المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسلوب واللسان دليل على ذوق الانسان


الكوثري
2013-12-22, 13:00
إن للغة شأنا عظيما ،وإنها على ذلك من أعجب ما خلقه الله عز وجل وليست بأقل غرابة مما يحاول الانسان معرفته داخل الكون وخارج الكون ومطامح نظره في سكنى المريخ.



وإن اللغة خصيصة إنسانية مُــيِّـز بها عن سائر المخلوقين،فكانت وسائله للبيان عن ذات صدره وسر قلبه حين كان حظ الحيوان الإشارة وسائق الغرائز،واللغة هي التي استحق بها السجود من الملأ الأعلى يوم علمه الله عز وجل الأسماءفاعتلى السيادة والريادة وسمـَــى حين داخلته الروح فخف بها،ثم غلبته الطبيعة الترابية فهبط إلى محل الاستخلاف ونزل بما داخله من أثر الطين،ولأمر ما كان هذا التمازج هو سر الوُصلة بين السماء والغبراء.

وحين انتشر النوع الانساني وتفرق انتشرت معه اللغة وتفرق معه البيان، فكان لكل إنسان لغة أو لهجت يتواصل بها ،وفيها أثر بيئته وجغرافيته على لسانه ؛فكانت البرودة جسأة في الحروف حين أسالت الحرارة وألانت أسَـلَـة اللسان(ليس الغرض هنا تتبع هذه الآثار وإنما غرضي الالمام بطرف منها للتقريب).

وتفرق بنو آدم وتفرقت معهم الاهواء والمنازع،و"تبلبلت" الألسُن وتشعبت معها اللغات بقدر ما تشعب من أغراض الناطقين واللاغين،واللغة في ذلك كلِّه ملازمة له ملازمة النفَس والهواء يعبر بها عن حاجاته الضرورية الأرضية و مطالبه الكبيرة السماوية.

وكانت اللغة مظهرا من مظاهر ترقيه وتدلِّــيه، وهي في كل ذلك أشبه شيئ بطبقات الارض يستشف منها الدارس والمتأمل أدوار هذه اللغة فمن طين إلى جير ،إلى لون أخضر إلى آخر أحمر فأسود ، واللغة في كل هذا كالسُّــلَّــم الذي به تقاس به فتوح الأمة ونكباتُها ودرجاته مقياس الترقيوالتدلي،وكانت اللغة السجل الذي لا يغادر الصغيرة والكبيرة من أحوال الناطقين بها، ففيها وقارهم ومجونهم،وخفتهم ورصانتهم ،وفيها تدينهم وإلحادهم،وبجملة واحدة: اللغة تحكي أطوار الإنسان اللاغي بها والادوارالتاريخية التي مر بها.

والعربية ليست بدعا من اللغات،والعربي ليس نوعا خارقا من المخلوقات،فقد مرّا كلاهما بمحن وبلايا ،ومنح وعطايا؛وقد تعلمون أنها كانت لغة العلم ولغة التخاطب في زمنها،وقد حوى التراث المكتوب بالعربية كل ما يهجس بإنسانها والناطق بها من أول هزلها ولهوها إلى آخر نظرها وفلسفتها.

وليس يخفى على من يعيش في القرن الخامش عشر هجري/الواحد والعشرين ميلادي/ أن العربية ليس في عافيتها؛أو قل: الناطق بها ليس في عافيته،فهذه الآفاق المنفتحة الواسعة من المعارف والتواصلية مما لم يعرفه تاريخ البشرية قطّ،؛ هذا الانفتاح جعل الشعوب المتقهقرة – والناطقين بالعربية منهم- في حيرة وارتباك مما يأخذ أو يدع.. من أين يبدأ وإلى أين ينتهي، وأيهما أولى بالسبق ؟ آلقديم على علاته ؟أم الجديد على سوءاته ؟ حيرة تطبع سلوكه العام وهو (مجرور) في كل هذا بين مــن و إلى ....ليس أقطع دليلا من هذه الكتابات التي تطالعنا كل يوم ... بل كل ساعة ... بل كل حين حتى لتكاد تجزم أنه لو عُــمِّــرْتَ عمر نوح على أن تفرغ من قراءتها ما فرغت فضلا أن تدرسها حق الدرس وتمحصها ثم تنقدها فتحكم لها أو عليها من حيث الشعور وحظها من حرارة القلب أو اللغة وبيانها وأسلوبها ... الخ ...(ونظرة عجلى على قسم الخواطر مثلا وما يعج فيها من البيان عن النفوس يدرك الناظر ما أرمي إليه فكيف بالعالَم حولنا !!)

كل هذا إنْ هو إلا مدخل للحديث عن فكرة طالما أرقتني ولا تزال- وما أظنني أستطيع الفكاك منها- وهي قضية الأسلوب ولا أريد هنا الخوض في الكلام من الناحية الوصفية أو الإحصائية بقدر ما تعنيني الناحية الفنية مع الناحية التاريخية في قضية الأساليب وما كانت عليه وما هي عليه وما سوف تكون إليه ...

لأني أرى أساليب أعجمية تكتب بــ: أبجد هوّز ،وليس وراءها ما يعبر عن الناطق بها من آمال ومطالع يرمي إليها بصرُه ؛بل التقليد والاستعبادهو الغالب إنْ في الرؤية أو الخلفية التي تدل على انه ليس ثمت أصالة وحرية ،وأشرُّ ما في ذلك أنها كتبت بــ : خبر شرّق نهّر من أبجدية الجرائد والأساليب المعرّبة والمترجمة والمستهجنة ثم يقال لك سلطة رابعة وصناعة رأي عام وحشد واجتلاب لتوجيه الدفة وتكوين القيم في المجتمع ورسم السياسات ومسار تغير المجتمع وتطوره .... إلى كلام كبيريوزن بالقنطارو ليس تحته قيراط من طائل(خبّر وشرّق ونهّركناية عن اللغة الصحفية وأساليب الصحافة،والمفارقة أن نهضة العربية وارتفاع ميزان الاساليب كانت على الصحف في أول القرن العشرين ثم ما عتمت أن صارت هي مسرح العجن واللث ، وإنه ليرهقني كثيرا .. كثيرا سماع نشرات الأخبار على قنواتنا العمومية والخاصة فضلا عن الطم والرم في ورقات تباع بعشرة "ملايين" والقيمة هنا : قيمة زغدودية (http://www.youtube.com/watch?v=ykRFv_ot9qs&hd=1) !!).



أين موقع أقدامنا من هذه الجغرافيا المستطيلة وهذا السيل المتدفق من التاريخ عليها ؟!



أين بياننا العربي من البيان الانساني ؟وأين لغتنا من لغاته ؟أين عبقريتنا ونبوغنا وشخصيتنا واستقلالنا من عبقريته وشخصيته واستقلاله ؟

لا شك أن العربية مرّت بأدوار تاريخية كثيرة،ولو أننا تجوّزنا مع الحقائق وتفصيلاتها لقلنا إنها أدوار ثلاثة : 1 فدور النشأة والنمو (بصرف النظر عن الأطوارالمثلثة التي أجملها الجاحظ وفصّلها الرافعي في التأريخ للغة؛ولغة قرش قبل اكتمالهاوقيامهاعلى ساقهاعلى وجه أخص

