مشاهدة النسخة كاملة : السادة الأشــاعرة رضي الله عنهم هم أهل السنة والجماعة على مر العصور .
الكرزازي
2009-06-16, 12:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركــاته أود أن أقدم إلى رواد هذا المنتدى الكـــرام هذا الموضوع القيم الذي يتناول حقيقة تاريخية يغفل عنها بعض الجهــال في هذا العصــر وهي كون المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة والجماعة وأن كبار أعــلام الأمة كــانوا عليه إعتقادا وتصديقا .... وكاتب هذه الأسطر هو العلامة الدكتور السيد علي جمعة مفتي جمهورية مصر وإليكم الموضوع وأرجــو قراءته بتمعن وتـروي :
اشتكى لي بعض الشباب من توجه بدأ يشيع في أوساطهم, يستعمل كلمة الأشعرية أو الأشاعرة وكأنها سبب كفيل بأن ينفر الناس من ذلك العالم الذي يوصف بالأشعرية, وسألني: من هم هؤلاء الأشاعرة وما قصتهم؟
فقلت له: إن المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة والجماعة منذ نشأته وحتى يومنا هذا, وهو المذهب الذي يدرس في الأزهر الشريف, وهو المذهب الذي عليه جماهير أتباع الأئمة الأربعة: الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة, وكلمة الأشعرية نسبة إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل وهو من أحفاد الصحابي الجليل أبي موسي الأشعري ولد في حدود سنة260 هجرية, ومات في حدود سنة330 هجرية, وهناك اختلاف في تحديد مولده ووفاته, درس مذهب الاعتزال على الجبائي لمدة عشرين عاما, وهو مذهب يعتمد على العقل ويقدمه على النقل وظاهر النصوص, وانطلق أبو الحسن الأشعري من فرضية أخرى وهي عدم وجود أي تناقض بين المعقول والمنقول, وهو مذهب أهل السنة السابقين عليه كالشافعي ومالك وغيرهما, ولذلك فليس هناك حاجة لتقديم المنقول على المعقول كما يفعل النصوصيون ولا لتقديم المعقول على المنقول كما يفعل المعتزلة, وبهذا يتبين أنه ليست هناك ثنائية بين المنقول وبين المعقول بل هما وجهان لعملة واحدة.إن هذا الفكر المبني على تلك الدراسة العتيقة والمبني على التأمل والنظر, والمبني على إيجاد حلول للمشكلات الفكرية المعروضة على الساحة, قبله كل العلماء قبولا تاما حتى رأينا أن المعتزلة انتهت أو كادت تنتهي في القرن الرابع الهجري, وما ذلك إلا بفضل أبي الحسن الأشعري الذي بنى كلامه على الكتاب والسنة وعلى صحيح المعقول, وكان أبو الحسن الأشعري في بعض الأحيان يعرض قولين في المسألة يمكن الأخذ بأحدهما, فكل واحد من القولين يعد حلا مقبولا للمشكلة.
ولقد تطور المذهب الأشعري الذي بنى هذا المنهج والذي دعا الناس لأن تعيش عصرها ولا تقف عند عصر النبوة فقط, بل النبي صلى الله عليه وسلم قد ترك لنا منهج التفكير الذي تواجه به المحدثات سواء الفكرية أو العملية, ولذلك نري تطور المذهب على يدي الإمام الباقلاني (403 هـ) والجويني (478 هـ) ثم الإمام الغزالي (505 هـ) ثم بعد ذلك الإمام الرازي (606 هـ) والآمدي (631 هجرية) وصولا إلى الإيجي (756 هـ) والسعد التفتازاني (793 هـ), والشريف الجرجاني (816 هـ), ومن الأشاعرة: الإمام النووي (676 هـ) شارح صحيح مسلم وصاحب رياض الصالحين والإمام ابن حجر العسقلاني (852 هـ) شارح صحيح البخاري في كتابه الكبير فتح الباري. وكل من يعتمد عليه طلاب العلم من العلماء عبر العصور إلى يومنا هذا.
واستقر أتباع المسلمين من أهل السنة والجماعة للمذهب الأشعري باعتباره هو المذهب العلمي الأدق والأوسع, ولقد ألف الأشعري نحو سبعين كتابا; منها كتاب صغير طبع عدة مرات في دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد الدكن بالهند, اسمه استحسان الخوض في علم الكلام, وهو لا يتعدي ثلاث عشرة صفحة بين فيها استنباط الأصول العقلية من الكتاب والسنة.
وفي مجموع فتاوى ابن تيمية في المجلد الثالث, وهو يحكي عن مناظرة صفي الدين الهندي إمام الأشاعرة لابن تيمية في صفحة 187; قال الصفي الهندي قلت له أنتم ما لكم على الرجل اعتراض; فإنه نصر ترك التأويل وأنتم تنصرون قول التأويل, وهما قولان للأشعري), ونقل ابن تيمية هذا وقبوله له يدل على أنه كان أشعريا ورضي بذلك, ولكن بعضهم يحاول أن يجعله على مذهب ابتدعوه اسمه مذهب السلف, والسلف ليس مذهبا, إنه فترة تاريخية مباركة شهدت تمسك المسلمين بدينهم وشهدت أيضا بناء حضارتهم, وفصل هذا المعني العلامة محمد سعيد البوطي في كتابه السلفية, وهو بالأسواق.
ودأب السلفيون المعاصرون في محاولة أخري لاجتذاب الأشعري لآرائهم النصوصية, فكثيرا ما يؤكدون فكرة الفصل الكامل بين الأشعري وأفكار المدرسة المنسوبة إليه, والحق أن الأشعري اقتنع تماما بنبذ الفكر الاعتزالي وبنبذ الفكر النصوصي أيضا, وصار منهجا هو المقبول عند أهل السنة والجماعة إلى يومنا هذا.ولذلك فإن الذي يعيب على الأشعرية ويعتبرها مانعا من قبول العلماء, ويرد بذلك ما عليه علماء الأزهر حتى في الفقه من أجل أنهم أشاعرة, قد جهل انه بذلك أنكر منهج الوسطية وأنه صار بذلك رجعيا يتصور أن الإسلام يصلح لعصر دون عصر, ويحاول أن يسحب الماضي على الحاضر, وأنه بذلك قد خالف هدي القرآن وهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم معا, ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الصنف من الناس الذين يتكلمون بغير علم, وفي الحديث: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان, سفهاء الأحلام, يقولون من خير قول البرية, يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية, لا يجاوز إيمانهم حناجرهم (صحيح البخاري), إن هؤلاء قد خطوا بمنهجهم المعوج بداية طريق التطرف ثم الارجاف وهم الدائرة الأوسع التي تنبت منها الدماء البريئة التي تسيل من جراء الجهل بالدين, قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشي من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه (صحيح مسلم).
ولقد ألف الإمام ابن عساكر الدمشقي (المتوفى سنة571 هجرية) كتابه الماتع تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري, وبين فيه أتباع جماهير العلماء وأئمتهم عبر العصور إلى القرن السادس لهذا المذهب العلمي الدقيق, ومن الدراسات الجيدة التي بذل فيها جهد مشكور كتاب الدكتور جلال موسي بعنوان نشأة الأشعرية وتطورها, طبع بدار الكتاب اللبناني ببيروت, وتعد كتابات المرحوم علي سامي النشار وكتابات العلامة طه عبد الرحمن ـ متعنا الله بحياته ـ من المجهودات الكبيرة في دراسة هذا المذهب, ويكفي أن قلعة الإسلام تدرسه في مناهجها; أعني الأزهر الشريف.
الأهرام 25 فبراير 2008
جمال البليدي
2009-06-16, 12:51
دعوى أن الأشاعرة من أهل السنة دعوى خاوية على عروشها إذ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين لنا الميزان الذي يعرف به السني من غيره فقال((ما أنا عليه وأصحابي " ومعناها قطعاً صحيح ، ولا تخالف فيه الأشاعرة ، بل في الجوهرة :
(( وكل خير اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
فنقول لهم إذن :
أكان مما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة : تقديم العقل على النقل أو نفي الصفات ما عدا المعنوية والمعاني ، أو الاستدلال بدليل الحدوث والقدم ، أو الكلام على الجوهر والعرض والجسم والحال ، أو أن الإيمان هو مجرد التصديق القلبي ، أو القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ، أو الكلام النفسي الذي لا صيغة له ، أو نفي قدرة العبد وتأثير المخلوقات ، أو إنكار الحكمة والتعليل … إلى آخر ما في عقيدتكم ؟
إننا نربأ بكل مسلم أن يظن ذلك أو يقوله .
بل نحن نزيدكم إيضاحاً فنقول :
إن هذه العقائد التي أدخلتموها في الإسلام وجعلتموها عقيدة الفرقة الناجية بزعمكم ، هي ما كان عليه فلاسفة اليونان ومشركوا الصابئة وزنادقة أهل الكتاب .
لكن ورثها عنهم الجهم بن صفوان وبشر المريسي وابن كلاب وأنتم ورثتموها عن هؤلاء ، فهي من تركة الفلاسفة والابتداع وليست من ميراث النبوة والكتاب .
ومن أوضح الأدلة على ذلك أننا ما نزال حتى اليوم نرد عليكم بما ألفه أئمة السنة الأولون من كتب في الردود على " الجهمية " كتبوها قبل ظهور مذهبكم بزمان ، ومنهم الإمام أحمد والبخاري وأبو داود والدارمي وابن أبي حاتم …
فدل هذا على أن سلفكم أولئك الثلاثة وأشباههم مع مازدتم عليهم وركبتم من كلامهم من بدع جديدة .
على أن المراء حول الفرقة الناجية ليس جديداً من الأشاعرة ، فقد عقدوا لشيخ الإسلام ابن تيمية محاكمة كبرى بسبب تأليفه " العقيدة الواسطية " وكان من أهم التهم الموجهة إليه أنه قال في أولها : " فهذا اعتقاد الفرقة الناجية… " .
إذ وجدوا هذا مخالفاً لما تقرر لديهم من الفرقة الناجية هي الأشاعرة والماتريدية .
وكان من جواب شيخ الإسلام لهم أنه أحضر أكثر من خمسين كتاباً من كتب المذاهب الأربعة وأهل الحديث والصوفية والمتكلمين كلها توافق ما في الواسطية وبعضها ينقل إجماع السلف على مضمون تلك العقيدة .
وتحداهم رحمه الله قائلاً : " قد أمهلت كل من خالفني في شيء منها ثلاث سنين ، فإن جاء بحرف واحد عن أحد من القرون الثلاثة … يخالف ما ذكرت فأنا أرجع عن ذلك " .
قال : " ولم يستطع المتنازعون مع طول تفتيشهم كتب البلد وخزائنه أن يخرجوا ما يناقض ذلك عن أحد من أئمة الإسلام وسلفه " .
فهل يريد الأشاعرة المعاصرون أن نجدد التحدي ونمدد المهلة أم يكفي أن نقول لهم ناصحين :
إنه لا نجاة لفرقة ولا لأحد في الابتداع ، وإنما النجاة كل النجاة في التمسك والاتباع .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس.
ودعوى أن جمهور المسلمين أشاعرة فدعوى باطلة قطعا بل أغلب العوام ومعظمهم على العقيدة السلفية يثبتون لله الرحمة والغضب والفرح والعلو بخلاف الأشاعرة وأئمة المذاهب الأربعة لم يكونوا أشاعرة ألبتة بل ظهروا قبل الأشعري وكانوا يذمون علم الكلام والفلسفة والجدل.
