الحر2012
2013-12-21, 08:01
لعل تعايشنا منذ نعومة اظفارنا مع شخص كان يحكم الامارة الشرقية المحاذية لبلادنا اسمه معمر القذافي وكان من بين الثوابت ولم نتصور يوما انه ستهزه الرياح وترميه داخل احدى القنوات ليموت تلك الميتة التي تعرفونها جميعا على كل حال رحمه الله تعالى ولكن السؤال الذي طرحته ليس فيما يخص احوال الامارة الشرقية التي تحولت الى امارات لكن في الصراعات التي اندلعت في دول الساحل من تشاد الى النيجر الى المالي وحتى موريطانيا والتي تكاد تهدد استقرار حدودنا والتي جعلتنا الملجأ لعدة شعوب افريقية بعد وفاة العقيد الذي كان يدرك اسرارها ويعرف كيف يوجه خيوطها وشبكتها الى الاهداف التي كان يسطرها وبالتالي كانت الامور هادئة نوعا ما فكان يجمع قبائلها ويغدق زعمائها بالهدايا وكان يوظف آلاف الجنود الافارقة في المليشيات الليبية وبعملية حسابية كان يطعم الملايين من الافارقة وهذا الدور الذي لعبه الاخ القائد تسلمه رايته من جزائر بومدين وجزائر بداية الثمانينات التي سيطرت مخابراتها على كل الخيوط الوهمية والظاهرة فيما يخص عدد كبير من الدول الافريقية فكانت اللاعب الاساسي في كل المناورات وبعد تخلي الجزائر عن دورها في منتصف الثمانينات ادرك معمر ان هذه الدول يسهل تحريك خيوطها فقام بهذا الدور على احسن مايرام فكان بين الاونة والاخرى يحي مشروع دولة التوارق الكبرى ليهدد الجزائر وحدودها وطبعا يكون هو امير هذه الدولة لانه يدرك ان قبائل التوارق اكثر ولاءا له من الشعب الليبي العظيم وافسد توارق الجزائر طبخته وتاه معمر بين شعب بن غازي الناقم والاسلاميين الذين زج بهم في السجون وكان سيف الاسلام يعد العدة لازاحة ابيه من الحكم بواسطة هؤلاء الاسلاميين فهزته الرياح وطويت مرحلة مهمة في التاريخ المعاصر لدول الساحل فتفرقت الخيوط وتفككت الشباك فاصبحت تتلوى على غيرها وعلى بعضها فاصبحنا الافارقة بنسائهم وابنائهم ورجالهم يتسولون الخبز وابنائهم يتسكعون الشوارع بدل ان تأويهم المدارس اطفال رضع على حافة الشوارع مأسات حقيقية .