المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الْتِفاتَة قَلْب


معاذ1
2013-11-24, 18:36
القَلْب بَيْت الرَّبّ تعظيما وإجلالا وإفرادا ، كان لا بُدّ للقَلْب أن يُوحِّد الله ويُفرِده بأعماله ..
ومِن هنا كان تصحيح أعمال القلوب أحبّ إلى الله مِن تصحيح كثير مِن أعمال الجوارح ؛ لأنها إذا صَلَحت أعمال القلب صلَحت سائر الأعمال ..
إذ القَلْب هو الأصل ، والأعمال ثَمَرة ، والقلب مَلِك ، والأعضاء جنوده ..
وفي الحديث : ألا وإن في الجسد مُضْغَة ، إذا صَلَحت صَلَح الجسد كله ، وإذا فَسَدت فَسَد الجسد كله ، ألا وهي القلب . رواه البخاري ومسلم .
http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif
قال أبو هريرة : القلب مَلِكٌ والأعضاء جنوده ، فإذا طاب الملك طابَتْ جنوده ، وإذا خَبُثَ الملك خَبُثت جنوده .

http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقول أبي هريرة تَقْرِيب ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم أحسن بَيَانًا ؛ فإن الملك وإن كان صالحا فالْجُنْد لهم اختيار ، قد يَعْصُون به مَلِكَهم وبالعكس ، فيكون فيهم صلاح مع فَسَاده ، أو فَسَاد مع صَلاحِه ، بِخلاف القلب ؛ فإن الجسد تابِع له لا يَخرج عن إرادته قط ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا صَلَحت صَلَح لها سائر الجسد ، وإذا فَسدت فَسد لها سائر الجسد "
فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان عِلْما وعَملاً قَلْبِيا ، لَزِم ضرورة صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق .

http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif
وإن مِن أجلّ أعمال القلب إفراد الله تعالى بالتوكّل عليه .
والتوكّل : هو اعتماد القلب على الله ، والـثِّقَة بما عنده سبحانه وتعالى ، واليأس مما في أيدي الناس . كما قال ابن القيم .
وقال في كِتاب " الفوائد " : وسِرُّ التَّوَكًّل وحَقِيقَتُه : هو اعْتِمَادُ القَلَبِ عَلى اللهِ وحْدَه .

وأن لا يَلتَفِت إلى الأسباب ، وإن عَمِل الأسباب لأنه مأمور بها ، إلاّ أنه يعمل بالأسباب ثقَة بِمُسبب الأسباب ..
http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif
وأعلى مقامات التوكّل مقامات الأنبياء ..
فَعِندما أُفْرِد خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وحيدا فريدا في المنجنيق ليُرْمَى في النار ، كانت ثقته بالله عزّ وَجَلّ ، ولم يلتفت إلى غيره ، فقال : حسبنا الله ونِعْم الوكيل ، فأتى الأمر مِن فوق سبْع سماوات : (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ) فَوَقَاه الله شرّ النار وشرّ الأشرار .

http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif

وعندما خَرَج نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام ببني إسرائيل ، ولحقه فرعون وجنوده ، قال بنو إسرائيل : إنّا لَمْدُرَكون ، فقال موسى عليه الصلاة والسلام بِلسان الواثق بالله عزّ وَجَلّ (كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) ، وهو يَرى البحر مِن أمامه والعدو مِن خَلْفه ، فما أسْرع ما أتاه الفَرَج لِثقته بالله عزّ وَجَلّ (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) .

http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif

وعندما نامَ نَبِيُّنا صلى الله عليه وسلم تحت شجرة وعَلَّق سَيفه بِتلك الشجرة ، جاءه رجل من المشركين ، فاخْتَرَط السيف ثم قال : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهُ . كما في الصحيحين . فَمَنعه الله بِثقته به وتوكّله عليه .
http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif


ولَمّا طابَتْ قلوب المؤمنين بالتوكُّل على الله ، وصَدَقَتْ في توكّلها عليه ؛ جزاهم بِما توكّلوا عليه جنة وحريرا ، وأدخلهم الجنة بِغير حِسَاب ..
ففي الحديث : يدخل الجنة مِن أمتي سبعون ألْفًا بغير حساب : هم الذين لا يَسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون . رواه البخاري ومسلم .
فالقاسِم الْمُشْتَرَك بين هذه الأفعال : أنهم على ربهم يتوكّلون ..

http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : الذي عليه الجمهور أن الْمُتَوكِّل يَحْصل له بِتَوكّله مِن جَلْب المنفعة ودَفْع الْمَضَرَّة ما لا يَحْصل لغيره ، وكذلك الداعي . والقرآن يَدُلّ على ذلك في مواضع كثيرة .

وكُلَّما كان توكّل الإنسان على الله أقوى وأتمّ نَفَعه تَوَكّله ..

ولا يجوز أن يلْتَفِت القلب في تَوَكّله على غير الله .. سواء كان ذلك بِجَلْب نَفْع ، أو دَفْع ضرّ ..
قال الله عزّ وَجَلّ لِنبِيِّـه صلى الله عليه وسلم : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ)
وقال له سبحانه : (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)
وأمَر المؤمنين بما أمَر به الْمُرْسَلين ، فقال : (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
ذلك لأن التوكّل لا يَصلح إلاّ على الحي الذي لا يموت ، لا إله غيره : (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .

ولَمّا الْتَفَت قَلْب يوسف عليه الصلاة والسلام إلى بَشَر مثله لَبِث في السجن بِضْع سنين .
قال ابن عباس رضي الله عنهما : عَثَر يوسف عليه السلام حين قال : ( اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) ، فَلَبِث في السجن بِضع سِنين ، وأنْسَاه الشيطان ذِكْر رَبِّـه . رواه ابن جرير في تفسيره .
وقال ابن عباس أيضا : عُوقِب يوسف بِطُول الحبس بِضع سنين لَمَّا قال للذي نجا منهما " اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ" ، ولو ذَكَر يُوسف رَبه لَخَلَّصَه .
http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif

فَكُلَّمَا كان اعتماد القلْب على الله أقوى ، كان حُسْن ظنِّ العبد بِربّه أعظم ؛ وكُلّما كان ذلك كذلك كان أسْرع إلى نَيْل المطلوب وتحقيق المقصود .

وقد تكفّل الله عَزّ وَجَلّ بِكفاية مَن توكَّل عليه ، فقال : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) .
قال الفضيل : والله لو يَئستَ مِنَ الْخَلْق حتَّى لا تُريد منهم شيئا ، لأعطاك مَولاك كُلَّ ما تُريد .

http://l.yimg.com/lo/api/res/1.2/f2wC36.yDE8eM1gS_j1E.w--/YXBwaWQ9bWtihttp://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image082.gif

قال ابن رجب : ومِن لطائف أسْرار اقْتران الفَرَج بالكَرب واليُسر بِالعُسر : أنَّ الكربَ إذا اشْتدَّ وعَظُمَ وتَنَاهى ، وحَصل للعبد الإياس مِن كَشفه مِن جهة المخلوقين ، وتَعَلَّق قَلبُه بالله وحده - وهذا هو حقيقةُ التوكُّل على الله - وهو مِن أعظم الأسباب التي تُطلَبُ بها الحوائجُ ، فإنَّ الله يَكْفي مَن توكَّل عليه .

رملة قسنطينة
2013-11-24, 19:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يطهّر قلوبنا
ويملأها بالتقوى آميــــــــــــــــــــــــــــــــن
التوكّل على الله مع حسن الظن فيه هي إشارة على سلامة القلوب
فيـــــــــــــــا رب اجعلنا ممن يتوكّلون عليك ويحسنون بك الظنون
واصل أخي معاذ في نشر شذى كلماتك فلا تدري ربما هناك قلب يترنّح
سيثبت بما تكتبه
بارك الله فيك وجزاك خيرا ونفع بك

الإدريسي العلوي
2013-11-24, 22:30
بارك الله فيك
وجزاك الفردوس الأعلى

معاذ1
2013-11-25, 18:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يطهّر قلوبنا
ويملأها بالتقوى آميــــــــــــــــــــــــــــــــن
التوكّل على الله مع حسن الظن فيه هي إشارة على سلامة القلوب
فيـــــــــــــــا رب اجعلنا ممن يتوكّلون عليك ويحسنون بك الظنون
واصل أخي معاذ في نشر شذى كلماتك فلا تدري ربما هناك قلب يترنّح
سيثبت بما تكتبه
بارك الله فيك وجزاك خيرا ونفع بك
حدائق من ورود الأمتنان
و جنائن أزهار من الأمنيات
أنثرها أمام دربك لعلها تسعدك كما أسعدتنا
بـ هذا الرد الاكثر من رائع
لك جوري النسيم يحفك بـ كل شئ جميل
ورود تقديري و جلَ حروف احترآمي لشخصك الكريم اخت رملة

معاذ1
2013-11-25, 18:40
بارك الله فيك

وجزاك الفردوس الأعلى


راق لي مآتصفحت هنا
ردك سلمت يداك أخي الهاشمي
وأجزل عليك من عظيم عطآيآه
بـإنتظار مروركك الدائمم
باقات الشكر والتقدير أقدمها لك