لمعة السيف
2013-09-29, 18:38
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الرب العالمين
{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ }
قال ابن كثير رحمه الله
أي: امش مشيًا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط،
بل عدلا وسطًا بين بين،{ قال عطاء : امش بالوقار والسَّكينة }.
{قال ابن جبير: لا تختل في مشيتك }
و قوله يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا )
فيه أربعة أقاويل عن الحسن قال: علماء حلماء لا يجهلون. لثاني :
أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك . الثالث : بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد .
الرابع : متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن زيد .
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي زَادِ الْمَعَادِ :
الْمِشْيَاتُ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ ،
( الْأَوَّلُ ) :
أَحْسَنُهَا وَأَسْكَنُهَاوهي مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ }
قال الألباني :
صحيح مختصر الشمائل ( 40 ) وَقَالَ مَرَّةً :
{ إذَا مَشَى تَقَلَّعَ } ،
وَالتَّقَلُّعُ الِارْتِفَاعُ مِنْ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ كَحَالِ الْمُنْحَطِّ فِي الصَّبَبِ ،
يَعْنِي يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا بَائِنًا بِقُوَّةٍ ، وَالتَّكَفُّؤُ التَّمَايُلُ إلَى قُدَّامَ ،
كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي جَرْيِهَا ، وَهُوَ أَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
{ مَا رَأَيْت أَحَدًا أَسْرَعَ مِشْيَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَأَنَّمَا
الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ ، كُنَّا إذَا مَشِينَا مَعَهُ نُجْهِدُ أَنْفُسَنَا ، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ }
رواهَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَالتِّرْمِذِيِّ.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
{ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ }
رَوَاه الْإِمَامُ أَحْمَدُ قال الالباني: سنده صحيح.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَزَادَ :
{ وَإِذَا مَشَى لَكَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ }
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْهُ :
{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا
مَشَى تَقَطَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ } .
فَدَلَّتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَأَمْثَالُهَا مِمَّا لَمْ نَذْكُرْ أَنَّ مِشْيَتَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَكُنْ بِمُمَاتَةٍ وَلَا بِمُهَانَةٍ ،
وَالصَّبَبُ : الْمَوْضِعُ الْمُنْحَدِرُ مِنْ الْأَرْضِ ،
وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى سُرْعَةِ مَشْيِهِ ؛ لِأَنَّ الْمُنْحَدِرَ لَا يَكَادُ يَثْبُتُ فِي مَشْيِهِ ،
وَالتَّقَطُّعُ الِانْحِدَارُ مِنْ الصَّبَبِ ،
وَالتَّقَطُّعُ مِنْ الْأَرْضِ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ . يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْتَعْمِلُ
التَّثَبُّتَ وَلَا يُبَيَّنُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ
اسْتِعْجَالٌ وَمُبَادَرَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَأَرَادَ بِهِ قُوَّةَ الْمَشْيِ ، وَأَنَّهُ يَرْفَعُ
رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا قَوِيًّا لَا كَمَنْ يَمْشِي
اخْتِيَالًا وَيُقَارِبُ خَطْوَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ
مِنْ مَشْيِ النِّسَاءِ. فَأَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ مِشْيَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْمَاشِيَ إنْ كَانَ يَتَمَاوَتُ فِي مِشْيَتِهِ وَيَمْشِي قِطْعَةً
وَاحِدَةً كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَحْمُولَةٌ فَمِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ .
وقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
الثَّانِيَةُ مِنْ الْمِشْيَاتِ :
أَنْ يَمْشِيَ بِانْزِعَاجٍ وَاضْطِرَابٍ ، مَشْيَ الْجَمَلِ الْأَهْوَجِ ، وَهِيَ مَذْمُومَةٌ أَيْضًا ،
وَهِيَ عَلَامَةٌ عَلَى خِفَّةِ عَقْلِ صَاحِبِهَا ، وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ يَمِينًا وَشِمَالًا .
الثَّالِثَةُ : أَنْ يَمْشِيَ هَوْنًا وَهِيَ مِشْيَةُ عِبَادِ الرَّحْمَنِ .
الرَّابِعَةُ : السَّعْيُ
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ :
بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ كِبْرٍ وَلَا تَمَاوُتٍ ،
وَهِيَ مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
. الْخَامِسَةُ : الرَّمَلُ وَتُسَمَّى الْخَبَبَ ،
وَهِيَ إسْرَاعُ الْمَشْيِ مَعَ تَقَارُبِ الْخُطَا بِخِلَافِ السَّعْيِ .السَّادِسَةُ :
السَّيَلَانُ ، وَهُوَ الْعَدْوُ الْخَفِيفُ بِلَا انْزِعَاجٍ . السَّابِعَةُ :
لْخَوْزَلَى ، وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا تَكَبُّرٌ وَتَخَنُّثٌ .
الثَّامِنَةُ : الْقَهْقَرَى وَهِيَ الْمَشْيُ إلَى وَرَائِهِ .
التَّاسِعَةُ : الْجَمَزَى يَثِبُ فِيهَا وَثْبًا .
الْعَاشِرَةُ : التَّمَايُلُ كَمِشْيَةِ النِّسْوَانِ . وَإِذَا مَشَى بِهَا الرَّجُلُ كَانَ مُتَبَخْتِرًا .
وَأَعْلَاهَا مِشْيَةُ الْهَوْنِ وَالتَّكَفُّؤِ انْتَهَى .
والحمد لله الرب العالمين
{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ }
قال ابن كثير رحمه الله
أي: امش مشيًا مقتصدا ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط،
بل عدلا وسطًا بين بين،{ قال عطاء : امش بالوقار والسَّكينة }.
{قال ابن جبير: لا تختل في مشيتك }
و قوله يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا )
فيه أربعة أقاويل عن الحسن قال: علماء حلماء لا يجهلون. لثاني :
أعفاء أتقياء ، قاله الضحاك . الثالث : بالسكينة والوقار ، قاله مجاهد .
الرابع : متواضعين لا يتكبرون ، قاله ابن زيد .
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي زَادِ الْمَعَادِ :
الْمِشْيَاتُ عَشَرَةُ أَنْوَاعٍ ،
( الْأَوَّلُ ) :
أَحْسَنُهَا وَأَسْكَنُهَاوهي مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ }
قال الألباني :
صحيح مختصر الشمائل ( 40 ) وَقَالَ مَرَّةً :
{ إذَا مَشَى تَقَلَّعَ } ،
وَالتَّقَلُّعُ الِارْتِفَاعُ مِنْ الْأَرْضِ بِجُمْلَتِهِ كَحَالِ الْمُنْحَطِّ فِي الصَّبَبِ ،
يَعْنِي يَرْفَعُ رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا بَائِنًا بِقُوَّةٍ ، وَالتَّكَفُّؤُ التَّمَايُلُ إلَى قُدَّامَ ،
كَمَا تَتَكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي جَرْيِهَا ، وَهُوَ أَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
{ مَا رَأَيْت أَحَدًا أَسْرَعَ مِشْيَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَأَنَّمَا
الْأَرْضُ تُطْوَى لَهُ ، كُنَّا إذَا مَشِينَا مَعَهُ نُجْهِدُ أَنْفُسَنَا ، وَإِنَّهُ لَغَيْرُ مُكْتَرِثٍ }
رواهَ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَالتِّرْمِذِيِّ.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
{ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إذَا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعًا لَيْسَ فِيهِ كَسَلٌ }
رَوَاه الْإِمَامُ أَحْمَدُ قال الالباني: سنده صحيح.
وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَزَادَ :
{ وَإِذَا مَشَى لَكَأَنَّمَا يَمْشِي فِي صُعُدٍ }
وَرُوِيَ أَيْضًا عَنْهُ :
{ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا
مَشَى تَقَطَّعَ كَأَنَّمَا يَنْحَدِرُ مِنْ صَبَبٍ } .
فَدَلَّتْ هَذِهِ الْأَحَادِيثُ وَأَمْثَالُهَا مِمَّا لَمْ نَذْكُرْ أَنَّ مِشْيَتَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ تَكُنْ بِمُمَاتَةٍ وَلَا بِمُهَانَةٍ ،
وَالصَّبَبُ : الْمَوْضِعُ الْمُنْحَدِرُ مِنْ الْأَرْضِ ،
وَذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى سُرْعَةِ مَشْيِهِ ؛ لِأَنَّ الْمُنْحَدِرَ لَا يَكَادُ يَثْبُتُ فِي مَشْيِهِ ،
وَالتَّقَطُّعُ الِانْحِدَارُ مِنْ الصَّبَبِ ،
وَالتَّقَطُّعُ مِنْ الْأَرْضِ قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ . يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يَسْتَعْمِلُ
التَّثَبُّتَ وَلَا يُبَيَّنُ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ
اسْتِعْجَالٌ وَمُبَادَرَةٌ شَدِيدَةٌ ، وَأَرَادَ بِهِ قُوَّةَ الْمَشْيِ ، وَأَنَّهُ يَرْفَعُ
رِجْلَيْهِ مِنْ الْأَرْضِ رَفْعًا قَوِيًّا لَا كَمَنْ يَمْشِي
اخْتِيَالًا وَيُقَارِبُ خَطْوَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ
مِنْ مَشْيِ النِّسَاءِ. فَأَعْدَلُ الْمِشْيَاتِ مِشْيَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَإِنَّ الْمَاشِيَ إنْ كَانَ يَتَمَاوَتُ فِي مِشْيَتِهِ وَيَمْشِي قِطْعَةً
وَاحِدَةً كَأَنَّهُ خَشَبَةٌ مَحْمُولَةٌ فَمِشْيَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ .
وقَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
الثَّانِيَةُ مِنْ الْمِشْيَاتِ :
أَنْ يَمْشِيَ بِانْزِعَاجٍ وَاضْطِرَابٍ ، مَشْيَ الْجَمَلِ الْأَهْوَجِ ، وَهِيَ مَذْمُومَةٌ أَيْضًا ،
وَهِيَ عَلَامَةٌ عَلَى خِفَّةِ عَقْلِ صَاحِبِهَا ، وَلَا سِيَّمَا إنْ كَانَ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ يَمِينًا وَشِمَالًا .
الثَّالِثَةُ : أَنْ يَمْشِيَ هَوْنًا وَهِيَ مِشْيَةُ عِبَادِ الرَّحْمَنِ .
الرَّابِعَةُ : السَّعْيُ
قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ :
بِسَكِينَةٍ وَوَقَارٍ مِنْ غَيْرِ كِبْرٍ وَلَا تَمَاوُتٍ ،
وَهِيَ مِشْيَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
. الْخَامِسَةُ : الرَّمَلُ وَتُسَمَّى الْخَبَبَ ،
وَهِيَ إسْرَاعُ الْمَشْيِ مَعَ تَقَارُبِ الْخُطَا بِخِلَافِ السَّعْيِ .السَّادِسَةُ :
السَّيَلَانُ ، وَهُوَ الْعَدْوُ الْخَفِيفُ بِلَا انْزِعَاجٍ . السَّابِعَةُ :
لْخَوْزَلَى ، وَهِيَ مِشْيَةٌ فِيهَا تَكَبُّرٌ وَتَخَنُّثٌ .
الثَّامِنَةُ : الْقَهْقَرَى وَهِيَ الْمَشْيُ إلَى وَرَائِهِ .
التَّاسِعَةُ : الْجَمَزَى يَثِبُ فِيهَا وَثْبًا .
الْعَاشِرَةُ : التَّمَايُلُ كَمِشْيَةِ النِّسْوَانِ . وَإِذَا مَشَى بِهَا الرَّجُلُ كَانَ مُتَبَخْتِرًا .
وَأَعْلَاهَا مِشْيَةُ الْهَوْنِ وَالتَّكَفُّؤِ انْتَهَى .