roufaida19
2013-11-07, 21:23
فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
ص -417- باب: " ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله"
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم. من حُلف له بالله فليُصَدِّق. ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله "1. رواه ابن ماجه بسند حسن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
قوله: "باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله"
"عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم من حُلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله ". رواه ابن ماجه بسند حسن".
قوله: "لا تحلفوا بآبائكم" تقدم النهي عن الحلف بغير الله عموما.
قوله: "من حلف بالله فليصدق" هذا مما أوجبه الله على عباده وحضّهم عليه في كتابه. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}2. وقال: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}3 وقال: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ}4. وهو حال أهل البر، كما قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} - إلى قوله-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}5 .
وقوله: " من حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله ". أما إذا لم يكن له بحكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صحيح. ابن ماجة: كتاب الكفارات (2101): باب من حلف له بالله فليرض. وصححه الألباني في الإرواء (2765) وصحيح الجامع (7124).
2 سورة التوبة آية : 119.
3 سورة الأحزاب آية : 35.
4 سورة محمد آية : 21.
5 سورة البقرة آية : 177.
ص -418- فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الحلف بالآباء .
الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى .
الثالثة: وعيد من لم يرض .
بحكم الشريعة على خصمه إلا اليمين فأحلفه، فلا ريب أنه يجب عليه الرضا. وأما إذا كان فيما يجري بين الناس مما قد يقع في الاعتذارات من بعضهم لبعض ونحو ذلك، فهذا من حق المسلم على المسلم أن يقبل منه إذا حلف له معتذرا أو متبرئا من تهمة، ومن حقه عليه أن يحسن به الظن إذا لم يتبين خلافه، كما في الأثر عن عمر رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا ".
وفيه: من التواضع والألفة والمحبة وغير ذلك من المصالح التي يحبها الله ما لا يخفى على من له فهم. وذلك من أسباب اجتماع القلوب على طاعة الله، ثم إنه يدخل في حسن الخلق الذي هو أثقل ما يوضع في ميزان العبد، كما في الحديث1، وهو من مكارم الأخلاق.
فتأمل أيها الناصح لنفسه ما يصلحك مع الله تعالى: من القيام بحقوقه وحقوق عباده، وإدخال السرور على المسلمين، وترك الانقباض عنهم والترفع عليهم؛ فإن فيه من الضرر ما لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال.
وبسط هذه الأمور وذكر ما ورد فيها مذكور في كتب الأدب وغيرها، فمن رزق ذلك والعمل بما ينبغي العمل به منه وترك ما يجب تركه من ذلك، دل على وفور دينه، وكمال عقله. والله الموفق والمعين لعبده الضعيف المسكين. والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي- وقال: حسن صحيح-، وابن حبان عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, وإن الله ليبغض الفاحش البذيء ". ورواه أبو داود مختصرا.
ص -417- باب: " ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله"
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم. من حُلف له بالله فليُصَدِّق. ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله "1. رواه ابن ماجه بسند حسن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
قوله: "باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله"
"عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم من حُلف بالله فليصدق، ومن حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله ". رواه ابن ماجه بسند حسن".
قوله: "لا تحلفوا بآبائكم" تقدم النهي عن الحلف بغير الله عموما.
قوله: "من حلف بالله فليصدق" هذا مما أوجبه الله على عباده وحضّهم عليه في كتابه. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}2. وقال: {وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ}3 وقال: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ}4. وهو حال أهل البر، كما قال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} - إلى قوله-: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}5 .
وقوله: " من حُلف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله ". أما إذا لم يكن له بحكم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 صحيح. ابن ماجة: كتاب الكفارات (2101): باب من حلف له بالله فليرض. وصححه الألباني في الإرواء (2765) وصحيح الجامع (7124).
2 سورة التوبة آية : 119.
3 سورة الأحزاب آية : 35.
4 سورة محمد آية : 21.
5 سورة البقرة آية : 177.
ص -418- فيه مسائل:
الأولى: النهي عن الحلف بالآباء .
الثانية: الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى .
الثالثة: وعيد من لم يرض .
بحكم الشريعة على خصمه إلا اليمين فأحلفه، فلا ريب أنه يجب عليه الرضا. وأما إذا كان فيما يجري بين الناس مما قد يقع في الاعتذارات من بعضهم لبعض ونحو ذلك، فهذا من حق المسلم على المسلم أن يقبل منه إذا حلف له معتذرا أو متبرئا من تهمة، ومن حقه عليه أن يحسن به الظن إذا لم يتبين خلافه، كما في الأثر عن عمر رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير محملا ".
وفيه: من التواضع والألفة والمحبة وغير ذلك من المصالح التي يحبها الله ما لا يخفى على من له فهم. وذلك من أسباب اجتماع القلوب على طاعة الله، ثم إنه يدخل في حسن الخلق الذي هو أثقل ما يوضع في ميزان العبد، كما في الحديث1، وهو من مكارم الأخلاق.
فتأمل أيها الناصح لنفسه ما يصلحك مع الله تعالى: من القيام بحقوقه وحقوق عباده، وإدخال السرور على المسلمين، وترك الانقباض عنهم والترفع عليهم؛ فإن فيه من الضرر ما لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال.
وبسط هذه الأمور وذكر ما ورد فيها مذكور في كتب الأدب وغيرها، فمن رزق ذلك والعمل بما ينبغي العمل به منه وترك ما يجب تركه من ذلك، دل على وفور دينه، وكمال عقله. والله الموفق والمعين لعبده الضعيف المسكين. والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 رواه الترمذي- وقال: حسن صحيح-، وابن حبان عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن, وإن الله ليبغض الفاحش البذيء ". ورواه أبو داود مختصرا.