المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للاعلام فقط.......................


benhebba
2013-12-19, 08:10
ضابط بالجيش الملكي ورط الطفل الجزائري إسلام في قضيـــة الاغتصــــاب
هكذا أعلنت تمردي وهذه هي المهام التي قمت بها في خدمتي.. وأخجـــل منهـــا”


يفجّر الضابط المخابراتي المغربي السابق، هشام بوشتي تصريحــات، تقـــال لأول مرة، حيث كشف عن النقاط الأبرز التي ترعب المخابرات المغربية من الجزائــري، مشيـــرا إلى أن التسلح العسكري والتدريبات الحثيثة التي أقدم عليها الجيش الوطني خاصة في الفترة الأخيرة أثارت الرعب لدى المخزن، إلى جانب عدد من النقاط التي لخصهــا المتحدث في هذا الحوار الذي انفردت به ”البلاد”، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين البلدين الشقيقين.


أولا، نبدأ الحديث من دعمك للشّعب الصحراوي بهذا العنف ”السلمي”، وبهذه القوة، من أين يستمد ضابط المخابرات المغربي السابق جرأته في إعلان انتمائه ومعتقده السياسي ”الحساس جدا”؟
إن دعم الشعوب واجب علينا كحقوقيين وسياسيين، مهما كانت معتقداتها أو عرقها ومهما اختلفنا وإياهم في الإديولوجية، لأن ذلك واجب إنساني قبل أن يكون سياسيا، ومن يتخذ الطريق الإنساني شعار له فلابد له أن يحترم الطرف الآخر. لكن هناك الكثيرون ممن هم محسوبون على الشأن السياسي من يخلط الأمور ولا يميز ما بين دعم الشعوب ودعم الأنظمة. نحن ندعم الشعوب في تقرير مصائرها كما تنص عليه الأعراف والمواثيق الدولية، ولسنا بداعمين أنظمة سياسية بذاتها. أما الشق الثاني من سؤالك، أود أن أوضح لك شيئا مهما أستاذتي الفاضلة، ليس المهم من أين تأتي الجرأة أو القوة لأنتقد سياسة نظام بلدي ولكن مربط الفرس هو الوسيلة والظرفية المزرية للواقع السياسي المتصدعة جدرانه هي التي رمتنا لوادي المتاعب السياسية، وذلك بتعنته وعدم الاستجابة المؤسسة الملكية لتطلعات الشعب ولرغبة من يحبون وطنهم ويريدون له كل الخير، بل يعملون ليلا ونهارا من أجل حماية الوطن. لكن وللأسف الشديد، الحظ دائما بجانب الخونة.


كتبت يوما ليت الزمان يعود يوما.... لنصحح أخطاء أسلافنا، ماهي أخطاء الأسلاف من المخابرات في المغرب بحق الجارة الجزائر أولا وبشكل عام ثانيا؟
أحيانا وقبل أن أنزوي إلى الفراش، أعيد الذاكرة إلى الخلف مبحرا في نوستالجا الإخفاقات المخابراتية التي كانت منذ زمن ليس بالبعيد سببا رئيسيا في التصعيد السلبي سياسيا وديبلوماسيا بين الجارين ”المغرب والجزائر”، وهذا يجعلني أصطدم كذلك بوقائع مضت تركت بصمات عار على جبين التاريخ المغربي. فالأخطاء التي تحدثتُ عنها كثيرة ولا يمكن حصرها في كلمات محدودة، يرجع ذلك إلى عدم الحوار وطي صفحات ماضينا السياسي والحقوقي الأسود الذي تستعف مزابل التاريخ من احتوائه ولا أستثن هنا أي نظام بالمنطقة. للأسف الشديد أكبر الأخطاء هو الإقدام على غلق الحدود مع الشقيقة الجزائر على خلفية أحداث مراكش أو ما يسمى بأحداث فندق إسني، في الوقت الذي كنا في أمس الحاجة إلى الإتحاد المغاربي.


حبذا لو تروي لنا قصة انشقاقك من المخابرات ”ماهي القطرة التي أفاضت الكأس”. وكيف خرجت من المغرب لتطلب اللجوء السياسي من إسبانيا؟
لا أسميه انشقاقا بقدر ما أسميه تمردا عن منهجية أريد لنا أن نجسدها أمنيا..؟ أرجع بقليل إلى المعاهد العسكرية حينما كنا نتلقى دروس الوطنية بما فيها الذود عن البلاد وملك البلاد، اعتقادا أو سذاجة منا إن صح التعبير أننا بعد حفل التخرج والالتحاق بأوكار المخابرات سنخدم الوطن.. لكن عندما اصطدمنا بجدار الواقع الاستخباراتي المشؤوم وجدنا أنفسنا نقوم بعمل المافيات وعصابات قطاع الطرق..، ما عاد هناك قانون يحكمنا أو دستور يُؤطرنا، اللهم ما يُمليه علينا رئيس الجهاز من أوامر التي لا يستوعبها عقل بشري سليم، فعلى سبيل المثال لا الحصر فبعض الفرق من مصالح المخابرات كانت لا تتوان عن تطبيق الأوامر بحذافيرها والتي تتمثل في الاختطافات والاعتقالات التعسُّفية وانتهاك حرمة البيوت في ساعة يجرمها القانون.. زيادة عن التعذيب والاغتصاب وتلفيق الملفات، إلى ذلك من التغاضي عن الفساد المستشري في المؤسسات العمومية بما فيها البنوك التي كانت تختلس أموالها تحت إشراف المؤسسة الملكية. كل هذا جعلني أعيد حساباتي من جديد وأقيم عملي كضابط مخابرات يخدم الوطن والشعب أم المؤسسة الملكية وحاشيتها.


تملك التفاصيل الكاملة عن مقتل هشام المنداري، أو من يعرف بـ«الابن غير الشرعي” للراحل الحسن الثاني، هل لك أن تطلعنا على البعض من هذه التفاصيل؟
نحن لم ننس قضية هذا المواطن المغربي الذي اغتالته المخابرات المغربية صيف ألفين وثلاثة بضواحي مدينة مالقا الإسبانية، ولم نسكت كذلك عن المطالبة بمحاكمة المسؤولين عن اغتياله. ولكن غياب الأدلة الكافية وعدم مساعدة القضاء الإسباني كانا سببين في عرقلة حل خيوط هذه الجريمة الشنعاء التي أستنكرها وأشجبها، وهنا يجب أن أسلط الضوء على شيء مهم وحساس فالسيد هشام المنداري حسب تصريحاته للإعلام الدولي وهذه حقيقة لا نطعن فيها كونه الابن غير الشرعي للملك الحسن الثاني من كاتمة أسراره فريدة الشرقاوي، حيث كان يتقلد منصبا جد حساس كمستشار مالي للملك الراحل، يعني ابن القصر يعرف خباياه وأسراره وفضائحه... فتمرده وهروبه منه يكفي أن يكون هدفا لقناصي المخابرات بطبيعة الحال بعد أخذ الضوء الأخضر من القصر، وأشير هنا إلى أنه من المستحيل أن يتعرض شخص اشتغل داخل البلاط الملكي لأي اعتداء أو متابعة قضائية من دون أن ترفع تقارير عن هذا الشخص للملك عن طريق فرقة الاستعلامات الملكية التي يسهر عليها حاليا الحارسان الشخصيان لمحمد السادس المراقب العام خالد فكري والمراقب العام هشام الجعيدي، قلنا إذا كان ما أسلفناه ينطبق على الموظف العادي في القصر الملكي فما بالنا من ابن الراحل الحسن الثاني ومستشاره المالي الذي كان سببا رئيسيا في تدهور حالة الملك الراحل أيامه الأخيرة. ولنا وثائق وشهادات ممن واكبوا الأطوار الأولى من عملية الاغتيال والخطة التي استدرج بها المغدور إلى إسبانيا عن طريق عشيقته التي جندتها المخابرات لهذا الغرض وهي ابنة رئيس نادي الرجاء البيضاوي سابقا، لازلنا نحتفظ بإسمها ورقم هاتفها لنستعملهما عند الضرورة.


ماهو تقييمك للموقف الجزائري من القضية الصحراوية وماهو أبرز موقف اتخذته الجزائر في هذا السياق وضايق المخزن؟

إن موقف الجزائر من القضية الصحراوية، موقف دولة لها سيادتها، ولا أستطيع تقييم هذا الموقف لأنني لست محللا سياسيا، لكن ليست الجزائر وحدها التي اتخذت مثل هذا الموقف وإنما العديد من الدول من بينها موريطانيا وبعض الدول الإفريقية وهذا ما يُضايق المخزن، لهذا نراه ديبلوماسية لا يكاد يغمض له جفن من شراء ذِمم بعض الدول لسحب اعترافها بالجمهورية..، وكما أسلفت أن القضية الصحراوية منبع استرزاقي دولي للنظام المغربي، يستفيد منه ماديا وإعلاميا، مما يجعله حاضرا وبشكل دائم في الملتقيات الدولية إما كطرف مُغتصب لحق الصحراويين أو ضحية مؤامرات إقليمية.. فالصحراء يُراهن عليها النظام المغربي مستقبلا لثرواتها السمكية والفوسفاطية وربما بيتروليا.. فليس غريبا أن يعادي الجارة الجزائر ويتخذها عدوا بسبب مواقفها الحقوقية والسياسية من القضية.


في رأيك وحسب خبرتك في التعامل مع الجهاز الأمني لبلادك، ما هو السبب الحقيقي خلف اعتقال الطفل الجزائري إسلام في السجون المغربية، خاصة في ظل تشكيك الكثيرين في الحكم الصادر في حقه؟
أولا، القضية لا تعد أن تكون لعب أطفال مراهقين ولا علاقة لها باعتداء جنسي من أساسه، اعتبارا أن الحادثة وقعت داخل غرف تغيير الملابس، حيث قام الطفل المغربي بكشف عورة إسلام خوالد من باب المزاح الصبياني، فحاول هذا الأخير الرد، ولما استعصى عليه الأمر استنجد بزميله، وهو جزائري أيضًا، وفي هذه اللحظة دخل مؤطرو التظاهرة الرياضية ووقفوا على ما شاهدوا، وحملوا الحادثة أكثـر مما تطيق. لكن والد الطفل المغربي، وهو ضابط بالجيش الملكي، أصر على متابعة الطفل إسلام أمام القضاء المغربي، مدعيا محاولته الاعتداء على ابنه جنسيا رغم تأكيدات الطفل إسلام وزملاؤه أن هذا الادعاء باطل وعار عن الصحة. خلاصة الموضوع أريد تسييس القضية طالما هي مادة دسمة لتشويه الطرف الآخر أي الجزائر ولو كان كبش الفداء طفل لم يبلغ سن الرشد.. هنا أتساءل لماذا لم يطلق سراح هذا الطفل المسلوبة طفولته بعفو ملكي بمناسبة العيد، كما أطلق سراح المجرم مغتصب الأطفال إرضاء لقصر المونكلوا الإسباني؟


وفي سياق غير بعيد، اتهم مؤخرا المخزن بحيازة مجموعة من الشباب الجزائري ”الحراڤ” ، بعدما نجح أحدهم بطريقة أو بأخرى في مراسلة أهله وتأكيده لهم أنه ورفقاؤه في المعتقلات المغربية؟
إن المخزن المغربي يتهم أبناء وطنه، فما بالكم بالأجانب وخصوصا أبناء الجارة الأشقاء الجزائريون؟ إن مثل هذه الاتهامات قد تعودنا عليها، فكلما جاء تصريح من الجزائر بخصوص العلاقة الثنائية، إلا وكان المخزن لها بالمرصاد، أحيانا بالاتهامات وأحيانا أخرى بلهجة شديدة، وهذا يدل على ضعف الديبلوماسية المغربية. وعدم وجود مشروع ثنائي يجمع البلدين يتعلق بالتعاون القضائي والأمني يضمن حقوق مواطني البلدين كما هو حال البلدان الديموقراطية.. إذن الطرفين متعنتين في هذا الباب وضاعت حرية المواطنين بين سجون مغربية جزائرية، حتى نكون واضحين.


ماهو أكثر شيء كان يهم المخابرات المغربية ويخيفها فيما تعلق بمواقف الجزائر السياسية أو غيرها؟
هناك ثلاثة ملفات تشغل المخابرات المغربية وتعتبرها خطرا يهدد أمن وسلامة واستقرار البلاد، أولها، التسلح غير المسبوق للجيش الجزائري ومناوراته العسكرية ومشروعاته التي تتعلق بتبادل الخبرات العسكرية بين باقي الدول، وهنا نقف عند أمر هام، وهو أن قسم التجسس لدى -مديرية الدراسات وحفظ المستندات- المعروفة باختصار ”لادجييد” وهي المخابرات العسكرية، مسخر استخباراتيا للتجسس على الجيش الجزائري وميزانيته.. ولا أريد الاسترسال في الموضوع،
ثانيا، القضية الصحراوية، فلها هي أيضا حصة الأسد من اهتمامات المخابرات المغربية التي ترصد كل شاردة وواردة في الموضوع، خصوصا عن من لُقبوا بانفصاليي الداخل خرجاتهم الإعلامية، علاقاتهم بقيادات سياسية وعسكرية من الجزائر، سفرياتهم إلى الدول المعترفة رسميا بالجمهورية.. وحقيقة وللتاريخ إن أغلب هؤلاء المعروفين بانفصاليي الداخل تم تجنيدهم من طرف المخابرات المغربية لتسويق مقترح الحكم الذاتي دوليا ومحليا أقصد مدينة العيون.
ثالثا، ملف الإسلام الراديكالي والهجرة غير القانونية، فهذان الأخيران عند النظام المغربي ومخابراته بمثابة الذهب الأسود بالنسبة إلى دول الخليج، أي مصدر استرزاقي يعود على مملكة محمد السادس بالأموال التي لا يستهان بها اعتبارا بين قوسين تقمصه لدور الدركي في المنطقة لصالح أوروبا وأمريكا.. باستعمال الجارة الجزائر كقنطرة للوصول إلى إكراميات العم سام وأوروهات القارة العجوز.


ورد على لسانك سابقا هذه الجملة ”وإن أجنبي عند محمد السادس خير من مليون مواطن مغربي مما تعدون”، هل لك أن تفسر أكثر هذه المقولة؟
يحز في نفسي كمغربي أن أرى فلذات هذا الوطن تداس كرامته وتُمسح بها الأرض حين يوظف الشعب ويُستعمل كأداة سياسية من أجل إرضاء أطراف ودول.. وهذا إسقاطا عن سوء تدبير ملف الإسلاميين سنة ألفين وثلاثة إلى يومنا هذا الذين توجر بملفاتهم وزجوا في غياهب المعتقلات السرية لإرضاء الإدارة الأمريكية..؟ من جهة أخرى تغاضي السلطات والحكومة والأجهزة الأمنية عن السياحة الجنسية التي غالبا ما تكون الطفولة المغربية لُقمة سهلة لمن أراد إشباع كبته المرضي في طفولتنا بدون تعرض أي مجرم من هؤلاء الوافدين للمحاسبة القضائية من ضمنهم مسؤولين سابقين في دولهم تقلدوا مناصب جد مهمة.. أليس هذا كاف أن نقول إن أجنبي عند محمد السادس خير من مليون مواطن مغربي مما تعدون؟.


كسؤال ختامي، ماهي أصعب الضغوطات التي تعرضت لها بعد الانشقاق؟ وحتى قبله ماهي أصعب المهام التي أوكلت إليك وأنت في الخدمة؟
كما درجت عادة المخابرات أن جميع مهماتها يغلبها الطابع السري، وبما أني ضابط سابق منتم لهذا الجهاز العار ففي أحايين أستعر من انتمائي إليها يوما في حياتي.. فقد كانت أصعب مهماتنا كفرق المراقبة وجمع المعلومات هو وقوفنا كشهود على بعض الخروقات وجرائم ضد الإنسانية واختطافات وعمليات تستر عن فساد داخل المؤسسة الملكية من جملتها الإتجار في المخدرات التي تعود إلى ملكية أمير المؤمنين، أما فيما يتعلق بضريبة تمردي أو انشقاقي عن المخابرات، فلا يمكن حصر الضغوطات التي تعرضت لها لأنني أعيشها يوميا وحتى في منفاي الاضطراري، عائلتي لم تسلم من التعسفات المخابراتية، أصدقائي كذلك وكل من ربطتني أو ستربطني بهم علاقة مستقبلا.. ولعل من أصعب المضايقات هي التي مورست علي عندما كان هناك اتفاق مغربي إسباني أسفر عن نفيي إلى مدينة مليلية المحتلة أربع سنوات، حقيقة لم أستغرب هذا الإجراء غير القانوني من الجانب الإسباني، لكني كنت ولاأزال أؤمن بأن كل من تُسول له انتقاد أنظمتنا العربية فلا يأمن مكر ومطبات مخابراتها.