هدوء قاتل
2013-12-19, 16:45
مر زمن طويل منذ أخر مرة صافحتك فيها يا عزيزتي السعادة .
تدرين أشتاق إليك جِدًا هذه الأيام فالحزن قد مللت إحتساءه صباحًا ومساءًا وقبل أن أخلد للنوم فهُو كما تعملين صانع جيد للكوابيس وطارد جيد أيضًا للأحلام والآمال !
أرجو أن تتذكرينني أيتها الحياة قريبًا وتهتمي بي أكثر وتأتِي لزيارتي ولو للحظات فالحزن يخبرني كل ليلة أن الموت قادم ليمسك بيدي ويأخدني إلى السماء ولكنه في طريقه إلي يصطدم في كل مرة ببصيص أمل عابر فيخطأ السبيل ويعود أدراجه خائبًا !
رُبمّا قد لا ألمح ضوءَ الشمس بعد هذه الليلة وقد لن أنصت إلى صراخِي من شدة الألم مجددًّا ربما في هذه الليلة لن يخيب ظن الموت وقد يأتِي أخيرًا ليصحبني ربما يا قلبًا ينبضُ بي لن تأتِي تلكَ السعادة لتصنع إبتسامة عابرة على شفتي وأخاف أن لا تأتِي فيصحبني الموت ميتّة أصلاً لأموت مرتين
أنا تلكَ الروح التي لا تدري إن كانت تحت سقف الموت أو في أعالي الحياة كل ما أملكه جسد أرهقه مرضٌ قالوا لا أمل في شفائه هذا كان على لسان أطباء لم يعرفٌوا يومًا ما يعنيه الوجدان
أُجِدُنِي على الفِراشْ لا أحرك سوى عضلات عقلي وقلبي و أمرنّها على أن لا تنحني وتركع لذاك المرض اللعين و أحيانًا أستعين بعيناي الشبه مغمضتين في التحديقِ بالمترحمين عليّ قبل وفاتِي والذين لن تفرح قلوبهم مٌطلقًا لو أستعدت صحتِّي هم فقط أتُوا ليتفقدُوا أحوال الميرَاثْ و لعلهم بنصف إبتسامة و باقات ورد يرمُونها على المنضدة أمامِي إستطاعُوا أن يشترُوا منِّي القليل من العطف لولا أنهم لم يدركُوا بعد أنني لا أمُوت بسهُولة إن تركت شيءًا ورائي
الخامس من تامُوز يومٌ أخر بالمشفى قد يموت مع سائر الأيام التي عشتها هُنا وقد يحييني هكذَا ربما أخبرتني حالة الطقس لذاك اليوم بالذات
أخبرني بعض المرضى في رواقنا المعتاد أين نوزع القيل والقال أن طبيبًا جديدًا قاده القدر إلي قريتنا و وقد قيل انه ليس كأشباه الأطباء لدينا قالُوا : أنّه يصنع بقلب مريضه أملاً و إيمانًا لا يفارقانه
لم أكثرت حقًا لأنني وضعتُ قبله كل أمالي في أشهر الأطباء ولم ألقى سوى الموت يلوح لي بيديه ساخرًا
عُدت لغرفتِي وإستلقيت على سريري بعدما إبعدت عني العكازين وإذَا بشخص باغتني صوته : آنستي حالتك الصحية لا تسمح لكِ بمغادرة الفراش
قلت : كنت لن أفعل لو لم يفاجئني البعض هنا بخبر سار غير أنّه لم يكن كذلك
قال : وماهُو ؟
قلت : نزوح الأطباء إلى قريتنا بات شيءًا إعتياديًا فأين السرور بين تلك الكلمات ؟
وإستدار إلي مبتسما و بخطوات هادئة فتح النافذة وقال : إرفعي قلبكِ إلى السماء ليستنشق الهواء العليل وغادر المكان
أنه الطبيب الجديد \ النازح إلي
أظنني أعطيت لقلبي وقتها إذنًا بالمكوث لكنه إستمع له وغادر المكان هُو أيضًا
يبدُو أن ذاك الطبيب الذي قدم حديثُا إلى قريتنا قادته أروقه المشفى لأول مريضة لم تكثرت له وكأنها إشارة من القدر " لا تقللي من شأن الأمل
هو طبيب الروح الذي لم أبحث عنه يومًا ظنًا مني أنه غير موجود
لكنّ أهدته إلي الحياة كتأسف منها عن تأخرها في المجيئ
''قبل أن أسرد تلك الكلمات العابرة لم أكن لأثق بأحد ولم أكن لأعطي فرصة للحياة التي ليست تساوي الكثير من دون الأحباء
قد مر سنتان منذُ ان تركت الأحبة خلفي في القبُور ينتظرُون إما أن أحيا بهناء وإما أن أموت سعيدة فّأصبح منهم لكن شيءًا من هذا لم يحصل البتة
السادس من تاموز : صباحٌك إشراقة لم تعهدِيها من قبل
إستيقظت على نسمات الصباح أُحيي السماء و أقبل الهواء للحظات ولأنّ قلبي كان يشعر بالبرد وقتها خفت عليه من زُكام الكآبة أغلقت النافذة و وغصت في صورة عائلية عليّ أوزع عليه دفئ الذكريات الجميلة \ لم أكن لأملك غير تلك الصورة التي أقف فيها بجوار والداي وأخوتي مبتسمين لحياةٍ أدارت ظهرها لنا ليستقبلنا الجحيم
كُنت أحدق في تفاصيل سعادتِي السالفة و أقُول : ( هل كُنت هكذَا ؟ ) أنا حتّى لا أذكر إنني أمتلكتُ وجهًا و إبتسامة
ألح علي والدي دراسة الطب لكنني فضلت المحاماة ولم أدرك ما الخطأ إلا عندما رأيته يموت أمامي وأنا لم يكن بإستطاعتي فعل شيء
في تلك اللحظات أتى الطبيب الجديد ملقيا بالتحية وبيده أوراق وزعها على الطاولة و قد قدم نحوي
توقعت أن يحدثني عن حالتي الصحية الميؤوس منها و أوككما يفعل عادة الأطباء هُنا حين يستدرجون مرضاهم إلى الموتْ البطيء بتلك الكلمات البائسة غير المفهومة عادةً
لكنه قال : الموتُ لن يأتيَكِ الآن على كل حال
قُلت : عفوًا
قال : جسدك يضعف برغبة منكِ \ مؤكد هذا ماتريدينه
قُلت وعلامات النفور بادية على وجهي : أتحاول القول إنني أتمارض ؟
يتبع ....
تدرين أشتاق إليك جِدًا هذه الأيام فالحزن قد مللت إحتساءه صباحًا ومساءًا وقبل أن أخلد للنوم فهُو كما تعملين صانع جيد للكوابيس وطارد جيد أيضًا للأحلام والآمال !
أرجو أن تتذكرينني أيتها الحياة قريبًا وتهتمي بي أكثر وتأتِي لزيارتي ولو للحظات فالحزن يخبرني كل ليلة أن الموت قادم ليمسك بيدي ويأخدني إلى السماء ولكنه في طريقه إلي يصطدم في كل مرة ببصيص أمل عابر فيخطأ السبيل ويعود أدراجه خائبًا !
رُبمّا قد لا ألمح ضوءَ الشمس بعد هذه الليلة وقد لن أنصت إلى صراخِي من شدة الألم مجددًّا ربما في هذه الليلة لن يخيب ظن الموت وقد يأتِي أخيرًا ليصحبني ربما يا قلبًا ينبضُ بي لن تأتِي تلكَ السعادة لتصنع إبتسامة عابرة على شفتي وأخاف أن لا تأتِي فيصحبني الموت ميتّة أصلاً لأموت مرتين
أنا تلكَ الروح التي لا تدري إن كانت تحت سقف الموت أو في أعالي الحياة كل ما أملكه جسد أرهقه مرضٌ قالوا لا أمل في شفائه هذا كان على لسان أطباء لم يعرفٌوا يومًا ما يعنيه الوجدان
أُجِدُنِي على الفِراشْ لا أحرك سوى عضلات عقلي وقلبي و أمرنّها على أن لا تنحني وتركع لذاك المرض اللعين و أحيانًا أستعين بعيناي الشبه مغمضتين في التحديقِ بالمترحمين عليّ قبل وفاتِي والذين لن تفرح قلوبهم مٌطلقًا لو أستعدت صحتِّي هم فقط أتُوا ليتفقدُوا أحوال الميرَاثْ و لعلهم بنصف إبتسامة و باقات ورد يرمُونها على المنضدة أمامِي إستطاعُوا أن يشترُوا منِّي القليل من العطف لولا أنهم لم يدركُوا بعد أنني لا أمُوت بسهُولة إن تركت شيءًا ورائي
الخامس من تامُوز يومٌ أخر بالمشفى قد يموت مع سائر الأيام التي عشتها هُنا وقد يحييني هكذَا ربما أخبرتني حالة الطقس لذاك اليوم بالذات
أخبرني بعض المرضى في رواقنا المعتاد أين نوزع القيل والقال أن طبيبًا جديدًا قاده القدر إلي قريتنا و وقد قيل انه ليس كأشباه الأطباء لدينا قالُوا : أنّه يصنع بقلب مريضه أملاً و إيمانًا لا يفارقانه
لم أكثرت حقًا لأنني وضعتُ قبله كل أمالي في أشهر الأطباء ولم ألقى سوى الموت يلوح لي بيديه ساخرًا
عُدت لغرفتِي وإستلقيت على سريري بعدما إبعدت عني العكازين وإذَا بشخص باغتني صوته : آنستي حالتك الصحية لا تسمح لكِ بمغادرة الفراش
قلت : كنت لن أفعل لو لم يفاجئني البعض هنا بخبر سار غير أنّه لم يكن كذلك
قال : وماهُو ؟
قلت : نزوح الأطباء إلى قريتنا بات شيءًا إعتياديًا فأين السرور بين تلك الكلمات ؟
وإستدار إلي مبتسما و بخطوات هادئة فتح النافذة وقال : إرفعي قلبكِ إلى السماء ليستنشق الهواء العليل وغادر المكان
أنه الطبيب الجديد \ النازح إلي
أظنني أعطيت لقلبي وقتها إذنًا بالمكوث لكنه إستمع له وغادر المكان هُو أيضًا
يبدُو أن ذاك الطبيب الذي قدم حديثُا إلى قريتنا قادته أروقه المشفى لأول مريضة لم تكثرت له وكأنها إشارة من القدر " لا تقللي من شأن الأمل
هو طبيب الروح الذي لم أبحث عنه يومًا ظنًا مني أنه غير موجود
لكنّ أهدته إلي الحياة كتأسف منها عن تأخرها في المجيئ
''قبل أن أسرد تلك الكلمات العابرة لم أكن لأثق بأحد ولم أكن لأعطي فرصة للحياة التي ليست تساوي الكثير من دون الأحباء
قد مر سنتان منذُ ان تركت الأحبة خلفي في القبُور ينتظرُون إما أن أحيا بهناء وإما أن أموت سعيدة فّأصبح منهم لكن شيءًا من هذا لم يحصل البتة
السادس من تاموز : صباحٌك إشراقة لم تعهدِيها من قبل
إستيقظت على نسمات الصباح أُحيي السماء و أقبل الهواء للحظات ولأنّ قلبي كان يشعر بالبرد وقتها خفت عليه من زُكام الكآبة أغلقت النافذة و وغصت في صورة عائلية عليّ أوزع عليه دفئ الذكريات الجميلة \ لم أكن لأملك غير تلك الصورة التي أقف فيها بجوار والداي وأخوتي مبتسمين لحياةٍ أدارت ظهرها لنا ليستقبلنا الجحيم
كُنت أحدق في تفاصيل سعادتِي السالفة و أقُول : ( هل كُنت هكذَا ؟ ) أنا حتّى لا أذكر إنني أمتلكتُ وجهًا و إبتسامة
ألح علي والدي دراسة الطب لكنني فضلت المحاماة ولم أدرك ما الخطأ إلا عندما رأيته يموت أمامي وأنا لم يكن بإستطاعتي فعل شيء
في تلك اللحظات أتى الطبيب الجديد ملقيا بالتحية وبيده أوراق وزعها على الطاولة و قد قدم نحوي
توقعت أن يحدثني عن حالتي الصحية الميؤوس منها و أوككما يفعل عادة الأطباء هُنا حين يستدرجون مرضاهم إلى الموتْ البطيء بتلك الكلمات البائسة غير المفهومة عادةً
لكنه قال : الموتُ لن يأتيَكِ الآن على كل حال
قُلت : عفوًا
قال : جسدك يضعف برغبة منكِ \ مؤكد هذا ماتريدينه
قُلت وعلامات النفور بادية على وجهي : أتحاول القول إنني أتمارض ؟
يتبع ....