chamssou89
2013-10-26, 15:11
ثم عاد الى غرفته فأبهره النور الساطع الذي احتلها ، و وجد النوافذ قد فتحت على مصراعيها ، و ابتسم وجه الشمس في توهج كأنها تبتز هذا الكسول الغارق في الظلام.....
و الحق أن طباع الفتى لم تكن هكذا من قبل ، و لم يفطر على النوم المتأخر نتيجة حتمية للسهر المتأخر
ألقى بالمنشفة المبتلة على ارض الغرفة فتكومت هاجية هذا الاهمال،
و نظر هو الى المرآة المتصدعة الملتصقة بباب الخزانة القديمة المكتظة بالملابس التي مضى على معظمها زمن الموضة فظهرت رثة باهتة لا تكاد تميز لها ألوانا
و نظر هو الى جسمه الذي ترهلت فيه البطن و نحف فيه الصدر و الذراعان و الاكتاف ، فاعتلت وجهه نظرة متجهمة حزينة انقلبت نظرة سخط عاتمة
كيف تغير شكل جسمه حتى انه لو لم ير وجهه الوسيم لظن انه جسم كهل في الاربعين ، و هو الذي شب على الرياضة لا يتركها إلا ايام الامتحان حين يكد طلبا للنجاح.
و فيما هو يحاور نفسه يسألها فتجيبه تارة و يغيب عنها الجواب تارة اخرى اذ فاجأه جالسا الى الكرسي الصغير في طرف الغرفة ينظر اليه نظرة ملؤها الجد و الحزم، و ارتعب هو لهول ما رآه فدار و التصق بالمرآة و تلعثم في قلق شديد: أبي !!!!!!
- ما بك يا بني تجلد فلم أعلمك الضعف و لم اعلمك الخوف
- و لكنك يا أبي .....(في رعب شديد)
- أنا هنا و هذا كل ما يهم لا تسأل عن أشياء ان تبد لك تسؤك
أجاب وحيد بإيماءة هازا رأسه و قد استحال اضطرابه و قلقه فرحا ، و أراد ان ينادي أمه فلم يسعفه صوته المختنق بمزيج العواطف المكتظة ، و فهم الاب ما يرمي اليه فشد على معصمه ثم القى بكلتا يديه القويتين على كتفيه فاسترعى جميع انتباهه ، و الولد كان قبل هذا في اللحظات القليلة يكبت دموعه و يمثل الجلد و هو لا يتقنه ، و لكن احساسه بيدي والده تشد على كتفيه نفذ الى قلبه و فكره فثارت الذكريات الساكنة، ذكريات طفولته السعيدة و انزلقت في سرعة دموع حارة تشهد بصدق الخوف و الألم و صدق الحنين و الحاجة و صدق الفرحة العارمة و الأمل المنشود.
و الحق أن طباع الفتى لم تكن هكذا من قبل ، و لم يفطر على النوم المتأخر نتيجة حتمية للسهر المتأخر
ألقى بالمنشفة المبتلة على ارض الغرفة فتكومت هاجية هذا الاهمال،
و نظر هو الى المرآة المتصدعة الملتصقة بباب الخزانة القديمة المكتظة بالملابس التي مضى على معظمها زمن الموضة فظهرت رثة باهتة لا تكاد تميز لها ألوانا
و نظر هو الى جسمه الذي ترهلت فيه البطن و نحف فيه الصدر و الذراعان و الاكتاف ، فاعتلت وجهه نظرة متجهمة حزينة انقلبت نظرة سخط عاتمة
كيف تغير شكل جسمه حتى انه لو لم ير وجهه الوسيم لظن انه جسم كهل في الاربعين ، و هو الذي شب على الرياضة لا يتركها إلا ايام الامتحان حين يكد طلبا للنجاح.
و فيما هو يحاور نفسه يسألها فتجيبه تارة و يغيب عنها الجواب تارة اخرى اذ فاجأه جالسا الى الكرسي الصغير في طرف الغرفة ينظر اليه نظرة ملؤها الجد و الحزم، و ارتعب هو لهول ما رآه فدار و التصق بالمرآة و تلعثم في قلق شديد: أبي !!!!!!
- ما بك يا بني تجلد فلم أعلمك الضعف و لم اعلمك الخوف
- و لكنك يا أبي .....(في رعب شديد)
- أنا هنا و هذا كل ما يهم لا تسأل عن أشياء ان تبد لك تسؤك
أجاب وحيد بإيماءة هازا رأسه و قد استحال اضطرابه و قلقه فرحا ، و أراد ان ينادي أمه فلم يسعفه صوته المختنق بمزيج العواطف المكتظة ، و فهم الاب ما يرمي اليه فشد على معصمه ثم القى بكلتا يديه القويتين على كتفيه فاسترعى جميع انتباهه ، و الولد كان قبل هذا في اللحظات القليلة يكبت دموعه و يمثل الجلد و هو لا يتقنه ، و لكن احساسه بيدي والده تشد على كتفيه نفذ الى قلبه و فكره فثارت الذكريات الساكنة، ذكريات طفولته السعيدة و انزلقت في سرعة دموع حارة تشهد بصدق الخوف و الألم و صدق الحنين و الحاجة و صدق الفرحة العارمة و الأمل المنشود.