المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اتقوا الله في قفة رمضان


علي خنيش
2013-12-25, 23:43
جلكم تسبون الدولة ومنكم من يرى ان الدولة سارقة و منكم من يراها مرتشية و منكم من يراها لا تقيم حدود الله، ألا عجبا لأمركم و انتم تسرقون قفة اليتامى و الأرامل و الفقراء، و الله لقد عجبت لما رأيت بأم عيني رجل أعمال و موظفين و أصحاب سيارات يتقاسمون بالقوة قفة اليتامى و الأرامل المقدرة بحوالي 3000 دج و بها سلع رديئة حتى تصبح نصف قفة مقدرة بنحو 1500 دج، بأي حق يأخذ الرجل حق اليتامى و الأرامل، و الأدهى و الأمر إن كانوا جيراننا و هذا في شهر الرحمة و الخيرات، لقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود من الريح المرسلة في رمضان و كان يجتهد فيه أكثر من غيره كما أن رسول الله عليه الصلاة و السلام أشار بالسبابة و الوسطى و قال أنا و كافل اليتيم كهاتين في الجنة و قال أيضا الساعي على اليتامى و الأرامل كالمجاهد في سبيل الله، أما بالنسبة للجار كلكم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل عن امرأة كثيرة الصلاة و الصيام و الصدقة... إلا أنها تسيء إلى جيرانها فقال هي في النار، و اخبروه عن امرأة قليلة الصلاة و الصيام و الصدقة... إلا أنها تحسن إلى جيرانها فقال هي في الجنة.
ألا تعلمون أن هذه القفة مخصصة لهؤلاء و الذين قد لا يجدون وجبة يفطرون بها أو حتى كما نقول باللهجة العامية (لا يجدون ما يكسرون به الصيام) فو الله هناك أناس في مدينة مسعد فطورهم الوحيد التمر و الحليب الذي يقدم عند صلاة المغرب في المساجد صدقوا أو لا تصدقوا، نعم إنهم الذي قال الله فيهم تحسبهم أغنياء من التعفف أما انتم فنحسبكم فقراء من الجشع و الطمع.
من أي طينة انتم؟ فو الله ما فيكم شيم العروبة و لا قيم الإسلام فماذا لو وليتم المسؤولية ما تصنعون.
الآن فقد عرفت أن بعض المسؤولين خرجوا من طينتكم ، فرفع الحق و دفن الفقير و المسكين حيا و كثرت الرشوة و كثرت معكم كل الآفات التي أنتم خريجوا مدارسها يقول المولى عز و جل: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
تعلموا القناعة فهي كنز لا يفنى و من الآن اخجلوا من حديثكم عن المسؤولين و عن الرشوة و عن الحلال و الحرام فما تفعلوه أشبه بالكفر ، لأن الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون "
أين الذين يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة، إذا لم تستحي فافعل ما شئت كيف لا تخجلون و أنتم تتدافعون عن القفة
و حتى عن المنح المدرسية التي تقدم لمساعدة الفقراء و الضعفاء لشراء بعض الأدوات المدرسية، و تحلفون بالله و تشهدون الناس على أنكم محتاجون ، و تتضرعون و تبكون كل يوم استقبال عند رئيس الدائرة إنكم لا تملكون شيئا و أنكم حفاة عراة و بعد كل توزيع للسكنات نرى جلها شاغرة.
و الله لن يسكت قلمي ، و أنا مستعد للمزيد من دعاياتكم و سفاهتكم و بهتانكم فانتم لا تملكون غير هاته الآفات، علمتم الناس حب الدنيا و الطمع و الجشع و النفاق و العصبية النتنة، بوسعكم أن تفرقوا بيني و بين كل الناس، بل أنكم فرقتم حتى بيني و بين أهلي، لكن هيهات أن تفرقوا بيني و بين قلمي.
ان الفرق بينكم و بين الدولة التي ترونها مقصرة هو أن الدولة تسعى إلى حلول لإنهاء أزمة الفقر و السكن و انتم تزيدون من هذه الأزمة لحاجة في أنفسكم أو أنفس أعداء الدين و الدولة.
أما الكبار من رجال الأعمال و أمثالهم و أصحاب 10% فليعلموا أنهم يسرقون من خزينة بيت مال المسلمين، لا عياذ إلا بالله
و سوف يسألهم كل مسلم يوم القيامة يتيم و أرملة، فقير و غني، ضعيف و قوي و عندما ينصحوا يكون ردهم أين هو الحرام الآن،
و كأن حال لسانهم يقول أين عذاب الله كما كان يقول أعداء الأنبياء و المرسلين ، يقول الله عز و جل " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين "
ربما قد جاء دوري لأقول أن الدولة لا تحسن التصرف يكلفون أصحاب التموين و التجار الغشاشين و بعض رؤساء الأحياء المنافقين لماذا لا تجند الدولة حراسا يوصلون الأمانة إلى أصحابها كحراس الامتحانات و المسابقات ، أم أن هذا شيء و ذاك شيء آخر ؟ حسبنا الله و نعم الوكيل.
اللهم اغفر لنا و ارحمنا و أهدنا إلى كل خير، تقبل الله صيامكم و قيامكم.
أخوكم خنيش علي