مشاهدة النسخة كاملة : اروع قصة حقيقية قراتها في حياتي ...لا للقلوب الضعيفة
القصة يحكيها صاحبها
الجزء الاول
لم يكن يدر بخلدي انني سوف اسرد تفاصيل معاناتي وقصتي مع الجن وعالم السحر ومردة الجن وعفاريتهم لأحد لسبب بسيط جدا ،هو انني لم اكن ارغب ان يعرف احد..
واذا انا سردت القصه على احد يعرفني فحتما سوف يحاصرني وقد يتهمني اني امتهن السحر وقد يطلع المسؤولين عني واصبح في موضع اتهام وانا في حقيقة الامر مجرد ضحية !!!!
ولعل هذه من مميزات الشبكة العنكبوتيه (النت) انك تستطيع الكتابه دون ان يعرفك احد ودون ان تكون خائفا من نتيجة ماكتبت لأنك بنهاية المطاف تكتب باسم مستعار...
قصتي هذه وبعد اكمال فصولها الغريبة العجيبة التي استطيع ان اجزم ان تبهر قوم وتخيف قوما اخرين .. وسبب ثقتي انها سوف تكون محطّ اهتمام من يقرأها ..واقعيتها فهي والله العظيم بتفاصيلها وغرابتها وتشعبها قصة وقعت احداثها...
بداية سوف اخبركم طرفا يسيرا عن بعض الامور التي ارى ان من اللازم على قارىء هذه السطور ان يقرأها لكي يستطيع ان يعرف ويفهم فصول هذه القصه..
انا ولدت عام 1974 م الموافق عام 1394هـ في قرية جنوب بلادي المملكة العربية السعوديه تبعد عن مدينة ابها مايقارب 40 كيومترا .. وقريتي هذه قرية هادئةجبيلة يمتهن اهلها الفلاحه في زمن كانت فيه الامطار تتوالى على قريتنا وليس مثل هذه الايام التي انقطع فيها وبل السماء ولاحول ولاقوة الا بالله ...
وبحكم بيئتي عشت اولى سنوات حياتي ببساطة اهل القرى .. كان عند والدي قطيع من الاغنام وكنت مشاركة مع اخوتي نتقاسم مهام رعي هذا القطيع وكذلك نتناوب في امور مزارعنا كبذر القمح وسقي المزروعات وكذلك الحصاد وحماية المزارع من الطيور الخ من امور الفلاحه التي لا تجهلونها ...
لم يكن يعكر صفو حياتي في بدايتها قبل ذهابي للمدرسة الا العم (حمدان) وهو ذلك الرجل المسنّ الذي يسكن اطراف القرية في (صندقة) قديمة متهالكة وهذا الرجل كان يعيش بمفرده في هذه الصندقة وكان اكثر مايخيفنا نحن ابناء القريه من هذا الرجل المخيف هو كثرة تجاعيد وجهه النحيف وتباعد شعرات وجهه عن بعضها وكذلك ملابسه الرثه وعينيه الحمراء المخيفه ومايحيط به تلك العينين من كحل اسود يضيف لها رعبا على رعب..
في مجتمعنا القروي الصغير كنا جميعا نصلي في المسجد ونحضر مناسبات اهل القريه سواء اكانت افراح ام اتراح الا ذلك المسن المجهول المدعو حمدان لم يكن يصلي في المسجد ولم يكن يحضر مع ابناء قريتنا اي مناسبة بل هو رجل منبوذ ولكن المصيبة رغم اهماله لكل واجباته تجاه ابناء القريه فانهم جميعا يخافون منه بدون ان ندرك نحن الصغار سبب ذلك الخوف ....
اذكر من المواقف الطريفه اننا كنا اذا اردنا ان نلهو نمازح بنات القرية الصغيرات اذا كنا نلعب سويا ان نقول لهن يافلانه ان شاء الله يتزوجك حمدان الشايب ونضحك كثيرا على تلك الفتاة التي تنكر علينا هذا الزوج الغريب ونستمر نضحك ونضحك حتى نرى ذلك الرجل يقبل من مسافة بعيده عندها تتبدل ضحكاتنا الى صرخات خوف وهلع واستنجاد ونهرب الى بيوتنا ....
وماكان يثير فضولي عن هذا الرجل الغريب انه لا يستطيع احد من ابناء القرية او شيوخها او رجالها او نسائها ان يتحدث فيه بسوء سواء كان حاضرا او غائبا بل انني اذكر انه مرة تحدث عمي عن حمدان الشايب بسوء وقال الله ياخذ عمره عشان نرتاح فنهره والدي وزجره بعنف وقال الله يكفينا شرك .. لا عاد تتكلم على الرجال ذا مالك شغل فيه وكان والدي حازما في كلماته تلك..
هنا استغربت ماسرّ هذا الخوف حتى والدي يخاف من حمدان؟؟!!!
ولكي لا اغوص كثيرا في التفاصيل كان هذا الرجل رغم انه لا يحبه احد من ابناء قريتنا لكن كل من كان يأتي من خارج القرية كان يسأل عنه وكم رأينا اناسا غرباء يأتون الى قريتنا وكانت لهم سيارات فارهه وملابس انيقة لم نكن نتعود ان نراها في ابناء منطقتنا عموما وكنا ندلهم نحن الصغار بكل سرور وفرح على طريق صندقة حمدان ولكن لم نكن نستطي الاقتراب كثيرا فمن ضمن اولويات السلامه في قريتنا نحن الصغار (( ممنوع الاقتراب من صندقة حمدان))!!!!
دخلت المرحلة الابتدائية واذكر انني في اول اسبوع نظر الي احد المعلمين الاجانب كان اردني الجنسيه وقال وش اسم قريتك ياولد؟؟ فقلت قرية ال فلان فنظر اليّ بحده وقال انت من قرية حمدان؟!! فقلت ببساطه ايوه فقال بالنص ولازالت راسخه بذهني ياسيدي ربنا يكفينا شركم يال ال فلان وذكر اسم قريتنا!!!!!
سبحان الله حتى المعلمين الذي كنا نخافهم يخافون من حمدان من انت ياحمدان وماسرّ هذا الخوف والوجل الذي يعتمل في صدر كل من عرفك؟؟!!!!
تجرأت مرة وسألت والدتي
يمه/ حمدان ليش مايصلي معنا الاستاذ اللي يقول اللي مايصلي في المسجد بيروح النار؟؟!
امي : حمدان ياولدي معالج!!!!!!
انا: وش يعني معالج؟؟
امي : يعني الله لا يجعلك تحتاجه وانا امك؟!!
انا/ طيب عادي يمه اقول لحمدان ليش ماتصلي في المسجد ( وكانت امي في تلك الاثناء تعجن)ونظرت الي بنظرات غريبه لم افهمها كثيراوقالت لا تقول له لانه يسمعك الحين!!!!!!
انا في تلك اللحظه نظرت لباب المطبخ لكي اراه ظننت انه دخل علينا وسمع حديثنا والا كيف يسمعني اذا لم يكن موجودا فضحكت امي وقالت ياولدي لا عاد تسأل عن حمدان ولا تقرب منه الله يكفينا شره ياولدي والله انك لو تقول عنه شي مره ثانيه ان اقول لابوك يقطّع ظهرك بالعصا!!!!!!
هنا وقفت عن اثارة الاسئله التي لم اجد جوابا يشفي غليلي ..
كبرت وكبرت اسئلتي معي ولم استطع ان اتحدث مع احد بعد ذلك اليوم خوفا من ان يسمعني حمدان ليس هذا فحسب ،بل اذا كان احد يتحدث من زملائي في المدرسة عن حمدان انهره انا واقول انه يسمعنا خلاص فكنا شره ...
حتى جاء ذلك اليوم الذي بمساعدة صديقي محمد ذلك الولد الشجاع قررنا كشف بعض الاسرار عن حمدان ..
حتى القاكم في الفصل الثاني من قصتي لاني صراحه تعبت وانا اكتب لكم مني اجمل تحيه ..
الجزء الثاني
وصلت الى مرحلة ( خامس ابتدائي ) وكل يوم ازداد فيه فضولا لمعرفة حقيقة حمدان وماهو سرّ حمدان ؟؟
كذلك يشاطرني ذلك الفضول زميلي في الفصل وابن قريتي محمد ذلك الفتى الشجاع بكل ماتحمل هذه الكلمه من معنى .. فهو كان يتفوق على كل ابناء قريتنا في انه لا يخاف من شيء
واذكر انه كان يتسلل من بيت اهله الذي يقع في اخر القريه الى بيتنا في الليله الظلماء حالكة السواد والممطره التي يدوّي صوت رعدها ويلمع برقها لا يخاف ولا يخشى شيئا وكان ذلك يثير تعجبي من شجاعته ..
لكي لا اغرقكم بالتفاصيل كان محور حديثي انا ومحمد دائما عن حمدان ولماذا اهلنا ومعلمونا يخافون من هذا الرجل النحيف الهزيل!!!
وقدحت في رأسي فكرة ليتني لم افكر فيها ولكن قدّر الله وماشاء فعل .
فقلت لمحمد بكل براءة الاطفال ( وش رايك يامحمد نروح صندقة حمدان اذا شفناه طلع منها ونشوف وش داخلها )
وافقني محمد وليته لم يوافق ..
اتفقنا ان نراقب حمدان متى يخرج من صندقته وننقض عليها في فترة غيابه وقررنا ان افضل يوم يمكن ان نهاجم فيه صندقة حمدان هو يوم ثلاثاء..
والسبب في اختيار يوم الثلاثاء ان كل شيبان قريتنا يذهبون الى مدينة ابها للتسوق في يوم الثلاثاء حيث انه سوق اسبوعي لا يعقد الا يوم الثلاثاء فقط .. ومن عاش او يعيش بأبها يعلم ان هذا السوق لا زال قائما لحدّ الان ..
بدأت اجازة الصيف وتسلل محمد من بيت اهله بعد صلاة الفجر يوم الثلاثاء وناداني لكي نراقب خروج حمدان من صندقته ..
وفعلا خرج حمدان وتابعناه حتى ركب مع احد شيبان القريه في سيارته لكي يذهب معه الى سوق الثلاثاء..
اصارحكم انني حاولت ان اثنى محمد عن هذه المغامره.. لكن شجاعة محمد اوردتنا مالا يحمد عقباه... وياليته كان جبانا ..
سلكنا طريقا ملتويه توصل الى صندقة حمدان لكي لا ينتبه احد من اهل القرية او يرانا فيخبر ابائنا او يخبر حمدان عنا ...
وما ان اقتربنا من صندقة حمدان وكنا نقف على بعد مايقارب عشرين مترا عن صندقته .....
حتى صرخ محمد بأعلى صوته (ثعبان ،، ثعبان ،، ثعبان ) والتفت الى الثعبان ووجدت مالم يخطر لي على بال
ثعبان لم ارى ولن ارى مثله في حياتي ..
فهو اسود غليظ ولكن الغريب انه مكسو بالشعر !!!
وكان ينظر الينا بأصرار دون ان يتقدم منا او نتقدم نحن ...
فكل مافي الموقف اننا نصرخ متسمرين الاقدام من الوجل وهو ينظر الينا بأصرار..
هنا سحبت محمد من ثوبه قلت يالله اهرب وهربت اريد العودة للقريه ولكن نظرت وانا اركض هاربا من على كتفي فوجدت محمد لايزال واقفا جامدا صامتا لا يتحرك وكأنه تمثال!!!
فوقفت وقلت يامحمد .. يامحمد
بأعلى صوتي ولكن محمد لم ينظر اليّ ولم يكلمني بل كان فاغرا فاه ومتجها بعينيه الى ذلك الثعبان الكريه ..
هنا استجمعت كل ما اوتيت من شجاعة وجرأة وعدت وانا ابكي الى محمد لكي ارى ماذا حلّ به
واثناء عودتي وجدت ذلك الثعبان لعن الله من امره بقتل الابرياء ينقض على محمد ويلتف حول عنقه .. وهنا صرخت وهربت وسقطت على الارض.. وشجّت جبهتي وبدأ الدم ينزف بحرارة وغزارة من جبهتي ....
وهربت لا ادري الى اين ولكن اذكر انني قابلت عجوزا في قريتنا في الطريق تدعى فاطمه وارتميت في حضنها ولم اعد ارى شيئا وغبت عن الوعي ..
بدأت افتح عينيّ تدريجيا واذا انا في بيتنا وحواليّ والدي وعمي والمطوع امام المسجد .. واذا يد الامام على جبهتي ويقرأ بعض ايات الذكر الحكيم ..
صرخت بكيت تشنجّت وسألت عن محمد وين محمد اكله الثعبان ؟؟!!! وين محمد
وكان والدي يمسك قدماي ولا زلت اذكر منظر دموعه من على خديه وهو مطأطىء الرأس وعمي يمسك يداي والشيخ يقرأ اية الكرسي..
ترى ماذا حدث ... لماذا يبكي والدي..
والدي الذي كنت اراه اقوى رجل في القريه فهو مفتول العضلات قوي البنيه قوي الشخصيه ايضا يبكي ..!!!!
بدأت اتنفس بهدوء وخفّت نوبة البكاء والصراخ والتشنج ...
وخرج الشيخ ودخلت امي التي كانت بدورها تبكي بحرارة وتنظر اليّ بشفقه وهنا لم اجد جوابا على دموع امي الا ان ابادلها دمعا بدمع ....
اعطوني ماء وشربت ثم دهنوني بزيت ووضعو في جسمي شجرة كريهة الرائحه تسمى عندنا (شذاب ) وضعو اوراقها على جسمي تحت الثوب وسمعت والدي يقول مايقدرون يلمسونه بأمر الله وعليه شذاب
لم اتجرأ ان اسأل والدي من هم الذين يلمسوني ولماذا ..
سألت امي / يمه وين محمد ؟
فخرجت امي من الغرفة وهي تبكي !!!!
جلست .. اعادني والدي وقال نم على ظهرك ولا تخاف وانا ابوك ..
قلت طيب ومحمد ..
قال محمد بخير ورجع عند اهله !!!
قلت طيب انا شفت الثعبان لفّ على رقبته .. قال لا محمد ابشرك سلم وقتلنا الثعبان ..
هنا ارتحت ولو انني لا زلت قلقا على مصير محمد ..
رجعت امي وهي تحاول جاهدة ان تظهر ابتسامة متكلفة على شفتيها ..
قلت يمه ليش تبكين ؟؟!!
قالت خفت عليك ياولدي ...
قلت طيب يمه محمد مريض والا هو طيب يعني مافيه شي مره ..
قالت لا ان شاء الله انه طيب .. حسبنا الله ونعم الوكيل الله يصبر اهله ..
كنت سمّعت هذه العباره عندما توفي شاب من قريتنا في حادث كلهم يقولون الله يصبر اهله ...
قلت يمه كيف يصبّر اهله !!!!
قالت يعني الله يجعلهم يصبرون عشان انهم يحبون ولدهم مثل ما احبك ..
قلت ليش محمد فيه شي يعني ؟
قالت لا وهي تغالب دموعها .. مافيه شي ياولدي بصوت متهدج مملوء حسرة وحزن..
علمت في قرارة نفسي ان محمد حدث له مكروه لكن يجب ان انتظر حتى اقوم من هذه الاشجار اللعينه واسأل زملائي في القريه ..
بعد عزلة دامت اسبوعين كان مفروضا علي فيها الا اخرج من المنزل وايضا لا يدخل الي احدا لزياراتي عدا والدتي ووالدي وكانا يتناوبان الجلسة معي ويسألاني بفضول .. تحس شي؟؟!!
تشوف شي؟؟!!!
انت اذا نمت تشوف كوابيس ؟؟!!!
وكانت كل اجاباتي بالنفي .. متبوعة بالسؤال الملحّ الذي لم اجد له جوابا ..
محمد صار فيه شي؟؟!!!
وبعد خروجي من عزلتي وفي تلك الليلة الكريهة صنع والدي وليمة بمناسبة سلامتي دعا فيها جلّ رجال قريتنا ...
وفرحت كثيرا حينما رأيت والد محمد وسألته بلهفه حين رأيته يدلف من باب منزلنا وين محمد؟؟!!!
فأشاح بوجهه عني ومضى ولم يكلمني!!!
وحينما تكامل عقد شيوخ قريتنا ورجالها ذهبت خلسة الى ابن عم محمد وهو يدرس الصف الثاني متوسط وسألته وين محمد ياسعد؟؟!!
فقال لي بعد برهة صمت قصيرة.. محمد قتله حمدان!!!!!
صمت وبحلقت جيدا لأتفحص ملامح سعد.. هل هو يمازحني ام هو يتحدث الواقع المرّ!!!!
سعد اسألك بالله فين محمد؟؟!!!
يا اخي قلت لك قتله حمدان الله يلعنك انت واياه!!!
انا!!! ليش انا..
سعد تحدث بلهجة صارمه .. انت السبب في ولد عمي انت اللي خذيته لصندقة حمدان وقتله الثعبان اللي ارسله حمدان..
هنا رأيت الدنيا تموج في عيني ..
وقلت لسعد بنبرة التحدي انا جيت ابغى اساعد محمد واسحبه بس انه عيا لا يمشي..
وقطع علينا ذلك الحوار صوت والدي وهو يناديني تعال ياولد سلم على جدك ..
ذهبت وانا لا ادري هل انا عيش واقعا ام انا في كابوس مفزع
ارتميت في حضن جدي وبكيت وكنت احبه كثيرا
قال بسم الله عليك ياولدي قلت ياجد محمد قتله حمدان الله يلعن حمدان ...
فوضع جدي يده على فمي وضمه بقوه ونظرت اليه واذا هو ينظر الى الباب ورفعت رأسي واذا حمدان الكريه البغيض يدخل وهو مبتسم ابتسامة صفراء ويقف من في المجلس احتراما لذلك القاتل اللعين ..
خرجت وانا اصرخ يمه يمه يمه يمه يمه وذهبت الى قسم النساء وهناك وجدت امي تبكي مع ام محمد صديقي وابتدات ليلة الحزن..
علمت بعد ذلك بسنوات ان حمدان هو فعلا لديه ثعبان حارس لصندقته وان محمد ليس اول ضحاياه بل هو الثاني
وان الاول كان عاملا من الجنسية الاثيوبية حاول سرقة صندقة حمدان ظنا منه ان حمدان من بني البشر...
وعلمت بعد ذلك ان حمدان جاء في تلك الليله لكي يرسل تحذيرا لوالدي وجماعتنا من انهم لو تحدثوا لاحد عن ماصار فسوف يرحل من القرية ولكن سوف يقتل من كل بيت صبي بسن محمد....
عشنا في قريتنا بسلاسه وهدوء تناسيت محمد وان كنت لم ولن انساه ماحييت..
كان حمدان اذا رأني ينظر الي وتعلو وجهه ابتسامة المكر .. وانا يعتريني نوبة من الخوف الممزوج بالفضول من انت ياحمدان ولماذا كل هذا ياحمدان؟؟!!
انتقلت للمرحلة الثانوية وكانت بعيدة عن قريتنا ...
وتجرات مره وسألت مدرس الدين حينما شرح لنا درس عن السحر فقلت يا استاذ الساحر يقدر يقتل الانسان؟؟!!
قال الاستاذ لا ياولدي الساحر فقط يؤذي ولايقتل؟؟!!!
تبادر الى ذهني محمد هل يعني هذا ان حمدان اّذاه ام قتله؟؟؟!!!
قلت يا استاذ بس عندنا شايب اسمه حمدان يقتل الناس!!!
فضحك زملائي في الفصل وتوهمو انني اكذب والمعلم قال يعني لازم تمشي كلامك انت نقول لك الساحر مايقدر يقتل!!!
بعد خروج المعلم جاء الي احد الطلاب وقال يا اخي انت ماتبغى تفتك شر حمدان؟؟!!!
المدرس والطلاب مايعرفونه يا اخي فكنا منه الله يرحم والديك!!!
كبرت واصبحت الان في ثالث ثانوي..
وخرجت في يوم بارد شديد البروده مكفهر ملىء بالغيوم ...
خرجت لأبحث عن كشافي فقد نسيته بجوار المسجد ..
خرجت وفي الطريق قابلني حمدان ..
تفأجات.. تلعثمت .. ارتبكت .. تشجعت .. ثم سلمت ..
السلام عليكم .. كيفك ياعم حمدان؟؟!!
حمدان/ عليكم السلام هلا بمن اختاره حبريت!!!!!!
سكت لم استطع ان اترجم هذه العباره ..
فقلت تجاوزا الله يسلمك..
قال ياولدي حبريت يسلم عليك ويقول تراك منا وفينا ...
قلت من هو حبريت...
قال بيجيك يسلم عليك ذا الليل!!!
ودوّى صوت رعد يصم الاذان وحمدان يضحك بصوت عالي ويقول
الخوف عقّار الرجال وانا عمك ...
خفت كثيرا من هذا الاسلوب
رجعت للبيت حاولت ان اخبر امي وابي
لكن اذكر جيدا انهم حذروني من حمدان مرارا وتكرارا ..
قلت حسنا سوف اغلق الابواب جيدا وحمدان وحبريت في حريقه ولن يجدوا منفذا للبيت يدخلو منه ..
صلينا العشاء
رجعت للبيت وقررت ان انام مع والديّ بحجة ان عندي مذاكره واريد منهم ايقاظي منتصف الليل للمذاكره ...
ونمت وياليتني مانمت
الجزء الرابع
عندما رأيت حمدان يقف خائفا امامي علمت يقينا ان الامر يستحق الخوف والوجل .. قلت ياعم حمدان وش السالفه قال / الملك حبريت قرر انه يقتل شخص في القريه !!!!
قلت انا ومنهو هالشخص اللي قرر يقتله وليش يقتله .. قال اسأل الله ان يعينك ياولدي على الصدمه ولكن اسمع انا محمّل رساله وهذا اصعب اختبار لك وترى من بعد هذا الاختبار راح تكون في موقف العدو اللدود او الصديق لمقرب مع الملك حبريت !!!!
قلت ياعم حمدان وانا وش دخلني اذا حبريت يبغى يقتل واحد يقتله وانا وش علاقتي في الموضوع !!!
قال ياولدي اللي قرر يقتله الملك حبريت شخص تعرفه زين و ..... و..... و....... يقرب لك!!!!!!
يقربي لي انا ياعم حمدان!!!! ايه يقرب لك انت.... واسمع ترى لو احد سمع طاري هالسالفه قبل ماينقتل الرجال فترى لا انت ولا اللي راح يقتل حبريت ولا انا حتى بنكون على قيد الحياه كلنا راح نكون ضحايا !!!!
جلست من شدة الهلع ياتراه من يكون ضحية حبريت هذه المره الم يكفه صديقي محمد من قبل!!!!
ثم من هذا اللي يقرب لي ويريد حبريت قتله !!!! ولماذا يريد قتله حبريت !!! وهنا صحوت من تساؤلاتي التي كنت ارددها بيني وبين نفسي على صوت حمدان وقال ياولدي حبريت راح يقتل عمّك (علي) !!!!!
نهضت وامسكت بتلابيب حمدان وصرخت في وجهه عمي علي لا ... لا ... لا الله ياخذك انت وحبريت الملعون!!!!
وجلست على الارض ابكي واصرخ بشده ومن حسن حظي ان مزرعتنا تلك بعيده عن المنزل ولم يرني احد من عائلتي وانا اصرخ واتوسل لحمدان ان يتوسط لعمي عند حبريت ثم قلت حرام عليكم عنده عيال صغار !!!! وش سوى عمي علي ياظالم انت وحبريت الله لايوفقكم ولا يرد الساعه اللي عرفتك فيها ياحمدان!!
رأيت حمدان ذلك الشخص الكريه ذو مشاعر حيه وضمني وجلس يبكي مثل ماابكي !!!
ثم جلسنا بعد ماهدأت قليلا وقال ياولدي الملك حبريت ارسلني عشان اقول لك عشان يختبر قوتك لأني مثل ماقلت لك الملك حبريت يجهزك لأمر اعظم من كل ماتشوف وتسمع الان!!!
ياولدي تدري ان الارض فيها ملايين البشر وحبريت اختارك انت من بينهم وترى اختيار حبريت لك مايعني انه ماحصل احد غيرك بس لأنك الاقرب في نظر حبريت عشان تقوم بهذه المهمه !!!!
قلت ايش اقتل عمي انا بعد!!! قال لاياولدي هو من سوف يقتل عمك بس المهمه اللي يريد حبريت انك تقوم فيها اكبر مني ومنك ومن عمك ومن امور تافهه موضوع كبير ياولدي !!!!!
قلت طيب ليش عمي علي اقتلو اي واحد ثاني من اعمامي ماعنده عيال !!!
قال ياولدي امر حبريت مانقدر نراجعه معه لا انا ولا انت ولا الكاهن الاعظم بنفسه ولكن من اليوم صدقني انت تحت مراقبه شديده من حراس الملك حبريت بمجرد انك تفكر تبوح بشي عن قتل عمك صدقني راح تكون ميت قبله !!!
قلت طيب متى راح يقتل عمي؟؟ خله يقتله بعيد عن القريه ومابغى اشوفه بعد موته !! قال راح يقتله بعد ثلاثه ايام !!!!
قلت ياعم حمدان كيف تبغاني اصبر ثلاثه ايام وانا اشوف عمي كل يوم الله يلعنك انت والظالم اللي ارسلك واخذا حفنة من تراب ورميتها في وجه حمدان فأخذ عصاه وقام واتجه الى جهة صندقته الملعونه وجلست اشيعه بنظرات الحسره والقهر والالم والخوف!!!