هذا وليعلم أن الأشاعرة يحاولون أن ينسبوا إليهم الكثير من العلماء بحجة أنه تأول صفة أو صفتين لظنه أن هذا مذهب السلف كالحافظ ابن حجر وكالنووي وابن جوزي مع أن هؤلاء قد انتقدوا الأشاعرة باسمهم الصريح فكونهم وافقوا الأشاعرة في مسألة أو مسألتين فهذا لا يعني أبدا أنهم أشاعرة .
وإستشهادك بالكثرة إستشهاد لا يصح فالعبرة بالدليل والحجة(قل إن أكثر الناس لا يعلمون) فلا يجب الإحتجاج بالكثرة بل العبرة بما كان عليه السلف الأولون .
والأئمة عبر العصور لم يكونوا أشأعرة ولا ماتريدية بل كانوا على نهج السلف إلا قليل منهم ..ثم عن أي أشاعرة تتحدث؟الأشاعرة المفوضة أو الأشاعرة المؤولة أم أن كلاهما على حق؟!
الكرزازي
2009-06-16, 12:55
الســــلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... أخي لم يرغمك أحد على العقيدة الأشعرية ... ويا حبذا لو ابتعدت عن المغالطات فهي لا تفيد الباحث وفي الموضوع ما يرد عليها ...... عمومــا الموضوع ليس موجها لك ولا لأمثالك ....... إنما هو موجه للمنصفين .... شكرا لمرورك
فتحي الجزائري
2009-06-16, 13:03
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني الكرام ...المنتدى كما هو معلوم من القوانين يسير على مذهب أهل السنة والجماعة مذهب الإئمة الأربعة وقبلهم الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ...
فيرجى من الإخوة الكرام الإلتزام بالقوانين ...وشكرا جزيلا
فريد_2007
2009-06-16, 13:21
http://farm4.static.flickr.com/3092/2458636379_722ef4d84d_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)
مرحبا بناس كرزاز أهلا ورحبا ..يأ اخي و أين المشكل إن كان علماءنا أشاعرة أو غيره أخي الكريم ...العلماء يستدل لهم لا بهم ........يمكن أنا و أنت نقع في بعض الأشعرياتــ لكن لا يعني هذا أننا أشاعرة الأشاعرة من اقرب الفرق للسنة لولا بعض التأويلات و الله أعلم.. .......بارك الله فيك أخي وشكرا على الموضوعـــ
أبو حمزة الشامي
2009-06-20, 08:14
بارك الله بكم سيدي الكرزازي على هذه الفوائد والدرر
الأخ جمال البليدي
كلامك جداً إنشائي وليس كلام علمي، فاصطلاح أهل البدع لفظ الجهمية على أهل السنة والجماعة لا يضر حذاءهم، لأن الجهمية أجمعت الأمة على ضلالهم، وبدعتهم، سواء منهم الأشاعرة والماتريدية .
فإذا رددت على الجهمية فرد عليهم ما شئت لكن إياك أن تلصقهم بأهل السنة الأشاعرة ، ويا للعجب يردون على فرقة انقرضت منذ قرون!!
والأئمة عبر العصور لم يكونوا أشأعرة ولا ماتريدية بل كانوا على نهج السلف إلا قليل منهم ..ثم عن أي أشاعرة تتحدث؟الأشاعرة المفوضة أو الأشاعرة المؤولة أم أن كلاهما على حق؟!
هذا كلام إما نابع عن جهل، أو أنه نابع عن تدليس واتباع للهوى، بل كان جل أئمة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة أو من الماتريدية، وقرأت في موقع الشيخ سلمان العودة ( الإسلام اليوم ) فتوى لبعض المشايخ في أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة, فأحببت أن أعلق على تلك الفتوى.
وقبل التعليق أورد نص الفتوى كما هي في الموقع:
العنوان: الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة.
المجيب: جمع من العلماء التصنيف: الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة.
التاريخ: 29 /06/1427هـ .
السؤال : ما حكم التعامل مع المخالف لعقيدة السلف الصالح كالأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم والتعاون معهم على البر والتقوى والأمور العامة وهل يحرم العمل معهم سواء كانت الإدارة لنا وهم يعملون تحتنا أو العمل تحت إشرافهم؟ وهل هم من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين؟ وهل التعامل معهم يعد من باب تولي غير المؤمنين؟.
الجواب : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه. لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية. أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق.
ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ / عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقًا
د. محمد بن ناصر السحيباني / المدرس بالمسجد النبوي
د. عبد الله بن محمد الغنيمان / رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا
الذي علق على الفتوى قائلاً: "هذا جواب سديد صحيح ولا يسع المسلمين إلا ذلك، ولم يزل الخلاف يقع في صفوف العلماء، ولم يكن ذلك مسبباً لاختلاف القلوب والتفرق، وقصة الصحابة لما ذهبوا إلى بني قريظة معروفة مشهورة وغيرها، قاله عبد الله بن محمد الغنيمان. تحريراً في 22/4/1427هـ ) انتهت الفتوى.
التعليق:
أقول: إنه من بعد ظهور مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين وأهل اللغة والمؤرخين والقادة والمصلحين وغيرهم إلا وهم أشاعرة أو ماتريدية فعلى سبيل المثال لا الحصر:
من أهل التفسير وعلوم القرآن:
القرطبي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وغيرهم كثير.
ومن أهل الحديث وعلومه:
الحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والعز بن عبد السلام والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وشراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن فورك وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير.
ومن أهل الفقه وأصوله:
فمن الحنفية: ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغيرهم كثير.
ومن المالكية: ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وابن عليش وغيرهم كثير.
ومن الشافعية: الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والباقلاني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري وابن القاسم وقلوبي وعميرة والغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير.
ومن أهل التواريخ والسير والتراجم:
القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والصفدي وابن خليكان وغيرهم كثير.
ومن أهل اللغة:
الجرجاني والغزويني وابن الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب والأزهري وأبو حيان وابن الأثير والجرجاني والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير.
ومن القادة:
نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك, والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين وغيرهم كثير.
كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية وهم طائفة قليلة من المشهورين منهم ولو أردنا أن نعدد لطال بنا المقام، ومن أراد المزيد فعليه بكتب التراجم والسير والتاريخ. بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ماتريديا ـ من غير الحنابلة ـ لما استطعنا أن نعد بقدر الأصابع, وفي الجملة فإن الحنفية ماتريدية إلا ما ندر, والمالكية والشافعية أشعرية إلا ما ندر, والحنابلة أثرية إلا ما ندر.
فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم ـ وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم ـ مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار, أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروج عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار، فواخسارة الإسلام والمسلمين.
إن قول المشايخ: إن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين, فكما نقول: الصحابة نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين كذلك نقول في الأشاعرة والماتردية: هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين.
ومع وجود بعض الاختلافات بين مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب أهل الحديث فقد ذكر طائفة من أهل الحديث والحنابلة أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة الجماعة , ولنذكر منهم على سبيل المثال:
1 ـ الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني:
حيث قال رحمه الله في العواصم والقواصم 3 /331 : ( مذهب أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة الحديث وهم طائفتان: الطائفة الأولى: أهل الحديث والأثر وأتباع السنن والسلف الذين ينهون عن الخوض في علم الكلام ... ثم قرر مذهب أهل الحديث وهو أن حقيقة الصفات وكنهها مما استأثر الله بعلمه, ثم ذكر كلام الغزالي في كتابه إلجام العوام في تقرير عقيدة السلف, ثم تكلم في النهي عن علم الكلام كل ذلك في صفحات طويلة جدا.
ثم قال 4/118: هذا آخر ما أردت الإشارة إليه من جملة عقائد المحدثين وهم الطائفة الأولى.
الطائفة الثانية : أهل النظر في علم الكلام والمنطق والمعقولات وهم فرقتان: أحدهما : الأشعرية ... . والفرقة الثانية من المتكلمين منهم : الأثرية كابن تيمية وأصحابه فهؤلاء من أهل الحديث لا يخالفونهم إلا في استحسان الخوض في الكلام وفي التجاسر على بعض العبارات وفيما تفرد به من الخوض في الدقائق الخفيات والمحدثون ينكرون ذلك عليهم لأنه ربما أدى ذلك إلى بدعة أو قدح في الدين ) اهـ. ثم ساق كلام الإمام ابن تيمية من التدمرية.
2 ـ الإمام ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية:
ففي شرحه الطحاوية ص 188 قال: ( وبالجملة: فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الاربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن كلام الله غير مخلوق .ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في أن كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات أو أنه حروف وأصوات تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلما أو أنه لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وأن نوع الكلام قديم ...) اهـ.
فأنت تراه قد فرع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة .
3 ـ الإمام مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي:
حيث قال في أقاويل الثقات 133: ( وفرقة أخرى أثبتت الصفات المعنوية من نحو السمع والبصر والعلم والقدرة والكلام وهو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة ومنهم أتباع أئمة المذاهب الأربعة, ثم اختلفوا فيما ورد به السمع من لفظ العين واليد والوجه والنفس والروح: ففرقة أولتها على ما يليق بجلال الله تعالى وهم جمهور المتكلمين من الخلف فعدلوا بها عن الظاهر إلى ما يحتمله التأويل من المجاز والاتساع خوف توهم التشبيه والتمثيل. وفرقة أثبتت ما أثبته الله ورسوله منها وأجروها على ظواهرها ونفوا الكيفية والتشبيه عنها قائلين إن إثبات البارئ سبحانه إنما هو الكيفية إثبات وجود بما ذكرنا لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته إنما هي إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا يد ووجه وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه فلا نقول إن معنى اليد القوة والنعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها جوارح ) اهـ.
فأنت تراه أيضاً قد فرّع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة.
4 ـ الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي:
حيث قال في كتابه العين والأثر ص 52: ( طوائف أهل السنة ثلاثة : أشاعرة وحنابلة وماتريدية بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة !!! ) اهـ.
5 ـ الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية:
حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73: ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
ـ الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
ـ والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري.
ـ والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ) اهـ.
وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) اهـ.
وفي المقابل أيضا نجد أن الأشاعرة يقولون عن أهل الحديث أنه من أهل السنة وأقوالهم في ذلك كثيرة, ومنها ما قاله ابن السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: ( اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
ـ الأولى : أهل الحديث، ومعتقد مباديهم الأدلة السمعية - الكتاب والسنة والإجماع.
ـ الثانية : أهل النظر العقلي وهم الأشعرية والحنفية ( الماتريدية ) وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي. وهم متفقون في المبادئ العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادئ السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيرها ، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسائل.
ـ الثالثة : أهل الوجدان والكشف وهم الصوفية ، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية والكشف والإلهام في النهاية ) اهـ.
ولا شك أنه يريد بالصوفية من كان منهم على منهج السلف, أما من انحرف عن ذلك كالقائلين بوحدة الوجود وإسقاط التكاليف ونحو ذلك من العقائد الباطلة فلا شك أنهم ليسوا من أهل السنة بل ليسوا من أهل الإسلام.
متى بدأت الفتنة بين الفريقين:
وقد كان أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية يدا واحدة على المبدعة والزنادقة, وكانوا كالشيء الواحد حتى حصلت في القرن الخامس الهجري حادثة عرفت بفتنة ابن القشيرى تسببت في الفرقة بين الطائفتين, قال الإمام ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري ص 163: ( ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات تعتضد بالأشعرية على أصحاب البدع لأنهم المتكلمون من أهل الإثبات فمن تكلم منهم في الرد على مبتدع فبلسان الأشعرية يتكلم ومن حقق منهم في الأصول في مسألة فمنهم يتعلم فلم يزالوا كذلك حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري ) اهـ.
وقد ذكر هذه الحادثة كثير من أهل التواريخ والسير ومنهم الذهبي في السير وابن رجب في ذيل الطبقات وابن الأثير في الكامل وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم , وانظر مثلا البداية والنهاية 12/115.
موقف الإمام ابن تيمية من تلك الفتنة والخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
مع أن الإمام ابن تيمية يخالف الأشاعرة في أشياء إلا أن موقفه منهم لم يكن موقف المعادي بل موقف من يؤلف بين القلوب ويقارب بين وجهات النظر بين الأشعرية والحنبلية حيث قال كما في مجموع الفتاوى 6/53: ( و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 4/17: ( قال أبو القاسم بن عساكر : ما زالت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين حتى حدثت فتنة ابن القشيري ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/227 : ( والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/229 : ( ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/269 : ( ولهذا اصطلحت الحنبلية والأشعرية واتفق الناس كلهم ولما رأى الحنبلية كلام أبي الحسن الأشعري قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وزال ما كان في القلوب من الأضغان وصار الفقهاء من الشافعية وغيرهم يقولون الحمد لله على اتفاق كلمة المسلمين ) اهـ.
موقف الإمام الذهبي من الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
قال في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي نعيم الأصبهاني الأشعري 17/ 459: ( وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيل وقال وصداع طويل فقام إليه [ أي قام إلى أبي نعيم ] أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يقتل . قلت : ما هؤلاء بأصحاب الحديث بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم ) اهـ كلام الذهبي .
إن هذه الفتنة وفتن مشابهة لها قد أثرت على العلاقة بين أهل السنة على مر القرون ولكنها في بعض القرون قد تكون أشد وفي بعضها قد تكون أخف. ولا زالت هذه الفتنة تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في واقعنا المعاصر, مع أننا أحوج ما نكون إلى الألفة والاتحاد والتعاون لأننا في زمن تكالبت فيه الأمم على أمة المسلين ورموهم عن قوس واحدة بينما تجد أهل الإسلام وخصوصا أهل السنة مازالوا في صراعات لفظية أو غير لفظية, وما زالوا غارقين في الجدل البيزنطي والأعداء على الأبواب, فهل نعي وندرك ما يحاك لنا ونلتفت إلى العدو الحقيقي ونؤخر الخلافات الداخلية حتى ننتهي من العدو الأكبر ؟ ! من قبل أن يقال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمع كلمة المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم آمين يا رب العالمين. (من أحد مواضيع قديش اليافعي بتصرف)
وخذ هذه هدية مني:
يقول ابن تيمية في كتابه المسمى مجموعة الفتاوى المجلد الرابع ص15
قال : ((وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عُزر،_(اي سجن وضرب)_ وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس اهلا للعنة،وقعت اللعنة عليه.والعلماء أنصار فروع الدين، والأشعرية أنصار أصول الدين...)).
أبو حمزة الشامي
2009-06-20, 08:42
بارك الله بكم سيدي الكرزازي على هذه الفوائد والدرر
الأخ جمال البليدي
كلامك جداً إنشائي وليس كلام علمي، فاصطلاح أهل البدع لفظ الجهمية على أهل السنة والجماعة لا يضر حذاءهم، لأن الجهمية أجمعت الأمة على ضلالهم، وبدعتهم، سواء منهم الأشاعرة والماتريدية .
فإذا رددت على الجهمية فرد عليهم ما شئت لكن إياك أن تلصقهم بأهل السنة الأشاعرة ، ويا للعجب يردون على فرقة انقرضت منذ قرون!!
والأئمة عبر العصور لم يكونوا أشأعرة ولا ماتريدية بل كانوا على نهج السلف إلا قليل منهم ..ثم عن أي أشاعرة تتحدث؟الأشاعرة المفوضة أو الأشاعرة المؤولة أم أن كلاهما على حق؟!
هذا كلام إما نابع عن جهل، أو أنه نابع عن تدليس واتباع للهوى، بل كان جل أئمة أهل السنة والجماعة من الأشاعرة أو من الماتريدية، يوجد في موقع الشيخ سلمان العودة ( الإسلام اليوم ) فتوى لبعض المشايخ في أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة,
وقبل التعليق أورد نص الفتوى كما هي في الموقع:
العنوان: الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة.
المجيب: جمع من العلماء التصنيف: الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة.
التاريخ: 29 /06/1427هـ .
السؤال : ما حكم التعامل مع المخالف لعقيدة السلف الصالح كالأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم والتعاون معهم على البر والتقوى والأمور العامة وهل يحرم العمل معهم سواء كانت الإدارة لنا وهم يعملون تحتنا أو العمل تحت إشرافهم؟ وهل هم من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين؟ وهل التعامل معهم يعد من باب تولي غير المؤمنين؟.
الجواب : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه. لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية. أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق.
ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ / عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقًا
د. محمد بن ناصر السحيباني / المدرس بالمسجد النبوي
د. عبد الله بن محمد الغنيمان / رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا
الذي علق على الفتوى قائلاً: "هذا جواب سديد صحيح ولا يسع المسلمين إلا ذلك، ولم يزل الخلاف يقع في صفوف العلماء، ولم يكن ذلك مسبباً لاختلاف القلوب والتفرق، وقصة الصحابة لما ذهبوا إلى بني قريظة معروفة مشهورة وغيرها، قاله عبد الله بن محمد الغنيمان. تحريراً في 22/4/1427هـ ) انتهت الفتوى.
التعليق:
أقول: إنه من بعد ظهور مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين وأهل اللغة والمؤرخين والقادة والمصلحين وغيرهم إلا وهم أشاعرة أو ماتريدية فعلى سبيل المثال لا الحصر:
من أهل التفسير وعلوم القرآن:
القرطبي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وغيرهم كثير.
ومن أهل الحديث وعلومه:
الحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والعز بن عبد السلام والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وشراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن فورك وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير.
ومن أهل الفقه وأصوله:
فمن الحنفية: ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغيرهم كثير.
ومن المالكية: ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وابن عليش وغيرهم كثير.
ومن الشافعية: الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والباقلاني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري وابن القاسم وقلوبي وعميرة والغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير.
ومن أهل التواريخ والسير والتراجم:
القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والصفدي وابن خليكان وغيرهم كثير.
ومن أهل اللغة:
الجرجاني والغزويني وابن الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب والأزهري وأبو حيان وابن الأثير والجرجاني والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير.
ومن القادة:
نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك, والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين وغيرهم كثير.
كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية وهم طائفة قليلة من المشهورين منهم ولو أردنا أن نعدد لطال بنا المقام، ومن أراد المزيد فعليه بكتب التراجم والسير والتاريخ. بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ماتريديا ـ من غير الحنابلة ـ لما استطعنا أن نعد بقدر الأصابع, وفي الجملة فإن الحنفية ماتريدية إلا ما ندر, والمالكية والشافعية أشعرية إلا ما ندر, والحنابلة أثرية إلا ما ندر.
فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم ـ وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم ـ مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار, أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروج عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار، فواخسارة الإسلام والمسلمين.
إن قول المشايخ: إن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين, فكما نقول: الصحابة نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين كذلك نقول في الأشاعرة والماتردية: هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين.
ومع وجود بعض الاختلافات بين مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب أهل الحديث فقد ذكر طائفة من أهل الحديث والحنابلة أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة الجماعة , ولنذكر منهم على سبيل المثال:
1 ـ الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني:
حيث قال رحمه الله في العواصم والقواصم 3 /331 : ( مذهب أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة الحديث وهم طائفتان: الطائفة الأولى: أهل الحديث والأثر وأتباع السنن والسلف الذين ينهون عن الخوض في علم الكلام ... ثم قرر مذهب أهل الحديث وهو أن حقيقة الصفات وكنهها مما استأثر الله بعلمه, ثم ذكر كلام الغزالي في كتابه إلجام العوام في تقرير عقيدة السلف, ثم تكلم في النهي عن علم الكلام كل ذلك في صفحات طويلة جدا.
ثم قال 4/118: هذا آخر ما أردت الإشارة إليه من جملة عقائد المحدثين وهم الطائفة الأولى.
الطائفة الثانية : أهل النظر في علم الكلام والمنطق والمعقولات وهم فرقتان: أحدهما : الأشعرية ... . والفرقة الثانية من المتكلمين منهم : الأثرية كابن تيمية وأصحابه فهؤلاء من أهل الحديث لا يخالفونهم إلا في استحسان الخوض في الكلام وفي التجاسر على بعض العبارات وفيما تفرد به من الخوض في الدقائق الخفيات والمحدثون ينكرون ذلك عليهم لأنه ربما أدى ذلك إلى بدعة أو قدح في الدين ) اهـ. ثم ساق كلام الإمام ابن تيمية من التدمرية.
2 ـ الإمام ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية:
ففي شرحه الطحاوية ص 188 قال: ( وبالجملة: فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الاربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن كلام الله غير مخلوق .ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في أن كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات أو أنه حروف وأصوات تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلما أو أنه لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وأن نوع الكلام قديم ...) اهـ.
فأنت تراه قد فرع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة .
3 ـ الإمام مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي:
حيث قال في أقاويل الثقات 133: ( وفرقة أخرى أثبتت الصفات المعنوية من نحو السمع والبصر والعلم والقدرة والكلام وهو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة ومنهم أتباع أئمة المذاهب الأربعة, ثم اختلفوا فيما ورد به السمع من لفظ العين واليد والوجه والنفس والروح: ففرقة أولتها على ما يليق بجلال الله تعالى وهم جمهور المتكلمين من الخلف فعدلوا بها عن الظاهر إلى ما يحتمله التأويل من المجاز والاتساع خوف توهم التشبيه والتمثيل. وفرقة أثبتت ما أثبته الله ورسوله منها وأجروها على ظواهرها ونفوا الكيفية والتشبيه عنها قائلين إن إثبات البارئ سبحانه إنما هو الكيفية إثبات وجود بما ذكرنا لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته إنما هي إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا يد ووجه وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه فلا نقول إن معنى اليد القوة والنعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها جوارح ) اهـ.
فأنت تراه أيضاً قد فرّع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة.
4 ـ الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي:
حيث قال في كتابه العين والأثر ص 52: ( طوائف أهل السنة ثلاثة : أشاعرة وحنابلة وماتريدية بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة !!! ) اهـ.
5 ـ الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية:
حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73: ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
ـ الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
ـ والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري.
ـ والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ) اهـ.
وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) اهـ.
وفي المقابل أيضا نجد أن الأشاعرة يقولون عن أهل الحديث أنه من أهل السنة وأقوالهم في ذلك كثيرة, ومنها ما قاله ابن السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: ( اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
ـ الأولى : أهل الحديث، ومعتقد مباديهم الأدلة السمعية - الكتاب والسنة والإجماع.
ـ الثانية : أهل النظر العقلي وهم الأشعرية والحنفية ( الماتريدية ) وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي. وهم متفقون في المبادئ العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادئ السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيرها ، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسائل.
ـ الثالثة : أهل الوجدان والكشف وهم الصوفية ، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية والكشف والإلهام في النهاية ) اهـ.
ولا شك أنه يريد بالصوفية من كان منهم على منهج السلف, أما من انحرف عن ذلك كالقائلين بوحدة الوجود وإسقاط التكاليف ونحو ذلك من العقائد الباطلة فلا شك أنهم ليسوا من أهل السنة بل ليسوا من أهل الإسلام.
متى بدأت الفتنة بين الفريقين:
وقد كان أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية يدا واحدة على المبدعة والزنادقة, وكانوا كالشيء الواحد حتى حصلت في القرن الخامس الهجري حادثة عرفت بفتنة ابن القشيرى تسببت في الفرقة بين الطائفتين, قال الإمام ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري ص 163: ( ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات تعتضد بالأشعرية على أصحاب البدع لأنهم المتكلمون من أهل الإثبات فمن تكلم منهم في الرد على مبتدع فبلسان الأشعرية يتكلم ومن حقق منهم في الأصول في مسألة فمنهم يتعلم فلم يزالوا كذلك حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري ) اهـ.
وقد ذكر هذه الحادثة كثير من أهل التواريخ والسير ومنهم الذهبي في السير وابن رجب في ذيل الطبقات وابن الأثير في الكامل وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم , وانظر مثلا البداية والنهاية 12/115.
موقف الإمام ابن تيمية من تلك الفتنة والخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
مع أن الإمام ابن تيمية يخالف الأشاعرة في أشياء إلا أن موقفه منهم لم يكن موقف المعادي بل موقف من يؤلف بين القلوب ويقارب بين وجهات النظر بين الأشعرية والحنبلية حيث قال كما في مجموع الفتاوى 6/53: ( و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 4/17: ( قال أبو القاسم بن عساكر : ما زالت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين حتى حدثت فتنة ابن القشيري ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/227 : ( والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/229 : ( ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/269 : ( ولهذا اصطلحت الحنبلية والأشعرية واتفق الناس كلهم ولما رأى الحنبلية كلام أبي الحسن الأشعري قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وزال ما كان في القلوب من الأضغان وصار الفقهاء من الشافعية وغيرهم يقولون الحمد لله على اتفاق كلمة المسلمين ) اهـ.
موقف الإمام الذهبي من الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
قال في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي نعيم الأصبهاني الأشعري 17/ 459: ( وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيل وقال وصداع طويل فقام إليه [ أي قام إلى أبي نعيم ] أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يقتل . قلت : ما هؤلاء بأصحاب الحديث بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم ) اهـ كلام الذهبي .
إن هذه الفتنة وفتن مشابهة لها قد أثرت على العلاقة بين أهل السنة على مر القرون ولكنها في بعض القرون قد تكون أشد وفي بعضها قد تكون أخف. ولا زالت هذه الفتنة تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في واقعنا المعاصر, مع أننا أحوج ما نكون إلى الألفة والاتحاد والتعاون لأننا في زمن تكالبت فيه الأمم على أمة المسلين ورموهم عن قوس واحدة بينما تجد أهل الإسلام وخصوصا أهل السنة مازالوا في صراعات لفظية أو غير لفظية, وما زالوا غارقين في الجدل البيزنطي والأعداء على الأبواب, فهل نعي وندرك ما يحاك لنا ونلتفت إلى العدو الحقيقي ونؤخر الخلافات الداخلية حتى ننتهي من العدو الأكبر ؟ ! من قبل أن يقال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمع كلمة المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم آمين يا رب العالمين. (من أحد مواضيع قديش اليافعي بتصرف)
وخذ هذه هدية مني:
يقول ابن تيمية في كتابه المسمى مجموعة الفتاوى المجلد الرابع ص15
: ((وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عُزر،_(اي سجن وضرب)_ وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس اهلا للعنة،وقعت اللعنة عليه.والعلماء انصار فروع الدين، والاشعرية انصار اصول الدين...)).
أبوعبدالحق
2009-06-20, 15:24
نونية القحطاني -رحمه الله- في الرد على الأشعرية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه
اما بعد فهذه قصيدة القحطاني والمسمية نونية القحطاني قوية جدا جدا في الرد على أهل الاهواء
وهذه الابيات في الرد على الأشعرية وضلالاتهم
مع الابيات:
ولقد نظمـت قصيدتيـن بهجـوه أبيـات كـل قصيـدة مئتـان
والآن أهجو الاشعري وحزبه وأذيع مـا كتمـوا مـن البهتـان
يا معشر المتكلمين عدوتم عدوان أهـل السبـت فـي الحيتـان
كفرتم أهـل الشريعـة والهـدى وطعنتـم بالبغـي والعـدوان
فلأنصرن الحق حتى أننـي آسطـو علـى ساداتكـم بطعانـي
الله صيرني عصا موسـى لكـم حتـى تلقـف افككـم ثعبانـي
بأدلة القرآن ابطل سحركـم وبـه ازلـزل كـل مـن لاقانـي
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني من كيد كـل منافـق خـوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفـرا بـلا عمـران
والله صيرنـي عليكـم نقمـة ولهتـك ستـر جميعكـم أبقانـي
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا اعيى أطبتكم غموض مكانـي
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى أنا مرهف ماضي الغرار يمانـي
بين ابن حنبل وابـن إسماعيلكـم سخـط يذيقكـم الحميـم الآن
داريتم علم الكـلام تشـزرا والفقـه ليـس لكـم عليـه يـدان
الفقه مفتقـر لخمـس دعائـم لـم يجتمـع منهـا لكـم ثنتـان
حلم وإتبـاع لسنـة أحمـد وتقـى وكـف أذى وفهـم معـان
أثرتم الدنيـا علـى أديانكـم لا خيـر فـي دنيـا بـلا أديـان
وفتحتـم أفواهكـم وبطونكـم فبلغتـم الدنيـا بغـيـر تــوان
كذبتـم أقوالكـم بفعالكـم وحملتـم الدنيـا عـلـى الأديــان
قراؤكـم قـد أشبهـوا فقهاءكـم فئتـان للرحمـن عاصيتـان
يتكالبان على الحرام وأهلـه فعـل الكـلاب بجيفـة اللحمـان
يا اشعرية هل شعرتم أننـي رمـد العيـون وحكـة الأجفـان
أنا في كبود الأشعرية قرحة أربـو فأقتـل كـل مـن يشنانـي
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم فصرفت منهم كل مـن ناوانـي
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتهـا فوجدتهـا قـولا بـلا برهـان
والله أيدنـي وثبـت حجتـي والله مـن شبهاتـهـم نجـانـي
والحمـد لله المهيمـن دائمـا حمـدا يلقـح فطنتـي وجنانـي
أحسبتـم يـا اشعريـة إننـي ممـن يقعقـع خلفـه بشـنـان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها أم هل يقاس البحـر بالخلجـان
عمري لقد فتشتكـم فوجدتكـم حمـرا بـلا عـن ولا أرسـان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم وكسرتكم كسـرا بـلا جبـران
أزعمتـم أن القـرآن عبـارة فهمـا كمـا تحكـون قـرآنـان
إيمان جبريل وإيمـا الـذي ركـب المعاصـي عندكـم سيـان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهـدى أصـلان
من عاش في الدنيا ولـم يعرفهمـا وأقـر بالإسـلام والفرقـان
أفمسلم هـو عندكـم أم كافـر أم عاقـل أم جاهـل أم وانـي
عطلتم السبع السماوات العلا والعـرش أخليتـم مـن الرحمـن
وزعمتـم أن البـلاغ لأحمـد فـي آيـة مـن جملـة القـرآن
هذي الشقاسق والمخارف والهوى والمذهب المستحدث الشيطاني
سميتم علم الأصـول ضلالـة كاسـم النبيـذ لخمـرة الأدنـان
ونعت محارمكم علـى أمثالكـم والله عنهـا صاننـي وحمانـي
أني اعتصمت بجبل شرع محمد وعضضتـه بنواجـذ الأسنـان
اشعرتـم يـا اشعريـة أننـي طوفـان بحـر أيمـا طـوفـان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم أنا سمكـم فـي السـر والإعـلان
أذهبتم نـور القـرآن وحسنـه مـن كـل قلـب والـه لهفـان
فوحق جبار على العرش استوى من غير تمثيل كقـول الجانـي
ووحق من ختم الرسالة والهدى بمحمـد فزهـا بـه الحرمـان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ما دام يصحـب مهجتـي جثمانـي
ولأهجونكـم واثلـب حزبكـم حتـى تغيـب جثتـي أكفانـي
ولأهتكـن بمنطقـي أستاركـم حتـى أبلـغ قاصيـا أو دانـي
ولأهجون صغيركم وكبيركم غيظا لمـن قـد سبنـي وهجانـي
ولأنزلـن إليكـم بصواعقـي ولتحرقـن كبـودكـم نيـرانـي
ولأقطعن بسيف حقي زوركـم وليخمـدن شواظكـم طوفانـي
ولأقصـدن الله فـي خذلانكـم وليمنعـن جميعكـم خـذلانـي
ولأحملن على عتاة طغاتكم حمل الأسود علـى قطيـع الضـان
ولأرمينكـم بصخـر مجانقـي حتـى يهـد عتوكـم سلطانـي
ولأكبتن إلى البـلاد بسبكـم فيسيـر سيـر البـزل بالركبـان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكـم حتـى يغطـي جهلكـم عرفانـي
ولأغضبن لقول ربي فيكم غضـب النمـور وجملـة العقبـان
ولأضربنكم بصارم مقولي ضربـا يزعـزع أنفـس الشجعـان
ولأسعطن من الفضول أنوفكم سعطا يعطـس منـه كـل جبـان
إني بحمد الله عند قتالكـم لمحكـم فـي الحـرب ثبـت جنـان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي وإذا طعنت فلا يروغ طعانـي
وإذا حملت علـى الكتيبـة منكـم مزقتهـا بلوامـع البرهـان
الشرع والقرآن أكبر عدتـي فهمـا لقطـع حجاجكـم سيفـان
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم فهمـا لكسـر رؤوسكـم حجـران
إن أنتـم سالمتـم سولمتـم وسلمتـم مـن حيـرة الـخـذلان
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى فنضالكم فـي ذمتـي وضمانـي
يا اشعرية يا اسافلـة الـورى يـا عمـي يـا صـم بـلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكـم بغضـا أقـل قليلـه أضغانـي
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني كيـلا يـرى إنسانكـم إنسانـي
تغلـي قلوبكـم علـي بحرهـا حنقـا وغيظـا أيمـا غلـيـان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة وأسا علي وعضـوا كـل بنـان
قد عشت مسرورا ومت مخفرا ولقيت ربي سرنـي ورعانـي
وأباحني جنات عـدن آمنـا ومـن الجحيـم بفضلـه عافانـي
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه والكـل عنـد لقائهـم أدنانـي
لم أدخر عملا لربي صالحا لكـن بإسخاطـي لكـم أرضانـي
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا أنا غصة في حلق مـن عادانـي
وأنا المحب لأهل سنة أحمد وأنا الأديـب الشاعـر القحطانـي
سل عن بني قحطان كيف فعالهم يوم الهياج إذا التقى الزحفـان
سل كيف نثرهم الكلام ونظمهـم وهـا لهـم سيفـان مسلـولان
نصروا بألسنة حـداد سلـق مثـل الأسنـة شرعـت لطعـان
سل عنهم عند الجدال إذا التقى منهم ومن أضدادهـم خصمـان
نحن الملوك بنو الملوك وراثة أسد الحروب ولا النسـا بـزوان
يا أشعرية يا جميع مـن أدعـى بدعـا وأهـواء بـلا برهـان
جاءتكـم سنيـة مأمونـة مـن شاعـر ذرب اللسـان مـعـان
خرز القوافي بالمدائح والهجـا فكـأن جملتهـا لـدي عوانـي
يهوي فصيح القول من لهواته كالصخر يهبط مـن ذرى كهـلان
إني قصدت جميعكم بقصيدة هتكـت ستوركـم علـى البلـدان
هـي للروافـض درة عمريـة تركـت رؤوسهـم بــلا آذان
هـي للمنجـم والطبيـب منيـة فكلاهمـا ملقـان مختلـفـان
هي في رؤوس المارقين شقيقة ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب الأشعرية كلهم صاب وفي الأجسـاد كالسعـدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا أو تمـر يثـرب ذلـك الصيحانـي
وأنـا الـذي حبرتهـا وجعلتهـا منظومـة كقلائـد المرجـان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي وصفعت كل مخالـف صفعـان
مع أنها جمعت علوما جمـة ممـا يضيـق لشرحهـا ديوانـي
أبياتها مثل الحدائـق تجتنـى سمعـا وليـس يملهـن الجانـي
وكأن رسم سطورها في طرسها وشـي تنمقـه أكـف غوانـي
والله أسألـه قبـول قصيدتـي منـي وأشكـره لمـا أولانـي
صلى الإله على النبي محمد ما ناح قمـري علـى الأغصـان
وعلى جميع بناته ونسائه وعلى جميع الصحب والإخـوان
-----------------------------------------------
http://www.imamu.edu.sa/D*******/BOOKS/arabic_ibook11/page_1766.pdf
جمال البليدي
2009-06-21, 23:12
الحمد لله وبعد:
العنوان: الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة.
المجيب: جمع من العلماء التصنيف: الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/الأديان والمذاهب الفكرية المعاصرة.
التاريخ: 29 /06/1427هـ .
السؤال : ما حكم التعامل مع المخالف لعقيدة السلف الصالح كالأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم والتعاون معهم على البر والتقوى والأمور العامة وهل يحرم العمل معهم سواء كانت الإدارة لنا وهم يعملون تحتنا أو العمل تحت إشرافهم؟ وهل هم من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين؟ وهل التعامل معهم يعد من باب تولي غير المؤمنين؟.
الجواب : الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فجواباً على ذلك نقول: الأشاعرة والماتريدية قد خالفوا الصواب حين أولوا بعض صفات الله سبحانه. لكنهم من أهل السنة والجماعة، وليسوا من الفرق الضالة الاثنتين والسبعين إلا من غلا منهم في التعطيل، ووافق الجهمية فحكمه حكم الجهمية. أما سائر الأشاعرة والماتريدية فليسوا كذلك وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق.
ويجوز التعامل والتعاون معهم على البر والإحسان والتقوى، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قد تتلمذ على كثير من العلماء الأشاعرة، بل قد قاتل تحت راية أمراء المماليك حكام ذلك الزمان وعامتهم أشاعرة، بل كان القائد المجاهد البطل نور الدين زنكي الشهيد، وكذا صلاح الدين الأيوبي من الأشاعرة كما نص عليه الذهبي في سير أعلام النبلاء، وغيرهما كثير من العلماء والقواد والمصلحين، بل إن كثيراً من علماء المسلمين وأئمتهم أشاعرة وماتريدية، كأمثال البيهقي والنووي وابن الصلاح والمزي وابن حجر العسقلاني والعراقي والسخاوي والزيلعي والسيوطي، بل جميع شراح البخاري هم أشاعرة وغيرهم كثير، ومع ذلك استفاد الناس من عملهم، وأقروا لهم بالفضل والإمامة في الدين، مع اعتقاد كونهم معذورين فيما اجتهدوا فيه وأخطأوا، والله يعفو عنهم ويغفر لهم. والخليفة المأمون كان جهمياً معتزلياً وكذلك المعتصم والواثق كانوا جهمية ضُلاَّلاً. ومع ذلك لم يفت أحد من أئمة الإسلام بعدم جواز الاقتداء بهم في الصلوات والقتال تحت رايتهم في الجهاد، فلم يفت أحد مثلاً بتحريم القتال مع المعتصم يوم عمورية، مع توافر الأئمة في ذلك الزمان كأمثال أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبي داود وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأضرابهم من كبار أئمة القرن الهجري الثالث. ولم نسمع أن أحداً منهم حرم التعامل مع أولئك القوم، أو منع الاقتداء بهم، أو القتال تحت رايتهم. فيجب أن نتأدب بأدب السلف مع المخالف. والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ / عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقًا
د. محمد بن ناصر السحيباني / المدرس بالمسجد النبوي
د. عبد الله بن محمد الغنيمان / رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا
الذي علق على الفتوى قائلاً: "هذا جواب سديد صحيح ولا يسع المسلمين إلا ذلك، ولم يزل الخلاف يقع في صفوف العلماء، ولم يكن ذلك مسبباً لاختلاف القلوب والتفرق، وقصة الصحابة لما ذهبوا إلى بني قريظة معروفة مشهورة وغيرها، قاله عبد الله بن محمد الغنيمان. تحريراً في 22/4/1427هـ ) انتهت الفتوى.
قلت:هذه الفتوى التي تقرر أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة ليس فيها حجة من كتاب الله أو من سنة نبيه عليه الصلاة والسلام ونحن لسنا مطالب باتباع أحد من البشر غير النبي صلى الله عليه وسلم.وقد رد على هذه الفتوى الشيخ عبد العزيز ريس برد علمي قيم للغاية في كتابه((تأكيد المسلمات السلفية في نقض الفتوى الجماعية بأن الأشاعرة من الفرقة المرضية )).
حمل الكتاب من هنا:
http://www.islamancient.com/books,item,10.html
وقد بين العلامة الغنيمان مقصوده منها كما في هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=862
وقال الشيخ إسماعيل مندكار:ولما نظرت في الفتوى فرأيت العنوان، ثم السؤال الموجه، ثم الجواب، أيقنت بمخالفة السياق والأسلوب لما عهدته من
شيخي وأستاذي- حفظه الله ونفع به- فالجواب يقرر:
- الأشاعرة والماتوريدية خالفوا الصواب
- لكنهم من أهل السنة والجماعة
- ليسوا من الفرق الضالة
- إلا من غلا منهم في التعطيل
- وهم معذورون في اجتهادهم وإن أخطأوا الحق
إن مثل هذه الأقوال فيها من الاضطراب واللبس ما يتفطن له طلاب العلم، فكيف خالفوا الصواب، وليسوا من الفرق، إلا من
غلا- وما هو حد الغلو في التعطيل والأشاعرة يقولون بخلق القرآن الذي بين أيدينا، ويؤولون الصفات الخبرية الاختيارية
كلها تأويلا باطلا- بل يقررون إثبات سبع صفات عن طريق العقل لا النقل، ويخالفون أهل السنة في الأصول والقواعد
التي بها تتقرر مسائل الاعتقاد، يقدمون العقل(يرددون أخبار الآحاد كلها ولا يحتجون بها في الاعتقاد) ويؤولون النصوص
عن ظاهرها، ويتهمون نصوص القرآن والسنة أنها توهم التشبيه وظاهرها الكفر وعدم التنزيه، بل من حيث الجملة
يرجحون مذهبهم على مذهب السلف والصحابة، إلى غير ذلك مما يدل على مفارقتهم لأهل السنة والجماعة، ثم هل في
مسائل الاعتقاد اجتهاد وتقديم عقل يعذر فيه صاحبه إن أخطأ؟!!
الشاهد أنه بعد أيام من حادثة تلك الفتوى، جاءني بعض الأخوة بفتوى أخرى كتبها شيخنا- حفظه الله- بعنوان (توضيح
واستدراك) وتاريخها 29/1/1428هـ - 17/2/2007م وينص فيها الشيخ على أن:
«جوابه كان أن الأشاعرة في الأمور العامة من أهل السنة، ففرح بذلك بعض من أُشرب قلبه حب الباطل ممن تمسك ببدعة
الأشعرية وضلالها........ فصار أولئك ينشرون الفتوى ويحتجون بها على أن الأشعرية من أهل السنة، فلزم لذلك البيان
والتوضيح» هذا نص كلامه حفظه الله.
وأشار إلى أن الفتوى لم تكن في حكم الأشاعرة، ولكن في التعاون معهم في الأمور العامة، ثم ختم قائلاً:«أما مذهب
الأشاعرة في صفات الله وفي بعض مسائل الإيمان والقدر فهو ضلال بيّن وفيه تناقض واضح، فهم في ذلك بعيدون عن
أهل السنة فليسوا منهم، بل مذهب الأشعرية أمشاج من مذاهب المتكلمين والفلاسفة والصوفية والسنة.... ثم الانتساب
إلى الأشعرية بدعة ضلالة، ويقال مثل ذلك في مذهب الماتوريدية، وكيف يكون من أهل السنة من يخالف صريح القرآن
وحديث رسول الله....» انتهى كلامه حفظه الله.
قرأت الفتوى وحمدت الله على موقفي من شيخنا الفاضل وعلى حسن توضيحه وإزالة اللبس وبيان الحجة لئلا يزعم أهل
الباطل أو يتعلقوا في تأييد مذهبهم وباطلهم.
إنه من بعد ظهور مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري والإمام أبي منصور الماتريدي لا تكاد تجد أحدا من أهل العلم من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والمتكلمين وأهل اللغة والمؤرخين والقادة والمصلحين وغيرهم إلا وهم أشاعرة أو ماتريدية فعلى سبيل المثال لا الحصر:
من أهل التفسير وعلوم القرآن:
القرطبي وابن العربي والرازي وابن عطية والمحلي والبيضاوي والثعالبي وأبو حيان وابن الجزري والزركشي والسيوطي والآلوسي والزرقاني والنسفي والقاسمي وغيرهم كثير.
ومن أهل الحديث وعلومه:
الحاكم والبيهقي والخطيب البغدادي وابن عساكر والخطابي وأبو نعيم الأصبهاني والقاضي عياض وابن الصلاح والمنذري والنووي والعز بن عبد السلام والهيثمي والمزي وابن حجر وابن المنير وابن بطال وشراح الصحيحين , وشراح السنن , والعراقي وابنه وابن جماعة والعيني والعلائي وابن فورك وابن الملقن وابن دقيق العيد وابن الزملكاني والزيلعي والسيوطي وابن علان والسخاوي والمناوي وعلي القاري والبيقوني واللكنوي والزبيدي وغيرهم كثير.
ومن أهل الفقه وأصوله:
فمن الحنفية: ابن نجيم والكاساني والسرخسي والزيلعي والحصكفي والميرغناني والكمال بن الهمام والشرنبلالي وابن أمير الحاج والبزدوي والخادمي وعبد العزيز البخاري وابن عابدين والطحطاوي وغيرهم كثير.
ومن المالكية: ابن رشد والقرافي والشاطبي وابن الحاجب وخليل والدردير والدسوقي وزروق واللقاني والزرقاني والنفراوي وابن جزي والعدوي وابن الحاج والسنوسي وابن عليش وغيرهم كثير.
ومن الشافعية: الجويني وابنه والرازي والغزالي والآمدي والشيرازي والاسفرائيني والباقلاني والمتولي والسمعاني وابن الصلاح والنووي والرافعي والعز بن عبد السلام وابن دقيق العيد وابن الرفعة والأذرعي والإسنوي والسبكي وابنه والبيضاوي والحصني وزكريا الأنصاري وابن حجر الهيتمي والرملي والشربيني والمحلي وابن المقري والبجيرمي والبيجوري وابن القاسم وقلوبي وعميرة والغزي وابن النقيب والعطار والبناني والدمياطي وآل الأهدل وغيرهم كثير.
ومن أهل التواريخ والسير والتراجم:
القاضي عياض والمحب الطبري وابن عساكر والخطيب البغدادي وأبو نعيم الأصبهاني وابن حجر والمزي والسهيلي والصالحي والسيوطي وابن الأثير وابن خلدون والتلمساني والصفدي وابن خليكان وغيرهم كثير.
ومن أهل اللغة:
الجرجاني والغزويني وابن الأنباري والسيوطي وابن مالك وابن عقيل وابن هشام وابن منظور والفيروزآبادي والزبيدي وابن الحاجب والأزهري وأبو حيان وابن الأثير والجرجاني والحموي وابن فارس والكفوي وابن آجروم والحطاب والأهدل وغيرهم كثير.
ومن القادة:
نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي والمظفر قطز والظاهر بيبرس وسلاطين الأيوبيين والمماليك, والسلطان محمد الفاتح وسلاطين العثمانيين وغيرهم كثير.
كل أولئك أشاعرة أو ماتريدية وهم طائفة قليلة من المشهورين منهم ولو أردنا أن نعدد لطال بنا المقام، ومن أراد المزيد فعليه بكتب التراجم والسير والتاريخ. بل لو أردنا أن نعدد من لم يكن أشعريا أو ماتريديا ـ من غير الحنابلة ـ لما استطعنا أن نعد بقدر الأصابع, وفي الجملة فإن الحنفية ماتريدية إلا ما ندر, والمالكية والشافعية أشعرية إلا ما ندر, والحنابلة أثرية إلا ما ندر.
فإذا كان أولئك الأئمة الذين ذكرناهم ـ وغيرهم كثير ممن لم نذكرهم ـ مبتدعين ضالين خارجين عن أهل السنة والجماعة ومن الفرق الهالكة ومن المتوعدين بالنار, أو كان ما هم عليه بدعة وضلالة وخروج عن السنة والجماعة ومتوعدون بسببه بالهلاك والنار، فواخسارة الإسلام والمسلمين.
قلت:
1-الحمد لله أنك اعترفت بأن المذهب الأشعري مذهب حادث في الأمة لم يكن موجود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام .
2-لم أجد في القائمة التي ذكرتها أحد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ..لما ناظر ابن عباس الخوارج سألهم هل فيكم أحد من أصحاب محمد فقالوا لا..فكذلك نسألكم هل فيكم أحد من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ينكر حديث الأحاد ويعطل الصفات ويقول بالكلام النفسي ويقول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه!
3-أنت تخلط بين الأشاعرة وبين الذين وقعوا في بعض أخطأء الأشاعرة فالنووي وابن كحجر والبيهقي ليسوا من الأشاعرة بإطلاق بل قد خالفوهم في عدة مسائل ويكفي أن ابن حجر انتقد الأشاعرة بإسمهم صريح في غير موضعه من شرحه للبخاري! وكذلك البيهقي الذي يثبت صفة العلو ناهيك عن النووي الذي أنكر على من لا يأخذ بحديث الأحاد في العقيدة!.
4-حتى الرافضة لو طالبتهم بقائمة عن علمائهم سيأتوك بالعشرات وربما المئات فهل هذا دليل على أنهم على حق وسواهم على باطل!.
5-أغلب الأشاعرة تركوا علم الكلام وعادوا لنهج السلف كالرازي والجويني والغزالي وغيرهم فكيف تتكلم عن أناس قد تاب الكثير منهم وعادوا لنهج السلف بل وتمنى بعضهم أن يموت على عقيدة العجائز!
6-قال سبحانه : { وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله } ، وقال سبحانه : { وكثير منهم فاسقون } ، وقال سبحانه : { وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون } ، وقال سبحانه : { ومـا أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنيـن } .
وهذا الذي فهمه ائمة الإسلام من هذه النصوص : ان اهل الحق قلة ، وان اهل الباطل كثرة ، ولا يستدل بقلة اهل الحق على بطلان مذهبهم ، ولا بكثر ة اهل الباطل على صحة مذهبهم .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( ان جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة ، إنما الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك ) [اصول اعتقاد اهل السنة للالكائي ص 160].
وقال ابن حزم رحمه الله : ( وإذا خالف واحد من العلماء جماعة ، فلا عبرة في الكثرة ، لان الله تعالى يقول - وقد ذكر أهل الفضل - { وقليل ما هم } ) [النبذ ص 77].
وقال عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى { وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله } : ( ودلت الآية على انه لا يستدل على الحق بكثرة أهله ، ولا يدل قلة السالكين - لأمر من الأمور - ان يكون غير الحق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فان أهل الحق هم الاقلون عددا ، الاعظمون عند الله قدرا واجرا ) [تيسير الكريم المنان 2/463] .
اذن لا مجال لمثل هذا الاستدلال الذي استدل به الاشاعرة ، لا واقــــعــــا ولا شـــــرعــــــا !!
7- أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين ، بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة
كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر ، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام ، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان ، والإمام سفيان الثوري إمام العراق ،
والإمام المجاهد عبدالله بن المبارك ، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد ، وإمام سمرقند الحجة عبدالله بن عبدالرحمن الدار مي السمرقندي
وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبدالرزاق الصنعاني ، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي
ويحيى بن معين ، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي ، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك ، وتلميذه الإمام
الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً ، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين
في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي ، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد
فلم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية ، بل سلفيين أهل السنة والجماعة .
8-أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية ، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك :أما المالكية فالإمام مالك رحمه الله تعالى لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني ، ولا الذين
رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير ،
وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف ، فمنهم : إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور
إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد ، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبدالوهاب المالكي ، وإمام المالكية في زمانه
الذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبدالله بن أبي زيد القيرواني ، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي ، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي ،
والإمام الحجة أبو عبدالله المشهور بابن أبي زمنين ، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبدالبر ، وغيرهم كثير
ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبدالله
محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ، وكتابهُ في التفسير [ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ] شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته .
وأما الشافعية : فإن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني ، والإمام
الربيع بن سليمان المرادي ، وكالإمام البويطي وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة
أمثال : إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج ، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني ، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد ،
وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي ، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر ، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني
أبو حامد الإسفراييني،وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه [ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]
والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبدالله محمد بن نصر المروزي ، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي ، والإمام علم الدين البرزالي
وأبو عبدالله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام ، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي ، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبدالقادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد .
وأما الحنفية : فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة أمثال : محمد بن الحسن الشيباني أحد
رواة موطأ الإمام مالك ، والقاضي أبي يوسف وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية ، بل أئمة سلفيين أمثال :
الإمام الفقيه هشام ابن عُبيدالله الرازي عالم الري في زمانه ، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام
أبو جعفر الطحاوي ، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم ، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة
القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان
القنُّوجي ، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم » الدين الخالص « وهناك غيرهم من أئمة السلف .
وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه ، حتى على
نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه ، ومن هؤلاء العلماء :
السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبدالله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة 840 صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم «
وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى 1182 صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام «
وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة » بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك
يتبع...
جمال البليدي
2009-06-21, 23:33
تابع
9-أنت ذكرت بعض الأعلام ونسبتهم للأشعرية من باب تكثير السواد فالإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني فقد نقل الحافظ الذهبي عقيدة أبي نعيم في كتابه العلو للعلي الغفار ، وهي عقيدة السلف ، إذ صرح فيها بإثبات الصفات التي ورد ذكرها بالقرآن والسنة الصحيحة خالية من زبالة أهل الكلام، كذلك نقل عقيدته الحافظ ابن القيم في الصواعق المرسلة ، وشيخ الإسلام الحافظ ابن تيميه ، والذين وصفوه بذلك إنما هي دعوى تحتاج دليل ، ولا دليل على ذلك ، بل هو نفسه قد أفصح عن عقيدتة السلفية ، والسبب في نسبته للأشاعرة هو المشاجرة التي وقعت بينه وبين الحافظ ابن منده في مسألة اللفظ ، حتى صنف أبو نعيم كتاباً في الرد على الحروفية الحلولية ، وصنف الحافظ ابن منده كتاب في الرد على اللفظ ، وبدع أبا نعيم واتهمه ونال منه ، ومن المعلوم أن الحافظ ابن منده حنبلي ، فربما اتهمه بعض الحنابلة بذلك نتيجة هذه المشاجرة ، وانتشرت هذه الفرية بعد ذلك.
وكذلك ابن أبى زيد القيرواني والخطيب البغدادي والإسماعيلي فهؤلاء ليسوا من الأشاعرة في شيء.
10-الكثير ممن ذكرت كالقرطبي صاحب التفسير إنما اجتهدوا فوقعوا في شيء من أخطاء الأشاعرة
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 22):
((... ومما ينبغي أيضا أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام ، على درجات: منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة ، ومنهم من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة، ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه فيكون محمودا فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل ، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها ، ورد بالباطل باطلا بباطل أخف منه ، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة-(الكلام هنا عن هذا الصنف)- ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولا يفارقون به جماعة المسلمين، يوالون عليه ويعادون ، كان من نوع الخطأ ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك ، ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها: لهم مقالات قالوها باجتهاد، وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة ، بخلاف من والى موافقة، وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقة في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقة، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات ، ولهذا كان أول من فارق جماعة المسلمين من أهل البدع الخوارج...)) الخ.
إن قول المشايخ: إن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة أمر لا ريب فيه فإن الأشاعرة والماتريدية هم نقلة الدين فالطعن فيهم طعن في الدين, فكما نقول: الصحابة نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين كذلك نقول في الأشاعرة والماتردية: هم نقلة الدين والطعن فيهم طعن في الدين.
1-أما دعوى أنهم من أهل السنة فقد تم الرد عليها فيما سبق فلا داعي للتكرار.
2-قولك أنهم نقلة الدين فهذا خطأ لأن نقلة الدين هم الصحابة ثم من ورثوا عنه من أهل السنة والجماعة أما الأشاعرة فسنده يصل إلى أبي الحسن الأشعري(في مرحلته العقيدة الثانية) والتي هي مأخوذة من الفلاسفة لا من الوحي أو نور النبوة أما أهل السنة فإمامهم النبي صلى الله عليه وسلم فأهل الحديث هم نقلة هذا الدين ولا شك انهم يدخل فيهم بعض المتكلمين الذي وافقوا أهل السنة في الكثير من الأصول لكنهم وقعوا في أخطاء المتكلمين لأنهم عاشوا في بيئة أشعرية أو إعتزالية أو ماشابه كالبيهقي والنووي وابن حجر .
ومع وجود بعض الاختلافات بين مذهب الأشاعرة والماتريدية ومذهب أهل الحديث فقد ذكر طائفة من أهل الحديث والحنابلة أن الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة الجماعة ,
1-لكن العبرة بالحجة والدليل وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم الميزان الذي نعرف به اهل السنة من غيرهم فقال(ما كان على مثلي ما أنا عليه اليوم واصحابي) فهل ما عليه الأشاعرة اليوم له صلة بما كان عليه السلف الصالح كالكلام النفسي والقول بأن الله لا داخل ولا خارج وعقيدة الجبر والقول بعدم أخذ حديث الأحاد في العقيدة؟!.
2-إن كان بعض العلماء قد جعلوا الأشاعرة من أهل السنة فهناك الكثير جدا لم يجعلهم من أهل السنة وإليك شيء من ذلك:
1-إمام أهل السنة الإمام أحمد فقد بدع الكلابية وشدد عليهم وهم كالأشاعرة الأوائل قال الإمام ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (2/6): (وأما الحارث المحاسبي فكان ينتسب إلى قول ابن كلاب، ولهذا أمر أحمد بهجره، وكان أحمد يحذر عن ابن كلاب وأتباعه)
2- الإمام أبو نصر السجزي إذ وصف الأشاعرة بأنهم متكلمون وفرقة محدثة وأنهم أشد ضرراً من المعتزلة فقال:(فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله، فإن أتى بذلك علم صدقه، وقبل قوله، وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف، عُلم أنه محدث زائغ، وأنه لا يستحق أن يصغا إليه أو يناظر في قوله، وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر، ونفورهم عنهم بين، وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون: قال الأشعري، وقال ابن كلاب، وقال القلانسي، وقال الجبائي...ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً، وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله، وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن يلتفت إليه، لكونه من أخبار الآحاد، وهي لا توجب علماً، وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً ، مخالفاً، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهلة، ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم، وأن المبتدعة خصومنا دوننا) انظر: الرد على من أنكر الحرف والصوت (ص100-101) .
3- الإمام محمد بن احمد بن خويز منداد المصري المالكي - رحمه الله- ، فقد روى عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (2/96): أنه قال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء قال : أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها )
4- ابن قدامة-رحمه الله- فقد نص على أنهم مبتدعة فقال في كتاب المناظرة في القرآن ص35 : ولا نعرف في أهل البدع طائفة يكتمون مقالتهم ولا يتجاسرون على إظهارها إلا الزنادقة والأشعرية ا.هـ
ا.هـ
5- أبو حامد الإسفرائني :قال ابن تيمية في درء التعارض (2/96) : قال الشيخ أبو الحسن: وكان الشيخ أبو حامد الإسفرايني شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام قال ولم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرؤن مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد بن على الساجي يقولون سمعنا جماعة من المشايخ الثقات قالوا كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايني إمام الأئمة الذي طبق الأرض علمًا وأصحابا إذا سعى إلى الجمعة من قطعية الكرج إلى جامع المنصور يدخل الرباط المعروف بالزوزي المحاذي للجامع ويقبل على من حضر ويقول اشهدوا على بأن القرآن كلام الله غير مخلوق كما قاله الإمام ابن حنبل لا كما يقوله الباقلاني وتكرر ذلك منه جمعات فقيل له في ذلك فقال حتى ينتشر في الناس وفي أهل الصلاح ويشيع الخبر في أهل البلاد أني بريء مما هم عليه يعني الأشعرية وبريء من مذهب ابي بكر بن الباقلاني فإن جماعة من المتفقهة الغرباء يدخلون على الباقلاني خفية ويقرؤون عليه فيفتنون بمذهبه فإذا رجعوا إلى بلادهم أظهروا بدعتهم لا محالة فيظن ظان أنهم منى تعلموه قبله وأنا ما قلته وأنا بريء من مذهب البلاقلاني وعقيدته .
6- أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري .
ذكر السبكي في طبقاته (4/272) أنه ذكر في كتابه ذم الكلام أنه كان يلعن أبا الحسن الأشعري , وأنه ترك الرواية عن شيخه القاضي أبي بكر الحيري لكونه أشعرياً ا.هـ
وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى(14/354) : كأبي إسماعيل الأنصاري الهروي صاحب كتاب ذم الكلام فإنه من المبالغين في ذم الجهمية لنفيهم الصفات و له كتاب تكفير الجهمية و يبالغ في ذم الأشعرية مع أنهم من أقرب هذه الطوائف إلى السنة و الحديث و ربما كان يلعنهم وقد قال له بعض الناس: بحضرة نظام الملك أتلعن الأشعرية ؟ فقال: ألعن من يقول ليس في السموات إله و لا في المصحف قرآن و لا في القبر نبي و قام من عنده مغضباً ا.هـ
7- محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر بن محمد الكرجي أبو الحسن الشافعي.تقدم نقل ابن تيمية كلامه عن الأشعرية وقد نقل له السبكي في طبقاته(6/144) أبياتاً في ذم الأشعرية فقال-رحمه الله- :
وخبث مقال الأشعري تخنث يضاهي تلويه تلوي الشغازب
يزين هذا الأشعري مقاله ويقشبه بالسم ياشر قاشب
فينفي تفاصيلاً ويثبت جملة كناقصه من بعد شد الذوائب
يؤول آيات الصفات برأيه فجرأته في الدين جرأة خارب
8-القحطاني في نونية الرائعة إذ قال :يا أشعرية يا أسافلة الورى يا عمي يا صم بلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكم بغضا أقل قليله أضغاني
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني كيلا يرى إنسانكم إنساني
وقال :
يا أشعرية يا جميع من ادعى بدعاً وأهواء بلا برهان
جاءتكم سنية مأمونة من شاعر ذرب اللسان معان
والكثير الكثير ليس هنا محل نقل كلامهم كله.
يتبع....
جمال البليدي
2009-06-22, 00:21
1 ـ الإمام محمد بن إبراهيم ابن الوزير اليماني:
حيث قال رحمه الله في العواصم والقواصم 3 /331 : ( مذهب أحمد بن حنبل وأمثاله من أئمة الحديث وهم طائفتان: الطائفة الأولى: أهل الحديث والأثر وأتباع السنن والسلف الذين ينهون عن الخوض في علم الكلام ... ثم قرر مذهب أهل الحديث وهو أن حقيقة الصفات وكنهها مما استأثر الله بعلمه, ثم ذكر كلام الغزالي في كتابه إلجام العوام في تقرير عقيدة السلف, ثم تكلم في النهي عن علم الكلام كل ذلك في صفحات طويلة جدا.
ثم قال 4/118: هذا آخر ما أردت الإشارة إليه من جملة عقائد المحدثين وهم الطائفة الأولى.
الطائفة الثانية : أهل النظر في علم الكلام والمنطق والمعقولات وهم فرقتان: أحدهما : الأشعرية ... . والفرقة الثانية من المتكلمين منهم : الأثرية كابن تيمية وأصحابه فهؤلاء من أهل الحديث لا يخالفونهم إلا في استحسان الخوض في الكلام وفي التجاسر على بعض العبارات وفيما تفرد به من الخوض في الدقائق الخفيات والمحدثون ينكرون ذلك عليهم لأنه ربما أدى ذلك إلى بدعة أو قدح في الدين ) اهـ. ثم ساق كلام الإمام ابن تيمية من التدمرية.
2 ـ الإمام ابن أبي العز الحنفي شارح الطحاوية:
ففي شرحه الطحاوية ص 188 قال: ( وبالجملة: فأهل السنة كلهم من أهل المذاهب الاربعة وغيرهم من السلف والخلف متفقون على أن كلام الله غير مخلوق .ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في أن كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات أو أنه حروف وأصوات تكلم الله بها بعد أن لم يكن متكلما أو أنه لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وأن نوع الكلام قديم ...) اهـ.
فأنت تراه قد فرع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة .
لا يوجد فيما نقلت أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة إنما الإمامين ينقلان الخلافات الحاصلة بين الطوائف الإسلامية.
وانظر إلى قول أبي العز ((ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون )) فهذا دليل أن هذا النزاع حادث بحدوث أهل الكلام والطوائف المنحرفة فلماذا لا نرجع إلى الأصل ونكتفي بما جاء عن السلف الصالح؟!.
3 ـ الإمام مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي:
حيث قال في أقاويل الثقات 133: ( وفرقة أخرى أثبتت الصفات المعنوية من نحو السمع والبصر والعلم والقدرة والكلام وهو مذهب جمهور أهل السنة والجماعة ومنهم أتباع أئمة المذاهب الأربعة, ثم اختلفوا فيما ورد به السمع من لفظ العين واليد والوجه والنفس والروح: ففرقة أولتها على ما يليق بجلال الله تعالى وهم جمهور المتكلمين من الخلف فعدلوا بها عن الظاهر إلى ما يحتمله التأويل من المجاز والاتساع خوف توهم التشبيه والتمثيل. وفرقة أثبتت ما أثبته الله ورسوله منها وأجروها على ظواهرها ونفوا الكيفية والتشبيه عنها قائلين إن إثبات البارئ سبحانه إنما هو الكيفية إثبات وجود بما ذكرنا لا إثبات كيفية فكذلك إثبات صفاته إنما هي إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف فإذا قلنا يد ووجه وسمع وبصر فإنما هي صفات أثبتها الله لنفسه فلا نقول إن معنى اليد القوة والنعمة ولا معنى السمع والبصر العلم ولا نقول إنها جوارح ) اهـ.
فأنت تراه أيضاً قد فرّع الخلاف على أنه خلاف بين أهل السنة والجماعة.
بالعكس أخي فإنه جعلهم فرقتين فرق أهل السنة والجماعة الذين يثبتون الصفات كما هي وينفون المشابهة ويفوضون الكيفية وفرقة أخرى سماها بالمتكلمين كما هو واضح من كلامه.
4 ـ الإمام عبد الباقي المواهبي الحنبلي:
حيث قال في كتابه العين والأثر ص 52: ( طوائف أهل السنة ثلاثة : أشاعرة وحنابلة وماتريدية بدليل عطف العلماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة !!! ) اهـ.
5 ـ الإمام محمد السفاريني الحنبلي صاحب العقيدة السفارينية:
حيث قال في كتابه لوامع الأنوار شرح عقيدته 1/ 73: ( أهل السنة والجماعة ثلاث فرق:
ـ الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه.
ـ والأشعرية وإمامهم أبوالحسن الأشعري.
ـ والماتردية وإمامهم أبو منصور الماتريدي ) اهـ.
وقال ص 1/76 : ( قال بعض العلماء : هم - يعني الفرقة الناجية - أهل الحديث يعني الأثرية والأشعرية والماتريدية ) اهـ.
إن الإمامين عبد الباقي والسفاريني قد جانبوا الصواب هاهنا لعدة أسباب:
1-أهل السنة والجماعة لا ينحصرون في حنابلة بل فيهم المالكية وفيهم الحنفية وفيهم الشافعية لكن اشتهروا بالحنابلة لكون الإمام تعرض لمحنة شديدة مع أهل الكلام وتعذب عذاب شديد فصبر فنصره الله تعالى فزمن الإمام أحمد كان زمن كثر فيه الجهمية والفلاسفة لهذا لما ظهر وانتصر عليهم سمي أهل السنة نسبة إليه وإلا فأهل السنة ليس لهم متبوع إلا النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام اللالكائي المتوفى سنة 418هـ -رحمه الله- في كتابه الفذ: «شرح أصولاعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/32- 25):
«ثم كل من اعتقد مذهباً فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينتسب، وإلى رأيه يستند، إلا أصحاب الحديث فإن صاحب مقالتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلكيفتخرون، وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذكر، ويباهيهمفي ساحة الفخر، وعلو الاسم؟!)).
2-كلامهم هذا يكذبه الواقع فكيف نجعل ثلاث فرق بين قل أربع لأن الأشاعرة قسمان(مفوضة ومؤولة) مختلفين أشد الإختلاف بل مختلفين في الإله فهذا يقول الله على العرش وهذا يقول الله لا داخل العالم ولا خارج عنه ولا متصل ولا منفصل !هل كلاهما على حق وكلاهما على السنة؟!
وهذا يقول الله يتكلم والآخر يقول لا يتكلم بل الكلام نفسي!.
وهذا يقول الله ينزل والآخر يقول لا ينزل لأن هذا تشبيه .
وغيرها من الأمور...
وقد رد على السفاريني العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين - فقال (تقسيم أهل السنة إلى ثلاث فرق فيه نظر، فالحق الذي لا ريب فيه أن أهل السنة فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية التي بينها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين سئل عنها بقوله: (هي الجماعة)، وفي رواية: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، أو (من كان على ما أنا عليه وأصحابي). وبهذا عرف أنهم المجتمعون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ولا يكونون سوى فرقة واحدة. والمؤلف نفسه يرحمه الله لما ذكر في المقدمة هذا الحديث، قال في النظم:
وليس هذا النص جزماً يعتبر في فرقة إلا على أهل الأثر
يعني بذلك: الأثرية. وبهذا عرف أن أهل السنة والجماعة هم فرقة واحدة الأثرية والله أعلم) لوامع الأنهار البهية(1/73).
