كاتب المقامات
2013-12-14, 22:39
* المقامة الأبو القاسعديّة
بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي
-الأبو القاسعدية : كلمة منحوتة تتكون من كلمتين : أبو القاسم - سعد الله .
إهداء: إلى روح شيخ المؤرخين، وعميد الباحثين الدكتور "أبو القاسم سعد الله" -رحمه الله تعالى-،أرفع هذه الكلمات العَجْلى ...
اليوم غيّبَ الرّدى ، نجما وفرقدا، كان سُمّا زعافا في نحور العدى، وبلسما شافيا لمن في قلبه صدا ، وبلبلا غريدا على دوح التنوير قد شدا.
هو شيخ المؤرخين، وعميد الباحثين، ورائد الأكاديميين، وقدوة المحققين. عرفتْه المنابرُ العلميّة مؤرّخا مُحقّقا، و الجامعات والمعاهد مُترجما مُدقِّقا، و المنتديات الإبداعيّة أديبا وشاعرا مُنمِّقا، وناقدا مُجيدا كالسلسبيل مُتدفّقا، وخطيبا مصقعا مُترقرقا.
وضع لتاريخنا السّياسي والثقافي الأساس، وكساه بأبهى لباس، فملأ بنفائسه الدنيا وشغل الناس.
سِجلّه في التأريخ مشهود، وذكره بين طلابه ومُريديه محمود، وعلمه راسخ بلواء الحقّ دوما معقود، و كلّ الناس على ما أقول شهود، سوى رهطٍ حقود جحود حسود، لا يعترف بالجهود إلاّ إذا جاءت من الأمّ "فافا" أو عصابة "اليهود"!
بيّنَ الحقيقة ، وكشفَ الزيف بأيسر طريقة، فشدتْ بعلمه الأطيار، وتضوّعت بذكره الأزهار، ماخيّمَ ليلٌ أو طلع نهار، فكان جديرا بمملكة الأفكار، بكلّ استحقاق و جدارة و اقتدار.
أخذ من كلّ علم بطرف، فطرّز أجمل التحّف، روائع تبقى للخلف، تروي مآثرَ السّلف ، في زمن الرداءة والتّلف.
أتقنَ لغة شكسبير، وهو فتى صغير، كما أتقن لغة موليير ، لكنّه لم يذب في لغة باريس، بل عاش منافحا عن إرث ابن باديس، ولاغرو فهو خرّيج ُجمعية العلماء، وتلميذ ُسادتنا الأطهار النّجباء، فقد تركَ في "البصائر"، أروع المآثر، باسم مستعار ، جعله الرمز والشعار، "الناقد الصغير"، الذي بزّ وهو في العشرين، أساطين الفكر والأدب وعلماء الدّين.
رحلَ الموسوعيّ المتواضع، والبدر المنير الساطع، والقلم الباسق الماتع، لكن يبقى ذكره في الورى ذائع، وفكره بين الأجيال شائع. ولْيعذرني الأحباب ، على الاقتضاب، لأنّ القريحة جفّت، والعلّة في جسدي استشرت وتفشّت، سائلا قبول الأعمال، ورحمة العزيز المتعال.
السبت: 14 ديسمبر 2013م
بقلم: البشير بوكثير / رأس الوادي
-الأبو القاسعدية : كلمة منحوتة تتكون من كلمتين : أبو القاسم - سعد الله .
إهداء: إلى روح شيخ المؤرخين، وعميد الباحثين الدكتور "أبو القاسم سعد الله" -رحمه الله تعالى-،أرفع هذه الكلمات العَجْلى ...
اليوم غيّبَ الرّدى ، نجما وفرقدا، كان سُمّا زعافا في نحور العدى، وبلسما شافيا لمن في قلبه صدا ، وبلبلا غريدا على دوح التنوير قد شدا.
هو شيخ المؤرخين، وعميد الباحثين، ورائد الأكاديميين، وقدوة المحققين. عرفتْه المنابرُ العلميّة مؤرّخا مُحقّقا، و الجامعات والمعاهد مُترجما مُدقِّقا، و المنتديات الإبداعيّة أديبا وشاعرا مُنمِّقا، وناقدا مُجيدا كالسلسبيل مُتدفّقا، وخطيبا مصقعا مُترقرقا.
وضع لتاريخنا السّياسي والثقافي الأساس، وكساه بأبهى لباس، فملأ بنفائسه الدنيا وشغل الناس.
سِجلّه في التأريخ مشهود، وذكره بين طلابه ومُريديه محمود، وعلمه راسخ بلواء الحقّ دوما معقود، و كلّ الناس على ما أقول شهود، سوى رهطٍ حقود جحود حسود، لا يعترف بالجهود إلاّ إذا جاءت من الأمّ "فافا" أو عصابة "اليهود"!
بيّنَ الحقيقة ، وكشفَ الزيف بأيسر طريقة، فشدتْ بعلمه الأطيار، وتضوّعت بذكره الأزهار، ماخيّمَ ليلٌ أو طلع نهار، فكان جديرا بمملكة الأفكار، بكلّ استحقاق و جدارة و اقتدار.
أخذ من كلّ علم بطرف، فطرّز أجمل التحّف، روائع تبقى للخلف، تروي مآثرَ السّلف ، في زمن الرداءة والتّلف.
أتقنَ لغة شكسبير، وهو فتى صغير، كما أتقن لغة موليير ، لكنّه لم يذب في لغة باريس، بل عاش منافحا عن إرث ابن باديس، ولاغرو فهو خرّيج ُجمعية العلماء، وتلميذ ُسادتنا الأطهار النّجباء، فقد تركَ في "البصائر"، أروع المآثر، باسم مستعار ، جعله الرمز والشعار، "الناقد الصغير"، الذي بزّ وهو في العشرين، أساطين الفكر والأدب وعلماء الدّين.
رحلَ الموسوعيّ المتواضع، والبدر المنير الساطع، والقلم الباسق الماتع، لكن يبقى ذكره في الورى ذائع، وفكره بين الأجيال شائع. ولْيعذرني الأحباب ، على الاقتضاب، لأنّ القريحة جفّت، والعلّة في جسدي استشرت وتفشّت، سائلا قبول الأعمال، ورحمة العزيز المتعال.
السبت: 14 ديسمبر 2013م