المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فِي حُكمِ التَّوسِعَةِ و السُّرُوِر فِي لَيلَة عَاشُوَرآء


غربة أهل السنّة
2013-11-10, 22:45
في حكم التوسعة والسرورِ في ليلة عاشوراء



السؤال: جرتِ العادةُ عندنا أنّ الكثيرَ من العائلات يَقُمْنَ بإعداد طعامٍ خاصٍّ (كالكُسْكُسِ باللَّحم أو الشَّخْشُوخَةِ أو غيرِها) ليلةَ عاشوراء سواءً صاموا أو لم يصوموا، فما حكم صُنْعِ هذا الطعام؟ وما حكم تلبيةِ الدعوةِ إليه؟

الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فَيَـوْمُ عاشوراء من بركات شهر الله المحرَّم وهو اليوم العاشرُ منه، وإضافة الشهر إلى الله تعالى تدلّ على شرفه وفضلِه؛ لأنّ الله تعالى لا يُضيف إليه إلاّ خواصَّ مخلوقاته، قال صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ»(١)، وحُرمة العاشِرِ منه قديمةٌ، وفضلُه عظيمٌ، ففيه أنجى اللهُ موسى عليه الصلاة والسلام وقومَه، وأغرق فرعونَ وجنودَه، فصامَهُ موسى عليه الصلاةُ والسلامُ شكرًا لله، وكانت قريشٌ في الجاهلية تصومُه، وكانت اليهودُ تصومُه كذلك، فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»(٢)، فصامه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأَمَرَ بصيامِه، وكان صيامُه واجبًا على أقوى الأقوال وأرجحِها، ثمّ صار مستحبًّا بعد فرض صيام شهر رمضان، ويستحبُّ صومُ التاسعِ معه، مخالفةً لليهود في إفراد العاشر، وفضلُه العظيم تكفير السَّنَة الماضية، فهذا هو الثابت في السُّنَّة المطهّرة، ولا يُشرع في هذا اليوم شيءٌ غيرُ الصيام.
أمّا محدثاتُ الأمور التي ابتدعَتْهَا الرافضةُ(٣) من التعطّش والتحزّن ونحوِ ذلك من البدع، فاتخذوا هذا اليومَ مأتمًا، ومن قابلهم الناصبة(٤) بإظهار الفرح والسرور في هذا اليوم وتوسيع النفقات فيه، فلا أصلَ لهؤلاء وهؤلاء يمكن الاعتماد عليه، إلاّ أحاديث مُختلَقَة وُضعتْ كذبًا على النبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أو ضعيفة لا تقوى على النهوض.
وقد بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ذلك بقوله: «مِثْلُ ما أحدثه بعضُ أهلِ الأهواء في يوم عاشوراء، من التعطّش والتحزّن والتجمّع، وغيرِ ذلك من الأمور المحدثة التي لم يُشَرِّعْهَا اللهُ تعالى ولا رسولُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا أحدٌ من السلف ولا من أهلِ بيتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا من غيرهم… وكانت هذه مُصيبةً عند المسلمين -أي: قتلَ الحسين رضي الله عنه- يجب أن تُتَلَقَّى بما تُتَلَقَّى به المصائب من الاسترجاع المشروع، فأحدثَتْ بعضُ أهل البدع في مثل هذا اليوم خلافَ ما أَمَرَ اللهُ به عند المصائب، وَضَمُّوا إلى ذلك الكذبَ والوقيعةَ في الصحابة البُرَآءِ من فتنة الحُسَين رضي الله عنه وغيرِها أمورًا أخرى ممَّا يكرهُهُ الله ورسوله.. وأمّا اتخاذ أمثال أيام المصائب مآتم فهذا ليس في دين المسلمين بل هو إلى دين الجاهلية أقرب» إلى أن قال -رحمه الله-: «وأحدثَتْ بعضُ الناس فيه أشياءَ مستنِدةً إلى أحاديثَ موضوعةٍ لا أصلَ لها مثلَ: فضلُ الاغتسالِ فيه، أو التكحّلُ، أو المصافحةُ، وهذه الأشياء ونحوُها من الأمور المبتدَعَة كلُّها مكروهةٌ، وإنما المستحبّ صومه.. والأشبه أنّ هذا الوضع لَمَّا ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة فإنّ هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتمًا، فوضع أولئك فيه آثارًا تقتضي التوسّع فيه واتخاذه عيدًا، وكلاهما باطل»(٥).
وإذا عُلم اقتصار مشروعيةِ هذا اليوم في الصيام فقط فلا يجوز تلبيةُ دعوة من اتخذه مأتمًا، ولا من اتخذه عيدًا؛ لأنه لا يجوز لأحد أن يغيّرَ من شريعة الله شيئًا لأجل أحدٍ أو يزيدَ عليها ويستدركَ.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.


الجزائر في 16 محرم 1428ﻫ
الموافق ﻟ: 4 فبراير 2007م


۱- أخرجه مسلم في «الصيام»: (2755)، وأبو داود في «الصوم»: (2429)، والترمذي في «الصلاة»: (438)، والنسائي في «قيام الليل»: (1613)، وابن ماجه في «الصيام»: (1742)، وأحمد: (8158)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٢- أخرجه البخاري في «الصوم»: (2004)، ومسلم في «الصيام»: (2656) أبو داود في «الصيام»: (2444)، وابن ماجه في «الصيام»: (1734) الحميدي في «مسنده»: (543)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

٣- الرافضة: فرقة من الشيعة الكبرى، بايعوا زيد بن علي ثمّ قالوا له: تبرّأ من الشيخين (أبي بكر وعمر رضي الله عنهما) فأبى فتركوه ورفضوه، أي: قاطعوه وخرجوا من بيعته، ومن أصولهم: الإمامة، والعصمة، والمهدية، والتقية، وسب الصحابة وغيرها.

٤- الناصبة: هم الذين يبغضون عليًّا وأصحابه، انظر: «مجموع الفتاوى»: (25/301).

٥- «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (2/129-133).

كلمات مبعثرة
2013-11-10, 23:09
بارك الله فيك اختي

ولكن اعداد الطعام مرتبط بالصيام تماما كما يفعل الناس في شهر رمضان ولا اظن ان هدا من البدع

تصفية وتربية
2013-11-10, 23:31
بارك الله فيك اختي

ولكن اعداد الطعام مرتبط بالصيام تماما كما يفعل الناس في شهر رمضان ولا اظن ان هدا من البدع
أختي إعداد الطعام الذي قصده السائل والشيخ -حفظه الله- هو تخصيص يوم عاشُوراء بأنواع مُعيّنة من الطعام كالشخشوخة أو الكسكسي أو غيرها من المأكولات التي يُحضّرها النّاس خصّيصًا لهذا اليوم، حيث أن أغلب النّاس يعتقدون أن يوم عاشُوراء يوم عيد حتى أنّهم يقولون: "عيد عاشوراء" فيُخصّصونه بطقوس معيّنة كالاكتحال وتحضير أنواع محدّدة من الأطعمة وغيره. وكلّ هذا من البِدع المُحدثة التي ما أنزل الله بها من سُلطان. وليس المقصد هو ما يُعدّه الصائِم من طعام يكفيه مؤونة الصيام.
الروافض جعلوا من هذا اليوم مأتمًا فأظهروا فيه الحُزن فبكوا وشقّوا الجيوب والنواصب جعلوه يوم عيد فأظهروا الفرح والسُرور، وأهل السّنة وسط بين هؤلاء وأولئك فلم يُحدثوا شيئًا من ذلك، بل فعلوا ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأوصى بفعله وهو صيام يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده. وخير الهدي هدي محمّد -صلى الله عليه وسلم-. والله الموفق

كلمات مبعثرة
2013-11-10, 23:40
من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة

غربة أهل السنّة
2013-11-11, 09:26
أختي إعداد الطعام الذي قصده السائل والشيخ -حفظه الله- هو تخصيص يوم عاشُوراء بأنواع مُعيّنة من الطعام كالشخشوخة أو الكسكسي أو غيرها من المأكولات التي يُحضّرها النّاس خصّيصًا لهذا اليوم، حيث أن أغلب النّاس يعتقدون أن يوم عاشُوراء يوم عيد حتى أنّهم يقولون: "عيد عاشوراء" فيُخصّصونه بطقوس معيّنة كالاكتحال وتحضير أنواع محدّدة من الأطعمة وغيره. وكلّ هذا من البِدع المُحدثة التي ما أنزل الله بها من سُلطان. وليس المقصد هو ما يُعدّه الصائِم من طعام يكفيه مؤونة الصيام.
الروافض جعلوا من هذا اليوم مأتمًا فأظهروا فيه الحُزن فبكوا وشقّوا الجيوب والنواصب جعلوه يوم عيد فأظهروا الفرح والسُرور، وأهل السّنة وسط بين هؤلاء وأولئك فلم يُحدثوا شيئًا من ذلك، بل فعلوا ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأوصى بفعله وهو صيام يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده. وخير الهدي هدي محمّد -صلى الله عليه وسلم-. والله الموفق




جزاك الله خيرا على التّوضيح أختي الفاضلة

غربة أهل السنّة
2013-11-11, 09:30
بارك الله فيك اختي

ولكن اعداد الطعام مرتبط بالصيام تماما كما يفعل الناس في شهر رمضان ولا اظن ان هدا من البدع

و فيك بارك الله أختي (كلمات مبعثرة)
كما شرحت لك الأخت (تصفية و تربية) تماما ,,, النّية تلعب دورا,, فإذا كان الصائم قد حضّر لنفسه طعاما للإفطار دون إعتقاده بأن عاشوراء عيد و إلّا فطهي تلك الأطباق التقليدية و شراء المكسّرات و الحلويات التّي تسمّى (القشقشة) و الإكتحال و الحنّاء إلخ,,, تعتبر بدعة دخيلة على الدّين الإسلامي
قد وضّحها الشيخ الفاضل حفظه الله

أخت مريم
2013-11-11, 12:49
من وسع على أهله يوم عاشوراء أوسع الله عليه سائر السنة
أختي الفاضلة كلمات مبعثرة هذا الحديث ضعيف منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين وابن باز وغيرهم رحمهم الله اجمعين
وهذه فائدة من منتديات البيضاء مفصلة انقلها لكِ نفعنا الله واياك

الدرر السنية في البحوث الحديثية...(6)



إفادة المنتبه بضعف حديث "من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته"

حديث : (( من وسّع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته ))

حديث منكر لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ورد الحديث مرفوعاً من حديث جابر ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن مسعود ، وأبي سعيد ، وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين ، وأسانيدها ضعيفة جداً ، لا يتسع المقام لبيان ما فيها من ضعف وعلة ونكارة

قلت:

أما حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –

فقد رواه الطبراني في الأوسط [9/121،برقم 9302 طبعة دار الحرمين] والبيهقي في شعب الإيمان [7/377 الطبعة الهندية]

وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [3/14- الأصل الثاني عشر والمائتان في فضل يوم عاشوراء وسر التوسيع فيه ] عن أبي سعيد الخدري بدون إسناد.


إسناد الطبراني

ثنا هاشم بن مرثد ، نا محمد بن إسماعيل الجعفري ، ثنا عبد الله بن سلمه الربعي ، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري قال:قال رسول الله (من وسع على أهله في يوم عاشوراء أوسع الله عليه سنته كلها) .

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد ، تفرد به : محمد بن إسماعيل الجعفري.

و محمد بن إسماعيل الجعفري ، قال فيه أبو حاتم في الجرح والتعديل 7/189

منكر الحديث يتكلمون فيه.

وضعفه ابن الجوزي في الضعفاء 3/42 ، والذهبي في ميزان الاعتدال 3/481 وقال ابن حجر في لسان الميزان 6/151 طبعة الفاروق الحديثة تحقيق: مجموعة أشخاص[قال أبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو نعيم الأصبهاني:متروك ، وذكر ابن حجر أن ابن حبان أورده في الثقات 9/88 وقال عنه :يُغرب]


أما إسناد البيهقي

أخبرنا علي بن احمد بن عبدان انا احمد بن عبيد الصفار نا ابن ابي الدنيا نا خالد بن خراش نا عبد الله بن نافع حدثني ايوب بن سليمان بن مينا عن رجل عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته


*وأما حديث عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه –

فقد رواه الطبراني في الكبير [10/77، برقم 10007] والبيهقي في شعب الإيمان [7/376-377] والخطيب في موضح الجمع والتفريق(2/307).