ورد عليه العلامة سليمان بن سحمان -رحمه الله-فقال:هذا مصانعة من المصنف- رحمه الله تعالى- في إدخاله الأشعرية والماتريدية في أهل السنة والجماعة، فكيف يكون من أهل السنة والجماعة من لا يثبت علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستواءه على عرشه ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وإن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت، ولا يثبت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة بأبصارهم، فهم يقرون بالرؤية ويفسرونها بزيادة علم يخلقه الله في قلب الرائي. ويقول: الإيمان مجرد التصديق وغير ذلك من أقوالهم المعروفة المخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة) لوامع الأنوار البهية (1/73) .
وفي المقابل أيضا نجد أن الأشاعرة يقولون عن أهل الحديث أنه من أهل السنة وأقوالهم في ذلك كثيرة, ومنها ما قاله ابن السبكي في شرح عقيدة ابن الحاجب: ( اعلم أن أهل السنة والجماعة كلهم قد اتفقوا على معتقد واحد فيما يجب ويجوز ويستحيل وإن اختلفوا في الطرق والمبادئ الموصلة لذلك. وبالجملة فهم بالاستقراء ثلاث طوائف:
ـ الأولى : أهل الحديث، ومعتقد مباديهم الأدلة السمعية - الكتاب والسنة والإجماع.
ـ الثانية : أهل النظر العقلي وهم الأشعرية والحنفية ( الماتريدية ) وشيخ الأشعرية أبو الحسن الأشعري، وشيخ الحنفية أبو منصور الماتريدي. وهم متفقون في المبادئ العقلية في كل مطلب يتوقف السمع عليه، وفي المبادئ السمعية فيما يدرك العقل جوازه فقط والعقلية والسمعية في غيرها ، واتفقوا في جميع المطالب الاعتقادية إلا في مسائل.
ـ الثالثة : أهل الوجدان والكشف وهم الصوفية ، ومباديهم مبادي أهل النظر والحديث في البداية والكشف والإلهام في النهاية ) اهـ.
ولا شك أنه يريد بالصوفية من كان منهم على منهج السلف, أما من انحرف عن ذلك كالقائلين بوحدة الوجود وإسقاط التكاليف ونحو ذلك من العقائد الباطلة فلا شك أنهم ليسوا من أهل السنة بل ليسوا من أهل الإسلام.
1-قولك أن الأشاعرة-هكذا بإطلاق- يقولون بأن أهل الحديث من أهل السنة فهذا غير صحيح بل جلهم وأكثرهم يعتبرونهم مجسمة ومنهم من يعتبرهم كفارا حتى أن السنوسي يقول بأن الأخذ يظواهر الصفات كفر.
والأشاعرة يقولون أصول الكفر عندنا ستة والسادس هو الأخذ بظواهر الصفات وعدم الرجوع للعقل.
2-السكبي المعاصر لابن تيمية قد انتقد أهل الحديث وكان سببا في سجن ابن تيمية لأنه قال في العقيدة الواسطية((هذه عقيدة الفرقة الناجية)) فإن كان يرى أهل الحديث من أهل السنة فلما يسجن ابن تيمية بسبب هذه الكلمة!.
3-دعوى أن الأشاعرة لا يختلفون عن الماتريدية غير صحيح بل إن خلافاتهم لا تحصى بل الأشاعرة أنفسهم منقسمين إلى مفوضة ومؤولة.
4-أهل الحديث قد شهد الله العدول والسلف الصالح والأئمة الثقات أنهم من أهل السنة فلا نحتاج أبدا لشهادة الأشاعرة في هذا لأن أهل الحديث قد أثنى عليهم السلف قبل أن يولد الأشعري.
ولقد جمع الخطيب البغدادي في ((شرف أهل الحديث)) الآثار عن كبار علماء السلف أحمد وإسحق وابن المبارك وغيرهم وهي تدور حول أن الفرقةَ الناجيةَ والظاهرةَ على الحق هم أهل الحديث، ومنهم من يقول: إن لم يكونوا أهلَ الحديثِ فلا أدري من هم
فهؤلاء هُمْ الفرقة الناجية في حين لم يكن الأشعري ولا الماتريدي ولا أهل الكشف قد ولدوا بعد( )، فكيف تنقطع السلسلة هكذا يا أهل الحجا، إن أهل السنة من لدن النبي صلى الله عليه وسلم وحتى يومنا هذا على اتصال لم يحوجهم الله إلى مذاهب مبتدعة ضالة توضح لهم المناهج، وإنهم في كل زمان يتصلون بأسانيدهم إلى القرون المفضلة قبل ظهور أحداث اليونان وأفراخ الرومان ببدعهم الكلامية.
وقد كان أهل الحديث والحنابلة مع الأشعرية والماتريدية يدا واحدة على المبدعة والزنادقة, وكانوا كالشيء الواحد حتى حصلت في القرن الخامس الهجري حادثة عرفت بفتنة ابن القشيرى تسببت في الفرقة بين الطائفتين, قال الإمام ابن عساكر في كتابه تبيين كذب المفتري ص 163: ( ولم تزل الحنابلة ببغداد في قديم الدهر على ممر الأوقات تعتضد بالأشعرية على أصحاب البدع لأنهم المتكلمون من أهل الإثبات فمن تكلم منهم في الرد على مبتدع فبلسان الأشعرية يتكلم ومن حقق منهم في الأصول في مسألة فمنهم يتعلم فلم يزالوا كذلك حتى حدث الاختلاف في زمن أبي نصر القشيري ) اهـ.
وقد ذكر هذه الحادثة كثير من أهل التواريخ والسير ومنهم الذهبي في السير وابن رجب في ذيل الطبقات وابن الأثير في الكامل وابن كثير في البداية والنهاية وغيرهم , وانظر مثلا البداية والنهاية 12/115.
موقف الإمام ابن تيمية من تلك الفتنة والخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
مع أن الإمام ابن تيمية يخالف الأشاعرة في أشياء إلا أن موقفه منهم لم يكن موقف المعادي بل موقف من يؤلف بين القلوب ويقارب بين وجهات النظر بين الأشعرية والحنبلية حيث قال كما في مجموع الفتاوى 6/53: ( و الأشعرية فيما يثبتونه من السنة فرع على الحنبلية كما أن متكلمة الحنبلية فيما يحتجون به من القياس العقلي فرع عليهم وإنما وقعت الفرقة بسبب فتنة القشيرى ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 4/17: ( قال أبو القاسم بن عساكر : ما زالت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين حتى حدثت فتنة ابن القشيري ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/227 : ( والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين وطلبا لاتفاق كلمتهم واتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/229 : ( ولما أظهرت كلام الأشعرى ورآه الحنبلية قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وفرح المسلمون باتفاق الكلمة وأظهرت ما ذكره ابن عساكر في مناقبه أنه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متفقين إلى زمن القشيري فإنه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرقت الكلمة ) اهـ.
وفي مجموع الفتاوى أيضا 3/269 : ( ولهذا اصطلحت الحنبلية والأشعرية واتفق الناس كلهم ولما رأى الحنبلية كلام أبي الحسن الأشعري قالوا هذا خير من كلام الشيخ الموفق وزال ما كان في القلوب من الأضغان وصار الفقهاء من الشافعية وغيرهم يقولون الحمد لله على اتفاق كلمة المسلمين ) اهـ.
موقف الإمام الذهبي من الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة:
قال في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام أبي نعيم الأصبهاني الأشعري 17/ 459: ( وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة وقيل وقال وصداع طويل فقام إليه [ أي قام إلى أبي نعيم ] أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد الرجل يقتل . قلت : ما هؤلاء بأصحاب الحديث بل فجرة جهلة أبعد الله شرهم ) اهـ كلام الذهبي .
إن هذه الفتنة وفتن مشابهة لها قد أثرت على العلاقة بين أهل السنة على مر القرون ولكنها في بعض القرون قد تكون أشد وفي بعضها قد تكون أخف. ولا زالت هذه الفتنة تلقي بظلالها على العلاقة بين أهل السنة في واقعنا المعاصر, مع أننا أحوج ما نكون إلى الألفة والاتحاد والتعاون لأننا في زمن تكالبت فيه الأمم على أمة المسلين ورموهم عن قوس واحدة بينما تجد أهل الإسلام وخصوصا أهل السنة مازالوا في صراعات لفظية أو غير لفظية, وما زالوا غارقين في الجدل البيزنطي والأعداء على الأبواب, فهل نعي وندرك ما يحاك لنا ونلتفت إلى العدو الحقيقي ونؤخر الخلافات الداخلية حتى ننتهي من العدو الأكبر ؟ ! من قبل أن يقال: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمع كلمة المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم آمين يا رب العالمين. (من أحد مواضيع قديش اليافعي بتصرف)
وخذ هذه هدية مني:
يقول ابن تيمية في كتابه المسمى مجموعة الفتاوى المجلد الرابعص15
قال: ((وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عُزر،_(اي سجنوضرب)_ وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس اهلا للعنة،وقعت اللعنة عليه.والعلماء أنصار فروع الدين، والأشعرية أنصار أصول الدين...)).
1-أهل الحديث ظهروا يوم البعثة قبل أن يولد الأشعري أو غيره.
2-فتنة ابن القيشيري إنما جعلت الأشاعرة في التلاعن مع أهل الحديث ولا يعني أنهم كانوا غير مفترقين في الأول بل إن السلف ردوا عليهم وبينوا ضلالتهم إلا أنهم كانوا مشتغلين بالمعتزلة فبدع المعتزلة أكبر من بدع الأشاعرة لهذا قدموا الأهم فالمهم .واستدلال أهل السنة بالأشاعرة أحيانا في الرد على المعتزلة هو من باب ضرب حجج أهل الكلام بعضهم ببعض فنقول للمعتزلة أنتم نفيتم الرؤية بحجة التشبيه لكن الأشاعرة الذين دائما يقولون نهرب من التشبيه اثبتوها ولم يقولوا تشبيه.وفي نفس الوقت نقول للأشاعرة إن كنتم تقولون أن إثبات العلو واليد تشبيه فلزمكم أن تنفوا الرؤية لأنها في نظر المعتزلة تشبيه .وهكذا.
3-الأشاعرة الذي اتبعوا الأشعري في آخر حياته هم من أهل السنة ويسمون أهل الحديث لا نسميهم أشاعرة وهؤلاء هم الذين تكلم عنهم ابن تيمية في كتبه ولم يبدعهم أما الأشاعرة النفاة فهؤلاء أقرب للجهمية في الحقيقة وقد بدعهم ابن تيمية.
4-لست أدري لماذا تصف أهل السنة السلفيين بالحنابلة؟ مع أن الحنابلة فيهم أهل السنة وفيهم أهل البدع والكلام. وابن تيمية والذهبي إنما تكلموا عن أهل الكلام من الحنابلة ولم يتكلموا عن أهل السنة منهم فتامل فليس كل حنبلي سلفي كما أنه ليس كل مالكي سلفي أو أشعري بل العبرة بما عليه السلف الصالح .
5-أما هديتك فمعلوم أن الأشاعرة من أقرب الطوائف لأهل السنة لكن اللعن لا يجوز في حق الكافر فضلا عن المسلم فلا داعي للهدية إذن فهي من المسلمات عندنا.
السلام عليكم و بعد أخي محمد البليدي هؤلاء لو إطلعو على العقيدة الواسطية للإمام المجدد شيخ الإسلام بن تيمية و فهموا كلامه ما فالو لك هدا الكلام ولكنهم إتبعوا اهواءهم و كرهوا الإتباع و سموه رجعية و إتبعوا اهواء شيوخهم امثال الغزالى محمد و ما أكثرهم و لكن فليعلموا أن الرجال يعرفون بالحق لا العكس
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir