تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة :أبوكنعان وصالة المشاهير بقلم القاص :علي الصيرفي


علي الصيرفي
2009-06-12, 10:15
أبو كنعان وصالة المشاهير
قصة بقلم :علي الصيرفي:mh92::mh31:
كان أبو كنعان طيبالقلب ،عظيم الهمة ،يحب الناس ،يعاملهم بتسامح وتعاطف ،دفعني فضولي ،لأن أطرح عليهبعض الأسئلة ،بينما كان منهمكاً بعمله سكينه التي يقطع بها الجلد اللامع ليصنع منهالأحذية ،كانت تعمل بكل دقة ،ووجهه المغضن ببعض التجاعيد ،زادته هيبة ووقاراً،سألته :
- يا عمي كل الأمور تجري على غير عادتها كأن هناك خللاً كبيراً فيمكان ما ،ما بال جارتنا شمسه تخض حليب غنماتها قبل شروق الشمس ،بينما وضحة الوقاعتنام حتى منتصف النهار ، وبنات القرية يتناوبن على جدل ضفائرها ،ضحك أبو كنعانوقال: يا سيدُ... أحلام الناس تركض خلف بريق كاذب ملطخ بالعار والسراب ، أتعرف ذلكالرجل المتلفع بكوفيته ، أضاع في الليل الفائت قعوداً ،عندما داهمتنا زوبعة الرملالقادمة من مكان مجهول ، قالوا أنها غريبة المنشأ تناقلتها وكالات الأنباء ، أحدالمطلعين المقربين تحدث في لقاء ضيف النشرة قائلاً: إنها تحمل أشياء غريبة ، فقدوجدوا أجساداً ذائبة والملابس رائعة المنظر ، نظر إلي مستغرباً وقال : أتعرف هذاالمتلطي خلف الجدار ،كانت قلنسوته ورقة توت لأجمل عارضة أزياء باريسية ،وذلك النفقالمهم أضخم بكثير من نفق المنش الذي تملكه العربان ،ضحك أبو محمود، تُهرب منه كلماتمتفجرة ، وأرغفة خبز مصنوعة من الـ. ت.ن. ت- وهواتف نقالة ، أم الشيخ محمود فكانوجهه الأكثر احمراراً فالبثور النازفة تملأ وجهه وزيتونة بنية اللون متدلية منوجنته ، سألته راقصة المعبد ،من أين جاءتك تلك الوحمة ؟ منظرها أكبر من أن تتركهاتحبط مسارات عمرك ،في الطرف الغربي من البلدة ،يوجد طبيب يمكنه أن يخلصك من هذاالقرف ووجع القلب ،فأنت الأكثر صلاحية في تلك الأيام وأرقام حظك ناهضة ، أما ذاكالذبيح خلف المئذنة والأجراس فهو المنبوذ ، والبوق لا يردد صوته ، ضحك أبو كنعانوارتسمت على وجهه علامات الدهشة ماذا يعرف ذلك الممهور بكل خيبات الأمل عن رسومالطلسم الموزع عبر بيانات كانت تنثرها كاهنة المنطقة الغربية من المدينة ، يحكى أنساحرة حملت على عاتقها تلك المهمة ،وقفت عند جدار الهيكل، وفوق مسلة نفرتيتي تركتصورتها التذكارية ،قبل العتم انطلق الرعيان يندبون حظهم ،كانت جلودهم قد أصيبت بمرضلا مثيل له ،قدور الطعام الكبيرة الحجم كانت تغلي والنسوة يحركن ما بداخلها ، صاحتإحدى الفتيات ،طعم اللحم مختلط برائحة النفط ،وهذا يفسد حفلة الماتينه التي أكدهاشيخ الرعيان ،اجتمع الرعيان حول المنسف الأكثر دسماً ،كانوا يقضمون البصل الأخضرواليابس ، وعيونهم تلاحق ماتحت السرة من أجساد نساء الوفد الزائر لحظائرهم ،كانتالضحكات تجمع أرقام الأوراق الخضراء وسندات العمر وصفحات السجلات العقاريةوالتاريخية في مدينة شيخ الرعيان ،أنابيب الصمت النفط انتفخت قبل مغيب الشمس كانالزائر الأكثر انحلالاً قد قام بلصق فم كبير الرعيان ،وكتب عليه بخط عربي ليس لهقاعدة ممنوع أن يتكلم ،ثم ترجمه إلى اللغات المقروءة بشكل" إعلانٍ مهم" ،علقت قطعةعظم في فم الشيخ المنفرد برعيته (بغرفته) حيث الخلوة مع الراقصة الشقراء تدل علىالنخوة ،واحتباس البول وتورم غدد الحب ،التي تُعطل منافذ َحواسيب البنوك ، رقصتْالمرأةُ الأكثرُ عرياً بين جموع الرعيان، وراحت تكشف عوراتها ، والبدوي المنقوع فيبرميل الزيت الأسود يلحس فخذيها ويغني منسجماً مع رقصتها ، أحد المنبوذين صاح بصوتهالقاسي : ما يجرع المر والله ما يجرع المر إلا يلي بقلبو الداي
صرخت به المتحرشة قائلة :
قَلْعُ لسانك أيها البوم ، ما بك هلشربتَ بول بعير أومزيج الويسكي بالشنينة مع العسل أم لعقت حليب النمل !! صوتك أقبحمن عرير الضباع ، كان الرجل المصفرُّ قد انزعج فخرجت من فمه فأر تسحب جسدها بعد أنجرحتها أسنانه ، قفزت نحو الأرض وتحولت إلى سنور له ذيل رائع الجمال ، قفز الرجلفرحاً وركض وراء السنور يريد الإمساك به ، كانت دوريات الرفق بالحيوان تجوب شوارعالصحراء والبرك الآسنة ،وتصادر كل الأغاني التي تتحرش بالحيوان
صرخ أبوكنعان :
لقد وقع ... في الفخ !! ذاك المطرب المتفذلك صاحبالكلمات الشهيرة (شو بحبك يا حمار)،كان المتلصص خلف الخيمة يسجل أقوال الرجلينويقرر تحويلهما إلى محكمة العدل البدوية ، حيث الحاسوب الضخم لعد ِّ حبات رمالالصحراء في بلاد الرعيان ، انزلقت قدم الرجل ببقعة من الزيت فسقط في حضن امرأة نزعتمنه كل دفاتر الصرف المالي والصحي ،وسحبت عنقه بعد ربطه بربطة عنق جديدة من جمعيةالرفق بالحيوانات الكبيرة الحجم ، سحبته إلى قفص لامع ،وقدمت له وجبة طعام من عيونالنمل وسجق من أمعاء البعوض السوداني ،فرح رقص بقوة شرب حليب الجراد العربي الذييربى في صحراء الربع الحالم .
بعد فترة الغداء خرجت به المرأة مجروراً بين نعال النمل ،كان هناكصرصور كبير قد وضع على وجهه قناعاً رفعه نحو الحبل المربوط بخشبة قاسية وأدخل رأسهفي دائرة الحبل وتركه بسرعة معلقاً بين الأفلاك القدرية دون السماح له بالعودة إلىالقطعان ،قال أبو كنعان: لقد انتحر ، ضحك المنصوب فوق الخشبة والحبل يشتد حول رقبته،لا تصدق يا أبا كنعان ::1:
لم أنتحر ، بل خرجت من اللعبة ،وصار القطيع مع غيري ،قالوا لي: لقد أصبحت من أملاك الحفريات التابعة لمتحف المدينة ، لتصبح في الصالةالكبيرة التي تضم كل المشاهير:mh92::mh31: .

علي النموشي
2009-06-13, 21:18
مسوى رائع حقا . لانه بدر من شامي فحل .