وقد رواه الطبراني والبيهقي والخطيب من طريق

الهيصم بن الشداخ عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزل في سعة سائر سنته.

قال البيهقي :تفرد به هيصم عن الأعمش .

قال العقيلي في الضعفاء (3/972 طبعة الصميعي ،ترجمة علي بن مهاجر)

[علي بن المهاجر العيشي بصري عن هيصم بن الشداخ كلاهما مجهول ، والحديث غير محفوظ – ثم ذكر الحديث مسنداً وقال- ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء ،إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلا به]

وقال ابن حبان في المجروحين (2/446-447 طبعة الصميعي ترجمة هيصم بن الشداخ )

[هيصم بن الشداخ شيخ يروي عن عن شعبة و الأعمش الطامات في الروايات ، لا يجوز الاحتجاج به] وذكر ابن حبان هذا الحديث من روايته عن الأعمش .


*وأما حديث عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما –

فقد رواه الدارقطني كما في العلل المتناهية لابن الجوزي[2/62-63 الطبعة الهندية] وكما في أطراف الغرائب [3/370 طبعة دار الكتب العلمية ] وساق إسناده ابن حجر في لسان الميزان[7/375 -ترجمة يعقوب بن خرة ]

قال الدارقطني في الأفراد: حدثنا محمد بن موسى ثنا يعقوب بن خرة الدباغ ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.

قال الدارقطني: منكر من حديث الزهري.

وجاء في أطراف الغرائب [ غريب من حديث سالم عن أبيه .... إنما يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر من قوله.

ويعقوب بن خرة الدباغ ضعيف]

وقال ابن حجر في لسان الميزان[يعقوب بن خرة الدباغ عن سفيان بن عيينة ،

ضعفه الدارقطني

قلت: له خبر باطل لعله وهم انتهى.

وقال في المؤتلف والمختلف: يعقوب بن خرة بالخاء المعجمة شيخ من أهل فارس يحدث عن: أزهر بن سعد السمان ، وسفيان بن عيينة وغيرهما لم يكن بالقوي في الحديث]


*وأما حديث أبي هريرة – رضي الله عنه –

فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان ، وأبو نعيم في أخبار أصبهان [1/198]

إسناد البيهقي

أخبرنا ابو سعد الماليني انا ابو احمد بن علي نا الحسين بن علي الأهوازي نا معمر بن سهل نا حجاج بن نصير نا محمد بن ذكوان عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وسع على عياله وأهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته

قال العقيلي : سليمان بن أبي عبد الله مجهول


*وأما حديث جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما –

فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان [7/375]

وإسناده

أخبرنا علي بن احمد بن عبدان ، انا احمد بن عبيد ، نا محمد بن يونس ، نا عبد الله بن ابراهيم الغفاري ، نا عبد الله بن ابي بكر ابن اخي محمد بن المنكدر ، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله على اهله طول سنته


قال البيهقي : هذا إسناد ضعيف.

وأما رواية إبراهيم بن محمد بن محمد بن المنتشر أنه بلغه

فقد رواها ابن معين في تاريخه رواية الدوري برقم 2223 ،

والبيهقي في شعب الإيمان [7/379] ،

وأبو نعيم في أخبار أصبهان [2/163 الطبعة الهندية ، وطبعة دار الكتب العلمية2/132]

إسناد ها

ثنا العباس ، ثنا شاذان ، ثنا جعفر الأحمر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر قال كان يقال من وسع على عياله يوم عاشوراء لم يزالوا في سعة من رزقهم سائر سنتهم.

ورواها البيهقي من طريق العباس به."

ـ وصنف في طرق هذا الحديث جماعة من المتقدمين والمتأخرين ـ


وسئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال : ( لا أصل له ) [منهاج السنة 4/555] ، وفي رواية : ( فلم يره شيئاً )،


وعلق عليه ابن رجب في لطائف المعارف ص 113 : ( فإنه لا يصح إسناده ، وقد روي من وجوه متعددة لا يصح منها شيء ) ، وقال العقيلي في الضعفاء 3/252 : ( ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء إلا شيء يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر مرسلاً به )،


قلت:

جاء في مسائل ابن هانئ للإمام احمد 1/136-137

[ سألت أبا عبد الله قلت: هل سمعت في الحديث انه من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته؟

قال: نعم ، شيء رواه سفيان عن جعفر الأحمر عن إبراهيم بن المنتشر.

قال سفيان :-وكان افضل من رأينا – انه بلغه انه من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته.

قال ابن عيينه: قد جربناه منذ خمسين أو ستين سنة فما رأينا الا خيراً.

وقال في إثره: كان ابن عيينه يطري ابن المنتشر، فقال لي : في إسناده ضعف]


وقال في نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول

[فصلٌ أحاديث عاشوراء ، ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائله لا يصح منها شيء ولا حديث واحد ولا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم - فيه أحاديث صيامه وما عداها فباطل- وأمثل ما فيها حديث من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته

قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث]


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 25/313

[قال حرب الكرماني في مسائله:سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فلم يره شيئا ا.هـ

وأعلى ما عندهم اثر يروى عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر انه قال:بلغنا انه من من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته .

قال سفيان بن عيينه:جربناه منذ ستين عاما فوجدناه صحيحاً.

وإبراهيم بن محمد كان من أهل الكوفة ولم يذكر ممن سمع هذا ولا عمن بلغه ، فلعل الذي قال هذا من أهل البدع الذين يبغضون علياً وأصحابه ويريدون أن يقابلوا الرافضة بالكذب:مقابلة الفاسد بالفاسد.

وأما قول ابن عيينه فانه لا حجة فيه فان الله سبحانه انعم عليه برزقه ، وليس في إنعام الله بذلك ما يدل على أن سبب ذلك كان التوسيع يوم عاشوراء ، وقد وسع الله على من هم أفضل الخلق من المهاجرين والأنصار ولم يكونوا يقصدون أن يوسعوا على أهليهم يوم عاشوراء بخصوصه ]


وقال ابن القيم في المنار المنيف (تحقيق:المعلمي) ص89

[ومنها أحاديث الاكتحال يوم عاشوراء والتزين والتوسعة والصلاة فيه وغير ذلك من فضائل لا يصح منها شيء ولا حديث واحد و لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير أحاديث صيامه وما عداها فباطل

وأمثل ما فيها من وسع على عياله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته، قال الإمام أحمد: لا يصح هذا الحديث]


وهكذا تتابع العلماء في الجزم بضعف الحديث ومنهم الحافظ أبو زرعة الرازي ، والدارقطني وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن عبد الهادي والذهبي وابن القيم والألباني (1)، ومن هؤلاء جماعة رأوا أن الحديث مكذوب موضوع ، قال شيخ الإسلام : ( والأشبه أن هذا وضع لما ظهرت العصبية بين الناصبة والرافضة ، فإن هؤلاء اتخذوا يوم عاشوراء مأتماً ، فوضع أولئك فيه آثاراً تقتضي التوسع فيه واتخاذه عيداً ، وكلاهما باطل ) . [اقتضاء الصراط المستقيم 2/132] .


وقال العلامة المعلمي في حاشية الفوائد المجموعة ص 100 رداً على من قال إن طرقه يقوي بعضها بعضهاً : ( بل يوهن بعضها بعضاً ) .


جمعه ورتبه من الشبكة

أبو أسامة سمير الجزائري

8 محرم 1432


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) فانظر مثلا حديث جابر هذا فإن له طريقين : الأول : عن محمد بن يونس : حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري : حدثنا عبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر عن محمد بن المنكدر عنه

أخرجه البيهقي

فهذا إسناد موضوع من أجل محمد بن يونس - وهو الكديمي - فإنه كذاب قال ابن عدي :

" قد اتهم الكديمي بالوضع "

وقال ابن حبان : " لعله قد وضع أكثر من ألف حديث "

وشيخه عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال الذهبي : " وهو عبد الله بن أبي عمرو المدني يدلسونه لوهنه نسبه ابن حبان إلى أنه يضع الحديث وذكر له ابن عدي في فضل أبي بكر وعمر حديثين وهما باطلان تال الحاكم : يروي عن جماعة من الضعفاء أحاديث موضوعة "

قلت : وهذا منها فإن شيخه عبد الله بن أبي بكر ابن أخي محمد بن المنكدر ضعيف كما في " الميزان "

وأما الطريق الثاني ؟ فأخرجه ابن عبد البر في " الاستذكار " من طريق أبي الزبير عنه وهذه الطريق مع أنها أصح طرق الحديث - كما قال السيوطي في " اللآلئ " ( 2 / 63 ) - فقد قال فيها الحافظ ابن حجر : " هذا حديث منكر جدا "

كما نقله السيوطي نفسه عنه ولم يتعقبه بشيء وقد حمل فيه الحافظ على الفضل بن الحباب وقال : " لعله حدث به بعد احتراق كتبه "

قلت : وفيه علة أخرى وهي عنعنة أبي الزبير فإنه مدلس وقد أورده في " المدلسين " الحافظ وابن العجمي وقالا : " إنه مشهور بالتدليس "

وهكذا سائر طرق الحديث مدارها على متروكين أو مجهولين ومن الممكن أن يكونوا من أعداء الحسين رضي الله عنه الذين وضعوا الأحاديث في فضل الإطعام والاكتحال وغير ذلك يوم عاشوراء معارضة منهم للشيعة الذين جعلوا هذا اليوم يوم حزن على الحسين رضي الله عنه لأن قتله كان فيه

ولذلك جزم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن هذا الحديث كذب وذكر أنه سئل الإمام أحمد عنه فلم يره شيئا وأيد ذلك بأن أحدا من السلف لم يستحب التوسعة يوم عاشوراء وأنه لا يعرف شئ من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة وقد فصل القول في هذا في " الفتاوى " ( 2 / 248 - 256 ) فراجعه وقد نقل المناوي عن المجد اللغوي أنه قال : " ما يروى في فضل صوم يوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه " انظر تمام المنة (410).
والله أعلم




ولد حمد الباتني
2013-11-11, 13:09
أختي الفاضلة كلمات مبعثرة هذا الحديث ضعيف منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين وابن باز وغيرهم رحمهم الله اجمعين




الحديث قواه البيهقي في شعب الإيمان
، والحافظ العراقي في الأمالي
وله جزء في تحسين الحديث

للفائدة فقط

كلمات مبعثرة
2013-11-11, 13:46
أختي الفاضلة كلمات مبعثرة هذا الحديث ضعيف منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في فتاوى الشيخ ابن عثيمين وابن باز وغيرهم رحمهم الله اجمعين




الحديث قواه البيهقي في شعب الإيمان
، والحافظ العراقي في الأمالي
وله جزء في تحسين الحديث

للفائدة فقط


ادن الحديث حسن وليس ضعيف بما ان البيهقي قواه وحسنه

قطــــوف الجنــــة
2013-11-11, 14:35
أحسن الله إليك اختي الفاضلة أم جهاد الجزائرية .. وحفظ الله الشيخ .
لتذكير
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.net/hphotos-ak-frc3/p480x480/1460057_217865228384736_1207977230_n.jpg

غربة أهل السنّة
2013-11-11, 15:35
بارك الله تعالى فيكم جميعا

هالة قليفط
2013-11-12, 16:26
بارك الله فيكِ أختي و جعلها الله في ميزان حسناتك
و حفظ الله الشيخ

أخت مريم
2013-11-12, 17:11
الحديث قواه البيهقي في شعب الإيمان
، والحافظ العراقي في الأمالي
وله جزء في تحسين الحديث

للفائدة فقط

جزاكم الله خيرا ، هل لِّي بشيءٍ من التّفصيل بارك الله فيكم.

غربة أهل السنّة
2013-11-12, 18:13
بارك الله فيكِ أختي و جعلها الله في ميزان حسناتك
و حفظ الله الشيخ



وفيكِ بارك الله أختآه

ولد حمد الباتني
2013-11-14, 11:51
جزاكم الله خيرا ، هل لِّي بشيءٍ من التّفصيل بارك الله فيكم.



لست أهلا لذلك بارك الله فيك

Horlogerie suisse
2013-11-17, 10:54
شكرا. تحياتي

djemaldj
2013-11-18, 19:06
بارك الله فيك

غربة أهل السنّة
2013-11-19, 00:40
و فيكم بارك الله