اَشْرَفْ اَنيِسْ
2013-10-22, 13:13
من التقاليد في الجامعات الأمريكية أن خريجيها يعودون إليها بين الحين و الآخر في لقاءات لم الشمل و يتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا و من تزوج و من أنجب ....إلخ
و في إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة و بعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية و نالوا أرفع المناصب و حققوا الإستقرار المادي و الإجتماعي , و بعد عبارات التحية و المجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل و الحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر ..
و غاب الأستاذ عنهم قليلا , ثم عاد يحمل إبريقا كبيرا من القهوة , و معه أكواب من كل شكل و لون .. أكواب صينية فاخرة , أكواب ميلامين , أكواب زجاج عادي , أكواب بلاستيك , و أكواب كريستال .. فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما و لونا و بالتالي كانت باهضة الثمن , بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
قال الأستاذ لطلابه: تفضلوا , و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة .. و عندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا:هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم و أنكم تجنبتم الأكواب العادية ,?
و من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل .. و هذا بالضبط ما يسبب لكم القلق و التوتر , ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة و ليس الكوب , و لكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقبا للأكواب التي في أيدي الآخرين .. فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة و المال و المكانة الإجتماعية هي الأكواب , و هي بالتالي مجرد أدوات و مواعين تحوي الحياة و نوعية الحياة ( القهوة ) تبقى نفسها لا تتغير .. و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الإستمتاع بالقهوة .. و بالتالي أنصحكم بعدم الإهتمام بالأكواب و الفناجين و بدل ذلك أنصحكم بالإستمتاع بالقهوة .
و في الحقيقة هذا ما يعاني منه الكثير من الناس , فهو لا يستمتع بحياته بقدر اهتمامه بالمظاهر , و لا يحمد الله على على ما هو فيه مهما بلغ من نجاح لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين.
و في إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة و بعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية و نالوا أرفع المناصب و حققوا الإستقرار المادي و الإجتماعي , و بعد عبارات التحية و المجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل و الحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر ..
و غاب الأستاذ عنهم قليلا , ثم عاد يحمل إبريقا كبيرا من القهوة , و معه أكواب من كل شكل و لون .. أكواب صينية فاخرة , أكواب ميلامين , أكواب زجاج عادي , أكواب بلاستيك , و أكواب كريستال .. فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميما و لونا و بالتالي كانت باهضة الثمن , بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
قال الأستاذ لطلابه: تفضلوا , و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة .. و عندما بات كل واحد من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا:هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم و أنكم تجنبتم الأكواب العادية ,?
و من الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل .. و هذا بالضبط ما يسبب لكم القلق و التوتر , ما كنتم بحاجة إليه فعلا هو القهوة و ليس الكوب , و لكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقبا للأكواب التي في أيدي الآخرين .. فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة و المال و المكانة الإجتماعية هي الأكواب , و هي بالتالي مجرد أدوات و مواعين تحوي الحياة و نوعية الحياة ( القهوة ) تبقى نفسها لا تتغير .. و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الإستمتاع بالقهوة .. و بالتالي أنصحكم بعدم الإهتمام بالأكواب و الفناجين و بدل ذلك أنصحكم بالإستمتاع بالقهوة .
و في الحقيقة هذا ما يعاني منه الكثير من الناس , فهو لا يستمتع بحياته بقدر اهتمامه بالمظاهر , و لا يحمد الله على على ما هو فيه مهما بلغ من نجاح لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين.