البلوي
2009-06-13, 07:28
لا بد من التعريب ، ولكن الأسماء لا تعرب ، فالقطار والسرطان والهاتف ليست ألفاظا عربية !!
* لماذا ، نجد صعوبة الآن في استعمال اللغة العربية للدلالة على المكتشفات والاختراعات الحديثة ، مثال : الانترنت .الانسولين ، ECG ، episotomy ، cancer ، ادرينالين ، Ram ، Java ، ...الخ
* ماذا فعل الغرب ( العجم ) بمفرداتنا العربية ، وكيف أضافوها للغتهم ؟
* هل يشتمل القران على كلمات غير عربية ؟
* ما هو الوضع في اللغة وما هو الاشتقاق ؟ ومن هو الذي يحق له أن يعرب؟
* من الذي يحق له أن يترجم ؟ وما هو الفرق بين الترجمة والتعريب ؟ ولماذا ترجمات الكتب لدينا ركيكة ، تجعلنا نقول أن الكتب الطبية بالإنجليزية مفهومة أكثر؟؟
* لو سالك غربي عن اسمك وجنسيتك ( مثلا: عبدالله – من السعودية)، فهل ستقول له : آي اآم ابدولاه فرم ساءوودي ارآبيا؟ : أم ستقول له : آي اآم عبدالله فرم السعودية ؟ وأيهما الأصوب؟
هذه هي النقاط الأساسية التي سأتناولها هنا ، والحقيقة أنني عاشق للغة العربية وأغار عليها لانها لغة القران كلام ربنا تعالى وكلام اهل الآخرة كلهم عربهم وعجمهم أهل الجنة وأهل النار ، ولا أدعي أني ضليع بها ، وقد بحثت كثيرا للوصول إلى أسباب الخلل فعثرت عليها وها أنا انقلها لكم ، بما انه يعنيني ويعنيكم ، فاقبلوا مني هذا الجهد المتواضع .
أين الخطأ ؟ مقدمة :
التعريب ضرورة من ضرورات حياة اللغة العربية وبقائها، والعرب بحكم حاجتهم الى العلوم والاكتشافات والاختراعات، لا بد لهم أن يأخذوا عن الأمم الأخرى هذه العلوم والاكتشافات والاختراعات، ومن هنا كان لزاما عليهم أن يوجدوا ألفاظا جديدة لم تكن موجودة من قبل للأشياء والمعاني الجديدة، فإذا وجدت معاني جديدة ضرورية لحياة الأمة ولم توجد في اللغة العربية ألفاظ تعبر بها عنها انتقل الناس حتما إلى لغة أخرى لتعبر عما هو من ضروريات حياتهم ، وبذلك تجمد اللغة العربية ، ثم مع الزمن تترك وتهجر، ولذلك لا بد من التعريب .
صلب الموضوع : الأسماء لا تعرب ؟
التعريب هو أن يصاغ لفظ الاسم الأعجمي على الوزن العربي ( كل ما هو ليس عربي يقال له أعجمي ) ، أي على وزن الألفاظ العربية ، أي : على تفعيلة من تفعيلات اللغة العربية مثل" افعل وفعل وفاعل وافتعل وانفعل ومستفعل "وغيرها التي اخترعها الخليل بن احمد الفراهيدي بعد تمعن في اللغة العربية ، فان كان لفظ الاسم الأعجمي موافق للتفعيلات العربية أخذ كما هو دون تحوير ، وان لم يكن على احد أوزان التفعيلات العربية حوره اللغويين بزيادة حرف او بنقصان حرف أو حروف ، أو يحذفون الحرف الذي لا ينسجم مع لغة العرب ويضعون بدله حرفا من حروف العربية حتى يصبح من حروف العربية ثم صاغوه على الوزن العربي فيصبح على أوزان تفعيلاتهم وحينئذ يأخذونه وبذلك يكون عربيا تماما كالاسم الذي وضعه العرب سواء بسواء ويقال له حينئذ معرب .
وعلى هذا فليس التعريب إذاً اخذ للكلمة من اللغات الأخرى كما هي، ووضعها في اللغة العربية على حالها الأصلية بل التعريب هو صياغة جديدة للاسم الأعجمي بحروف عربية ووزن عربي ، وهذا كان دارجا عند العرب مثل قرطاس ، فالاسم قرطاس لم يكن يعرفه العرب ولم يكن في بيئتهم فأخذوه وحوروه على لغتهم ، ولفظه عنده العجم لم يكن كلفظه عندنا الآن. لذا اكرر : التعريب خاص بأسماء الأشياء وليس عاما لكل لفظ أعجمي، فالتعريب لا يدخل الألفاظ الدالة على المعاني، ولا الجمل الدالة على الخيال، وإنما هو خاص بأسماء الأشياء ولا تصح في غيرها مطلقا . فإن العرب بالنسبة للمعاني قد وضعوا الاشتقاق بالنسبة للتخيلات وللتشبيهات قد وضعوا المجاز، ولم يستعملوا التعريب إلا في أسماء الأشياء ويدخل فيها أسماء الأعلام مثل إبراهيم ولا يجوز في غيرهما ولا بوجه من الوجوه، أما غير أسماء الأشياء وأسماء الأعلام مثل التخيلات والتشبيهات فان مجال أخذها واسع في الاشتقاق والمجاز. فما فعله المترجمون أو تجاوزا ( المعربون ) من وضع كلمات مثل : حاسوب ، قطار ، سيارة ، هاتف ، سرطان ، .... وما شاكل ذلك بدلا من train, car, telephone, mobile, computer cancer , هو عمل كله خطأ ويدل على الجمود الفكري وعلى الجهل المطبق، فهذه أشياء(اسماء ذوات) وليست معاني ولا تخيلات ولا تشبيهات فلا توضع لها أسماء المعاني تشبهها ولا تشتق لها أسماء، وإنما تؤخذ أسماؤها الأعجمية نفسها وتصاغ على تفعيلة من تفعيلات العرب ومن حروف عربية وعلى استعمال العرب وتوضع لفظة جديدة على اللغة العربية وتكون لفظة معربة هي واللفظة التي وضعها العرب سواء بسواء ، فمثلا : كلمة تلفون كان يجب أن تؤخذ كما هي لان وزنها عربي" فعلول " على مثال وزنها كلمة " عربون " وحروفها كلها حروف عربية ، أو مثل كانسر cancer على وزن فاعل ، فلا تغيير ، أما ما كانت ليست ذات لفظ عربي نحو كمبيوتر فيمكن تحويرها " كبيتر " بحذف حرفان ، وهكذا باقي الكلمات ، فلا يصح أن توضع لها ألفاظ عربية تدل على أشياء مثلها، فان هذا يخالف اللغة العربية ويخالف قواعدها، لان العربية قد جعلت التعريب لوضع أسماء الأشياء وأسماء الإعلام، وانظر في زماننا هذا كم وجدت أسماء كثيرة تعد بمئات الآلاف لا يستطيع احد أن يوجد لها اسم عربي على طريقة من قاموا بتعريب التلفون إلى هاتف، فقط على سبيل المثال عالم الكمبيوتر وحده في 15 سنة صار له مصطلحات تعد بعشرات الآلاف حتى انه وجدت قواميس لمصطلحات الكمبيوتر ، وتخيل لو أن قومنا اتبعوا الطريقة الصحيحة في التعريب لكم وفروا علينا وعليهم ، ولما صارت الاختلافات بين العرب ، فمثلا : النظارات الطبية في العراق عوينات وفي الشام والخليج نظارات ، ثم كيف بك إذا عرجت على تعريب المصطلحات الطبية مثال " قاموس حتي الطبي " فالمصطلحات العربية التي ابتدعوها تحتاج إلى ترجمة بحد ذاتها: الخلاصة : في ظل هذه الفوضى صرنا جميعا نلفظ المصطلحات الأجنبية بلغة القوم الأعاجم حتى تلك الأسماء الموجودة في لغتنا ، بل تعداها الأمر حتى إلى الأفعال التي لغتنا غنية بها ، ويمكن أن تشتق.
ماذا فعل الغرب ( العجم ) بمفرداتنا العربية ، وكيف أضافوها للغتهم ؟
القوم لم يعقدوا أنفسهم مثلما فعلنا ، وكأنهم اخذوا القاعدة منا وطبقوا عليها " الأسماء لا تعرب " فكلمة " ليمون " مثلا لما أخذها القوم منا لم يقولوا " طعمه حامض acid فلنضع له ما يوافقه في لغتنا acidor ، بل أخذوه على حاله ، اللهم أنهم عدلوا لفظه ليوافق لسانهم فكان lemon " ليمن " ، وكذلك البوع " ما نسميه الآن المرفق " أخذوه كما هو فقالوا elbow ، والجبر في الرياضيات حوروه فكان algebra - للمزيد من الأمثلة : انظر قاموس المورد – لمنير البعلبكي – ملحق أسماء إنجليزية ذات أصل عربي .
هل يشتمل القران على كلمات غير عربية ؟
القران يشتمل على كلمات معربة وليس غير عربية ، وكما قدمنا من قبل أنها بذلك أصبحت عربية ، واشتمال القران الكريم على ألفاظ معربة لا يدل على انه أشتمل على ألفاظ غير عربية، لان المعرب لفظ عربي وليس لفظا أعجميا، فالقران كله عربي وليس فيه ولا لفظة واحدة غير عربية وصدق الله العظيم " إنا أنزلناه قرانا عربيا"،" بلسان عربي مبين" فلو أشتمل القران على غير العربية لكان مخالفا لهذه الآيات .
ورغم انه وجد من قال بغير ذلك ، إلا أن الذي قلناه هو الصواب فقط بدلالة الآية : " إنا أنزلناه قرانا عربيا"
راجع كتاب الإتقان في علوم القران للعلامة عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين ، الخضيري ، المعروف بـ جلال الدين السيوطي على الرابط التالي - النوع الثامن والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب -
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...BID=156&CID=15 (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=15)
ما هو الوضع في اللغة وما هو الاشتقاق ؟ ومن هو الذي يحق له أن يعرب؟
هناك فرق كبير بين التعريب وبين الوضع ( الوضع : الإنشاء الابتدائي للاسم من لا شيء )، الوضع خاص بالعرب الاقحاح وحدهم ولا يجوز لغيرهم ، لأنه إيجاد من شيء غير موجود من الكلام واصطلاح ابتداء ، فلا يصح إلا من أهل الاصطلاح وهذا قد مضى زمنه بذهاب العرب الاقحاح . ولكن التعريب ليس إيجاد لشيء غير موجود، بل هو اجتهاد في الشيء الموجود وهو ليس اصطلاحا ابتداءا وإنما هو اجتهاد فيما جرى الاصطلاح عليه . فان العرب قد حددت أوزان اللغة العربية وتفعيلاتها، وحددت حروف اللغة العربية بحروف معينة وعدد محدد، والتعريب هو صوغ لفظة من هذه الحروف على وزن من الأوزان العربية، وهذا ولا شك اجتهاد وليس وضع، ومن هنا كان جائزا لكل مجتهد في اللغة العربية فهو كالاشتقاق سوا بسواء . فالاشتقاق أن تصوغ من المصدر فعلا أو اسم فاعل مثل : مرّض – ممرض ( من غير الفعل الثلاثي ) أو جلس --- جالس ( من الفعل الثلاثي ) ، أو اسم مفعول أو غير ذلك من المشتقات من حروف العربية وعلى استعمال العرب، سواء أكان ما صنعته قد قالته العرب أم لم تقله، والمشتق لا خلاف في جوازه لكل عالم بالعربية فكذلك التعريب يجوز لكل مجتهد في العربية لأنه صياغة وليس بوضع، ولهذا فان التعريب ليس خاصا بالعرب الاقحاح بل هو عام لكل عربي، إلا انه يشترط فيمن يصح منه التعريب أن يكون مجتهدا بالعربية حتى يتأتى له جعل اللفظة الأعجمية لفظة عربية كسائر ألفاظ العرب، فالاشتقاق مجاله واسع لأخذ المعاني والتعبير عنها مهما بلغت من الكثرة والتنوع وكذلك للمجاز مجال خصب لأخذ الخيال والتشبيهات والتعبير عنها .
من الذي يحق له أن يترجم ؟ وما هو الفرق بين الترجمة والتعريب ؟ ولماذا ترجمات الكتب لدينا ركيكة ، تجعلنا نقول أن الكتب الطبية بالإنجليزية مفهومة أكثر؟؟
الترجمة حق كل واحد منا ملك لغة القوم ، حتى لو لم يكن بإتقان كامل، ذلك أننا ننقل الفكرة إلى لغتنا بألفاظ عربية ، ولا نختلق شيئا من عندنا ( طبعا في هذا الزمن لا يمكن تحقيق ذلك بنسبة 100% ولا 40% ، لأننا تأخرنا كثيرا ، فالجهد الذي يجب أن يبذل لإرجاع القطار إلى مساره واجب مؤسسات ذات عمل منظم وليس فردي ، وهذه الفكرة ليست دعوة إلى كف اليد ، بل هي دعوة إلى فهم الفكرة ، فلربما ساهمت بتكثير الأيادي ) ، عودة للموضوع : أما لماذا ترجماتنا ركيكة والسبب هنا برأيي المتواضع ( أتحفظ عليه ) لان من يقوم بالترجمة يقوم بترجمة كلمات لا بترجمة جمل ، ذلك أن الجملة الإنجليزية مثلا لها نمط بناء يتشابه أحيانا ويتقاطع أحيانا كثيرة مع الجملة العربية ، والسبب الآخر انه ضعيف في اللغة العربية ، فكل دراسته كانت في الغرب وظن أن هذا كاف للترجمة ، مثال :
Unless we keep our country clean, everybody will get sick.
إذا نحن لم نحافظ على بلدنا نظيفا ، فكل شخص سوف يمرض. ترجمة حرفية ( رقم 1)
ما لم نحافظ على بلدنا نظيفا كل شخص حينها سوف يمرض. ترجمة حرفية ( رقم 2 )
كل منا قد يمريض ما لم نحافظ على بلدنا نظيفا ترجمة مقبولة نوعا ما ( رقم 2(
قد يصيبنا المرض مالم نحافظ على بلدنا نظيفا ترجمة جيده ( رقم 2(
لو سالك غربي عن اسمك وجنسيتك ( مثلا: عبدالله – من السعودية)، فهل ستقول له : آي اآم ابدولاه فرم ساءوودي ارآبيا؟ : أم ستقول له : آي اآم عبدالله فرم السعودية ؟ وأيهما الأصوب؟
الصواب : آي اآم عبدالله فرم السعودية ؟ لأنني كعربي ليس عندي مشكلة في لفظ حرف العين ، إنما المشكلة عند الأعجمي ، وهو عليه أن يتدبر أمره لوحده ، ولا تكون مساعدتي له بان ألوي لساني ( أغير لفظي ) على وزن لغته
البلوي - الاردن
* لماذا ، نجد صعوبة الآن في استعمال اللغة العربية للدلالة على المكتشفات والاختراعات الحديثة ، مثال : الانترنت .الانسولين ، ECG ، episotomy ، cancer ، ادرينالين ، Ram ، Java ، ...الخ
* ماذا فعل الغرب ( العجم ) بمفرداتنا العربية ، وكيف أضافوها للغتهم ؟
* هل يشتمل القران على كلمات غير عربية ؟
* ما هو الوضع في اللغة وما هو الاشتقاق ؟ ومن هو الذي يحق له أن يعرب؟
* من الذي يحق له أن يترجم ؟ وما هو الفرق بين الترجمة والتعريب ؟ ولماذا ترجمات الكتب لدينا ركيكة ، تجعلنا نقول أن الكتب الطبية بالإنجليزية مفهومة أكثر؟؟
* لو سالك غربي عن اسمك وجنسيتك ( مثلا: عبدالله – من السعودية)، فهل ستقول له : آي اآم ابدولاه فرم ساءوودي ارآبيا؟ : أم ستقول له : آي اآم عبدالله فرم السعودية ؟ وأيهما الأصوب؟
هذه هي النقاط الأساسية التي سأتناولها هنا ، والحقيقة أنني عاشق للغة العربية وأغار عليها لانها لغة القران كلام ربنا تعالى وكلام اهل الآخرة كلهم عربهم وعجمهم أهل الجنة وأهل النار ، ولا أدعي أني ضليع بها ، وقد بحثت كثيرا للوصول إلى أسباب الخلل فعثرت عليها وها أنا انقلها لكم ، بما انه يعنيني ويعنيكم ، فاقبلوا مني هذا الجهد المتواضع .
أين الخطأ ؟ مقدمة :
التعريب ضرورة من ضرورات حياة اللغة العربية وبقائها، والعرب بحكم حاجتهم الى العلوم والاكتشافات والاختراعات، لا بد لهم أن يأخذوا عن الأمم الأخرى هذه العلوم والاكتشافات والاختراعات، ومن هنا كان لزاما عليهم أن يوجدوا ألفاظا جديدة لم تكن موجودة من قبل للأشياء والمعاني الجديدة، فإذا وجدت معاني جديدة ضرورية لحياة الأمة ولم توجد في اللغة العربية ألفاظ تعبر بها عنها انتقل الناس حتما إلى لغة أخرى لتعبر عما هو من ضروريات حياتهم ، وبذلك تجمد اللغة العربية ، ثم مع الزمن تترك وتهجر، ولذلك لا بد من التعريب .
صلب الموضوع : الأسماء لا تعرب ؟
التعريب هو أن يصاغ لفظ الاسم الأعجمي على الوزن العربي ( كل ما هو ليس عربي يقال له أعجمي ) ، أي على وزن الألفاظ العربية ، أي : على تفعيلة من تفعيلات اللغة العربية مثل" افعل وفعل وفاعل وافتعل وانفعل ومستفعل "وغيرها التي اخترعها الخليل بن احمد الفراهيدي بعد تمعن في اللغة العربية ، فان كان لفظ الاسم الأعجمي موافق للتفعيلات العربية أخذ كما هو دون تحوير ، وان لم يكن على احد أوزان التفعيلات العربية حوره اللغويين بزيادة حرف او بنقصان حرف أو حروف ، أو يحذفون الحرف الذي لا ينسجم مع لغة العرب ويضعون بدله حرفا من حروف العربية حتى يصبح من حروف العربية ثم صاغوه على الوزن العربي فيصبح على أوزان تفعيلاتهم وحينئذ يأخذونه وبذلك يكون عربيا تماما كالاسم الذي وضعه العرب سواء بسواء ويقال له حينئذ معرب .
وعلى هذا فليس التعريب إذاً اخذ للكلمة من اللغات الأخرى كما هي، ووضعها في اللغة العربية على حالها الأصلية بل التعريب هو صياغة جديدة للاسم الأعجمي بحروف عربية ووزن عربي ، وهذا كان دارجا عند العرب مثل قرطاس ، فالاسم قرطاس لم يكن يعرفه العرب ولم يكن في بيئتهم فأخذوه وحوروه على لغتهم ، ولفظه عنده العجم لم يكن كلفظه عندنا الآن. لذا اكرر : التعريب خاص بأسماء الأشياء وليس عاما لكل لفظ أعجمي، فالتعريب لا يدخل الألفاظ الدالة على المعاني، ولا الجمل الدالة على الخيال، وإنما هو خاص بأسماء الأشياء ولا تصح في غيرها مطلقا . فإن العرب بالنسبة للمعاني قد وضعوا الاشتقاق بالنسبة للتخيلات وللتشبيهات قد وضعوا المجاز، ولم يستعملوا التعريب إلا في أسماء الأشياء ويدخل فيها أسماء الأعلام مثل إبراهيم ولا يجوز في غيرهما ولا بوجه من الوجوه، أما غير أسماء الأشياء وأسماء الأعلام مثل التخيلات والتشبيهات فان مجال أخذها واسع في الاشتقاق والمجاز. فما فعله المترجمون أو تجاوزا ( المعربون ) من وضع كلمات مثل : حاسوب ، قطار ، سيارة ، هاتف ، سرطان ، .... وما شاكل ذلك بدلا من train, car, telephone, mobile, computer cancer , هو عمل كله خطأ ويدل على الجمود الفكري وعلى الجهل المطبق، فهذه أشياء(اسماء ذوات) وليست معاني ولا تخيلات ولا تشبيهات فلا توضع لها أسماء المعاني تشبهها ولا تشتق لها أسماء، وإنما تؤخذ أسماؤها الأعجمية نفسها وتصاغ على تفعيلة من تفعيلات العرب ومن حروف عربية وعلى استعمال العرب وتوضع لفظة جديدة على اللغة العربية وتكون لفظة معربة هي واللفظة التي وضعها العرب سواء بسواء ، فمثلا : كلمة تلفون كان يجب أن تؤخذ كما هي لان وزنها عربي" فعلول " على مثال وزنها كلمة " عربون " وحروفها كلها حروف عربية ، أو مثل كانسر cancer على وزن فاعل ، فلا تغيير ، أما ما كانت ليست ذات لفظ عربي نحو كمبيوتر فيمكن تحويرها " كبيتر " بحذف حرفان ، وهكذا باقي الكلمات ، فلا يصح أن توضع لها ألفاظ عربية تدل على أشياء مثلها، فان هذا يخالف اللغة العربية ويخالف قواعدها، لان العربية قد جعلت التعريب لوضع أسماء الأشياء وأسماء الإعلام، وانظر في زماننا هذا كم وجدت أسماء كثيرة تعد بمئات الآلاف لا يستطيع احد أن يوجد لها اسم عربي على طريقة من قاموا بتعريب التلفون إلى هاتف، فقط على سبيل المثال عالم الكمبيوتر وحده في 15 سنة صار له مصطلحات تعد بعشرات الآلاف حتى انه وجدت قواميس لمصطلحات الكمبيوتر ، وتخيل لو أن قومنا اتبعوا الطريقة الصحيحة في التعريب لكم وفروا علينا وعليهم ، ولما صارت الاختلافات بين العرب ، فمثلا : النظارات الطبية في العراق عوينات وفي الشام والخليج نظارات ، ثم كيف بك إذا عرجت على تعريب المصطلحات الطبية مثال " قاموس حتي الطبي " فالمصطلحات العربية التي ابتدعوها تحتاج إلى ترجمة بحد ذاتها: الخلاصة : في ظل هذه الفوضى صرنا جميعا نلفظ المصطلحات الأجنبية بلغة القوم الأعاجم حتى تلك الأسماء الموجودة في لغتنا ، بل تعداها الأمر حتى إلى الأفعال التي لغتنا غنية بها ، ويمكن أن تشتق.
ماذا فعل الغرب ( العجم ) بمفرداتنا العربية ، وكيف أضافوها للغتهم ؟
القوم لم يعقدوا أنفسهم مثلما فعلنا ، وكأنهم اخذوا القاعدة منا وطبقوا عليها " الأسماء لا تعرب " فكلمة " ليمون " مثلا لما أخذها القوم منا لم يقولوا " طعمه حامض acid فلنضع له ما يوافقه في لغتنا acidor ، بل أخذوه على حاله ، اللهم أنهم عدلوا لفظه ليوافق لسانهم فكان lemon " ليمن " ، وكذلك البوع " ما نسميه الآن المرفق " أخذوه كما هو فقالوا elbow ، والجبر في الرياضيات حوروه فكان algebra - للمزيد من الأمثلة : انظر قاموس المورد – لمنير البعلبكي – ملحق أسماء إنجليزية ذات أصل عربي .
هل يشتمل القران على كلمات غير عربية ؟
القران يشتمل على كلمات معربة وليس غير عربية ، وكما قدمنا من قبل أنها بذلك أصبحت عربية ، واشتمال القران الكريم على ألفاظ معربة لا يدل على انه أشتمل على ألفاظ غير عربية، لان المعرب لفظ عربي وليس لفظا أعجميا، فالقران كله عربي وليس فيه ولا لفظة واحدة غير عربية وصدق الله العظيم " إنا أنزلناه قرانا عربيا"،" بلسان عربي مبين" فلو أشتمل القران على غير العربية لكان مخالفا لهذه الآيات .
ورغم انه وجد من قال بغير ذلك ، إلا أن الذي قلناه هو الصواب فقط بدلالة الآية : " إنا أنزلناه قرانا عربيا"
راجع كتاب الإتقان في علوم القران للعلامة عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين ، الخضيري ، المعروف بـ جلال الدين السيوطي على الرابط التالي - النوع الثامن والثلاثون فيما وقع فيه بغير لغة العرب -
http://www.al-eman.com/Islamlib/view...BID=156&CID=15 (http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=156&CID=15)
ما هو الوضع في اللغة وما هو الاشتقاق ؟ ومن هو الذي يحق له أن يعرب؟