وإنما أعني الأدوار الطبيعية التي يمر بها كل حي نام)،ثم 2 دور الكمال والسمو(وهو الذي كان قُبيْل نزول القرآن وكان مزامنا له،وهو الذي سمّاه المفكر الكبير مالك بن نبي بالظاهرة القرآنية )، ثم 3 دور التراجع والخفوت، وليس دورٌمنها بأطول عمُرا من دور، فعمر التاريخ ليس هو عمُر الإنسان، واللغة فيها معنى الخلود حين كان الانسان محل الفناء؛خصوصا اللغة العربية واللغات على كل حال أضرب في التاريخ بعرق القدم من الإنسان.
وإذا كان الدين قديم في النوع البشري قدم اللغة والبيان فكان لابد من ظهور أثره في اللغة ومن ممازجته لها في كل أطوارها–لا يشبه هذا التلازم في القدمة إلا ملازمة الفنون للديانات عبر التاريخ- وههنا ما انفردت به العربية عن سائر اللغات،فقد جمع عليها الإسلام الرؤية الكونية الوجودية،وأزال عنها حيرة المتحيِّر وشك المتشكِّك ،وتركها على المحجة البيضاء ،ولأمر مّــا كانت معجزة الإسلام ونبي الإسلام معجزة لغوية أو معجزةبيانية بتعبير علماء الكلام،معجزة بيانية خالدة بعد صاحبهاعليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهذا شيئ لم تعهده الديانات السماوية السابقة فضلا عن ديانات أرضية بشرية،وإنه لا يزال هذا الكتاب المعجزة بأيدي الناس غضا طريا كما نزل،فإذا تقرر هذا – وإنه لحق ومقرر إن شاء الله- فقابله أنت بلغات أخرى وأساليب تلك الأخريات وبالخصوص الفرنسية والانجليزية ؛والاسبانية إلا قليلا رغم كثرة الناطقين بها وللعلاقة بينها وبين العربية وتأثيرها فيها وفي تراثها الأدبي والعلمي والفلسفي من أيام الأندلس وما عرف الغرب فرنسيِّه وإنجليزِّيه هذا الزخم المعرفي إلا بواسطة الأندلس وإن شاغب المشاغبون وهوّل المتخرصون.
فإذا أنت تصورت القضية وقابلت لغة بلغة و دينا بدين ومزاجا بمزاج وذوقا بذوق وأسلوبا بأسلوب فانظر ماذا ترى وهلم وازن ...
ترى لغة جذْرُها وأسُّها التشقيق والتفريع، وهذه ميزة تستوعب المستقبل وبين لغة جذرها الاصطلاح والتلفيق ؛وهذه ميزة لا تجاوز الحاضر لو هي تُرِكَتْ لأسبابها الطبيعية التي تعمل في كل لغة؛ولكنَّ يد الإنسان المتدخلة في التاريخ فعلت فعلها فلم تتورع عن ترك الأشياء لأسبابهاالطبيعية، فصنعت نفوسا من "ماء" التطويع و"تراب" التصنيع و"هواء" التعليب و"نار" التخدير فجاء خلقا مشوّها لا يدل على أصله ،وليس فيه بقية منه تدل حقيقته ورحم الله العرب ولسانها : حين قالوا عن الأصل اللصيق بأنه هجين وعن اللغة الدخيلة هجينة (لفهم بعض المراد يمكن الرجوع إلى حلقة للفيلسوف مصطفى محمود عليه رحمة الله يتحدث فيهاعن: اللغة التي تكلم بها آدم،وإنْ كان بعضُهم يراها مجرد تقوى تاريخية !!) (http://www.youtube.com/watch?v=0ml_1hX95Ws&hd=1)

وقارن بين دين ودين فإنك واجد دينا صبغته توحيدية خالصة ،وهذه الوحدانية استجابة طبيعية لفِطر بني البشر على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ،تخاطب فيهم ما رُكِــز من خلقهم الأول،وهو رجوع بهم إلى أصل أبيهم الأول الذي كان نبيا مكَّلما ،لا قردا "مُدَرْوَنا"-هذا اختلاف في النظرةالكونية يستتبعه الاختلاف في المزاج والأسلوب- دين شعاره النظر والتفكر،وإنك لواجد دينا بناؤه التثليث ،واختلاف الأرباب وإن صادم العقل ومقرّرات المنطق ،ساقهم لذلك دافع التنزيه فوقعوا فيما هو شر وخيبة ،ودينا آخرهو دين التقليد والمتابعة ، مصنوعا مركبا من بقايا سماوية وأهواء أرضية في الجانب التشريعي فقط، دينا بناؤه على التجسيم والتشخيص ساقهم له التجرؤ على مقام الألوهية والاستخفاف بالنبوة وبكل معظّم ومقدّس أفضى للانحجار والتقوقع(أنا أعني الجانب الديني والفلسفي من الإنسان الذي يظهر على الأسلوب في الآداب خاصة وهو الذي يعنيني هنا) هذا التقوقع الذي جعل اليهودية حكرا على اليهود وإن ساهمت فيه ذهنية الأقلية بعضَ مساهمة ؛ودعوى نقاوة الدم، بينما الاسلام جعلنا شعوبا وقبائل لتعارفوا...أيْ لتواصلوا وتلاقحوا مما أفادناها لام العليّة مدخول التعارف، هذاالتنوع الذي هو مراد السماء من أهل الغبراء أنتج مزاجا مطواعا مستوعبا لكل جديد ولكل أفق رحب مهما امتد سواء في اللسان أو الانسان ...

وإذن، فانت أمام لغة مستجيبة واسعة بطبيعتها حملت كلام السماء وأمام لغة لولا التفوق التكنولوجي والقوة العسكرية والهيمنة الاقتصادية لكانت كإحدى اللغات الموَات،وأنت أمام نظرة للكون موحدة متسقة آخذ بعضها برقاب بعض وروح الألهية بارزة عليه كلّه،وأمام نظرة متعددة متناقضة يكفر آخرُها بأولها،وأمام كتاب سماوي لغوي معجز وكتُب أخرى محرفة تاَكَّــل بها المحرِّفون والمزوِّرون والنزعة الإنسانية طاغية وظاهرة فيه (الإشارة لمعنى الإعجاز اللغوي يستتبع كل إعجاز علمي في القرآن لأن الإعجاز اللغوي هو المدخل لكل إعجاز علمي ومعرفي لأنه بلسان عربي مبين،ومحل البسط كتب الإعجاز وما كتبه العلماء في مظانه ولست أريد سوى الاشارة)
وكل الذي استثقلوا خفة العربية ودقة أساليبها وسمُوَّها على غيرها إنما استثقلوها من ناحية نفسية لا من حيثية اللغة في ذاتها من نحو وصرف وبلاغة ..و..و..و.. مما هو طبيعي في أي لغة،وكلام المنصفين من الشرق والغرب أظهر من أنْ أدل عليه أو اقتبس منه ولقد حاول المغرضون الإتيان على هذه القواعد المقررة والحقائق الثابثة فطعنوا في الكتاب وحاولوا صياغة أساليب ليس عليها مسحة الكتاب،فلما أيسوا التفتوا لكلام الجاهلية وأشعارها يشككون ويطعنون لأنها التمهيد لنزول الكتاب وتوطية للظاهرة القرآنية، ثم لما لم ينجحوا روّجو للأساليب الركيكة والهجينة بالترويج لها والدعوة للعامية ونشر الروايات الغثة والأدب الساقد الاعتباروتكريم أصحابه وجعلهم القدوة والمنار الذي يُهتدَى به إلى "أساليب" لا يبرحون يفشونها في الناس وفي عالم الأدب خاصة.
وتقريبا لما مر أول وحوصلة ههنا : لغةعربية مبينة + كتاب سماوي+ مزاج مطواع = أسلوبا رفيعا ساميا مبينا،وكل من حاول القفز على "الظاهرة القرآنية" وأثرها في اللغة وفي الأسلوب وفي الإنسان ومزاجه فقد قفز على حقيقة تاريخية وعلمية (ورجل مفكر كابن خلدون يرى أن أساليب الاسلاميين أرفع من أساليب الجاهليين ) وكل من حاول تجديد الأساليب بما يصادم هذه الوقائع الراسخة رسوخ الجبال فكأنما يريد تغيير تاريخ الإنسان والأرض والشمس والقمر .... وقل للعلم المجرّد والتاريخ كما هو في صيرورته أن يرحلا فليس لهما محل ولا هما بشاهدي عدل فتقبل شهادتهما في هذه القضية وهذه المحاكمة.




تنبيــه : كان قسم اللغةالعربية أليق بموضوعي فلما لك يكن موضوعا علميا بضوابطه لم أنشر كلامي هناك، بل هو خواطر أثارها كلام الملتزم لطفي دوبل كانو ردا على "الفرافير" (http://www.youtube.com/watch?v=_scuMZ6nWCk&hd=1)رأيت أن أضعه في قسم الخواطر؛ولأنه موجّه لكتاب قسم الخواطر لأنه أشبه وأعْلَقُ بما يكتبون في رأيي.

