المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نسب الأمير عبد القادر


kadamtm
2008-12-28, 17:56
"اعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
هذه كلمات المجاهد حين يحكم، والمستضعف حين يتمكن، خرجت قوية صادقة من قلبه الأبيّ حين أُقيمت دولته، وأُعليت رايته، إنه عبد القادر الجزائري…المجاهد الذي ما وجد أهل الجزائر سواه لينصّبوه إمامًا للمجاهدين وهو ابن الخامسة والعشرين، وأرادوه "سلطانًا" فأبى أن يكون إلا "أمير الجهاد".
فهو محط أنظارنا، والجدير باعتبارنا، وهو شخصية تمتلئ حياتها بعبرة لأولى الأبصار وتذكرة لأهل الاعتبار.
من هو الأمير عبد القادر؟


هو عبد القادر ابن الأمير محيي الدين الحسني، يتصل نسبه بالإمام الحسن بن علي ولد في 23 من رجب عام 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة "وهران" بالمغرب الأوسط أو الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران، ولم يكن الوالد هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة، وكان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "وهران" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسيني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسئولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسيني، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ/ نوفمبر 1832م.



وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطو طاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".

دولة الأمير عبد القادر



وقد بادر الأمير عبد القادر بإعداد جيشه، ونزول الميدان ليحقق انتصارات متلاحقة على الفرنسيين، وسعى في ذات الوقت إلى التأليف بين القبائل وفض النزاعات بينها، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي.
ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "المعسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م.
وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وموغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه.
يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ولكن فرنسا دعمت قواتها بسرعة، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، والحق أن هذا الأمر لم يكن مفاجأة كاملة فقد تعهد السلطان لفرنسا بذلك، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م، ورحل على ظهر إحدى البوارج الفرنسية، وإذا بالأمير يجد نفسه بعد ثلاثة أيام في ميناء طولون ثم إلى إحدى السجون الحربية الفرنسية، وهكذا انتهت دولة الأمير عبد القادر، وقد خاض الأمير خلال هذه الفترة من حياته حوالي 40 معركة مع الفرنسيين والقبائل المتمردة والسلطان المغربي.



الأمير الأسير



ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشئون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق، حيث استنانبول والسلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276/1860 تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والنصارى في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من النصارى، إذ استضافهم في منازله.
وفاته



وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300هـ/ 24 من مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوارالشيخ ابن عربي بالصالحية.

soltani
2009-01-29, 20:36
thank you for you work

nonito
2009-03-15, 13:04
قم بزيارة موقع سيدي قادة الجد السادس للأمير

eslem
2009-03-16, 12:58
النشأة
هو الشيخ الأمير عبد القادر صديق بولكرم خالد ابن الأمير محيي الدين ابن مصطفى ابن محمد ابن المختار ابن عبد القادر ابن أحمد ابن محمد ابن عبد القوي ابن يوسف ابن أحمد ابن شعبان ابن محمد ابن أدريس الأصغر ابن أدريس الأكبر ابن عبدالله ( الكامل ) أبن الحسن ( المثنى ) أبن الحسن ( السبط ) ابن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي ابن أبي طالب بن عم الرسول. يرجع أصله للأدارسة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A9) الذين حكموا المغرب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8) في القرن التاسع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AA% D8%A7%D8%B3%D8%B9).
أدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة!
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من اسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم المغاربي دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر، وقد شارك في إطفاء تبعات نار تلك الفتنة الأمير الشيخ راشد الخزاعي من بلاد الشام وعمل على إخمادها في منطقة شرق الأردن ونال على إثرها وشاح القبر المقدس من قداسة البابا في ذلك الوقت.
ولمكانة الأمير عبد القادر عند السلطان العثماني عبد المجيد، لجأ إليه «فردينان دو ليسبس» من أجل إقناع العثمانيين بأهمية مشروع قناة السويس، ودعي فيما بعد لحضور تدشين القناة عام 1869.
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، وكان معجباً بالطريقة القادرية، نسبة إلى المتصوف عبد القادر الجيلاني، وله أشعار معروفة تنم عن عمق نظرته للإسلام، وللتسامح الديني، متأثراً أيضاً بالشيخ الأكبر محيى الدين بن عربي، إذ يمكن القول إن الأمير عبد القادر يشبهه في بعض الجوانب. شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن قاسيون.
ومن جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
وعن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
ويرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في افياء غوطتها الغناء! بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب (http://ar.wikipedia.org/wiki/23_%D8%B1%D8%AC%D8%A8)1222هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1222%D9%87%D9%80) / مايو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88)1807 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1807)م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1) "المغرب الأوسط" الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1)، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86).
لم يكن محيي الدين (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%AD%D9%8A%D9%8A_%D8%A7%D9 %84%D8%AF%D9%8A%D9%86&action=edit&redlink=1) (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%AC) عام 1241هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1241%D9%87%D9%80)/ 1825 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1825)م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3) ثم مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) ثم الحجاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2) ثم البلاد الشامية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D9%85) ثم بغداد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF)، ثم العودة إلى الحجاز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B2) ، ثم العودة إلى الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1) مارًا بمصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1)وبرقة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%82%D8%A9)وطرابلس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%84%D8%B3) ثم تونس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%B3)، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1828) م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو (http://ar.wikipedia.org/wiki/5_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88)1830 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1830)م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.

المبايعة
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D8%B3&action=edit&redlink=1)" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8)، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86)" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب (http://ar.wikipedia.org/wiki/13_%D8%B1%D8%AC%D8%A8)1248هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1248%D9%87%D9%80) الموافق 20 نوفمبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/20_%D9%86%D9%88%D9%81%D9%85%D8%A8%D8%B1)1832 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1832). وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9) (رسائل إخوان الصفا (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8 %A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9% 81%D8%A7&action=edit&redlink=1) - أرسطوطاليس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D8%B3%D8%B7%D9%88%D8%B7%D8%A7%D9%84%D 9%8A%D8%B3) - فيثاغورس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D8%BA%D9%88%D8%B1%D8%B3)) ودرس الفقه (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87)والحديث (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB) فدرس صحيح البخاري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AE% D8%A7%D8%B1%D9%8A) ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A9)، والعقائد النسفية في التوحيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF)، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86) وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله

.

eslem
2009-03-16, 13:00
دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
وقد البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1834)، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». و كان الامير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A9)
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير قي قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D9% 84&action=edit&redlink=1)" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1)" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7) لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D9%88_(%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%8A %D8%B4%D8%A7%D9%84))]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D9%88)" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89)، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر ، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7%D9%86%D8%AC%D8%A9) وموغادور (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%88%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D9% 88%D8%B1&action=edit&redlink=1) بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت إحتلال المغرب الأقصى (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89).

بداية النهاية

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإl

الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7) يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84) حيث السلطان عبد المجيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86_%D8%B9% D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%8A%D8%AF)، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية. وفي عام 1276هـ/1860 م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D8%A9) في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله. لجأ إليه فردينان دو ليسبس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%81%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8% A7%D9%86_%D8%AF%D9%88_%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%A8%D8% B3&action=edit&redlink=1) لإقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D9%86%D8%A7%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88% D9%8A%D8%B3).

وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب (http://ar.wikipedia.org/wiki/19_%D8%B1%D8%AC%D8%A8)1300هـ (http://ar.wikipedia.org/wiki/1300%D9%87%D9%80)/ 24 مايو (http://ar.wikipedia.org/wiki/24_%D9%85%D8%A7%D9%8A%D9%88)1883 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1883) عن عمر يناهز 76 عامًا، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A)بالصال حية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8% A9_(%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82)&action=edit&redlink=1) بدمشق (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82) لوصية تركها.
بعد استقلال الجزائر نقلت جثمانه إلى الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1) عام 1965 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1965) و لا زال الدمشقيون يزورون ضريحه و يترحمون على قبره بالرغم من أن القبر صار خاويا

http://1.bp.blogspot.com/_c-Mw2br_HJQ/RauDVfhiMhI/AAAAAAAAAA4/rphMhAn-RqU/s320/arton8290-187x200.jpg

http://www1.istockphoto.com/file_thumbview_approve/2443482/2/istockphoto_2443482_algeria_flag_icon.jpg

nonito
2009-03-16, 17:13
http://www.sidi-kada.com/Untitled-1.jpg
مشكور ......لكن الخط صغير بزاف

k123ed
2009-03-16, 17:29
السلام عليكم

في الواقع أخي كلامك جميل جدا .... إلا أنك نسيت ذكر الكثير من الأشياء

فتاريخ الأمير لن تتسع له بضع صفحات .... على كل أردت أن أعقب على كلامك

بخصوص عاصمة الأمير عبد القادر و التي قلت أنها معسكر ؟؟؟؟؟ أدرك تماما أن معسكر كانت مقره لفترة

و أنها كانت القاعدة الأساسية للإمدادات .... بينما كانت العاصمة متنقلة ....

أقصد أن أغلب التراب الجزائري كان عاصمة له

eslem
2009-03-17, 17:19
عفوا لهذه الأخطاء
سوف أحول تجديد الموضوع

الحلم
2009-03-19, 17:16
تقبل مروري واطلاعي على الموضوع

الطلميني
2009-03-24, 09:49
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
للتاريخ مصداقية لاتجارى من خلال اعطائه للانسان المار من ازقته الصورة الصادقة عن حياته فيصنف النافع على اليمين والضارعلى الشمال فمهما حاول الفرد ان يصطنع الصلاح ويقدم نفسه نمودج صوري متميز لمراوغة الحضار والضحك على المستقبل بيدا انه لامحالة سيستضدم بميزان التاريخ الدي لايرحم والامير عبد القادر الجزائري نمودج رائع يحتفي به التاريخ لانه اخلص لله فتناقلته الاجيال جيل بعد جيل اسوة وقدوة .

يمنع وضع المايل في المشاركات "تحذير"

imou
2009-03-26, 10:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
شكرا لك ’ جزاك الله خير .
سلام...

بن عبد الله قمر
2009-03-26, 14:19
شكرا لك على هذه المعلومة القيمة

جميل
2009-04-16, 12:19
مشكورررررررررررررر

امير الجود
2009-04-16, 14:51
شكرا لك على هذه النبذة التاريخية بارك الله فيك بالتوفيق

tatohaoua
2009-04-20, 14:54
مولــدة و حياته :
ولد الامير عبدج القادر سنة 1807 م بقرية القيطنة قرب مدينة معسكر لاغرب الجزائري وهو من اسرة شريفة يتصل نسبها بالامام الحسين بن علي رضي الله عنهما و كان والده الشيخ محي الدين رجل علم و تقوى و صاحب زاوية يقصدها العلماء و الصلحاء و كان ذا سمعة طيبة و مكنة محترمة بين الناس بدأ الامير عبد القادر تعليمه في المدرسة التي كان يشرف عليها والده فأتقن القراءة و الكتابة و هو في الخامسة من عمره و اتم حفظ القران الكريم و هو في الرابعة عشرة من عمره , و قد كان محل رعاية و اهتمام والده لما توسم فيه من علامات الفطنة و الذكاء و النبوع .
في عام 1821 انتقل الى مدرسة بوهران و فيها واصل تعليمه و بعد سنتين فقط عاد الى قريته اين تولى تعليمه الشيخ احمد بن الطاهر قاضي ارزيو الذي اشتهر بغزارة العلم وسعة الاطلاع و عليه اخذ العديد من العلوم الحديثة و كان الامير منذ مطلع شبابه ولوعا بالصيد و الفروسية فكان يجيد ركوب الخيل و يتفنن في اللعب على ظهورها حتى اصبح وهو في السابعة عشرة من عمره فارسا لا يدانيه احد او ينافسه .
و في سنة 1825 م عزم الشيخ محي الدين على السفر لاداء فريضة الحج فاصطحب ابنه عبد القادر و في طريقهما الى الحجاز مرا بتونس وتوقفا بمصر شاهدا خلالها ما كانت تعرفه مصر من اصلاحات على عهد محمد اقاما بدمشق عدة شهور تمكن الامير اثناءها من حضور حلقات الدروس العلمية التي كان يقيمها كبار العلماء بالجامع الاموي و من هناك توجها الى العراق ثم عادا الى الوطن بعد اداء حجة ثانية .
ان تلك الرحلة التي دامت اكثر من سنتين اتاحت للامير الفتى فرصة الاطلاع على انظمة الحكم في الاقطار المشرقية و اوضاعها في مختلف الميادين و مشاهدة ما تعانيه الشعوب الاسلامية من تخلف كما زاداته شغفا بالعلم فاعتزل لتحصيله فكان لا يفارق كتبه الا اذا خرج للصلاة او لتناول الطعام فقرأ خلال تلك المدة كل ما وصلت اليه يده من كتب الفقه و الحديث و الفلسفة و الفلك و الجغرافيا و التاريخ و الرياضيات و الطب و اثناء تلك الفترة جمع عبد القادر مكتبة تعد من اغنى المكتبات في تلك الايام .
و في سنة 1830 اقتحمت جحافل الغزو الفرنسي الاستعماري مدينة الجزائر و احتلتها و في العام الموالي احتل الغزاة مدينة وهران و امام الفراغ السياسي الناتج عن عن زوال سلطة الداي حسين و استسلام باي وهران التف سكان الناحية الغربية حول الشيخ محي الدين فتصدوا بقيادته للحملات الفرنسية الاولى على ناحيتهم فأحرزوا اتنتصارات هامة في معارك عديدة .
اما الابن عبد القادر فقد هب هو الاخر للجهاد مستبدال القلم بالسيف فخاض الى جانب ابيه معارك عديدة تجلت فيها عبقريته و شجاعته التي رشحته للقيادة و عمره لا يتعدى 25 سنة فبايعه الناس في : 27 / نوفمبر /1832 ليخلف اباه الذي لم يعد في استطاعته تحمل اعباء الجهاد لكبر سنه .
اتخذ الامير مدينة معسكر عاصمة له و ارسل الى مختلف قبائل المنطقة يدعوها الى الطاعة و توحيد الصفوف لمجاهدة الاعداء و قد اظهر الامير شجاعة نادرة في خوض المعارك و مقدرة فائقة في تنظيم المقاومة جعلته يوقف زحف الفرنسيين و يحاصر جيوشهم في المدن الساحلية الامر الذي جعل القائد الفرنسي : ديمشال – يضطر الى مفاوضته و عقد الصلح معه سنة ك 1834.
بعد حوالي سنة فقط عادت الحرب من جديد بسبب نقض الفرنسيين للمعاهدة و قد استطاع الامير خلالها ان يخوض العديد من المعارك الناجحة ضد الفرنسيين ك معركة المقطع الشهيرة في جوان : 1835 حيث تمكنت قوات الامير من ابادة معظم جيش الجنرال : تريزيل – الذي يقارب الخمسة الاف الجنود اذ لم ينج تريزيل و بعض رفاقه الا بصعوبة كبيرة و قد استولى على الفرنسيين بعد هذه المعركة بالرحيل و ترك البلاد لاهلها .
و في سنو 1837 اضاف الامير الى انتصاراته العسكرية انتصارا سياسيا تمثل في معاهدة الصلح التي عقدها مع الفرنسيين معاهدة تافنة . و التي اعترفت بسيادة الامير على مقاطعتي وهران و الجزائر فيما عدا مدن وهران و ارزيوا و مستغانم في الغرب و العاصمة و ما حولها من سهول في الوسط .
لقد كان الامير في امس الحاجة الى فترة سلم لاعادة تنظيم دولته و تأديب بعض القبائل التي خرجت عن طاعته فخلال هذه المدة : 1837-1839 استطاع الامير ان يمد نفوذه الى جهات لم تكن تحت سلطته كمنطقة حمزة و بلاد القبائل و الاغواط و مجانة ووضع هياكل ادارية للمناطق التابعة له و أنشأ جيشا نظاميا و اهتم بتدربه واقام الحصون و أنشأ مصانع لانتاج الاسلحة و الذخائر و سك العملة و شرع في استكشاف المعادن و استغلالها و اسس مجلسا وزاريا و مجلسا للشورى كما اعتنى بالزراعة و التجارة و اقام المستشفيات و أنشأ المدارس و شجع التعليم كما حرص على تطبيق تعاليم الاسلام و ألغى كل انواع الضرائب المفروضة على الشعب من قبل و اقتصر على ما سنه الاسلام من اصناف الزكاة و العشور و هكذا اذن و في فترة الخلفاء الراشدين و عصور الاسلام الزاهرة .
و الجدير بالذكر هو ان الامير مدركا لاهمية ما حققته اوروبا انذاك من تقدم علمي و نهضة صناعية و مؤمنا بضرورة الاخذ بالحضارة الحديثة في الجوانب المادية فقد استعان بالاختصاصين الاجانب في ميادين عديدة كاستكشاف المعادن و استغلالها و صناعة الاسلحة و تدريب الجيش كما فكر في ارسال بعثات من الطلبة للدراسة في الخارج لذلك قيل ان الامير لو امهله القدر و كتب له الانتصار على اعدائه لاستطاع ان يقيم دولة قوية مصنعة شبيهة ببيان اليوم التي حققت تقدما كبيرا في مجال العلوم و التكنولوجيا دون ان تتخلى عن تقاليدها و حضارتها و قيمتها .
لكن الفرنسيين هالهم ما كانت تشهده دولة الامير الفتية من نهضة و تقدم فصمموا على الصلح فعادت الحرب من جديد في اواخر سنة 1839 و قد استخدم الامير اسلوب الحرب الخاطفة بينما اعتمد الفرنسيون على جيوشهم الجرارة و اسلحتهم المتفوقة و اساليب الابادة و الارض المحروقة و نتيجة الفارق الكبير في القوات و التسليح تمكن العدو من احتلال مدن الامير الهامة مثل : المدية و مليانة و معسكر و تلمسان و غيرها .. و قد ارتكب الفرنسيون خلال ذلك مجازر فظيعة و خربوا القرى و المداشر و اتلفوا المؤن و الاشجار فأجبروا الامير على الانسحاب الى الجنوب بعاصمته المتنقلة الزمالة و اخذوا يلحقونه و يطاردونه حتى انقضوا على عاصمته هذه في معركة عين طاقين يوم 16 ماي 1843 و كان ذلك ضربة قاضية له و لقواته و انصاره .
في اكتوبر 1843 اضطر الى اللجوء مع من بقي من انصاره الى المغرب الاقصى للاحتماء و الاستعداد فواصل من هناك شن هجماته على المركز الفرنسية في الجزائر الامر الذي ادى الى اعلان فرنسا الحرب على المغرب و قد تعهد هذا الاخير في معاهدة طنجة 1844 التي وقعت بعد هزيمته امام فرنسا بطرد الامير عبد القادر او اعتقاله فاضطر الامير الى العودة الى ارض الوطن حيث اصبح مع عدد قليل من انصاره مطارا في كل مكان بجيش يعد اقوى جيوش اوروبا انذاك ( اكثر من 100الف جندي – أي ثلث الجيش الفرنسي ) و مع ذلك فقد عجزت تلك الجيوش عن القاء القبض عليه بفضل عبقريته و طريقة الحرب الخاطفة و سرعة التنقل التي اعتمدها مما جعل احد الضباط الفرنسيين يقول : انه عد لا تقع عليه اعيننا ابدا و لكنه مع ذلك فهو موجود في كل مكان .
في سنة 1847 تحرج الموقف القتالي للامير اذ اصبح معزولا عن الشعب الذي اخضعته فرنسا بوسائل القهر و الارهاب و معزولا عن الخارج بعد ان سدت فرنسا في وجهه منافذ البحر و اغلقت الحدود الشرقية و الغربية و استشهد اشهر قادته و انفضت من حوله العديد من القبائل حامله السلاح ضده و اخيرا محاربا من قبل سلطان المغرب الذي ارسل في 10 ديسمبر 1847 جيشا من 50 الف جندي لمحاربة الامير و القاء القبض عليه عندئذ لم يعد للجهاد حلاوة عند الامير عبد القادر بعد ان وجد نفسه يقاتل بني دينه فكان الامير امام خيارين ك اما الاستسلام او الفرار الى ادغال الصحراء مع قلة من اصحابه و ترك عائلات المجاهدين في قبضة العدو فما كان من الامير الا ان اختار بعد ام استشار مساعديه وقف المعركة التي لم تعد متكافئة و التي اصبح الاستمرار فيها لا يجر على البلاد و العباد الا مزيدا من الاهوال و الخراب الذي كانت تزرعه جيوش الاحتلال في كل مكان .
و هذا خطاب الامير الذي القاه على مجلس الشورى شارحا فيه اسباب توقيفه الحرب
: « لا أرى الا التسليم لقضاء الله – تعالى – و الرضى به و لقد اجهدت نفسي في الذب عن الدين و البلاد و بذلت وسعي في طلب راحة الحاضر منها و الباد و ذلك من حين اهتز غصن شبابي ...و اقمت على ذلك ما ينيف على سبع عشر سنة اقتحم المهالك و أملا – بالجيوش الجرارة – الفجاج و المسالك و استحقر العدو على كثرته و استسهل استصعابه و أتوغل – غير خائف – أوديته و شعابه و ارتب له – في طريقه – الرصائد و انصب له فيها المكائد و المصائد تارة انقض عليه انقضاض الجارح و اخرى انصب اليه انصباب الطير الى المسارح و كثيرا ما كنت ابيته فأفيقه و اصبحه فأبرد غليلي منه و اشفيه و لا زلت في ايامي كلها ارى المنية و لا الدنية و اشمر عن اقوى ساعد و بنان و اقضي حق الجهاد الى ان فقدت المعاضد و المساعد و فني الطارف من اموالي و التالد و دنت الي من بني ديني الافاعي و اشتملت علي منهم المساعي و الان بلغ السيل الزبى ... فسبحان الله من ال يكيده و لا يبيد ملكه و كل شىء بائد» .
و هكذا اتصل الامير بحاكم وهران الجنرال : لاموريسيير – ليتفق معه على الشروط وقف القتال و اهملها السماح له و لاتباعه بالهجرة الى المشرق ( عكا او الإسكندرية ) ووافاه الدوق دومال الحاكم العام الجديد في مدينة الغزوات حيث وقعا في 23 ديسمبر 1847 وثيقة التسليم بعد 17 عاما من الصمود أمام دولة كبرى و متطورة و يذكر انه عندما أرسل الأمير إلى الجنرال لاموريسيير من يخبره برغبته في التسليم بشروط اهتز الجنرال سرورا لذلك و بادر ببعث سيف إلى الأمير مع ورقة ختمها بختمه و على بياض ليشترط الأمير ما أراد .
لقد اعترف الفرنسيون بعقرية الأمير العسكرية و السياسية و يكفي هنا ان نسجل شهادة المؤرخ الفرنسي اوغستان برنار التي يصف فيها الأمير قائلا : و قد اظهر الأمير بعد ان أوسد إليه الأمر على الرغم من انه ابن الزوايا و الطرق حنكة سياسية و براعة عسكرية فائقة و كان يتمتع بصفات تدل على انه خلق ليحكم فكان بسيطا في لباسه متواضعا في معشره أنيقا جميلا شجاعا فارسا و بالتالي فقد كان له هدوء الدبلوماسي المسلم و سكينته و لباقته و كان متدينا عن إخلاص و من صميم فؤاده و لم يطلب الإمارة لإشباع أطماع نفسه بل ليقود أمته في طريق الفلاح كان قاسيا عند اللزوم و رحيما عند الاقتضاء و كانت شدته و لينه بحساب و تقدير و قليل مثله من المسلمين من كان يدرك معنى الدولة إدراك تاما كما كان يدركه هو بكل تفصيلاته من النظام و الإدارة و جباية الضرائب و تنظيم الجيش و كان اجل و ابرز أعدائنا في الجزائر .
و عرف الأمير عبد القادر أيضا بتواضعه و نكرانه للذات و ميله للبساطة فلم يقبل لقب : سلطان حين ولاه مواطنون و اكتفى بلقب الإمارة لان المسؤولية بالنسبة إليه تكليف و ليس تشريف و حين بايعه الناس و اختاروه قائدا أحس بثقل المهمة ثقلا جعله يصرح لزوجته قائلا : ان القوم وضعوا في عنقي أمانة و انه من الواجب علي ان أقوم بها و ان ذلك لا يدع لي المجال ان أقوم بواجباتي الزوجية على أكمل حال ولك ان أردت ان تبقي من دون التفاف إلى طلب حقوقك المقدسة فاني أوافق على ذلك الموافقة التامة و أما كان قصدك إلا تفرطني فيها فأمرك بيدك و ذلك لأني قد تحملت ما يشغلني عنك فردت بأنها تضحي بنفسها و حياتها في سبيل قضية الوطن فحمد لله و شكر لها اختيارها .
انه لموقف جليل يسجله التاريخ للأمير كما يسجله لزوجته : ام البنين .
و تميز الأمير بتسامحه و إنسانيته في معاملة الأسرى الفرنسيين كان القادة الفرنسيون لا يقتلون الأسرى فقط بل يقتلون الشيوخ و النساء و الأطفال الأبرياء كان الأمير يطلق سراح أسراهم عندما لا يجد ما يطمعهم به و كانت هي أية كريمة التي إبداعها الأمير نحو أسرى العدو فريدة من نوعها و قد افرد المؤرخ الانجليزي تشرشل الفصل السادس عشر من كتابه عن حياة الأمير عبد القادر لذكر حسن معاملة الأمير للأسرى الفرنسيين .
و رغم ان فرنسا تعهدت للأمير ان تسمح له و لإتباعه بالهجرة إلى المشرق إلا انها و كعادتها لم تف بما تعهدت به إذ عانى الأمير من سجون فرنسا 05 سنوات و خلال تلك المدة عرضت عليه السلطة الفرنسية ان يختار الإقامة في فرنسا مقابل منحه قصرا و أملاكا و أموالا لكنه لرفض كل تلك العروض المغربية و أجابها : إني لا اقبل هذا ولو فرشت لي سهول فرنسا و مسالكها بالديباج .
و لما جددت الحكومة الجمهورية الثانية الطلب نفسه جدد الأمير رفضه القاطع
و في سجنه تفرغ الأمير للعبادة و القراءة و التأمل فكان مثار إعجاب كل من زاره من رجال السياسة و الدين و الفكر و العسكرية .
و قد بعث الجنرال دوماس إلى احد رجال الدولة الفرنسية يدعوه لزيارة الأمير و هو أسير في مدينة ب:بو فقال له في رسالته : انك ستزور الأمير في قصر مدينة : بو, و لكنك يا سيدي لن تأـسف على مشقة السفر انك عرفت عبد القادر في حالة الرخاء عندما كانت البلاد الجزائرية تعيش تحت قانونه و سلطته و لكنك اليوم ستجده أعظم مما عرفته إذ ذاك انه اليوم سيملك عليك نفسك لأنه اليوم أيضا يسيطر على مصيره كما كان دائما .
و في سنة 1883 و بعد عمر حافل بجلائل الأعمال توفي الأمير بدمشق و من هناك و في 5 جويلية 1966 نقلت رفاته و أعيدت إلى ارض أجداده و أبائه الارض التي اجبر على مغادرتها و لم تغب لحظة واحدة عن ذاكرته .
النداء الذي وجهه عبد القادر إلى القبائل على اثر بيعته أميرا للجهاد :
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده إلى ( قبيلة كذا و قبيلة كذا ) و خصوصا نبلائها و شيوخها و أعيانها و علمائها هداكم الله و أرشدكم ووجهكم إلى الطريق المستقيم و نجح أعمالكم و مساعيكم .
ان أهالي معسكر و شرق و غرب غريس و جيرانهم و حلفائهم بني شقران و البرجيين و بني عباس و اليعقوبيين و بني عامر و بني جماهر و غيرهم قد وافقوا بالإجماع على تعييني و بناء عليه انتخبوني لإدارة حكومة بلدنا و قد تعهدوا ان يطيعوني في السراء و الضراء و في الرخاء و الشدة و ان يقدموا حياتهم و حياة و من اجل ذلك إذن تولينا هذه المسؤولية الهام – على مضض شديد – آملين ان يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين و نمنع الفرقة بينهم و توفير الأمن العام لكل أهالي البلاد .... و لذلك ندعوكم إلى ان يشاركوا في هذا العهد او العقد بيننا سارعوا إذن لإعلان ولائكم وطاعتكم و الله يجازيكم في الدنيا و الآخرة هدفي الأساسي هو الإصلاح و فعل الخير ما دمت حيا ان ثقتي في الله و منه وحده ارجوا الجزاء و النجاح .
بأمر المدافع عن الدين صاحب السيادة علينا أمير المؤمنين عبد القادر بن محي الدين نصره الله أمين .
معاملة الأمير لأسرى العدو :
ان العناية الكريمة و العاطفة الرحيمة التي أبداها عبد القادر نحو الأسرى ليس لها مثال في تاريخ الحروب فكبار الضابط المسيحيين عليهم ان يجلسوا و ان يتمسحوا بهما لانحطاطهم في المعاملة و لا شك ان الأسرى الذين سقطوا في أيدي العرب كانوا كثيرا ما تعرضوا لاهانات سجانيهم القساة و لاسيما عندما يسقطون في أيدي قبائل ساخطة على الفرنسيين للآلام و المعاناة التي تعرضت لها على أيديهم و لكن روح المعاملة الطيبة التي بثها السلطات قد حلت محل القسوة رغم عمليا كانت بطيئة ..
و الواقع انه كلما كان عبد القادر حاضرا كان الفرنسيون الواقعون في قبضته يعاملون كضيوف لا كأسرى حرب فقد كان كثيرا ما يرسل إليهم سرا كميات من النقود تختلف قيمتها من خمسة إلى عشرين دولارا من جيبه الخاص و كان يوصي بهم ان يكسوا و يطعموا جيدا بل لقد ذهب عبد القادر إلى ابعد من ذلك فمكنهم من تلبية حاجياتهم الروحية .و بصدد هذا الموضوع كتب بطل الفكرة الإسلامية الذي لا يعرف المساومة إلى أسقف الجزائر كلمات تستحق ان تكتب بالذهب قائلا : أرسل قسيسا إلى معسكري فسوف لا يحتاج إلى شيء و سوف اعمل على ان يكون محل احترام و تبجيل لأنه سيكون له وظيفة مزدوجة و هي انه رجل دين و ممثل لك و سوف يصلي يوميا بالمساجين و يواسيهم و يتراسل مع عائلاتهم و بذلك يكون واسطة في الحصول لهم على النقود و الثبات و الكتب و بعبارة أخرى كل ما قد يحتاجونه او يرغبون فيه مما يخفف عنهم شدة الأسر كل ما سوف نطلبه منه عند وصوله لدينا ان يعد وعد شرف لا يتغير بأن لا يتعارض في رسائله إلى الحديث عن معسكراتي و حركاتي العسكرية .
ويبدوا ان مجرد منظر السجين كان يثير في صدر عبد القادر أسمى العواطف و أنبل المشاعر الغزيرة على الطبيعة الإنسانية فقلبه الذي عرف بالقساوة و الجسارة ساعة الخطر , كان يتسع و ينعم حتى يصبح في نعومة قلب امرأة أمام مصير الأسير المظلم المخيف .
















الخاتمـــة :
ان في حياة هذه الشخصيات أمثلة رائعة في الشجاعة و صدق الإيمان بالله و حب الوطن و التفاني في خدمته , و هي بذلك تعد أفضل مدرسة و خير وسيلة لتربية أجيالنا الصاعدة على تلك الفضائل و إعدادهم كمواطنين يعيشون لوطنهم و ببذلهم أكثر مما يعيشون لذواتهم و لا شك ان الواجب يفرض علينا نحن أبناء الجزائر اليوم دراسة حياة و أعمال هذه الشخصيات و ذلك أولا اعترافا منا بما قامت به من أعمال و ما قدمته من تضحيات في سبيل الله و الوطن و الأخير في امة لا تقهر عظماءها , و ثانيا حتى نستلهم العبر من حياتهم و نسير على خطاهم و نعمل على بناء الوطن الذي وهبوه له بالأمس حياتهم فنكون بذلك ان شاء الله خير خلف لخير سلف .
و في الأخير آمل ان يكون هذا العمل محاولة موفقة و مساهمة بناء في تعريف أجيالنا بتاريخ وطنهم و أبطاله العظماء الذين صنعوا صفحاته المشرقة في ماضيه القريب و الله نرجوا ان يوفقنا إلى ذلك

حـ الجزائرــر
2009-04-29, 18:21
المجـد و الخلـــود لشهدائنــا الأبـــــــرار
شكرا لك على النبذة التاريخية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة
تحياتي

خيرات المباركي
2009-05-25, 18:20
بارك الله فيك أخي الفاضــل كاتب المووووضوع

السيد الشريف الأمير عبد القادر الحسني

من نســل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين و ليس من نسل الحسيـن بن علي رضي الله عنه

مشكووور على هذا الطرح و المعلومات القيمة


بارك الله فيك و نفع بك

مواطن فقط
2009-05-30, 11:01
واضع أركان الدولة الجزائرية الحديثة..
مشكور..
..تحياتي..

mosta-9
2009-06-06, 01:09
http://farm3.static.flickr.com/2365/2458242411_3eea9564e5_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)

http://farm3.static.flickr.com/2143/2458705949_24283fb426_o.gif (http://www.bibo4pc.com/)


أيها الإخوة السلام عليكم :
بعض الناس قد يتسرّع في الكتابة فيقع في أخطاء كبيرة ، ومن ذلك ما حدث مع صاحب مقال (إدعاء بعض الصوفية لأنساب آل البيت) الشريف الصمداني ، فقد قرأ قصّة ذكرها النبهاني عن الأمير عبد القادر وفهم منها أن الأمير بسبب رؤية رآها أو هاتف سمعه ادّعى النسب لآل البيت .
وطبعاً هذا الكلام غير صحيح ولم يذكره أحد قبل الصمداني! (علماً أنّ القصّة المذكورة على فرض صحتها لا يُفهم منها أبداً أن الأمير يدّعي النسب)
وقد جرى اتصال بيني وبين الشريف الصمداني وبيّنتُ له الخطأ الذي وقع فيه ، وأبدى أسفه الشديد لما حدث وللتخليط الذي ذكره في عمود النسب الخاص بالأمير . ووعد بإصلاح الأمور . ولكن فيما يبدو أنّ مقاله قد انتشر في الشابكة (الإنترنت) ويا للأسف .
والذي ينبغي أن يُعلم أنّ انتساب الأمير للأسرة الشريفة الإدريسيّة الحسنيّة هو نسبٌ ثابت ومشهور من قبل أن يولد الأمير ومن قبل أن يولد جدّ الأمير وجدّ جدّه بكثير!! وهو مدوّن في العديد من الكتب التاريخيّة القديمة . وشهرة نسب أسرة الأمير هي التي دفعت بالقبائل الجزائريّة وبمن فيهم الأشراف أيضاً لمبايعة والده السيد محي الدين بن مصطفى الحسني غداة دخول القوات الفرنسية الهمجية الغازية أرض الجزائر الحبيبة.
وسياق عمود النسب هو :
عبد القادر بن محي الدّين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد المختار ابن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن علي بن أحمد بن عبد القوي بن خالد بن يوسف بن أحمد بن بشّار بن محمد بن مسعود بن طاووس بن يعقوب بن عبد القوي بن أحمد بن محمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنّى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب وأمّه فاطمة الزهراء بنت سيّد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلّم.

وهذا من أوثق الأنساب وأعلى الأسانيد ، وقد روى عمود النسب هذا العديد من المؤرخين والنَّسابة المحققين ، في كل زمان وحين ، أذكر منهم :
1ـ الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله التوجيني في كتابه "عِقْدُ الجُمان النَّفيس في ذكر الأعيان من أشراف غَريس" ؛
2ـ والشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي في كتابه "جوهرة العقول في ذكر آل الرّسول" ؛
3ـ والشيخ محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الجوزي الراشدي المزيلي في كتابه "فتح الرحمن شرح عقد الجمان" ؛
4ـ والفقيه عبد الله الونشريسي في كتابه "البستان في ذكر العلماء الأعيان" ؛
5ـ والمَقَّرِيّ التلمساني في كتابه "رياض الأزهار في عدد آل النبي المختار" ؛
6ـ والشيخ عبد الرزاق البيطار في كتابه "حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر" ؛
7ـ والعلاّمة جمال الدين القاسمي في كتابه "تعطير المَشام في مآثر دمشق الشام" ؛
8ـ ومحمد باشا ابن الأمير في كتابه "تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وتاريخ الجزائر" ؛
9ـ العلاّمة الشريف محمود أفندي الحمزاوي مفتي بلاد الشام في "منظومته" .
وغيرهم ........

