الكرزازي
2009-06-18, 11:31
الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... أقدم للقراء الكرام هذه الترجمة المباركة عن مجدد علم الحديث في القرن الرابع عشر الإمــام سيدي أحمد بن سيدي محمد بن الصديق الغماري الحسني الشــاذلي الدرقــاوي رضي الله عنه ، وإليكموها :
هو: شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن التجُكاني المنصوري،الإدريسي الحسني(1).
ينتهي نسبه إلى مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ونسبه من جهة أمه ينتهي أيضا إلى مولانا إدريس الأكبر ،فهي السيدة الزهراء حفيدة الإمام العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة الإدريسي الحسني قدس الله سره .
نسب كأن عليه من شمس الضحا .. نورا وفي فلق الصباح عمودا
المبحث الأول:ولادته ونشأته:
ولد الشيخ يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان سنة 1320 هـ (1901 م ) بقبيلة بني سعيد،في بيت عمته ،حيث كان والده في زيارتها.
وبعد شهرين من ولادته عاد به والده إلى طنجة .
وعندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده الكُتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد تلميذه (( العربي بن أحمد بودرة )) ،ثم حفظ جملة من المتون العلمية المتداولة في المغرب آنذاك،فحفظ (( المقدمة الآجرومية )) و (( الألفية بشرح ابن عقيل )) في النحو،و(( المرشد المعين للضروري من علوم الدين )) لابن عاشر ،و(( مختصر خليل )) في الفقه المالكي،و(( أم البراهين )) للسنوسي ،و(( جوهرة التوحيد ))للقاني في التوحيد،و(( البيقونية )) في المصطلح،و(( بلوغ المرام من أدلة الأحكام )) للحافظ ابن حجر.
ثم اشتغل بدرس تلك المتون،فحضر دروس شيخه العربي بودرة في النحو والصرف والتوحيد والفقه ،ودروس والده محمد بن الصديق في الجامع الكبير بطنجة في النحو والفقه والحديث وغيرها،وكان والده كثيرا ما يحدثه بقصص وتراجم العلماء يشحذ بذلك همته .
ولما بلغ من العمر تسع سنوات اصطحبه معه والده لأداء فريضة الحج،وبعد عودته استكمل حفظ القرآن الكريم.
ومنذ بلغ الخامسة عشر من العمر حبب الله إليه علم الحديث،فأقبل على قراءة كتبه،وكتب التخريج والرجال.
المبحث الثاني: طلبه العلم ورحلاته العلمية:
تلقى الشريف سيدي أحمد بن الصديق مبادئ العلوم في بلده على يد والده وتلامذته.
ثم توجه إلى مصر للدراسة بالأزهر الشريف سنة 1339 هـ ،وذلك بأمر من والده الذي عين لَه كيفية التلقي وما ينبغي أن يقدمه من العلوم،وصفة العلماء الذين ينبغي الأخذ عنهم وحضور دروسهم.
وبعد سنتين عاد إلى المغرب لحضور جنازة والدته.
ثم رجع إلى القاهرة ،واعتكف في بيته يدرس كتب الحديث ،حتى إنه بقي سنتين لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة،ولا ينام حتى يصلي الضحى ،اغتناما للوقت ،وسهرا في المطالعة والحفظ .
وفي سنة 1344هـ قدم والده القاهرة لحضور مؤتمر الخلافة،فسافر برفقته لدمشق قصد زيارة الإمام محمد بن جعفر الكتاني المقيم إذ ذاك بها،ثم رجع ووالده للمغرب،حيث قام برحلة موسعة قصد فيها لقاء علماء المغرب.
وبقي الشيخ بالمغرب حوالي أربع سنوات،أقبل فيها على الإشتغال بالحديث حفظا ومطالعة وتصنيفا وتدريسا،فدرَّس (( نيل الأوطار )) و(( الشمائل المحمدية ))،وفي هذه الفترة كتب شرحا موسعا على الرسالة ،يذكر لكل مسألة أدلتها،سماه (( تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل ))،كتب منه مجلدا ضخما إلى كتاب النكاح،ثم عدل إلى التطويل إلى الإختصار،وسمى المختصر (( مسالك الدلالة على متن الرسالة )).
وفي سنة 1349 هـ عاد إلى مصر بصحبة أخويه:عبد الله ومحمد الزمزمي ليدرسا بالأزهر،وفي هذه الفترة كتب العديد من مصنفاته التي تعرب عن تمكنه في علم الحديث ،وتردد عليه علماء الأزهر للإستفادة من علومه،وطلبوا منه جماعة – رغم صغر سنه – أن يقرأ معهم (( فتح الباري )) سردا،ويشرح لهم مقدمة ابن الصلاح.
وجلس للإملاء في المسجد الحسيني ومسجد الكيخيا إلى أن اضطر للرجوع إلى المغرب بسبب وفاة والده رحمه الله سنة 1354هـ،فاستلم الزاوية وقام بالخلافة عن والده،واعتنى بتدريس كتب السنة المطهرة،وأملى مجالس حديثية بالجامع الكبير بطنجة،فكان يملي أكثر من خمسين حديثا في المرة الواحدة بأسانيدها من حفظه بلا تلعثم،حتى إذا فرغ منها رجع للأول،فتكلم على سنده وغريبه وفقهه،ثم الثاني وهكذا.
واشتغل في هذه الفترة التأليف،وأخذ يعلن عن أفكاره الداعية إلى تقديم العمل بالحديث،ونبذ التقليد والتمذهب.
وذكر عن نفسه أنه خطط لثلاث ثورات ضد الإستعمار الإسباني،انتهت الثالثة منها بالسجن مدة ثلاث سنوات ونصف،مع غرامة فادحة.
وبعد خروجه من المعتقل أحاطت به فتن الإستعمار،ومحاولة إيذائه من الإستعمار تارة،ومن الحزبيين والمقلدين تارة أخرى،فاضطر إلى ترك المغرب سنة 1377هـ إلى القاهرة حيث استقر بها،وخلال هذه الفترة دخل الحجاز حاجا ومعتمرا مرتين،وزار دمشق وحلب والسودان.
وفاته :
مرض الامام الحافظ مولاي أحمد مرضا شديدا في غربته بالقاهرة ولزم
الفراش،ويقي على ذلك ثمانية أشهر إلى توفته المنية متأثرا بذلك يومه الأحد أول جمادى الآخرة سنة 1380 هـ رحمه الله تعالى .
وقد كان رحمه الله – كما يصفه تلاميذه ومحبوه – جميل الصورة،بهي الطلعة،بشوش الوجه،سخي اليد،كريم النفس،مرضي الخلق،يتواضعا مع الضعفاء والمساكين،ويساعدهم بماله وجاهه،زاهدا في الدنيا وعرضها.
وكان رحمه الله يكره التشبه بالكفار في اللباس والهيئة والشكل،ولا يرى النظر في الجرائد،ويكره الوظائف الحكومية.
المبحث الثالث:شيوخه وتلامذته :
تتلمذ الغماري على شيوخ كثيرين،فاقوا المائة شيخ،من أبرزهم:
¯-والده محمد بن الصديق بن أحمد الغماري الإدريسي الحسني :
شيخ الزاوية الصديقية الشاذلية،توفي رحمه الله سنة 1354 هـ،وقد خصه ابنه بمؤلفين (( التصور والتصديق بأخبار الشيخ أحمد ابن الصديق )) و (( سبحة العقيق في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن الصديق )).
حضر عليه دروسه في المسجد الكبير بطنجة،في الفقه والتفسير والحديث والتوحيد وغيرها.
¯-محمد إمام بن إبراهيم السقا الشافعي:
فقيه شافعي،درَّس بالأزهر،توفي رحمه الله سنة 1354هـ.
أخذ عنه (( المقدمة الآجرومية )) و(( الألفية بشرح ابن عقيل )) في النحو،و(( شرح التحرير )) لشيخ الإسلام زكريا في الفقه الشافعي،و(( السلم المنورق )) للأخضري في المنطق،و(( جوهرة التوحيد )) في العقيدة،وسمع عليه (( مسند الشافعي )) و(( الأدب المفرد )) وغير ذلك.
وكان يتعجب من ذكائه وسرعة فهمه،وشدة حرصه على التعليم،ويقول لَه:"لا بد وأن يكون والدك رجلا صالحا للغاية،وهذه بركته،فإن الطلبة لا يصلون إلى حضور الأشموني بحاشية الصبان إلا بعد طلب النحو ست سنين ،وقراءة (( الآجرومية )) و(( القطر )) وغيرهما،وأنت ارتقيت إليه في مدة ثلاثة أشهر".وكان يذيع هذا بين العلماء.
وكان أحيانا يقول لَه لما يرى من حرصه على قراءة الكتب التي تدرس في أقرب وقت:"أنت تريد أن تشرب العلم".
¯-محمد بن سالم الشرقاوي الشهير بالنجدي:
شيخ الشافعية ومفتيهم بمصر،توفي رحمه الله سنة 1350هـ.
أخذ عنه (( الإقناع بشرح متن أبي شجاع )) للخطيب الشربيني في الفقه الشافعي،و(( مختصر خليل )) في الفقه المالكي إلى كتاب النكاح،وحضر عليه (( شرح مشكاة المصابيح )) في الحديث.
¯-محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي الصعيدي :
مفتي الديار المصرية ومفخرتها،توفي رحمه الله سنة 1354هـ.
أخذ عنه التفسير وصحيح البخاري،ولازمه سنتين في ذلك،وحضر بعض دروسه في (( شرح الهداية )) للمرغيناني،و(( شرح الإسنوي على المنهاج )) ،وسمع منه مسلسل عاشوراء بشرطه.
¯-محمد بن إبراهيم السمالوطي القاهري المالكي:
أحد كبار علماء الأزهر المالكيين،توفي رحمه الله سنة 1353 هـ .
حضر عليه (( تفسير البيضاوي ))،و(( موطأ مالك ))،ولازمه نحو سنتين،وقرأ عليه (( التهذيب )) في المنطق،ثم أجازه إجازة عامة.
¯-أحمد بن نصر العدوي:
شيخ المالكية بمصر.
قرأ عليه (( صحيح مسلم بشرح النووي )) وأوائل (( سنن أبي داود )).
¯-عمر بن حمدان المحرسي التونسي المالكي:
شيخ شيوخ الإسناد بالحجاز،توفي رحمه الله سنة 1368 هـ.
قرأ عليه وقت قدومه القاهرة (( صحيح البخاري )) و(( الأذكار )) للنووي ،و(( عقود الجمان )) للسيوطي في البلاغة.
وله مشايخ في سماع الحديث والإجازة،من أجلهم:
¯-السيد المحدث محمد بن جعفر الكتاني،المتوفى سنة 1345 هـ.
رحل إليه الغماري لدمشق،وسمع منه حديث المسلسل بالأولية،وقرأ عليه كثيرا من مسند أحمد وغيره من كتب السنة.
¯-والسيد المحدث محمد بن إدريس القادري ،شارح (( سنن الترمذي )) ،المتوفى سنة 1350 هـ.
¯-وشيخ الجماعة السيد أحمد بن الخياط الزكاري،المتوفى سنة 1343 هـ.
¯-ومسند عصره المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي الحنفي،المتوفى سنة 1355هـ.
¯-وشيخ علماء الشام الشيخ بدر الدين البيباني،المتوفى سنة 1354 هـ.
¯-وصاحب التصانيف العديدة الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري،المتوفى سنة 1345هـ.
وغيرهم من الشيوخ،وقد ذكرهم في أثباته (( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )) و(( صلة الوعاة بالمرويات والرواة )) و((المعجم الوجيز للمستجيز )).
وأما تلاميذه:
فقد ترك العديد منهم،أشهرهم إخوته:
عبد الله ومحمد الزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز والحسن وإبراهيم .
وعبد الله بن عبد القادر التليدي والسيد المنتصر الكتاني والسيد محمد الناصر الكتاني والفقيه محمد البقالي والدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد سيوطي والشيخ عبد العزيز عيون السود والقاري محمد بن كيران الفاسي وغيرهم
المبحث الرابع : مذهبه وعقيدته ومشربه :
تفقه رحمه الله تعالى أولا على المذهب السائد في بلده وهو المذهب المالكي،ولكنه لما دخل مصر تركه،وانتسب شافعيا.ثم تركه واتبع الدليل وترك التقليد .
يقول رحمه الله تعالى:"كنت في بداية أمري مالكيا ،وضاع من عمري عامان كاملان في مختصر خليل !!،قرأته فيهما من أوله إلى كتاب النكاح بشرح الدردير وحاشية الدسوقي،وما كنت أذهب إلى الدرس إلا وأنا أعلم به من الأستاذ ،لأني كنت أحفظه شرحا ،وأحيط بجميع ما في الحاشية من الأقوال،وكنت دائما أتحرج من تلك الأقوال المجردة عن الدليل ،ولا تكاد نفسي تسلم منها شيئا دون معرفة دليلها،إلى أن زار مصر شيخنا أبو حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني،وصرت أقرأ عليه الحديث،فقلت لَه يوما:إني متضجر من كتب المالكية لعدم ذكرهم دليل الفروع،فقال:إذا أحببت أن تقف على أدلة المسائل فعليك بمطالعة كتب الشافعية ولو أصغرها كشرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ،فيادرت إلى ذلك متعطشا إليه،فلما رأيت الشافعية لا يذكرون مسألة إلا بدليلها ،وعرفت أن مذهب مالك مخالف للدليل في كثير من فروعه انتقلت إلى مذهب الشافعي...ثم بعد هذا مَنَّ الله علينا فبنذنا التقليد جملة وتفصيلا،وما بقينا نعتبر مذهبا من المذاهب أصلا!!،والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"( جؤنة العطار 2/7-9 بتصرف).
وقال رحمه الله :"ومذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق والعمل بالدليل سواء وافق الجمهور،فضلا عن الأربعة ،فضلا عن وأحد منهم،أو خالفهم ما لم يخرق الاجماع المعتبر شرعا" ( البحر العميق 1/40).
وأما عقيدته ، فقد كان ينسبها إلى السلف الصالح ومحققي الصوفية.
وكان ينبذ تأويل الصفات ،ويرى التفويض مع التنزيه،ويحكم على ما عداه بأنه بدعة وضلالة،
وفي هذا يقول ( جؤنة العطار 2/52):
ما هكذا التوحيد في إيماننا كـلا ولا التأويل ديـن المسلم
آمنت بالله العظيم كما أتى وتركت تأويل الصفات لمن عمى
ونبذت للجهمي بدعة رأيه علنا وما باليـت لـوم اللـوم
وتركت للتيمي خبث مقاله وأخذت بالدليـل الحنيف القيم
وأما في السلوك:
فقد كان رحمه الله صوفي المنزع،شاذلي المشرب،خلف أباه على الطريقة الصديقية،يحب الصوفية الصادقين منهم ويعتقدهم،ويدافع عنهم بلسانه وقلمه،فم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في اعتقاده،بما وهبهم الله من أذواق ومعارف وأسرار،ولهذا كان شديد الوطأة على من يخالف نحلتهم،أو يطعن في منهجهم.
وكان له ذوق خاص ومحبة صادقة لأهل البيت والدفاع عنهم وعداوة النواصب وتعريتهم .
المبحث الخامس : مكانته العلمية :
يعد الشيخ أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله أحد أعلام المحدثين الذين برزوا في القرون المتأخرة،ولا أدل على ذلك من كتبه وأجزائه الحديثية الكثيرة،التي برز فيها سعة اطلاعه،وتمكنه في الصناعة الحديثية،وقوة استحضاره للمتون،وبراعته في توظيف القواعد الحديثية،ومعرفته التامة بالرجال وطبقاتهم،الشيء الذي أهله لأن يدعي لنفسه الإجتهاد في التصحيح والتضعيف،والرد والقبول،بل والتجريح والتعديل.
يقول رحمه الله :"ومنها – أي من نعم الله عليه – بلوغه في الحديث إلى درجة الحفاظ الأقدمين أهل النقد والتجرير والإجتهاد والتحقيق فيه،ما لم يصل إليه أحد من المحدثين بعد الحافظ ابن حجر والسخاوي،بل وفي بعض المسائل لَه اليد المطلقة أكثر منهما وإن لم يصل إلى درجة الحفظ والإطلاع إلى درجتهما لعدم وجود الأصول التي وقفا عليها،ولو تيسرت لَه الأصول التي تيسرت لهما لما انحطت رتبته عنهما،ولله الحمد" ( البحر العميق، ص:65).
والذي يدل على تأهله لذلك أنه صحح أحاديث حكم عليها الحفاظ المتقدمون بالوضع بله الضعف،وضعف أحاديث أو حكم ببطلانها إذ حكموا هم عليها بالصحة أو الحسن.
وقد شهد بنبوغه وتفوقه في علم الحديث شيوخه الذين احتاجوا إليه في حياتهم،كالشيخ بخيت،واللبان،والخضر حسين،وعبد المعطي السقا،والمسند الطهطاوي،وعمر حمدان،ويوسف الدجوي،وغيرهم،وأخباره مع مشايخه المذكورين سطرها في (( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )).
كما شهد له بذلك العديد ممن ترجموا له وعرفوه.
-يقول الأستاذ الفقيه ابن الحاج السلمي رحمه الله تعالى:"فقيه،علامة،صاحب مشاركة في كثير من العلوم الإسلامية،وضروب الثقافة العربية الرصينة الأصيلة،إلا أن لَه تخصصا وتبريزا وتفوقا في حلبة علوم الحديث على طريقة الحفاظ الأقدمين،متنا وسندا،ومعرفة تراجم الرواة،وطرق الجرح والتعديل،وقد كون فيها نفسه بنفسه،دون أن يتتلمذ لأحد"( إسعاف الإخوان الراغبين،ص:38).
-ويقول عنه الشيخ العلامة الفقيه المؤرخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة رحمه الله تعالى:"الشيخ الحافظ المحدث المسند الناقد الراوية الكاتب المقتدر الفقيه..يعد من أكبر المحدثين اليوم بالديار المغربية" ( سل النصال للنضال،ص: 181).
-وقال عنه الشيخ العلامة أحمد بن محمد مرسي النقشبندي المصري رحمه الله تعالى :"أنه بلغ درجة إمارة المؤمنين في علم الحديث " ( مقدمة كتاب الكنز الثمين ،ص: د ).
-ويقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62)، يقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62).
-ويقول شقيقه العلامة المحدث عبد العزيز بن الصديق في (( تذكرة المؤتسي في ترجمة نفسي )) :"أحمد بن محمد بن الصديق ،شقيقي أبو الفيض ،صاحب التآليف الكثيرة المفيدة ،الحافظ الذي ألقت إليه علوم الرواية بالمقاليد ،وحاز قصب السبق في مضمارها ،وأتقن فنونها ،فلا يوجد لَه نظير في مشرق الأرض ومغربها في الإحاطة بأصولها،وأقوال أئمتها ،الحق أنه ابن حجر هذا العصر من غير منازع ولا مخالف،وتآليفه شاهدة بهذا لمن قرأها وسبر غورها" (نقلا عن:محمود سعيد ممدوح، فتح العزيز بأسانيد عبد العزيز ،ص: 7-8).
-ويقول الأستاذ المحقق محمود سعيد ممدوح – حفظه الله تعالى - :
"وهو مستحق للوصف بالحفظ،وقد وصفه بذلك جمع من أعيان شهوده من ذوي الخبرة بالحديث وعلومه،فقد اشتهر بالطلب والأخذ من أفواه الرجال،وكان على معرفة بالجرح والتعديل،وبطبقات الرواة،مع تمييز لصحيح الحديث من ضعيفه،وكان حفظه للحديث قويا،وزاد على ما سبق أمرين:
أولهما:أماليه الحديثية،قال الحافظ الذهبي في (( الموقظة ،ص:67)) :"وكان الحفاظ يعقدون مجالس الإملاء،وهذا عدم اليوم".
وثانيهما:كتابته المستخرجات،فاستخرج على (( مسند الشهاب )) للقضاعي،وجاء المستخرج في مجلدين ضخمين،ولم يكتف بالإستخراج على المسند فقط ،بل يأتي بما في الباب بشرط إيراده مسندا ليكون الكتاب كله على منوال واحد.
ووضع مستخرجا على (( شمائل الترمذي )) ،فصارت في مجلد ضخم بعد ان كانت في جزء،كما استخرج على ما أسنده السهروردي في (( عوارف المعارف)) .
وما أظن أن أحدا عمل المستخرجات بعد القرن السادس،نعم ذكر أن الحافظ العراقي استخرج على المستدرك ،لكنه لم يكمله،والله أعلم" (تزيين الألفاظ بتتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص: 104-105).
مؤلفاته :
رزق الله الامام الحافظ الشريف سيدي أحمد بن الصديق الغماري رضي الله عنه قلما سيالا،فقد دبجت يراعته العديد من المؤلفات التي أجمعت فأوعبت،وكانت غاية في الجودة والإتقان،وهكذا ازدانت المكتبة العلمية بمؤلفاته الكثيرة،وهي ما بين مبسوط ومتوسط ومختصر،أذكر هنا جملة منها،خاصة كتبه المتعلقة بالحديث وعلومه (2):
§-(( إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون )):طبع بدمشق.
كتبه بأمر من والده،لرد على ابن خلدون في الفصل الذي عقده في (( مقدمته )) الشهيرة للكلام على المهدي،حيث ضعف أحاديثه،وجرح رجال أسانيدها،فتعقبه الشيخ ،حيث أثبت تواتر أحاديث المهدي،وأبدى براعة في الكلام على الرجال جرحا وتعديلا.
§-(( الإستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة )) :طبع بمصر.
وهو جزء حديثي ،حقق فيه الشيخ حال حديث " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع "،الذي يورده أصحاب الشروح والحواشي مستدلين به على ندب البداءة بالبسملة،.
§-(( إرشاد المربعين إلى طرق حديث الأربعين )) :طبع بمصر.
وهو جزء حديثي ،حقق فيه حال حديث " من حفظ على أمتي "،وأبان فيه ضعف الحديث رغم تعدد طرقه ورواياته.
§-(( إزالة الخطر عمن جمع بين الصلاتين في الحضر )) : طبع بمصر.
§-(( إحياء المقبور بأدلة بناء المساجد والقباب على القبور )): طبع بمصر.
§-(( الإسهاب في الإستخراج على مسند الشهاب )):
في ثلاثة مجلدات ضخام مع ذكر مافي الباب
.
§-(( الأخبار المسطورة في القراءة في الصلاة ببعض السورة )):
§-(( الإستعاضة بحديث وضوء المستحاضة )):طبع ببيروت.
كتبه في بيان حال الحديث المروي عن النبي e في أمره المستحاضة بالوضوء لكل صلاة،حيث حقق صحته ،ورد على من ضعفه – وهم جمهور المحدثين - ،واستعاض عنه في الاحتجاج بالقياس .
§-(( الأربعون المتتالية بالأسانيد العالية )):
§-(( الإشراف بتخريج الأربعين المسلسلة بالأشراف )):
§-(( إظهار ما كان خفيا من بطلان حديث لو كان العلم بالثريا )):طبع ببيروت.
§-(( الإكتفاء بتخريج أحاديث الشفاء )):
وصل فيه إلى ربع الكتاب،قال الشيخ سعيد ممدوح- حفظه الله - :"وهو أوسع تخريج لأحاديث الشفاء،وقد شرعت في اختصار الإكتفاء ،ثم إكماله يسر الله تعالى إتمامه،ورزقنا الشفا بحب المصطفى صلى الله عليه وآله المستكملين الشرفا،وسلم تسليما كثيرا" (رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة، ص:158، حاشية رقم:1).
§-(( الأمالي المستظرفة على الرسالة المستطرفة في أسماء كتب السنة المشرفة )):
§-(( الإستئناس بتارجم فضلاء فاس )):
§-(( الإلمام بطرق المتواتر من حديثه عليه الصلاة والسلام )):
§-(( الأجوبة الصارفة لإشكال حديث الطائفة )):طبع ببيروت.
§-(( إسعاف الملحين ببيان حال حديث إذا ألف القلب الإعراض عن الله ابتلي بالوقيعة في الصالحين )):
§-(( الإجازة للتكبيرات السبع على الجناوة )):طبع ببيروت.
§-(( اغتنام الأجر في تصحيح حديث أسفروا بالفجر )):
§-(( البرهان الجلي في انتساب الصوفية إلى علي )):طبع بمصر.
كتبه في بيان صحة سماع الحسن البصري من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ،والرد على الحفاظ الذين تتابعوا على نفي ذلك بالأدلة والبراهين ،مع بيان سبب اختصاص الصوفية بالإمام علي عليه السلام وصحة سندهم إليه،والرد على من خالف في ذلك خاصة ابن خلدون وابن تيمية.
§-(( بيان الحكم المشروع في أن الركعة لا تدرك بالركوع )):
§-(( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )) :
هو عبارة عن ترجمة ذاتية موسعة،كتبها الحافظ لنفسه بصيغة الغائب،وهي في جزئين،الجزء الأول في حياته ودراسته ومحنه وشيوخه،والجزء الثاني في أسانيده ومروياته.
§-(( بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري )):
كتبه للرد على الشيخ العلامة محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى،وقد كان الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى ألف كتابه (( تأنيب الخطيب )) تعرض فيه للحافظ أحمد بن الصديق بعبارة فيها جفاء،فكتب الشيخ أحمد هذا الكتاب في الرد عليه ،قال الشيخ عبد الله الغماري:"جمع فيه سقطاته العلمية،وتناقضاته التي منشأها تعصبه البغيض،وقسا عليه بعض القسوة،وهو مع هذا معترف بعلمه واطلاعه،ولم يقدم الرد للطبع احتراما لصداقته..رحم الله شقيقنا والكوثري عالمي عصرهما بدون مزاحم،وجمعنا وإياهما في دار رحمته" (بدع التفاسير،ص:180).
§-(( بيان غربة الدين بواسطة العصريين المفسدين )):
§-(( البيان والتفصيل لوصل ما في الموطأ من البلاغات والمراسيل )):
§-(( تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال )):طبع بتطوان،ثم أعيد طبعه
§-(( تحسين الفعال بالصلاة في النعال )):طبع بمصر.
§-(( تشنيف الآذان باستحباب السيادة في اسمه e في الآذان )): طبع بمصر.
§-(( التصور والتصديق بأخبار الشيخ محمد بن الصديق )): طبع بمصر.
§-(( توجيه الأنظار لتوحيد العالم الإسلامي في الصوم والإفطار )): طبع بمصر.
§-(( تبيين البله ممن أنكر حديث ومن لغا فلا جمعة له )):
كتبه ردا على بعض معاصريه،الذي أنكر في رسالة لَه وجود هذا الحديث في كتب الحديث وسماها (( عقد الزبرجد في أن من لغا فلا جمعة لَه مما نقب عنه من الأخبار فلم يوجد))،فأثبت الحافظ وجوده،وانه موجود في كتاب (( تاريخ واسط )) للحافظ أسلم بن سهل الواسطي،أحد شيوخ الطبراني ،ونقل الحديث بإسناده من الكتاب المذكور.
§-(( تعريف الساهي اللاهي بتواتر حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله )):
§-(( تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل )):
§-(( تبيين المبدأ في طرق حديث:بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ )):
§-(( تحسين الخبر الوارد في الجهاد الأكبر )):
§-(( جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار )):
§-(( جهد الإيمان بطرق حديث الإيمان )):
§-(( جمع الطرق والوجوه لحديث:اطلبوا الخير عند حسان الوجوه )):
§-(( الحنين بوضع حديث الأنين )):طبع ببيروت.
§-(( حصول التفريج بأصول التخريج )): طبع بمصر.
§-(( درء الضعف عن حديث من عشق فعف )): طبع بمصر.
§-(( دفع الرجز بطرق حديث أكرموا الحبز )):
§-(( رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه )):
وهو أول كتاب للشيخ،ألفه وهو دون التاسعة عشر من عمره،وذلك عندما أمر والده أتباعه من أهل الزاوية الصديقية بحفظ كتاب الله عز وجل.
§-(( الرغائب في طرق حديث ليبلغ الشاهد منكم الغائب )):
§-(( رفع المنار لحديث من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار )):طبع بمصر.
§-(( رفض اللي بتواتر حديث من كذب علي )):
§-(( الزواجر المقلقة لمنكر التداوي بالصدقة )):
§-(( زجر من يؤمن بطرق حديث لا يزني الزاني وهو مؤمن )):
§-(( سبل الهدى في إبطال حديث اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا )): طبع بمصر.
§-(( سبحة العقيق في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن الصديق )):
§-(( شهود العيان بثبوت حديث رفع عن أمتي الخطأ والنسيان )):
§-(( الصواعق المنزلة على من صحح حديث البسملة )):
§-(( صفع التياه بإبطال حديث ليس خيركم من ترك دنياه )):
§-(( صلة الوعاة بالمرويات والرواة )):
§-(( صرف النظر عن حديث ثلاث يجلين البصر )):
§-(( طباق الحال الحاضرة لخير سيد الدنيا والآخرة )):
§-(( الطرق المفصلة لحديث أنس في البسملة )):
§-(( طرفة المنتقي للأحاديث المرفوعة من زهد البيهقي )):
§-(( عواطف االطائف بتخريج أحاديث عوارف المعارف )):طبع بالإمارات العربية المتحدة. في مجلدين وهو تخريج ومستخرج
§-(( العتب الإعلاني لموثق صالح الفلاني )):
§-(( العقد الثمين في حديث إن الله يبغض الحبر السمين )):
§-(( غنية العارف بتخريج أحاديث عوارف العارف )): طبع بالإمارات.
§-(( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي)): طبع بمصر.
§-(( فصل القضاء في تقديم ركعتي الفجر على صلاة الصبح عند القضاء )):طبع ببيروت.
§-(( فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب )):طبع ببيروت.
§-(( فك الربقة بطرق حديث الثلاث وسبعين فرقة )):
§-(( قطع العروق الوردية من صاحب البروق النجدية )):
§-(( كشف الرين في طرق حديث مر على قببرين )):
§-(( الكسملة في تحقيق الحق في أحاديث الجهر بالبسملة )):
§-(( كشف الخبي بجواب الجأهل الغبي )):
§-(( كتاب الحسن والجمال والعشق والحب من الأحاديث المرفوعة خاصة )):
§-(( لب الأخبار المأثورة في مسلسل عاشورا )):طبع بطنجة.
§-(( لثم النعم بنظم الحكم )):
§-(( ليس كذلك )): طبع ببيروت.
كتاب في الاستدراك على الحفاظ ،وتعقب بعض ما وقع لكبارهم من إطلاقات،وهو يدل على سعة حفظه ،وعظيم اطلاعه.
§-(( المنح المطلوبة في استحباب رفع اليدين في الدعاء بعد المكتوبة )):طبع بفاس،ثم أعيد طبعه بعناية الشيخ أبي غدة.
§-(( مطالع البدور في بر الوالدين )):طبع بطنجة.
§-(( المثنوني والبتار في نحر العنيد المعثار الطاعن فيما يصح من السنن والآثار )):
كتبه ردا على الشيخ الخضر الشنقيطي رحمه الله تعالى ،الذي ألف رسالة في الانتصار للسدل في الصلاة والرد على من رجح سنية القبض،وسماها (( إبرام النقض لما قيل في أرجحية القبض ))،فرد عليه المؤلف بهذا الكتاب.
§-(( مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب )): طبع بمصر.
§-(( مفتاح الجامع الصغير للطبراني )):
§-(( المداوي لعلل المناوي )): طبع بمصر.
ناقش فيه الشيخ المناوي رحمه الله تعالى في شرحه للجامع الصغير،وما وقع لَه فيه من أغلاط حديثية مرتبطة بالتصحيح والتضعيف والتعليل ،والكلام على الرجال جرحا وتعديلا.
§-(( المستخرج على الشمائل المحمدية )):
§-(( المؤانسة بالمرفوع من حديث المجالسة للدينوري )):
§-(( المعجم الوجيز للمستجيز )):طبع بمصر.
§-(( مسالك الدلالة على مسائل الرسالة )): طبع بمصر.
§-(( المسهم بطرق حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم )): طبع بمصر.
§-(( المنتده بتواتر حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )):
§-(( موارد الأمان بطرق حديث الحياء من الإيمان )):
§-(( المناولة في طرق حديث المطاولة )):
§-(( مسامرة النديم بطرق حديث دباغ الأديم )):
§-(( مجمع فضلاء البشر من أهل القرن الثالث عشر )):
§-(( مناهج التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق )) :
§-(( المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )): طبع بمصر.
كتبه لبيان ما وقع في كتاب الجامع الصغير للسيوطي رحمه الله تعالى من أحاديث موضوعة،حيث ذكر فيه نحوا من أربعمائة وخمسين حديثا،واستدرك عليه أخوه العلامة عبد العزيز ابن الصديق نحوا من مائة وسبيعين حديثا في كتابه (( المشير إلى ما فات المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )).
§-(( الميزانيات )):
§-(( منية الطلاب بتخريج أحاديث الشهاب )):
§-(( نفث الروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع )):
§-(( نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة )):
§-(( نصب الجرة لنفي الإدراج عن الأمر بإطالة الغرة )):
§-(( الهداية في تخريج أحاديث البداية )):طبع ببيروت.
§-(( هداية الصغراء بتصحيح حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء )):
§-(( الهدي المتلقى من حديث أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )):
§-(( وشي الإهاب بالمستخرج على مسند الشهاب )):
§-(( وسائل الخلاص من تحريف حديث من فارق الدنيا على الإخلاص )):
ألفه ردا على من صحف حديث :" من فارق الدنيا على الإخلاص "،فكتبه " من رزق الدنيا على الإخلاص "!!،واستنبط منه أن الحديث يحض على اقتناء الدنيا ،فرد عليه المؤلف بهذه الرسالة.
(1) – مصادر ترجمته :
أحمد بن الصديق،البحر العميق في مرويات ابن الصديق - طبع بالقاهرة في دار الكتبي
سبحة العقيق في ترجمة سيدي محمد بن الصديق - مخطوط -.
عبد الله بن الصديق، سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ،ص:55.
عبد السلام بن سودة، سل النصال للنضال بذكر الشيوخ وأرباب الكمال ،ص:181.
إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع،ص:574.
ابن الحاج السلمي ، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين،ص:34 .
عبد الله التليدي ، حياة الشيخ أحمد بن الصديق .
تحفة القاري في بعض مبشرات وكرامات أحمد بن الصديق الغماري.
محمود سعيد ممدوح ، تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع ، ص:71.
تزيين الألفاظ بتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص:101 .
مسامرة الصديق ببعض أحوال أحمد بن الصديق، ج1 ص:7.
للشيخ محمود سعيد ممدوح
(2)- ينظر في تعداد مؤلفاته:أحمد بن الصديق، البحر العميق 1/83، والهداية في تخريج أحاديث البداية،مقدمة المحقق 1/56، وعبد الله التليدي، حياة الشيخ أحمد بن الصديق ، ص:85.
هو: شهاب الدين أبو الفيض أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد بن محمد بن قاسم بن محمد بن محمد بن عبد المؤمن التجُكاني المنصوري،الإدريسي الحسني(1).
ينتهي نسبه إلى مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
ونسبه من جهة أمه ينتهي أيضا إلى مولانا إدريس الأكبر ،فهي السيدة الزهراء حفيدة الإمام العارف بالله سيدي أحمد بن عجيبة الإدريسي الحسني قدس الله سره .
نسب كأن عليه من شمس الضحا .. نورا وفي فلق الصباح عمودا
المبحث الأول:ولادته ونشأته:
ولد الشيخ يوم الجمعة السابع والعشرين من رمضان سنة 1320 هـ (1901 م ) بقبيلة بني سعيد،في بيت عمته ،حيث كان والده في زيارتها.
وبعد شهرين من ولادته عاد به والده إلى طنجة .
وعندما بلغ الخامسة من عمره أدخله والده الكُتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد تلميذه (( العربي بن أحمد بودرة )) ،ثم حفظ جملة من المتون العلمية المتداولة في المغرب آنذاك،فحفظ (( المقدمة الآجرومية )) و (( الألفية بشرح ابن عقيل )) في النحو،و(( المرشد المعين للضروري من علوم الدين )) لابن عاشر ،و(( مختصر خليل )) في الفقه المالكي،و(( أم البراهين )) للسنوسي ،و(( جوهرة التوحيد ))للقاني في التوحيد،و(( البيقونية )) في المصطلح،و(( بلوغ المرام من أدلة الأحكام )) للحافظ ابن حجر.
ثم اشتغل بدرس تلك المتون،فحضر دروس شيخه العربي بودرة في النحو والصرف والتوحيد والفقه ،ودروس والده محمد بن الصديق في الجامع الكبير بطنجة في النحو والفقه والحديث وغيرها،وكان والده كثيرا ما يحدثه بقصص وتراجم العلماء يشحذ بذلك همته .
ولما بلغ من العمر تسع سنوات اصطحبه معه والده لأداء فريضة الحج،وبعد عودته استكمل حفظ القرآن الكريم.
ومنذ بلغ الخامسة عشر من العمر حبب الله إليه علم الحديث،فأقبل على قراءة كتبه،وكتب التخريج والرجال.
المبحث الثاني: طلبه العلم ورحلاته العلمية:
تلقى الشريف سيدي أحمد بن الصديق مبادئ العلوم في بلده على يد والده وتلامذته.
ثم توجه إلى مصر للدراسة بالأزهر الشريف سنة 1339 هـ ،وذلك بأمر من والده الذي عين لَه كيفية التلقي وما ينبغي أن يقدمه من العلوم،وصفة العلماء الذين ينبغي الأخذ عنهم وحضور دروسهم.
وبعد سنتين عاد إلى المغرب لحضور جنازة والدته.
ثم رجع إلى القاهرة ،واعتكف في بيته يدرس كتب الحديث ،حتى إنه بقي سنتين لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة،ولا ينام حتى يصلي الضحى ،اغتناما للوقت ،وسهرا في المطالعة والحفظ .
وفي سنة 1344هـ قدم والده القاهرة لحضور مؤتمر الخلافة،فسافر برفقته لدمشق قصد زيارة الإمام محمد بن جعفر الكتاني المقيم إذ ذاك بها،ثم رجع ووالده للمغرب،حيث قام برحلة موسعة قصد فيها لقاء علماء المغرب.
وبقي الشيخ بالمغرب حوالي أربع سنوات،أقبل فيها على الإشتغال بالحديث حفظا ومطالعة وتصنيفا وتدريسا،فدرَّس (( نيل الأوطار )) و(( الشمائل المحمدية ))،وفي هذه الفترة كتب شرحا موسعا على الرسالة ،يذكر لكل مسألة أدلتها،سماه (( تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل ))،كتب منه مجلدا ضخما إلى كتاب النكاح،ثم عدل إلى التطويل إلى الإختصار،وسمى المختصر (( مسالك الدلالة على متن الرسالة )).
وفي سنة 1349 هـ عاد إلى مصر بصحبة أخويه:عبد الله ومحمد الزمزمي ليدرسا بالأزهر،وفي هذه الفترة كتب العديد من مصنفاته التي تعرب عن تمكنه في علم الحديث ،وتردد عليه علماء الأزهر للإستفادة من علومه،وطلبوا منه جماعة – رغم صغر سنه – أن يقرأ معهم (( فتح الباري )) سردا،ويشرح لهم مقدمة ابن الصلاح.
وجلس للإملاء في المسجد الحسيني ومسجد الكيخيا إلى أن اضطر للرجوع إلى المغرب بسبب وفاة والده رحمه الله سنة 1354هـ،فاستلم الزاوية وقام بالخلافة عن والده،واعتنى بتدريس كتب السنة المطهرة،وأملى مجالس حديثية بالجامع الكبير بطنجة،فكان يملي أكثر من خمسين حديثا في المرة الواحدة بأسانيدها من حفظه بلا تلعثم،حتى إذا فرغ منها رجع للأول،فتكلم على سنده وغريبه وفقهه،ثم الثاني وهكذا.
واشتغل في هذه الفترة التأليف،وأخذ يعلن عن أفكاره الداعية إلى تقديم العمل بالحديث،ونبذ التقليد والتمذهب.
وذكر عن نفسه أنه خطط لثلاث ثورات ضد الإستعمار الإسباني،انتهت الثالثة منها بالسجن مدة ثلاث سنوات ونصف،مع غرامة فادحة.
وبعد خروجه من المعتقل أحاطت به فتن الإستعمار،ومحاولة إيذائه من الإستعمار تارة،ومن الحزبيين والمقلدين تارة أخرى،فاضطر إلى ترك المغرب سنة 1377هـ إلى القاهرة حيث استقر بها،وخلال هذه الفترة دخل الحجاز حاجا ومعتمرا مرتين،وزار دمشق وحلب والسودان.
وفاته :
مرض الامام الحافظ مولاي أحمد مرضا شديدا في غربته بالقاهرة ولزم
الفراش،ويقي على ذلك ثمانية أشهر إلى توفته المنية متأثرا بذلك يومه الأحد أول جمادى الآخرة سنة 1380 هـ رحمه الله تعالى .
وقد كان رحمه الله – كما يصفه تلاميذه ومحبوه – جميل الصورة،بهي الطلعة،بشوش الوجه،سخي اليد،كريم النفس،مرضي الخلق،يتواضعا مع الضعفاء والمساكين،ويساعدهم بماله وجاهه،زاهدا في الدنيا وعرضها.
وكان رحمه الله يكره التشبه بالكفار في اللباس والهيئة والشكل،ولا يرى النظر في الجرائد،ويكره الوظائف الحكومية.
المبحث الثالث:شيوخه وتلامذته :
تتلمذ الغماري على شيوخ كثيرين،فاقوا المائة شيخ،من أبرزهم:
¯-والده محمد بن الصديق بن أحمد الغماري الإدريسي الحسني :
شيخ الزاوية الصديقية الشاذلية،توفي رحمه الله سنة 1354 هـ،وقد خصه ابنه بمؤلفين (( التصور والتصديق بأخبار الشيخ أحمد ابن الصديق )) و (( سبحة العقيق في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن الصديق )).
حضر عليه دروسه في المسجد الكبير بطنجة،في الفقه والتفسير والحديث والتوحيد وغيرها.
¯-محمد إمام بن إبراهيم السقا الشافعي:
فقيه شافعي،درَّس بالأزهر،توفي رحمه الله سنة 1354هـ.
أخذ عنه (( المقدمة الآجرومية )) و(( الألفية بشرح ابن عقيل )) في النحو،و(( شرح التحرير )) لشيخ الإسلام زكريا في الفقه الشافعي،و(( السلم المنورق )) للأخضري في المنطق،و(( جوهرة التوحيد )) في العقيدة،وسمع عليه (( مسند الشافعي )) و(( الأدب المفرد )) وغير ذلك.
وكان يتعجب من ذكائه وسرعة فهمه،وشدة حرصه على التعليم،ويقول لَه:"لا بد وأن يكون والدك رجلا صالحا للغاية،وهذه بركته،فإن الطلبة لا يصلون إلى حضور الأشموني بحاشية الصبان إلا بعد طلب النحو ست سنين ،وقراءة (( الآجرومية )) و(( القطر )) وغيرهما،وأنت ارتقيت إليه في مدة ثلاثة أشهر".وكان يذيع هذا بين العلماء.
وكان أحيانا يقول لَه لما يرى من حرصه على قراءة الكتب التي تدرس في أقرب وقت:"أنت تريد أن تشرب العلم".
¯-محمد بن سالم الشرقاوي الشهير بالنجدي:
شيخ الشافعية ومفتيهم بمصر،توفي رحمه الله سنة 1350هـ.
أخذ عنه (( الإقناع بشرح متن أبي شجاع )) للخطيب الشربيني في الفقه الشافعي،و(( مختصر خليل )) في الفقه المالكي إلى كتاب النكاح،وحضر عليه (( شرح مشكاة المصابيح )) في الحديث.
¯-محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي الصعيدي :
مفتي الديار المصرية ومفخرتها،توفي رحمه الله سنة 1354هـ.
أخذ عنه التفسير وصحيح البخاري،ولازمه سنتين في ذلك،وحضر بعض دروسه في (( شرح الهداية )) للمرغيناني،و(( شرح الإسنوي على المنهاج )) ،وسمع منه مسلسل عاشوراء بشرطه.
