مشاهدة النسخة كاملة : مجالات الفلسفة
papamama
2013-11-08, 13:13
ماهي مجالات الفلسفة
وما علاقتها بعلم النفس وعلم الإجتماع وبالإقتصاد
آمِيْرَتُه
2013-11-12, 22:09
مجالات الفلسفة :
1- علم المعرفة : وهو العلم الذي يناقش طبيعة المعلومات داخل عقل الإنسان .
وكان أول من تكلم عن هذا العلم هو أفلاطون وقد انقسم العلماء في رؤيتهم للمعرفة إلى طوائف وهي كتالي :
الشكيون : ويقولون لا توجد معرفة ومنهم " بيرون " إمام الشكاكين الذي يقول لا ادري ولا ادري إنني ادري ،"وبروتا جوراس " الذي يقول الإنسان يسار كل شي وان الشك نسبي يختلف من شخص لأخر ، و"جورجياس " الذي يقول لا يوجد شي وان وجد لاستطيع إثباته وان أثبته فلا استطيع إيصاله للآخر ، ومنهم " سقراط " (الفسطائيون) الذي يقول لا ادري نصف العلم .
ب-العقليون : ويقولون مصدر المعرفة هي العقل وهم بذلك متأثرين بأفلاطون فهو يقول العلم تذكر ، وان عملية الحس استثارة ، وأدلتهم على هذا وهي المبادئ العقلية كتالي :
1) عدم تعارض الشي فإما أن يكون موجود أو غير موجود
2) الغائية : بمعنى أن لكل شئ غاية موجودة .
3) الثالث المرفوع إما موجود أو غير موجود ولا ثالث بينهما .
4) مبدأ السببية : لا يوجد شئ إلا بسبب .
5) الذاتية : أن الشئ هو ذاته وماهيته .
ج- الحسيون : وهم يرون أن المعرفة تأتي عن طريق الحواس ، وصاحبها هو "أرسطو " في العصر القديم ، ويقول لاشى في العقل قبل انه يكون في الحس ويقول الحقيقة هي الحس ، ولا يؤمنون إلا بالأشياء الحسية .
د- التوفيقيون : وقد حاول التوفيقيون ان يوفقوا بين العقلييون والحسيون ، ويقولون أن الأشياء حسية وندركها عن طريق العقل .
هـ - الروحيون : ويرون أن المعرفة روحية صادرة من الله ، بمعنى المغالاة في العبادة مثل الصوفية ويرون المعرفة كلها عبادة ولا يوجد معرفة دنيوية .
و- الإسلاميون : ويرون أن الإسلام دين وسط بين الروحية والمادية ، والوسطية هي إتباع ما أمر الله به ورسوله من غير من غير مغالاة ولا إهمال ، والمسلمون لا يحتكرون العلم على الكتاب والسنة بل الحكمة ضالة المسلم ، ولكن نعرضها على الكتاب والسنة فان وافقت أخذناها وان عارضت رفضناها .
علاقة الفلسفة بعلم النّفس
توجد بين علم النّفس و الفلسفة صلة خاصّة لأنّ كلاّ منهما يبحث في الانسان محاولا الكشف عن أسراره. و إذا اختصرنا القول في عمل الفيلسوف أمكن حصره بصفة مجملة في : النّظر في ذاته و حول ذاته. لذا نراه على مرّ العصور يطرح تساؤلا مستمرّا : " من أنا؟ " – " كيف أستطيع أن أميّز ذاتي عمّا يحيط بي؟ " – " ماذا أعرف؟ " – " ما هيّ علاقتي بمجموع الأشياء، و ما هي علاقة الأشياء ببعضها البعص؟ " ... و ليست السّيكولوجيا بعيدة عن هذا المدار. يدرس علم النّفس – بالنّسبة للإنسان – السّلوك و الحالات النّفسيّة الواعية و غير الواعيّة محاولا وضع قوانين هذه الظّواهر مع شرح نشأتها. و مهما كان اختلاف وجهة النّظر بين هذين الميدانين نرى أنّ نقطة الالتقاء بينهما ثابتة: محاولة الكشف عن أسرار الإنسان. أمّا المظهر الثّاني من مظاهر الصّلة بين السيكولوجيا و الفلسفة فهو ما يثبته التّطوّر التّاريخي: علم النّفس – باعتباره علما مستقلا بذاته – تمّت نشأته انطلاقا من الفلسفة. يقول الدّكتور سارجنت ( في كتاب علم النّفس الحديث ) " إنّ الجمهرة العظمى من الاجتهادات السّيكولوجيّة نبعت من عقول الفلاسفة. و قد عرّف عمل هؤلاء الفلاسفة بـ " علم النّفس النّظامي " تمييزا له عن كلّ من علم النّفس الفيزيولوجي و علم النّفس التّجريبي. و في استطاعتنا اعتبار أرسطو و أفلاطون و لوك و هيربارت من هذه المدرسة. أضف إلى ذلك أنّ الّذين نادوا بضرورة اعتبار السيكولوجيا علما مستقلا قائما بنفسه كانوا أساسا من فلاسفة التّفكير أمثال: ألكسندر بين Alexander Bain و وليم جيمس William Jams . و النّاظر في تطوّر علم النّفس يرى أنّ بداية استقلاله اتّسمت بدراسة مواضيع موروثة عن مشاغل فلسفيّة: فمذهب النّشوء و الارتقاء الذي يمثّله دارون و الّذي يقول بأنّ جميع أشكال الحياة تطوّرت من أشكال دنيا، أوجب على الدّارسين ملاحظة وجوه الشّبـه بيــن سلوك النّاس و سلوك الحيوانــات. و من ابرز مآثر الفيلسوف هربرت سبنسر Herbert Spencer في نطاق علم النذفس ما يتعلّق بنظريّة انتقال الخصائص من الآباء إلى الأبناء عن طريق الوراثة. و إذا أخذنا بعين الاعتبار طريقـة البحــث و الاستجلاء عنـد الفلاسفــة و السّيكولوجيين نلاحظ انّ ما يثعرف بالاستنباط مسلك مشترك بين الصّنفين: " فالتّعمّق فـي طلــب الأسرار صفــة مشتركة بيــن الصّوفيّــة و فلاسفة التّفكير الذين يغوصون على الحقائق البعيدة و علماء النّفس الذين ينقبون عن ودائع الوعي الباطن و غرائب السّريرة الإنسانيّة " ( عباس محمود العقاد – التفكير فريضة إسلامية ). و قد ينصهر الاستنباط مع الحدس ليصبحا شيئا واحدا – " و قد كان برجسون Bergson هو الفيلسوف الذي أكّد شأن الحدس و رفع مكانته و قد أكّد قوّة الحدس معارضا باه الاسراف في لإعلاء شأن المعرفة العلمية التّجريبية... و عند برجسون أنّ الحقيقة في مجموعها شيء حيّ، و الحياة هي الحقيقة الماثلة خلف المادّة، و من ثمّ لا يمكن أن نفهم شيئا فهما كاملا إلا أن طريق الحدس. و الحدس هو الوسيلة لفهم ما نحتاج معرفته إلى نوع من التّعاطف و الاندماج الدّاخلي"، ( مجلّة العربي – علي أدهم ). و يشترك مع برجسون Bergsonفي موقفه من الحدس عدّ مفكّرين منهم وليم جيمس William James وهو من أكبر ممثّلي علم النّفس الاستبطاني. لا شكّ أنّ المذاهب السيكولوجيّة أو الانحياز إلى طريقة معيّنة كالاستنباط مثلا مردّه في أغلب الأحيان إلى رؤية فلسفيّة. فما يُعرف مثلا بـ" الظّواهريّة" أو الفينومينوجيا La phénoménologie التي أسّسها هويسارل Husserl ، و ناصرها عدّة وجوديين أمثال سارتر Sartre دليل واضح على هذه العلاقة. و الرّكيزة الأولى التي يبني عليها هوسارل Husserl فلسفته هي القصديّة l’intentionalité و يعني بها " أنّ كلّ وعي هو وعي بشيء و كلّ فكرة هي فكرة عن شيء ". و ملخّص هذه الفلسفة أنّها تثور على القديم الذي كان يقتضي الفصل بين ذات الانسان العارفة و الأشياء التي يعرفها. و تبعا لهذه الرّؤية الفلسفية أسّس أتباع هوسارل سيكولوجيا تبني مسالكها انطلاقا من الفرد الواعي. كلّ هذا يجعلنا نفهم بوضوح انقسام علم النّفس إلى اتّجاهين متقابلين: اتّجاه السيكولوجيا العلميّة التي تقوم على الملاحظة و التّجربة و اتّجاه السيكولوجيا الفلسفيّة المبنيّة على الوعي و التّفكير. و مظهر آخر من مظاهر العلاقة التي نبينها بين الفلسفة و علم النفس يتمثّل في شمول الفلسفة أي تغطيتها لكافّة ميادين المعرفة: إنّها تعزّز كلّ علم مخصوص و تتجاوزه. كيف ذلك؟ تحتضن الفلسفة كلّ مكوّنات الطّبيعة لكنّها تصوغها بشكل خاص و تنظر إليها نظرة شاملة لا مجال للتّجزئة فيها و تفسّرها بلغة خاصّة: " إنّ أعمال الطّبيعة و أعاجيبها و نظامها و دقّتها فوق أفهامنا، و فوق منطقنا و تفكيرنا و تعليلنا. كلّ صغير ممّا لا يُرى إلا بالمكروسكوب، أو كبير بالتلسكوب، يحمل حياة عجيبة يدق سرها عن الفهم، و يقصر عن إدراكها العقل، الحبّة في الأرض، و الذّرّة في الهواء، و السّمكة في الماء، و النّجم في السّماء. " نقرأ الصّفحات الأولى من الطّبيعة فنرى الجمال و الجلال و الحُسن و الانسجام و العظمة و دقّة الصّنع، و عجائب الغريزة، و نقرأ الصّفحات الثّانية فنرى القسوة و الفظاعة و التّعذيب و الإيلام. " من القديم حار العقل في تفسير هذه الظّواهر المتناقضة. كيف يكون من الطّبيعة بجانب هذه الحكمة هذا السّفه؟ و كيف يكون بجوار هذه الرّحمة هذه القسوة؟ و كيف يكون مصدر هذا التّلذّذ مصدر هذه الآلام؟ " ( فيض الخاطر – أحمد أمين ). هذه هي لغة الفلسفة في نظرة من نظراتها الشّاملة إلى الطّبيعة وهي نظرة تتجاوز باه العلوم و لا تناقضها – و الإنسان – باعتباره محور الطّبيعة – يحضى من قبل الفلسفة بالمرتبة الأولى في الغاية. فمنه يكون منطقها و به يكون غذاؤها و إليه يكون مآلها.
علاقة علم الاجتماع با الفلسفة :
طلب مني بعض طلابي عن طريق البريد الالكتروني الإجابة عن تساؤل أثير في هذا المنتدى حول العلاقة بين علم الاجتماع والفلسفة. واستجابة لطلباتهم كتبت هذا المقال الذي أرجو إن يجيب علي بعض التساؤلات المثارة هنا .
وفي البداية نقول إن جميع العلوم الإنسانية خرجت من عباءة الفلسفة حيث إن الفلسفة هي أم العلوم . ولاشك إن طالب علم الاجتماع لايمكن إن يفهم التنظير السيسيولوجي بابعادة الأكاديمية دون فهم محاورة الفلسفة والمنطق الأساسية من خلال الكليات والجزئيات وسوف اكتب مقالات فلسفية متعمقة بعد الانتهاء من كتابة المقالات السيسيولوجية إن شاء الله .
إما عن علاقة علم الاجتماع بالفسفة فتتمحور في النقاط التالية التي تمثل عناصر الالتقاء والافتراق بين علم الاجتماع والفلسفة علي النحو التالي :
الفلسفة تسعي إلي الوصول إلي ما تتصوره حقائق نهائية أو مطلقة ومن ثم فهي تبحث في العلل النهائية للأشياء أو الظواهر للكون المختلفة التي تشمل أيضا الإنسان والمجتمع والحضارة إما علم الاجتماع فهولا يؤمن بحقائق مطلقة ونهائية ولكنة يدرس جزئية بسيطة ثم يحاول إن يعمم عليها من خلال هذه الدراسة والفرق الجوهري بين الفلسفة وعلم الاجتماع يتمثل في جانبين مهمين هما :
1 ) الفرق في الهدف .
2 ) الفرق في الطريقة للوصول إلي الهدف .
ولشرح الفروق السابقة نقول علي سبيل المثال إن الفلسفة تهدف إلي دراسة مجريات الكون ككل وسبب نشؤة وعوامل قيامة 000000 الخ ومن الجانب الاخري نجد إن علم الاجتماع يهتم بدراسة جزء صغير أو ظاهرة معينة من الظواهر الاجتماعية مثل الزواج والطلاق .إما بالنسبة للطريقة للوصول إلي الهدف وتساؤل الدراسة فنجد إن علم الاجتماع يتبع الطريقة العلمية للوصول إلي نتائج الدراسة من خلال استخدام أدوات البحث العلمي والتحليل الإحصائي 00000 الخ وفي الجانب الاخري نجد إن الفلسفة لاتستخدم هذه الأدوات .
إما عن اوجة التشابه بين الفلسفة وعلم الاجتماع فتتمثل في مايلي :
1 ) هناك فلسفة لعلم الاجتماع تأ خذ معني فلسفة العلم أي الدراسة العلمية للمناهج
والمفاهيم المستخدمة في علم الاجتماع .
2 )هناك علاقة وثيقة بين علم الاجتماع والفلسفة الاجتماعية والأخلاقية
3 ) علم الاجتماع يؤدي مباشرة إلي ظهور الفكر الفلسفي وكانت هذةهي وجهة نظر
دوركايم حينما كتب في مقال له عن علم الاجتماع الديني ونظرية المعرفة يقول ( إنني اعتقد إن علم الاجتماع أكثر من أي علم أخري فد أسهم في تجديد التساؤلات الفلسفية ، إن الفكر السوسيولوجي يتجه نحو الامتداد عن طريق التقدم الطبيعي لكي يصبح فكرا فلسفيا )
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir