أبو هاجر القحطاني
2013-10-03, 22:37
تجريم الفضائل
جاء لوط عليه السلام بالدعوة إلى توحيد الله ، وإزالة المنكرات التي تعارف عليها قومه ، ليزرع بدلها فضائل الأخلاق ، وساميَ الصفات ، فكان المفهوم الراسخ في عقول قومه ، منحرف عن أصل الفطرة ، فلم يؤمنوا ، ولم يتطهروا بل قلبوا الحقائق ، وجرّموا الفضائل ، فكان موقفهم كما أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى جواب عجيب مُريب معيب : ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) سورة الأعراف 82 ، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : " قال قتادة ـ رحمه الله ـ : عابوهم واللهِ بغيرِ عيبٍ ، بأنهم يتطهَّرون من أعمالِ السوء " .
هذا الجواب يردده كل منتكس عن الفطرة ، مستظل بالدون ، مستوطن للفساد ، مغيّب عن الفضيلة ، فالإصلاح عنده إفساد ، ولهذا تعجّب جلساء فرعون من ترك موسى وما يدعو إليه : ( أتذرُ موسى وقومَه ليُفسِدُوا في الأرضِ ويذَرَك وآلهتَك ) سورة الأعراف 127 .
والهداية عندهم غواية وضلال ، لا يرون طريقها ، ولا يستضيئون بنورها ، فهم يجتمعون ضدّ الناصحين ويقررون ما يرون : ( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ) سورة الأعراف60 .
والحكمة عندهم سفاهة وخبال ، لذا يخيب رأيهم ، ويفسد تصوّرهم عندما يقابلون رسل الله وحزبه : ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) سورة الأعراف 66 .
وهذا الفهم المنتكس للصادّين عن دين الله ، يدلّ على عدة مؤشرات :
أولاً : أنّهم لا يريدون الحقّ ، ولا تزكية نفوسهم ، لأنّ مؤشر إرادة الحقّ أن يسمعوا ممن دعاهم ، ثمّ لهم أن يُحاجّوا في أصل المبدأ الذي يدعو إليه الداعي ، حتى يتبيّن الحقّ ، لا أن يقلبوا الحقائق المستقرة في الأفهام ، ويُحوّلوا الدعوة إلى اتهام .
ثانياً : أنّ اتهامهم للمصلحين بالطُهر والتطهّر يدلّ على أنّهم يتحلّون بضدّه ، وضدّ الطُهر النجاسة ، ألم يقُل الأول : وبضدّها تتبيّن الأشياءُ .
ثالثاً : أنّ الصادّين عن دين الله لا يُحسنون الحوار ، ولا أخلاقيات الجدال ، ولا أدبيّات البحث عن الحقيقة ، فهم يُقابلون الحوار بالسباب والاتهام ، والرفض القاطع لمجرّد استماع الحجة والبيان ، فأجدادهم : ( قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ) سورة هود 53 .
رابعاً : أنّ كثيراً من الصادّين عن دين الله لا يفهمون إلا لغة القوة والحزم ، لا يقتنعون بالبيّنات ، ولا يتعظون بالآيات ، ولا يعتبرون بمن قد مات وفات ، لذا يختم ربُنا العظيم الجبّار قصصهم بما يمحقهم من العقوبات : ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) سورة العنكبوت 40 .
خامساً : أنّ كثيراً من الصادّين عن دين الله ، المقلّبين للحقائق ، قد انغلقت قلوبهم عن قبول الخير ـ ما داموا على كفرهم وصدّهم ـ ، فلن تملك لهم من الله شيئاً ، : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) سورة الجاثية 23 .
سادساً : أنّ صراخ وتهديد وانحراف الصادّين عن دين الله ، ينبغي ألا يُغيّر مواقف الداعين لدين الله ، فليثبتوا كما ثبت رسل الله ، مهما تكاثر عددهم ، أو حشدوا قوتهم .
سابعاً : أنّ العاقبة للمتقين ، والفوز والغلبة لحزب الله المؤمنين الصادقين ، وهذا ما أنزله العزيز سبحانه : ( كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قوي عزيز ) سورة المجادلة 21 .
http://lojainiat.com/c-104855 (http://lojainiat.com/c-104855)
جاء لوط عليه السلام بالدعوة إلى توحيد الله ، وإزالة المنكرات التي تعارف عليها قومه ، ليزرع بدلها فضائل الأخلاق ، وساميَ الصفات ، فكان المفهوم الراسخ في عقول قومه ، منحرف عن أصل الفطرة ، فلم يؤمنوا ، ولم يتطهروا بل قلبوا الحقائق ، وجرّموا الفضائل ، فكان موقفهم كما أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى جواب عجيب مُريب معيب : ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) سورة الأعراف 82 ، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : " قال قتادة ـ رحمه الله ـ : عابوهم واللهِ بغيرِ عيبٍ ، بأنهم يتطهَّرون من أعمالِ السوء " .
هذا الجواب يردده كل منتكس عن الفطرة ، مستظل بالدون ، مستوطن للفساد ، مغيّب عن الفضيلة ، فالإصلاح عنده إفساد ، ولهذا تعجّب جلساء فرعون من ترك موسى وما يدعو إليه : ( أتذرُ موسى وقومَه ليُفسِدُوا في الأرضِ ويذَرَك وآلهتَك ) سورة الأعراف 127 .
والهداية عندهم غواية وضلال ، لا يرون طريقها ، ولا يستضيئون بنورها ، فهم يجتمعون ضدّ الناصحين ويقررون ما يرون : ( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ) سورة الأعراف60 .
والحكمة عندهم سفاهة وخبال ، لذا يخيب رأيهم ، ويفسد تصوّرهم عندما يقابلون رسل الله وحزبه : ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) سورة الأعراف 66 .
وهذا الفهم المنتكس للصادّين عن دين الله ، يدلّ على عدة مؤشرات :
أولاً : أنّهم لا يريدون الحقّ ، ولا تزكية نفوسهم ، لأنّ مؤشر إرادة الحقّ أن يسمعوا ممن دعاهم ، ثمّ لهم أن يُحاجّوا في أصل المبدأ الذي يدعو إليه الداعي ، حتى يتبيّن الحقّ ، لا أن يقلبوا الحقائق المستقرة في الأفهام ، ويُحوّلوا الدعوة إلى اتهام .
ثانياً : أنّ اتهامهم للمصلحين بالطُهر والتطهّر يدلّ على أنّهم يتحلّون بضدّه ، وضدّ الطُهر النجاسة ، ألم يقُل الأول : وبضدّها تتبيّن الأشياءُ .
ثالثاً : أنّ الصادّين عن دين الله لا يُحسنون الحوار ، ولا أخلاقيات الجدال ، ولا أدبيّات البحث عن الحقيقة ، فهم يُقابلون الحوار بالسباب والاتهام ، والرفض القاطع لمجرّد استماع الحجة والبيان ، فأجدادهم : ( قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ) سورة هود 53 .
رابعاً : أنّ كثيراً من الصادّين عن دين الله لا يفهمون إلا لغة القوة والحزم ، لا يقتنعون بالبيّنات ، ولا يتعظون بالآيات ، ولا يعتبرون بمن قد مات وفات ، لذا يختم ربُنا العظيم الجبّار قصصهم بما يمحقهم من العقوبات : ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) سورة العنكبوت 40 .
خامساً : أنّ كثيراً من الصادّين عن دين الله ، المقلّبين للحقائق ، قد انغلقت قلوبهم عن قبول الخير ـ ما داموا على كفرهم وصدّهم ـ ، فلن تملك لهم من الله شيئاً ، : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) سورة الجاثية 23 .
سادساً : أنّ صراخ وتهديد وانحراف الصادّين عن دين الله ، ينبغي ألا يُغيّر مواقف الداعين لدين الله ، فليثبتوا كما ثبت رسل الله ، مهما تكاثر عددهم ، أو حشدوا قوتهم .
سابعاً : أنّ العاقبة للمتقين ، والفوز والغلبة لحزب الله المؤمنين الصادقين ، وهذا ما أنزله العزيز سبحانه : ( كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قوي عزيز ) سورة المجادلة 21 .
http://lojainiat.com/c-104855 (http://lojainiat.com/c-104855)