خليل قيصر
2013-10-13, 22:43
العنزةُ والذّئبُ
يروى أن عنزةً صغيرة ً كانت تعيشُ وحيدَةً في بيتِها , داخلَ غابَةٍ , كبيرةٍ فيها الذّئابُ.
وفي يومٍ من أيّام ِ الشّتاء ِ, كانتِ العنْزة ُ تستدفىءُ في بيتِها , وتُعِدّ ُ لنفسها طعاما ممّا خبأتهُ من مؤونةِ الأعشابِ والأغصان ِ الطّريةِ . وقبلَ أن تبدأ بقضم ِ لُقْمتِها الأولى , سمعتُ قرعاً على الباب ِ, وصوتاً خشناً يقول ُ لها:
" دعيني أدخل لأتدفأ قليلاً , أيتها المعزاة ُ اللّطيفةُ , فالطَّقسُ في الخارج ِ باردٌ جداً".
نظرَتِ العنزة ُ الصغيرَة ُ من ثقبِ البابِ, فرأت ذئباً كبيراً يقفُ أمامَ المدخل ِ , ويتظاهرُ بالبراءَةِ وبالارتجافِ من البردِ والمطرِ. فتراجعت قليلاً عن الباب ِ وقالت:
" لن أدعكَ تدخلُ , أيُِّها الذئب ُ المحتالُ , لأنّكَ ستفترسُني , فاذهب وفتش عن مكان ٍ آخرَ لَكَ فتأوي إليهِ ".
لم يُفاجئ جواب ُ العنزةِ الذئبَ المُحتالَ , وعادَ يحاولُ المراوغَةِ , على رغم ِ معرفتهِ أن العنزةَ ذكيةٌ جداً , فقالَ لها:
" أقسمُ لكِ بشرفي على أنني لا أضْمُرُ شرّاً, ولن أقابلَ معروفكِ نحوي بالغدرِ والأذى . ولكنني أكادُ أتجَمَّدُ من البردِ , وأرجو منكِ أن تُدخليني قبل أن أموتَ على عتبةِ بيتِكِ ".
فضحكتِ العنزةُ الصغيرةُ بسخرِيّةٍ , وقالت للذئبِ :
" أي شرفٍ هو هذا الذي تقسم به؟ وأنت المعروف بغدركَ وشراسَتِك. لا تتعب نفسكَ بالأنتظارِ أمامَ بابي, فأنا لن أفتَحَهُ لكَ وأنصَحُكَ بالأنصرافِ سريعا".
غيرَ أن الذئبَ المحتال , لم يستجب لنصيحةِ العنزةِ, لأنّهُ كان يَعِدُ نفسهُ بلحمِها الطّري الشهيِّ , واستمرَّ في خديعتِهِ , فرجا من العنزةِ أن تسمحَ لهُ بإدخال ِ ذيلِهِ فقط من خلال شقِّ البابِ.
وافقتِ العنزةُ الصّغيرةُ على طلبِهِ الأخيرِ, وفتحت البابَ قليلاً , فأدخلَ الذئبُ ذيلَهُ , ثمَّ قالَ لها:
" ما زِلتُ أرتجِفُ من البرْدِ , أيتها المعزاةُ الطيبةُ , فأشْفقي عليَّ, ودعيني أدخِلُ أيضا قائِمتيَّ الخلفِيتينِ".
أوسعتِ العنزةُ فتحةَ البابِ قليلاً , وسمحت للذئبِ أن يُدْخِلَ قائِمتيهِ الخلفيتين ِ فقط. ولكنها , في الوقت نفسهِ , وضعت على النارِ قِدرَ ماءٍ لتغليَ , ثمَّ جهزت كيسا كبيراً , وفتحتَهُ خلفَ البابِ ومؤخَّرِ الذئبِ.
وإذ شعرَ الذئبُ بأنَّ خطَّتهُ بدأت تنجحُ, تابع َ يستعطفُ العنزة َ قائلاً : " ما زلتُ أشعرُ بالبردِ الشديدِ , دعيني أُدخِلُ جسمي قليلا ً, وأنا لن أنسى جميلكِ مدى العُمرِ, وأعدُكِ أيضاً بأن أحميكِ من ذئابِ الغابَةِ كلِّها ".
فقالت لهُ العنزةُ :" حسنا , أدخِل جسمكَ , واستلق ِ قربَ النّار ِ لتستدفىءَ".
وما إن أدخَلَ الذّئبُ جسمَهُ من البابِ, حتى وجدَ نفسَهُ داخِلَ الكيسِ الكبيرِ , فأسرعتِ العنزةُ الصّغيرةُ وأغلَقتهُ بإِحكامٍ, ثمَّ سكبت فوقَهُ الماءَ المغليَّ .
أخذَ الذّئبُ يصرُخُ ويتوَجَّعُ , وراحَ يحاوِلُ الخروجَ من الكيس ِ , فيما هربَتِ العنزَةُ الصّغيرةُ إلى حديقتها , وتسلَّقَت بسرعةٍ شجرةً عالية ً , منتظرةً خروجَ الذئبِ من بيتها.
يروى أن عنزةً صغيرة ً كانت تعيشُ وحيدَةً في بيتِها , داخلَ غابَةٍ , كبيرةٍ فيها الذّئابُ.
وفي يومٍ من أيّام ِ الشّتاء ِ, كانتِ العنْزة ُ تستدفىءُ في بيتِها , وتُعِدّ ُ لنفسها طعاما ممّا خبأتهُ من مؤونةِ الأعشابِ والأغصان ِ الطّريةِ . وقبلَ أن تبدأ بقضم ِ لُقْمتِها الأولى , سمعتُ قرعاً على الباب ِ, وصوتاً خشناً يقول ُ لها:
" دعيني أدخل لأتدفأ قليلاً , أيتها المعزاة ُ اللّطيفةُ , فالطَّقسُ في الخارج ِ باردٌ جداً".
نظرَتِ العنزة ُ الصغيرَة ُ من ثقبِ البابِ, فرأت ذئباً كبيراً يقفُ أمامَ المدخل ِ , ويتظاهرُ بالبراءَةِ وبالارتجافِ من البردِ والمطرِ. فتراجعت قليلاً عن الباب ِ وقالت:
" لن أدعكَ تدخلُ , أيُِّها الذئب ُ المحتالُ , لأنّكَ ستفترسُني , فاذهب وفتش عن مكان ٍ آخرَ لَكَ فتأوي إليهِ ".
لم يُفاجئ جواب ُ العنزةِ الذئبَ المُحتالَ , وعادَ يحاولُ المراوغَةِ , على رغم ِ معرفتهِ أن العنزةَ ذكيةٌ جداً , فقالَ لها:
" أقسمُ لكِ بشرفي على أنني لا أضْمُرُ شرّاً, ولن أقابلَ معروفكِ نحوي بالغدرِ والأذى . ولكنني أكادُ أتجَمَّدُ من البردِ , وأرجو منكِ أن تُدخليني قبل أن أموتَ على عتبةِ بيتِكِ ".
فضحكتِ العنزةُ الصغيرةُ بسخرِيّةٍ , وقالت للذئبِ :
" أي شرفٍ هو هذا الذي تقسم به؟ وأنت المعروف بغدركَ وشراسَتِك. لا تتعب نفسكَ بالأنتظارِ أمامَ بابي, فأنا لن أفتَحَهُ لكَ وأنصَحُكَ بالأنصرافِ سريعا".
غيرَ أن الذئبَ المحتال , لم يستجب لنصيحةِ العنزةِ, لأنّهُ كان يَعِدُ نفسهُ بلحمِها الطّري الشهيِّ , واستمرَّ في خديعتِهِ , فرجا من العنزةِ أن تسمحَ لهُ بإدخال ِ ذيلِهِ فقط من خلال شقِّ البابِ.
وافقتِ العنزةُ الصّغيرةُ على طلبِهِ الأخيرِ, وفتحت البابَ قليلاً , فأدخلَ الذئبُ ذيلَهُ , ثمَّ قالَ لها:
" ما زِلتُ أرتجِفُ من البرْدِ , أيتها المعزاةُ الطيبةُ , فأشْفقي عليَّ, ودعيني أدخِلُ أيضا قائِمتيَّ الخلفِيتينِ".
أوسعتِ العنزةُ فتحةَ البابِ قليلاً , وسمحت للذئبِ أن يُدْخِلَ قائِمتيهِ الخلفيتين ِ فقط. ولكنها , في الوقت نفسهِ , وضعت على النارِ قِدرَ ماءٍ لتغليَ , ثمَّ جهزت كيسا كبيراً , وفتحتَهُ خلفَ البابِ ومؤخَّرِ الذئبِ.
وإذ شعرَ الذئبُ بأنَّ خطَّتهُ بدأت تنجحُ, تابع َ يستعطفُ العنزة َ قائلاً : " ما زلتُ أشعرُ بالبردِ الشديدِ , دعيني أُدخِلُ جسمي قليلا ً, وأنا لن أنسى جميلكِ مدى العُمرِ, وأعدُكِ أيضاً بأن أحميكِ من ذئابِ الغابَةِ كلِّها ".
فقالت لهُ العنزةُ :" حسنا , أدخِل جسمكَ , واستلق ِ قربَ النّار ِ لتستدفىءَ".
وما إن أدخَلَ الذّئبُ جسمَهُ من البابِ, حتى وجدَ نفسَهُ داخِلَ الكيسِ الكبيرِ , فأسرعتِ العنزةُ الصّغيرةُ وأغلَقتهُ بإِحكامٍ, ثمَّ سكبت فوقَهُ الماءَ المغليَّ .
أخذَ الذّئبُ يصرُخُ ويتوَجَّعُ , وراحَ يحاوِلُ الخروجَ من الكيس ِ , فيما هربَتِ العنزَةُ الصّغيرةُ إلى حديقتها , وتسلَّقَت بسرعةٍ شجرةً عالية ً , منتظرةً خروجَ الذئبِ من بيتها.