هناك فرق كبير بين التعريب وبين الوضع ( الوضع : الإنشاء الابتدائي للاسم من لا شيء )، الوضع خاص بالعرب الاقحاح وحدهم ولا يجوز لغيرهم ، لأنه إيجاد من شيء غير موجود من الكلام واصطلاح ابتداء ، فلا يصح إلا من أهل الاصطلاح وهذا قد مضى زمنه بذهاب العرب الاقحاح . ولكن التعريب ليس إيجاد لشيء غير موجود، بل هو اجتهاد في الشيء الموجود وهو ليس اصطلاحا ابتداءا وإنما هو اجتهاد فيما جرى الاصطلاح عليه . فان العرب قد حددت أوزان اللغة العربية وتفعيلاتها، وحددت حروف اللغة العربية بحروف معينة وعدد محدد، والتعريب هو صوغ لفظة من هذه الحروف على وزن من الأوزان العربية، وهذا ولا شك اجتهاد وليس وضع، ومن هنا كان جائزا لكل مجتهد في اللغة العربية فهو كالاشتقاق سوا بسواء . فالاشتقاق أن تصوغ من المصدر فعلا أو اسم فاعل مثل : مرّض – ممرض ( من غير الفعل الثلاثي ) أو جلس --- جالس ( من الفعل الثلاثي ) ، أو اسم مفعول أو غير ذلك من المشتقات من حروف العربية وعلى استعمال العرب، سواء أكان ما صنعته قد قالته العرب أم لم تقله، والمشتق لا خلاف في جوازه لكل عالم بالعربية فكذلك التعريب يجوز لكل مجتهد في العربية لأنه صياغة وليس بوضع، ولهذا فان التعريب ليس خاصا بالعرب الاقحاح بل هو عام لكل عربي، إلا انه يشترط فيمن يصح منه التعريب أن يكون مجتهدا بالعربية حتى يتأتى له جعل اللفظة الأعجمية لفظة عربية كسائر ألفاظ العرب، فالاشتقاق مجاله واسع لأخذ المعاني والتعبير عنها مهما بلغت من الكثرة والتنوع وكذلك للمجاز مجال خصب لأخذ الخيال والتشبيهات والتعبير عنها .
من الذي يحق له أن يترجم ؟ وما هو الفرق بين الترجمة والتعريب ؟ ولماذا ترجمات الكتب لدينا ركيكة ، تجعلنا نقول أن الكتب الطبية بالإنجليزية مفهومة أكثر؟؟
الترجمة حق كل واحد منا ملك لغة القوم ، حتى لو لم يكن بإتقان كامل، ذلك أننا ننقل الفكرة إلى لغتنا بألفاظ عربية ، ولا نختلق شيئا من عندنا ( طبعا في هذا الزمن لا يمكن تحقيق ذلك بنسبة 100% ولا 40% ، لأننا تأخرنا كثيرا ، فالجهد الذي يجب أن يبذل لإرجاع القطار إلى مساره واجب مؤسسات ذات عمل منظم وليس فردي ، وهذه الفكرة ليست دعوة إلى كف اليد ، بل هي دعوة إلى فهم الفكرة ، فلربما ساهمت بتكثير الأيادي ) ، عودة للموضوع : أما لماذا ترجماتنا ركيكة والسبب هنا برأيي المتواضع ( أتحفظ عليه ) لان من يقوم بالترجمة يقوم بترجمة كلمات لا بترجمة جمل ، ذلك أن الجملة الإنجليزية مثلا لها نمط بناء يتشابه أحيانا ويتقاطع أحيانا كثيرة مع الجملة العربية ، والسبب الآخر انه ضعيف في اللغة العربية ، فكل دراسته كانت في الغرب وظن أن هذا كاف للترجمة ، مثال :
Unless we keep our country clean, everybody will get sick.
إذا نحن لم نحافظ على بلدنا نظيفا ، فكل شخص سوف يمرض. ترجمة حرفية ( رقم 1)
ما لم نحافظ على بلدنا نظيفا كل شخص حينها سوف يمرض. ترجمة حرفية ( رقم 2 )
كل منا قد يمريض ما لم نحافظ على بلدنا نظيفا ترجمة مقبولة نوعا ما ( رقم 2(
قد يصيبنا المرض مالم نحافظ على بلدنا نظيفا ترجمة جيده ( رقم 2(
لو سالك غربي عن اسمك وجنسيتك ( مثلا: عبدالله – من السعودية)، فهل ستقول له : آي اآم ابدولاه فرم ساءوودي ارآبيا؟ : أم ستقول له : آي اآم عبدالله فرم السعودية ؟ وأيهما الأصوب؟
الصواب : آي اآم عبدالله فرم السعودية ؟ لأنني كعربي ليس عندي مشكلة في لفظ حرف العين ، إنما المشكلة عند الأعجمي ، وهو عليه أن يتدبر أمره لوحده ، ولا تكون مساعدتي له بان ألوي لساني ( أغير لفظي ) على وزن لغته
البلوي - الاردن