فاطمة شلف
2013-12-22, 14:05
لسم الله الرحمان الرحيم
اخي
الكوثري هنيئا لك بهذه الكتابة العظيمة
وبارك الله فيك على توضيح اللغة العربية وكيفية الجؤ الى القران الكريم
واتمنى من الله ان يوفقنا الى مافيه الخير والرشاد واسمحلي ان اخطات
في التعبير دمت ودام كلامك الشريف تقبل مروري

سفيان الحسن1
2013-12-22, 14:45
السلام عليكم


كما يقول احدهم الي طاب جنانو ما يطمع في جنان الناس


اخي الفصيح الكوثري

نصوصك كلها دقيقة المعاني

ومفيدة مثل نصك هذا

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

الكوثري
2014-01-04, 19:33
قال صديق :إنني لم أحافظ على وحدة الموضوع فجاء شعثا مفرقا غير واضح الفكرة

فقلت إنها خاطرة وتحتاج تعليقا ليتضح غرضي

سفيان الحسن1
2014-01-05, 10:37
قال صديق :إنني لم أحافظ على وحدة الموضوع فجاء شعثا مفرقا غير واضح الفكرة

فقلت إنها خاطرة وتحتاج تعليقا ليتضح غرضي


السلام عليكم

اظن ان التوسع في طرح الفكرة والاسترسال فيها


دليل المام بما تكتب وطرحك هناااااا كان خفيف لا ينفر المار على سطرك

فشكرا لك رغم انك تعرف اننا نحب الخواطر الخفيفة


وبراعتك المعهودة لا نجهلها يا ابو ربيع العربي

فشكرا لك ايها الكريم

الكوثري
2014-01-20, 13:07
السلام عليكم

اظن ان التوسع في طرح الفكرة والاسترسال فيها


دليل المام بما تكتب وطرحك هناااااا كان خفيف لا ينفر المار على سطرك

فشكرا لك رغم انك تعرف اننا نحب الخواطر الخفيفة


وبراعتك المعهودة لا نجهلها يا ابو ربيع العربي

فشكرا لك ايها الكريم



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


قبل أن تكون هذه الكليمات موجهة لشخص بعينه أو قسم من أقسام هذا المنتدى هي تجربة شخصية وبحث عن برد اليقين لنفسيَ أولا ،ولمن هو على مشربي وشاكلتي ثانيا في الثقافة والتوجه ولا أحسب الطريق قصيرا .. :confused: فألصق شيئ بنفس الانسان هي ثقافته وتاريخ قومه ونظرته الوجودية للكون (الذي يسمي في ثقافتنا العقيدة ) التي يدين بها وعنها يصدر وهذه كلها لا تتجلى كتجليها في الأدب وهذا ما يجعل للأدب المكانة العالية بين كل معارف الانسان من قديم زمانه إلى يوم الناس هذا .....


ولا أزال أراجع كلماتي هنا الخطرة بعد الخطرة لألملم ما تشعث وأجمع ما تفرق علي منه حتى إن المسودة لم يبق فيها هامش أو بياض أسوده بهذا (الخبل الأحمر) الذي يلحّ عليّ في مثل هذه القضايا الأدبية التي يستهين بها كثيرون وهم يصدرون عن صورة نمطية كرستها المدرسة الجزائرية وخريجوها ممن يستروحون للسهل المهل من أَنّ علوم الأدب ليست بشيئ ذي بال ... وإنْ هي لغة الشعر؛أي الخيال الفاسد ...وهي عمل البطّالين أو المترفين وأنه ليس لها ثمرة تمس واقع الناس وضروراتهم إلى آخر اللث والعث وليست كلمة سلال ببعيدة عما أقول وقبله الرئي بومدين رحمة الله عليه.

وههنا شيئ أريد أن أنبه إليه أحبابي والمعْنِِيُّون بالأدب العربي هو: لأمر مَّــا كانت آخر المعجزات الكونية الكبرى معجزة بيانية لغوية (وكان الذي أوتيَه نبينا صلى الله عليه وآله وسلم قرآنا) أي : كتابا سماويا بلغة عربية مبينة قامت عليه حضارة عظيمة لم يعرف لها التاريخ مثالا ولن يعرف في كل مناحي العلوم والمعارف وتشعباتها ؟ّّ!


أما الربيع العربي فلست أباه ولا عمّه ولا حتى نسيبه :) وقد تعلمُ رأيي فيه حين تذاكرناه هناك حيث مساحة الحرية أكبر من هنا :rolleyes: أوَتذكرُ ؟

NEWFEL..
2014-01-20, 17:26
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif