تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ابو حامد الغزالي+تابع اتطور التربية


سعودي17
2009-06-15, 08:34
v حياته وأثاره :

· حــياتــــه:

هو أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ولد في مدينة من بلاد خرسان ببلاد فارس عام 450 ه -1058 م ، كان أبو حامد الغزالي شغوفا بالعلم والمعرفة فدرس في صباه يد احمد بن محمد الراذكاني في مدينة طوس ثم تتلمذ على يد النصر إسماعيل في جرجان وعاد إلى طوس مرة أخرى وعكف على الدراسة والتحصيل ، ثم انتقل إلى نيسابور حيث تتلمذ على يد رجل من أعظم رجال الدين في عصره وهو الإمام الجويني ، فدرس علم الكلام وعلوم الدين وكان ذكيا موهوبا ، ارتحل إلى بغداد بعد وفاة الإمام الجويني واشترك في مناظرة مع بعض العلماء في حضور الوزير نظام الملك صاحب اقوي دولة سلجوقية وأظهر الغزالي براعة وتفوقا في المناظرة فأعجب به الوزير نظام الملك وعهد إليه بالتدريس في المدرسة النظامية التي أسسها في بغداد عام 484 ه- 1091 م وكان الغزالي فصيح اللسان لدرجة إعجاب الناس به ومن هنا تطرق الشك إلى نفسه وهذا جعله يزيد من تحصيله للعلم قرأ للفارابي وابن سينا واخرج كتابه
( تهافت الفلاسفة ) أي تسارع الفلاسفة وحاول نقد كلامهم وذم مذهبهم.







ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فؤاد بسيوني ، من أعلام الفكر التربوي ، مركز الإسكندرية للكتاب ،2000، مصر،ص71/72
وعندما أحس الغزالي أن الدنيا مقبلة عليه بعد أن نال الشهرة في بغداد
وجد أنه من الصالح أن يحارب الدنيا بصالح الإعمال للآخرة فترك بغداد وسافر إلى الحجاز فحج البيت ثم توجه إلى بلاد الشام وأخذ من المسجد الجامع في دمشق معتكفا له وسميت المنارة التي كان يصلي فيها بالغزالية .
ثم لبس الملابس الصوفية الخشنة مع التقليل في الطعام والشراب و زار مسجد الصخرة والخليل في فلسطين وضريح إبراهيم، وإجمالا
كلف نفسه مشاقة العبادات أملا في الوصول إلى رضا الرحمان ثم عاد إلى بغداد وأخرج كتابه الشهير ( إحياء علوم الدين )، ثم توجه إلى نيسابور ليعلم بالمدرسة النظامية ثم توجه إلى مسقط رأسه في طوس حيث أقام مدرسة للفقراء ووزع أوقافه على من ختم القرآن ،توفي في عام 505 ه-1111 م تاركا عدد ضخم من المؤلفات .






















فؤاد بسيوني، نفس المرجع، ص72
v أثاره ومؤلفاته :

ترك الغزالي وراءه إرثا علميا واسعا في مختلف المجالات حيث كتب وأكثر و اجتهد وجاهد والكتب التي وضعها يختلف المفكرون حول عددها وصحة نسبها إليه ويعتبر الكاتب عبد الرحمان بدوي أشهر واصدق كاتب تابع مؤلفاته وهي كتالي :

ü . الوسيط. في فروع المذاهب .
ü . الوسيط.في الأصول .
ü . البسيط في الفروع .
ü . الوسيط .
ü . فتوى .
ü . خلاصة المختصر ونقاوة المعتصر .
ü . المنتحل في علم الجدل .
ü . مأخذ الأخلاق .
ü . لباب النظر .
ü . تحصين المعقول. علم الأخلاق .
ü . كتاب المبادئ والغايات .
ü . كتاب شفاء الغليل في القياس والتعليل .
ü . فتاوى الغزالي .
ü . فتوى .
ü . غاية الفور في دراية الدور .
ü . مقاصد الفلاسفة .
ü . تهافت الفلاسفة .
ü . معيار العلم في فن المنطق .