جلست في مكاني فترة طويله تفوق الساعه الكامله افكر في الخطوة القادمة !!!
هل اخبر عمي ووالدي فامامهم ثلاثة ايام تجعلهم قادرين ان يذهبو الى اكبر الشيوخ ويتحصنو ويحصنوهم بالقران!!!
ام سوف يقتلني حبريت قبل ان ابوح بكامل رسالتي مثل ما اخبرني حمدان !!!
ثم كيف اصبر ثلاثة ايام قبل تنفيذ حكم الاعدام الظالم الجائر في عمي المسكين !!! الذي يعول اسرة مكونة من اربعه اولاد وثلاث بنات !!! ذلك الرجل الطيب الذي يعشقه كل اهل القريه لدماثة خلقه !!!
الله كيف استطيع ان ارى وجهه وانا اعلم يقينا انه مقتول لا محاله !!!
ماذا افعل ؟؟!! ماذا افعل ؟؟!!! انني في اكبر دوامة عشتها في حياتي !!! رفعت رأسي واذا دموعي تنهمر بغزارة ... ورجعت متثاقل الخطى الى المنزل وكنت قررت في نفسي ان اصبر الى الغد وارجع للعم حمدان واخبره انني قررت انني موافق ان يقتلني انا بدلا عن عمي ولن اخبر احدا بشيء!!!
الله ما اصعب تلك اللحظه حينما طرقت الباب ففتحت لي الباب ابنة عمي علي وكان عمرها ثلاث سنوات وكانو في زيارة لنا في بيتنا وفتحت ذراعيها وحضنتني وهي تضحك ساخرة من شكلي ببراءة اطفال وهي من تشبها ابيها كثيرا في دماثة خلقه وفي تقاسيم وجهه وقالت ملابسك مثل ملابس المصري ( تقصد المزارع الذي جلبناه اخيرا لمساعدتنا في اعماال الزراعه) تركتها واناابكي ودموعي تنهمر بغزارة وماذنب هذه الملاك ان تفقد ابوها عشان حضرتك ياحبريت !!!!
حاولت ان اتماسك ومسحت دموعي ودخلت البيت حينما رأني عمي علي وكان جالسا بجوار ابي في غرفة الجلوس نهض وقال ارحب يادكتور فلان حيث كان دايما يردد على اذني مقولته الشهيره انت راح تصير دكتور لانني كنت افضل شاب في مستواي الدراسي في عائلتنا!!!
تماسكت غالبت دموعي قلت الا انت ارحب ياعم لانهم كانو في بيتنا اتجهت اليه وقبلت رأسه بحراره لم يعدها حتى هو من قبل وامسكت يده وقبلتها بحراره ونزلت قطرة دمع من عيني رغم انفي على يده ورفعت رأسي واذا انا محمّر العينين فقال عمي سلامات ياولدي وش فيك وهنا نهض ابي من مكانه وقال وش فيك قلت لا مافيه شي واستدرت اريد الانصراف فامسكين ابي وقال ولد وش فيك تبكي ؟؟!!!
قلت ولا شي !! قال كيف ولاشي ودموعك على خدك وش فيك ياولد احد قال لك شي احد ضربك !!! وتوالت الاسئله واجلسني ابي في الغرفه وهنا بدأت ابكي وانتحب بصوت عالي افزع كل منهم في البيت !! وهنا دخلت امي بدون ان تتذكر انها تتغطى من عمي وقالت وش في ولدي وامسكها ابي بيده وقال مافيه شي !!! وهو مرتبك وقال جيبي مويه يامره بسرعه وجلس عمي ووضع يده على صدري وجعل يقرأ ايات من القران الكريم ويسمّي عليّ ويمسح رأسي!!! وجعلت اقول بيني وبين نفسي .. الله لو تعلم ياعمّ ان من تمسح رأسه هذا يعلم انك مقتول بلاذنب ولا جنايه سوى انك عمّه فقط!! الله لو تعلم ياعمّ انني اعيش اصعب لحظات حياتي ولا اعلم ماذا افعل !!!
وبدات اتماسك قليلا وعمي يقرا علي وابي يغسل وجههي ويقرأ علي وامي خلف الباب اسمعها تبكي وتقول ولدي وش فيه !!!
قال والدي وش فيك وانا ابوك .. قلت حاس فيني ضيقه مره واحس اني اذا بكيت ارتاح !!!
قال عمي من متى قلت مدري لها كم يوم !!! قال عمي وياليته ماقال ...
قال هذي عين ماصلت على النبي عشان مستواك في الدراسه طيب والله لو اعلم من اللي عطاك عين لا افقع عينه !!!
وهنا بكيت بحراره عمي يريد ان يفقأ عين من اصابني بعين وانا اعلم انه سيموت بسببي فقط لأنه عمي !!!
يالله كم هذا الاختبار صعب صعب صعب صعب والله انني اكتب وانا ابكي من صعوبة هذا الموقف ....
وعندما سمعو صراخي وبكائي حينما قال عمي عين تأكد لهم في انفسهم انها عين وهم لايعلمون ان الموضوع سر دفين وليست عين وحسد....
ذهب عمي حيث ارسله والدي يأتي بامام المسجد لكي يقرا علي ثم دخل الامام وقرا وقرا وانا مطرق صامت لم اتحرك فقد جفت دموعي من كثر مابكيت!!
وقال تحس شي ياولدي قلت ايه احس بضيقه !! قال تحس بالضيقه في البيت او في المدرسه او المزرعه قلت في كل مكان !! قال طيب تحس الم في مكان من جسمك قلت لا وهنا دخلت بنت عمي التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات بسرعة وياليتها مادخلت وانطلقت بسرعه واهوت على خدي بقبلة حاره لكي تواسيني على طريقتها بعد ماسمعتني ابكي واصرخ وهنا انفجرت باكيا من جديد لماذا فعلتي فعلتك هذه يابنت عمي الكي تحرقي فؤادي على ابوك ام عليك حيث ستعيشين يتيمه وعندما رأني الامام ابكي جعل يقرا ويقرا وانا ابكي وابكي ...
ارتحت قليلا وكان مجمل مايدور في رأسي كيف سأخرج من المنزل لأقابل حمدان واقول له ان يقتلني حبريت نيابة عن عمي .....
بدات ارتاح وامنّي نفسي ان حمدان سوف يعرض الفكره على المارد الطاغية حبريت ويوافق على هذا العرض وارتاح من هذا الهم الثقيل الثقيل ...
خرج الامام واعطاني ماء وزيتا وقالو حاولو ان تعرفو وتحسسو من الذي اصاب ابنكم بالعين حتى تغسلو له من اثر العائن !!
الله لو تعلم ياشيخ ان لا عين في الامر بل قتل قتل قتل ولمن لعمي هذا الرجل الذي يجلس امامي وهو يغمرني بعطفه وحبه حنانه وكان المصاب بالعين ليس ابن اخيه بل ابنه!!!
تسربلت الدنيا بالسواد واظلم الليل وخشع الناس ونام معي والدي في غرفتي خوفا علي من تكرار نوبة البكاء وجعل يحدثني ان فلانا اصابته عين وهو الان بخير !!
وكذلك فلان وفلانه وكلهم بخير وان لا اخاف منها فهي شي طبيعي يصيب الناس !!!
والدي لا يعلم انني اعلم بمخطط قتل اخيه وهو يحدثني عن العين اي اختبار هذا ؟؟!!
صحوت اليوم الثاني لكي اذهب للمدرسه وجدت والدي يعارض ذهابي للمدرسه وكذلك امي تشبّثت بقراري حيث ان علينا اختبارات قال ماعليك انا بروح للمدير وماعليك انت ارتح اليوم وماعليك !!
انا لا يهمني الاختبار ولا المدرسه اريد ان اقابل حمدان ولكن كيف اقنع اهلي ان يسمحو لي بالذهاب وهنا وجدت فكرة مناسبه !!
قلت يا ابي انا اعرف الذي صابني بالعين وهو طالب معي في الفصل واريد ان اخذ من اثره اليوم او من ملابسه حتى اشرب منها وتذهب عني العين !! اعترضت امي وقالت ابوك يروح يجيب بينما وافق والدي وقال انت متأكد منه !! قلت ايه قال من هو ؟؟!! وهنا بدا السؤال الذي يجب ان اجيب عليه !! فقلت فيصل واحد من زملانا في المدرسه قال خيرا ان شاء الله ..
وذهبت للمدرسه وكنت في حالة يرثى لها ولن اغوص معكم في تفاصيل التفكير والهم ...
انتهى الدوام كانني سجين حانت لحظة الافراج عنه !!!
ذهبت مسرعا الى القريه وجدت حمدان واقفا ينتظرني لم اسلم عليه قلت اسمع قل لحبريت اني ابغاه يقتلني انا بدل عمي !! قال حبريت حملني رساله لك ويقول ان قلت لأحد بأنه سوف يقتل عمك راح يقتلك انت وامك وابوك وعمك!!!!!!!!!
صراحة من هول الصدمه اغمي عليّ فلم يكن الحديث عابرا او موضوعا يتعلق باناس بعيدين عني !!!
لم افق من اغماءتي الا وابي واقف امامي ومعه شيخ ذو لحية طويله لا نعرفه في قريتنا وانا في ركن غرفة في منزلنا والشيخ يقرأ وابي واقف يشاهد ابنه وقلبه يرتجف على هذا الابن !!
لا اعلم كم بقيت مغمى عليّ فقد تحمّلت اعصابي فوق طاقتها كل ما اعرفه انني الان في اصعب لحظات حياتي !!!
وبعد فترة من القراءة توقف الشيخ وقال تحس شي ياولدي قلت لا ...
قال جيت اثر من زميلك !!!
يا الله نسيت ان اجلب شيئا فقد كان كل تفكيري منصبّ على عرضي الذي سوف انقله لحمدان ولكن حمدان فأجاني بقرار حبريت فتلعثمت وقلت لا فيصل ماداوم اليوم !!
قال الشيخ لوالدي الولد عنده عين قويه !! لازم جلسات كثيره تجيبه لي كل يوم بعد المغرب !!! وهم يتحدثون وانا مستغرق التفكير اخبرهم او لا اخبرهم هل يستطيع هذا الشيخ الملتحي ذو اللحية الوافره ان يوقف مدّ وزحف حبريت وتذكرت جنوده الذي رأيتهم ولا اظن هذا الشيخ الوقور يستطيع ان يفعل شيئا !!!
حينما وضعني حمدان في خيارين لا ثالث لها اما ان اصمت على علمي بقتل عمي او ان ارضي بأن اكون انا ووالدتي ووالدي الضحيه فقررت بكل عقلانيه وبعيدا عن اي عواطف ان الخيار الاول هو الاقل ضررا...
تمنيّت حقيقة ان يكون التنفيذ بأسرع من اليومين المتبقيه لأن الخوف من القادم اشدّ هولا من القادم بذاته !!!
اجتمعنا في غرفة الجلوس وكانت تلك الايام ايام حرب عاصفة الصحراء وكان الناس مشغولين ومشدوهين بتحرير الكويت والناس ببين مؤيد ومعارض لصدام وفجأة قطع التحليلات السياسية التي كانت تدور بين امي وابي صوت الجرس فقام احد اخوتي مسرعا ليفتح الباب ولكنه رجع مصفّر الوجه تبدو عليه علامات الخوف فقال والدي وش فيه ياولد ؟؟!! اجاب اخي بخوف وارتباك حمدان عند الباب فنهض والدي مسرعا لكي يرحب بالضيف حتى وان كان حمدان ..
ادخله والدي المجلس وقررت انني لن اذهب لأرى حمدان فأنا حقيقة لا اريد ان ارى وجه من اوردني كل تلك الاهوال ولازلت احس احساسا قطعيا ان حمدان هو من زرعني في هذه المنطقة الشائكه وليس حبريت كما يدعي ..
وبينما انا اقلّب فكرتي في رأسي اذا صوت والدي يدعوني تعال يافلان عمك حمدان يبغى يزورك سمع انك تعبان ..
خرجت متثاقلا ورحبت بالهم حمدان وليس العم حمدان فهو فعلا هم ثقيل وقابلني بابتسامة صفراء باهته وكأنه لم يزف اليّ بشرى قتل عمي قبل ساعات !!! ما اقسى قلبك ياحمدان !!!
جلست انظر الى حمدان بحقد وخوف من مصير مجهول وايام قاتمه سوداء فجلس يتحدث هو ووالدي عن تحرير الكويت وعن انهزام جيوش صدام فقال حمدان وهو ليس يتحدث معلومات تحليله فقط بل لديه اعتقد بعض الامور التي كنا نجهلها في ذلك الوقت واذكر انه قال لوالدي ان طال فيك عمر يا ابو فلان راح تشوف صدام في حالن رخيص !!! وترىملكنا باقي له 15 سنه !!! خمس منها واقف وخمس منها على عصا وخمس منها على كرسي والله على ما اقول شهيد ان هذا كلام الرجل .. لم اعطي الموضوع بالا لان عمي كان يشغل كل تفكيري وكنت في حالة يرثى له فقد اقترب موعد التنفيذ ويوم غد سيقتلون عمي وحمدان يتحدث عن ازمة الخليج !!!
خرج والدي ليطلب من امي اعداد وجبة طعام تليق بالضيف المكروه في القريه ولكن يبقى ضيف والكل يخاف منه اصلا فضلا عن كونه ضيف!!
وما اسعد تلك اللحظات في حياتي حين قال لي حمدان ابشرك ان حبريت ماراح يقتل عمك وان هذا كان اختبار من الملك لك يشوف انت كفو مايعدّك له ام انت مجرد صبي لا يستحق اختيار حبريت !!!
وقعت كلمات حمدان علي مثل وقع المطر على الارض اليابسه فرحت وكدت اصرخ من فرط نشوتي لولا دخول والدي ...
تماسكت نفسي استأذنت والدي في ان اخرج لأرى اصدقائي فقال كيف تروح والرجال عندنا جاي يزورك فقال حمدان خله يروح !!
وافق والدي وخرجت مسرعا الى بيت عمّي الذي كنت احسبه من الاموات وطرقت الباب بشده ففتح الباب عمي ومد يدّه لكي يصافحني مرحبا فلم انتظر مدّة يده بل طوقت رأسه بين ذراعيّ وقبّلته على جبهته بكل حب وفرحه !!!
استغرب عمي وقال اتفضل قلت لا بس جيت اسلم عليك , قال طيّب بشرني كيف صحتك قلت ابشرك بخير ...
قال ادخل ياولدي قلت شكرا بروح اشوف للمزرعه الفلانيه حقتنا ... قال اروح معك !!!
فقلت لا انا بروح لوحدي .. قال الله معك ياولدي !!!!
خرجت اذرع شوارع القريه ذهابا ومجيئا ... وكأنني سجين انطلق من عقوبة السجن المؤبد ..
رجعت للمنزل ووجدت والدي اكثر فرحا وسرورا قال اتصدق ياولدي ان حمدان هذا طيب !!
ماسرّ هذه التطور العجيب في علاقة والدي بحمدان !!!
افتراضي
اعـزائــي
اولاً واخــيراً
اشكـر كـل مـن اطلعوعلى القصه
ولكــن
يؤسفني أن اقـول كـاتب القصـه توقف عـن اكمـال القصـه لأنـه يتـأذى مـن الجـن والشياطــين
والله يحفضكم ويحميكم وايانا من كل شــــر
والله اعلم
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir