يوميات زكرياؤو..

[حساني اسامة]

حياة بخيل

أقترب موعد السفر.. ..ومن عاداتنا ان تقترن به الرغبة في الشراء والزيارة والسياحة والتجوال... .هكذا عهدنا الناس !!!
يبتعون اغراض و البسة ومقتنيات منزلية لهم و لأهليهم حيث يدخلون بها البهجة والسرور على ذواتهم وعلى من يريدون...لكن للبخلاء رأي أخر!!!
كلما دنا وقرب او ناهز و أوشك وقت الرحيل او بالاحرى موعد السفر..كلما بدأت عليهم مَلامِح او سِمَات الكآبة....يحصل اِنْقِبَاض في التنفس, ترى تعاظم تجاعيد الوجه..يبلل منديله ليمسح بيه جبينه طوال اليوم المتصبب عرقا .
حينها أتذكر تحذير المنظمات الحقوقية لشباب المدمن على المخذرات اذ ينعتون هذا المدمن بـ ( سهر بالليل و ونوم بالنهار )
هيئة البخلاء عند البدئ في البتر (ولا اقول انفاق المال) وكأنهم يقطعون اجسادهم فحالتهم مثل المدمن الذي يتلقى العلاج في مصحات الادمان.
لاكن ربي اراد الرحمة لعباده وكل خلقه حتى ولو كانوا في رأينا نحن البشر لايستحقون ذالك....
لقد رحم الله البخلاء..بالحراج؟؟؟!!!! فلا مفر من تعريف (بالحراج)
الحراج هو مكان يجمع النفايات والقمامات ومستهلكات البشر والتي يتبارى على اقتنائها أشباه الأدميين من البخلاء
قد تشاهد في الحراج احذية لاتباع كما تباع الاحذية في اماكن اخرى من الاسواق ب(الزوج) لالالا وانما تباع بالفرد ويألف البخلاء من النعال اكثرهم بعضها ببعض
ايضا في هذا المكان ترى مالم تره من قبل فمثلا ( الجاكت) تناقله وتوارثه الكياسرة ولبسه القياصرة واستخدمه الفراعنة ولا يزال يتقلب بين ايدي البخلاء حتى يصل الي كل واحد منهم.....اقصد البخلاء. في ما يسمونه ( جاكيت شاهد على التاريخ) .
ذهب صاحبنا الي هذا المكان وعادة بعربة من القماش البالي الذي يشبه الملابس
والمضحك انه لايراعى مقاساته التي يبتاعها, هو نحيف لاكنه لا يرتدي الا ماوجد .مفارقة غريبة جدااا نحيف يتدلى في ملابس فضفاضة قديمة راشية بالية اشبه بصورة كاركاتور تنشر على صفحات مجلة الشروق مثلا...يستخدم حذاءا اكبر من حجمه لا اعلم ايتعمد ذالك؟ انه يشتري ملابس عملاق وهو صغير الحجم المهم تكون ارخس شيء في السوق
البخل داء العضال ..يرى الشحيح الى ماله على انه حياته ودمه وعمره وانفاسه اذا انفق دينار لم ينم لاسبوع ...تعلوه كأبة لا تخفى على لبيب..


وانا ادعو الله الخروج من هذا الموضوع قبل ان تنتكس فطرتي انا ايضا

واصبح ذات يوم اسجد واركع للدينار!!

أسامة النايلي
........يتبع