عبد الأمير.عبد شمس الدين، الفكر التربوي عند الغزالي ، الشركة العالمية للكتاب ،بيروت،ط1 ،1990 ، ص16
ü .معيار المعقول .
ü . محك النظر في المنطق.
ü . ميزان العمل .
ü . كتاب المستظهر في على الباطنية .
ü . حجة الحق .
ü . فواصم الباطنية .
ü . الاقتصاد في الاعتقاد .
ü . الرسالة القدسية في قواعد العقائد .
ü . المعارف العقلية ولباب المحكمة ألاهية .
ü . إحياء علوم الدين.
ü . كتاب في مسألة كل مجتهد مصيب .
ü . جواب للغزالي عن دعوة مؤيد الملك له الدعوة للتدريس بالنظامية في بغداد
ü . جواب مفصل الخلاف .
ü . المقصد الأسس : شرح أسماء الله الحسنى .
ü . بداية الهدايةة .
ü . الوجيز في الفقه .
ü . جواهر القرآن .
ü . كتاب الربعين في أصول الدين.
ü . القسطاس المستقيم .
ü . فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة .
ü . الدرج المرقوم بالجداول .
ü . القانون الكلي في التأويل .
ü . الكشف و التبيين في غرور الخلق أجمعين .
ü . تلبيس إبليس .






عبد الأمير شمس الدين ، نفس المرجع ،ص 16/17/18

ü . أيها الولد.
ü . نصيحة الملوك .
ü . الرسالة اللدنية .
ü . رسالة إلى بعض أهل عصره .
ü . مشكاة الأنوار.
ü .تفسير ياقوت التأويل.
ü . المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال
ü . كتاب حقيقة الدين
ü . المستطرف في علم الأصول
ü . الإملاء على مشكل الإحياء
ü . إسرار معاملات الدين
ü . الاستدراج
ü . جواب المسائل الأرجح التي سألها الباطنية بهمذان من الشيخ الأجل أبي حامد محمد الغزلي

ü . رسالة في رجوع أسماء الله إلى ذات واحدة على رأي المعتزلة والفلاسفة
ü . كتاب المضمون به على غير أهله
ü . كيمياء سعادت (الفارسي )
ü . زاد أخرت (فارسية )
ü . رسالة إلى أبي الفتح احمد بن سلامة الدمي بالموصل
ü . كتب في السحر والخواص و الكيمياء
ü . غور الدور في كشف علوم الآخرة
ü . سر العالمين وكشف ما في الدارين
ü . إسرار معاملات الدين






عبد الأمير شمس الدين ، نفس المرجع ، ص18/19

ü . جواب مسائل سئل عنه في نصوص أشكلت على السائل
ü . تهذيب الأصول
ü . كتاب حقيقة القوالين
ü . كتاب أساس المقياس

هذه هي الكتب التي كتبها الغزالي إلا أن الباحثين يرون أن هناك كتبا أخرى للغزالي ومن المرجح أنها ليست له وهي كتب السحر والطلسمات والعلوم المنشورة وهناك كتب يدور الشك في صحة نسبها للغزالي
كذلك فقد أخذت أقسام من كتب أبي حامد وأفردت كتبا مشتغلة ولا ننسى المنحولة.





















عبد الأمير شمس الدين ، نفس المرجع ، ص19

v الإسهامات التربوية:

تأتي إسهامات الغزالي التربوية لتؤكد أبعاد تربوية جديدة في الفكر الإسلامي وشملت معالجة الغزالي لقضية التربية مثل المعرفة والإدراك والمناهج وأقسامها ومراحل التعليم وغيرها من القضايا التي تشغل الفكر التربوي المعاصر وقد ضمن (الغزالي) آراءه التربوية في مؤلفه (إحياء علوم الدين) وهو واحد من مؤلفاته التي تزيد عن سبعين مؤلفا وقد ركز الغزالي في تفكيره التربوي الى الواقعية، حيث كان يؤكد على ضرورة تربية الفرد تربية صالحة لأن الفرد في نظره أساس المجتمع ولذلك فإن صلاح الفرد يحقق صلاح المجتمع ، فالمجتمع الصحيح في نظره هو الذي ينشئ أفراده ويربيهم تربية صحيحة ، وكان يرى في التعليم سعادة الدنيا والآخرة وإن كان الغزالي لم يكتب إلا القليل عن تربية الإناث إلا انه كان يرى العلم واجب على الرجال والنساء وما قاله الغزالي بالنسبة للتعليم في الصغر له أهمية أساسية لأن نفسية الطفل وقلبه يكونان خاليان وقابلين للتطبيق عليهما .
يضاف إلى ذلك أن الغزالي كان يرى أن التربية تتأثر بطبيعة الطفل وبيئته وهو بذالك كشف عن ارتباط التربية بالسياق الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمع وهي القضية التي تشغل الفكر التربوي في الوقت الراهن.

وقد كان اهتمام الغزالي بالمعرفة واضحا فتحدث عن نسبيتها وعن المعرفة التي تقع في حدود العقل والمعرفة التي تأتي في دائرة في حدود فوق العقل إلا انه ذهب إلى أن قدرة العقل تتجلى في الاعتراف بإمكان هذه المعرفة.

كما انه تحدث عن الإدراك وقسمه إلى إدراك حسي يتعلق بالحس المادي وإدراك نفسي يتعلق بالعالم الخفي .









فاديه عمر الجولاني ، علم الاجتماع التربوي ، مركز الإسكندرية للكتاب ، مصر،1997 ،ص 147

v آراءه التربوية:

أثرت أفكار محمد الغزالي في الفلسفة الصوفية على أرائه التربوية تأثيرا واضحا وإذا أضفنا إلى ذلك الاتجاهات السائدة في عصره فسوف يتضح لنا مدى عمق أرائه وأهميتها في سجل التطور التربوي .
وكان الغزالي ينزع إلى الواقعية في تفكيره وأهمية السعادة في الدنيا و الآخرة مع حرص شديد على التطهر من الرذائل والتحلي بالفضائل ولم ينسى محمد الغزالي في غمرة اهتمامه بالدين عنايته بالعلوم الدنيوية كالطب والحساب وبعض الصناعات الأخرى وكان دائب السعي في تربية الأفراد تربية صحيحة لأن صلاح الفرد بصلاح المجتمع حيث أنه يرى أن التربية للإنسان تكمل مابه من نقص ويأخذ على محمد الغزالي انه لم يهتم مطلقا بتربية وتعليم البنت ولم يظهر تحمسا للتعليم المهني ويلوح أن النزعة الصوفية قد يكون لها بعض الأثر في هذا الاتجاه حيث انه لم يكن من الساعين إلى الأجور مقابل الخدمات ،حيث انه اهتم بالعلم والتعليم بل بلغ اهتمامه درجة يعتقد أن التعليم الصحيح هو السبيل إلى التقرب من الله ومن ثم إلى سعادة الدنيا والآخرة وإن كان للعلم هذه المنزلة فقد استشهد الغزالي بكلام الله عز وجل وبالأنبياء والمرسلين عليهم صلوات الله وغيرهم من ذوي الرأي السديد للتدليل على رفعة التعليم وإخلاص المعلمين في إعمالهم.
وهدف التعليم والتهذيب عند الغزالي الوصول إلى الكمال الإنساني الذي غايته التقرب من الله ومن ثم إلى سعادة الدنيا والآخرة ويبلغ الإنسان كماله باكتسابه الفضيلة عن طريق العلم وهذه الفضيلة تسعده في دنياه وتقربه من الله الذي يسعده في أخرته على إن الغزالي ذكر في أكثر من مناسبة على أن العلم يطلب لذاته فهو فضيلة في ذاته على الإطلاق أي يطلب المتعلم العلم لما في العلم من قيمة ومن متعة ومن لذة يستشعر بها طالب العلم .








سعد مرسي احمد ، تطور الفكر التربوي ، عالم الكتاب ، القاهرة ، ط11 دون سنة نشر ، ص306/307

v أهداف التربية ونظرية التعلم عند الغزالي :

بين كل ما سبق وعلى أساس الفلسفة التصوفية ،التي قدمناها عن الغزالي وركزنا فيها ، على الطبيعة الإنسانية ،للفرد المسلم نستطيع من خلال هذا أن نبرز أهداف التربية عند الغزالي .

· أهداف التربية عند الغزالي:
تهدف التربية عند الغزالي إلى تكوين المؤمن الفاضل ، الذي يستطيع ان يتغلب على بدنه ومعوقاته وبالتالي يستطيع أن يصل إلى سيطرة الروح ، على البدن ، سيطرة تؤدي إلى معرفة ، هذا العالم والى الوصول على أساس هذه المعرفة ، بحثا عن الحقيقة إلى جوهر عالم الأمر والملكوت .

وهنا يرى الغزالي أن الإنسان يولد محايد ، من الناحية الأخلاقية وعلى مدى سيطرة الروح والجسد ، يتجه الإنسان إلى القرب من الله ، أو البعد عنه ، فالقلب الإنساني كما يقول الغزالي” بأصل الفطرة،صالح لقبول أثار الملك ولقبول أثار الشيطان صلاحا متساويا” ذالك لان الإنسان يتعرض لتأثير الملائكة ، كما يتعرض لتأثير الشيطان والمهم بالنسبة للإنسان ،أن يميز بين ما يلهمه إلى عمل الخير وبين ما يدفعه إلى عمل الشر والعلم والتعليم هما اللذان يؤديان إلى تحقيق قدرة الإنسان على هذا التمييز .













-محمد لبيب النجيحي في الفكر التربوي ، دار النهضة العربية ، ط2 ، 1981 ، ص56

· نظرية التعلم :

يقول الغزالي في الرسالة اللدنية << إن بعض الناس يحصلون العلوم بالتعلم وبعضهم بالتفكير ...>> .
فتحصيل العلم بالتعلم يحدث إذا أغلبت القوة البدنية على النفس وفي هذه الحالة يحتاج المتعلم إلى فترة زمنية طويلة والى زيادة في التعلم والى تحمل المشقة والتعب

أما تحصيل العلم عن طريق التفكير فيحدث إذا غلب نور العقل ،على أوصاف الحس وهنا يستغني المتعلم بقليل من التفكر عن كثرة التعلم وهذا النوع من التعلم هو النوع الإنساني على أن هناك نوعا آخر أعلى وأسمى هو التعلم الرباني ويحدث هذا إذا ما استطاعت النفس أن تزيل عنها دنس الطبيعة وتنفصل عن شهوات الدنيا .

















ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد لبيب النجيحي، نفس المرجع ، ص57
v المنهج والتوجيه التربوي عند الغزالي :

يعتقد الغزالي أن التعليم صناعة من اشرف الصناعات ، مستشهدا في ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم << إنما بعثت معلما >>
ويرى أن الإنسان، اشرف مخلوق على الأرض وان اشرف ما في الإنسان قلبه وحيث أن المعلم مشتغل بتطهير القلب وتقريبه إلى الله فهي صناعة من اشرف الصناعات.
وفي ذالك يقول: << اشرف موجود على الأرض جنس الإنس واشرف جزء من جواهر الإنسان قلبه والمعلم مشتغل بتكميله وتجليله وتطهيره وسياقه إلى القرب من الله عز وجل >> .
فيتعلم العلم من جهة عبادة الله تعالى ومن وجهة خلافة الله تعالى ومن خلافة الله فان الله قد فتح على قلب العالم العلم الذي هو اخص صفاته ،فهو كالخازن لأنفس خزائنه .
· المنهج التربوي عند الغزالي :
قسم الغزالي العلوم إلى ثلاث، مجموعات
1/ علوم مذموم قليلها وكثيرها: وهذه العلوم لا يرجى منها نفع في الدنيا والآخرة كعلوم السحر والتنجيم وكشف الطوالع وهذه العلوم تؤدي الإضرار بدارسيها والمصدقين لها وقد يتشككون في الله بل قد يستخدمها دارسوها في الشر .
2/ علوم محمود قليلها وكثبرها : مثل العلوم الدينية والعبادات وهذه تؤدي إلى تطهير النفس والسمو بها عن الرذائل والشرور وتقرب الإنسان من ربه

3/ علوم يحمد منها قدر معين: يذم التعمق فيها وهي التي تسبب في إرباك الناس وتشككهم وتؤدي إلى الإلحاد كالفلسفة.








احمد الفنيش، مرجع سابق ، ص 295
v تقسيم العلوم عند الغزالي :

يقسم الغزالي العلوم من حيث أهميتها إلى قسمين.
· العلوم المفروضة( فروض عين ): التي يجب على كل مسلم معرفتها مثل علوم الدين،على رأسها دراسة كتاب الله عز وجل
· العلوم المفروضة(فروضكفاية): أي العلوم التي لا يستغنى عنها في تسيير أمور الدنيا، مثل علوم الحساب والطب وبعض الصناعات كالفلاحة والحياكة.

وقد أفاض الغزالي في الجزء الأول من كتابه ( إحياء علوم الدين ) بتقسيماته المتعددة ،للعلوم المختلفة ، فتكلم عن العلوم الشرعية والعلوم المحمودة كما قسم الفلسفـة إلى خمسة فروع وهي الرياضيات،العلوم المنطقية،الإلهيات،الطبيعيات،والسياسات،الخلقيات .
هذا وقد قوم الغزالي العلوم وفق معايير واضحة يمكن بيانها كالأتي:
1/ مدى منفعة العلوم للإنسان،في حياته الدينية ،وفي دنيا الآخرة،من حيث تطهير نفسه وتجميل خلقه وتقريبه من الله تعالى وإعداده لدنيا الخلود مثل القرآن الكريم والدين .
2/ مدى منفعتها للإنسان من حيث ضرورياتها وخدمتها لعلوم الدين
3/ مدى منفعتها للإنسان في حياته الدنيا ،مثل علم الطب والحساب والصناعات المختلفة .
4/ مدى منفعتها من حيث ثقافته واستمتاعه بالعلم وتدخلها في حياته الاجتماعية مثل الشعر،السياسة،التاريخ،الأخلاق.










سعد مرسي، مرجع سابق، ص307/308
v الاتجاهات الدينية والواقعية في منهج الغزالي

تتضح في منهج الغزالي نزعتان:
1/.النزعة الدينية الصوفية التي تجعله يضع علوم الدين فوق كل اعتبار ويراها أداة لتطهير النفس وتنقيتها من صدا الدنيويات وهو بذلك يؤكد الاهتمام بالتربية الدينية.
2/.النزعة الواقعية التي تتضح في كتاباته بالرغم من تصوفه وزهده وبين أهمية العلوم بالنسبة للإنسان سواء في الدنيا أو الآخرة.¹

v المنهج الذي اقترحه الغزالي لحسب أهمية العلوم:

أولا: مجموعة القران الكريم وعلوم الدين كالفقه والسنة والتفسير.
ثانيا: مجموعة اللغة والنحو ومخارج الحروف والألفاظ وهي علوم تخدم علوم الدين.

ثالثا: فروض الكفاية وهي علوم الطب والحساب والصناعات المختلفة بما فيها السياسة.

