائل لمن يستغيث به‏:‏ أسألك بفلان أو بحق فلان‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ إلى آخر ما نقله البهنساوي‏.‏

فاتضح أن مراد الشيخ بيان الفرق بين التوسل والاستغاثة؛ ردًا على من سوى بينهما، وليس مراده أن التوسل بالمخلوق جائز كما توهمه البهنساوي، ونسبه إلى الشيخ بقوله‏:‏ ‏"‏ولكن ابن تيمية يرى أن هذا النوع من التوسل جائز إن كان توسلًا بالأنبياء وغير جائز لمن عداهم‏"‏‏.‏

وإليك ما قاله الشيخ في هذا الموضوع من ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/318‏)‏‏:‏

قال رحمه الله‏:‏

‏"‏وأجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون به ويتوسلون به في حياته بحضرته؛ كما ثبت في ‏"‏صحيح البخاري‏"‏ عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال‏:‏

‏"‏اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏"‏‏.‏

والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عمر بن الخطاب قد جاء مفسرا في سائر أحاديث الاستسقاء وهو من جنس الاستشفاع به، وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏

‏"‏لكن هذا الاستسقاء والاستشفاع والتوسل به وبغيره كان يكون في حياته؛ بمعنى أنهم يطلبون منه الدعاء، فيدعو لهم، فكان توسلهم بدعائه، والاستشفاع به‏:‏ طلب شفاعته، والشفاعة دعاء فأما التوسل بذاته في حضوره أو مغيبه أو بعد موته؛ مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم؛ فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏

‏"‏وأما بعد موته؛ فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء، لا عند قبره، ولا عند غير قبره؛ كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين؛ يسأل أحدهم الميت حاجته‏"‏‏.‏

سادسًا‏:‏


يسوغ البهنساوي إدخال التصوف في منهج الإخوان المسلمين؛ تبعًا لما قاله الشيخ حسن البنا، حيث قال‏:‏ ‏


‏"‏إن منهج الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية‏"‏‏.‏

ويرد على الذين انتقدوا التصوف وقالوا إنه‏:‏ داء عضال وسم قاتل، يجب على المسلم أن يغيره بيده، أما تمجيده وأن ندعو إلى إقامة ديننا عليه؛ فلا يقبله مسلم‏.‏

يرد البهنساوي هذا الانتقاد بأن مراد حسن البنا هو التصوف الذي يتفق مع تصوف إبراهيم بن أدهم، وليس مراده بالتصوف التصوف المذموم، ثم ينقل قطعة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان آراء الناس في الصوفية، وأن الصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخر ما نقله‏.‏

وتعقيبنا على ذلك أن نقول‏: نحن مع الذين انتقدوا حسن البنا في إدخاله الفكر الصوفي في منهج الإخوان المسلمين، وخلطه له مع الدعوة السلفية والطريقة السنية؛ لأن ذلك جمع بين المتضادات، خصوصا بالنظر إلى ما آل إليه التصوف من انحراف عن الدعوة السلفية والطريقة السنية‏.‏

ومن ناحية أخرى؛ ففي الطريقة السنية غنى عن الطريقة الصوفية‏.‏

وأيضاً؛ التصوف المعروف الآن هو التصوف المنحرف، والشيخ حسن البنا حينما قال ذلك؛ فهو لا يعيش في زمن إبراهيم بن أدهم والجنيد والفضيل، وإنما يعيش في زمن الصوفية المنحرفين، والتصوف الموجود الآن في جميع العالم الإسلامي غالبه ليس هو تصوف ابن أدهم وأقرانه‏.‏

ومعلوم أننا إذا فتحنا الباب لهذا اللون، وأدخلناه في منهجنا؛ فإنه سيتمشى مع التصوف المعاصر، شئنا أم أبينا، وإذا كان أوائل الصوفية لم ينحرفوا عن منهج الكتاب والسنة كما قال البهنساوي؛ فهذا لا يسوغ الدعوة إلى الطريقة بعد معرفتنا لما آلت إليه من انحراف وشذوذ‏.‏

وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن أوائل الصوفية لا يؤخذ منه مدح الطريقة الصوفية والدعوة إليها، ولا ينسحب على كل الصوفية، حتى يستغل هذا الاستغلال السيئ، والشيخ تقي الدين عقب كلامه هذا الذي نقله عنه البهنساوي بقوله‏:‏

‏"‏فهذا أصل التصوف، ثم إنه بعد ذلك تشعب وتنوع‏"‏ انتهى‏.‏

هذا ما أردنا التعقيب به على كلمة المستشار سالم البهنساوي لأجل بيان الحق، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏





تعقيب وبيان‏(3)


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏

وبعد‏:‏

فقد اطلعت في ‏"‏مجلة الدعوة‏"‏ ‏(‏العدد 925 – الصادر في يوم الاثنين 13 ربيع الآخر 1404هـ‏)‏ على مقال لفضيلة الشيخ سالم البهنساوي يعقب به على مناقشتي له في موضوع الصفات، والتي سبق نشرها في ‏"‏مجلة الدعوة‏"‏ ‏(‏في العددين 916 و917‏)‏، ووجدت تعقيب فضيلته يتكون من جزئين‏:‏


الجزء الأول‏:‏ يتعلق بكتاب ‏"‏الجماعات الإسلامية‏"‏ وما ذُكِر فيه عن الشيخ حسن البنا، وهذا لا شأن لي به‏.‏


الجزء الثاني:‏ يتعلق بمناقشتي له، وهذا ما سأعلق عليه على النحو التالي‏:‏

1- لا يزال فضيلته مصرا على أن التفويض في الصفات معناه ترك تأويلها وتعطيلها فقط‏.‏

- وقد بيَّنا أن هذا خطأ، وأن تفويض نصوص الصفات هو جحد ما تدل عليه من المعاني الحقيقية، وتفويض تفسيرها وبيان المراد منها إلى الله تعالى؛ كما نقله فضيلته عن السيوطي أنه قال‏:‏ ‏"‏ومن المتشابه آيات الصفات؛ نحو‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏، ‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏}‏، وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد إلى الله تعالى، ولا نفسرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها‏"‏‏.‏

فهذه الجملة التي نقلها هو عن السيوطي تحدد معنى التفويض، لكن السيوطي أخطأ في نسبة هذا المذهب إلى السلف وأهل السنة والحديث؛ لأن هذا مذهب بعض الخلف، أما السلف؛ فكما نقل فضيلته أيضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية من قوله‏:‏ ‏"‏ما أخبر به الرب عن نفسه؛ مثل استوائه على عرشه، وسمعه، وبصره، وكلامه، وغير ذلك؛ فإن كيفيات ذلك لا يعلمها إلا الله؛ كما قال ربيعة بن عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وسائر أهل العلم، وكذلك سائر السلف؛ كابن الماجشون، وأحمد بن حنبل، وغيرهما يبينون أن العباد لا يعلمون كيفية ما أخبر الله به عن نفسه، فالكيف هو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله، وأما نفس المعنى الذي بينه الله؛ فيعلمه الناس، كل على قدر فهمه؛ فإنهم يفهمون معنى السمع، ومعنى البصر، وأن مفهوم هذا ليس مفهوم هذا، ويعرفون الفرق بينهما‏"‏‏.‏

فهذا النقل الذي نقله فضيلته عن شيخ الإسلام يحدد بدقة مذهب السلف في الصفات، وأنهم يعلمون معانيها، ويؤمنون بها، ولا يفوضونها، بل يثبتونها على حقيقتها اللائقة بجلال الله‏.‏ ومن العجيب أنه جمع بين هذين النقلين المتضادين عن السيوطي وعن تقي الدين، ولم يتنبه لذلك‏!‏‏!‏ وليس هذا شان الباحث‏.‏

2- ما نقله فضيلته عن الشيخ ناصر الدين الألباني أنه علق على قول شارح الطحاوية‏:‏ ‏"‏ليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلك‏,‏ وأن المخلوقات داخل ذاته المقدسة‏"‏ ‏,‏ حيث قال الألباني‏:‏ ‏"‏وهو من التأويل الذي ينقمه الشارح‏,‏ مع أنه لا بد منه أحيانا‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

- فالجواب عنه‏:‏ أن هذا ليس من التأويل كما توهمه الشيخ الألباني؛ لأن الإحاطة لها معان كثيرة، ذكرها الراغب في ‏"‏مفرداته‏"‏ ‏(‏ص 135‏)‏؛ منها أنها تستعمل بمعنى العلم؛ نحو‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا‏}‏، وقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ قال الراغب‏:‏ ‏"‏والإحاطة بالشيء علما هي أن تعلم‏:‏ وجوده، وجنسه، وكيفيته، وغرضه المقصود به وبإيجاده، وما يكون به ومنه، وذلك ليس إلا لله تعالى‏"‏ انتهى‏.‏

3- يقول أيضا عن الشيخ الألباني‏:‏ ‏"‏إنه لا يعتبر التوسل بحق الأنبياء وجاههم من العقيدة‏"‏‏.‏ وهو يريد بذلك أن يسوغ قول الشيخ حسن البنا‏:‏ إن التوسل بالمخلوق في الدعاء أمر فرعي‏.‏

والواقع أن الشيخ الألباني لا يقصد ذلك، وإنما يقصد أن التوسل بحق الأنبياء وجاههم ليس مما يجوز عمله واعتقاده؛ لأنه بدعة؛ لأنه عدد قبله أشياء هي من مسائل العقيدة قد ذكرها شارح ‏"‏الطحاوية‏"‏؛ مثل اعتقاد أن القرآن كلام الله، وأن الله مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وإثبات الفوقية لله، وأن الإيمان تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وجواز الاستثناء في الإيمان، ثم ذكر التوسل بحق الأنبياء وجاههم، فقال‏:‏ ‏"‏المسألة السابعة‏.‏‏.‏‏.‏ ذهب شارح ‏"‏الطحاوية‏"‏ تبعا لإمامة أبي حنيفة وصاحبه إلى كراهة التوسل بحق الأنبياء وجاههم‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏فهذه سبع مسائل هامة؛ كلها في العقيدة؛ إلا الأخيرة منها‏"‏ فهو يريد أن الأخيرة ليست من العقيدة، ولا من الفروع؛ لأنها بدعه لأنه قال‏:‏

‏"‏وهذا –يعني‏:‏ مسألة التوسل– مما خالف فيه الكوثري إمامه أبا حنيفة؛ اتباعا لأهواء العامة، ونكاية بأهل السنة‏"‏‏.‏

4- نقل جملة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهى قوله‏:‏ ‏"‏يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلانا؛ فإنك تجده، أو توجه إلى ضريحه خطوات وناده؛ يقض حاجتك‏.‏ وهذا غلط لا يحل فعله‏"‏، ثم قال بعد سياق هذه الجملة‏:‏

‏"‏فالإمام ابن تيمية يخطئ هذا ولا يُحِلِّه، ولكنه لا يرمي صاحبه بالكفر، ولو كان ذلك من الشرك الصريح؛ لصرح بذلك‏"‏‏.‏ – وهو يريد بها أيضا تسويغ قول الشيخ البنا‏:‏ ‏"‏إن التوسل بالمخلوق في الدعاء أمر فرعي‏"‏‏.‏


وجوابنا عن ذلك من وجهين‏:‏ ‏

أولا :‏ إن هذا المذكور ليس توسلا، وإنما هو استغاثة بالأموات، حيث يقول‏:‏ ‏"‏توجه إلى ضريحه خطوات، وناده؛ يقض حاجتك‏"‏، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر‏.‏

ثانيا :‏ إن الشيخ قد صرح بأن هذا شرك، ولو أن فضيلة الشيخ البهنساوي فتح عينه على الكلمة التي قبل الجملة التي نقلها؛ لوجد ذلك حيث قال شيخ رحمه الله‏:‏ ‏"‏لأن أهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة؛ استوص الشيخ فلانا‏"‏‏.‏

فأي تصريح أكثر من ذلك‏؟‏

5- ختم مقالته بالدعوة إلى تعاون المسلمين فيما اتفقوا عليه، وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه‏.‏ ‏


- وهذه الدعوة يمكن أن ينادي بها أي مخالف، ولو عظمت مخالفته؛ كالرافضة ونحوهم، لكنها لا تجدي مع البقاء على المذاهب الباطلة‏.‏

وكان الأحرى بفضيلته أن ينادي بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ونبذ التعصب للمذاهب الباطلة، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً‏}‏‏.‏
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

الجزائري الديمقراطي
2014-02-22, 09:59
بارك الله فيك أخي المشرف جمال باهي وجزاك الله خيرا لدفاعك عن المنهج الصحيح للسنة هذا المنهج الذي صارت بعض الحركات المتطرفة في الحجاز تجعله حكرا عليها بعد ان ادخلوا عليه الكثير من الغلو والتطرف وصاروا يكفرون ويبدعون كل من رفض هذا الضلال الذي ادخلوه. حمى الله الاسلام من شرورهم وجعل كيدهم في نحورهم.

ناصر العلم
2014-02-22, 10:18
حسن البنا؟؟؟؟ أمازلتم معجبين بهذا الرجل؟؟؟

http://www.alrbanyon.com/vb/showthread.php?t=8131

باهي جمال
2014-02-22, 12:15
حسن البنا؟؟؟؟ أمازلتم معجبين بهذا الرجل؟؟؟

http://www.alrbanyon.com/vb/showthread.php?t=8131


حسن البنا انسان اجتهد وهو معرض للخطا والصواب ويكفيه انه بذل الجهد في نشر الدين الحق نسال الله له الرحمة والمغفرة
وانما اردت هنا ان انصح بقراءة رسائله وكتبه قبل الرد عليه انطلاقا من قناعات اشخاص اخرين فانا اخاطب فيكم العقول والقلوب

باهي جمال
2014-02-22, 12:17
الخروج عن الموضوع هو منهج من لا منهج له الا التبديع والتفسيق انا في الشبهة الثانية وقد رددت عليها فهل من تعليق او رد

باهي جمال
2014-02-22, 14:45
روى الربيع بن صبيح
أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه ، قال : وما ذاك يا ابن أخي ، قال : أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ، فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم .

ناصر العلم
2014-02-22, 21:19
حسن البنا انسان اجتهد وهو معرض للخطا والصواب ويكفيه انه بذل الجهد في نشر الدين الحق نسال الله له الرحمة والمغفرة
وانما اردت هنا ان انصح بقراءة رسائله وكتبه قبل الرد عليه انطلاقا من قناعات اشخاص اخرين فانا اخاطب فيكم العقول والقلوب

و هل علي اتباعه لمجرد أنه اجتهد رغم أنه أخطأ؟ هل أقرأ كتبه و رسائله رغم أنها مليئة بالأخطاء؟ قرأها قبلي مختصون و أوضحوا الأخطاء التي وقع فيها بالدليل خاصة أن بعضها متعلق بالعقيدة، لا أدر لماذا تصرون على اتباعه رغم اعترافكم بأخطائه....هدانا الله و إياكم.

tarek.const
2014-02-23, 12:28
البنا مبتدع ضال صوفي قبوري لا يثني عليه إلا ميتدع مثله
قال سليمان ابن حرب رحمه الله من زال عن السنة قيد شعرة فلا تعتدن به
فما أفقهه من امام.
لعنة الله على المبتدعة و من نافح عنهم

tarek.const
2014-02-23, 12:41
قال البنا: «فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن حض علىٰ مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية» اهـ [«الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» (1/409)].
وقال أيضًا: «إن الإسلام الحنيف لا يخاصم دينًا ولا يهضم عقيدة، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة» اهـ [«مواقف في الدعوة والتربية» (صـ163)].

نعود بالله من هدا الضلال و الله الرجل لا يفقه شيئا عن التوحيد و العقيدة

باهي جمال
2014-02-23, 13:13
قال البنا: «فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن حض علىٰ مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية» اهـ [«الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» (1/409)].
وقال أيضًا: «إن الإسلام الحنيف لا يخاصم دينًا ولا يهضم عقيدة، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة» اهـ [«مواقف في الدعوة والتربية» (صـ163)].

نعود بالله من هدا الضلال و الله الرجل لا يفقه شيئا عن التوحيد و العقيدة

لا ادري هل ان الاسلام جاء لمحاربة من لم يحاربنا او معاداة من لم يعادنا فما اظلمه من دين وما اجحفها من شريعة التي تلك مواصفاتها

باهي جمال
2014-02-23, 13:17
البنا مبتدع ضال صوفي قبوري لا يثني عليه إلا ميتدع مثله
قال سليمان ابن حرب رحمه الله من زال عن السنة قيد شعرة فلا تعتدن به
فما أفقهه من امام.
لعنة الله على المبتدعة و من نافح عنهم

لاباس
نريد منك بعض التفصيلات هل عصم غير البنا من الضلال والابتداع
وهل البدع مرتبة واحدة ام هناك بدع دون بدع
وهلا فصلت لي ولغيري قليلا كيف انه صوفي قبوري وهل الصوفية تذم هكذا جملة وتفصيلا ام لا

باهي جمال
2014-02-23, 13:20
و هل علي اتباعه لمجرد أنه اجتهد رغم أنه أخطأ؟ هل أقرأ كتبه و رسائله رغم أنها مليئة بالأخطاء؟ قرأها قبلي مختصون و أوضحوا الأخطاء التي وقع فيها بالدليل خاصة أن بعضها متعلق بالعقيدة، لا أدر لماذا تصرون على اتباعه رغم اعترافكم بأخطائه....هدانا الله و إياكم.


ان كنت لا تثق في نفسك تدينا وعقيدة فلا تقرا لاي احد بل تخير وان كنت تحسن التفريق بين الغث والسمين فلك ان تنظر بنفسك ولا تقل لقد ناب عني من هو افهم مني فقضايا الفهم نسبية وقد يوجد في النهر ما لايوجد في البحر

باهي جمال
2014-02-23, 13:27
قال سعيد بن المسيب (93هـ): "ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاَّ وفيه عيب، ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله. وقال غيره: لا يسلم العالم من الخطأ، فمَن أخطأ قليلاً وأصاب كثيراً فهو عالم، ومن أصاب قليلاً وأخطأ كثيراً فهو جاهل". جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/48).

وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (19/191 ـ 192): "وكثيرٌ من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنَّه بدعة، إمَّا لأحاديث ضعيفة ظنُّوها صحيحة، وإمَّا لآيات فهموا منها ما لَم يُرَد منها، وإمَّا لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتَّقى الرَّجل ربَّه ما استطاع دخل في قوله: َ{بَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وفي الصحيح أنَّ الله قال: "قد فعلتُ".

وقال الإمام الذهبي: "ولو أنَّا كلَّما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قُمنا عليه وبدَّعناه وهجَرناه، لَمَا سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا مَن هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحقِّ، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة" السير (14/39 ـ 40).

سفيان الحسن1
2014-02-23, 13:42
السلام عليكم


الكلام عن حسن البنا لا يفيد ولا ينفع لان حسن البنا رحمه الله

كان اقرب لفكر التصوف من اي فكر اخر


لكن حسن البنا الذي قال فيه الشيخ الالباني رحمه الله


ان من اكبر اعماله انه اخرج الشباب من المقاهي والسينما

الى المساجد

ونحن نشهاد مشايخ الارجاء يخرجون الشباب من المساجد الى بيوت الليل

عبر نشر فكر الايمان في القلب ومنعهم من سماع الوعظ

ونشر فكر حب الظلمة فنتج عنه خواء المساجد من اي روح وايمان

حسن البنا مات شهيدا رحمه الله ونحن لا ننقب عن رفات الموتى


بل نتكلم عن محاسنهم وان كانت لكم غيرة عن الدين

فاين كلامكم عن من شبه الله بخقله امام ملايين الناس والقران بالشعر

اين كلامكم لكن كرهكم لجماعة الاخوان ليس لله بل للحاكم وفقط



الاخوان جماعة وعلى راسها البنا وقطب لها كثير من الطامات لكنها جماعة سياسية مسلمة لها باع في الدفاع عن الاسلام في فلسطين وكشمير وكثير من المناطق فحرب البوسنة وغيرها خير شاهد

والكلام عن الاخوان والبنا بالطعن لن يكون حبا في الدين لاننا نراكم تسكتون عن من يشهر بالاسلام بل تحبون من اعلن الحرب الصليبية واحتفل معه بعضهم


الرد على الاخوان او حسن البنا يكون بتخريج كتبه وبالرد العلمي والحب في الله لرجل مات لاجل كلمة التوحيد


صحيح ان كان فيه بدع لكن الاسلام يجمع اهل الاسلام والبدع ترد بالسنة لا بالقذف والكره


السلام عليكم

باهي جمال
2014-02-23, 13:59
اخي سفيان الحسن1 اراك اكثر انصافا وتجردا بارك الله فيك ولكني اريد ان اضيف ان فكر التصوف ليس مذموما على الاطلاق والتصوف انما هو مصطلح ندخل به الى ركن الاحسان وكما تعلم فانه لا مشاحة في الاصطلاح

توفيق43
2014-02-23, 22:41
الله يحفظهم علماء السنة

تعقيب العلامة الفوزان على ما كتبه المستشار البهنساوي في موضوع العقيدة السلفية ودعوة حسن البنا
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‏.‏

وبعد‏:‏

فقد اطلعت في ‏"‏مجلة المجتمع‏"‏ ‏(‏في عددها 609 – بتاريخ 9/5/1403هـ‏)‏ على مقال بعنوان‏:‏ ‏(‏سلفية حسن البنا في ذكرى استشهاده‏)‏ بقلم المستشار سالم البهنساوي‏.‏

وحاصل هذا المقال هو الدفاع عن حسن البنا، ومحاولة إثبات أنه سلفي العقيدة في موضوع صفات الله عز وجل، والرد على الذين أدانوه بموجب ما نقلوه من كلامه‏.‏

ونحن لا نحب أن نتعرض للشيخ حسن البنا، لأنه أفضى إلى ربه، ونرجو له المغفرة والرحمة، ولكننا نريد أن نناقش صاحب المقال فيما خلط وغلط فيه من النقولات، وفيما نسبه إلى بعض الأئمة نسبة خاطئة، قاصدين بذلك بيان الحق وإزالة اللبس‏.‏

ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق‏.‏

وإليك بيان ما جاء في مقاله مع مناقشته‏:‏

أولا:‏


يحاول أن يسوغ ما قاله حسن البنا من أن آيات الصفات من المتشابه، ويقول‏:‏

‏"‏إن جمهورا من الفقهاء قد قالوا‏:‏ إن آيات الصفات من المتشابه، ولم يقل أحد من أهل السن’ بفساد عقيدتهم‏"‏‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏وقد نُقِل هذا عن أحمد بن حنبل، والسيوطي، وابن كثير، والشاطبي، والجصاص‏.‏‏.‏‏.‏
والجواب:أن نقول:

1- أما كون بعض الفقهاء وليس جمهورهم ‏(‏كما يقول‏)‏ ظنوا أن آيات الصفات من المتشابه؛ فهو شيء حاصل، لكن هو ظن فاسد، مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة، واعتقاد أهل السنة والجماعة من أن آيات الصفات من المحكم لا من المتشابه، وقد ضلوا بهذا الظن الباطل‏.‏

2- وأما قوله‏:‏ ‏"‏إن أهل السنة لم يقولوا بفساد عقيدتهم‏"‏؛ فهو خلاف الواقع؛ فإن أهل السنة بينوا بطلان قول هؤلاء، وردوا عليهم إما تصريحا وإما ضمنا‏.‏

من ذلك -على سبيل المثال- ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيميه في رسائله، وما كتبه ابن القيم في ‏"‏اجتماع الجيوش الإسلامية‏"‏ و‏"‏الصواعق المرسلة‏"‏ و‏"‏القصيدة النونية‏"‏، وصاحب ‏"‏العقيدة الطحاوية‏"‏، وشارحها‏.‏‏.‏‏.‏ وغير ذلك من كتب أهل السنة والجماعة‏.‏

3- وأما نسبته هذا القول إلى الإمام أحمد وابن كثير وأنهما من جملة من يقول بأن آيات الصفات من المتشابه؛ فهي نسبة كاذبة وفرية خاطئة؛ لأن هذين الإمامين في طليعة من يثبت الصفات على حقيقتها، ويؤمن بما دلت عليه الآيات الواردة فيها، وأنها من المحكم الذي يعلم معناه ويفسر، لا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله‏.‏


وإليك ماقاله الائمة :

أ- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب ‏"‏العقل والنقل‏"‏ ‏(‏1/204‏)‏‏:‏

‏"‏وأما على قول أكابرهم‏:‏ إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمها إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها فهو ما يوجب صرفها عن ظواهرها؛ فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ؛ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، إذا كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا؛ فأشرف ما فيه –وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمرا ونهيا ووعدا وتوعدا، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر– لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين‏"‏ انتهى‏.‏

وقال رحمه الله في الرسالة المسماه ب- ‏"‏الإكليل في المتشابه والتأويل‏"‏‏:‏

‏"‏وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله؛ فنقول‏:‏ ما الدليل على ذلك؛ فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأئمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعل أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات‏:‏ تمر كما جاءت ونهوا عن تأويلات الجهمية، وردوها، وأبطلوها، التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بيِّنة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية، ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏فهذا اتفاق من الأئمة على أنهم يعلمون معنى هذا المتشابه، وأن لا يسكت عن بيانه وتفسيره، بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة؛ من غير تحريف له عن مواضعه، أو إلحاد في أسماء الله وآياته‏"‏ انتهى باختصار‏.‏

هذا ما حكاه شيخ الإسلام عن الأئمة أنهم لا يجعلون نصوص الصفات من المتشابه الذي لا يفهم معناه ويجب تفويضه، بل كانوا يعلمون معاني الصفات، ويفسرونها، وإنما يفوضون كيفيتها إلى الله تعالى‏.‏ وهذا الإمام مالك وغيره من الأئمة يقولون‏:‏ ‏"‏الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏"‏‏.‏ والنقولات عن الإمام أحمد في مثل هذا كثيرة معلومة في كتب أهل السنة‏.‏

ب- وإليك ما قاله ابن كثير الذي عده البهنساوي من جملة القائلين بأن آيات الصفات من المتشابه؛ قال في ‏"‏تفسيره‏"‏ ‏(‏1/220‏)‏ ما نصه‏:‏

‏"‏وأما قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏؛ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح‏:‏ مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت؛ من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله؛ فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة؛ منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري؛ قال‏:‏ من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلاله، ونفى عن الله تعالى النقائص؛ فقد سلك سبيل الهدى‏"‏‏.‏ انتهى كلامه رحمه الله‏.‏

وقوله‏:‏ ‏"‏إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل‏"‏؛ يريد به الرد على المعطلة والمشبهة‏.‏ فقوله‏:‏ ‏"‏إمرارها كما جاءت‏"‏‏:‏ ردا على المعطلة الذين يحرفونها عما دلت عليه من المعاني الحقيقية إلى معان باطلة‏.‏ وقوله‏:‏ ‏"‏من غير تكييف‏"‏‏:‏ ردا على الممثلة الذين يشبهون الله بخلقه والله أعلم‏.‏

ثانيا‏:‏

خلط البهنساوي في معنى التفويض ، حيث قال :

‏"‏إن معناه في اللغة العربية عدم التأويل والتعطيل، وترك الأمر إلى الله تعالى‏"‏‏.‏

- فتفسيره التفويض بأنه ترك التأويل والتعطيل تفسير ناقص؛ لأن معناه الحقيقي هو عدم التعرض لتفسير النصوص وبيان معناه الحقيقي، لا أنه ترك التأويل والتعطيل فقط‏.‏ فالسلف ومن سار على نهجهم يفسرون آيات الصفات، ويبينون معناها، ويردون التأويل والتعطيل، ولا يكونون بهذا مفوضين؛ لأن المفوض هو الذي يجحد معناها الذي تدل عليه، ويظن أن لها معنى لا يعلمه إلا الله، وهذا مذهب باطل لا تجوز نسبته إلى السلف كما توهمه الكاتب حين قال‏:‏

‏"‏والشيخ حسن البنا عندما أشار إلى التفويض؛ قال‏:‏ إنه عقيدة السلف‏"‏‏.‏

فقد أخطأ حسن البنا وأخطأ الكاتب في نسبته هذا المذهب الباطل إلى السلف‏.‏

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رد هذه النسبة الباطلة في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏5/9‏)‏ ما نصه‏:‏

‏"‏فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف إنما أوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث؛ من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ‏}‏، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات‏"‏ انتهى‏.‏

ثم من عدم تأمل البهنساوي وتناقضه العجيب أن يحاول التفريق بين التفويض وأهل التفويض، فيقول‏:‏

‏"‏إن التفويض في اللغة عدم التأويل والتعطيل، وترك الأمر إلى الله‏"‏‏.‏ وأما أهل التفويض عنده‏:‏

‏"‏فهم فئة معلومة تعارفوا على تأويل آيات الصفات، وهؤلاء يخالفون السلف‏"‏‏.‏

وقد تناقض في هذا مع نفسه، حيث قال في الأول‏:‏ ‏"‏إن التفويض معناه ترك التأويل‏"‏، وقال في الآخر‏:‏ ‏"‏إن أهل التفويض فئة تعارفوا على تأويل الصفات‏"‏‏.‏

فكيف يكون هؤلاء أهل تفويض وهم متعارفون على تأويل الصفات، وأنت تقول‏:‏ إن التفويض هو ترك التأويل‏؟‏‏!‏ كيف يكون التأويل تفويضًا وتركه تفويضا‏؟‏‏!‏

ثالثا:‏


نقل البهنساوي عبارة الشيخ حسن البنا في موضوع التوسل حيث قال‏:‏

‏"‏والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة‏"‏‏.‏

ثم نقل قول المعترضين على هذه العبارة، حيث قالوا بأنها توقع في الشرك الصريح، ثم قال‏:‏ ‏"‏ليس صحيح أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدي إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه فهو مشرك يقتل ردة كما يقولون‏"‏‏.‏

- والجواب عن ذلك‏:‏

1- قول الشيخ حسن البنا بأن التوسل إلى الله بأحد خلقه خلاف فرعي وليس من مسائل العقيدة قول ظاهر البطلان؛ لأن الدعاء من صميم العقيدة، بل هو أعظم أنواع العبادة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الدعاء هو العبادة‏)‏ ‏,‏ قد سماه الله دينًا، وأمر بإخلاصه له؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏}‏‏.‏ وسماه عبادة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏‏.‏

وكيفية الدعاء لا خلاف فيها بين أهل العلم، وهى أن ندعو الله سبحانه مباشرة؛ من غير واسطة أحد، فالله قال‏:‏ ‏{‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏}‏ ولم يقل‏:‏ ادعوني بواسطة أحد من خلقي‏.‏

فالتوسل بذات المخلوق أو بحقه أو بجاهه هو إقسام على الله عز وجل بأحد خلقه، وهو مبتدع محدث، وهو بالتالي وسيلة إلى الشرك بتلك الواسطة كما فعل المشركون الأولون الذين قال الله فيهم‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى‏}‏‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ‏}‏‏.‏

ففي البداية يسألون الله بحقهم وبجاههم، ثم ينتهي بهم الأمر إلى أن يتقربوا إليهم بأنواع العبادة، ويطلبوا منهم المدد والشفاعة؛ كحال عباد القبور اليوم‏.‏

2- قول البهنساوي‏:‏ ‏"‏ليس صحيحًا أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدى إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه؛ فهو مشرك يقتل ردة‏"‏‏.‏

نقول‏:‏ هذا مغالطة وجحود للواقع، والتوسل بالمخلوق أدى إلى الشرك بالمتوسل به، وما يفعل عند قبور الأولياء اليوم -أو من يُظَنُّ أنهم أولياء- أكبر شاهد على ذلك، ومن أثبت الوسائط بين الله وبين خلقه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإجابة الدعوات؛ فهو مشرك يقتل ردة‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/124‏)‏‏:‏

‏"‏فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛ مثل أن يسألهم‏:‏ غفران الذنب، هداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات؛ فهو كافر بإجماع المسلمين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال ‏(‏1/146‏)‏‏:‏ ‏"‏وإن أثبتهم وسائط بين الله وبين خلقه؛ كالحجاب الذي بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فالله إنما يهدي خلقه ويرزقهم بتوسطهم، فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك؛ لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج، فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه؛ فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب، فإن تاب؛ وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون، شبهوا المخلوق بالخلق، وجعلوا لله أندادا، وفي القرآن من الرد على هؤلاء ما لم تتسع له هذه الفتوى‏"‏ انتهى‏.‏

رابعا‏:‏

نسب البهنساوي لبعض الأئمة أنهم يجوزون التوسل بالأنبياء، حيث قال‏:‏


‏"‏قال جمهور من الفقهاء إنه يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين حال حياتهم وبعد مماتهم؛ قاله مالك والسبكي والكرماني والنووي والقسطلاني والسمهودي وابن الحاج وابن الجزري‏.‏ فقد روي أن مالك رحمه الله سأله أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس، فقال‏:‏ يا أبا عبد الله‏:‏ أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو أم استقبل القبلة وأدعو‏؟‏ فقال له مالك‏:‏ ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، بل استقبل واستشفع به؛ فيشفعه الله‏"‏ انتهى كلامه‏.‏

- ونقول أولا‏:‏ اما التوسل بالأحياء‏:‏ إن كان المراد به التوسل بدعائه؛ فهو جائز، وإن كان المراد به التوسل بذواتهم أو بحقهم أو جاههم؛ فهو غير جائز، وقد بيناه فيما سبق‏.‏

وأما التوسل بالأموات؛ فلا يجوز بحال من الأحوال، وقد عدل عمر بن الخطاب والصحابة معه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بدعاء عمه العباس رضي الله عنه في قصة الاستسقاء، وما فعلوا ذلك إلا لعلمهم أن التوسل بالميت لا يجوز‏.‏

ونقول ثانيا‏:‏ ما نسبته إلى الإمام مالك من إجازة التوسل اعتمادا على القصة التي ذكرتها له مع المنصور؛ فهو باطل من أساسه؛ لأن الحكاية المذكورة مكذوبة على مالك، ومالك وغيره من الأئمة يرون أن الرجل إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو لنفسه؛ فإنه يستقبل القبلة‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/353‏)‏‏:‏

‏"‏والحكاية التي تذكر عن مالك أنه قال للمنصور لما سأله عن استقبال الحجرة، فأمره بذلك، وقال‏:‏ ‏"‏هو وسيلتك ووسيلة آبيك آدم‏"‏‏:‏ كذب على مالك، ليس له إسناد معروف، فهو خلاف الثابت المنقول عنه بأسانيد الثقات من كتب أصحابه‏"‏ انتهى‏.‏

أما بقية الذين نسبت إليهم القول بجواز التوسل بالصالحين بعد موتهم؛ فإن صح ذلك عنهم؛ فقد أخطئوا وخالفوا الأدلة وحينئذ لا عبرة بقولهم، وإن العبرة بقول من يوافق الدليل‏.‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/318‏)‏‏:‏

‏"‏فأما المتوسل بذاته ‏(‏أي‏:‏ النبي صلى الله عليه وسلم‏)‏ في حضوره أو مغيبه أو بعد موته -مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم-؛ فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين، بل عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان ومن بحضرتهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا؛ استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيا؛ كالعباس، وكيزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا في هذه الحال بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره، بل عدلوا إلى البدل؛ كالعباس، وكيزيد، بل كانوا يصلون عليه في دعائهم، وقد قال عمر‏:‏

‏"‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا؛ فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا؛ فاسقنا‏"‏‏.‏ فجعلوا هذا بدلا عن ذلك لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه، وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ويقولوا في دعائهم في الصحراء بالجاه ونحو ذلك من الألفاظ التي تتضمن القسم بمخلوق على الله عز وجل أو السؤال به، فيقولون‏:‏ نسألك أو نقسم عليك بنبيك أو بجاه نبيك ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس‏"‏ انتهى‏.‏

والحاصل أن التوسل المشروع هو التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا‏}‏، وكذا التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة؛ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا‏}‏ الآية، وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، ففرج عنهم، وكذا التوسل بدعاء الصالحين الأحياء، كما توسل الصحابة بدعاء العباس ويزيد بن الأسود في الاستسقاء‏.‏

أما التوسل بالأموات والغائبين؛ فإنه ممنوع غير مشروع، ومن أجازه مردود عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من أحدث في آمرنا ما ليس فيه فهو رد‏)‏‏.‏

والله اعلم‏.‏

خامسا ‏:‏

نقل البهنساوي مقاطع من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من فتاويه متفرقة في موضوع التوسل، ‏ واستنتج منها أن الشيخ لا يقول بكفر المتوسل إلى الله بالأشخاص، بل نسب إليه أنه يقول بجواز التوسل، ولم ينقل هذه النقولات أيضا بأمانة، بل نقلها ناقصة مبتورة، وهذا مما يتنافى مع أمانة العلم، وإليك بيان ذلك‏:‏

1- قال‏:‏ ‏"‏والإمام ابن تيمية لا يقول بكفر من توسل بالدعاء، مع إنكاره لأكثره، فقد قال‏:‏ ‏(‏يقول بعضهم إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلانا؛ فإنك تجده، أو توجه إلى ضريحه خطوات وناده؛ يقض حاجتك، وهذا غلط لا يحل فعله‏)‏‏.‏ ويقول‏:‏ ‏(‏والعجب من ذي عقل سليم يستوصي من هو ميت؛ يستغيث به ولا يستغيث بالحي الذي لا يموت، ويقوي الوهم عنده أنه لولا استغاثته بالشيخ الميت؛ لما قضيت حاجته، فهذا حرام فعله‏)‏‏"‏‏.‏

هكذا ساق البهنساوي هذا النقل عن الشيخ ليستشهد به على أنه لا يقول بكفر المتوسل في الدعاء، ولعله أخذ هذا من قول الشيخ‏:‏ ‏"‏وهذا غلط لا يحل فعله‏"‏، ومن قوله‏:‏ ‏"‏فهذا حرام فعله‏"‏‏.‏


وتعقيبنا على هذا من وجهين‏:‏ ‏


الوجه الأول‏:‏ أن كلام الشيخ هذا في حق المستغيث بالأموات، وليس هو في التوسل في الدعاء كما ظن البهنساوي، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر، وكفر بالله عز وجل؛ لأن الاستغاثة نوع من العبادة، وصرفها لغير الله شرك أكبر عند الشيخ وغيره‏.‏


الوجه الثاني:‏ ‏ أن الشيخ ذكر هذا الكلام تمثيلا لما فعله المشركون، وهو تابع لكلام سابق عليه قطعه البهنساوي وأخذ ما يراه صالحا له فقط، ونحن نسوق كلام الشيخ بكامله حتى يتضح المقصود‏:‏

قال رحمه الله‏:‏

‏"‏والأسباب التي يفعلها العباد مما أمر الله به وأباحه؛ فهذا يسلك، وأما ما ينهى عنه نهيًا خالصا، أو كان من البدع التي لم يأذن الله بها؛ فهذا لا يسلك؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏.‏ بين سبحانه ضلال الذين يدعون المخلوق من الملائكة والأنبياء وغيرهم، المبيِّن أن المخلوقين لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ثم بين أنه لا شركة لهم، ثم بين أنه لا عون له ولا ظهير لأن أهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلاناً‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ الخ الكلام الذي نقله البهنساوى‏.‏

ثم قال الشيخ‏:‏ ‏"‏وإن كان من هؤلاء الداعين لغير الله من يرى صورة المدعو أحيانا؛ فذلك شيطان تمثل له، ونظير هذا قول بعض الجهال من أتباع الشيخ عدي وغيره‏:‏ كل رزق لا يجيء على يد الشيخ لا أريده، والعجب من ذي عقل سليم يستوصي‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ إلى آخر ما نقله البهنساوي‏.‏ وبسياق كلام الشيخ بتمامه اتضح مقصده، وأنه في موضوع الشرك الأكبر لا في موضوع التوسل في الدعاء‏.‏

2- قال البهنساوي‏:‏ ‏"‏وعن التوسل بمخلوق إلى الله تعالى قال ابن تيمية‏:‏ ‏(‏ولو قال قائل لمن يستغيث به‏:‏ أسألك بفلان أو بحق فلان؛ لم يقل أحد‏:‏ إنه استغاث بما توسل به، بل إنما استغاث بمن دعاه وسأله‏)‏‏"‏‏.‏

ثم علق البهنساوي بقوله‏:‏ ‏"‏والمعنى أنه يكون قد استغاث بالله وليس المخلوق الذي توسل به إلى الله؛ لهذا قال‏:‏ لا وجه لتكفير من قال بالتوسل سالف الذكر لأنها مسألة خفية، وأدلتها ليست جلية وظاهرة‏.‏ ولكن ابن تيمية يرى أن هذا النوع من التوسل جائز إن كان توسلا بالأنبياء وغير جائز لمن عداهم‏"‏ انتهى‏.‏

وهذا النقل كسابقه، أورده البهنساوي في غير موضعه، ولم يورده بكامله حتى يعرف مراد الشيخ منه، وذلك أن هذا الكلام ذكره الشيخ في سياق جواب عن سؤال حاصله‏:‏ هل الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل إلى الله به شيء واحد أو بينهما فرق‏؟‏ وأول الجواب هو بهذا النص‏:‏

‏"‏الحمد لله رب العالمين، لم يقل أحد من علماء المسلمين إنه يستغاث بشيء من المخلوقات في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى، لا بالنبي ولا بملك، ولا بصالح، ولا غير ذلك، بل هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز إطلاقه، ولم يقل أحد‏:‏ إن التوسل بنبي هو استغاثة به بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور،؛ كقول أحدهم‏:‏ أتوسل إليك بحق الشيخ فلان، أو بحرمته، أو أتوسل إليك باللوح والقلم أو الكعبة، أو غير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم؛ يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور؛ فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالب منه وسائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه شيئا ولا يسأل، وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ولو قال قائل لمن يستغيث به‏:‏ أسألك بفلان أو بحق فلان‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ إلى آخر ما نقله البهنساوي‏.‏

فاتضح أن مراد الشيخ بيان الفرق بين التوسل والاستغاثة؛ ردًا على من سوى بينهما، وليس مراده أن التوسل بالمخلوق جائز كما توهمه البهنساوي، ونسبه إلى الشيخ بقوله‏:‏ ‏"‏ولكن ابن تيمية يرى أن هذا النوع من التوسل جائز إن كان توسلًا بالأنبياء وغير جائز لمن عداهم‏"‏‏.‏

وإليك ما قاله الشيخ في هذا الموضوع من ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏(‏1/318‏)‏‏:‏

قال رحمه الله‏:‏

‏"‏وأجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون به ويتوسلون به في حياته بحضرته؛ كما ثبت في ‏"‏صحيح البخاري‏"‏ عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال‏:‏

‏"‏اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏"‏‏.‏

والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عمر بن الخطاب قد جاء مفسرا في سائر أحاديث الاستسقاء وهو من جنس الاستشفاع به، وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏

‏"‏لكن هذا الاستسقاء والاستشفاع والتوسل به وبغيره كان يكون في حياته؛ بمعنى أنهم يطلبون منه الدعاء، فيدعو لهم، فكان توسلهم بدعائه، والاستشفاع به‏:‏ طلب شفاعته، والشفاعة دعاء فأما التوسل بذاته في حضوره أو مغيبه أو بعد موته؛ مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم؛ فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏

‏"‏وأما بعد موته؛ فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء، لا عند قبره، ولا عند غير قبره؛ كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين؛ يسأل أحدهم الميت حاجته‏"‏‏.‏

سادسًا‏:‏


يسوغ البهنساوي إدخال التصوف في منهج الإخوان المسلمين؛ تبعًا لما قاله الشيخ حسن البنا، حيث قال‏:‏ ‏


‏"‏إن منهج الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية‏"‏‏.‏

ويرد على الذين انتقدوا التصوف وقالوا إنه‏:‏ داء عضال وسم قاتل، يجب على المسلم أن يغيره بيده، أما تمجيده وأن ندعو إلى إقامة ديننا عليه؛ فلا يقبله مسلم‏.‏

يرد البهنساوي هذا الانتقاد بأن مراد حسن البنا هو التصوف الذي يتفق مع تصوف إبراهيم بن أدهم، وليس مراده بالتصوف التصوف المذموم، ثم ينقل قطعة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان آراء الناس في الصوفية، وأن الصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخر ما نقله‏.‏

وتعقيبنا على ذلك أن نقول‏: نحن مع الذين انتقدوا حسن البنا في إدخاله الفكر الصوفي في منهج الإخوان المسلمين، وخلطه له مع الدعوة السلفية والطريقة السنية؛ لأن ذلك جمع بين المتضادات، خصوصا بالنظر إلى ما آل إليه التصوف من انحراف عن الدعوة السلفية والطريقة السنية‏.‏

ومن ناحية أخرى؛ ففي الطريقة السنية غنى عن الطريقة الصوفية‏.‏

وأيضاً؛ التصوف المعروف الآن هو التصوف المنحرف، والشيخ حسن البنا حينما قال ذلك؛ فهو لا يعيش في زمن إبراهيم بن أدهم والجنيد والفضيل، وإنما يعيش في زمن الصوفية المنحرفين، والتصوف الموجود الآن في جميع العالم الإسلامي غالبه ليس هو تصوف ابن أدهم وأقرانه‏.‏

ومعلوم أننا إذا فتحنا الباب لهذا اللون، وأدخلناه في منهجنا؛ فإنه سيتمشى مع التصوف المعاصر، شئنا أم أبينا، وإذا كان أوائل الصوفية لم ينحرفوا عن منهج الكتاب والسنة كما قال البهنساوي؛ فهذا لا يسوغ الدعوة إلى الطريقة بعد معرفتنا لما آلت إليه من انحراف وشذوذ‏.‏

وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن أوائل الصوفية لا يؤخذ منه مدح الطريقة الصوفية والدعوة إليها، ولا ينسحب على كل الصوفية، حتى يستغل هذا الاستغلال السيئ، والشيخ تقي الدين عقب كلامه هذا الذي نقله عنه البهنساوي بقوله‏:‏

‏"‏فهذا أصل التصوف، ثم إنه بعد ذلك تشعب وتنوع‏"‏ انتهى‏.‏

هذا ما أردنا التعقيب به على كلمة المستشار سالم البهنساوي لأجل بيان الحق، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏





تعقيب وبيان‏(3)


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏

وبعد‏:‏

فقد اطلعت في ‏"‏مجلة الدعوة‏"‏ ‏(‏العدد 925 – الصادر في يوم الاثنين 13 ربيع الآخر 1404هـ‏)‏ على مقال لفضيلة الشيخ سالم البهنساوي يعقب به على مناقشتي له في موضوع الصفات، والتي سبق نشرها في ‏"‏مجلة الدعوة‏"‏ ‏(‏في العددين 916 و917‏)‏، ووجدت تعقيب فضيلته يتكون من جزئين‏:‏


الجزء الأول‏:‏ يتعلق بكتاب ‏"‏الجماعات الإسلامية‏"‏ وما ذُكِر فيه عن الشيخ حسن البنا، وهذا لا شأن لي به‏.‏


الجزء الثاني:‏ يتعلق بمناقشتي له، وهذا ما سأعلق عليه على النحو التالي‏:‏

1- لا يزال فضيلته مصرا على أن التفويض في الصفات معناه ترك تأويلها وتعطيلها فقط‏.‏

- وقد بيَّنا أن هذا خطأ، وأن تفويض نصوص الصفات هو جحد ما تدل عليه من المعاني الحقيقية، وتفويض تفسيرها وبيان المراد منها إلى الله تعالى؛ كما نقله فضيلته عن السيوطي أنه قال‏:‏ ‏"‏ومن المتشابه آيات الصفات؛ نحو‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏، ‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏}‏، وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد إلى الله تعالى، ولا نفسرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها‏"‏‏.‏

فهذه الجملة التي نقلها هو عن السيوطي تحدد معنى التفويض، لكن السيوطي أخطأ في نسبة هذا المذهب إلى السلف وأهل السنة والحديث؛ لأن هذا مذهب بعض الخلف، أما السلف؛ فكما نقل فضيلته أيضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية من قوله‏:‏ ‏"‏ما أخبر به الرب عن نفسه؛ مثل استوائه على عرشه، وسمعه، وبصره، وكلامه، وغير ذلك؛ فإن كيفيات ذلك لا يعلمها إلا الله؛ كما قال ربيعة بن عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وسائر أهل العلم، وكذلك سائر السلف؛ كابن الماجشون، وأحمد بن حنبل، وغيرهما يبينون أن العباد لا يعلمون كيفية ما أخبر الله به عن نفسه، فالكيف هو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله، وأما نفس المعنى الذي بينه الله؛ فيعلمه الناس، كل على قدر فهمه؛ فإنهم يفهمون معنى السمع، ومعنى البصر، وأن مفهوم هذا ليس مفهوم هذا، ويعرفون الفرق بينهما‏"‏‏.‏

فهذا النقل الذي نقله فضيلته عن شيخ الإسلام يحدد بدقة مذهب السلف في الصفات، وأنهم يعلمون معانيها، ويؤمنون بها، ولا يفوضونها، بل يثبتونها على حقيقتها اللائقة بجلال الله‏.‏ ومن العجيب أنه جمع بين هذين النقلين المتضادين عن السيوطي وعن تقي الدين، ولم يتنبه لذلك‏!‏‏!‏ وليس هذا شان الباحث‏.‏

2- ما نقله فضيلته عن الشيخ ناصر الدين الألباني أنه علق على قول شارح الطحاوية‏:‏ ‏"‏ليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلك‏,‏ وأن المخلوقات داخل ذاته المقدسة‏"‏ ‏,‏ حيث قال الألباني‏:‏ ‏"‏وهو من التأويل الذي ينقمه الشارح‏,‏ مع أنه لا بد منه أحيانا‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

- فالجواب عنه‏:‏ أن هذا ليس من التأويل كما توهمه الشيخ الألباني؛ لأن الإحاطة لها معان كثيرة، ذكرها الراغب في ‏"‏مفرداته‏"‏ ‏(‏ص 135‏)‏؛ منها أنها تستعمل بمعنى العلم؛ نحو‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا‏}‏، وقوله عز وجل‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ قال الراغب‏:‏ ‏"‏والإحاطة بالشيء علما هي أن تعلم‏:‏ وجوده، وجنسه، وكيفيته، وغرضه المقصود به وبإيجاده، وما يكون به ومنه، وذلك ليس إلا لله تعالى‏"‏ انتهى‏.‏

3- يقول أيضا عن الشيخ الألباني‏:‏ ‏"‏إنه لا يعتبر التوسل بحق الأنبياء وجاههم من العقيدة‏"‏‏.‏ وهو يريد بذلك أن يسوغ قول الشيخ حسن البنا‏:‏ إن التوسل بالمخلوق في الدعاء أمر فرعي‏.‏

والواقع أن الشيخ الألباني لا يقصد ذلك، وإنما يقصد أن التوسل بحق الأنبياء وجاههم ليس مما يجوز عمله واعتقاده؛ لأنه بدعة؛ لأنه عدد قبله أشياء هي من مسائل العقيدة قد ذكرها شارح ‏"‏الطحاوية‏"‏؛ مثل اعتقاد أن القرآن كلام الله، وأن الله مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وإثبات الفوقية لله، وأن الإيمان تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وجواز الاستثناء في الإيمان، ثم ذكر التوسل بحق الأنبياء وجاههم، فقال‏:‏ ‏"‏المسألة السابعة‏.‏‏.‏‏.‏ ذهب شارح ‏"‏الطحاوية‏"‏ تبعا لإمامة أبي حنيفة وصاحبه إلى كراهة التوسل بحق الأنبياء وجاههم‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏

إلى أن قال‏:‏ ‏"‏فهذه سبع مسائل هامة؛ كلها في العقيدة؛ إلا الأخيرة منها‏"‏ فهو يريد أن الأخيرة ليست من العقيدة، ولا من الفروع؛ لأنها بدعه لأنه قال‏:‏

‏"‏وهذا –يعني‏:‏ مسألة التوسل– مما خالف فيه الكوثري إمامه أبا حنيفة؛ اتباعا لأهواء العامة، ونكاية بأهل السنة‏"‏‏.‏

4- نقل جملة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهى قوله‏:‏ ‏"‏يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلانا؛ فإنك تجده، أو توجه إلى ضريحه خطوات وناده؛ يقض حاجتك‏.‏ وهذا غلط لا يحل فعله‏"‏، ثم قال بعد سياق هذه الجملة‏:‏

‏"‏فالإمام ابن تيمية يخطئ هذا ولا يُحِلِّه، ولكنه لا يرمي صاحبه بالكفر، ولو كان ذلك من الشرك الصريح؛ لصرح بذلك‏"‏‏.‏ – وهو يريد بها أيضا تسويغ قول الشيخ البنا‏:‏ ‏"‏إن التوسل بالمخلوق في الدعاء أمر فرعي‏"‏‏.‏


وجوابنا عن ذلك من وجهين‏:‏ ‏

أولا :‏ إن هذا المذكور ليس توسلا، وإنما هو استغاثة بالأموات، حيث يقول‏:‏ ‏"‏توجه إلى ضريحه خطوات، وناده؛ يقض حاجتك‏"‏، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر‏.‏

ثانيا :‏ إن الشيخ قد صرح بأن هذا شرك، ولو أن فضيلة الشيخ البهنساوي فتح عينه على الكلمة التي قبل الجملة التي نقلها؛ لوجد ذلك حيث قال شيخ رحمه الله‏:‏ ‏"‏لأن أهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة؛ استوص الشيخ فلانا‏"‏‏.‏

فأي تصريح أكثر من ذلك‏؟‏

5- ختم مقالته بالدعوة إلى تعاون المسلمين فيما اتفقوا عليه، وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه‏.‏ ‏


- وهذه الدعوة يمكن أن ينادي بها أي مخالف، ولو عظمت مخالفته؛ كالرافضة ونحوهم، لكنها لا تجدي مع البقاء على المذاهب الباطلة‏.‏

وكان الأحرى بفضيلته أن ينادي بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ونبذ التعصب للمذاهب الباطلة، وقد قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً‏}‏‏.‏
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

حسن البنا عقيدته سلفية و لم يأت حسن البنا بشئ جديد بل قال ما قاله علماء قبله لا يجرؤ أحد أن يتهمهم أن لديهم خلل في عقيدته

اما أقوال الوهابيين في حسن البنا لا يعتد بها بل هي مدرسة تبدع كل من لا يوافقها

توفيق43
2014-02-23, 22:48
و هل علي اتباعه لمجرد أنه اجتهد رغم أنه أخطأ؟ هل أقرأ كتبه و رسائله رغم أنها مليئة بالأخطاء؟ قرأها قبلي مختصون و أوضحوا الأخطاء التي وقع فيها بالدليل خاصة أن بعضها متعلق بالعقيدة، لا أدر لماذا تصرون على اتباعه رغم اعترافكم بأخطائه....هدانا الله و إياكم.

انت تحكم عليه فقط من خلال ما قاله مخالفوه بل معارضوه و هذا لم يقل به احد

عندما تتخذ موقفا ثم تدعوا اليه وجب عليك أن تتأكد مما تقول
نعم قد تتخذ موقفا لنفسك حرا لها أما أن تنشر أن عقيدة البنا فيها خلل فأنت محاسب على ذلك
سؤال هل قرأت ردود الإخوان على هذه الاتهامات ؟

*الامبراطورة*
2014-02-24, 17:43
بارك الله فيك

Mr-djz
2014-02-27, 20:03
بارك الله فيك أخي المشرف جمال باهي وجزاك الله خيرا لدفاعك عن المنهج الصحيح للسنة هذا المنهج الذي صارت بعض الحركات المتطرفة في الحجاز تجعله حكرا عليها بعد ان ادخلوا عليه الكثير من الغلو والتطرف وصاروا يكفرون ويبدعون كل من رفض هذا الضلال الذي ادخلوه. حمى الله الاسلام من شرورهم وجعل كيدهم في نحورهم.
أخي هداك الله اياك أن تتهم أناس و أنت لا تمتلك اي دليل على ما تقول لأن الله سيسالك يوم القيامة
اخي اولا ليس كل علماء الحجاز على منهج واحد ..فيوجد اهل الضلال و التكفير و يوجد علماء السنة الحق و من بينهم العلامة ابن باز و ابن عثيمين و الغديان و صالح الفوزان و يحي النجمي و ربيع ابن هادي و عبد المحسن العباد و غيرهم رحمهم الله و حفظ الأحياء منهم ...فلهذا لا تعمم و العلماء الذين ذكرتهم لك ان وجدت فتوى واحدة فقط لهم يكفرون فيها المسلمين او يخالفون منهج الرسل دلني عليها و لن تجد باذن الله و اتحداك أن تجد

Mr-djz
2014-02-27, 20:14
حسن البنا عقيدته سلفية و لم يأت حسن البنا بشئ جديد بل قال ما قاله علماء قبله لا يجرؤ أحد أن يتهمهم أن لديهم خلل في عقيدته

اما أقوال الوهابيين في حسن البنا لا يعتد بها بل هي مدرسة تبدع كل من لا يوافقها

اخي هل تعلم بانك ستسال يوم القيامة؟؟ هل أنت مستعد للجواب؟ أنت بقولك وهابية تنبز العلامة محمد ابن عبد الوهاب فهل تعرف من هو هذا العالم؟ هل خالف منهج الرسول في شيئ؟؟هل كفر المسلمين؟؟ اذا كان عند شيئ فيه محمد ابن عبد الوهاب خالف المنهج أعطينا دليل و كتب الشيخ موجودة و اتحداك ان تجد نص واحد فقط مخالف لمنهج الرسول صل الله عليه و سلم

*******ملاحظة
كلمت وهابية أطلقها أهل البدع على محمد ابن عبد الوهاب ..خافوا ان يطلقوا عليه اسم محمدين لأن اسمه محمد و محمد اسم الرسول أيضا فاطلقو عليه وهابية لأن أبوه عبد الوهاب و الوهاب هو الله ...هربو من اسم فسقطو فاسم اعظم و هو اسم الوهاب فاحذر اخي أن تكرر هذه الكلمة لأنها تحريف لاسم الله

توفيق43
2014-02-28, 00:12
اخي هل تعلم بانك ستسال يوم القيامة؟؟ هل أنت مستعد للجواب؟ أنت بقولك وهابية تنبز العلامة محمد ابن عبد الوهاب فهل تعرف من هو هذا العالم؟ هل خالف منهج الرسول في شيئ؟؟هل كفر المسلمين؟؟ اذا كان عند شيئ فيه محمد ابن عبد الوهاب خالف المنهج أعطينا دليل و كتب الشيخ موجودة و اتحداك ان تجد نص واحد فقط مخالف لمنهج الرسول صل الله عليه و سلم

*******ملاحظة
كلمت وهابية أطلقها أهل البدع على محمد ابن عبد الوهاب ..خافوا ان يطلقوا عليه اسم محمدين لأن اسمه محمد و محمد اسم الرسول أيضا فاطلقو عليه وهابية لأن أبوه عبد الوهاب و الوهاب هو الله ...هربو من اسم فسقطو فاسم اعظم و هو اسم الوهاب فاحذر اخي أن تكرر هذه الكلمة لأنها تحريف لاسم الله

إذا سألني ربي لماذا تقول الوهابية
أقول له الوهابية حركة إصلاحية قام بها محمد بن عبد الوهاب لإصلاح المجتمع و اعادته للإسلام


قل لي الآن :اين هو التنابز في هذا

كلمت وهابية أطلقها أهل البدع على محمد ابن عبد الوهاب

انت مخطئ
كلمة وهابية اطلقها كل من يهتم بالحركات الإسلامية لتعريف ما حدث في نجد من قيام دعوة لإصلاح المجتمع لها نظرتها الخاصة في إصلاح المجتمع تختلف عن نظرة الحركات الإسلامية الأخرى في كيفية الإصلاح رغم أن كلهم يعتبرون الكتاب و السنة بفهم السلف كمرجعية لهم

توفيق43
2014-02-28, 00:16
أخي هداك الله اياك أن تتهم أناس و أنت لا تمتلك اي دليل على ما تقول لأن الله سيسالك يوم القيامة
اخي اولا ليس كل علماء الحجاز على منهج واحد ..فيوجد اهل الضلال و التكفير و يوجد علماء السنة الحق و من بينهم العلامة ابن باز و ابن عثيمين و الغديان و صالح الفوزان و يحي النجمي و ربيع ابن هادي و عبد المحسن العباد و غيرهم رحمهم الله و حفظ الأحياء منهم ...فلهذا لا تعمم و العلماء الذين ذكرتهم لك ان وجدت فتوى واحدة فقط لهم يكفرون فيها المسلمين او يخالفون منهج الرسل دلني عليها و لن تجد باذن الله و اتحداك أن تجد

دلنى على عالم من علماء الحجاز من دعاة الضلال و التكفير
أما ماذكرتهم من علماء السنة ، فعلماء السنة ليسوا محصورين فمن اتبع مدرسة محمد الن عبد الوهاب في التغير فعلماء الإخوان و التبليغ و كثير آخرون من علماء السنة رغم مخالفته لآراء علماء الحجاز

موسى النايلي
2014-02-28, 00:36
السلام عليكم بارك الله فيكم

tarek.const
2014-02-28, 09:45
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ رَبِيعَةَ ابْنِ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

""الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ""

- حديث صحيح رواه مسلم

باهي جمال
2014-03-08, 08:17
دلنى على عالم من علماء الحجاز من دعاة الضلال و التكفير
أما ماذكرتهم من علماء السنة ، فعلماء السنة ليسوا محصورين فمن اتبع مدرسة محمد الن عبد الوهاب في التغير فعلماء الإخوان و التبليغ و كثير آخرون من علماء السنة رغم مخالفته لآراء علماء الحجاز


بارك الله فيك

بعض المتدينين ضيقوا مجال ومفهوم السنة حتى كادوا يخرجون عموم امة محمد من ملة الاسلام والعياذ بالله

Mr-djz
2014-03-11, 07:25
بارك الله فيك

بعض المتدينين ضيقوا مجال ومفهوم السنة حتى كادوا يخرجون عموم امة محمد من ملة الاسلام والعياذ بالله

السلام عليكم...
اخي انا لم أحصر العلماء كما زعم الأخ..بل قلت من بينهم يعني يوجد الكثير و الحمد لله و علماء التكفر أيضا موجودين و من بينهم http://www.youtube.com/watch?v=3lsjirkO4Co

Mr-djz
2014-03-11, 07:31
إذا سألني ربي لماذا تقول الوهابية
أقول له الوهابية حركة إصلاحية قام بها محمد بن عبد الوهاب لإصلاح المجتمع و اعادته للإسلام


قل لي الآن :اين هو التنابز في هذا
انت مخطئ
كلمة وهابية اطلقها كل من يهتم بالحركات الإسلامية لتعريف ما حدث في نجد من قيام دعوة لإصلاح المجتمع لها نظرتها الخاصة في إصلاح المجتمع تختلف عن نظرة الحركات الإسلامية الأخرى في كيفية الإصلاح رغم أن كلهم يعتبرون الكتاب و السنة بفهم السلف كمرجعية لهم


...وهابة نبز لمحمد ابن عبد الوهاب ......هل يجوز تحريف اسم من اسماء الله؟؟؟ الوهاب---> وهابية؟؟؟؟؟

Mr-djz
2014-03-11, 07:33
دلنى على عالم من علماء الحجاز من دعاة الضلال و التكفير
أما ماذكرتهم من علماء السنة ، فعلماء السنة ليسوا محصورين فمن اتبع مدرسة محمد الن عبد الوهاب في التغير فعلماء الإخوان و التبليغ و كثير آخرون من علماء السنة رغم مخالفته لآراء علماء الحجاز
تفضل اخي http://www.youtube.com/watch?v=3lsjirkO4Co

توفيق43
2014-03-16, 23:54
تفضل اخي http://www.youtube.com/watch?v=3lsjirko4co

ماذا تستغرب في الفديوا
طلب من الآباء ما طلبالرسول سلم الله عليه و سلم أن يتربوا تربية جهادية
لكن العلماء الآن كثير منهم لا يتكلم عن هذا الجانب حتى اصبح الشباب المسلم يجلس أمام المرآة ساعات قبل الخروج ، يجرحه الحرير و يزكمه العليل

Mr-djz
2014-03-17, 18:48
ماذا تستغرب في الفديوا
طلب من الآباء ما طلبالرسول سلم الله عليه و سلم أن يتربوا تربية جهادية
لكن العلماء الآن كثير منهم لا يتكلم عن هذا الجانب حتى اصبح الشباب المسلم يجلس أمام المرآة ساعات قبل الخروج ، يجرحه الحرير و يزكمه العليل

هههه قبح الله الهوى ...سمعت الكلمة الأولى و أسرعت في كتابة التعليق..أكمل الفيديو..أم أن أكملته و أخذت ما يوافق هواك؟؟

توفيق43
2014-03-18, 23:03
هههه قبح الله الهوى ...سمعت الكلمة الأولى و أسرعت في كتابة التعليق..أكمل الفيديو..أم أن أكملته و أخذت ما يوافق هواك؟؟

سمعت الديوان و هو هو عبارة على قصاصات فديوا و لا أرى فيها مخالفة للكتاب و السنة
نعم هي مخالفة لهوى العلمانيين و اشباههم

أم حميد
2014-03-30, 07:14
هذا البنا الذي أطراه صاحبه أيما إطراء أقول, قال النبي صلى الله عليه و سلم"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"و قد عاب عليه العلماء الربانيون المتبعون للمنهج الصحيح القويم الكثير مما ابتدعه في زمانه ولا تزال بدعه بعده باق اثمها ومن دعى إلى ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار تابعيه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا
قد يكون عند القارئ لما أكتي ـ ذو حماسة ـ بعض الغيرة عليه لكنني أقول إن الحق لا يعرف بالرجال و لكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق كيف و قد ابتدع الحضرة التي يعتقد عشاقها أن النبي يحضر احتفالهم المبتدع بالنبي ثم يسامحهم في ما اقترفوه من الذنوب و يقول"ـالبنا هذا رسول الله قد حضر * وسامح الكل في ما مضى و جرى
أقول "لا تكون المغفرة إلا لله عز وجل دون غيره و لو كان النبي كما قال"يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا"
و قال للوفد الذي جاءوه فقالوا "أنت سيدنا و ابن سيدنا " قال النبي"لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله " أما المولد الذي كان يحييه فبدعة لا تخفى على الصغير من الأمة فضلا عن كبيرها و لو كانت من الدين لما خفت عن الصحابة و هم أشد حبا للنبي من البنا و هم خير القرون و هم الصفوة من هذه الأمه فإما يكون البنا ببدعته على ملة أهدى من ملةالنبي أو مفتتح باب ضلال و لا يسع الموضع بذكر الكثير مما ابتدعه و لم يتبع و أضاع الدين و لم يدع إليه وللقارئ أن يرجع إلى رد أهل العلم على هذا البنا بالأدلة لبينة والله الموفق

توفيق43
2014-04-01, 22:19
هذا البنا الذي أطراه صاحبه أيما إطراء أقول, قال النبي صلى الله عليه و سلم"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد"و قد عاب عليه العلماء الربانيون المتبعون للمنهج الصحيح القويم الكثير مما ابتدعه في زمانه ولا تزال بدعه بعده باق اثمها ومن دعى إلى ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار تابعيه لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا
قد يكون عند القارئ لما أكتي ـ ذو حماسة ـ بعض الغيرة عليه لكنني أقول إن الحق لا يعرف بالرجال و لكن الرجال هم الذين يعرفون بالحق كيف و قد ابتدع الحضرة التي يعتقد عشاقها أن النبي يحضر احتفالهم المبتدع بالنبي ثم يسامحهم في ما اقترفوه من الذنوب و يقول"ـالبنا هذا رسول الله قد حضر * وسامح الكل في ما مضى و جرى
أقول "لا تكون المغفرة إلا لله عز وجل دون غيره و لو كان النبي كما قال"يا فاطمة لا أغني عنك من الله شيئا"
و قال للوفد الذي جاءوه فقالوا "أنت سيدنا و ابن سيدنا " قال النبي"لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم إنما أنا عبد فقولوا عبد الله و رسوله " أما المولد الذي كان يحييه فبدعة لا تخفى على الصغير من الأمة فضلا عن كبيرها و لو كانت من الدين لما خفت عن الصحابة و هم أشد حبا للنبي من البنا و هم خير القرون و هم الصفوة من هذه الأمه فإما يكون البنا ببدعته على ملة أهدى من ملةالنبي أو مفتتح باب ضلال و لا يسع الموضع بذكر الكثير مما ابتدعه و لم يتبع و أضاع الدين و لم يدع إليه وللقارئ أن يرجع إلى رد أهل العلم على هذا البنا بالأدلة لبينة والله الموفق

كفاكم كذبا على حسن البنا
لم يأت بشيئ بدعا
كل ما تبناه قاله قبله علماء لا يستطيع أحد اتهامهم بالبدعة او الضلال

نَبيل
2014-04-01, 23:01
أنت يا توفيق من تكذب الكذبة فيصدقها عقلك وتعمل بها جوارحك

فأحذر أن يشلك الحق يا توفيق

رَكان
2014-04-01, 23:24
و يقول"ـالبنا هذا رسول الله قد حضر * وسامح الكل في ما مضى و جرى


السلام عليكم..
نرجو الإفادة ...بمصدر موثوق يثبت قوله ...حرفيا ..

توفيق43
2014-04-02, 22:03
أنت يا توفيق من تكذب الكذبة فيصدقها عقلك وتعمل بها جوارحك

فأحذر أن يشلك الحق يا توفيق

بل انت الذي عليك أن تبصر قبل أن تتهم حسن البنا و أقرأ كتابته الرسائل و العقائد و أصول العشرين و لن تجد شيئا قاله لم يقله قبله عالم بل كل ما قاله هو من أقوال علماء فطاحل لا يجادل فيهم احد
و اني لك ناصح