العسل شيء ، وسعر العسل شيء أخر **

[شمشار]

تحركت الحكمة الخرساء في ذهني فأنتجت أفكار مشوهة وعقيمة خاصة في هذه الليلة التي نزل فيها القناع على مخيلتي كبوم يترنح على عباب الأطلال قلت في نفسي وجهها الصيفي يحتضر ببطء أحلامها تتهادى أمام الواقع التافه صارت صحراء بأوهامها الزائفة التي تركض وراء السراب ، إنها تتمرد على قوانين الذات ، أعماقها الصدئة مذبوحة بخناجر الأسى ، أصبحت في هذه المتاهات المتعاكسة ، لعبة تسكنها الأوجاع والتفاهات والإحباط .

يعصف الزمن بشرايين الرفق ، سأظل اركض خلف الأمل انه حصان هش ملطخ بقطرات الأسف انه تافه وتائه وسط زحمة الأفكار الضائعة كثيرا ما لسعتني الخيبة وقهرني الندم أصبحت لا شيء ، الفشل العقيم يقتحم بوابة الأفكار ،إنه ينخر مدرا كي العقلية و يأكل أيامي ، سنوات تمر في رتابة ، من كل الجهات تصليني النداءات ، مخيلتي في هذه الليلة عاصفة موصدة ، ثورة جارفة تعبث في حدائق عمري المورقة ، تتوغل في طيات جناني اللامتناهي،

لا تتعجلي ، حافظي على مكانك على طيشك ، على زيفك مكرك ، نفاقك ......

سجلي الذهبي ، تاريخي المورق يرفضك يرفع بأعالي صوته !أ رفضك ، أحلامي الهادئة تنعق في وجهك أرفضك سرا و علانية ، ارفض كبريائك عنادك ، طيشك حقيقة لقد أسقطتك منذ البدء من زمني من سجل أيامي من فوانيس حبي ، رجاء ابقي هنالك بعيدة عن محيط جناني وعن محراب طهري ورزانتي .هذه برقية تبرق في صمت لتحول الآهات إلى براكين نائمة في حنايا الذات سئمت ذئاب البشر ، اني أحاول أن اقذف بالأفاعي التي تمارس علينا أنواع التشويه والتعذيب الفكري ، أن اشهر الأصابع خناجر احتجاجا ورفضا ، ليتحول الزحام إلي تعانق العيون ، لتمطر سماءها بماء مزن فترسم الأولى غيمه والثانية عينا وارفة تحرك الأراجيح إلى أجراس الصفا والأمانة فليكن سعرك يا عسل غيرك يا عسل ليظل شيطان الكتابة حاضرا في مجلس اليراع بداخلي ، ولتحاذر بنات أفكاري من الآهات المتتالية لئلا تتحول سطوري إلى حطام زورق ممزق الشراع .