مومني محمد
2007-08-25, 16:33
" التوسل في الكتاب والسنة ( لمن أراد الحق )- حلقات "
--------------------------------------------------------------------------------
هذا البحث منقول من كتاب العلامة الألباني ( التوسل )
الفصل الأول
معنى التوسل في لغة العرب
قال ابن الأثير في ( النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل )
وقال الفيروزآبادي في ( القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل )
وقال ابن فارس في ( معجم المقاييس ) : ( الوسيلة : الرغبة والطلب يقال : وسل إذا رغب والواسل : الراغب إلى الله عز وجل
معنى الوسيلة في القرآن :
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } [ سورة المائدة : 35 ]
قال إمام المفسرين الحافظ ابن جرير رحمه الله في تفسيرها : ( يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعد من الثواب وأوعد من العقاب . ( اتقوا الله ) يقول : أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك . ( وابتغوا إليه الوسيلة ) : يقول : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه )
ونقل الحافظ ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معنى الوسيلة فيها القربة ونقل مثل ذلك عن مجاهد وأبي وائل والحسن
وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ونقل عن قتادة قوله فيها : ( أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ) ثم قال ابن كثير : ( وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . . والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود
-----------------------------
وقوله سبحانه : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } [ سورة الإسراء : 57
بين الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مناسبة نزولها التي توضح معناها فقال :
( صحيح ) ( نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون ) ( 2 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( 3 ) : ( أي استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة وهذا هو المعتمد في تفسير الآية )
قلت : وهي صريحة في أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى ولذلك قال : ( يبتغون ) أي يطلبون ما يتقربون به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة وهي كذلك تشير إلى هذه الظاهرة الغريبة المخالفة لكل تفكير سليم ظاهره أن يتوجه بعض الناس بعبادتهم ودعائهم إلى بعض عباد الله يخافونهم ويرجونهم مع أن هؤلاء العباد المعبودين قد أعلنوا إسلامهم وأقروا لله بعبوديتهم وأخذوا يتسابقون في التقرب إليه سبحانه بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها ويطمعون في رحمته ويخافون من عقابه
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------
هذا البحث منقول من كتاب العلامة الألباني ( التوسل )
الفصل الأول
معنى التوسل في لغة العرب
قال ابن الأثير في ( النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل )
وقال الفيروزآبادي في ( القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل )
وقال ابن فارس في ( معجم المقاييس ) : ( الوسيلة : الرغبة والطلب يقال : وسل إذا رغب والواسل : الراغب إلى الله عز وجل
معنى الوسيلة في القرآن :
قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } [ سورة المائدة : 35 ]
قال إمام المفسرين الحافظ ابن جرير رحمه الله في تفسيرها : ( يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعد من الثواب وأوعد من العقاب . ( اتقوا الله ) يقول : أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك . ( وابتغوا إليه الوسيلة ) : يقول : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه )
ونقل الحافظ ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معنى الوسيلة فيها القربة ونقل مثل ذلك عن مجاهد وأبي وائل والحسن
وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ونقل عن قتادة قوله فيها : ( أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ) ثم قال ابن كثير : ( وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . . والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود
-----------------------------
وقوله سبحانه : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } [ سورة الإسراء : 57
بين الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مناسبة نزولها التي توضح معناها فقال :
( صحيح ) ( نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون ) ( 2 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( 3 ) : ( أي استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة وهذا هو المعتمد في تفسير الآية )
قلت : وهي صريحة في أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى ولذلك قال : ( يبتغون ) أي يطلبون ما يتقربون به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة وهي كذلك تشير إلى هذه الظاهرة الغريبة المخالفة لكل تفكير سليم ظاهره أن يتوجه بعض الناس بعبادتهم ودعائهم إلى بعض عباد الله يخافونهم ويرجونهم مع أن هؤلاء العباد المعبودين قد أعلنوا إسلامهم وأقروا لله بعبوديتهم وأخذوا يتسابقون في التقرب إليه سبحانه بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها ويطمعون في رحمته ويخافون من عقابه
يتبع