*المشتاقة للرحمن*
2009-06-13, 17:41
سيدنا عمر يجيب على السؤال قبل 14 قرنا من الزمان
مفهوم التطوير الإداري يعد اليوم من المفاهيم الشائعة التي يتحدث عنها علم الإدارة المعاصر، كما تتخذ منه العديد من المؤسسات شعاراً لتطوير الأداء والحصول على نوعية أفضل للعمل والإنتاج، وغدا هذا المفهوم محور تنافس بين المنظمات التي راحت تنهك نفسها في إقامة الدورات التدريبية لمختلف المستويات الإدارية، وجلب المستشارين المختصين والعمل على ابتعاث بعض موظفيها إلى الخارج لتطوير مؤهلاتهم العلمية؛ وخبراتهم العملية.0وإن كان كل ما تقوم به المؤسسات اليوم مما ذكرناه في سبيل تطوير مسار العملية الإدارية مطلوباً ومهماً في نفس الوقت، يبقى السؤال: هل استخدام هذه الوسائل هو نقطة البداية الصحيحة في عملية التطوير المطلوبة..؟.
قاعـدة ذهبيـة
الخليفة عمر بن الخطاب أجاب عن هذا السؤال قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وحدد لنا الخطوة الأولى في التطوير الإداري عندما قال:0
\" رحم الله من أهدى إلي عيوبي\"
لقد أرسى الفاروق بذلك قاعدة ذهبية حيث جعل من اعتراف المسؤول الأول بالخطأ وقبول التوجيه من الآخرين نقطة الانطلاق الأولى في التطوير الإداري، حيث أدرك أن انحراف المسؤول الأول عن الخطة المرسومة هو انحراف للمسيرة برمتها.0
بل لم يكتف الخليفة عمر بن الخطاب بطلب تقويم أخطائه رغم أنه المسؤول الأول في الدولة، لكنه أنزل تقديم الأخطاء والعيوب إليه منزلة الهدية، في إشارة واضحة جلية إلى علو الرغبة في هذا الأمر الذي يعد نقطة الانطلاق الصائبة لتطوير إداري ناجح ومتميز، فقبول المدير بتوجيه النقد البناء إليه من قبل موظفيه هو مرحلة مهمة في طريق التطوير الإداري المنشود، ولكن المرحلة الأهم والتي تدل على قوة شخصية المدير ورغبته الحقيقية في تطوير العمل والأداء تطويراً نوعياً هي حث الأفراد الذين يعمل معهم على ضرورة لفت نظره للأخطاء التي قد يقع فيها لإصلاحها، وتذكيره بعيوبه لعلاجها قبل فوات الأوان.
يُروى أن الفاروق عمر دعا الناس يوماً فصعد المنبر فقال: \"يا معشر المسلمين، ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا..؟ إني لأخاف أن أخطئ فلا يردني أحد منكم تعظيماً لي، إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني\". فقال رجل: \"والله يا أمير المؤمنين، لو رأيناك معوجاً لقومناك بسيوفنا\". عندها أجاب الخليفة والفرحة تغمر قلبه قائلاً: \"رحمكم الله، والحمد لله الذي جعل فيكم من يقوِّم عمر بسيفه\".
جوائز للتقويم
الخليفة عمر بن عبد العزيز استوعب القاعدة التي أصلها جده الخليفة عمر بن الخطاب، فقام بتطبيقها أولاً ثم عمل على تطويرها ثانياً عندما جعل من سياسته في التطوير الإداري الإعلان عن جوائز وهدايا مغرية من بيت المال لكل من يكشف عن خطأ أو يهدي إلى صواب.0
أي سبق قاده هؤلاء الرجال الذين صنعوا تاريخ الإدارة الإسلامية بمبادئ سامية تعلموها من القرآن والسنة النبوية المشرفة فألزموا بها أنفسهم وعلموها الناس؟ الجد ينزل تقديم الأخطاء والعيوب منزلة الهدية، والحفيد يقدم الهدية لكل من يكشف عن خطأ!!.0
فالحذر الحذر من اللجوء إلى الأعذار هروبا من الاعتراف بالخطأ، كن صريحاً وصادقاً واعلم أن اعترافك بأخطائك ليس فقط يمثل البداية الصحيحة في تطوير العمل بل يجرد أعداءك من أسلحتهم ويجعل منك صفحة بيضاء يصعب اتهامها والنيل منها، وتذكر قول الله سبحانه وتعالى : بل الإنسان على\" نفسه بصيرة ولو ألقى\" معاذيره.هذه هي الإشراقة الأولى في التطوير الإداري المنشود، أما من أخذته العزة بالإثم، فإنه لابد أن يعود يوماً ما إلى نقطة الصفر ليبدأ من جديد.
الاختصاصية الاجتماعية
مدرسة الفارابي -أبو ظبي
مفهوم التطوير الإداري يعد اليوم من المفاهيم الشائعة التي يتحدث عنها علم الإدارة المعاصر، كما تتخذ منه العديد من المؤسسات شعاراً لتطوير الأداء والحصول على نوعية أفضل للعمل والإنتاج، وغدا هذا المفهوم محور تنافس بين المنظمات التي راحت تنهك نفسها في إقامة الدورات التدريبية لمختلف المستويات الإدارية، وجلب المستشارين المختصين والعمل على ابتعاث بعض موظفيها إلى الخارج لتطوير مؤهلاتهم العلمية؛ وخبراتهم العملية.0وإن كان كل ما تقوم به المؤسسات اليوم مما ذكرناه في سبيل تطوير مسار العملية الإدارية مطلوباً ومهماً في نفس الوقت، يبقى السؤال: هل استخدام هذه الوسائل هو نقطة البداية الصحيحة في عملية التطوير المطلوبة..؟.
قاعـدة ذهبيـة
الخليفة عمر بن الخطاب أجاب عن هذا السؤال قبل أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان، وحدد لنا الخطوة الأولى في التطوير الإداري عندما قال:0
\" رحم الله من أهدى إلي عيوبي\"
لقد أرسى الفاروق بذلك قاعدة ذهبية حيث جعل من اعتراف المسؤول الأول بالخطأ وقبول التوجيه من الآخرين نقطة الانطلاق الأولى في التطوير الإداري، حيث أدرك أن انحراف المسؤول الأول عن الخطة المرسومة هو انحراف للمسيرة برمتها.0
بل لم يكتف الخليفة عمر بن الخطاب بطلب تقويم أخطائه رغم أنه المسؤول الأول في الدولة، لكنه أنزل تقديم الأخطاء والعيوب إليه منزلة الهدية، في إشارة واضحة جلية إلى علو الرغبة في هذا الأمر الذي يعد نقطة الانطلاق الصائبة لتطوير إداري ناجح ومتميز، فقبول المدير بتوجيه النقد البناء إليه من قبل موظفيه هو مرحلة مهمة في طريق التطوير الإداري المنشود، ولكن المرحلة الأهم والتي تدل على قوة شخصية المدير ورغبته الحقيقية في تطوير العمل والأداء تطويراً نوعياً هي حث الأفراد الذين يعمل معهم على ضرورة لفت نظره للأخطاء التي قد يقع فيها لإصلاحها، وتذكيره بعيوبه لعلاجها قبل فوات الأوان.
يُروى أن الفاروق عمر دعا الناس يوماً فصعد المنبر فقال: \"يا معشر المسلمين، ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا..؟ إني لأخاف أن أخطئ فلا يردني أحد منكم تعظيماً لي، إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني\". فقال رجل: \"والله يا أمير المؤمنين، لو رأيناك معوجاً لقومناك بسيوفنا\". عندها أجاب الخليفة والفرحة تغمر قلبه قائلاً: \"رحمكم الله، والحمد لله الذي جعل فيكم من يقوِّم عمر بسيفه\".
جوائز للتقويم
الخليفة عمر بن عبد العزيز استوعب القاعدة التي أصلها جده الخليفة عمر بن الخطاب، فقام بتطبيقها أولاً ثم عمل على تطويرها ثانياً عندما جعل من سياسته في التطوير الإداري الإعلان عن جوائز وهدايا مغرية من بيت المال لكل من يكشف عن خطأ أو يهدي إلى صواب.0
أي سبق قاده هؤلاء الرجال الذين صنعوا تاريخ الإدارة الإسلامية بمبادئ سامية تعلموها من القرآن والسنة النبوية المشرفة فألزموا بها أنفسهم وعلموها الناس؟ الجد ينزل تقديم الأخطاء والعيوب منزلة الهدية، والحفيد يقدم الهدية لكل من يكشف عن خطأ!!.0
فالحذر الحذر من اللجوء إلى الأعذار هروبا من الاعتراف بالخطأ، كن صريحاً وصادقاً واعلم أن اعترافك بأخطائك ليس فقط يمثل البداية الصحيحة في تطوير العمل بل يجرد أعداءك من أسلحتهم ويجعل منك صفحة بيضاء يصعب اتهامها والنيل منها، وتذكر قول الله سبحانه وتعالى : بل الإنسان على\" نفسه بصيرة ولو ألقى\" معاذيره.هذه هي الإشراقة الأولى في التطوير الإداري المنشود، أما من أخذته العزة بالإثم، فإنه لابد أن يعود يوماً ما إلى نقطة الصفر ليبدأ من جديد.
الاختصاصية الاجتماعية
مدرسة الفارابي -أبو ظبي