فأتمنى على الجميع حفظ هذه المعلومات وعدم الالتفات إلى ما يخالف عمود النسب الذي ذكرته .
وأما التشكيك بالأنساب دون بينة واضحة ، فهذا ليس من خصال المسلمين الأتقياء . ولا يجوز لأحد أن يتشكك بنسب أحد لمجرّد مقالة قرأها هنا أو هناك ، فالثابت لا يُزال إلا بما هو أثبت منه .
والحمد لله ربّ العالمين
أخوكم
خلدون بن مكي الحسني

mosta-9
2009-06-12, 15:36
السلام عليكم

اين الردود

شعبان حليمة
2009-06-15, 13:58
انني اكتشفة عن طريق هذا المنتدي أنني أنتسب للعلامة الكبير والأمير و القائد الأمير عبد القادر من جده العاشر شعبان و أي مشارك في هذا المنتدي و أسمه شعبان أتمنى التعرف إليه و شكرا

ssihem16
2009-06-15, 14:02
merci bcp miss

مرواني
2009-06-26, 00:15
بارك الله فيك على الإهتمام

saad mostafa
2009-06-27, 23:18
سكرا لك كككككككككككككككككككككككككككككككك

** مريم **
2009-06-28, 19:32
بارك الله فيك

nonito
2009-07-05, 13:12
كلامك صحيح......................حيث أنني أملك نفس الشجرة................علما أني من أبناء عم الأمير عبد القادر (سيدي قادة بلمختار)

عادل الجلفاوي
2009-07-06, 11:08
بارك الله فيك...............

بدرالدين02130
2009-07-12, 21:48
شكرا على هذه المعلومات ساحفضها لانني ادرس على الامير عبدالقادر

hocein18
2009-07-21, 09:14
بارك الله فيك .

شكرا بارك الله فيك

جزايريه حره
2009-07-21, 23:08
من هو الامير عبد القادر انا نقولك انه جزايري .

شكراااااااااااااااااااااااااااااااا بزاااااااااااااف

فريحة1993
2009-07-22, 09:47
شكرااااااا على الموضوع لكن هل هو منقول ام لا

بوقصة عبدو
2009-07-26, 17:22
حـول حيـاة الأمـير عبـد القـادر بقلم:بوقصة عبداللة/جامعة مستغانم الجزائر
1-الميـلاد و النشـأة :
ولد الأمير عبد القادر الجزائري يوم الجمعة الثالث و العشرين من رجب 1222 هـ الموافق لشهر مارس 1807م[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1) في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر الجزائرية
و قد نشأ محافظة في عائلة تنتمي إلى الطريقة القادرية، حيث كان والده محي عالما متصوفا، فأولى ابنه عبد القادر عناية خاصة، و لقنه علوم اللغة و الفقه و التفسير، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة.
و كان لعبد القادر الجزائري ميل كبير نحو العلم و التعلم، و ما إن بلغ الرابعة عشر عاما من عمره، حتى أرسله والده إلى وهران قصد تحصيل العلم و المعرفة في الدين الإسلامي و اللغة العربية.
و بعد عودته إلى مسقط رأسه و تزوج ببنت عمه "لالا خيرة"[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2) و هو شاب يافع، لم يتجاوز السابعة عشر عاما من عمره. و اشتهر بشدة بأسه و قوة بدنه و أبدع في ضروب الفروسية.
2-رحلته إلى الحجاز :
في سنة 1825م، شد الامير عبد القادر الرحال إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، كما زار في هذه الفترة معظم عواصم العالم العربي كدمشق و بغداد و القاهرة مما أكسبه خبرة علمية و دينية زاخرة.
شغف الأمير بطلب العلم، فأطلع على أمات كتب الأدب و الفلسفة و التصوف.
3-مقاومته الاستعمار الفرنسي :
و عند هاجمت الجيوش الفرنسية الجزائر عام 1830م، أسندت إلى الأمير عبد القادر الجزائري مهمة إدارة البلاد و قيادة الجيش الجزائري في مقاومة شعبية دامت أكثر من ستة عشر عاما، أثبت فيها كفاءة نادرة، و شجاعة منقطعة النظير.
و ظل يقاوم المستعمر حتى استنفد ما عنده من وسائل الدفاع، فسقط أسيرا، و اقتيد إلى قصر "أمبواز" و بعد إطلاق سراحه، ذهب إلى "إستامبول" فاستقبله السلطان التركي بالتكريم، ثم رحل إلى سوريا، فـاتخذها سكنا له و لأسـرته، و جعلها منطلقا لنشاطه الأدبي و الديـني و الإنساني[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn3).
4-وفاته :
انتقلت روح الأمير عبد القادر الزكية الطاهرة إلى بارئها سنة 1883 م، و شيعت جنازته في حي الصالحية في دمشق، حيث دفن بجوار ضريح الشيخ الأكبر "محي الدين ابن العربي، وكتبت على شاهدة ضريحه أبيات شعرية و هي لعبد المجيد الخاني حسب الدكتور فؤاد صالح":

لله أفق صار مشرفا دار فيه قمرين هلا من ديار المغرب

الشيخ محي الدين ختم الأولياء قمر "الفتوحات" الفريد المشرب

و الفرد عبد القادر الحسني الأمير قمر "المواقف" ذا الوالي بن النبي

من نال أعلى الرفيق أرخوا أزكى مقامات الشهود الأقرب.

و في سنة 1966م نقلت رفاه الأمير من دمشق إلى الجزائر العاصمة تجسيدا للوفاء وبرا بالأبناء.
5-آثاره :
1)ديوانه الشعري و هو أضخم آثاره.
2)كتاب "المواقف" في التصوف.
3)وشائج الكتائب و زينة الجيش المحمدي الغالب، رسالة في فنون الحرب و القتال.
4)القراض الحاد لقطع لسان الطاعن في دين الإسلام من أهل الباطل و الإلحاد، رسالة مطولة في الرد الطاعنين في الدين الإسلامي.
5)ذكرى العاقل و تنبيه الغافل، رسالة مطولة في الإصلاح الاجتماعي و الأخلاق.
الصافنات الجياد : كتاب في محاسن الخيل وصفاتها إلى جانب كتب مازالت مخطوطة، ورسائل متنوعة و أشعار كثيرة متناثرة هنا و هناك.
[1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref1) فؤاد صالح السيد : الأمير عبد القادر متصوفا و شاعر، م.و.ك الجزائر 1985 ص 29.

[2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref2) المرجع نفسه ص 36

[3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftnref3) عشراتي سلمان : الأمير عبد القادر الشاعر، مدخل إلى تحليل الخطاب الشعري، دار الغرب، وهران 2002 ص 11.

hocein18
2009-08-03, 08:42
رحمة الله عليه

امير الجود
2009-08-04, 03:07
شكرا لك و بارك الله فيك على المجهود المميز

أستاذ متربص 17
2009-08-17, 13:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا على التوضيح
نحن أناس نبحث عن الحقيقة ولا نخاف منها فالحقيقة منجاة
أنا قاطن بولاية تيارت ويوجد في الناحية ضريح لولي صالح يدعى أحمد المختار فهل هو جد الأمير عبد القادر
شكرا على الإجابة

زقاق النقيب
2009-08-24, 07:04
الأمير الجزائري في دمشق



صدر منذ أيام في مدينة دمشق كتاب هام جداً للكاتب الباحث فارس أحمد العلاوي بعنوان «الأمير الجزائري في دمشق، وثائق تنشر لأول مرة عن الأمير عبد القادر الجزائري وأولاده وأحفاده».
يقع الكتاب في 440 صفحة، يجمعها مقدمة وخمسة فصول، تحمل العناوين التالية:
الفصل الأول: سيرة الأمـير عـبد القادر الجزائـري.
الفصل الثاني: مؤلفات الأمير عبد القادر الجزائـري.
الفصل الثالث: الأمير عبد القادر الجزائـري في دمشق.
الفصل الرابع: وثائق تنشر لأول مرة عن الأمير عبد القادر الجزائري وأولاده وأحفاده.
الفصل الخامس: دراسة تحليلية لوثائق محاكم دمشق الشرعية العثمانية الخاصة بالأمـير عـبد القادر الجزائـري وأولاده وأحفـاده.
أهمية الكتاب ترجع إلى أنه قدم للقارئ النص الكامل أو شبه الكامل لما يزيد عن 60 وثيقة من وثائق سجلات محاكم دمشق الشرعية العثمانية مع نسخة مصورة عن كل وثيقة منها، وترجع أهمية الكتاب أيضاً إلى أن المؤلف العلاوي حسم كثيراً من القضايا التي كانت مثار جدل واختلاف بين الكتاب والمثقفين حول حياة الأمير وجهاده ومؤلفاته وأملاكه، وقد دافع المؤلف عن الأمير عبد القادر ورد على التهم التي ألصقت به، أو أثيرت حوله، وبشكل عام فإن هذا الكتاب في معظمه يحتوي على معلومات جديدة لأول مرة تنشر عن الأمير وأولاده وأحفاده، وبطبيعة الحال لا يمكننا نشر ما جاء في الكتاب من معلومات، ولكن سأحاول في مشاركة قادمة تقديم ملخص عنه، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ناشر الكتاب هو مؤلفه، أي طباعته كانت على نفقته، لذلك أتمنى أن تتبنى هذا الكتاب الهام وزارة الثقافة الجزائرية أو دور النشر الجزائرية ليكون في متناول الجميع.

0nouna9
2009-08-24, 08:22
بارك الله فيك

الذكي
2009-08-24, 09:49
شكرا جزيلا

صادق الرافعي
2009-08-25, 06:08
شكرا . بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا فقد وجدت ما كنت أبحث عنه منذ فترة. انظر الرسالة الخاصة

صادق الرافعي
2009-08-25, 06:33
الأخ الفاضل: زقاق النقيب.
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على ما تفضلت به من نشرك لخبر الكتاب الجديد الذي يتحدث عن الأمير عبد القادر
أشارت بعض المصادر إلى أن الأمير عبد القادر قام بتدريس صحيح البخاري بدمشق.
أسئلة
أولاً: إذا أمكن هل هناك نقولات تذكر هذا الأمر ؟
ثانيا: زمن تدريس البخاري ؟
ثالثا: مكان تدريس البخاري ؟
رابعا: سند الأمير إلى صحيح البخاري ؟
خامسا: طريقة التدريس و أهم مصادر ه ؟
سادسا: وصف لمجلس التحديث ؟

زقاق النقيب
2009-08-25, 12:27
الشكر الجزيل لأعضاء المنتدى الأفاضل الذين ردوا على مشاركتي، وهم: nouna9 ، الذكي، صادق الرافعي، وأما بالنسبة لأسئلة الأخ صادق، فأقول: إن تدريس الأمير عبد القادر لكتاب صحيح البخاري ذكر في أكثر من مصدر من المصادر التاريخية، منها وفقاً لما جاء في كتاب الباحث المحقق فارس أحمد العلاوي كتاب «تحفة الزائر في تاريخ الجزائر والأمير عبد القادر » من تأليف الأمير محمد باشا ابن الأمير عبد القادر، وكتاب « حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر» للشيخ عبد الرزاق البيطار، وكتاب « الكواكب الدرية على الحدائق الوردية في أجلاء السادة النقشبندية» للشيخ عبد المجيد الخاني.
وأما زمان تدريس الأمير لصحيح البخاري، فأن المرجح أنه كان منذ سنة أقامته الأولى في مدينة دمشق، وقد ذكر الشيخ عبد الرزاق البيطار (حلية البشر، 2 / 897.) أن الأمير عبد القادر درسصحيح البخاري في دار الحديث الأشرفية في العصرونية، وكان تدريسه لهذا الكتاب في رمضان سنة 1273 هـ ، وكان ختامه في اليوم الرابع والعشرين من شهر شوال سنة 1274 هـ.
وذكر الأمير محمد بن عبد القادر (تحفة الزائر، 2 / 622.) أن والده حينما أتم بناء قصره في دمر « دعا إليه العلماء والأعيان وصنع لهم وليمة، وبعد الأكل قرأوا شيئاً من صحيح البخاري لأجل التبرك».
وذكر الشيخ عبد المجيد الخاني في كتابه(الكواكب الدرية، ص 773)أن الأمير سنة 1286 هـ « قرأ في مدرسة دار الحديث في رمضان صحيح البخاري رواية كالدراية، وحضرت ـ الكلام للخاني ـ أكثره عليه، وأجازني به »
وأضاف الخاني (ص 786 ـ 787.) أن والده الشيخ محمد الخاني سمع من الأمير سنة 1286 هـ « صحيح البخاري في دار الحديث في ملأ عظيم مدة سبعة وعشرين يوماً من شهر رمضان، وأجاز له روايته عنه وجميع مروياته برواية له عن والده العلامة الكبير الولي الصالح السيد محيي الدين برواية له عن العلامة البركة والده السيد مصطفى، عنعلامة زمانه الشهير السيد مرتضى الزبيدي شارح القاموس بسنده المشهور في ثبته ».
يلاحظ مما سبق أن تدريس صحيح البخاري كان في دار الحديث الأشرفية، وفي قصره في دمر، وعلى الأرجح أنه درسه أيضاً في المدرسة الجقمقية، وفي الجامع الأموي، وسنده ينتهي إلى المرتضى الزبيدي اللغوي المعروف، وأما وصف مجلس التحديث، فإن المصادر التاريخية لم تذكره، وإن كان لا يختلف عن حلقات التدريس المعروفة في المدارس والمساجد في ذلك الزمان، وقد أجاز الأمير عدداً كبيراً من طلاب العلم ومن العلماء الأعلام بصحيح البخاري، وهذه من فضائل الأمير على مدينة دمشق وأهلها.

♥ وآثقة الخطــــى ♥
2009-08-26, 08:46
http://imagesforum.doctissimo.fr/mesimages/4010957/merci8.jpg

محمدالصغير19
2009-08-29, 23:13
مشكور ياأخي

ميماا
2009-08-30, 16:35
شكراااااااااااااا

taha178
2009-09-01, 17:44
بارك الله فيك أخي الكريم
http://ahatmktomah.jeeran.com/redrose.gif

adelmanager
2009-10-18, 21:18
جـــــــــــــــــزاك الله خيـــــــراً////////////////////////////////////////

افنان القران
2009-11-01, 16:42
صدقت اخي
نعم هذه هي الشجرة الصحيحة

ونحن كذلك من احفاده


وهو من سيدي قادة

*ايمان*
2009-11-01, 19:54
امير بمعنى الكلمة شكرا

جزائري كتلوني
2009-11-02, 14:26
مكثور الخير على الإهتمام وشكرا

طارق عبدو
2009-11-27, 20:51
بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء

طارق عبدو
2009-11-27, 21:15
بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء

طارق عبدو
2009-11-27, 21:20
بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء

طارق عبدو
2009-11-27, 21:24
بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء

طارق عبدو
2009-11-27, 21:29
بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء

assiah
2010-01-13, 17:45
:) بارك الله فيك

حسين عين الكبيرة
2010-04-27, 14:53
أمير إبن أمير و إبن سيد الامراء

ما أشرف و أجمل هذا النسب العظيم


بارك الله فيك

تقبلوا مروري

errosmen
2010-04-28, 16:07
آسف أخي كل ما فعلته هو أنك زدت من ش**** في نسب عبد القادر بن محي الدين أين النسابين منذ عصر ابن خلدون ؟؟؟
هناك العديد من الحلقات المفقودة
لقد ذكرت في عمودك 31 جدا اذا علمنا أن 3 أجيال يمثلون قرنا فسلسلتك لا يمكنها أن ترقى حسابيا الى محمد بن ادريس الأصغر
الشك يا سيدي سبيل اليقين المسلم لايشكك في الأنساب دون علم و لا يتقبل الأنساب التي تشوبها شبهات هذا اذا سلمنا بصحة نسب ادريس الأكبر نفسه
أما اذا اعتذر لك صاحب المقال فذلك لا يمكننا تصديقه ما لم ينشر هو شخصيا تصويب اما في الصحف او في الشبكة العنكبوتية
تقبلو مروري بكل ديمقراطية و بكل حرية تعبير

النينجا الغامض
2010-04-29, 18:36
بارك الله فيك

- صلاح الدين -
2010-05-03, 00:50
بارك الله فيك على الافادة

zawali_hichem
2010-05-03, 18:37
مشكورين بارك الله فيكم

عبد القادر خليل
2010-05-03, 20:11
جزاك الله خيرا على المجهوود

زهرة الجزائر 07
2010-05-08, 09:47
السلام عليكم

بارك الله فيك أخي

جزاك الله كل خير

mimita_6234
2010-05-17, 21:16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
اكتشفت للتو هذا الموقع و جزاكم الله الف خير على المواضيع
اريد القول فقط اني من احفاد الأمير عبد القادر امنة بنت اسماء بنت الأميرة بديعة (الهاشمي الحسني) و انا فخورة جدا بكوني من احفاد الأمير عبد القادر
اتمنى ان استفيد من مواضيعكم المشوقة
و السلام عليكم

adil@h
2010-07-20, 14:45
بارك الله فــــــــــيـــــــــــــــك..................شكرا ااااااا

errosmen
2010-07-27, 12:25
lam atala2a ijabaten 3an souali

omarbradai
2010-08-02, 16:19
مشكووووووووور على الطرح القيم

كوثر20054
2010-08-02, 18:04
شكرا على اثرائك الموضوع وجعل الحسنات في ميزانك

hmimed
2010-08-28, 15:58
انا على حد علمي انه و بدخول الاسلام المغرب العربي توجه اهل الحجاز و منهم شجرة الامير الى مدينة تدعى معسكر و اختاروها مركزا لهم...انا زرت هته المدينة و مازال بها اثار الحضارة العربية و مساكن تشبه نوعا ما المنازل الدمشقية...في منطقة هي على شكل مدينة بداخلها مدينة اخرى تسمى بابا علي كما ان محكمة الامير و دار الحكم مازالت قائمة ليومنا هدا في وسط مدينة معسكر (ويرجع اسم هته المدينة الى انها كانت معسكر الامير عبد القادر

sindabad2010
2010-11-03, 13:09
حقا موضوع مميز تشكر عليه يا بطل واصل

yasser 123
2010-11-11, 21:07
النشأة

ولدالامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الإسلام وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول .[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.[5]
لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
]في منفاه بدمشق



الأمير عبد القادر في دمشق
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.


الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.
من جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
عن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
يرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
[ المبايعة

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 27نوفمبر 1832.
وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله
[عدل]دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة

ولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةو كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها ‘كلوزيل’، وضع الأمير خطة تقضي بالإنسحاب إلى أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية ،تكدمت. وقد بدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد الخ، وهناك وضع أموال الدولة التي أصبحت الآن في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان آرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية.
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير في قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت احتلال المغرب الأقصى.
بداية النهاية

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل ولما أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانيّة في طرد الفرنسيين، رفضوا الانخراط في جيشه، تمشيّاً مع روح صوفيّتهم التي تأبى التدخل في السياسة، فقام بعدّة حملات على مركز التيجانيّة في (عين ماضي) التي قاومت هذه الحملات.
غدر به الفرنسيّون سنة 1251/1835 وخرقوا معاهدة (دي ميشيل) وحاولوا التفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باؤوا بالفشل، واستخدموا أسلوب الحرب التخريبيّة، بتدمير المحاصيل الزراعيّة، وتدمير المدن الرئيسيّة، وأقصوه بعد أربع سنوات من النضال، إلا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكش سنة 1259/1843 ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار.
هزم بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي، فهاجمته العساكر المراكشيّة من خلفه (كلام يحتاج إلى مصادر!! في الحقيقة, الأمر يتعلق بسكان محليين قبلوا التواطئ مع المستعمر شأنهم شأن من تواطئوا من المحليين مع الفرنسيين من قبل عند نقضهم لاتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834)، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدين على ذلك، وأسره المحتلون سنة 1263/1847 وأرسلوه إلى فرنسا، حيث أهداه نابليون الثالث سيفاً ورتب له في الشهر مبلغاً باهظاً من المال، وسمح له بالسفر إلى الشرق سنة 1268/1852 فتوجّه إلى الآستانة وحصل له الإكرام والاحتفال من خليفة المسلمين السلطان عبد المجيد، وأنعم عليه بدار في مدينة بروسة، ثم استوطن دمشق، بعد توالي الزلازل على بروسة، سنة 1271/1855 فكان يقضي أيامه في القراءة والصلاة وحلقات العلم، وجمع مكتبة ضخمة، واشتهر بالكرم ولطف المعشر، وحب العلم وأهله.
[عدل]الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276 هـ/1860م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله. لجأ إليه فرديناند دي لسبس لإقناع العثمانيين بمشروع قناة السويس.
[عدل]وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.
]الأمير عبد القادر وتأسيس دولته



ساحة الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة


مقام الأمير عبد القادر في معسكر


مقام الأمير عبد القادر بساحة أول نوفمبر في وهران
عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والإجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا.وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«اذا كت قد رضيت بالامارة، فانما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن»
منذ الايام الأولى لتولّيه الإمارة كتب بيانا أرسله إلى مختلف القبائل التي لم تبايعه بعد، ومن فقرات هذا البيان أقوال منها: «بسم الله الرحمن الرحيم:والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... إلى القبائل...هداكم الله وأرشدكم ووجّهكم إلى سواء السبيل وبعد... إن قبائل كثيرة قد وافقت بالإجماع على تعييني، وانتخبتني لإدارة حكومة بلادنا وقد تعهدت أن تطيعني في السرّاء والضرّاء وفي الرخاء والشدّة وأن تقدّم حياتها وحياة أبنائها وأملاكها فداء للقضية المقدّسة ومن اجل ذلك تولينا هذه المسؤولية الصعبة على كره شديد آملين أن يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين ومنع الفُرقَة بينهم وتوفير الامن العام إلى كل اهلي البلاد، ووقْف كل الاعمال الغير الشرعية...ولقبول هذه المسؤولية اشترطنا على اولئك الذين منحونا السلطة المطلقة الطاعة الدائمة في كل أعمالهم إلتزاما بنصوص كتاب الله وتعاليمه..والأخذ بسنّة نبيّه في المساواة بين القوي والضعيف، الغنيّ والفقير لذلك ندعوكم للمشاركة في هذا العهد والقد بيننا وبينكم...وجزاؤكم على الله ان هدفي هو الإصلاح ان ثقتي في الله ومنه ارجو التوفيق»
إن وحدة الأمة جعلها الامير هي الأساس لنهضة دولته واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل الاستعمار والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الامير في تحقيق الوحدة الوحدة هي الاقناع اولا والتذكير بمتطلبات الايمان والجهاد، لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لان أكثر القبائل كانت قد اعتادت حياة الاستقلال ولم تالف الخضوع لسلطة مركزية قوية. بفضل ايمانه القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون أن يطلق رصاصة واحدة لاخضاعه بل كانت بلاغته وحجته كافيتين ليفهم الناس اهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدو، لكن عندملا لا ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يشهر سيفه ضدّ من يخرج عن صفوف المسلمين أو يساعد العدوّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تساعده في محاربة اعداء الدّين والوطن.
كان الأمير يرمي إلى هدفين:تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصون..لقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات، فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقات.ولقد قام الأمير بإصلاحات إجتماعية كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره حياة البذح والميوعة. قسّم الأمير التراب الوطني إلى 8 وحدات:(مليانة، معسكر، تلمسان، الأغواط، المدية، برج بو عريريج، برج حمزة(البويرة)،بسكرة، سطيف)،كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع(تأقدمات، معسكر، سعيدة) لقد شكل الأمير وزارته التي كانت تتكون من5 وزارات وجعل مدينة معسكر مقرّا لها، واختار أفضل الرجال ممّن تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسيةإلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظّم ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما إختار رموز العلم الوطني وشعار للدولة(نصر من الله وفتح قريب).
مؤلفات الأمير عبد القادر

لم يكن الأمير عبد القادر قائدا عسكريا وحسب، ولكن له مؤلفات وأقوال كبيرة في الشعر تبرز إبداعه ورقة إحساسه مع زوجه في دمشق ومكانته الأدبية والروحية. وله أيضا كتاب "المواقف" وغيره. وقد ألف في بروسة (تركيا) أثناء إقامته بها) رسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" عبارة (رسالة إلى الفرنسيين)، وهو كتاب موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب من الجمعية، وذلك بعد أن منحه هذا المجمع العلمي الفرنسي قبل ذلك بقليل العضوية فيه. وكان تاريخ تأليف الرسالة في 14 رمضان 1271 / 1855م، ثم ترجمها الفرنسي "غوستاف ديغا" إلى لغته في عام 1858 وهو القنصل الفرنسي بدمشق آنذاك. يحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب (في فضل العلم والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وتنبيه وخاتمة، و(في إثبات العلم الشرعي) يتحدث فيه عن إثبات النبوة واحتياج كافة العقلاء إلى علوم الأنبياء.. وفصل ثالث (في فضل الكتابة)..[6] نور الهدى اسليمانيhttp://http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D8%A8% D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1

فريدرامي
2010-11-17, 20:22
بارك الله فيك
و جزاك خير الجزاااااء

جلال المياسى
2010-11-18, 15:45
بارك الله فيك

yasser 123
2010-11-21, 17:03
http://files.fatakat.com/2009/12/1260645357.gif

محبة القرآن
2010-11-21, 17:23
شكــــــرا يعطيك الصحة

dodo80
2010-11-24, 20:49
جزاك الله كل خير

حسن بدر الدين
2010-11-25, 00:11
جـــــــــــــــــزاك الله خيـــــــراً

abdou-91
2010-11-28, 15:41
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

¨°o.رغـ{د الاسلامـ .o°¨
2010-12-03, 09:27
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_194647440d492744d.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_35074744131ead652.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_126484744137e74254.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_16964744133c22dff.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_16964744133c22248.gif
http://www.saudinokia.com/vb/images/uploads/30283_194647440d492744d.gif

شواف
2010-12-03, 19:19
el amir abdel kader *mouaskara*


lawelaya de mouaskara

merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii iiiiiiii

mahfoudbat
2010-12-13, 21:45
نشاته
عبد القادر ابن محي الدين المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري (6 سبتمبر 1808 بمعسكر - 26 مايو 1883 بدمشق)، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. عالم دين، شاعر، فيلسوف، سياسي ومحارب في آن واحد. اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر.
:1:

اصله

هو الامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الإسلام وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول .[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.[5]
لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.
وفاته.
وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.

mahfoudbat
2010-12-13, 21:47
شكرااا لله تالى نحمده و نستعسنه

mahfoudbat
2010-12-13, 21:48
merci becoup
lalalala barcelona

فارس المسيلي
2010-12-17, 20:48
http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif

houssem15
2010-12-19, 18:59
:dj_17: شكرا جزيلااااااااااااااااااااااااااااا

الاسطورة بروس لي
2010-12-22, 09:36
http://desk01.arb-up.com/i/00004/i73gavt68dzv_t.jpg (http://arb-up.com/i73gavt68dzv)
مشكور

arkadios
2010-12-23, 17:48
شكرا على توضيح النسب
لكن المهم أنه يوما ما كان هنالك أمير يدعى عبد القادر الجزائري حارب الفرنسيين و قاد المسلمين إلى الجهاد.

إشراق1993
2010-12-26, 12:34
شكرا على الموضوع

ahmed76
2010-12-26, 17:00
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

kamel76
2010-12-26, 21:22
مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــور

roumaissa91
2010-12-29, 11:59
:dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17::dj_17:: dj_17::dj_17:



لوحة زيتية للأمير عبد القادر في فرساي
عبد القادر ابن محي الدين المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري (6 سبتمبر 1808 بمعسكر - 26 مايو 1883 بدمشق)، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. عالم دين، شاعر، فيلسوف، سياسي ومحارب في آن واحد. اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر.
محتويات
[أخف]
• 1 النشأة
• 2 في منفاه بدمشق
• 3 المبايعة
• 4 دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
• 5 بداية النهاية
• 6 الأمير الأسير
• 7 وفاته
• 8 الأمير عبد القادر وتأسيس دولته
• 9 مؤلفات الأمير عبد القادر
• 10 مراجع

[عدل] النشأة
ولدالامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول .[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.[5]
تم تحقيق النسب الشريف الصحيح للأمير عبدالقادر في كتاب ( الإحياء بعد الإنساء ) يصدر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2011 م للمحقق الشريف عبدالفتاح فتحي أبو حسن شكر ( الحدين ــ كوم حماده ــ بحيرة ــ مصر )
لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
[عدل] في منفاه بدمشق


الأمير عبد القادر في دمشق
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.


الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.
من جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
عن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
يرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
[عدل] المبايعة
فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 27نوفمبر 1832.
وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله
[عدل] دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
ولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةو كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها ‘كلوزيل’، وضع الأمير خطة تقضي بالإنسحاب إلى أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية ،تكدمت. وقد بدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد الخ، وهناك وضع أموال الدولة التي أصبحت الآن في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان آرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية.
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير في قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت احتلال المغرب الأقصى.
[عدل] بداية النهاية
يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل ولما أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانيّة في طرد الفرنسيين، رفضوا الانخراط في جيشه، تمشيّاً مع روح صوفيّتهم التي تأبى التدخل في السياسة، فقام بعدّة حملات على مركز التيجانيّة في (عين ماضي) التي قاومت هذه الحملات.
غدر به الفرنسيّون سنة 1251/1835 وخرقوا معاهدة (دي ميشيل) وحاولوا التفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باؤوا بالفشل، واستخدموا أسلوب الحرب التخريبيّة، بتدمير المحاصيل الزراعيّة، وتدمير المدن الرئيسيّة، وأقصوه بعد أربع سنوات من النضال، إلا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكش سنة 1259/1843 ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار.
هزم بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي الأمر يتعلق بسكان محليين قبلوا التواطئ مع المستعمر شأنهم شأن من تواطئوا من المحليين مع الفرنسيين من قبل عند نقضهم لاتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834)، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدين على ذلك، وأسره المحتلون سنة 1263/1847 وأرسلوه إلى فرنسا، حيث أهداه نابليون الثالث سيفاً ورتب له في الشهر مبلغاً باهظاً من المال، وسمح له بالسفر إلى الشرق سنة 1268/1852 فتوجّه إلى الآستانة وحصل له الإكرام والاحتفال من خليفة المسلمين السلطان عبد المجيد، وأنعم عليه بدار في مدينة بروسة، ثم استوطن دمشق، بعد توالي الزلازل على بروسة، سنة 1271/1855 فكان يقضي أيامه في القراءة والصلاة وحلقات العلم، وجمع مكتبة ضخمة، واشتهر بالكرم ولطف المعشر، وحب العلم وأهله.
[عدل] الأمير الأسير
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276 هـ/1860م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله.
[عدل] وفاته
وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.

belmadi777
2010-12-29, 16:10
بسم الله الرحمن الرحيم


(الامير عبد القادر الجزائري)


.....................

لم ينس الغرب هزائمه في الحروب الصليبية التي خاضها في البلاد العربية ولذلك
لم تفارق مخيلات أحفاد الصليبيين أحلام العودة إلى بلاد الشرق المسلم
والاستيلاء على خيراته ويوماً بعد يوم تحولت تلك الأحلام إلى أهداف استعمارية
ذات أطماع اقتصادية ومع حلول القرن التاسع عشر تحولت الأحلام إلى مخططات
استهدفت فيما استهدفته الجزائر كبوابة عبوراستعماري لبلاد المغرب العربي
ومنها إلى بقية البلاد العربية.

مخطط نابليون
كان نابليون بونابرت قد أدرك أهمية الجزائر الاستراتيجية والاقتصادية، وقد
وضع أثناء فترة حكمه (1769-1821) مخططاً عسكرياً شاملاً لاحتلال الجزائر،
وكان من المفروض أن يبدأ به باعتبار أن شواطئ الجزائر قريبة من فرنسا وكانت
خطته تقضي بأن يتجه منها بعد احتلالها إلى مصر وفلسطين عن طريق البر بعد أن
يجعل من موانئها قواعد عسكرية لبحريته ولكن تسارع الصراع بين فرنسا وبريطانيا
جعله يرجئ احتلال الجزائر ويقوم باحتلال مصر على أن يقوم بالسير باتجاه
الجزائر براً من مصر، وفعلاً كان على وشك الانطلاق بجيشه نحو الجزائر بعد أن
احتل مصر إلا أنه في اللحظة الأخيرة قرر التوجه بالجيش إلى فلسطين واحتلالها؛
ومن ثم السير باتجاه الجزائر.
وهكذا كانت الجزائر هدفاً رئيساً لنابليون بونابرت ولكن الهزيمة لحقت
بالفرنسيين في عكا ثم توالت هزائمهم في مصر وروسيا وجاءت الأحداث الداخلية
الفرنسية لتطيح بنابليون وبقي مخططه لاستعمار الجزائر قائماً ينتظر من ينفذه.

مخرج الأزمات
عندما استلم شارل العاشر الحكم في فرنسا بعد نابليون كانت فرنسا غارقة في
مستنقعات داخلية وخارجية تهدد وجودها ككل فمن جهة خسرت فرنسا معظم مستعمراتها
بعد حربها مع بريطانيا ومن جهة أخرى كانت الحركات الداخلية المتمردة تزداد
قوة وعدداً في الوقت الذي عجزت فيه الخزينة الفرنسية عن سداد الديون الخارجية
وفي مقدمتها الديون الكبيرة للجزائر كأثمان سلع غذائية وحبوب اشترتها فرنسا
مما جعل الباي يهدد بقطع تصدير الحبوب لفرنسا إن لم تسدد ما عليها من ديون.
ضمن هذه المآزق كان على شارل العاشر أن يتحرك لإيجاد مخرج ما، والمخرج تمثل
في إعادة إحياء خطة نابليون لاحتلال الجزائر، فقد وجد شارل في احتلال الجزائر
مخرجاً للديون الجزائرية الكبيرة على فرنسا، كما وجد في هذا تحقيق انتصار
خارجي يلفت أنظار الداخل الفرنسي، ويواسي الشعب الفرنسي على خسارة معظم
المستعمرات.
المشكلة التي كانت تواجه شارل العاشر هي أن فرنسا كانت قد رفعت شعارات:
الحرية، والمساواة وحق الشعوب في تقرير مصيرها؛ ولهذا خطط لافتعال حادثة
واهية مفادها: أن القنصل الفرنسي (ديفال) تطاول على الباي في مجلسه عندما كان
يطالبه بأن تسدد فرنسا فواتير للجزائر فلوح الباي بمروحته باستياء وطلب من
القنصل مغادرة مجلسه فاعتبر شارل هذا التصرف من الباي إهانة للأمة الفرنسية
كلها ووجه الجيش الفرنسي والأسطول برمته لاحتلال الجزائر، وتم احتلالها فعلاً
في عام 1830م.


مقاومة وجهاد
لم يكن نزول الجيش الفرنسي على السواحل الجزائرية سهلاً فقد جوبه بمقاومة
شديدة من القبائل الجزائرية واستمرت تلك المقاومة معلنة رفض الجزائريين لهذا
الاحتلال ولكنها لم تكن مقاومة منظمة؛ ولذلك لم تعط مفعولها المطلوب بشكل
كامل لذلك تنادت القبائل إلى اجتماع عام عقد في وهران عام 1833م وانتخبت
السيد (محي الدين الحسني) قائداً عاماً لثورة القبائل على الفرنسيين وقد قبل
الحسني المهمة فترة إلا أنه وبسبب كبر سنه اقترح تسليم المهمة إلى ابنه
عبدالقادر وكان عمره أربعة وعشرين عاماً، فوافقت القبائل، وتمت مبايعة
عبدالقادر في مسجد مدينة معسكر.
وعبدالقادر من مواليد عام 1808م، حفظ القرآن الكريم منذ طفولته المبكرة ودرس
أصول الشريعة والفقه، بالإضافة إلى شغفه بالفروسية والمبارزة وينتسب إلى أعرق
القبائل الجزائرية وهي: قبيلة هاشم العربية وكل هذه الصفات أهلته ليكون موضع
ثقة ومحبة الجزائريين فاجمعوا على قيادته لهم في مقاومتهم للاحتلال الفرنسي
لبلادهم وكان أول ما فعله بعد تسلمه القيادة تكوين جيش قوي على أسس تنظيمية
من جميع القبائل العربية اسماه (الجيش المحمدي) مما أعطاه المزيد من الهيبة
السياسية بين القبائل وبعد أن أتم تكوين جيشه طلب من القبائل قطع جميع
علاقاتها مع الفرنسيين وعدم مغادرة أراضيها تحت أي إغراء أو ضغط وبهذا
الإجراء عزل الفرنسيين الغازين عن الشعب الجزائري من جهة، وخلق القناعة
التامة في نفوس الجزائريين بأن مقاومة الغزاة الفرنسيين واجب ديني جهادي من
يتخلى عنه يخرج عن إرادة الأمة المسلمة.
الفرنسيون بدورهم شعروا بالخطر الذي يتهدد مصير خطتهم الاستعمارية في الجزائر
بعد ظهور الجيش المحمدي بقيادة عبدالقادر؛ فاستقدموا المزيد من القوات،
والأسلحة المتطورة بمقاييس ذلك الوقت بعد أن قدروا بأن الجيش المحمدي لايملك
إلا الأسلحة البدائية، وهو ما كان قد أدركه عبدالقادر قبلهم؛ إذ رأى أن
النيات وحدها لا تكفي ولا بد من تحديث الجيش المحمدي، فبدا باستيراد الأسلحة
الحديثة والذخائر من أية دولة تبيعها، وعندما ضيق الفرنسيون الحصار على منافذ
استيراد الأسلحة قام عبدالقادر ببناء مصانع أسلحة مستعيناً بالفرنسيين
الهاربين من الخدمة العسكرية، فأنشأ مصانع لإنتاج المدافع والبارود والذخائر.
وهكذا خلال فترة وجيزة كبرت هيبة عبدالقادر، وازداد عدد الجيش المحمدي مع
استمرار انضمام رجال القبائل إليه، وكان على فرنسا أن تتحرك لتأليب الداخل
الفرنسي ضده فبذلت إغراءات كثيرة وكبيرة لبعض رؤساء القبائل وجرتهم للتعاون
معها، ومن جهة أخرى بدأت تبث عملاءها الذين حاولوا التشكيك بقدرة الجيش
المحمدي على التصدي للجيش الفرنسي وإشاعة أن المصانع العسكرية التي أقامها
ليست أكثر من تبذير لمال المسلمين في أمور لا نفع منها، وفي ذات الوقت ضغطت
على سلطان المغرب ليوقف أي دعم لعبد القادر ولكن عبدالقادر واجه هذه
المحاولات بالحكمة والحزم فكان يقمع أية حركة داخلية مناوئة، ويعاقب أية
قبيلة تحاول التعاون السياسي أو الاقتصادي مع الغزاة الفرنسيين،وفرض على
سلطان المغرب أن يلتزم الحياد على الأقل، وفي ذات الوقت كان يتهيأ لملاقاة
قوات أكبر دولة استعمارية في ذلك الوقت.


معارك وانتصارات
جعل عبدالقادر من مدينة (معسكر) عاصمة له ومنها انطلق بجيش محمد لملاقاة
الجيش الفرنسي فجرت عدة معارك انهزم فيها الفرنسيون هزائم منكرة ومن هذه
المعارك معركة (خنق النطاح) التي أدت إلى تبديل القيادة العسكرية الفرنسية في
الجزائر بقيادة أخرى ولكن المعارك توالت وفي معظمها كان النصر حليف جيش محمد
ولم يمض عام إلا وكانت منطقة وهران بالكامل تحت سيادة عبدالقادر مما أجبر
فرنسا على التعامل معه كقائد كبير له ثقله وفي الواقع أحست فرنسا بأنها ستخرج
مهزومة من الجزائر بسرعة إذا استمرت انتصارات عبدالقادر ولذلك سعت إلى عقد
هدنة معه وقد قبل عبدالقادر بالهدنة لأنه كان يدرك بأن الفرنسيين مستمرون
بإرسال المزيد من القوات والأسلحة لجيشهم في الجزائر ولابد من أن يواصل بدوره
حشد المزيد من الجزائريين في جيش محمد وتطوير مصانع الأسلحة التي أنشأها
وهكذا في 26 فبراير 1834 اجتمع كبار القادة والسياسيين الفرنسيين به لعقد
الهدنة.
في ذلك الاجتماع وقف عبدالقادر موقف الفرنسيين بل كان الطرف الأقوى وبدلاً من
عقد هدنة وقع الفرنسيون على معاهدة اعتبرها المؤرخون الفرنسيون أكبر معاهدة
مهينة في تاريخ الجيش الفرنسي إذ نصت بنود تلك المعاهدة على مايلي:

1- تعترف الحكومة الفرنسية بسلطة عبدالقادر وجيشه على كافة العمالة الوهرانية.
2- يحق لعبدالقادر أن يستورد الأسلحة من أية جهة كانت وفي كل وقت ولايحق للجيش
الفرنسي اعتراض الأسلحة التي يستوردها أو تفتيشها أو مصادرة شيء منها.
3- يحق لعبدالقادر تعيين قناصل له في أي مكان داخل الجزائر وخارجها واستقبال
قناصل معينيين من الدول التي يقيم معها علاقات.
4- لا يحق للجيش الفرنسي إيواء المتمردين والخارجين عن سلطة عبدالقادر وعليه
تسليمهم إليه.
وقد سميت هذه المعاهدة بمعاهدة (ديميشال).

وفي الواقع كان عبدالقادر يدرك بأن الفرنسيين لا أمان لهم ولاقيمة لمعاهداتهم
لذلك استمر ببناء قوة جيشه وتسليحه وفي ذات الوقت استمر بفرض سيطرته على
وهران وقد كتب بنفسه عن تلك المعاهدة قائلاً: بأنه غير مقتنع بها لأنه يريد
تحرير كامل الجزائر وإنه يثق بأن الفرنسيين لن يحترموا المعاهدة وسيقومون
بنقضها ولكن إلى ذلك الحين ستكون لديه فرصة كافية لتقوية الجيش وزيادة تسليحه
وقد تحقق ما رآه سريعاً ففي عام 1935 ثارت قبيلتان على سلطة عبدالقادر
وانضمتا إلى فرنسا فبرز لهما عبدالقادر وقاتلهم ثم طالب الفرنسيين تسليمه
زعماء القبيلتين تنفيذاً لمعاهدة ديميشال فرفض الفرنسيون ذلك عندها انبرى
عبدالقادر وواصل القتال ضد الفرنسيين باعتبارهم قد نقضوا معاهدة ديميشال وقد
ألحق بالجيش الفرنسي هزائم كبيرة في معارك مثل معركة المقطع في الشهر السادس
من عام 1835 ووجدت فرنسا نفسها مرة أخرى أمام مأزق مواجهة قائد عسكري عبقري
يلحق بها الهزائم تلو الهزائم.

محمد مقاوسي
2010-12-29, 18:38
بارك الله فيك

st40
2010-12-29, 19:14
شكرااااااااااا على موضوع المميز

http://www.mazikao.net/vb/imgcache/4297.jpg

فارس المسيلي
2011-01-05, 15:56
http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif

نور الرحمان
2011-01-06, 16:26
شكرا جزيرا لتصحيحك المعلومة و منعك وقوع خطأ كهذا شكررررررررررررررررررررررررررررررررررررا

..عبد الاله..
2011-01-14, 10:24
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 10:25
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 10:28
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 10:29
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 10:45
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 11:07
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 11:11
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 11:14
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

..عبد الاله..
2011-01-14, 11:17
http://quran.maktoob.com/vb/up/18306189651013307539.gif

mimou95
2011-01-14, 14:26
التقييم يا جملعة


الأمير عبد القادر
صفحة المسودة (غير مراجعة)


لوحة زيتية للأمير عبد القادر في فرساي
عبد القادر ابن محي الدين المعروف بالأمير عبد القادر أو عبد القادر الجزائري (6 سبتمبر 1808 بمعسكر - 26 مايو 1883 بدمشق)، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. عالم دين، شاعر، فيلسوف، سياسي ومحارب في آن واحد. اشتهر بمناهضته للاحتلال الفرنسي للجزائر.
محتويات [أخف]
1 النشأة
2 في منفاه بدمشق
3 المبايعة
4 دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة
5 بداية النهاية
6 الأمير الأسير
7 وفاته
8 الأمير عبد القادر وتأسيس دولته
9 مؤلفات الأمير عبد القادر
10 مراجع
[عدل]النشأة

ولدالامير عبد القادر بن الأمير محيي الدين بن مصطفى بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله (الكامل) بن الحسن المثنى بن الحسن (السبط) بن فاطمة بنت محمد رسول الله وزوجة علي بن أبي طالب ابن عم الرسول .[1][2][3][4] وأيضا من عائلة رسول الإسلام محمد.[5]
تم تحقيق النسب الشريف الصحيح للأمير عبدالقادر في كتاب ( الإحياء بعد الإنساء ) يصدر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2011 م للمحقق الشريف عبدالفتاح فتحي أبو حسن شكر ( الحدين ــ كوم حماده ــ بحيرة ــ مصر )
لأدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل عدد من البيوت الشهيرة في دمشق بعضها كانت الدولة قد وضعت اليد عليها من أجل تحويلها إلى منشآت سياحية وثقافية، مثل قصر العظم، ودار السباعي، والتكية السليمانية، وغيرها. ويذكر أن بعض البيوت في دمشق القديمة كانت قد تحولت إلى مطاعم سياحية، كبيت الشاعر شفيق جبري، وبعضها لا تزال تنتظر ليبتّ بأمرها، والبعض الآخر، استثمرتها سفارات بعض الدول الأوروبية وحولتها إلى بيوت ثقافية، مثل «بيت العقاد» الذي تحول إلى المعهد الثقافي الدنماركي في حي مدحت باشا.
واليوم وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة، وضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية، يجري تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، وسط روضة من الأشجار الوارفة.
القصر كما أفادنا المهندس نزار مرادمي الذي نفذ الترميم، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. ويقول المهندس نزار، إن العمل تم في القصر ومحيطه، بعد إزالة البناء العشوائي، وسيتم افتتاح القصر رسمياً في شهر مايو (أيار) من العام الجاري. وسيضم القصر بعد ترميمه، قاعة كبيرة خاصة بتراث الأمير عبد القادر، بالتعاون مع السفارة الجزائرية بدمشق، التي عبرت عن استعدادها بتزويد القصر بكل ما يرتبط بتراث هذا المجاهد الذي يكن له الجزائريون كما السوريون والعرب كل التقدير، ليس لكونه مجاهداً ومصلحاً وحسب، بل أيضاً لكونه عالماً وفقيهاً وشاعراً، وداعية دؤوباً للتآخي بين شعوب الشرق.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر، تم نقل جثمان الأمير، من دمشق إلى الجزائر عام 1966.
وقال المهندس نزار مرادمي ان عملية الترميم، تتركز على بعدين: ثقافي وبيئي. ويراد من ترميم القصر تحويله إلى بيت للثقافة، يزوره الناس مع ما يحمله اسم صاحب القصر من دلالات، والبعد الآخر سياحي، حيث يتم إنشاء حديقة بيئية أمام القصر وفي محيطه، وهذا يندرج ضمن المساعي القائمة لتحسين مظهر المدينة وتأهيل المعالم السياحية فيها.
ويذكر بهذا الصدد أن هذا القصر لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم..
[عدل]في منفاه بدمشق



الأمير عبد القادر في دمشق
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الزعيم الجزائري دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.


الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق
وهو بالإضافة إلى مكانته الوجاهية في دمشق، مارس حياة الشاعر المتصوف، شبه نجده لا سيما في قدومه من المغرب متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون.
من جهة أخرى عبر الفنان السوري أسعد فضة، عن رغبته في تجسيد شخصية الأمير عبد القادر الجزائري في فيلم سينمائي ضخم، بالتعاون مع وزارة الثقافة الجزائرية. وسبق للروائي الجزائري واسيني الأعرج أن قدم رواية تاريخية بعنوان «مسالك أبواب الحديد» عن الأمير عبد القادر وسيرة كفاح الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
عن هذا الاهتمام اللافت بالأمير، سواء في سوريا أو في الجزائر، يرى النحات آصف شاهين، رئيس تحرير مجلة أبولدور الدمشقي: إن هذا الاهتمام وإن جاء متأخراً إلا أنه ضروري لرجل يستحق، وهو، أي الأمير، صاحب سيرة حافلة بالكفاح امتدت من المغرب العربي إلى المشرق، وإن كان الأوروبيون يشاركوننا في هذا الاهتمام، فقد كان الأمير عبد القادر رجل حوار وتحرر. وإن كان كافح الاستعمار الأوروبي، فقد عرفته بعض الشخصيات الأوروبية كمحاور متميز وواحد من أعلام الإسلام في ذاك العصر.
يرى المهندس هائل هلال أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يقول هلال: إن الرجل كان أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.
ولد في 23 رجب 1222هـ / مايو 1807م، وذلك بقرية "القيطنة" بوادي الحمام من منطقة معسكر "المغرب الأوسط" الجزائر، ثم انتقل والده إلى مدينة وهران.
لم يكن محيي الدين (والد الأمير عبد القادر) هملاً بين الناس، بل كان ممن لا يسكتون على الظلم، فكان من الطبيعي أن يصطدم مع الحاكم العثماني لمدينة "وهران"، وأدى هذا إلى تحديد إقامة الوالد في بيته، فاختار أن يخرج من الجزائر كلها في رحلة طويلة.
كان الإذن له بالخروج لفريضة الحج عام 1241هـ/ 1825م، فخرج الوالد واصطحب ابنه عبد القادر معه، فكانت رحلة عبد القادر إلى تونس ثم مصر ثم الحجاز ثم البلاد الشامية ثم بغداد، ثم العودة إلى الحجاز، ثم العودة إلى الجزائر مارًا بمصر وبرقة وطرابلس ثم تونس، وأخيرًا إلى الجزائر من جديد عام 1828 م، فكانت رحلة تعلم ومشاهدة ومعايشة للوطن العربي في هذه الفترة من تاريخه، وما لبث الوالد وابنه أن استقرا في قريتهم "قيطنة"، ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا، ولكن الشعب الجزائري كان له رأي آخر.
[عدل]المبايعة

فرّق الشقاق بين الزعماء كلمة الشعب، وبحث أهالي وعلماء "غريس" عن زعيم يأخذ اللواء ويبايعون على الجهاد تحت قيادته، واستقر الرأي على "محيي الدين الحسني" وعرضوا عليه الأمر، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب، فقبل الحاضرون، وقبل الشاب تحمل هذه المسؤولية، وتمت البيعة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، وبذلك خرج إلى الوجود "الأمير عبد القادر ناصر الدين بن محيي الدين الحسني"، وكان ذلك في 13 رجب 1248هـ الموافق 27نوفمبر 1832.
وحتى تكتمل صورة الأمير عبد القادر، فقد تلقى الشاب مجموعة من العلوم فقد درس الفلسفة (رسائل إخوان الصفا - أرسطوطاليس - فيثاغورس) ودرس الفقه والحديث فدرس صحيح البخاري ومسلم، وقام بتدريسهما، كما تلقى الألفية في النحو، والسنوسية، والعقائد النسفية في التوحيد، وايساغوجي في المنطق، والإتقان في علوم القرآن، وبهذا اكتمل للأمير العلم الشرعي، والعلم العقلي، والرحلة والمشاهدة، والخبرة العسكرية في ميدان القتال، وعلى ذلك فإن الأمير الشاب تكاملت لديه مؤهلات تجعله كفؤًا لهذه المكانة، وقد وجه خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله
[عدل]دولة الأمير عبد القادر وعاصمته المتنقلة

ولبطولة الاميراضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». وكان الأمير قد انشا عاصمة متنقلة كاي عاصمة اوربية متطورة انداك سميت الزمالةو كان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها ‘كلوزيل’، وضع الأمير خطة تقضي بالإنسحاب إلى أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية ،تكدمت. وقد بدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد الخ، وهناك وضع أموال الدولة التي أصبحت الآن في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان آرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية.
وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر، ونادى الأمير في قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي. ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة، واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير وهي مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "[بيجو]"؛ ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في عام 1837م. وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين يضربون طنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة الحماية، التي سبقت احتلال المغرب الأقصى.
[عدل]بداية النهاية

يبدأ الأمير سياسة جديد في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل ولما أراد الاستعانة بشيوخ الطريقة التيجانيّة في طرد الفرنسيين، رفضوا الانخراط في جيشه، تمشيّاً مع روح صوفيّتهم التي تأبى التدخل في السياسة، فقام بعدّة حملات على مركز التيجانيّة في (عين ماضي) التي قاومت هذه الحملات.
غدر به الفرنسيّون سنة 1251/1835 وخرقوا معاهدة (دي ميشيل) وحاولوا التفريق بينه وبين رجاله، ولكنهم باؤوا بالفشل، واستخدموا أسلوب الحرب التخريبيّة، بتدمير المحاصيل الزراعيّة، وتدمير المدن الرئيسيّة، وأقصوه بعد أربع سنوات من النضال، إلا أنه لم يستسلم، والتجأ مع إخوانه إلى مراكش سنة 1259/1843 ثم عاد إلى الجزائر، وقاد حركة الأنصار.
هزم بالخيانة شأن كل معارك المقاومة في العالم الإسلامي و دلك بعد معاهدة لالة مغنية بين فرنسا و سلطان المغرب الأقصى و التي جعلت من الامير خارجا عن القانون، هاجمه سلطان المغرب الأقصى بجيش كبير ، فرأى من الصواب الجنوح للسلم، وشاور أعيان المجاهدين على ذلك فراى من الصواب الاستسلام لفرنسا سنة 1263/1847 بشرط الامان لمن كان معه، لكن فرنسا نقدت العهد فسجن بفرنسا، لكن مع مجىء نابليون الثالث، أهداله هدا الاخير سيفاً ورتب له في الشهر مبلغاً باهظاً من المال، وسمح له بالسفر إلى الشرق سنة 1268/1852 فتوجّه إلى الآستانة وحصل له الإكرام والاحتفال من خليفة المسلمين السلطان عبد المجيد، وأنعم عليه بدار في مدينة بروسة، ثم استوطن دمشق، بعد توالي الزلازل على بروسة، سنة 1271/1855 فكان يقضي أيامه في القراءة والصلاة وحلقات العلم، وجمع مكتبة ضخمة، واشتهر بالكرم ولطف المعشر، وحب العلم وأهله.
[عدل]الأمير الأسير

ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.
وفي عام 1276 هـ/1860م تتحرك شرارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله.
[عدل]وفاته

وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في المقبرة العليا وهي المقبرة التي لا يدفن فيها الا رؤساء البلاد.
[عدل]الأمير عبد القادر وتأسيس دولته



ساحة الأمير عبد القادر في الجزائر العاصمة


مقام الأمير عبد القادر في معسكر


مقام الأمير عبد القادر بساحة أول نوفمبر في وهران
عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والإجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة، كان له معارضون لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا.وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«اذا كت قد رضيت بالامارة، فانما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن»
منذ الايام الأولى لتولّيه الإمارة كتب بيانا أرسله إلى مختلف القبائل التي لم تبايعه بعد، ومن فقرات هذا البيان أقوال منها: «بسم الله الرحمن الرحيم:والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... إلى القبائل...هداكم الله وأرشدكم ووجّهكم إلى سواء السبيل وبعد... إن قبائل كثيرة قد وافقت بالإجماع على تعييني، وانتخبتني لإدارة حكومة بلادنا وقد تعهدت أن تطيعني في السرّاء والضرّاء وفي الرخاء والشدّة وأن تقدّم حياتها وحياة أبنائها وأملاكها فداء للقضية المقدّسة ومن اجل ذلك تولينا هذه المسؤولية الصعبة على كره شديد آملين أن يكون ذلك وسيلة لتوحيد المسلمين ومنع الفُرقَة بينهم وتوفير الامن العام إلى كل اهلي البلاد، ووقْف كل الاعمال الغير الشرعية...ولقبول هذه المسؤولية اشترطنا على اولئك الذين منحونا السلطة المطلقة الطاعة الدائمة في كل أعمالهم إلتزاما بنصوص كتاب الله وتعاليمه..والأخذ بسنّة نبيّه في المساواة بين القوي والضعيف، الغنيّ والفقير لذلك ندعوكم للمشاركة في هذا العهد والقد بيننا وبينكم...وجزاؤكم على الله ان هدفي هو الإصلاح ان ثقتي في الله ومنه ارجو التوفيق»
إن وحدة الأمة جعلها الامير هي الأساس لنهضة دولته واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل الاستعمار والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الامير في تحقيق الوحدة الوحدة هي الاقناع اولا والتذكير بمتطلبات الايمان والجهاد، لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لان أكثر القبائل كانت قد اعتادت حياة الاستقلال ولم تالف الخضوع لسلطة مركزية قوية. بفضل ايمانه القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون أن يطلق رصاصة واحدة لاخضاعه بل كانت بلاغته وحجته كافيتين ليفهم الناس اهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدو، لكن عندملا لا ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يشهر سيفه ضدّ من يخرج عن صفوف المسلمين أو يساعد العدوّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تساعده في محاربة اعداء الدّين والوطن.
كان الأمير يرمي إلى هدفين:تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصون..لقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات، فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقات.ولقد قام الأمير بإصلاحات إجتماعية كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره حياة البذح والميوعة. قسّم الأمير التراب الوطني إلى 8 وحدات:(مليانة، معسكر، تلمسان، الأغواط، المدية، برج بو عريريج، برج حمزة(البويرة)،بسكرة، سطيف)،كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع(تأقدمات، معسكر، سعيدة) لقد شكل الأمير وزارته التي كانت تتكون من5 وزارات وجعل مدينة معسكر مقرّا لها، واختار أفضل الرجال ممّن تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسيةإلى جانب فضائلهم الخلقية، ونظّم ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما إختار رموز العلم الوطني وشعار للدولة(نصر من الله وفتح قريب).
[عدل]مؤلفات الأمير عبد القادر

لم يكن الأمير عبد القادر قائدا عسكريا وحسب، ولكن له مؤلفات وأقوال كبيرة في الشعر تبرز إبداعه ورقة إحساسه مع زوجه في دمشق ومكانته الأدبية والروحية. وله أيضا كتاب "المواقف" وغيره. وقد ألف في بروسة (تركيا) أثناء إقامته بها) رسالة "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" عبارة (رسالة إلى الفرنسيين)، وهو كتاب موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب من الجمعية، وذلك بعد أن منحه هذا المجمع العلمي الفرنسي قبل ذلك بقليل العضوية فيه. وكان تاريخ تأليف الرسالة في 14 رمضان 1271 / 1855م، ثم ترجمها الفرنسي "غوستاف ديغا" إلى لغته في عام 1858 وهو القنصل الفرنسي بدمشق آنذاك. يحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب (في فضل العلم والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وتنبيه وخاتمة، و(في إثبات العلم الشرعي) يتحدث فيه عن إثبات النبوة واحتياج كافة العقلاء إلى علوم الأنبياء.. وفصل ثالث (في فضل الكتابة)..[6] نور الهدى اسليماني
[عدل]مراجع

^ جوهرة العقول في ذكر آل الرسول عليه الصلاة والسلام. للشيخ عبد الرحمن بن محمد الفاسي
^ البستان في ذكر العلماء الأعيان. للفقيه عبد الله الونشريسي
^ *رياض الأزهار في عدد آل النبي المختارعليه الصلاة والسلام. للمقري التلمساني.
^ المؤرخون الفرنسين Rozet ,Carette, الكون والتاريخ، ووصف لجميع الشعوب، 1850، 193ص
^ Par Société languedocienne de géographie, Université de Montpellier. Institut de géographie, Centre national de la recherche scientifique (France) Publié par Secrétariat de la Société languedocienne de géographie, 1881. Notes sur l'article: v. 4, page 517
^ كتاب رسالة إلى الفرنسيين، ذكرى العاقل وتنبيه الغافل، مقدمة المحقق عمار الطالبي 2004، ص09

نورة
2011-01-15, 17:52
شكرا جزيلا

fatima1995
2011-02-05, 12:47
بارك الله فيكم على هدا الطرح المميز والقيم هناك معلومات لم اكن اعرفها لكني عرفتها من خلال قرا تي لهادا الموضوع

جزاكم الله كل الخير

سفير النوايا الحسنة
2011-02-05, 13:02
جزاك الله كل خير

bramas185
2011-02-11, 22:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحح معلوماتك أخي الكريم.....
القيطنة التي تتكلم عنها توجد بولاية معسكر ..........ثانيا مكان مبايعة الأمير بشجرة الدردارة ببلدية غريس ولاية معسكر............وشكرااااااااااااا

لقاء الجنة
2011-04-07, 15:46
http://i468.photobucket.com/albums/rr43/sayedmido3/q61.gif