مدريدية30
2013-10-03, 19:15
ادب بين التقليد والتجديد في العصر العباسي
قضية التقليد والتجديد مطروحة في كل بيئة وعصر, انها صراع ثابت في الجوهر متغير في الشكل. وهي ليست وقفا على الاداب وسائر الفنون , بل تتناول مجالات الحياة كلها . انها قضية عميقة الجذور تستثيرها وتغذيها عوامل عدة:
فالتطور سنّة الوجود , هو الحركة المتقدمة تتحدى الجمود والحاضر الواعد يتجاوز الماضي . واذا كان التقليد التزم ارث راسخ فالتجديد نسبي ومرحلي , مصيره ان يتخطاه الزمن فيصبح قديما يستدعي جديدا ناشئا , وهكذا تتصل الحلقات وتستمر الحياة .
والانضواء تحت لواء التجديد او التقليد مسألة مزاج شخصي , عمادها ذائقة فردية تتلبدل احاسيسها وتتنوع احكامها بمقدار ما يتوافر لها من غذاء فكري ينميها , وثقافة جمالية تصقلها .
وهو مسالة تفاعل ومحاكاة فالحضارات مؤّثرة ومتفاعلة , والشعوب التي تنفتح امامها افاق الثقافة وقنوات الاتصال , تصبح اكثر قدرة على التطور والابتكار .
لاذلك كانت هذه القضية اكبر من ان يحدّها عصر ويحصرها مجال , لقد واجهتها الاداب العالمية كلها , فكيف وقف الادب العربي منها , وتحديدا في العصر العباسي ؟
ان التحولات الكثيرة التي غيرت المجتمع كانت في اساس الصراع بين المقلدين والمجددين , فالتباين الناشئ في المواقف السياسية والاجتماعية والتطور المتنامي في الفكر والذوق , كانا في اساس صراع شمل مرافق الحياة كلها , وبرز فنيا في ادب العصر : مضمونه واسلوبه .
ففي المضمون غدا السؤال المحوري: أتكون الموضوعات والافكارموروثة مستوحاة من التراث , ام تنشأ عفوية من البيئة ؟ وفي اللغة كان الهاجس مشابها : ايبقى التعبير متمثلا لغة السلف و اصالة ومتانة سبك ؟ أم يتأثر بترف الحضارة الناشئة رقة وسهولة ومفردات ذات دلالات جديدة ؟
هذه القضية طرحت على الادب ومثّلت وجها حادّا من وجوهه في هذا التاريخ . واذا كان العصر قد خلّف تيّارا وهيّأ أجواء لاتجاه معين , فقد ظلّ لأصل الشاعر وحياته وثقافته وذوقه الخاص الدور الفاعل في هذا المجال .
يعتبرالعصر العباسي محطة مهمة في تطور الفكر العربي : فيه عرف انطلاقته الكبرى وبخلاله بلغ ذروة عطائه فلسفيا وعلميا وادبيا , ولقد خصّ الدراسون هذه الحقبة بأبحاث ضافية متنوعة الموضوعات متفاوتة العمق والسعة والنص الذي نحن بصدده واحد منها , وهو يلقي الضوء على مسألة القديم والحديث في ادب هذا العصر .. لذلك ساقوم اخوتي الكرام بطرح قصيدتين نلاحظ فيهما مراحل التجديد والتقليد ومدى التاثر بهما .
المصدر : منتدى منصورة والجميع: http://manssora.yoo7.com/t2171-topic#ixzz2gm4YMnHy
قضية التقليد والتجديد مطروحة في كل بيئة وعصر, انها صراع ثابت في الجوهر متغير في الشكل. وهي ليست وقفا على الاداب وسائر الفنون , بل تتناول مجالات الحياة كلها . انها قضية عميقة الجذور تستثيرها وتغذيها عوامل عدة:
فالتطور سنّة الوجود , هو الحركة المتقدمة تتحدى الجمود والحاضر الواعد يتجاوز الماضي . واذا كان التقليد التزم ارث راسخ فالتجديد نسبي ومرحلي , مصيره ان يتخطاه الزمن فيصبح قديما يستدعي جديدا ناشئا , وهكذا تتصل الحلقات وتستمر الحياة .
والانضواء تحت لواء التجديد او التقليد مسألة مزاج شخصي , عمادها ذائقة فردية تتلبدل احاسيسها وتتنوع احكامها بمقدار ما يتوافر لها من غذاء فكري ينميها , وثقافة جمالية تصقلها .
وهو مسالة تفاعل ومحاكاة فالحضارات مؤّثرة ومتفاعلة , والشعوب التي تنفتح امامها افاق الثقافة وقنوات الاتصال , تصبح اكثر قدرة على التطور والابتكار .
لاذلك كانت هذه القضية اكبر من ان يحدّها عصر ويحصرها مجال , لقد واجهتها الاداب العالمية كلها , فكيف وقف الادب العربي منها , وتحديدا في العصر العباسي ؟
ان التحولات الكثيرة التي غيرت المجتمع كانت في اساس الصراع بين المقلدين والمجددين , فالتباين الناشئ في المواقف السياسية والاجتماعية والتطور المتنامي في الفكر والذوق , كانا في اساس صراع شمل مرافق الحياة كلها , وبرز فنيا في ادب العصر : مضمونه واسلوبه .
ففي المضمون غدا السؤال المحوري: أتكون الموضوعات والافكارموروثة مستوحاة من التراث , ام تنشأ عفوية من البيئة ؟ وفي اللغة كان الهاجس مشابها : ايبقى التعبير متمثلا لغة السلف و اصالة ومتانة سبك ؟ أم يتأثر بترف الحضارة الناشئة رقة وسهولة ومفردات ذات دلالات جديدة ؟
هذه القضية طرحت على الادب ومثّلت وجها حادّا من وجوهه في هذا التاريخ . واذا كان العصر قد خلّف تيّارا وهيّأ أجواء لاتجاه معين , فقد ظلّ لأصل الشاعر وحياته وثقافته وذوقه الخاص الدور الفاعل في هذا المجال .
يعتبرالعصر العباسي محطة مهمة في تطور الفكر العربي : فيه عرف انطلاقته الكبرى وبخلاله بلغ ذروة عطائه فلسفيا وعلميا وادبيا , ولقد خصّ الدراسون هذه الحقبة بأبحاث ضافية متنوعة الموضوعات متفاوتة العمق والسعة والنص الذي نحن بصدده واحد منها , وهو يلقي الضوء على مسألة القديم والحديث في ادب هذا العصر .. لذلك ساقوم اخوتي الكرام بطرح قصيدتين نلاحظ فيهما مراحل التجديد والتقليد ومدى التاثر بهما .
المصدر : منتدى منصورة والجميع: http://manssora.yoo7.com/t2171-topic#ixzz2gm4YMnHy