لمعة السيف
2013-09-25, 09:02
أهمية التميز بين مراتب من تجادل:::
إن التميز بين مراتب من تجادل - وعموما - من الأهمية بمكان مكين ونجد لذلك إشارة في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعلمنا حقه " ومن هنا فلا يحسن أن يكون لدى الإنسان خطاب واحد بصورة واحدة أو هيئة أو صفة يوجهه للناس على اختلاف سنهم ومراتبهم فلا يصح مخاطبة الصغير بخطاب الكبير ولا العكس ولا يصح مخاطبة الجاهل بخطاب العالم ولا العكس ، ولكن يخاطب كل واحد منهم بما يليق به ويحسن له حتى لا يقود الجدال إلى أوخم العواقب من تكذيب ومكابرة ومعاندة وما إلى ذلك كما قال علي - رضي الله عنه - : " خاطبوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟! "
وفي ذلك قال الجويني - عفا الله عنه- ( الكفاية في الجدل ، ص : 531 ) : " عليك بالمحافظة على قدرك وقدر خصمك وإنزال كل واحد - في وجه كلامك معه - درجته ومنزلته فتميز بين النظير وبين المسترشد وبين الأستاذ وما يصلح لك ، ولا تناظر النظير مناظرة المبتدئ المسترشد ... ولا تناظر أستاذينك مناظرة الأكفاء والنظراء بل تناظر كلا حقه وتحفظ كلا على رتبته "
قال ابن عقيل - عفا الله عنه - ( الواضح في أصول الفقه ، 1 / 527 - 529 ) : " اعلم أنه لا يخلو الخصم في الجدل من أن يكون في طبقة خصمه أو أعلى أو أدون .
فإن كان في طبقته كان قوله له : الحق في هذا دون كذا ، ومن قبل كيت وكيت ولأجل كذا ، وعلى الآخر أن يتحرى له الموازنة في الخطاب ؛ فذلك أسلم للقلوب ، وأنقى لشغلها عن ترتيب النظر ؛ فإن التطفيف في الخطاب يعمي القلب عن فهم السؤال والجواب .
وإن كان أعلى منه فليتحرَّ ويتجنب القول له : هذا خطأ ، أو غلط ، أو ليس كما قتول ، بل يكون قوله له : أرأيت إن قال قائل : يلزم على ما ذكرت كذا ، وإن اعترض معترض على ما ذكرت بكذا ... فإن نفوس الكرام الرؤساء المتقدمين تأبى الخشونة في الكلام ؛ إذ لا عادة لهم بذلك ، وإذا نفرت النفوس عمت القلوب ، وجمدت الخواطر وانسدت أبواب الفرائد ، فحرم الكل الفوائد ، بسفه سفيهوتقصير الجاهل في حقوق الصدور ...
وأما الأدون فيكلم بكلام اللطيف والتفهيم ، إلا أنه يجوز أن يقال له إذ اتى بالخطأ : هذا خطأ ، وهذا غلط من قبل كذا ؛ ليذوق مرارة سلوك الخطأ ، فيجتنبه وحلاوة الصواب فيتبعه ، ورياضة هذا واجب على العلماء وتركه سدى مضرة له ، فإن عود الإكرام الذي يستحقه الأعلى طبقة ، أخلد إلى خطئه ، ولم يزعه عن الخطأ وازع ، ومقام التعليم والتأديب تارة بالعنف ، وتارة باللطف ، وسلوك أحدهما يفوت فائدة الآخر "
إن التميز بين مراتب من تجادل - وعموما - من الأهمية بمكان مكين ونجد لذلك إشارة في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعلمنا حقه " ومن هنا فلا يحسن أن يكون لدى الإنسان خطاب واحد بصورة واحدة أو هيئة أو صفة يوجهه للناس على اختلاف سنهم ومراتبهم فلا يصح مخاطبة الصغير بخطاب الكبير ولا العكس ولا يصح مخاطبة الجاهل بخطاب العالم ولا العكس ، ولكن يخاطب كل واحد منهم بما يليق به ويحسن له حتى لا يقود الجدال إلى أوخم العواقب من تكذيب ومكابرة ومعاندة وما إلى ذلك كما قال علي - رضي الله عنه - : " خاطبوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب الله ورسوله ؟! "
وفي ذلك قال الجويني - عفا الله عنه- ( الكفاية في الجدل ، ص : 531 ) : " عليك بالمحافظة على قدرك وقدر خصمك وإنزال كل واحد - في وجه كلامك معه - درجته ومنزلته فتميز بين النظير وبين المسترشد وبين الأستاذ وما يصلح لك ، ولا تناظر النظير مناظرة المبتدئ المسترشد ... ولا تناظر أستاذينك مناظرة الأكفاء والنظراء بل تناظر كلا حقه وتحفظ كلا على رتبته "
قال ابن عقيل - عفا الله عنه - ( الواضح في أصول الفقه ، 1 / 527 - 529 ) : " اعلم أنه لا يخلو الخصم في الجدل من أن يكون في طبقة خصمه أو أعلى أو أدون .
فإن كان في طبقته كان قوله له : الحق في هذا دون كذا ، ومن قبل كيت وكيت ولأجل كذا ، وعلى الآخر أن يتحرى له الموازنة في الخطاب ؛ فذلك أسلم للقلوب ، وأنقى لشغلها عن ترتيب النظر ؛ فإن التطفيف في الخطاب يعمي القلب عن فهم السؤال والجواب .
وإن كان أعلى منه فليتحرَّ ويتجنب القول له : هذا خطأ ، أو غلط ، أو ليس كما قتول ، بل يكون قوله له : أرأيت إن قال قائل : يلزم على ما ذكرت كذا ، وإن اعترض معترض على ما ذكرت بكذا ... فإن نفوس الكرام الرؤساء المتقدمين تأبى الخشونة في الكلام ؛ إذ لا عادة لهم بذلك ، وإذا نفرت النفوس عمت القلوب ، وجمدت الخواطر وانسدت أبواب الفرائد ، فحرم الكل الفوائد ، بسفه سفيهوتقصير الجاهل في حقوق الصدور ...
وأما الأدون فيكلم بكلام اللطيف والتفهيم ، إلا أنه يجوز أن يقال له إذ اتى بالخطأ : هذا خطأ ، وهذا غلط من قبل كذا ؛ ليذوق مرارة سلوك الخطأ ، فيجتنبه وحلاوة الصواب فيتبعه ، ورياضة هذا واجب على العلماء وتركه سدى مضرة له ، فإن عود الإكرام الذي يستحقه الأعلى طبقة ، أخلد إلى خطئه ، ولم يزعه عن الخطأ وازع ، ومقام التعليم والتأديب تارة بالعنف ، وتارة باللطف ، وسلوك أحدهما يفوت فائدة الآخر "