احمد74
2013-10-02, 18:00
لا يمكن لأي متتبع للحركة النقابية المعاصرة في الجزائر أن يتجاهل ظاهرة الكناباست، التي كانت نشأتها متفردة على كافة الصعد، فقد اعتُمدت وفعليا بعيدا عن وزارة العمل بخلاف العادة، واحتضنتها القاعدة العمالية بشكل ملفت لدرجة أنها فرضت على الوزارة الوصية بعد الكثير من التعنت القبول بها كممثل لسلك أساتذة التعليم الثانوي بعد أن حققت مطالب اجتماعية هامة دون الاعتراف الرسمي بها، والآن وبعد أكثر من عقد من النضال كان لزاما الوقوف على الانجازات المحققة للحفاظ عليها و مراجعة الإخفاقات لتجنبها ومحاولة التغلب على الأقل على آثارها، ومن هذه الإنجازات الكثيرة إن على مستوى أسلاك التعليم الثانوي أو على مستوى قطاع التربية أو على مستوى العمل النقابي الوطني ككل نرصد ما يلي:
ـ بفضل نضال الكناباست تحرر العمل النقابي الوطني وصار أكثر براغماتية بعيدا عن العمل النقابي المدجن الذي استأثرت به المركزية النقابية والذي ظهرت سوأته بشكل كبير بعد اغتيال النقابي عبد الحق بن حمودة.فارتفعت أصوات النقابات في قطاعات مختلفة مطالبة بحقوقها دون انتظار رأي المركزية النقابية التي ظلت مقيدة برأي الحكومة.
ـ اكتسب عمال التربية نتيجة نضال الكناباست الكثير من الوعي النقابي وصارت القوانين والحقوق والواجبات الخاصة بعمال التربية أكثر وضوحا وقربا من عمال القطاع. ولم تعد مقتصرة على مخابر المركزية النقابية.
ـ شكل نجاح الكناباست ضربة قاصمة للحصار المفروض على العمل النقابي في الجزائر والذي كان مقيدا بالاعتماد الذي تقدمه وزارة العمل ، هذا الاعتماد الذي لم يكن ليحظى به إلا من أمنت الحكومة شرّه، ولا يتكرم به إلا على النقابات الأليفة.
ـ انعكست الانجازات الأولى للكناباست إيجابا على الأسلاك الأخرى، بحيث كانت الزيادات غير مقتصرة على أساتذة التعليم الثانوي فقط رغم التفاوت النبي.
ـ ساهم الكناباست في إخراج النقابات من سباتها والكثير منها كان قد حنِّط منذ نشأته ولم يكد يحقق إنجازا يذكر،ولم يحقق التمثيل المطلوب ولا الانتشار المنتظر منه ، قتبنت مطالب راديكالية كتلك التي نادي بها الكناباست لركوب الموجة وقد ساعده اقتصار الكناباست على سلك معين ورغبة العمال في الأسلاك الأخرى في التحرك، ساعد كل ذلك على خروج هذه النقابات إلى العمل الميداني.
الأكيد أن هذا غيظا من فيض الإنجازات الكثيرة التي تحققت ، لكن ذلك لا يجعلنا نغفل عن إخفاقات لهذه النقابة معظمها حدث بعد الحصول على الاعتماد وبعد تثبيت الكناباست لمكانته الوطنية، وهي إخفاقات منطقية لأن القيادات هم بشر ولهم عواطف ورغبات سرعان ما تخرج إلى العلن بعد أن تتبين المغانم وتهدأ العواصف وكذلك هو الحال في الثورات المختلفة والحركات المتعددة في العالم وتلك هي سنة البشر.
ومن هذه الإخفاقات التي نسوق بعضها رغبة منا في أن تُستدرَك ما يأتي:
ـ ساهم نضال الكناباست في خلق منافسة بين الأسلاك خاصة بين أساتذة التعليم الثانوي وأسلاك المتوسط والابتدائي، وظهرت مطالب لم تكن مطروحة من قبل تنادي بضرورة المساواة بين الأسلاك في الرواتب، بل وبالتفاضل على أساس ساعات العمل ، أو بالمساواة في ساعات العمل ....الخ، ومن شأن هكذا مطالب أن تخل بمكاسب هذه النقابة.
ـ ساهمت الانجازات الكبيرة في إثارة رغبات القيادات على المستويين الوطني والولائي في الخلود في المناصب للاستمتاع بهذه الانجازات، فبعد أن كان هؤلاء القياديون يتغنون في البداية بالقانون الداخلي للكناباست الذي يسمح بعهدة واحدة فقط للقياديين والسماح بالتداول، تم تغيير هذا البند ولم نعد نسمع منذ سنوات عديدة إلا أسماء معينة سواء على المستوى الولائي أو على المستوى الوطني وصار حالهم كحال السيد السعيد الذي لا يتزحزح ولا يترنح.
ـ كان من شعارات القيادة في الكناباست أن نقابتهم نقابة ميدان ولا مكان للانتداب بالنسبة للقياديين، حدث هذا في السنوات الأولى ثم انحرفت القاطرة نتيجة الرغبة في الاستفادة من الانجازات والتحق القياديون فرادى وجماعات بالمنتدبين في النقابات المختلفة ومنها المركزية النقابية.
ـ من بين الشعارات التي تميزت بها الكناباست أن القرار يصدر في قاعات التدريس ، وكان هذا واقعا ممارسا إبان المواجهة بين النقابة وبين الحكومة ، وما إن استقرت الأمور وحان وقت جني الثمار حتى صارت القرارات فوقية، ولنا في توسيع النقابة لتشمل الابتدائي والمتوسط خير دليل، فالقرار سقط كجلمود حطه السيل من عل.
ـ لم يخفت احتجاج الكناباست يوما عن انتقاد التدخل الفاحش للمركزية النقابية في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، وطالبت برفع الغطاء عن أي تدخل نقابي، وتم إزاحة الإتحاد العام للعمال الجزائريين عن تسيير أموال الخدمات ، واقترحت الانتخابات كحل ديمقراطي، وهنا لم تستطع قيادات الكناباست المحافظة على رباطة جأشها ورغبتها في ممارسة الولاية على أموال عمال التربية كما كانت تفعل المركزية النقابية، وعملت على الترويج لأسماء معينة و والتدخل لفرضها على أساتذة التعليم الثانوي باعتبارهم مرشحين تمت تزكيتهم من قبل المكاتب الولائية وهو ما يتنافى مع مبدإ عدم التدخل الذي نادت به، وتم التستر بأعذار واهية من بينهما مثلا المحافظة على توازن التمثيل داخل كل ولاية ثم الحفاظ على التوازن الجهوي على المستوى الوطني بالاتفاق مع ليانباف ، حتى أننا لا نجد عضوين من نفس الولاية على مستوى اللجنة الوطنية نتيجة تدخل النقابتين المسيرتين، وقد جنت الكناباست سريعا نتيجة تدخلها فنشأ نزاع بينها وبين ليانباف التي سيطرت على أغلب اللجان الولائية بالإضافة إلى اللجان الوطنية نتيجة تدخل التنظيمين في عملية الانتخاب والتزكية، وهو الأمر الذي استدعى توسيع الكناباست لمواجهة الحليف السابق.
ـ ومن الإخفاقات التي نسيها الكثير من أساتذة التعليم الثانوي، التقليص الكبير لهامش الترقية لأستاذ التعليم الثانوي، هذا الأخير كان مسموحا له بالترقية إلى منصب مفتش بالتعليم الابتدائي أو المتوسط كما كان بإمكانه الترقية إلى مدير متوسطة أو الحصول على منصب نوعي كرئيس مكتب أو رئيس مصلحة بمديريات التربية، لكن هذا الباب أقفل، وحتى الترقيات التي بقيت فهي مشروطة فالترقية إلى منصب أستاذ رئيسي المستحدثة تفقدك خاصية الترقية فيما بعد إلى منصب ناظر أو منصب مدير ثانوية وهلم جرا.
ـ ومادام الحديث عن القانون الخاص في مسألة الترقيات نشير إلى موقف الكناباست المؤيد بشدة لتطبيق هذا القانون إلي حول كتلة أساتذة التعليم الثانوي شيعا وجماعات بعد أن كان كتلة واحدة نتيجة الترقيات المتفاوتة للبعض وعدم ترقية البعض الآخر مع ضيق إمكانية الترقية مستقبلا نتيجة المناصب الشحيحة التي تمنح كل سنة وهو ما انعكس على الإضرابات الأخيرة حيث لم تعد الاستجابة كما كان عليه الحال من قبل.
ـ إن تأييد القانون الخاص من قبل الكناباست رغم الإجحاف الذي لحق قطاعا واسعا من عمال التربية من جرائه يجعله اليوم في موقف غير أخلاقي حينما يتبنى مطالب الآيلين للزوال رغبة في تجنيدهم في إطار الكناباست الموسع رغم إلحاحه يومها على تنفيذ هذا القانون وبأسرع وقت ممكن.
ـ بفضل نضال الكناباست تحرر العمل النقابي الوطني وصار أكثر براغماتية بعيدا عن العمل النقابي المدجن الذي استأثرت به المركزية النقابية والذي ظهرت سوأته بشكل كبير بعد اغتيال النقابي عبد الحق بن حمودة.فارتفعت أصوات النقابات في قطاعات مختلفة مطالبة بحقوقها دون انتظار رأي المركزية النقابية التي ظلت مقيدة برأي الحكومة.
ـ اكتسب عمال التربية نتيجة نضال الكناباست الكثير من الوعي النقابي وصارت القوانين والحقوق والواجبات الخاصة بعمال التربية أكثر وضوحا وقربا من عمال القطاع. ولم تعد مقتصرة على مخابر المركزية النقابية.
ـ شكل نجاح الكناباست ضربة قاصمة للحصار المفروض على العمل النقابي في الجزائر والذي كان مقيدا بالاعتماد الذي تقدمه وزارة العمل ، هذا الاعتماد الذي لم يكن ليحظى به إلا من أمنت الحكومة شرّه، ولا يتكرم به إلا على النقابات الأليفة.
ـ انعكست الانجازات الأولى للكناباست إيجابا على الأسلاك الأخرى، بحيث كانت الزيادات غير مقتصرة على أساتذة التعليم الثانوي فقط رغم التفاوت النبي.
ـ ساهم الكناباست في إخراج النقابات من سباتها والكثير منها كان قد حنِّط منذ نشأته ولم يكد يحقق إنجازا يذكر،ولم يحقق التمثيل المطلوب ولا الانتشار المنتظر منه ، قتبنت مطالب راديكالية كتلك التي نادي بها الكناباست لركوب الموجة وقد ساعده اقتصار الكناباست على سلك معين ورغبة العمال في الأسلاك الأخرى في التحرك، ساعد كل ذلك على خروج هذه النقابات إلى العمل الميداني.
الأكيد أن هذا غيظا من فيض الإنجازات الكثيرة التي تحققت ، لكن ذلك لا يجعلنا نغفل عن إخفاقات لهذه النقابة معظمها حدث بعد الحصول على الاعتماد وبعد تثبيت الكناباست لمكانته الوطنية، وهي إخفاقات منطقية لأن القيادات هم بشر ولهم عواطف ورغبات سرعان ما تخرج إلى العلن بعد أن تتبين المغانم وتهدأ العواصف وكذلك هو الحال في الثورات المختلفة والحركات المتعددة في العالم وتلك هي سنة البشر.
ومن هذه الإخفاقات التي نسوق بعضها رغبة منا في أن تُستدرَك ما يأتي:
ـ ساهم نضال الكناباست في خلق منافسة بين الأسلاك خاصة بين أساتذة التعليم الثانوي وأسلاك المتوسط والابتدائي، وظهرت مطالب لم تكن مطروحة من قبل تنادي بضرورة المساواة بين الأسلاك في الرواتب، بل وبالتفاضل على أساس ساعات العمل ، أو بالمساواة في ساعات العمل ....الخ، ومن شأن هكذا مطالب أن تخل بمكاسب هذه النقابة.
ـ ساهمت الانجازات الكبيرة في إثارة رغبات القيادات على المستويين الوطني والولائي في الخلود في المناصب للاستمتاع بهذه الانجازات، فبعد أن كان هؤلاء القياديون يتغنون في البداية بالقانون الداخلي للكناباست الذي يسمح بعهدة واحدة فقط للقياديين والسماح بالتداول، تم تغيير هذا البند ولم نعد نسمع منذ سنوات عديدة إلا أسماء معينة سواء على المستوى الولائي أو على المستوى الوطني وصار حالهم كحال السيد السعيد الذي لا يتزحزح ولا يترنح.
ـ كان من شعارات القيادة في الكناباست أن نقابتهم نقابة ميدان ولا مكان للانتداب بالنسبة للقياديين، حدث هذا في السنوات الأولى ثم انحرفت القاطرة نتيجة الرغبة في الاستفادة من الانجازات والتحق القياديون فرادى وجماعات بالمنتدبين في النقابات المختلفة ومنها المركزية النقابية.
ـ من بين الشعارات التي تميزت بها الكناباست أن القرار يصدر في قاعات التدريس ، وكان هذا واقعا ممارسا إبان المواجهة بين النقابة وبين الحكومة ، وما إن استقرت الأمور وحان وقت جني الثمار حتى صارت القرارات فوقية، ولنا في توسيع النقابة لتشمل الابتدائي والمتوسط خير دليل، فالقرار سقط كجلمود حطه السيل من عل.
ـ لم يخفت احتجاج الكناباست يوما عن انتقاد التدخل الفاحش للمركزية النقابية في تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، وطالبت برفع الغطاء عن أي تدخل نقابي، وتم إزاحة الإتحاد العام للعمال الجزائريين عن تسيير أموال الخدمات ، واقترحت الانتخابات كحل ديمقراطي، وهنا لم تستطع قيادات الكناباست المحافظة على رباطة جأشها ورغبتها في ممارسة الولاية على أموال عمال التربية كما كانت تفعل المركزية النقابية، وعملت على الترويج لأسماء معينة و والتدخل لفرضها على أساتذة التعليم الثانوي باعتبارهم مرشحين تمت تزكيتهم من قبل المكاتب الولائية وهو ما يتنافى مع مبدإ عدم التدخل الذي نادت به، وتم التستر بأعذار واهية من بينهما مثلا المحافظة على توازن التمثيل داخل كل ولاية ثم الحفاظ على التوازن الجهوي على المستوى الوطني بالاتفاق مع ليانباف ، حتى أننا لا نجد عضوين من نفس الولاية على مستوى اللجنة الوطنية نتيجة تدخل النقابتين المسيرتين، وقد جنت الكناباست سريعا نتيجة تدخلها فنشأ نزاع بينها وبين ليانباف التي سيطرت على أغلب اللجان الولائية بالإضافة إلى اللجان الوطنية نتيجة تدخل التنظيمين في عملية الانتخاب والتزكية، وهو الأمر الذي استدعى توسيع الكناباست لمواجهة الحليف السابق.
ـ ومن الإخفاقات التي نسيها الكثير من أساتذة التعليم الثانوي، التقليص الكبير لهامش الترقية لأستاذ التعليم الثانوي، هذا الأخير كان مسموحا له بالترقية إلى منصب مفتش بالتعليم الابتدائي أو المتوسط كما كان بإمكانه الترقية إلى مدير متوسطة أو الحصول على منصب نوعي كرئيس مكتب أو رئيس مصلحة بمديريات التربية، لكن هذا الباب أقفل، وحتى الترقيات التي بقيت فهي مشروطة فالترقية إلى منصب أستاذ رئيسي المستحدثة تفقدك خاصية الترقية فيما بعد إلى منصب ناظر أو منصب مدير ثانوية وهلم جرا.
ـ ومادام الحديث عن القانون الخاص في مسألة الترقيات نشير إلى موقف الكناباست المؤيد بشدة لتطبيق هذا القانون إلي حول كتلة أساتذة التعليم الثانوي شيعا وجماعات بعد أن كان كتلة واحدة نتيجة الترقيات المتفاوتة للبعض وعدم ترقية البعض الآخر مع ضيق إمكانية الترقية مستقبلا نتيجة المناصب الشحيحة التي تمنح كل سنة وهو ما انعكس على الإضرابات الأخيرة حيث لم تعد الاستجابة كما كان عليه الحال من قبل.
ـ إن تأييد القانون الخاص من قبل الكناباست رغم الإجحاف الذي لحق قطاعا واسعا من عمال التربية من جرائه يجعله اليوم في موقف غير أخلاقي حينما يتبنى مطالب الآيلين للزوال رغبة في تجنيدهم في إطار الكناباست الموسع رغم إلحاحه يومها على تنفيذ هذا القانون وبأسرع وقت ممكن.