رابعا: العلوم الثقافية كالشعر والتاريخ وبعض فروع الفلسفة وقد رتب الغزالي هذه العلوم بحسب أهميتها ونلاحظ اهتمامه بالعلوم الدينية والخلقية كما اهتم بالعلوم الضرورية لحياة المجتمع كما أكد النواحي الثقافية.²










1.فؤاد بيسوني المتولي.مرجع سابق ص79
2.سعد مرسي احمد.مرجع سابق ص308
v معاملة الصبيان عند الغزالي:
وفي معاملة الصبيان نجد الغزالي يتحدث عن رياض الصبيان ويقول :
«اعلم أن الطريقة في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها والصبي أمانة عند والديه وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة، خالية من كل نقص وصورة وهو قابل لكل نقص ومائل إلى كل مايمال به إليه، فإن عود على الخير وعلمه ، نشأ عليه وسعد في دنياه وآخرته وشاركه في ثوابه أبواه وكل معلم له ومؤدب وإن عود على الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك وكان الوزر في رقبة القيم عليه.¹»
v تربية الولد عند الغزالي:

1/.أن يشغل وقت الفراغ حتى يبعد الصبي عن العبث والمجون وخير طرائق شغل هذه الأوقات تعويد الولد القراءة خاصة قراءة القران وأحاديث الأنبياء وحكايات الأبرار.
2/.يتهذب الصبي عن طريق تعليمه الدين وقيامه بالعبادات اللازمة وتخويفه من السرقة وأكل مال الحرام و الكذب و الخيانة والفحش.
3/.وينصح الغزالي بمراعاة التوسط والاعتدال في تهذيب أخلاق الصبية وينصح بإبعاد الصبي عن قرناء السوء وعدم تعويده على التراخي والكسل والتساهل في التعامل معه ويصر على أبعاده عن التدليل والتنقم.
4/.يهتم الغزالي بموضوع اللعب بالنسبة للصغار فهو وسيلة يعبرون بها عن فطرتهم وينصح بأن يلعب الصبي لعبة جميلة بعد انصرافه من الكتاب ولا يرى الغزالي أن اللعب مجرد نشاط تلقائي يقوم به الصغار فحسب ولكن له ثلاث وظائف أساسية فاللعب يساعد على ترويض جسم الصغير وتنمية عضلاته وتقويتها ، كما انه يساعد على إدخال السرور في قلوب الصغار وثالثا فهو مريح للصبية من تعب الدروس في الكتاب.
5/.ينصح الغزالي بعدم التمادي في عقاب الصبي وبالإقلال من التأنيب والشهر بمساوئ الصغار²





1.جمال معتوق ،صفحات مشرقة من الفكر التربوي عند المسلمين، 2004، الجزائر،.ص86
2.سعد مرسي احمد.مرجع سابق.ص179
6/.ينبغي أن يؤذن للصبي بعد الانصراف من الكتاب أو يلعب لعبا جميلا يستريح إليه من تعب الكتاب بحيث لا يتعب من اللعب فان منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالعلم يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش.

7/.طالب الغزالي بتهذيب الفطرة وتعديل الغرائز (فكذلك الغضب والشهوة لو أردنا قمعهما أو قهرهما بالكلية حتى لا يبقى لهما اثر لم نقدر عليه أصلا، ولو أردنا سلاستهما وقودهما بالرياضة والمجاهدة قدرنا عليه).

8/.رأى بضرورة مراعاة مابين الصبية من فروق وأشار إلى انه لا يؤخذ العلامات جميعا بطريق واحد ولا يعاملون المعاملة نفسها بل يجب أن يختلف علاجهم باختلاف أمزجتهم وطبائعهم وأعمارهم وبيئاتهم يقول:«كما الطبيب لو عالج جميع المرضى بعلاج واحد لقتل أكثرهم كذلك المربي لو أشار على المريدين بنمط واحد من الرياضة أهلكهم وأمات قلوبهم وإنما ينبغي أن ينظر في مرض المريد وفي حاله وسنه ومزاجه وما تحتمله نفس من الرياضة ويبني على ذلك رياضته»
v نصائح الغزالي في تربية الطفل تتعلق بخصائص نموه ونشأته:

1.إلا يستعمل في حضانته وإرضاعه إلا امرأة صالحة ومتدينة.

2.أن يحبب إليه من الثياب البيض غير الملوث

3.أن يمنع من النوم نهارا فانه يورث الكسل.

4.أن يعلم الولد أدب الأكل







احمد الفنيش .مرجع سابق.ص197
v آداب المعلم والمتعلم:

يرى الغزالي أن العمل في التعليم هو أعظم من هذا وذاك وذلك نظر للمسؤولية التي تترتب على المعلم ولذا يضع المعلم آدابا وشروطا متلائمة مع تلك المسؤولية،كما بين لنا أن طالب العلم ليس هو ذلك الطفل الذي لا يعي ولا يدرك ومن هنا ستجد أن آداب المتعلم ووظائفه كما يراها الغزالي، تتناسب مع هذه النضرة للطالب وللمتعلم أيضا الذي يفترض فيه العمل والنضر في آن واحد .

· آداب المعلم وشروطه :

§ الشفقة على المتعلمين .
§ أن يكون تعليمهم بدون مقابل .
§ أن لايدخر في نصح المتعلم شيئا .
§ زجر المتعلم عن سوء الخلق بطريقة التعريض بما أمكن
§ أن لا يفرض على الطالب اتجاه المعلم وميله .
§ أن يتعامل مع المتعلم على قدر فهمه .
§ التعامل مع المتعلم بجلاء ووضوح .
§ أن يكون المعلم عاملا بعلمه .

والمعلم عند الغزالي أيضا هو المخول بإزالته للأخلاق السيئة واستبدالها بأخلاق حميدة ليضع المتعلم على طريق الخلاص المؤدية إلى الله سبحانه .

· آداب المتعلم وشروطه:

§ تقديم طهارة النفس على رذائل الخلاق ومذموم الصفات .
§ التقليل ما أمكن من الاشتغال بالدنيا .
§ ألا يتكبر على العلم ولايتأمر على المعلم.




عبد الأمير شمس الدين ، مرجع سابق ، ص44/52


§ على المبتدأ ألا يخوض أو يصغي إلى اختلاف الناس .
§ ألا يدع طالب العلم فنا من العلوم المحمودة ولا نوعا من أنواعها إلا وينظر فيه .
§ ألا يخوض في فن دفعة واحدة ويراعي الترتيب ويبدأ بالأهم .
§ ألا يخوض في فن حتى يستوفي الفن الذي قبله .
§ أن يعرف السبب الذي به يدرك اشرف العلوم.
§ أن يكون قصد المتعلم في الحال تحليه باطنه وتجميله بالفضيلة .
§ أن يعلم بنسبة العلوم إلى المقصد .
























عبد الأمير شمس الدين ، مرجع سابق ،ص 46/48

v آداب العالم :
· بعض الآداب عند الغزالي :

إن أكمل الأخلاق وأعلاها وأحسن الأفعال وأبهاها والأدب في الدين وما يقتدي به المؤمن من فعل رب العالمين وأخلاق الأنبياء والمرسلين وقد أدبنا الله تعالى في القرآن بما أرانا فيه ،البيان وأدبنا بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الشريفة بما اوجب علينا فله المنة وكذلك الصحابة عليهم رضوان الله وذالك جليل خطره نذكر بعضه لئلا يطول شرحه فيعسر فهمه .

· آداب العالم والمتعلم مع العالم ومعلم الصبيان :

§ آداب العالم : لزوم العلم والعمل بالعلم ودوام الوقار ومنع التكبر وترك الدعوة إليه والرفق بالمتعلم وتأنيبالمتعجرف وإصلاح المسألة للبليد وترك الأنفة لقول لأدري وتكون همته عن السؤال خلاصة من السائل والإخلاص السائل وترك التكلف واستماع للحجة والقبول لهاأن كانت من الخصم .

§ آداب المتعلم مع العالم: بدأ بالسلام ويقبل بين يديه بالكلام ويقوم له إذا قام ولا يقول له ،قال فلان خلاف ماقلت ولا يسأل جليسه في مجلسه ولا يبتسم عند مخاطبته ولا يشير عليه بخلاف رأيه ولا يأخذ بثوبه إذا قام ولايستفهمه عن مسالة في طريقه حتى يبلغ إلى منزله ولا يكثر عليه عند ملله .

§ آداب معلم الصبيان: يبدأ بصلاح نفسه فان أعينهم إليه ناضرة وآذانهم إليه مصغية فما استحسنه فهو عندهم حسن وما ستقبحه فهو عندهم قبيح ويلزم الصمت في جلسته ويكون معظم تأديبه بالرهبة.







عبد الأمير شمس الدين، نفس المرجع ، ص232
ولا يكثر الضرب والتعذيب ولا يحادثهم فيجرؤ عليه ولا يدعهم يتحدثون فينبسطون بين يديه ولا يمازح بين أيديهم أحدا ويتنزه عما يعطونه ويتورع عما بين يديه ،يطرحونه ويعلمهم الطهارة والصلاة ويعرفهم بما يلحقهم من نجاسة .

§ آداب النوم والتهجدوالخلاءوالحمام والوضوء:

- آداب النوم: يتطهر قبل النوم وينام على يمينه ويذكر الله عز وجل حتى يأخذ النوم ويدعوا إذا استيقظ ويحمد الله تعالى.

- آداب التهجد: تقليل الغذاء ونقصان الماء وإصلاح النهار باجتناب الغيبة والكذب واللغو وترك النظر في المحرمات والقيام من النوم بفزع وخوف وإسباغ الوضوء والنظر في ملكوت السموات والدعاء والحضور في الصلاة لفهم التلاوة .

- آداب الخلاء: التسمية ثم الاستعاذة قبل الدخول وكشف الثوب برفق بعد قربه من الأرض ومسح اليد بالتراب بعد الاستنجاء مع الغسل والاستتار قبل الخروج والحمد والشكر بعد الخروج .

- آداب الحمام: ستر العورة وغض البصر عن العورات وطلب الخلوة وترك التكلم وقلة التلفت ومنع السلام وقلة الجلوس وغسل الجنابة من قبل الدخول وغسل القدمين إذا خرج الماء البارد يذهب الصداع.

- آداب الوضوء: السواك ودوام الذكر مع الغسل واستشعار الهيبة ممن يقصد التوبة ومما كان والسكون بعد الطهارة حتى يدخل في الصلاة أو الطهارة واخذ الشارب ونتف الإبط وحلق العانة وتقليم الأظافر والاختتان وغسل البراجم ونظافة الثوب والبدن .







عبد الأمير شمس الدين ، نفس المرجع ، ص233/236
§ آداب الأكل والشرب والجلوس على الطريق :

- آداب الأكل : غسل اليدين قبل الطعام وبعده والتسمية والأكل باليمين ومما يليه ويصغر اللقمة وإجادة المضغ وقلة النظر إلى وجوه الحاضرين ولا يأكل متكأولا يأكل فوق الشبعوفوق الجوع ويعتذر إذا شبع حتى لايخجل الضيف أو من به حاجة ويأكل من جوانب القصعة ولا يأكل من ذروتها ويعلق الأصابع بعد الإفراغ ويحمد الله وألا يذكر الموت عند الأكل لئن ينغص على الحاضرين.

- آداب الشرب: ينظر في إنائه قبل شربه ويسمي باسم الله تعالى ويحمده بعده ويمصه مصا ولا يعبه عبا ويتنفس في شربه ثلاثا يتبعه بالتحميد و يرد بالتسمية ولا يشرب قائما ويتناول عن يمينه إن كان مع غيره.

- آداب الجلوس على الطريق:
غصن البصر ونصر المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف وإرشاد الضال ورد السلام وإعطاء المسائل وترك التلفت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبالرفق واللطف فان أصر فبالرهبة والعنف ولا يصغي إلى الساعي الآبين ولا يتجسس ولا يظن بالناس إلا خيرًا.
















عبد الأمير شمس الدين مرجع سابق، ص244/247

سعودي17
2009-06-16, 09:10
هاهي كمت طلبتموها

سعودي17
2012-04-25, 20:52
هل من مشارك