تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يانفس كيف يليق بك ....... رائعة


محمد أبو عثمان
2007-08-27, 20:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

" وإن دعته النفس الأمارة بالسوء إلى بعض المعاصي قال لها الإيمان : يانفس كيف يليق بك أن تأمريني بما يضعف إيماني ويعود عليك بالخسار ؟

كيف تأمرينني بلذة ساعة وتفوت لذات كثيرة من أبلغها حلاوة لذة الإيمان ؟ أما تعلمين أن للإيمان حلاوة تزري بلذات الدنيا كلها فالله الله – يانفسي – أن تفجعيني بهذه الحلاوة .. ويحك يا نفس : أما لك نظر في عواقب الأمور ؟

فإن خاصية العقل النظر في عواقب الأمور كما ينظر في مباديها , وأنه لا يدخل في أمر من الأمور حتى يعرف التخرج من بعافية وسلامة ؟ أما علمت أن من وقع في المعاصي ارتكس وكلما كررها استحكم قيده وحبسه وانتكس ؟
ويحكم يا نفس : إذا أردت أن تعصي الله فلا تستعيني بنعمه على معاصيه , فإن المعصية لا تتأتى إلا من القوة والعافية ومن الذي أعطاها ؟

ولا تتحرك إلا من توالي الشبع ومن يسر الأقوات وآتاها ؟ ولا تكون في العادة إلا بخلوة من الخلق.!! من الذي أسبل عليك حلمه وستره ؟ ولا تقع إلا بنظره إليك فإياك أن تستخفي باطلاعه علمه .!!!

أما تعلمين – يا نفس – أن من جاهد نفسه عن المعاصي, وألزمها الخير, فقد سمى وقد أفلح من زكاها ؟ وأن من أطاع نفسه على ماتريد من الشر فقد تسبب لهلاكها ودساها ؟!!

ويحك -يا نفس – كم بيني وبينك في المعاملة : أنت تريدين هلاكي وأنا أسمي لك النجاة
وأنت تتحيلين علي بكل طريق يوقع في المضار والشرور, وأنا أجتهد لك في كل أمر مآله الخير والراحة والسرور

فهلمي –يا نفس – إلى صلح شريف, يحتفظ كل منا على ماله من المرادات والمقاصد , ونتفق على أمر يحصل به للطرفين أصناف المصالح والفوائد....!

دعيني -يا نفس –أمضي بإيماني متقدما إلى الخيرات , متجرا فيه , لتحصيل المكاسب والبركات ...!

دعيني أتوسل بإيماني إلى من أعطاه , أن يتمه بتمام الهداية , وكمال الرحمة, وأُكمِل ما نقص منه , لعل الله أن يتم علي وعليك النعمة , ولئن تركتني وشأني ولم تعترضي علي بوجه من الوجوه , لأعطينك كل ما تطلبينه من المباحات , وكل ما تؤمله النفوس وترجوه , لأئن تركتني وشأني لأوصلنك إلى خيرات ولذات طالما تمناها المتمنون وطالما مات بحسرتها – قبل إدراكها – البطالون ....!

يا نفس : أما تحبين أن تنقلي من هذا الوصف الدنئ إلى أوصاف النفوس المطمئنة التي اطمأنت إلى ربها , وإلى ذكره , واطمأنت إلى عطائه ومنعه , واطمأنت إليه في جميع تدبيره , واطمأنت إلى توحيده والإيمان به , حتى سلاها عن كل المحبوبات , واطمأنت إلى وعده حتى كانت هي الحاملة للعبد على الطاعات , والمزعجة له عن المعاصي والمخالفات .

فلا يزال المؤمن مع نفسه في محاسبة ومناظرة , حتى تنقاد لداعي الإيمان , وتكون ممن يقال لها عند الانتقال من هذه الدار:
{ يأيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فأدخلي في عبادي * وأدخلي جنتي} " اهـ(1)


-*-*-*-*-*-*-*-*-*

(1)/-المصدر الفتاوى السعدية للشيخ عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله تعالى

محمد أبو عثمان
2007-08-28, 08:51
للرفع والتذكير

magedhenry
2007-08-28, 09:57
جزاك الله خيرا

ferhat39
2007-08-28, 10:17
جزاك الله خيرا اخي محمد
عل هذه التذكرة

أختكم
2007-08-28, 12:12
لو رأفت بنا قليلا يا أبا عثمان فقد قطعت قلوبنا بمواعظك الأخيرة ...

جزاك الله عنا خير الجزاء و غفر الله لك و لنا و أعاننا على نفسنا الأمارة بالسوء ...و هدانا إلى صراطه المستقيم
...

محمد أبو عثمان
2007-08-29, 08:21
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وأسأل الله ان يمن علينا بحسن الخاتمة

العـــ عزالدين ـــز
2007-08-29, 13:16
بارك الله فيك اخي على هاته النصيحة.
ننتظر المزيد ...

محمد أبو عثمان
2007-09-04, 23:12
وفيك بارك الله