اسماعيل 03
2013-12-12, 12:53
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع "
----------
الحديث بهذا اللفظ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ( ج 3 /94 ) برقم الحديث ( 2595 ), وبنحوه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب الحراسة في الغزو في سبيل الله , وفي كتاب الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال .
قوله :" تعس " : دعاء عليه
" عبد الدينار " " عبد الدرهم " هو الذي يتوقف رضاه على إعطائه الدينار والدرهم , وسخطه على عدم ذلك , وهذه منقصة تدل على أن الدنيا إنما هي معبر وليست بدار إقامة , ووسيلة وليست غاية ؛ لكن من خالط قلبه الإيمان كان بخلاف ذلك فيستقل الدنيا ويستضعفها , ويزهد فيها إن لم تكن من طريق حلال , وما عطف على الدينار والدرهم فهم في حكمه كقوله : " تعس عبد الخميصة , تعس عبد الخميلة " والخميصة والخميلة نوعان من الثياب أي الذي يرضي بوجودهما ويغضب عند فقدها .
ثم بالغ في وصفه فقال : " إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط " وزاد دعاء عليه فقال :" تعس وانتكس , وإذا شيك فلا انتقش " ومعنى هذا دعاء عليه إذا وقع في ورطة لا يخرج منها , أي دعاء عليه بالبقاء فيها . وعدم الخلاص منها .
الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد
لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي
- شبكة سحاب-
***********************
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" قوله: " تعس وانتكس": تعس; أي: خاب وهلك، وانتكس; أي: انتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له، فكلما أراد شيئا انقلبت عليه الأمور خلاف ما يريد، ولهذا قال: " وإذا شيك فلا انتقش ": أي: إذا أصابته شوكة; فلا يستطيع أن يزيل ما يؤذيه عن نفسه.
وهذه الجمل الثلاث؛ يحتمل أن تكون خبرا منه صلى الله عليه وسلم عن حال هذا الرجل، وأنه في تعاسة، وانتكاس، وعدم خلاص من الأذى، ويحتمل أن تكون من باب الدعاء على من هذه حاله; لأنه لا يهتم إلا للدنيا، فدعا عليه أن يهلك، وأن لا يصيب من الدنيا شيئا، وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه، وقد يصل إلى الشرك عندما يصده ذلك عن طاعة الله؛ حتى أصبح لا يرضى إلا للمال ولا يسخط إلا له.
قوله: (طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله (: هذا عكس الأول; فهو لا يهتم للدنيا، وإنما يهتم للآخرة; فهو في استعداد دائم للجهاد في سبيل الله."
إلى أن قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الحديث السالف الذكر:
ويستفاد من الحديث:
1- أن الناس قسمان كما سبق.
2- أن الذي ليس له هم إلا الدنيا قد تتقلب عليه الأمور، ولا يستطيع الخلاص من أدنى أذية وهي الشوكة، بخلاف الحازم الذي لا تهمه الدنيا، بل أراد الآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا، وقنع بما قدره الله له.
3- أنه ينبغي لمن جاهد في سبيل الله ألا تكون همه المراتب، بل يكون همه القيام بما يجب عليه; إما في الحراسة، أو الساقة، أو القلب، أو الجنب; حسب المصلحة.
4- أن دنو مرتبة الإنسان عند الناس؛ لا يستلزم منه دنو مرتبته عند الله عز وجل فهذا الرجل الذي إن شفع لم يشفع، وإن استأذن لم يؤذن له، قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: " طوبى له"، ولم يقل: إن سأل لم يعط، بل لا تهمه الدنيا حتى يسأل عنها، لكن يهمه الخير فيشفع للناس، ويستأذن للدخول على ذوي السلطة للمصالح العامة.
القول المفيد على كتاب التوحيد [2/ 142-146]
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله-
"
----------
الحديث بهذا اللفظ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ( ج 3 /94 ) برقم الحديث ( 2595 ), وبنحوه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب الحراسة في الغزو في سبيل الله , وفي كتاب الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال .
قوله :" تعس " : دعاء عليه
" عبد الدينار " " عبد الدرهم " هو الذي يتوقف رضاه على إعطائه الدينار والدرهم , وسخطه على عدم ذلك , وهذه منقصة تدل على أن الدنيا إنما هي معبر وليست بدار إقامة , ووسيلة وليست غاية ؛ لكن من خالط قلبه الإيمان كان بخلاف ذلك فيستقل الدنيا ويستضعفها , ويزهد فيها إن لم تكن من طريق حلال , وما عطف على الدينار والدرهم فهم في حكمه كقوله : " تعس عبد الخميصة , تعس عبد الخميلة " والخميصة والخميلة نوعان من الثياب أي الذي يرضي بوجودهما ويغضب عند فقدها .
ثم بالغ في وصفه فقال : " إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط " وزاد دعاء عليه فقال :" تعس وانتكس , وإذا شيك فلا انتقش " ومعنى هذا دعاء عليه إذا وقع في ورطة لا يخرج منها , أي دعاء عليه بالبقاء فيها . وعدم الخلاص منها .
الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد
لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي
- شبكة سحاب-
***********************
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" قوله: " تعس وانتكس": تعس; أي: خاب وهلك، وانتكس; أي: انتكست عليه الأمور بحيث لا تتيسر له، فكلما أراد شيئا انقلبت عليه الأمور خلاف ما يريد، ولهذا قال: " وإذا شيك فلا انتقش ": أي: إذا أصابته شوكة; فلا يستطيع أن يزيل ما يؤذيه عن نفسه.
وهذه الجمل الثلاث؛ يحتمل أن تكون خبرا منه صلى الله عليه وسلم عن حال هذا الرجل، وأنه في تعاسة، وانتكاس، وعدم خلاص من الأذى، ويحتمل أن تكون من باب الدعاء على من هذه حاله; لأنه لا يهتم إلا للدنيا، فدعا عليه أن يهلك، وأن لا يصيب من الدنيا شيئا، وأن لا يتمكن من إزالة ما يؤذيه، وقد يصل إلى الشرك عندما يصده ذلك عن طاعة الله؛ حتى أصبح لا يرضى إلا للمال ولا يسخط إلا له.
قوله: (طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله (: هذا عكس الأول; فهو لا يهتم للدنيا، وإنما يهتم للآخرة; فهو في استعداد دائم للجهاد في سبيل الله."
إلى أن قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الحديث السالف الذكر:
ويستفاد من الحديث:
1- أن الناس قسمان كما سبق.
2- أن الذي ليس له هم إلا الدنيا قد تتقلب عليه الأمور، ولا يستطيع الخلاص من أدنى أذية وهي الشوكة، بخلاف الحازم الذي لا تهمه الدنيا، بل أراد الآخرة ولم ينس نصيبه من الدنيا، وقنع بما قدره الله له.
3- أنه ينبغي لمن جاهد في سبيل الله ألا تكون همه المراتب، بل يكون همه القيام بما يجب عليه; إما في الحراسة، أو الساقة، أو القلب، أو الجنب; حسب المصلحة.
4- أن دنو مرتبة الإنسان عند الناس؛ لا يستلزم منه دنو مرتبته عند الله عز وجل فهذا الرجل الذي إن شفع لم يشفع، وإن استأذن لم يؤذن له، قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: " طوبى له"، ولم يقل: إن سأل لم يعط، بل لا تهمه الدنيا حتى يسأل عنها، لكن يهمه الخير فيشفع للناس، ويستأذن للدخول على ذوي السلطة للمصالح العامة.
القول المفيد على كتاب التوحيد [2/ 142-146]
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله-
"