¯-محمد بن إبراهيم السمالوطي القاهري المالكي:
أحد كبار علماء الأزهر المالكيين،توفي رحمه الله سنة 1353 هـ .
حضر عليه (( تفسير البيضاوي ))،و(( موطأ مالك ))،ولازمه نحو سنتين،وقرأ عليه (( التهذيب )) في المنطق،ثم أجازه إجازة عامة.
¯-أحمد بن نصر العدوي:
شيخ المالكية بمصر.
قرأ عليه (( صحيح مسلم بشرح النووي )) وأوائل (( سنن أبي داود )).
¯-عمر بن حمدان المحرسي التونسي المالكي:
شيخ شيوخ الإسناد بالحجاز،توفي رحمه الله سنة 1368 هـ.
قرأ عليه وقت قدومه القاهرة (( صحيح البخاري )) و(( الأذكار )) للنووي ،و(( عقود الجمان )) للسيوطي في البلاغة.
وله مشايخ في سماع الحديث والإجازة،من أجلهم:
¯-السيد المحدث محمد بن جعفر الكتاني،المتوفى سنة 1345 هـ.
رحل إليه الغماري لدمشق،وسمع منه حديث المسلسل بالأولية،وقرأ عليه كثيرا من مسند أحمد وغيره من كتب السنة.
¯-والسيد المحدث محمد بن إدريس القادري ،شارح (( سنن الترمذي )) ،المتوفى سنة 1350 هـ.
¯-وشيخ الجماعة السيد أحمد بن الخياط الزكاري،المتوفى سنة 1343 هـ.
¯-ومسند عصره المحقق السيد أحمد رافع الطهطاوي الحنفي،المتوفى سنة 1355هـ.
¯-وشيخ علماء الشام الشيخ بدر الدين البيباني،المتوفى سنة 1354 هـ.
¯-وصاحب التصانيف العديدة الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري،المتوفى سنة 1345هـ.
وغيرهم من الشيوخ،وقد ذكرهم في أثباته (( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )) و(( صلة الوعاة بالمرويات والرواة )) و((المعجم الوجيز للمستجيز )).
وأما تلاميذه:
فقد ترك العديد منهم،أشهرهم إخوته:
عبد الله ومحمد الزمزمي وعبد الحي وعبد العزيز والحسن وإبراهيم .
وعبد الله بن عبد القادر التليدي والسيد المنتصر الكتاني والسيد محمد الناصر الكتاني والفقيه محمد البقالي والدكتور يوسف القرضاوي والدكتور محمد سيوطي والشيخ عبد العزيز عيون السود والقاري محمد بن كيران الفاسي وغيرهم
المبحث الرابع : مذهبه وعقيدته ومشربه :
تفقه رحمه الله تعالى أولا على المذهب السائد في بلده وهو المذهب المالكي،ولكنه لما دخل مصر تركه،وانتسب شافعيا.ثم تركه واتبع الدليل وترك التقليد .
يقول رحمه الله تعالى:"كنت في بداية أمري مالكيا ،وضاع من عمري عامان كاملان في مختصر خليل !!،قرأته فيهما من أوله إلى كتاب النكاح بشرح الدردير وحاشية الدسوقي،وما كنت أذهب إلى الدرس إلا وأنا أعلم به من الأستاذ ،لأني كنت أحفظه شرحا ،وأحيط بجميع ما في الحاشية من الأقوال،وكنت دائما أتحرج من تلك الأقوال المجردة عن الدليل ،ولا تكاد نفسي تسلم منها شيئا دون معرفة دليلها،إلى أن زار مصر شيخنا أبو حفص عمر بن حمدان المحرسي المدني،وصرت أقرأ عليه الحديث،فقلت لَه يوما:إني متضجر من كتب المالكية لعدم ذكرهم دليل الفروع،فقال:إذا أحببت أن تقف على أدلة المسائل فعليك بمطالعة كتب الشافعية ولو أصغرها كشرح التحرير لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ،فيادرت إلى ذلك متعطشا إليه،فلما رأيت الشافعية لا يذكرون مسألة إلا بدليلها ،وعرفت أن مذهب مالك مخالف للدليل في كثير من فروعه انتقلت إلى مذهب الشافعي...ثم بعد هذا مَنَّ الله علينا فبنذنا التقليد جملة وتفصيلا،وما بقينا نعتبر مذهبا من المذاهب أصلا!!،والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله"( جؤنة العطار 2/7-9 بتصرف).
وقال رحمه الله :"ومذهبه في الفروع الاجتهاد المطلق والعمل بالدليل سواء وافق الجمهور،فضلا عن الأربعة ،فضلا عن وأحد منهم،أو خالفهم ما لم يخرق الاجماع المعتبر شرعا" ( البحر العميق 1/40).
وأما عقيدته ، فقد كان ينسبها إلى السلف الصالح ومحققي الصوفية.
وكان ينبذ تأويل الصفات ،ويرى التفويض مع التنزيه،ويحكم على ما عداه بأنه بدعة وضلالة،
وفي هذا يقول ( جؤنة العطار 2/52):
ما هكذا التوحيد في إيماننا كـلا ولا التأويل ديـن المسلم
آمنت بالله العظيم كما أتى وتركت تأويل الصفات لمن عمى
ونبذت للجهمي بدعة رأيه علنا وما باليـت لـوم اللـوم
وتركت للتيمي خبث مقاله وأخذت بالدليـل الحنيف القيم
وأما في السلوك:
فقد كان رحمه الله صوفي المنزع،شاذلي المشرب،خلف أباه على الطريقة الصديقية،يحب الصوفية الصادقين منهم ويعتقدهم،ويدافع عنهم بلسانه وقلمه،فم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية في اعتقاده،بما وهبهم الله من أذواق ومعارف وأسرار،ولهذا كان شديد الوطأة على من يخالف نحلتهم،أو يطعن في منهجهم.
وكان له ذوق خاص ومحبة صادقة لأهل البيت والدفاع عنهم وعداوة النواصب وتعريتهم .
المبحث الخامس : مكانته العلمية :
يعد الشيخ أحمد بن الصديق الغماري رحمه الله أحد أعلام المحدثين الذين برزوا في القرون المتأخرة،ولا أدل على ذلك من كتبه وأجزائه الحديثية الكثيرة،التي برز فيها سعة اطلاعه،وتمكنه في الصناعة الحديثية،وقوة استحضاره للمتون،وبراعته في توظيف القواعد الحديثية،ومعرفته التامة بالرجال وطبقاتهم،الشيء الذي أهله لأن يدعي لنفسه الإجتهاد في التصحيح والتضعيف،والرد والقبول،بل والتجريح والتعديل.
يقول رحمه الله :"ومنها – أي من نعم الله عليه – بلوغه في الحديث إلى درجة الحفاظ الأقدمين أهل النقد والتجرير والإجتهاد والتحقيق فيه،ما لم يصل إليه أحد من المحدثين بعد الحافظ ابن حجر والسخاوي،بل وفي بعض المسائل لَه اليد المطلقة أكثر منهما وإن لم يصل إلى درجة الحفظ والإطلاع إلى درجتهما لعدم وجود الأصول التي وقفا عليها،ولو تيسرت لَه الأصول التي تيسرت لهما لما انحطت رتبته عنهما،ولله الحمد" ( البحر العميق، ص:65).
والذي يدل على تأهله لذلك أنه صحح أحاديث حكم عليها الحفاظ المتقدمون بالوضع بله الضعف،وضعف أحاديث أو حكم ببطلانها إذ حكموا هم عليها بالصحة أو الحسن.
وقد شهد بنبوغه وتفوقه في علم الحديث شيوخه الذين احتاجوا إليه في حياتهم،كالشيخ بخيت،واللبان،والخضر حسين،وعبد المعطي السقا،والمسند الطهطاوي،وعمر حمدان،ويوسف الدجوي،وغيرهم،وأخباره مع مشايخه المذكورين سطرها في (( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )).
كما شهد له بذلك العديد ممن ترجموا له وعرفوه.
-يقول الأستاذ الفقيه ابن الحاج السلمي رحمه الله تعالى:"فقيه،علامة،صاحب مشاركة في كثير من العلوم الإسلامية،وضروب الثقافة العربية الرصينة الأصيلة،إلا أن لَه تخصصا وتبريزا وتفوقا في حلبة علوم الحديث على طريقة الحفاظ الأقدمين،متنا وسندا،ومعرفة تراجم الرواة،وطرق الجرح والتعديل،وقد كون فيها نفسه بنفسه،دون أن يتتلمذ لأحد"( إسعاف الإخوان الراغبين،ص:38).
-ويقول عنه الشيخ العلامة الفقيه المؤرخ عبد السلام بن عبد القادر بن سودة رحمه الله تعالى:"الشيخ الحافظ المحدث المسند الناقد الراوية الكاتب المقتدر الفقيه..يعد من أكبر المحدثين اليوم بالديار المغربية" ( سل النصال للنضال،ص: 181).
-وقال عنه الشيخ العلامة أحمد بن محمد مرسي النقشبندي المصري رحمه الله تعالى :"أنه بلغ درجة إمارة المؤمنين في علم الحديث " ( مقدمة كتاب الكنز الثمين ،ص: د ).
-ويقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62)، يقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62).
-ويقول شقيقه العلامة المحدث عبد العزيز بن الصديق في (( تذكرة المؤتسي في ترجمة نفسي )) :"أحمد بن محمد بن الصديق ،شقيقي أبو الفيض ،صاحب التآليف الكثيرة المفيدة ،الحافظ الذي ألقت إليه علوم الرواية بالمقاليد ،وحاز قصب السبق في مضمارها ،وأتقن فنونها ،فلا يوجد لَه نظير في مشرق الأرض ومغربها في الإحاطة بأصولها،وأقوال أئمتها ،الحق أنه ابن حجر هذا العصر من غير منازع ولا مخالف،وتآليفه شاهدة بهذا لمن قرأها وسبر غورها" (نقلا عن:محمود سعيد ممدوح، فتح العزيز بأسانيد عبد العزيز ،ص: 7-8).
-ويقول الأستاذ المحقق محمود سعيد ممدوح – حفظه الله تعالى - :
"وهو مستحق للوصف بالحفظ،وقد وصفه بذلك جمع من أعيان شهوده من ذوي الخبرة بالحديث وعلومه،فقد اشتهر بالطلب والأخذ من أفواه الرجال،وكان على معرفة بالجرح والتعديل،وبطبقات الرواة،مع تمييز لصحيح الحديث من ضعيفه،وكان حفظه للحديث قويا،وزاد على ما سبق أمرين:
أولهما:أماليه الحديثية،قال الحافظ الذهبي في (( الموقظة ،ص:67)) :"وكان الحفاظ يعقدون مجالس الإملاء،وهذا عدم اليوم".
وثانيهما:كتابته المستخرجات،فاستخرج على (( مسند الشهاب )) للقضاعي،وجاء المستخرج في مجلدين ضخمين،ولم يكتف بالإستخراج على المسند فقط ،بل يأتي بما في الباب بشرط إيراده مسندا ليكون الكتاب كله على منوال واحد.
ووضع مستخرجا على (( شمائل الترمذي )) ،فصارت في مجلد ضخم بعد ان كانت في جزء،كما استخرج على ما أسنده السهروردي في (( عوارف المعارف)) .
وما أظن أن أحدا عمل المستخرجات بعد القرن السادس،نعم ذكر أن الحافظ العراقي استخرج على المستدرك ،لكنه لم يكمله،والله أعلم" (تزيين الألفاظ بتتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص: 104-105).
مؤلفاته :
رزق الله الامام الحافظ الشريف سيدي أحمد بن الصديق الغماري رضي الله عنه قلما سيالا،فقد دبجت يراعته العديد من المؤلفات التي أجمعت فأوعبت،وكانت غاية في الجودة والإتقان،وهكذا ازدانت المكتبة العلمية بمؤلفاته الكثيرة،وهي ما بين مبسوط ومتوسط ومختصر،أذكر هنا جملة منها،خاصة كتبه المتعلقة بالحديث وعلومه (2):
§-(( إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون )):طبع بدمشق.
كتبه بأمر من والده،لرد على ابن خلدون في الفصل الذي عقده في (( مقدمته )) الشهيرة للكلام على المهدي،حيث ضعف أحاديثه،وجرح رجال أسانيدها،فتعقبه الشيخ ،حيث أثبت تواتر أحاديث المهدي،وأبدى براعة في الكلام على الرجال جرحا وتعديلا.
§-(( الإستعاذة والحسبلة ممن صحح حديث البسملة )) :طبع بمصر.
وهو جزء حديثي ،حقق فيه الشيخ حال حديث " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع "،الذي يورده أصحاب الشروح والحواشي مستدلين به على ندب البداءة بالبسملة،.
§-(( إرشاد المربعين إلى طرق حديث الأربعين )) :طبع بمصر.
وهو جزء حديثي ،حقق فيه حال حديث " من حفظ على أمتي "،وأبان فيه ضعف الحديث رغم تعدد طرقه ورواياته.
§-(( إزالة الخطر عمن جمع بين الصلاتين في الحضر )) : طبع بمصر.
§-(( إحياء المقبور بأدلة بناء المساجد والقباب على القبور )): طبع بمصر.
§-(( الإسهاب في الإستخراج على مسند الشهاب )):
في ثلاثة مجلدات ضخام مع ذكر مافي الباب
.
§-(( الأخبار المسطورة في القراءة في الصلاة ببعض السورة )):
§-(( الإستعاضة بحديث وضوء المستحاضة )):طبع ببيروت.
كتبه في بيان حال الحديث المروي عن النبي e في أمره المستحاضة بالوضوء لكل صلاة،حيث حقق صحته ،ورد على من ضعفه – وهم جمهور المحدثين - ،واستعاض عنه في الاحتجاج بالقياس .
§-(( الأربعون المتتالية بالأسانيد العالية )):
§-(( الإشراف بتخريج الأربعين المسلسلة بالأشراف )):
§-(( إظهار ما كان خفيا من بطلان حديث لو كان العلم بالثريا )):طبع ببيروت.
§-(( الإكتفاء بتخريج أحاديث الشفاء )):
وصل فيه إلى ربع الكتاب،قال الشيخ سعيد ممدوح- حفظه الله - :"وهو أوسع تخريج لأحاديث الشفاء،وقد شرعت في اختصار الإكتفاء ،ثم إكماله يسر الله تعالى إتمامه،ورزقنا الشفا بحب المصطفى صلى الله عليه وآله المستكملين الشرفا،وسلم تسليما كثيرا" (رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة، ص:158، حاشية رقم:1).
§-(( الأمالي المستظرفة على الرسالة المستطرفة في أسماء كتب السنة المشرفة )):
§-(( الإستئناس بتارجم فضلاء فاس )):
§-(( الإلمام بطرق المتواتر من حديثه عليه الصلاة والسلام )):
§-(( الأجوبة الصارفة لإشكال حديث الطائفة )):طبع ببيروت.
§-(( إسعاف الملحين ببيان حال حديث إذا ألف القلب الإعراض عن الله ابتلي بالوقيعة في الصالحين )):
§-(( الإجازة للتكبيرات السبع على الجناوة )):طبع ببيروت.
§-(( اغتنام الأجر في تصحيح حديث أسفروا بالفجر )):
§-(( البرهان الجلي في انتساب الصوفية إلى علي )):طبع بمصر.
كتبه في بيان صحة سماع الحسن البصري من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ،والرد على الحفاظ الذين تتابعوا على نفي ذلك بالأدلة والبراهين ،مع بيان سبب اختصاص الصوفية بالإمام علي عليه السلام وصحة سندهم إليه،والرد على من خالف في ذلك خاصة ابن خلدون وابن تيمية.
§-(( بيان الحكم المشروع في أن الركعة لا تدرك بالركوع )):
§-(( البحر العميق في مرويات ابن الصديق )) :
هو عبارة عن ترجمة ذاتية موسعة،كتبها الحافظ لنفسه بصيغة الغائب،وهي في جزئين،الجزء الأول في حياته ودراسته ومحنه وشيوخه،والجزء الثاني في أسانيده ومروياته.
§-(( بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري )):
كتبه للرد على الشيخ العلامة محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى،وقد كان الشيخ الكوثري رحمه الله تعالى ألف كتابه (( تأنيب الخطيب )) تعرض فيه للحافظ أحمد بن الصديق بعبارة فيها جفاء،فكتب الشيخ أحمد هذا الكتاب في الرد عليه ،قال الشيخ عبد الله الغماري:"جمع فيه سقطاته العلمية،وتناقضاته التي منشأها تعصبه البغيض،وقسا عليه بعض القسوة،وهو مع هذا معترف بعلمه واطلاعه،ولم يقدم الرد للطبع احتراما لصداقته..رحم الله شقيقنا والكوثري عالمي عصرهما بدون مزاحم،وجمعنا وإياهما في دار رحمته" (بدع التفاسير،ص:180).
§-(( بيان غربة الدين بواسطة العصريين المفسدين )):
§-(( البيان والتفصيل لوصل ما في الموطأ من البلاغات والمراسيل )):
§-(( تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال )):طبع بتطوان،ثم أعيد طبعه
§-(( تحسين الفعال بالصلاة في النعال )):طبع بمصر.
§-(( تشنيف الآذان باستحباب السيادة في اسمه e في الآذان )): طبع بمصر.
§-(( التصور والتصديق بأخبار الشيخ محمد بن الصديق )): طبع بمصر.
§-(( توجيه الأنظار لتوحيد العالم الإسلامي في الصوم والإفطار )): طبع بمصر.
§-(( تبيين البله ممن أنكر حديث ومن لغا فلا جمعة له )):
كتبه ردا على بعض معاصريه،الذي أنكر في رسالة لَه وجود هذا الحديث في كتب الحديث وسماها (( عقد الزبرجد في أن من لغا فلا جمعة لَه مما نقب عنه من الأخبار فلم يوجد))،فأثبت الحافظ وجوده،وانه موجود في كتاب (( تاريخ واسط )) للحافظ أسلم بن سهل الواسطي،أحد شيوخ الطبراني ،ونقل الحديث بإسناده من الكتاب المذكور.
§-(( تعريف الساهي اللاهي بتواتر حديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يقول لا إله إلا الله )):
§-(( تخريج الدلائل لما في رسالة القيرواني من الفروع والمسائل )):
§-(( تبيين المبدأ في طرق حديث:بدأ الدين غريبا وسيعود كما بدأ )):
§-(( تحسين الخبر الوارد في الجهاد الأكبر )):
§-(( جؤنة العطار في طرف الفوائد ونوادر الأخبار )):
§-(( جهد الإيمان بطرق حديث الإيمان )):
§-(( جمع الطرق والوجوه لحديث:اطلبوا الخير عند حسان الوجوه )):
§-(( الحنين بوضع حديث الأنين )):طبع ببيروت.
§-(( حصول التفريج بأصول التخريج )): طبع بمصر.
§-(( درء الضعف عن حديث من عشق فعف )): طبع بمصر.
§-(( دفع الرجز بطرق حديث أكرموا الحبز )):
§-(( رياض التنزيه في فضل القرآن وحامليه )):
وهو أول كتاب للشيخ،ألفه وهو دون التاسعة عشر من عمره،وذلك عندما أمر والده أتباعه من أهل الزاوية الصديقية بحفظ كتاب الله عز وجل.
§-(( الرغائب في طرق حديث ليبلغ الشاهد منكم الغائب )):
§-(( رفع المنار لحديث من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار )):طبع بمصر.
§-(( رفض اللي بتواتر حديث من كذب علي )):
§-(( الزواجر المقلقة لمنكر التداوي بالصدقة )):
§-(( زجر من يؤمن بطرق حديث لا يزني الزاني وهو مؤمن )):
§-(( سبل الهدى في إبطال حديث اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا )): طبع بمصر.
§-(( سبحة العقيق في ترجمة الشيخ سيدي محمد بن الصديق )):
§-(( شهود العيان بثبوت حديث رفع عن أمتي الخطأ والنسيان )):
§-(( الصواعق المنزلة على من صحح حديث البسملة )):
§-(( صفع التياه بإبطال حديث ليس خيركم من ترك دنياه )):
§-(( صلة الوعاة بالمرويات والرواة )):
§-(( صرف النظر عن حديث ثلاث يجلين البصر )):
§-(( طباق الحال الحاضرة لخير سيد الدنيا والآخرة )):
§-(( الطرق المفصلة لحديث أنس في البسملة )):
§-(( طرفة المنتقي للأحاديث المرفوعة من زهد البيهقي )):
§-(( عواطف االطائف بتخريج أحاديث عوارف المعارف )):طبع بالإمارات العربية المتحدة. في مجلدين وهو تخريج ومستخرج
§-(( العتب الإعلاني لموثق صالح الفلاني )):
§-(( العقد الثمين في حديث إن الله يبغض الحبر السمين )):
§-(( غنية العارف بتخريج أحاديث عوارف العارف )): طبع بالإمارات.
§-(( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي)): طبع بمصر.
§-(( فصل القضاء في تقديم ركعتي الفجر على صلاة الصبح عند القضاء )):طبع ببيروت.
§-(( فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب )):طبع ببيروت.
§-(( فك الربقة بطرق حديث الثلاث وسبعين فرقة )):
§-(( قطع العروق الوردية من صاحب البروق النجدية )):
§-(( كشف الرين في طرق حديث مر على قببرين )):
§-(( الكسملة في تحقيق الحق في أحاديث الجهر بالبسملة )):
§-(( كشف الخبي بجواب الجأهل الغبي )):
§-(( كتاب الحسن والجمال والعشق والحب من الأحاديث المرفوعة خاصة )):
§-(( لب الأخبار المأثورة في مسلسل عاشورا )):طبع بطنجة.
§-(( لثم النعم بنظم الحكم )):
§-(( ليس كذلك )): طبع ببيروت.
كتاب في الاستدراك على الحفاظ ،وتعقب بعض ما وقع لكبارهم من إطلاقات،وهو يدل على سعة حفظه ،وعظيم اطلاعه.
§-(( المنح المطلوبة في استحباب رفع اليدين في الدعاء بعد المكتوبة )):طبع بفاس،ثم أعيد طبعه بعناية الشيخ أبي غدة.
§-(( مطالع البدور في بر الوالدين )):طبع بطنجة.
§-(( المثنوني والبتار في نحر العنيد المعثار الطاعن فيما يصح من السنن والآثار )):
كتبه ردا على الشيخ الخضر الشنقيطي رحمه الله تعالى ،الذي ألف رسالة في الانتصار للسدل في الصلاة والرد على من رجح سنية القبض،وسماها (( إبرام النقض لما قيل في أرجحية القبض ))،فرد عليه المؤلف بهذا الكتاب.
§-(( مفتاح الترتيب لأحاديث تاريخ الخطيب )): طبع بمصر.
§-(( مفتاح الجامع الصغير للطبراني )):
§-(( المداوي لعلل المناوي )): طبع بمصر.
ناقش فيه الشيخ المناوي رحمه الله تعالى في شرحه للجامع الصغير،وما وقع لَه فيه من أغلاط حديثية مرتبطة بالتصحيح والتضعيف والتعليل ،والكلام على الرجال جرحا وتعديلا.
§-(( المستخرج على الشمائل المحمدية )):
§-(( المؤانسة بالمرفوع من حديث المجالسة للدينوري )):
§-(( المعجم الوجيز للمستجيز )):طبع بمصر.
§-(( مسالك الدلالة على مسائل الرسالة )): طبع بمصر.
§-(( المسهم بطرق حديث طلب العلم فريضة على كل مسلم )): طبع بمصر.
§-(( المنتده بتواتر حديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )):
§-(( موارد الأمان بطرق حديث الحياء من الإيمان )):
§-(( المناولة في طرق حديث المطاولة )):
§-(( مسامرة النديم بطرق حديث دباغ الأديم )):
§-(( مجمع فضلاء البشر من أهل القرن الثالث عشر )):
§-(( مناهج التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق )) :
§-(( المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )): طبع بمصر.
كتبه لبيان ما وقع في كتاب الجامع الصغير للسيوطي رحمه الله تعالى من أحاديث موضوعة،حيث ذكر فيه نحوا من أربعمائة وخمسين حديثا،واستدرك عليه أخوه العلامة عبد العزيز ابن الصديق نحوا من مائة وسبيعين حديثا في كتابه (( المشير إلى ما فات المغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير )).
§-(( الميزانيات )):
§-(( منية الطلاب بتخريج أحاديث الشهاب )):
§-(( نفث الروع بأن الركعة لا تدرك بالركوع )):
§-(( نيل الحظوة بقيادة الأعمى أربعين خطوة )):
§-(( نصب الجرة لنفي الإدراج عن الأمر بإطالة الغرة )):
§-(( الهداية في تخريج أحاديث البداية )):طبع ببيروت.
§-(( هداية الصغراء بتصحيح حديث التوسعة على العيال يوم عاشوراء )):
§-(( الهدي المتلقى من حديث أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا )):
§-(( وشي الإهاب بالمستخرج على مسند الشهاب )):
§-(( وسائل الخلاص من تحريف حديث من فارق الدنيا على الإخلاص )):
ألفه ردا على من صحف حديث :" من فارق الدنيا على الإخلاص "،فكتبه " من رزق الدنيا على الإخلاص "!!،واستنبط منه أن الحديث يحض على اقتناء الدنيا ،فرد عليه المؤلف بهذه الرسالة.
(1) – مصادر ترجمته :
أحمد بن الصديق،البحر العميق في مرويات ابن الصديق - طبع بالقاهرة في دار الكتبي
سبحة العقيق في ترجمة سيدي محمد بن الصديق - مخطوط -.
عبد الله بن الصديق، سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ،ص:55.
عبد السلام بن سودة، سل النصال للنضال بذكر الشيوخ وأرباب الكمال ،ص:181.
إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع،ص:574.
ابن الحاج السلمي ، إسعاف الإخوان الراغبين بتراجم ثلة من علماء المغرب المعاصرين،ص:34 .
عبد الله التليدي ، حياة الشيخ أحمد بن الصديق .
تحفة القاري في بعض مبشرات وكرامات أحمد بن الصديق الغماري.
محمود سعيد ممدوح ، تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع ، ص:71.
تزيين الألفاظ بتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص:101 .
مسامرة الصديق ببعض أحوال أحمد بن الصديق، ج1 ص:7.
للشيخ محمود سعيد ممدوح
(2)- ينظر في تعداد مؤلفاته:أحمد بن الصديق، البحر العميق 1/83، والهداية في تخريج أحاديث البداية،مقدمة المحقق 1/56، وعبد الله التليدي، حياة الشيخ أحمد بن الصديق ، ص:85.