علي النموشي
2009-06-10, 21:59
المقامة القمرية
حدثنا عباس النموشي قال : أضلتنا سحابة العلماء في بيت أحد الرفقاء ، و كان الحديث طويلا و لم نجد له سبيلا ، حتى نادانا منادي الأكل الذي صنفه في أحسن شكل ، فبادرناه بتلبية النداء و هرعنا إليه سواء ، و بعد الأكل و الشرب ، عدنا للحديث عن قرب ، فذكرنا الشمس و آياتها و الأرض و علاتها و النجوم و أخواتها ، حتى وصلنا إلى ذكر القمر ، فطال الحديث و معه السمر كيف هذا التابع المنير أن يضيء الأفق الكبير ، مع أن حجمه صغير ، فقصته معنا بدأت مع لعن الشيطان و نزول آدم إلى هذا المكان ، و جعل فيه الروح من زمن الطوفان ، فكان سيدا لذاك الزمان ، يعبده الناس و تركوا الأديان ، من حكم آخنوخ ، إلى أيام الآلهة مردوخ ، مرورا باليونان ، إلى تأثر اليهود في أيام سليمان ، إلى أن انزل الله الدين الصحيح ، و أرسل سيد المرسلين ، البشير للباطل مزيح ، فقال أنه خلق رب العالمين جعله آية ، و في حياة الناس كالسقاية ، فرجع عامة الناس إلى الصواب ، و عرفوا من الدين الجواب ، إلى أن وصل لهذه الأيام ، التي نحن فيها فأصبح الكلام عليه بديهيا ، و الخوض فيه عاديا ، فأصبح الناس يفكروا في جني الثمار و الغلة ، من أرض القمر بلا علة ، لأنهم صاروا على الأرض عالة ، و صنعوا لهذا الأمر آلة ، إسمها الصاروخ ، طويلة كشكل الشمروخ ، فجهزوا اللباس و المزود ، و طار رواده كالمرود ، و حطوا على أرض القمر ، و مشوا كمن يمشي على الجمر ، و جاءت منهم رسالة الابتهاج فذبح أهل الأرض الثيران و النعاج ، و عمّ الخبر المعمورة ، بأرض القمر المقهورة ، فاحتار الخلق في هذا الأمر ، أيقهر القمر في هذا العمر ؟ بعدما عجز عليه القدماء و فيهم أشد العلماء ، فمن يصدق هذه الرواية ، و من يسمع لتلك الحكاية ، فعدنا من حيث بدأنا وقمنا و قد جهدنا ، من كثرة الجدال و البرهان ، حتى سمعنا للفجر الآذان ، فسارعنا للصلاة و ذهبنا إلى الشتات .
حدثنا عباس النموشي قال : أضلتنا سحابة العلماء في بيت أحد الرفقاء ، و كان الحديث طويلا و لم نجد له سبيلا ، حتى نادانا منادي الأكل الذي صنفه في أحسن شكل ، فبادرناه بتلبية النداء و هرعنا إليه سواء ، و بعد الأكل و الشرب ، عدنا للحديث عن قرب ، فذكرنا الشمس و آياتها و الأرض و علاتها و النجوم و أخواتها ، حتى وصلنا إلى ذكر القمر ، فطال الحديث و معه السمر كيف هذا التابع المنير أن يضيء الأفق الكبير ، مع أن حجمه صغير ، فقصته معنا بدأت مع لعن الشيطان و نزول آدم إلى هذا المكان ، و جعل فيه الروح من زمن الطوفان ، فكان سيدا لذاك الزمان ، يعبده الناس و تركوا الأديان ، من حكم آخنوخ ، إلى أيام الآلهة مردوخ ، مرورا باليونان ، إلى تأثر اليهود في أيام سليمان ، إلى أن انزل الله الدين الصحيح ، و أرسل سيد المرسلين ، البشير للباطل مزيح ، فقال أنه خلق رب العالمين جعله آية ، و في حياة الناس كالسقاية ، فرجع عامة الناس إلى الصواب ، و عرفوا من الدين الجواب ، إلى أن وصل لهذه الأيام ، التي نحن فيها فأصبح الكلام عليه بديهيا ، و الخوض فيه عاديا ، فأصبح الناس يفكروا في جني الثمار و الغلة ، من أرض القمر بلا علة ، لأنهم صاروا على الأرض عالة ، و صنعوا لهذا الأمر آلة ، إسمها الصاروخ ، طويلة كشكل الشمروخ ، فجهزوا اللباس و المزود ، و طار رواده كالمرود ، و حطوا على أرض القمر ، و مشوا كمن يمشي على الجمر ، و جاءت منهم رسالة الابتهاج فذبح أهل الأرض الثيران و النعاج ، و عمّ الخبر المعمورة ، بأرض القمر المقهورة ، فاحتار الخلق في هذا الأمر ، أيقهر القمر في هذا العمر ؟ بعدما عجز عليه القدماء و فيهم أشد العلماء ، فمن يصدق هذه الرواية ، و من يسمع لتلك الحكاية ، فعدنا من حيث بدأنا وقمنا و قد جهدنا ، من كثرة الجدال و البرهان ، حتى سمعنا للفجر الآذان ، فسارعنا للصلاة و ذهبنا إلى الشتات .