تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماأروعنا سعداء بتقدمنا إلى الوراء


قابوس
2013-10-13, 12:05
هذا الموضوع نشر في جريدة الشروق اليوم 13-10-2013
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته : أمابعد فعندما يحقق أشقاءنا وجيرانا إنجازات ممتميزة اقتصاديا وسياسيا وينتصرون علينا رياضيا في جميع المنافسات رغم مايسود بلدانهم من عدم الاستقرار وتبحث عن وطنك بين الاوطان فلاتجد له أثرتشعر بالإشمئزازوإحساس جارف بالهوان
وإليكِم ماكتبت في هذا الموضوع
ان المتأمل لواقعنا اليوم ,يسجل بكل أسف أننا نعاني النقص في جميع مجالات الحياة, وأننا لسنا في المستوى المطلوب, وأن وطننا ليست هذه مكانته على الإطلاق, بالمقارنة مع دول صغيرة لم يكن يذكرها أحد ,تجاوزتنا الآن ,و بالنظر أيضا الى ما نملكه من مقومات ومقدرات.
قطاعاتنا كلها متداعية , الصحة, والاقتصاد , والرياضة, والجامعات ,والسياحة ,والتعليم ..إلخ
لاأحد من هذه القطاعات يقنع أويقدم شيئا من الأمل ,عدا بعض الإنجازات التي هي ليست في مستوى طموحاتنا, لقد أصبحنا نشعر بالمرارة والغصة ونحن نتفرج على نجاحات الآخرين ,وهم أقل منا إمكانيات ومقدرات , وحتى كفاءات ,ومساحات, فالكل أصبح يسجل علينا الإنتصارات , ونحصد نحن الإنهزامات وخيبات الأمل .
لم يبقى لنا مانفتخر به عدا ثورتنا التي تقادم عهدها. أو (التغنانت) التي ليست لها مكانة وسط التقدم العلمي والتكنولوجي وهي لاتدفع البلاد إلى الامام , وأصبحنا اليوم مطالبين بإنجازات حديثة تعيد لنا هيبتنا ونثبت بها ذاتنا حتى لايدخل الشك في قلوب أبناءنا وتضيع معالمه ويتسرب إليه اليأس, ويستقر على فكرة مفادهاأننا غير قادرين على التخلص من عجزنا وأنه هذا قدرنا ,وأن شعبنا ليس فيه من الطاقات , والكفاءات مايؤهله ليحتل مكانته الطبيعية بين الامم , ونرضى جميعنا ونستسلم لهذا الواقع
أتساءل هنا لولا البترول الذي هو نعمة من الله علينا وليس من ابتكارات عقولنا لسنا ندري كيف سيكون حالنا.
إن السرعة التي يتغير بها العالم اليوم ,تحتم علينا ان نقف وقفة جادة مع أنفسنا ,ونعترف بدون خجل أننا متأخرون ,ولايمكن أن يكون المسؤول راقيا يحظى بالإحترام والتقدير بين الامم ,إلا إذا كان وطنه متقدما يضع بصمته في سجل هذا العالم ,لأنني أرى أن مكانة كل واحد منا من مكانة وطنه ,وليس مايحصله من درجات وترقيات .بمثل هذا الواقع الذي تطبعه اللامبالاة وانعدام الغيرة على الوطن والإكتفاء بتلميع الصورة الذات وتزيينها بمساحيق ماتلبث أن تزول مع أول ظهور لأشعة الشمس فإننا مهددين في وجودنا فإذا ماغرقت السفينة التي تقلنا فلا يمكن أن ينجوا لا الراعي ولا الرعية.
إنني أشعر بالإنقباض كلما رأيت مواطنا يجمع أمواله ليشد رحاله إلى دولة صغيرة مجاورة ليجري عملية جراحية دقيقة , وآخر يسأل صاحب الدكان عن سلعة مستورة من دولة أخرى أقل منا تاريخاو نفوقها إمكانيات وقدرات.
قد يقول قائل أنني متشائم أرى بعين واحدة أوانني ألبس نظارة سوداء, لكنه الواقع الذي لايمكن أن ينكره أحد ,فحين تستطيع دولة صغيرة أن تقنع العالم باستضافة أكبر تظاهرة رياضية عالمية وهي مستعدة أن تبرّد الملاعب من أجلها ويسقط عندنا أكبر معلم رياضي وتاريخي بمن فيه فيقتل بعض شبابنا ندرك جيدا أننا نتقدم إلى الوراءعلى حسب قول أصحاب الحافلات عندنا .فعلى من تولى أمرنا , وبيده سياستنا أن يدرك حجم تأخرنا وأن يعمل على إيجاد فضاء يمكّن النخبة في بلادنا من أداء دورها, وعلى النخبة أيضا ان لاتنزوي وتراقب الوضع مستنكرة , وكأن الأمر لايعنيها بل أن الواقع الحالي هو مرتعها الخصب الذي يجب أن تكشف فيه عن قدراتها ,وكفاءاتها تدفعها الغيرة على وطنها ,ولن يعترف بنا العالم إلا إذا حققنا إنجازات متميزة تجعل الجميع ينبهر بنا , ويحفظ لنا قدرنا ساعتها فقط تطمئن نفوسنا وتقر أعيننا ونعلم أن الجميع قد أدى واجبه وفي انتظار أن يتحقق ذلك نبقى نتفرج على نجاحات أشقائنا متمنين أن نستيقظ من غفلتنا لنلحق بالركب ونحجز مكانا لنا
 فاخر لخضر – حاسي فدول