starahalece
2013-09-24, 13:32
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اما بعد
منذ مدة و انا ابحث عن ماصي الفعل يدع بمعنى يترك حتى انني سالت اساتذتي للغة العربية في المتوسطة
و بعد بحث طويل وجدته اخيرا على الانترنت
و اردت افادتكم به كما افادني
قال النحويون : لا يوجد في لغة العرب فعل ماض ، ولا مصدر لفعل الأمر (دع) ، لأن العرب أماتوهما ، هكذا قالوا !!
بل صرَّح سيبويه بأن العرب : (استغنوا عن (وَذَرَ) و (وَدَعَ) بقولهم : تَرَكَ !!) انتهى .
قلنا : الفعل الماضي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ((شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ)) أخرجه البخاري .
والمصدر ورد أيضا عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (لينتهينّ أقوام عن وَدْعهم الجُمُعات أو ليُختمنّ على قلوبهم) أخرجه مسلم .
قال الإمام شِمْر : (والنبي أفصح العرب ، وقد رُويت عنه هذه الكلمة) . انتهى .
فهذان حديثان صحيحان ثابتان عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو أفصح العالمين ، وما كان ليتكلم إلا بأفصح اللغات وأشهرها ..
وأما القراءة في قوله تعالى : {مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} بالتخفيف ، فهي قراءة عبد الله بن عباس ، وعروة بن الزبير ، ومجاهد ، ومقاتل ..
والمحققون من العلماء يرون أن جميع القراءات حجة في اللغة ، سواء كانت متواترة أو شاذة ؛ لأنها منقولة بالأسانيد الصحيحة الثابتة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز الطعن فيها ولا ردها ..
فلا يغتر أحد بأقوال النحاة وتمحلاتهم ، فليس كل من قال قولا اتبعناه وصدقناه وجرينا خلفه ، فإن في كثير منهم جرأة عجيبة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، من رد القراءات الثابتة ، وعدم قبول الأحاديث الصحيحة ، وإنكار اللغات المشهورة ، كل ذلك لكي تصح لهم القواعد التي وضعوها ، كما فعل في هذه المسألة ابن جني وابن الأنباري وغيرهما ، فإنهم قالوا : إن كلمة (وَدَعَ) شاذة ! ، وأنتم تعلمون الآن أنهم نسبوا الشذوذ صراحة إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يشعروا ، وهذا عظيم جدا ، نبرأ إلى الله تعالى من مثله ، ونعوذ به من الخذلان .
هذا وقد أنشد الإمام الأصمعي لأنس بن زنيم :
لَيْتَ شِعْرِي عَنْ أَمِيرِي مَا الَّذِي ... غَالَهُ فِي الْحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ
وكل ما حكاه الإمام الأصمعي أو نقله عن العرب فهو حجة ، ولا خلاف في ذلك من أحد ، ولا يجوز أن يقال : إن كلمة (ودعه) في البيت السابق يمكن قراءتها (ودَّعه) بتشيد الدال ، لأن رواية الأصمعي جاءت بالتخفيف بفتح الدال دون تشديد ، وهو إنما يروي ما سمعه ، وأما الاقتراحات والتكهنات وأن هذه الكلمة يمكن أن تقرأ كذا وكذا فيستطيع أي إنسان أن يدعيها ، ولا يعجز عنها أحد ، فالعبرة بالرواية التي جاءت عن الأئمة ، والطريقة التي نقلوا بها ما سمعوه عن العرب ..
فالخلاصة .......
أن الفعل الماضي من (دع) وردت في إحدى القراءات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
ووردت في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصح الأسانيد في الدنيا ..
ونقلها الأئمة عن العرب كالإمام شمر ، والإمام الأصمعي ، والإمام أبو زيد ..
وأثبت الإمام أبو حيان الأندلسي الظاهري أن الماضي من (دع) وردت سماعا عن العرب ، وهو من أشد العلماء تتبعًا وتقصيا للغة العرب ..
فهذا هو خلاصة ما أردنا التنبيه عليه والحمد لله رب العالمين ..
للامانة منقول
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اما بعد
منذ مدة و انا ابحث عن ماصي الفعل يدع بمعنى يترك حتى انني سالت اساتذتي للغة العربية في المتوسطة
و بعد بحث طويل وجدته اخيرا على الانترنت
و اردت افادتكم به كما افادني
قال النحويون : لا يوجد في لغة العرب فعل ماض ، ولا مصدر لفعل الأمر (دع) ، لأن العرب أماتوهما ، هكذا قالوا !!
بل صرَّح سيبويه بأن العرب : (استغنوا عن (وَذَرَ) و (وَدَعَ) بقولهم : تَرَكَ !!) انتهى .
قلنا : الفعل الماضي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ((شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ النَّاسُ)) أخرجه البخاري .
والمصدر ورد أيضا عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (لينتهينّ أقوام عن وَدْعهم الجُمُعات أو ليُختمنّ على قلوبهم) أخرجه مسلم .
قال الإمام شِمْر : (والنبي أفصح العرب ، وقد رُويت عنه هذه الكلمة) . انتهى .
فهذان حديثان صحيحان ثابتان عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو أفصح العالمين ، وما كان ليتكلم إلا بأفصح اللغات وأشهرها ..
وأما القراءة في قوله تعالى : {مَا وَدَعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} بالتخفيف ، فهي قراءة عبد الله بن عباس ، وعروة بن الزبير ، ومجاهد ، ومقاتل ..
والمحققون من العلماء يرون أن جميع القراءات حجة في اللغة ، سواء كانت متواترة أو شاذة ؛ لأنها منقولة بالأسانيد الصحيحة الثابتة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز الطعن فيها ولا ردها ..
فلا يغتر أحد بأقوال النحاة وتمحلاتهم ، فليس كل من قال قولا اتبعناه وصدقناه وجرينا خلفه ، فإن في كثير منهم جرأة عجيبة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، من رد القراءات الثابتة ، وعدم قبول الأحاديث الصحيحة ، وإنكار اللغات المشهورة ، كل ذلك لكي تصح لهم القواعد التي وضعوها ، كما فعل في هذه المسألة ابن جني وابن الأنباري وغيرهما ، فإنهم قالوا : إن كلمة (وَدَعَ) شاذة ! ، وأنتم تعلمون الآن أنهم نسبوا الشذوذ صراحة إلى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يشعروا ، وهذا عظيم جدا ، نبرأ إلى الله تعالى من مثله ، ونعوذ به من الخذلان .
هذا وقد أنشد الإمام الأصمعي لأنس بن زنيم :
لَيْتَ شِعْرِي عَنْ أَمِيرِي مَا الَّذِي ... غَالَهُ فِي الْحُبِّ حَتَّى وَدَعَهْ
وكل ما حكاه الإمام الأصمعي أو نقله عن العرب فهو حجة ، ولا خلاف في ذلك من أحد ، ولا يجوز أن يقال : إن كلمة (ودعه) في البيت السابق يمكن قراءتها (ودَّعه) بتشيد الدال ، لأن رواية الأصمعي جاءت بالتخفيف بفتح الدال دون تشديد ، وهو إنما يروي ما سمعه ، وأما الاقتراحات والتكهنات وأن هذه الكلمة يمكن أن تقرأ كذا وكذا فيستطيع أي إنسان أن يدعيها ، ولا يعجز عنها أحد ، فالعبرة بالرواية التي جاءت عن الأئمة ، والطريقة التي نقلوا بها ما سمعوه عن العرب ..
فالخلاصة .......
أن الفعل الماضي من (دع) وردت في إحدى القراءات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
ووردت في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصح الأسانيد في الدنيا ..
ونقلها الأئمة عن العرب كالإمام شمر ، والإمام الأصمعي ، والإمام أبو زيد ..
وأثبت الإمام أبو حيان الأندلسي الظاهري أن الماضي من (دع) وردت سماعا عن العرب ، وهو من أشد العلماء تتبعًا وتقصيا للغة العرب ..
فهذا هو خلاصة ما أردنا التنبيه عليه والحمد لله رب العالمين ..
للامانة منقول