تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أول قصيدة قومية عربية


الإدريسي العلوي
2013-10-15, 12:10
عينية لقيط بن يعمر الإيادي:

يا دارَ عمرةَ من محتلِّها الجَرعا ... هاجتْ ليَ الهمَّ والأحزانَ والوجعا
تامتْ فؤادي بذاتِ الجِزعِ خَرعَبةٌ ... مرَّت تريدُ بذاتِ العَذبةِ البيعَا
بمقلَتي خاذلٍ أدماءَ طاعَ لها ... نبتُ الرِّياضِ تزجِّي وسطهُ ذرعَا
وواضحٍ أشنبِ الأنيابِ ذي أُشرٍ ... كالأقحوانِ إذا ما نورهُ لمعَا
جرَّتْ لما بيننا حبلَ الشُّموسِ فلا ... يأساً مُبينا أرى منها ولا طمعَا
فما أزالُ على شحطٍ يؤرِّقني ... طيفٌ تعمَّدَ رحلي حيثُما وُضعَا
إنِّي بعينيَ إذ أمَّتْ حُمولهمُ ... بطنَ السَّلوطحِ لا ينظرنَ منْ تبعَا
طوراً أراهمْ وطوراً لا أبيِّنهمْ ... إذا تواضعَ خدرٌ ساعةَ لمعَا
بل أيُّها الرَّاكبُ المُزجي مطيته ... نحوَ الجزيرةِ مرتاداً ومنتجِعَا
أبلغْ إياداً وخلِّلْ في سراتهمُ ... إنِّي أرى الرأيَ إنْ لم أُعصَ قد نصعَا
يا لهفَ نفسيَ إنْ كانتْ أموركمُ ... شتَّى وأُحكمَ أمرَ النَّاسِ فاجتمعَا
إني أراكم وأرضا تُعجبون بها ... مثل السفينة تغشى الوعث والطَبعا
ألا تخافونَ قوماً لا أبالكمُ ... أمسَوا إليكم كأمثالِ الدَّبا سُرعَا
أبناءُ قومٍ تآووكمْ على حنقٍ ... لا يشعرونَ أضرَّ اللهُ أمْ نفعَا
أحرارُ فارسَ أبناءُ الملوكِ لهمْ ... من الجموعِ جموع تزدهي القَلعَا
فهم سراعٌ إليكم بينَ ملتقطٍ ... شوكاً وآخرَ يجني الصَّابَ والسَّلعَا
لو أنَّ جمعهمُ راموا بهَدَّتِهِ ... شُمَّ الشَّماريخِ من ثهلانَ لانْصدعَا
في كلِّ يومٍ يسنَّونَ الحرابَ لكمْ ... لا يهجعونَ إذا ما غافلٌ هجعَا
خزرٌ عيونُهم كأنَّ لحضهمُ ... حريقُ نارٍ ترى منهُ السَّنا قطعَا
لا الحرثُ يشغلهمْ بل لا يرونَ لهم ... من دون بيضتكمْ رِيَّا ولا شِبعَا
وأنتمُ تحرثونَ الأرضَ عن سفه ... في كلِّ معتمَلٍ تبغونَ مزدرَعَا
وتُلقحونَ حيالَ الشَّولِ آونةَ ... وتُنتجونَ بدار القُلعةِ الرُّبعَا
وتلبسونَ ثيابَ الأمنِ ضاحيةَ ... لا تجمعون وهذا اللَّيثُ قد جمعَا
أنتمْ فريقانِ هذا لا يقومُ لهُ ... هصرُ اللّيوثِ وهذا هالكٌ صقعَا
وقد أظلَّكمُ من شطرِ ثغرِكمُ ... هولٌ له ظُلَمٌ تغشاكمُ قِطعَا
مالي أراكمْ نياماً في بُلهنيةٍ ... وقد ترونَ شهابَ الحربِ قد سطعَا
فاشفوا غليلي برأيٍ منكمُ حصد ... يصبح فؤادي له ريَّانَ قد نقعَا
ولا تكونوا كمنْ قد باتَ مكتنِعاً ... إذا يقالُ له افرِجْ غُمَّةً كنعَا
يسعى ويحسب أن المال مُخلده ... إذا استفاد طريفا زاده طمعا
فاقنَوا جيادكمُ واحمُوا ذماركمُ ... واستشعروا الصبر لا تستشعروا الجزعا
قوموا قياماً على أمشاطِ أرجلِكمْ ... ثم افزعوا قد ينالُ الأمن من فزعَا
صونوا جيادكم واجْلوا سيوفكمُ ... وجدِّدوا للقسيِّ النَّبل والشِرعَا
واشروا تلادكمُ في حِرزِ أنفسكمْ ... وحرزِ نسوتكمْ لا تهلكوا هلعَا
ولا يدَعْ بعضُكمْ بعضاً لنائبةٍ ... كما تَركتمْ بأعلى بيشةَ النَّخعَا
أذكوا العيونَ وراءَ السَّرحِ واحترسوا ... حتَّى تُرى الخيل من تَعدائها رُجعَا
فإنْ غلبتمْ على ضنٍّ بداركمُ ... فقد لقيتُم بأمرِ حازمٍ فزَعَا
لا تلهكمْ إبلٌ ليستْ لكم إبلٌ ... إنَّ العدوَّ بعظمٍ منكمُ قزَعَا
لا تثمروا المالَ للأعداءِ إنَّهمُ ... إنْ يظفروا يحتووكمْ والتلادَ معَا
هيهاتَ لا مالَ من زرعٍ ولا إبلٍ ... يرجى لغابركمْ إنْ أنفكم جُدعَا
واللهِ ما انفكَّتِ الأموالُ مذْ أبدٍ ... لأهلها إنْ أُصيبوا مرةً تبَعَا
يا قومُ إنَّ لكمْ من إرثِ أوَّلكمْ ... عزّاً قد أشفقتُ أن يفنى وينقطعَا
وما يردُّ عليكمْ عزُّ أوَّلكمْ ... إنْ ضاعَ آخرهُ أو ذلَّ واتَّضعَا
فلا تغرَّنكمْ دنيا ولا طمعٌ ... لن تنعَشوا بزِماعٍ ذلك الطَّمعَا
يا قومِ بيضتكمْ لا تُفجعُنَّ بها ... إنِّي أخافُ عليها الأزلمَ الجذَعَا
يا قومِ لا تأمنوا إن كنتمُ غيُراً ... على نسائكمُ كسرى وما جمعَا
هو الجلاءُ الذي تبقى مذلَّتهُ ... إنْ طارَ طائركمْ يوماً وإنْ وقعَا
هو الفناءُ الذي يجتثُّ أصلكمُ ... فشمِّروا واستعدُّوا للحروبِ معَا
وقلِّدوا أمركُمُ لله درُّكمُ ... رحبَ الذِّراعِ بأمرِ الحربِ مضطلعَا
لا مترفاً إنْ رخاءُ العيشِ ساعدهُ ... ولا إذا عضَّ مكروهٌ به خشعَا
لا يطعمُ النَّومَ إلاَّ ريثَ يبعثهُ ... همٌّ يكادُ شباه يقصم الضّلعَا
مسهَّدَ النَّوم تعنيه أموركمُ ... يروم منها إلى الأعداءِ مطَّلَعَا
ما انفك يحلِبُ هذا الدَّهرِ أشطُرَهُ ... يكونُ متَّبِعاً طورا ومتَّبَعَا
وليسَ يشغلهُ مالٌ يثمِّرهُ ... عنكم ولا ولدٌ يبغي له الرِّفعَا
حتَّى استمرَّتْ على شزرٍ مريرتهُ ... مستحكمَ السِّنِّ لا قحما ولا ضرعَا
كمالكِ بن قَنانٍ أو كصاحبهِ ... زيدِ القنا يومَ لاقى الحارثينِ معَا
إذ عابهُ عائبٌ يوماً فقالَ لهُ ... دمِّثْ لنفسكَ قبلَ الليل مضطَجَعَا
فساوروهُ فألفَوهُ أخا عَللِ ... في الحربِ يحتبلُ الرِّئبالَ والسَّبُعَا
عبلَ الذراع أبيا ذا مُزابنة ... في الحرب لا عاجزا نِكسا ولا ورَعا
مستنجداً يتحدَّى النَّاسَ كلّهمُ ... لو قارعَ النَّاسَ عن أحسابهم قرعَا
هذا كتابي إليكم والنَّذيرُ لكمْ ... فمن رأى مثلَ ذا رأياً ومن سمعَا
لقد بذلتُ لكم نُصحي بلا دخلٍ ... فاستيقظوا إنَّ خيرَ العلم ما نفعَا

الصقر الأسود ...
2013-10-20, 17:48
قصيدة كـ عذب ذوقك ( مميزة ) ...

حفظك الخالق و اسعدك ...

الإدريسي العلوي
2013-10-21, 13:13
قصيدة كـ عذب ذوقك ( مميزة ) ...

حفظك الخالق و اسعدك ...



بارك الله فيك