تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نادرة العصر الحافظ المحدث المجتهد الإمام أبو الفيض سيدي أحمـــد بن الصديــــق الغمــاري الحسني الدرقــاوي قدس الله سره .


الكرزازي
2009-06-18, 11:31
الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... أقدم للقراء الكرام هذه الترجمة المباركة عن مجدد علم الحديث في القرن الرابع عشر الإمــام سيدي أحمد بن سيدي محمد بن الصديق الغماري الحسني الشــاذلي الدرقــاوي رضي الله عنه ، وإليكموها :
هو: شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن التجُكاني المنصوري،الإدريسي الحسني(1).

ينتهي نسبه إلى مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

ونسبه من جهة أمه ينتهي أيضا إلى مولانا إدريس الأكبر ،فهي السيدة الزهراء حفيدة الإمام العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة الإدريسي الحسني قدس الله سره .

نسب كأن عليه من شمس الضحا .. نورا وفي فلق الصباح عمودا

المبحث الأول:ولادته ونشأته:

ولد الشيخ يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان سنة 1320 هـ (1901 م ) بقبيلة بني سعيد،في بيت عمته ،حيث كان والده في زيارتها.

وبعد شهرين من ولادته عاد به والده إلى طنجة .

وعندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده الكُتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد تلميذه (( العربي بن أحمد بودرة )) ،ثم حفظ جملة من المتون العلمية المتداولة في المغرب آنذاك،فحفظ (( المقدمة الآجرومية )) و (( الألفية بشرح ابن عقيل )) في النحو،و(( المرشد المعين للضروري من علوم الدين )) لابن عاشر ،و(( مختصر خليل )) في الفقه المالكي،و(( أم البراهين )) للسنوسي ،و(( جوهرة التوحيد ))للقاني في التوحيد،و(( البيقونية )) في المصطلح،و(( بلوغ المرام من أدلة الأحكام )) للحافظ ابن حجر.

ثم اشتغل بدرس تلك المتون،فحضر دروس شيخه العربي بودرة في النحو والصرف والتوحيد والفقه ،ودروس والده محمد بن الصديق في الجامع الكبير بطنجة في النحو والفقه والحديث وغيرها،وكان والده كثيرا ما يحدثه بقصص وتراجم العلماء يشحذ بذلك همته .

ولما بلغ من العمر تسع سنوات اصطحبه معه والده لأداء فريضة الحج،وبعد عودته استكمل حفظ القرآن الكريم.

ومنذ بلغ الخامسة عشر من العمر حبب الله إليه علم الحديث،فأقبل على قراءة كتبه،وكتب التخريج والرجال.


المبحث الثاني: طلبه العلم ورحلاته العلمية:

تلقى الشريف سيدي أحمد بن الصديق مبادئ العلوم في بلده على يد والده وتلامذته.
ثم توجه إلى مصر للدراسة بالأزهر الشريف سنة 1339 هـ ،وذلك بأمر من والده الذي عين لَه كيفية التلقي وما ينبغي أن يقدمه من العلوم،وصفة العلماء الذين ينبغي الأخذ عنهم وحضور دروسهم.

وبعد سنتين عاد إلى المغرب لحضور جنازة والدته.
ثم رجع إلى القاهرة ،واعتكف في بيته يدرس كتب الحديث ،حتى إنه بقي سنتين لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة،ولا ينام حتى يصلي الضحى ،اغتناما للوقت ،وسهرا في المطالعة والحفظ .

وفي سنة 1344هـ قدم والده القاهرة لحضور مؤتمر الخلافة،فسافر برفقته لدمشق قصد زيارة الإمام محمد بن جعفر الكتاني المقيم إذ ذاك بها،ثم رجع ووالده للمغرب،حيث قام برحلة موسعة قصد فيها لقاء علماء المغرب.

وبقي الشيخ بالمغرب حوالي أربع سنوات،أقبل فيها على الإشتغال بالحديث حفظا ومطالعة وتصنيفا وتدريسا،فدرَّس (( نيل الأوطار )) و(( الشمائل المحمدية ))،وفي هذه الفترة كتب شرحا موسعا على الرسالة ،يذكر لكل مسألة أدلتها،سماه (( تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل ))،كتب منه مجلدا ضخما إلى كتاب النكاح،ثم عدل إلى التطويل إلى الإختصار،وسمى المختصر (( مسالك الدلالة على متن الرسالة )).

وفي سنة 1349 هـ عاد إلى مصر بصحبة أخويه:عبد الله ومحمد الزمزمي ليدرسا بالأزهر،وفي هذه الفترة كتب العديد من مصنفاته التي تعرب عن تمكنه في علم الحديث ،وتردد عليه علماء الأزهر للإستفادة من علومه،وطلبوا منه جماعة – رغم صغر سنه – أن يقرأ معهم (( فتح الباري )) سردا،ويشرح لهم مقدمة ابن الصلاح.

وجلس للإملاء في المسجد الحسيني ومسجد الكيخيا إلى أن اضطر للرجوع إلى المغرب بسبب وفاة والده رحمه الله سنة 1354هـ،فاستلم الزاوية وقام بالخلافة عن والده،واعتنى بتدريس كتب السنة المطهرة،وأملى مجالس حديثية بالجامع الكبير بطنجة،فكان يملي أكثر من خمسين حديثا في المرة الواحدة بأسانيدها من حفظه بلا تلعثم،حتى إذا فرغ منها رجع للأول،فتكلم على سنده وغريبه وفقهه،ثم الثاني وهكذا.
واشتغل في هذه الفترة التأليف،وأخذ يعلن عن أفكاره الداعية إلى تقديم العمل بالحديث،ونبذ التقليد والتمذهب.

وذكر عن نفسه أنه خطط لثلاث ثورات ضد الإستعمار الإسباني،انتهت الثالثة منها بالسجن مدة ثلاث سنوات ونصف،مع غرامة فادحة.
وبعد خروجه من المعتقل أحاطت به فتن الإستعمار،ومحاولة إيذائه من الإستعمار تارة،ومن الحزبيين والمقلدين تارة أخرى،فاضطر إلى ترك المغرب سنة 1377هـ إلى القاهرة حيث استقر بها،وخلال هذه الفترة دخل الحجاز حاجا ومعتمرا مرتين،وزار دمشق وحلب والسودان.

وفاته :
مرض الامام الحافظ مولاي أحمد مرضا شديدا في غربته بالقاهرة ولزم
الفراش،ويقي على ذلك ثمانية أشهر إلى توفته المنية متأثرا بذلك يومه الأحد أول جمادى الآخرة سنة 1380 هـ رحمه الله تعالى .

وقد كان رحمه الله – كما يصفه تلاميذه ومحبوه – جميل الصورة،بهي الطلعة،بشوش الوجه،سخي اليد،كريم النفس،مرضي الخلق،يتواضعا مع الضعفاء والمساكين،ويساعدهم بماله وجاهه،زاهدا في الدنيا وعرضها.

وكان رحمه الله يكره التشبه بالكفار في اللباس والهيئة والشكل،ولا يرى النظر في الجرائد،ويكره الوظائف الحكومية.


المبحث الثالث:شيوخه وتلامذته :

تتلمذ الغماري على شيوخ كثيرين،فاقوا المائة شيخ،من أبرزهم:

¯-والده محمد بن الصديق بن أحمد الغماري الإدريسي الحسني :
شيخ الزاوية الصديقية الشاذلية،توفي رحمه الله سنة 1354 هـ،وقد خصه ابنه بمؤلفين (( التصور والتصديق بأخبار الشيخ أحمد ابن الصديق )) و (( سبحة العقيق في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن الصديق )).
حضر عليه دروسه في المسجد الكبير بطنجة،في الفقه والتفسير والحديث والتوحيد وغيرها.

¯-محمد إمام بن إبراهيم السقا الشافعي:
فقيه شافعي،درَّس بالأزهر،توفي رحمه الله سنة 1354هـ.
أخذ عنه (( المقدمة الآجرومية )) و(( الألفية بشرح ابن عقيل )) في النحو،و(( شرح التحرير )) لشيخ الإسلام زكريا في الفقه الشافعي،و(( السلم المنورق )) للأخضري في المنطق،و(( جوهرة التوحيد )) في العقيدة،وسمع عليه (( مسند الشافعي )) و(( الأدب المفرد )) وغير ذلك.
وكان يتعجب من ذكائه وسرعة فهمه،وشدة حرصه على التعليم،ويقول لَه:"لا بد وأن يكون والدك رجلا صالحا للغاية،وهذه بركته،فإن الطلبة لا يصلون إلى حضور الأشموني بحاشية الصبان إلا بعد طلب النحو ست سنين ،وقراءة (( الآجرومية )) و(( القطر )) وغيرهما،وأنت ارتقيت إليه في مدة ثلاثة أشهر".وكان يذيع هذا بين العلماء.
وكان أحيانا يقول لَه لما يرى من حرصه على قراءة الكتب التي تدرس في أقرب وقت:"أنت تريد أن تشرب العلم".

¯-محمد بن سالم الشرقاوي الشهير بالنجدي:
شيخ الشافعية ومفتيهم بمصر،توفي رحمه الله سنة 1350هـ.
أخذ عنه (( الإقناع بشرح متن أبي شجاع )) للخطيب الشربيني في الفقه الشافعي،و(( مختصر خليل )) في الفقه المالكي إلى كتاب النكاح،وحضر عليه (( شرح مشكاة المصابيح )) في الحديث.

¯-محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي الصعيدي :
مفتي الديار المصرية ومفخرتها،توفي رحمه الله سنة 1354هـ.
أخذ عنه التفسير وصحيح البخاري،ولازمه سنتين في ذلك،وحضر بعض دروسه في (( شرح الهداية )) للمرغيناني،و(( شرح الإسنوي على المنهاج )) ،وسمع منه مسلسل عاشوراء بشرطه.

¯-محمد بن إبراهيم السمالوطي القاهري المالكي:
أحد كبار علماء الأزهر المالكيين،توفي رحمه الله سنة 1353 هـ .
حضر عليه (( تفسير البيضاوي ))،و(( موطأ مالك ))،ولازمه نحو سنتين،وقرأ عليه (( التهذيب )) في المنطق،ثم أجازه إجازة عامة.

¯-أحمد بن نصر العدوي:
شيخ المالكية بمصر.
قرأ عليه (( صحيح مسلم بشرح النووي )) وأوائل (( سنن أبي داود )).

¯-عمر بن حمدان المحرسي التونسي المالكي:
شيخ شيوخ الإسناد بالحجاز،توفي رحمه الله سنة 1368 هـ.
قرأ عليه وقت قدومه القاهرة (( صحيح البخاري )) و(( الأذكار )) للنووي ،و(( عقود الجمان )) للسيوطي في البلاغة.


وله مشايخ في سماع الحديث والإجازة،من أجلهم:

¯-السيد المحدث محمد بن جعفر الكتاني،المتوفى سنة 1345 هـ.
رحل إليه الغماري لدمشق،وسمع منه حديث المسلسل بالأولية،وقرأ عليه كثيرا من مسند أحمد وغيره من كتب السنة.

¯-والسيد المحدث محمد بن إدريس القادري ،شارح (( سنن الترمذي )) ،المتوفى سنة 1350 هـ.

¯-وشيخ الجماعة السيد أحمد بن الخياط الزكاري،المتوفى سنة 1343 هـ.

¯-ومسند عصره المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي الحنفي،المتوفى سنة 1355هـ.

¯-وشيخ علماء الشام الشيخ بدر الدين البيباني،المتوفى سنة 1354 هـ.

¯-وصاحب التصانيف العديدة الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري،المتوفى سنة 1345هـ.

وغيرهم من الشيوخ،وقد ذكرهم في أثباته (( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )) و(( صلة الوعاة بالمرويات والرواة )) و((المعجم الوجيز للمستجيز )).


وأما تلاميذه:

فقد ترك العديد منهم،أشهرهم إخوته:
عبد الله ومحمد الزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز والحسن وإبراهيم .

وعبد الله بن عبد القادر التليدي والسيد المنتصر الكتاني والسيد محمد الناصر الكتاني والفقيه محمد البقالي والدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد سيوطي والشيخ عبد العزيز عيون السود والقاري محمد بن كيران الفاسي وغيرهم




المبحث الرابع : مذهبه وعقيدته ومشربه :

تفقه رحمه الله تعالى أولا على المذهب السائد في بلده وهو المذهب المالكي،ولكنه لما دخل مصر تركه،وانتسب شافعيا.ثم تركه واتبع الدليل وترك التقليد .

يقول رحمه الله تعالى:"كنت في بداية أمري مالكيا ،وضاع من عمري عامان كاملان في مختصر خليل !!،قرأته فيهما من أوله إلى كتاب النكاح بشرح الدردير وحاشية الدسوقي،وما كنت أذهب إلى الدرس إلا وأنا أعلم به من الأستاذ ،لأني كنت أحفظه شرحا ،وأحيط بجميع ما في الحاشية من الأقوال،وكنت دائما أتحرج من تلك الأقوال المجردة عن الدليل ،ولا تكاد نفسي تسلم منها شيئا دون معرفة دليلها،إلى أن زار مصر شيخنا أبو حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني،وصرت أقرأ عليه الحديث،فقلت لَه يوما:إني متضجر من كتب المالكية لعدم ذكرهم دليل الفروع،فقال:إذا أحببت أن تقف على أدلة المسائل فعليك بمطالعة كتب الشافعية ولو أصغرها كشرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ،فيادرت إلى ذلك متعطشا إليه،فلما رأيت الشافعية لا يذكرون مسألة إلا بدليلها ،وعرفت أن مذهب مالك مخالف للدليل في كثير من فروعه انتقلت إلى مذهب الشافعي...ثم بعد هذا مَنَّ الله علينا فبنذنا التقليد جملة وتفصيلا،وما بقينا نعتبر مذهبا من المذاهب أصلا!!،والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"( جؤنة العطار 2/7-9 بتصرف).

وقال رحمه الله :"ومذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق والعمل بالدليل سواء وافق الجمهور،فضلا عن الأربعة ،فضلا عن وأحد منهم،أو خالفهم ما لم يخرق الاجماع المعتبر شرعا" ( البحر العميق 1/40).

وأما عقيدته ، فقد كان ينسبها إلى السلف الصالح ومحققي الصوفية.
وكان ينبذ تأويل الصفات ،ويرى التفويض مع التنزيه،ويحكم على ما عداه بأنه بدعة وضلالة،

وفي هذا يقول ( جؤنة العطار 2/52):

ما هكذا التوحيد في إيماننا كـلا ولا التأويل ديـن المسلم
آمنت بالله العظيم كما أتى وتركت تأويل الصفات لمن عمى
ونبذت للجهمي بدعة رأيه علنا وما باليـت لـوم اللـوم
وتركت للتيمي خبث مقاله وأخذت بالدليـل الحنيف القيم


وأما في السلوك:

فقد كان رحمه الله صوفي المنزع،شاذلي المشرب،خلف أباه على الطريقة الصديقية،يحب الصوفية الصادقين منهم ويعتقدهم،ويدافع عنهم بلسانه وقلمه،فم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في اعتقاده،بما وهبهم الله من أذواق ومعارف وأسرار،ولهذا كان شديد الوطأة على من يخالف نحلتهم،أو يطعن في منهجهم.
وكان له ذوق خاص ومحبة صادقة لأهل البيت والدفاع عنهم وعداوة النواصب وتعريتهم .



المبحث الخامس : مكانته العلمية :

يعد الشيخ أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله أحد أعلام المحدثين الذين برزوا في القرون المتأخرة،ولا أدل على ذلك من كتبه وأجزائه الحديثية الكثيرة،التي برز فيها سعة اطلاعه،وتمكنه في الصناعة الحديثية،وقوة استحضاره للمتون،وبراعته في توظيف القواعد الحديثية،ومعرفته التامة بالرجال وطبقاتهم،الشيء الذي أهله لأن يدعي لنفسه الإجتهاد في التصحيح والتضعيف،والرد والقبول،بل والتجريح والتعديل.

يقول رحمه الله :"ومنها – أي من نعم الله عليه – بلوغه في الحديث إلى درجة الحفاظ الأقدمين أهل النقد والتجرير والإجتهاد والتحقيق فيه،ما لم يصل إليه أحد من المحدثين بعد الحافظ ابن حجر والسخاوي،بل وفي بعض المسائل لَه اليد المطلقة أكثر منهما وإن لم يصل إلى درجة الحفظ والإطلاع إلى درجتهما لعدم وجود الأصول التي وقفا عليها،ولو تيسرت لَه الأصول التي تيسرت لهما لما انحطت رتبته عنهما،ولله الحمد" ( البحر العميق، ص:65).

والذي يدل على تأهله لذلك أنه صحح أحاديث حكم عليها الحفاظ المتقدمون بالوضع بله الضعف،وضعف أحاديث أو حكم ببطلانها إذ حكموا هم عليها بالصحة أو الحسن.

وقد شهد بنبوغه وتفوقه في علم الحديث شيوخه الذين احتاجوا إليه في حياتهم،كالشيخ بخيت،واللبان،والخضر حسين،وعبد المعطي السقا،والمسند الطهطاوي،وعمر حمدان،ويوسف الدجوي،وغيرهم،وأخباره مع مشايخه المذكورين سطرها في (( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )).

كما شهد له بذلك العديد ممن ترجموا له وعرفوه.

-يقول الأستاذ الفقيه ابن الحاج السلمي رحمه الله تعالى:"فقيه،علامة،صاحب مشاركة في كثير من العلوم الإسلامية،وضروب الثقافة العربية الرصينة الأصيلة،إلا أن لَه تخصصا وتبريزا وتفوقا في حلبة علوم الحديث على طريقة الحفاظ الأقدمين،متنا وسندا،ومعرفة تراجم الرواة،وطرق الجرح والتعديل،وقد كون فيها نفسه بنفسه،دون أن يتتلمذ لأحد"( إسعاف الإخوان الراغبين،ص:38).

-ويقول عنه الشيخ العلامة الفقيه المؤرخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة رحمه الله تعالى:"الشيخ الحافظ المحدث المسند الناقد الراوية الكاتب المقتدر الفقيه..يعد من أكبر المحدثين اليوم بالديار المغربية" ( سل النصال للنضال،ص: 181).

-وقال عنه الشيخ العلامة أحمد بن محمد مرسي النقشبندي المصري رحمه الله تعالى :"أنه بلغ درجة إمارة المؤمنين في علم الحديث " ( مقدمة كتاب الكنز الثمين ،ص: د ).

-ويقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62)، يقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62).

-ويقول شقيقه العلامة المحدث عبد العزيز بن الصديق في (( تذكرة المؤتسي في ترجمة نفسي )) :"أحمد بن محمد بن الصديق ،شقيقي أبو الفيض ،صاحب التآليف الكثيرة المفيدة ،الحافظ الذي ألقت إليه علوم الرواية بالمقاليد ،وحاز قصب السبق في مضمارها ،وأتقن فنونها ،فلا يوجد لَه نظير في مشرق الأرض ومغربها في الإحاطة بأصولها،وأقوال أئمتها ،الحق أنه ابن حجر هذا العصر من غير منازع ولا مخالف،وتآليفه شاهدة بهذا لمن قرأها وسبر غورها" (نقلا عن:محمود سعيد ممدوح، فتح العزيز بأسانيد عبد العزيز ،ص: 7-8).

-ويقول الأستاذ المحقق محمود سعيد ممدوح – حفظه الله تعالى - :
"وهو مستحق للوصف بالحفظ،وقد وصفه بذلك جمع من أعيان شهوده من ذوي الخبرة بالحديث وعلومه،فقد اشتهر بالطلب والأخذ من أفواه الرجال،وكان على معرفة بالجرح والتعديل،وبطبقات الرواة،مع تمييز لصحيح الحديث من ضعيفه،وكان حفظه للحديث قويا،وزاد على ما سبق أمرين:
أولهما:أماليه الحديثية،قال الحافظ الذهبي في (( الموقظة ،ص:67)) :"وكان الحفاظ يعقدون مجالس الإملاء،وهذا عدم اليوم".
وثانيهما:كتابته المستخرجات،فاستخرج على (( مسند الشهاب )) للقضاعي،وجاء المستخرج في مجلدين ضخمين،ولم يكتف بالإستخراج على المسند فقط ،بل يأتي بما في الباب بشرط إيراده مسندا ليكون الكتاب كله على منوال واحد.
ووضع مستخرجا على (( شمائل الترمذي )) ،فصارت في مجلد ضخم بعد ان كانت في جزء،كما استخرج على ما أسنده السهروردي في (( عوارف المعارف)) .
وما أظن أن أحدا عمل المستخرجات بعد القرن السادس،نعم ذكر أن الحافظ العراقي استخرج على المستدرك ،لكنه لم يكمله،والله أعلم" (تزيين الألفاظ بتتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص: 104-105).

مؤلفاته :

رزق الله الامام الحافظ الشريف سيدي أحمد بن الصديق الغماري رضي الله عنه قلما سيالا،فقد دبجت يراعته العديد من المؤلفات التي أجمعت فأوعبت،وكانت غاية في الجودة والإتقان،وهكذا ازدانت المكتبة العلمية بمؤلفاته الكثيرة،وهي ما بين مبسوط ومتوسط ومختصر،أذكر هنا جملة منها،خاصة كتبه المتعلقة بالحديث وعلومه (2):

§-(( إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون )):طبع بدمشق.
كتبه بأمر من والده،لرد على ابن خلدون في الفصل الذي عقده في (( مقدمته )) الشهيرة للكلام على المهدي،حيث ضعف أحاديثه،وجرح رجال أسانيدها،فتعقبه الشيخ ،حيث أثبت تواتر أحاديث المهدي،وأبدى براعة في الكلام على الرجال جرحا وتعديلا.

§-(( الإستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة )) :طبع بمصر.
وهو جزء حديثي ،حقق فيه الشيخ حال حديث " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع "،الذي يورده أصحاب الشروح والحواشي مستدلين به على ندب البداءة بالبسملة،.

§-(( إرشاد المربعين إلى طرق حديث الأربعين )) :طبع بمصر.
وهو جزء حديثي ،حقق فيه حال حديث " من حفظ على أمتي "،وأبان فيه ضعف الحديث رغم تعدد طرقه ورواياته.

§-(( إزالة الخطر عمن جمع بين الصلاتين في الحضر )) : طبع بمصر.

§-(( إحياء المقبور بأدلة بناء المساجد والقباب على القبور )): طبع بمصر.

§-(( الإسهاب في الإستخراج على مسند الشهاب )):

في ثلاثة مجلدات ضخام مع ذكر مافي الباب
.

§-(( الأخبار المسطورة في القراءة في الصلاة ببعض السورة )):

§-(( الإستعاضة بحديث وضوء المستحاضة )):طبع ببيروت.
كتبه في بيان حال الحديث المروي عن النبي e في أمره المستحاضة بالوضوء لكل صلاة،حيث حقق صحته ،ورد على من ضعفه – وهم جمهور المحدثين - ،واستعاض عنه في الاحتجاج بالقياس .

§-(( الأربعون المتتالية بالأسانيد العالية )):

§-(( الإشراف بتخريج الأربعين المسلسلة بالأشراف )):

§-(( إظهار ما كان خفيا من بطلان حديث لو كان العلم بالثريا )):طبع ببيروت.

§-(( الإكتفاء بتخريج أحاديث الشفاء )):
وصل فيه إلى ربع الكتاب،قال الشيخ سعيد ممدوح- حفظه الله - :"وهو أوسع تخريج لأحاديث الشفاء،وقد شرعت في اختصار الإكتفاء ،ثم إكماله يسر الله تعالى إتمامه،ورزقنا الشفا بحب المصطفى صلى الله عليه وآله المستكملين الشرفا،وسلم تسليما كثيرا" (رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة، ص:158، حاشية رقم:1).



§-(( الأمالي المستظرفة على الرسالة المستطرفة في أسماء كتب السنة المشرفة )):

§-(( الإستئناس بتارجم فضلاء فاس )):

§-(( الإلمام بطرق المتواتر من حديثه عليه الصلاة والسلام )):

§-(( الأجوبة الصارفة لإشكال حديث الطائفة )):طبع ببيروت.

§-(( إسعاف الملحين ببيان حال حديث إذا ألف القلب الإعراض عن الله ابتلي بالوقيعة في الصالحين )):

§-(( الإجازة للتكبيرات السبع على الجناوة )):طبع ببيروت.

§-(( اغتنام الأجر في تصحيح حديث أسفروا بالفجر )):

§-(( البرهان الجلي في انتساب الصوفية إلى علي )):طبع بمصر.
كتبه في بيان صحة سماع الحسن البصري من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ،والرد على الحفاظ الذين تتابعوا على نفي ذلك بالأدلة والبراهين ،مع بيان سبب اختصاص الصوفية بالإمام علي عليه السلام وصحة سندهم إليه،والرد على من خالف في ذلك خاصة ابن خلدون وابن تيمية.

§-(( بيان الحكم المشروع في أن الركعة لا تدرك بالركوع )):

§-(( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )) :
هو عبارة عن ترجمة ذاتية موسعة،كتبها الحافظ لنفسه بصيغة الغائب،وهي في جزئين،الجزء الأول في حياته ودراسته ومحنه وشيوخه،والجزء الثاني في أسانيده ومروياته.

§-(( بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري )):
كتبه للرد على الشيخ العلامة محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى،وقد كان الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى ألف كتابه (( تأنيب الخطيب )) تعرض فيه للحافظ أحمد بن الصديق بعبارة فيها جفاء،فكتب الشيخ أحمد هذا الكتاب في الرد عليه ،قال الشيخ عبد الله الغماري:"جمع فيه سقطاته العلمية،وتناقضاته التي منشأها تعصبه البغيض،وقسا عليه بعض القسوة،وهو مع هذا معترف بعلمه واطلاعه،ولم يقدم الرد للطبع احتراما لصداقته..رحم الله شقيقنا والكوثري عالمي عصرهما بدون مزاحم،وجمعنا وإياهما في دار رحمته" (بدع التفاسير،ص:180).



§-(( بيان غربة الدين بواسطة العصريين المفسدين )):

§-(( البيان والتفصيل لوصل ما في الموطأ من البلاغات والمراسيل )):

§-(( تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال )):طبع بتطوان،ثم أعيد طبعه

§-(( تحسين الفعال بالصلاة في النعال )):طبع بمصر.

§-(( تشنيف الآذان باستحباب السيادة في اسمه e في الآذان )): طبع بمصر.

§-(( التصور والتصديق بأخبار الشيخ محمد بن الصديق )): طبع بمصر.

§-(( توجيه الأنظار لتوحيد العالم الإسلامي في الصوم والإفطار )): طبع بمصر.

§-(( تبيين البله ممن أنكر حديث ومن لغا فلا جمعة له )):
كتبه ردا على بعض معاصريه،الذي أنكر في رسالة لَه وجود هذا الحديث في كتب الحديث وسماها (( عقد الزبرجد في أن من لغا فلا جمعة لَه مما نقب عنه من الأخبار فلم يوجد))،فأثبت الحافظ وجوده،وانه موجود في كتاب (( تاريخ واسط )) للحافظ أسلم بن سهل الواسطي،أحد شيوخ الطبراني ،ونقل الحديث بإسناده من الكتاب المذكور.

§-(( تعريف الساهي اللاهي بتواتر حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله )):

§-(( تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل )):

§-(( تبيين المبدأ في طرق حديث:بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ )):

§-(( تحسين الخبر الوارد في الجهاد الأكبر )):

§-(( جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار )):

§-(( جهد الإيمان بطرق حديث الإيمان )):

§-(( جمع الطرق والوجوه لحديث:اطلبوا الخير عند حسان الوجوه )):

§-(( الحنين بوضع حديث الأنين )):طبع ببيروت.

§-(( حصول التفريج بأصول التخريج )): طبع بمصر.

§-(( درء الضعف عن حديث من عشق فعف )): طبع بمصر.

§-(( دفع الرجز بطرق حديث أكرموا الحبز )):

§-(( رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه )):
وهو أول كتاب للشيخ،ألفه وهو دون التاسعة عشر من عمره،وذلك عندما أمر والده أتباعه من أهل الزاوية الصديقية بحفظ كتاب الله عز وجل.

§-(( الرغائب في طرق حديث ليبلغ الشاهد منكم الغائب )):

§-(( رفع المنار لحديث من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار )):طبع بمصر.
§-(( رفض اللي بتواتر حديث من كذب علي )):

§-(( الزواجر المقلقة لمنكر التداوي بالصدقة )):

§-(( زجر من يؤمن بطرق حديث لا يزني الزاني وهو مؤمن )):

§-(( سبل الهدى في إبطال حديث اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا )): طبع بمصر.

§-(( سبحة العقيق في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن الصديق )):

§-(( شهود العيان بثبوت حديث رفع عن أمتي الخطأ والنسيان )):

§-(( الصواعق المنزلة على من صحح حديث البسملة )):

§-(( صفع التياه بإبطال حديث ليس خيركم من ترك دنياه )):

§-(( صلة الوعاة بالمرويات والرواة )):

§-(( صرف النظر عن حديث ثلاث يجلين البصر )):

§-(( طباق الحال الحاضرة لخير سيد الدنيا والآخرة )):

§-(( الطرق المفصلة لحديث أنس في البسملة )):

§-(( طرفة المنتقي للأحاديث المرفوعة من زهد البيهقي )):

§-(( عواطف االطائف بتخريج أحاديث عوارف المعارف )):طبع بالإمارات العربية المتحدة. في مجلدين وهو تخريج ومستخرج

§-(( العتب الإعلاني لموثق صالح الفلاني )):

§-(( العقد الثمين في حديث إن الله يبغض الحبر السمين )):

§-(( غنية العارف بتخريج أحاديث عوارف العارف )): طبع بالإمارات.

§-(( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي)): طبع بمصر.

§-(( فصل القضاء في تقديم ركعتي الفجر على صلاة الصبح عند القضاء )):طبع ببيروت.

§-(( فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب )):طبع ببيروت.

§-(( فك الربقة بطرق حديث الثلاث وسبعين فرقة )):

§-(( قطع العروق الوردية من صاحب البروق النجدية )):

§-(( كشف الرين في طرق حديث مر على قببرين )):

§-(( الكسملة في تحقيق الحق في أحاديث الجهر بالبسملة )):

§-(( كشف الخبي بجواب الجأهل الغبي )):

§-(( كتاب الحسن والجمال والعشق والحب من الأحاديث المرفوعة خاصة )):

§-(( لب الأخبار المأثورة في مسلسل عاشورا )):طبع بطنجة.

§-(( لثم النعم بنظم الحكم )):

§-(( ليس كذلك )): طبع ببيروت.
كتاب في الاستدراك على الحفاظ ،وتعقب بعض ما وقع لكبارهم من إطلاقات،وهو يدل على سعة حفظه ،وعظيم اطلاعه.

§-(( المنح المطلوبة في استحباب رفع اليدين في الدعاء بعد المكتوبة )):طبع بفاس،ثم أعيد طبعه بعناية الشيخ أبي غدة.

§-(( مطالع البدور في بر الوالدين )):طبع بطنجة.

§-(( المثنوني والبتار في نحر العنيد المعثار الطاعن فيما يصح من السنن والآثار )):
كتبه ردا على الشيخ الخضر الشنقيطي رحمه الله تعالى ،الذي ألف رسالة في الانتصار للسدل في الصلاة والرد على من رجح سنية القبض،وسماها (( إبرام النقض لما قيل في أرجحية القبض ))،فرد عليه المؤلف بهذا الكتاب.

§-(( مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب )): طبع بمصر.

§-(( مفتاح الجامع الصغير للطبراني )):

§-(( المداوي لعلل المناوي )): طبع بمصر.
ناقش فيه الشيخ المناوي رحمه الله تعالى في شرحه للجامع الصغير،وما وقع لَه فيه من أغلاط حديثية مرتبطة بالتصحيح والتضعيف والتعليل ،والكلام على الرجال جرحا وتعديلا.

§-(( المستخرج على الشمائل المحمدية )):

§-(( المؤانسة بالمرفوع من حديث المجالسة للدينوري )):

§-(( المعجم الوجيز للمستجيز )):طبع بمصر.

§-(( مسالك الدلالة على مسائل الرسالة )): طبع بمصر.

§-(( المسهم بطرق حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم )): طبع بمصر.

§-(( المنتده بتواتر حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )):

§-(( موارد الأمان بطرق حديث الحياء من الإيمان )):

§-(( المناولة في طرق حديث المطاولة )):

§-(( مسامرة النديم بطرق حديث دباغ الأديم )):

§-(( مجمع فضلاء البشر من أهل القرن الثالث عشر )):

§-(( مناهج التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق )) :

§-(( المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )): طبع بمصر.
كتبه لبيان ما وقع في كتاب الجامع الصغير للسيوطي رحمه الله تعالى من أحاديث موضوعة،حيث ذكر فيه نحوا من أربعمائة وخمسين حديثا،واستدرك عليه أخوه العلامة عبد العزيز ابن الصديق نحوا من مائة وسبيعين حديثا في كتابه (( المشير إلى ما فات المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )).

§-(( الميزانيات )):

§-(( منية الطلاب بتخريج أحاديث الشهاب )):

§-(( نفث الروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع )):

§-(( نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة )):

§-(( نصب الجرة لنفي الإدراج عن الأمر بإطالة الغرة )):

§-(( الهداية في تخريج أحاديث البداية )):طبع ببيروت.

§-(( هداية الصغراء بتصحيح حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء )):

§-(( الهدي المتلقى من حديث أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )):

§-(( وشي الإهاب بالمستخرج على مسند الشهاب )):

§-(( وسائل الخلاص من تحريف حديث من فارق الدنيا على الإخلاص )):
ألفه ردا على من صحف حديث :" من فارق الدنيا على الإخلاص "،فكتبه " من رزق الدنيا على الإخلاص "!!،واستنبط منه أن الحديث يحض على اقتناء الدنيا ،فرد عليه المؤلف بهذه الرسالة.







(1) – مصادر ترجمته :

أحمد بن الصديق،البحر العميق في مرويات ابن الصديق - طبع بالقاهرة في دار الكتبي
سبحة العقيق في ترجمة سيدي محمد بن الصديق - مخطوط -.
عبد الله بن الصديق، سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ،ص:55.
عبد السلام بن سودة، سل النصال للنضال بذكر الشيوخ وأرباب الكمال ،ص:181.
إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع،ص:574.
ابن الحاج السلمي ، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين،ص:34 .
عبد الله التليدي ، حياة الشيخ أحمد بن الصديق .
تحفة القاري في بعض مبشرات وكرامات أحمد بن الصديق الغماري.
محمود سعيد ممدوح ، تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع ، ص:71.
تزيين الألفاظ بتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص:101 .
مسامرة الصديق ببعض أحوال أحمد بن الصديق، ج1 ص:7.
للشيخ محمود سعيد ممدوح

(2)- ينظر في تعداد مؤلفاته:أحمد بن الصديق، البحر العميق 1/83، والهداية في تخريج أحاديث البداية،مقدمة المحقق 1/56، وعبد الله التليدي، حياة الشيخ أحمد بن الصديق ، ص:85.

مهاجر إلى الله
2009-06-18, 12:24
اما احمد صديق الغماري فهو رجل ضال مبتدع صوفي ...وعن قريب يأتيك التفصيل والبيان





بسم الله الرحمن الرحيم

مقال للشيخ: سليمان الخراشي
المصدر: الالوكة (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=5618)


كرامات غمارية .. ( الغماري يتصرف في الكون كله ) !!



هذه بعض الكرامات الغمارية التي ذكرها أحمد الغماري في كتابه " التصور والتصديق " ؛ يرى القارئ من خلالها كيف وصل الحال بهؤلاء الخرافيين إلى منازعة الله في ربوبيته ؛ ليصرفوا بذلك عامة الناس عن إخلاص العبادة لله وحده ، واستبدالها بتقديس أساطين الخرافة ، المُتكسبين بها مالا أو جاهًا .

والحمد لله أن انتشار التعليم بين المسلمين ، وترقيهم في الاطلاع والثقافة ، مع ظهور دعوة التوحيد ، قد ساهم بشكل كبير في اختفاء مثل هذه المظاهر الخرافية ، أو على الأقل استخفاء أهلها بها خوفًا من التشنيع عليهم ؛ فرأينا – مثلا – من يُعيد طبع الكتب الصوفية ، ويحذف ما فيها من خرافات ؛ لعلمه أن الحال قد تغير ، وأن الناس لم تعد تنطلي عليهم مثل هذه الحكايات والمنامات .. الخ .

ولاشك أن طلبة العلم الفضلاء يعلمون ماسببته تلك العقائد الشركية من تخلف للأمة ، واحتلال الأعداء لأراضيها ؛ بسبب افتقاد الشرط المهم من شروط النصر والعزة : ( .. يعبدونني لايشركون بي شيئًا ) . فلابد من التواصي بكشف زيفها ، وتحذير المسلمين منها ومن تبعاتها ، على دينهم ودنياهم ، ودعوتهم إلى التعلق بالله وحده .

الكرامات الغمارية :
وهي لوالده وأجداده ، ورقم الصفحة يلي كل مقطع :
- أحدهم ( كان يقيم بموضعين من القبيلة المذكورة ، وله في كل منهما تلامذة ، وأصحاب أحدهما يسمى بيدر، والآخر ورطاس، وبهذا الأخير كانت وفاته، وبه دفن أولاً، ثم جاء أهل بيدر ونقلوه إليها ، فلما علم أهل ورطاس بذلك قصدوهم إلى مدفنه الأول، فامتنع من ذلك أهل بيدر ، ووقع بينهم نزاع كاد يفضي إلى المحاربة والقتال، فبينما هم كذلك إذ وقف الشيخ على واحد منهم في رؤيا منامية، فقال له: لم هذا النـزاع وأنا موجود بالقبرين معاً، فمرهم يحفرون على القبرين فإنهم يجدوني في كل منهما ؟ فلما أخبرهم بما رأى فعلوا ذلك، فوجدوا الشيخ في كل من القبرين، فرضي الفريقان، وبنى كل واحد على القبر الذي عنده قبة، هما موجودتان إلى الآن، وكلتاهما مزارة مقصودة ) !! ( 6-7) . هذه الزبدة !

- أحدهم : ( نزل على أحد سكان القرية فأكرمه باعتباره ضيفاً غريباً، ثم كلفه برعي غنمه، فكان يخرج بها صباحاً ثم يذهب إلى محل بعيد فيه حفرة واسعة فيجمعها هناك ، ثم يقبل على العبادة إلى آخر النهار ثم يعود بها، وأحياناً يذهب لناحية أخرى فيتركها وحدها وينصرف، فمر ذات يوم بعض الناس على تلك الغنم، ورأى ذئباً يحوم حولها، فذهب إلى ربها وأخبره، فذهب للتحقق مما قال فوجد الغنم ترعى والذئب يحرسها، فتعجب مما رأى ورجع إلى موضعه، فلما جاء المترجَم آخر النهار سأله عن الحقيقة وألح عليه في ذلك، فأخبره أنه يذهب إلى مكة المكرمة للصلاة بها !! ويترك الذئب حارساً للغنم، فترك الرجل بعد ذلك تكليفه برعي الغنم، وقال له: اشتغل بعلمك وعبادتك، ولا تفكر في القوت والمؤنة، وبالغ في تعظيمه ) . ( 7 ) .

- أحدهم : ( قصد ضريح ولي الله سيدي أحمد الفلالي، فكان يختم فيه كل ليلة ختمة كاملة من القرآن العظيم في الصلاة، ويسأل الله تعالى أن ييسر له من يأخذ عنه العلم، لأنه تحير في ذلك، ولم ينشرح صدره لطلبه بفاس، فاستمر على ذلك أربعين ليلة ختم فيها أربعين ختمة، وصبيحة اليوم الحادي والأربعين نزل من ضريح الشيخ المذكور، فوجد بالطريق رجلاً منكمشاً في مرقعته من شدة البرد، وعن يمينه وشماله أكوام من الثلج ، وحال الغربة بادية عليه فسلم، وسأله عن حاله، فأجابه بأنه غريب مسكين، فطلب منه الشيخ أن ينـزل معه، فامتنع واعتذر بأن رجليه حافيتان ولا يقدر على المشي في الثلج بدون حذاء فخلع الشيخ حذاؤه وأعطاه إياه، فلبسه ونزل معه ، فأطعمه وأكرمه، وبقي معه ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع قال له: أتعرف من أنا، قال : لا. قال : أنا من بلاد بعيدة جئت مخصوصاً من أجلك ، أرسلني سيدي علي بن أحمد من جبل صرصر لأعلمك العلم، ففرح غاية بهذه الكرامة التي أجاب الله بها دعوته على يد الولي الشهير سيدي علي بن أحمد وذلك من طريق الغيب والتصرف بعد الموت ) !! ( 8-9) .

- والده : ( كان الشيخ رضي الله عنه في بداية أمره يعمل بظاهر الحديث المذكور ويهتم بأمر المسلمين اهتماماً ما رآه الراؤون من أحد من أهل عصره لا سيما العلماء ، ودام يسعى في ذلك أزيد من خمس عشرة سنة بما يطول شرحه ولا يساعد الوقت على ذكره ، ثم صار في نهايته يعمل بباطن الحديث أيضاً ، فسلم الأمر لله وصار يترقب ما يبرز من الحضرة الإلهية دون وساطة بشر أو سعي مخلوق. وكذلك صار في آخر عمره لا يتكدر مما عليه الناس من كثرة المعاصي والمخالفات، ولا يتأسف على ذلك ولا يكثر من ذكره إلا على سبيل القلة والندرة ، بخلاف ما كان عليه في بداية أمره ؛ فإنه كان كثير التعرض لذلك في دروسه وخطبه ومجالسه بقصد تغيير المنكر والتنبيه عليه ، وذلك أيضاً من كمال المقام في المعرفة وهو مقام عدم الاعتراض على شيء من الأقدار الإلهية ولو خاطراً كما ذكر العارف الشعراني، قال : وهو مقام عزيز لا يثبت فيه إلا من أطلعه الله تعالى على اللوح المحفوظ وعرف ما سبق به العلم الإلهي ) . ( 164-165) . هذا سبب تعاون الصوفية مع أعداء الأمة ، ورضاهم بالاستعمار !

- قال أحمد : ( حدثني من ذهب أخيراً إلى بعض الأولياء وكان متخوفاً عليّ من بعض الحوادث الوقتية فقال له ذلك الولي : والله ما يتوصلون منه ولا إلى قلامة ظفر لا ظاهراً ولا باطناً ، فإن والده هو الذي يتصرف في الكون كله ) !! ( 172) . نعوذ بالله من الشرك البواح .

- ( ومنها ما حدثني به بعض الصالحين من أصحابه قال : ذهبت إلى الشيخ يوماً وأذن لي بالدخول ، فلما أقبلت على المحل الذي هو به رأيت ذاته عظيمة جداً قد حازت ركناً كبيراً من الغرفة ، فدهشت لذلك ، فلما وقع بصره علي تبسم وقال : مرحباً ، فزال عني ما أصابني من الدهش ، ثم رجع جسمه إلى حالته الاعتيادية ) ! ( 187 ) .

فائدة : قال في ص 63 عن والده : ( ويحب مذهب الزيدية ويعترف بفضلهم وبراعتهم في الفقه واستنباط المسائل ، وذكر الدليل في كتبهم ، وكان يحبها ويرغب في الحصول عليها ويسأل عنها بتلهف ) . أظن هذا هو السبب في تشيع الغماري ، وطعنه في معاوية - رضي الله عنه - خاصة ، مع عدم نسيان " صلة التصوف بالتشيع " .






يتبع إن شاء الله

أبو حمزة الشامي
2009-06-19, 14:23
التصرف بإذن الله تعالى سواء كان من قبل الملائكة أو من قبل البشر لا يقدح بالعقيدة طالما أن الفاعل هو الله أو أن المتصرف يتصرف بإذن الله، ودونك قصة الخضر عليه السلام في قتل الغلام، فقد كان يتصرف بإذن الله، ودونك قصة سيدنا عيسى حيث كان يحي الموتى بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ويعمل ما لا يستطيعه غيره من الخلق، والقرآن لا يتكلم بشرك.. وإنما الشرك إن اعتقد أنه فلاناً يتصرف بشكل استقلالي عن إرادة الله فهذا هو الشرك بعينه ..
ولقد أوتي سيدنا عيسى (عليه السلام) أربع حالات يعجز عنها البشر مهما أوتوا من قوة العلم هي:
1- خلق الطير من الطين ومن دون تناسل.
2- نفخ الروح في الطير المصنوع من طين.
3- إبراء الأكمة والأبرص.
4- إحياء الموتى.

وقبل أن نخوض في الأدلة من آثار الصحابة نذكر قول ابن تيمية رحمه الله في هذه القضية، إذ يقول في مجموع فتاويه [الجزء 4صفحة 379] في حديثه عن المقارنة بين الملائكة وبني آدم:
[وقد قالوا : إن علماء الآدميين مع وجود المنافي أحسن وأفضل , ثم هم في الحياة الدنيا وفي الاخرة يلهمون التسبيح, كما يلهمون النفس , وأما النفع المتعدي , والنفع للخلق , وتدبيرالعالم , فقد قالوا : هم تجري أرزاق العباد على أيديهم , وينزلون بالعلوم والوحي , ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة .
الجواب : أن صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه , ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع في المذنبين , وشفاعته في البشر كي يحاسبوا , وشفاعته لأهل الجنة حتى يدخلوا الجنة . ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة , وأين هم من قوله(وماارسلناك إلا رحمة للعالمين)[الانبياء 107:]؟ واين هم من الذين يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة)[الحشر: 9) ؟
وأين هم ممن يدعون الى الهدى ودين الحق , ومن سن سنة حسنة؟ وأين هم من قوله صلى الله عليه وسلم : إن من امتي من يشفع أكثر من ربيعة ومضر , وأين هم من الاقطاب , والاوتاد , والاغواث , والابدال , والنجباء؟]اهـ
إن القول بجواز تصرف الأولياء بإذن الله لا يقدح بالعقيدة، لأن كل مسلم يؤمن بأن للملائكة تصرف في الأرزاق وفي النفخ بالصور وفي الأمطار ويوجد ملك للجبال وملك للبحار... ولا غرابة ، فإن لهم تصرف كل حسب وظيفته، وللأولياء أيضاً وظائف خاصة لا يعلمها إلا الذين هم من أهلها.
وإن للمسيخ الدجال تصرف في إنزال الأمطار وإخراج الكنور وطي الأرض وغيرها من الخوارق، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت.
فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما إسراعه في الأرض ؟ قال كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنونبه ويستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر ، والأرض فتنبت ، فتروح عليهم سارحتهم أطولما كانت ذرا وأسبغه ضروعا وأمده خواصر ، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله ،فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ، ثم يدعو رجلا ممتلئا شباباً ، فيضربهبالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغـرض ، ثم يـدعـوه فيقبل ويتهلل وجهـه يضحك ...الخ . رواه مسلم حديث 2937، فهل إذا قلنا أن الدجال يحي الموتى بإذن الله كفرنا؟؟؟!!!
فهذه الأخبار متفقة عليها بين أهل السنة والجماعة وهي من المعلوم بالتواتر، فلماذا نجوِّز التصرف لكافر (أمثال المسيخ الدجال) ولا نجوزه على أولياء الله الصالحين ؟؟؟!!، أليس هذا من الجهل بمكان؟؟؟
أقول: وما المانع من أن يسخر الله عز وجل لعبد من عباده شيئاً من الخلق، وهو الذي قال: هو الذي سخر لكم ما في الأرض جميعاً، والتسخير وارد في الشريعة، ولا ينافي التسخير التوحيد إن كان معتقد ذلك أن الله هو الذي سخره له وأنه متصرف فيه ..

وسأذكر نبذة وأمثلة قليلة جداً من تسخير الله عز وجل لأوليائه بعض خلقه من أرض أو هواء وغيرهما لكي تتعظ:
قال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة : أخرج البيهقي وأبو نعيم واللالكائي وابن الأعرابي والخطيب عن نافع عن ابنعمر بإسناد حسن قال : وجّه عمر جيشاً ورأس عليهم رجلاً يُدعى سارية فبينا عمر رضيالله عنه يخطب جعل ينادي : يا سارية الجبل ، ثلاثا ، ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر : فقال : يا أمير المؤمنين ، هزمنا فبينا نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي يا ساريةالجبل ، ثلاثا فأسندنا ظهرنا إلى الجبل فهزمهم الله قال قيل لعمر إنك كنت تصيح بذلكو ذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم .

ومن تسخير الأرض لسيدنا عمر بن الخطاب يقول الإمام السبكي في [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 324 ، 325]: قال إمام الحرمين رحمه الله في كتاب الشامل : إن الأرض زلزلت في زمن عمر رضى اللهعنه ، فحمـد الله وأثنى عليـه والأرض ترجـف وترتج ، ثم ضربها بالدرة وقـال : أقري ،ألم أعدل عليك ، فاستقرت من وقتها .قال السبكي بعد ذلك : قلت : كانعمر رضى الله عنه أمير المؤمنين على الحقيقة في الظاهر والباطن وخليفة الله في أرضهوفي ساكني أرضه ، فهو يعزر الأرض ويؤدبها بما يصدر منها كما يعزر ساكنيها علىخطيئاتهم ، فإن قلت : أيجب على الأرض تعزير وهى غير مكلفة ؟ قلت : هذا الآن جهلوقصور على ظواهر الفقه ، اعلم أن أمر الله وقضاءه متصرف في جميع مخلوقاته ثم منهظاهر وباطن ، فالظاهر ما يبحث عنه الفقهاء من أحكام المكلفين ، والباطن ما استأثرالله بعلمه ، وقد يطلع عليه بعض أصفيائه ، ومنهم الفاروق سقى الله عهده فإذا ارتجتالأرضبين يدي من استوى عنده الظاهر والباطن عزرها ، كماإذا زل المرء بين يدي الحاكم وانظر خطابه لها وقوله)) : ألم أعدل عليك))،والمعنى والله أعلم : أنها إذا وقع عليها جور الولاة جديرة بأن ترتج غير ملومة علىالتزلزل بما على ظهرها ، وأما إذا لم يكن جور بل كان الحكم بالقسط قائما ففيمالارتجاج وعلام القلق ولم يأت الوقت المعلوم ، فما لها أنْ ترتج إلا في وقتينأحدهما الوقت المعلوم .

ومن تسخير نهر النيل وطاعته لسيدنا عمر بن الخطاب يقول أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب العظمة : حدثنا أبو الطيب ، حدثنا علي بن داود ، حدثناعبد الله بن صالح ، حدثنا ابن لهيعة ، عن قيس بن الحجاج ، عمن حدثه قال :
لمافتحت مصر أتى عمرو بن العاص رضي الله عنه حين دخل أول يوم من أشهر العجم ، فقالوا : أيها الأمير إنّ لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها ، فقال لهم : وما ذاك ؟ قالوا : إذا كان إحدى عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضيناأبويها ، وجعلنا عليها من الثياب والحلي أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل ،فقال لهم عمرو بن العاص رضي الله عنه : إنّ هذا أبداً لا يكون في الإسلام ، وأنّالإسلام يهدم ما كان قبله ، فأقاموا يومهم والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتىهموا بالجلاء ، فلما رأى ذلك عمرو رضي الله عنه كتب إلى عمر بن الخطّاب رضي اللهعنه بذلك ، فكتب : أنْ قد أصبت بالذي فعلت ، وأنّ الإسلام يهدم ما كان قبله ، وبعثبطاقة في داخل كتابه ، وكتب إلى عمرو رضي الله عنه : إني قد بعثت بطاقة داخل كتابيإليك فألقها في النيل ، فلما قدم كتاب عمر رضي الله عنه إلى عمرو بن العاص رضي اللهعنه أخذ البطاقة ففتحها ، فإذا فيها : من عبد الله عمر رضي الله عنه أميرالمؤمنين إلى نيل مصر ، أما بعد ، فإنْ كنت تجري من قبلك فلا تجر ، وإنْ كان اللهعز وجل يجريك فأسأل الله الواحد القهّار أنْ يجريك قال : فألقى البطاقة في النيلقبل عيد الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء منها ، لأنه لا تقوم مصلحتهم فيها إلابالنيل ، فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله عز وجل ستة عشرذراعاً في ليلة واحـدة ، وقطـع الله عز وجـل تلك السنة السـوء عـن أهـل مصر إلىاليـوم. [كتاب العظمة ص 318 رقم 940 ط. دار الكتب العلمية / بيروت].

وقال السبكي في [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 326] : قصة النيل ، وذلك أن النيل كان في الجاهلية لا يجري حتى تلقى فيه جاريةعذراء في كل عام ، فلما جاء الإسلام وجاء وقت جريان النيل فلم يجر أتى أهل مصر عمروبن العاص فأخبروه أنّ لنيلهم سنة وهو أنه لا يجرى حتى تلقى فيه جارية بكر بينأبويها ويجعل عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، فقال لهم عمرو بن العاص : إنهذا لا يكون وإن الإسلام يهدم ما قبله ، فأقاموا ثلاثة أشهر لا يجرى قليلاً ولاكثيراً ، حتى هموا بالجلاء ، فكتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب بذلك ،فكتب إليه عمر : قد أصبت ، إنّ الإسلام يهدم ما قبله، وقد بعثت إليك بطاقة فألقها في النيل ففتح عمرو البطاقة قبل إلقائها ، فإذا فيهامن عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر : أما بعد ، فإن كنت تجري من قِبَلِكَ فلا تجر ،وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك ،فألقى عمرو البطاقة في النيل قبل يوم الصليب ، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروجمنها فأصبحوا وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا في ليلة .
قال السبكي : فانظر إلىعمر كيف يخاطب الماء ويكاتبه ويكلم الأرض ويؤدبها ، وإذا قال لك المغرور : أين أصلذلك فى السنة ؟ قل : أيها المتعثر فى أذيال الجهالات ، أيطالب الفاروق بأصل ؟! وإنشئت أصلاً فهاك أصولا لا أصلا واحدا ، أليس قد حن الجذع إلى المصطفى (ص) حتى ضمهإليه ؟ أليس شكى إليه البعير ما به ؟ أليس فى قصة الظبية حجة ؟ ، والأصول فى هذاالنوع لا تنحصر وسنذكر مالك أن تضمه إلى هذا فى ترجمة الإمام فخر الدين فى مسألةتسبيح الجمادات حيث نرد عليه ثم إنكاره لذلك .


ومن تصرف سيدنا عبد الله بن عمر: قال السبكي أثناء ذكره لكراماتالأولياء : ومنها على يد ابن عمر رضى الله عنهما ، حيث قال للأسد الذي منع الناسالطريق : تنح ، فبصبص بذنبه وذهب . [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 332]
وقال القرطبي أثناء ذكره لكراماتالأولياء : ومن ذلك خبر ابن عمر رضي الله عنه أنه كان في بضع أسفاره فلقي جماعة وقفوا على الطريق خوفا من السبع ، فطرد السبع عن طريقهم ثم قال إنما يسلط الله على ابن آدم ما يخافه ، ولو أنه لم يخف غير الله لم يسلط عليه شيء . [الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383 ط. دار التراث العربي].

ومنها تسخير الرياح لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام: قال السبكي أثناء بيانه لما يعتقد به من كرامات الأولياء : الثامن طاعة الحيوانات لهم كما في حكاية الأسد مع أبى سعيد بن أبى الخير الميهنى وقبله إبراهيم الخواص ، بل وطاعة الجمادات ، كما في حكاية سلطان العلماء شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام ، وقوله في واقعة الفرنج : يا ريح خذيهم فأخذتهم [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 340].

ومنها تسخير الأسد لعامر بن عبد قيس: قال اللالكائي الطبري في كرامات الأولياء : أنبأنا عبد الله بن مسلم بن يحيى ، قال أنبأنا الحسين بن إسماعيل ، قال أنبأنا عمر بن شبة ، قال حدثنا يوسف بن عطية ، قال حدثنا المعلى بن زياد القردوسي ، عن عامر بن عبد قيس : أنه مر بقافلة قد حبسهم أسد من بين أيديهم على طريقهم فلما جاء عامر نزل عن دابته ، فقالوا : يا أبا عبد الله إنا نخاف عليك من الأسد ! قال : فقال : إنما هو كلب من كلاب الله عز وجل إن شاء أن يسلطه سلطة وإن شاء أن يكفه كفه ، فمشى إليه حتى أخذ بيديه أذني الأسد فنحاه عن الطريق وجازت القافلة ، وقال : إني أستحي من ربي تبارك وتعالى أن يرى من قلبي أني أخاف من غيره .[ كرامات الأولياء ص 206 رقم 169].


ومن التصرف تسخير النهر لسيدنا العلاء الحضرمي: قال السبكي أثناء ذكره لكراماتالأولياء : وعلى يد العـلاء بن الحضرمي رضي الله عنه ، وقد بعثه النبي (ص) فى غزاةبجيش فحال بينهم وبين الموضع البحر ، فدعا الله ومشوا على الماء . [طبقات الشافعية الكبرى ج2 ص 333]
وقال القرطبي أثناء حديثه عنكرامات الأولياء : ومن ذلك حديث العلاء بن الحضرمي بعثه رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم في غزاة فحال بينهم وبين الموضع الذي يريدونه قطعة من البحر فدعا اللهباسمه الأعظم ومشوا على الماء . [الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي ص 383]

ومن التصرف تسخير الله النهر لأبي مسلم الخولاني:قال الإمام أحمد بن حنبل في كتاب الزهد : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان ، عن حميد بن هلال أو غيره : أنّ أبا مسلم الخولاني مر بدجلة وهي ترمي بالخشب من مدها فمشى على الماء ثم التفت إلى أصحابه فقال : هل تفقدون من متاعكم شيئا فتدعوا الله عز وجل. [كتاب الزهد لأحمد بن حنبل ص 383]، [تاريخ مدينة دمشق ج27 ص 210 – إلى – 212]
ومنه تسخير الله النار لأبي مسلم الخولاني : (كسيدنا إبراهيم عليه السلام): قال ابن تيمية : وكان العنسي قد استولى على أرضاليمن في حياة النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم قتله الله على أيدي عبادهالمؤمنين ، وكان قد طلب من أبي مسلم الخولاني أنْ يتابعه فامتنع ، فألقاه في النارفجعلها الله عليه برداً وسلاماً كما جرى لإبراهيم الخليل صلوات الله عليه ، وذلك معصلاته وذكره ودعائه لله مع سكينة ووقار .[ مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 666 ، 667] .

يقول الإمام الشوكاني في كتابه ( قطر الولي ) ص257-259:
((جواز الكرامات: ومن وُهِب له هذه الموهوبات الجليلةوتُفضِّلَ عليه بهذه الصفات الجميلة فغير بعيد، ولامستنكر أن تظهر على يده من الكرامات التي لاتنا في الشريعة والتصرفات في مخلوقات الله عز وجل الوسيعة، لأنه إذا دعاه أجابه وإذا سأله أعطاه ،ولم يصب من جعل ما يظهر من كثير من الأولياءمن قطع للمسافات البعيدة، والمكاشفات المصيبة ،والأفعال التي تعجز عنها غالب القوىالبشريَّة ،من الأفعال الشيطانية وَ التصرفات الإبليسية.
فأن هذا غلط واضح ،لأن من كان مجاب الدعوة لا يمتنع عليه أن يسأل الله أن يوصله إلى أبعد الأمكنة التي لا تقطع طريقها إلا في شهور في لحظة يسيرة، وهو القادر القوي الذي ما شاءه كان ،وما لم يشأه لم يكن ، وأي بُعد في أن يجيب الله دعوة من دعاه من أوليائه في مثل هذاالمطلب وأشباهه . وفي مثل هذا يقال ما قاله الشاعر:
والناس ألف منهم كواحدٍ ** وواحد كالألف إن أمر عَفَا
وقال الآخر:
ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً ** من الناس حتى عُدَّ ألفٌب واحد
بل هذا الذي تفضل الله عليه بهذه التفضلات لا يَعْدِلُه الألف ولاالآلاف ممن لم ينل ما نال، ولا ظفر بشيء من هذهالخصال.
فما لك والتردد حول نجد ** وقد غَصت تهامة بالرجال
ومن نظر في مثل الحلية لأبي نعيم،وصفوة الصفوة لابن الجوزي عرف صحة ما ذكرناه، وما كان عطاء ربك محظوراً... - إلى أن قال الشوكاني-: والحاصل أن الله سبحانه يتفضل على عباده بما يشاء، والفضل بيده، من شاء أعطاه، ومن شاء منعه.
وليس لنا أن ننكر إلا ما أنكرته الشريعة المطهرة. فمن جاء بما يخالفها دفعناه ومنعناه.
وأما مجرد استبعاد أن يهب الله سبحانه لبعض عباده أمراً عظيماً ويعطيه ما تتقاصر عنه قوى غيره من المنح الجليلة، والتفضلات الجزيلة فليس مرادات المتصفين بالإنصاف)). انتهى

فائدة : قال في ص 63 عن والده : ( ويحب مذهب الزيدية ويعترف بفضلهم وبراعتهم في الفقه واستنباط المسائل ، وذكر الدليل في كتبهم ، وكان يحبها ويرغب في الحصول عليها ويسأل عنها بتلهف ) . أظن هذا هو السبب في تشيع الغماري ، وطعنه في معاوية - رضي الله عنه - خاصة ، مع عدم نسيان " صلة التصوف بالتشيع " .
أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة هم طائفة الزيدية، وكل علماء أهل السنة والجماعة أخذوا علم الفرائض من فقهاء الزيدية، فهل أهل السنة عندك روافض؟؟
ويا من ترمي السادة الصوفية بصلتهم بالروافض هل تعرف الفرق بين الروافض وبين الصوفية قبل أن تقول هذا الاتهام؟؟

فالمفارقات الجوهرية بين السادة الصوفية السنة وبين الشيعة النقاط التالية:
1-تبجيل الصحابة وعدم سب وتكفير واحد منهم.
2- الاعتراف بإمامية أبي بكر الصديق ثم بخلافة سيدنا عمر بن الخطاب ثم بعثمان بن عفان ثم بعلي بن أبي طالب على الترتيب.
3- القول بأن الله يرى يوم القيامة.
4- اعتبار المذاهب الأربعة الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية مراجع فقهية لهم.
5- اعتبار العقيدة الأشعرية والماتريدية مرجع في عقيدتهم كأهل سنة وجماعة.
6- اعتبار الكتب الحديثية للسنة مرجع أساسي لهم كالبخاري ومسلم والترمذي ... وغيرهم .
7- عدم اعتبار العصمة إلا للأنبياء والمرسلين، وعدم القول بعصمة غيرهم من أهل البيت أو الصحابة.
فهذه أبرز النقاط التي تميز الصوفية (كأهل سنة وجماعة) عن الشيعة