تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المغول


mifofo15
2013-09-16, 16:42
المغول
هم سلالة حكام مسلمين، وصلوا إلى الحكم في الهند في مطلع القرن السادس عشر وحتى نهاية القرن ذاته سيطروا على معظم أنحاء القارة الآسيوية. امتاز حكم المغول في الهند بنجاعته الممتازة واتسم بالقدرة التنظيمية والإدارية والتي تستحق التقدير، وقد حاول المغول والذين كانوا يدينون بالديانة الإسلامية، حاولوا الدمج بين المؤمنين الهندوس وبين المؤمنين المسلمين، وذلك بهدف التوصل إلى وحدة وعلاقة صداقة في الهند. عاصمة المغول كانت دلهي، حيث طوروها وبنوا فيها مباني رائعة، ومع غزو حاكم إيران نادر شاه لشمال الهند في عام 1739 بدأت معها بداية نهاية المغول. بالرغم من استمرار الحكام المغول بالسيطرة على منطقة دلهي مئة سنة أخرى بعد ذلك، حتى سقوط الإمبراطورية المغولية، ولكن في الواقع فقد المغوليون قوتهم الحقيقية قبل ذلك بكثير.

*************************************

امتدت إمبراطورية المغول حين مات جنكيز خان في سنة (623 هـ = 1227م) من كوريا شرقًا إلى فارس غربًا، ومن جنوب روسيا شمالاً حتى المحيط الهندي جنوبًا، ثم اتسعت في عهد أقطاي الذي خلف جنكيز خان على المغول، فشملت الدولة الخوارزمية في فارس وأذربيجان، بعد أن تمكنوا من القضاء عليها، وقتل زعيمها "جلال الدين منكبرتي" في سنة (628 هـ = 1240) ثم بدءوا في الهجوم على أوربا، وتمكنوا من الانتصار على القوات البولندية وحلفائها في معركة "ليجنتز" في (25 من رمضان 638 هـ = 9 من إبريل 1241م)، ثم اتجهوا إلى بلاد المجر، وهزموا ملكها بيلا الرابع في (شوال 638 هـ = إبريل 1241م)
واتسمت غارات المغول بالسرعة والوحشية، وممارسة أبشع أساليب القتل والفتك؛ ما ألقى الفزع في نفوس الناس، وزرع الرعب والهلع في أفئدتهم. وقد زلزلت أنباء المغول العالم الإسلامي والمسيحي بعدما وصل نفوذ المغول إلى حدود أوربا.

وفي الوقت الذي تعرض له الجناح الشرقي من العالم الإسلامي لخطر المغول، وأصبحت الخلافة العباسية على وشك السقوط، وهو ما تم بعد ذلك، كانت سواحل الشام خاضعة للصليبيين، وكانت حملاتهم ترمي للسيطرة على مصر، وتكريس وجودهم في هذه المنطقة.

أنباء المغول تصل إلى أوربا

لم يعرف الأوربيون شيئًا عن المغول وخطرهم الداهم إلا في فترة متأخرة، وبعد اجتياحهم المشرق الإسلامي، وكان الفارون من جنوب روسيا حين غزاها المغول أول من قدّم معلومات عن الخطر المغولي إلى غرب أوربا، وزاد شعورهم بالخطر حين اجتاح التتار "جورجيا" و"أرمينيا" ولذا تحركت البابوية لدرء هذا الخطر، وهي تعد حملة صليبية جديدة، فوضع البابا "أنوسنت الرابع" (641 – 652 هـ = 1243 – 1254م) تحت عنوان: "علاج ضد الخطر المغولي" ثلاث سفارات بابوية:

كانت الاستعدادات تجري في الغرب الأوروبي على قدم وساق بين "البابا أنوسنت الرابع" و"لويس التاسع" ملك فرنسا لإرسال حملة صليبية إلى مصر، وإعادة الاستيلاء على بيت المقدس، ورأى البابا في المغول الذين يواصلون زحفهم نحو قلب العالم الإسلامي فرصة لا تضيع في عقد تحالف معهم؛ للقضاء على المسلمين، والاستيلاء على ثرواتهم، والسيطرة على طرق التجارة الدولية.

السفارات الصليبية

أرسل البابا أول سفارة إلى المغول في سنة (643 هـ = 1245م)، حملت رسالة إلى زعيم المغول، يدعوه فيها إلى اعتناق المسيحية على المذهب الكاثوليكي، وإحلال السلام بين الغرب والمغول. ويبدو أن هذه السفارة لم تنجح في مهمتها تمامًا.

أرسل البابا سفارة ثانية، غادرت ليون في (15 من ذي القعدة 1244 هـ = 16 من إبريل 1245م)، ووصلت منغوليا وحضرت حفل تتويج "كيوك خان" على عرش المغول في مدينة "قرا قورم" عاصمة المغول في (9 من ربيع الآخر 644 هـ = 24 من أغسطس 1246م)، وقد أكرم كيوك خان وفادة سفارة البابا، ورد على المطالب البابوية بالرفض، وطلب من البابا أن يخضع هو وسائر ملوك أوربا المسيحيين للسيادة المغولية.

وفي الوقت الذي خرجت فيه السفارة الثانية للمغول كانت هناك سفارة ثالثة خرجت في إثرها، ضمت رهبانًا من جماعة "الدومنيكان" وأوكلت إليها مهمة مختلفة عن مهمة السفارتين السابقتين، فقد أمر البابا هذه السفارة أن تصل إلى أول جيش مغولي تقابله في فارس، وأن يحضّ قائده على الامتناع عن نهب الناس، وبخاصة المسيحيين منهم، وأن يعتنق المسيحية، وأن يتوب عن خطاياه، فالتقت السفارة بجيش مغولي في "تبريز" في (17 من المحرم 645 هـ= 24 من مايو 1247م)، وكان رد قائد الجيش المغولي أن رسالة البابا أدت إليه النصيحة بعدم القتل والتدبير، وأنه يرفض دعوته إلى اعتناق المسيحية، وعلى البابا وملوك أوروبا أن يعلنوا خضوعهم لسلطان المغول.. ومن ثم لم تؤد السفارات الثلاثة ما كان يطمح له البابا من جذب المغول الوثنيين إلى المسيحية ووقوفهم معا ضد المسلمين.

تحالف مغولي أرميني

ومما يذكر أن المغول نجحوا في إقامة تحالف مع دولة أرمينيا الصغرى المسيحية أصبحت بمقتضاه تابعة للمغول. وتضمن الاتفاق الذي عقد بين الطرفين، تبعية "هيتون" ملك أرمينيا للمغول، وضرورة التعاون مع الدول المسيحية لاسترجاع بيت المقدس، وتعيين ملك أرمينيا مستشارًا لخاقان المغول في شئون المشرق، وإعفاء الكنائس في الإمبراطورية المغولية من أنواع الضرائب كافة.

عادت المفاوضات مرة أخرى بعد انقطاع بين المغول وأوربا للقيام بعمل مشترك ضد المسلمين، فبعث "جغطاي خان" ملك المغول بسفارة إلى الملكلويس التاسع أثناء إقامته بقبرص قبل أن يقوم بالحملة الصليبية السابعة. وفي هذه السفارة يدعو "جغطاي" ملك فرنسا إلى التعاون معًا ضد المسلمين، واستعادة الأراضي المقدسة منهم، وقد أسرع ملك فرنسا بالرد، فأوفد سفارة إلى المغول لتنظيم التعاون بينهما، لكنها فشلت أمام اشتراطات المغول، وطلبهم أن يرسل الملك الفرنسي جزية سنوية إلى خان المغول.

وهكذا فشل المشروع البابوي في إقامة تحالف مع المغول ضد المسلمين، بسبب غطرسة المغول، وعدم قبولهم التحالف مع أي جهة تعتبر نفسها على قدم المساواة معهم.‏‏

mifofo15
2013-09-16, 16:45
المُغُول، أو المُنغُول، قوم نشؤوا في أواسط آسيا في المنطقة منغوليا. يطلق هذا اللقب على كل من يتكلم اللغة المغولية بما فيهم شعب الكالميك الموجودون بشرق أوروبا.
بداية ظهور الاسم بشكل رسمي بدأ من عهد أسرة تانج الصينية بالقرن الثامن ولكن الظهور الفعلي بدأ يطفو بالسطح بالقرن ال11 خلال حكم الكاثاي, بالبداية كانوا قبائل صغيرة وتناثرة حول نهر اونون ما بين روسيا ومنغوليا حاليا، توحدت معظم قبائل المغول والترك بالقرن الثالث عشر تحت مظلة حكم جنكيز خان. لم يتم تحديد أصل اللغة المنغولية بالضبط، فبعض علماء اللسان يرجعها إلى انها تطورت من مجموعة التانغوسية التي هي جزء من الطاي والبعض يرجحها إلى تأثير اللغة السيبيرية القديمة.
يتوزع المنغول حاليا ما بين منغوليا والصين (منغوليا الداخلية) وروسيا وآسيا الوسطى ويوجد منهم أقليات بأفغانستان كالهازارا (أقلية شيعية حول مزار الشريف ويوجد منهم أيضا بإيران) والمغول (اقلية موجودون حول هيرات) والإيماك.
التوحيد والفتوحات[
ظلت القبائل في منازعاتها وتمزقها حتى ظهور جنكيزخان الذي وحّد تحت إمرته قبائل المغول والتتار، وابتدأ فتوحه في شمال الصين فأخضع معظمها، ثم اتـجه غرباً، فدمَّر الدولة الخوارزمية واحتل ممالكها على التتابع: بلاد ما وراء النهر ثم خراسان ثم فارس.
ثم تقسمت دولة المغول إلى ثلاثة أقسام، كان القسم الجنوبي الغربي من نصيب هولاكو. فتابعت جيوشهم المسير حتى دخلت بغداد عنوةً (656هـ)، ثم قتل المغول الخليفةَ العباسيَّ بعدما أعطوه الأمان، وقتلوا حاميةَ بغداد. ثم اجتاحوا بلاد الشام ودخلوا دمشق (في مارس 1260م = 658هـ)، وهنا يصل بالبريد خبر موت الخاقان الأعظم للمغول (منكوخان) في قراقورم ويُستدعى أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي (قورولتای ‏(fa)‏) لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية؛ فيرجع هولاكو (وهو أخو منكو خان، وأحد المؤهّلين للعرش) بمعظم جيشه إلى فارس، ليتابع أمور العاصمة المغولية (قراقوروم بمنغوليا) عن كثب، ولا يترك في بلاد الشام إلا جيشاً صغيراً من المغول بقيادة أحد أبرز ضباطه واسمه كيتوبوقا أو كتبغا (و هو قائد عسكري محنك من قبيلة النايمان التركية). فينهزم ذلك الجيش على يد المماليك في معركة عين جالوت، في فلسطين بقيادة بيبرس (القيادة العليا كانت لقطز).
الحكم المغولي[عدل]

النظام الدقيق الصارم الذي يستند إلى نصوص الياسا والذي ضبط الحياة ضبطاً صارماً حفظ الأمن في ربوع الإمبراطورية.
ياسا = يَسَق : تحريف للكلمة المغولية "دزاساق Dzasak"؛ وهي مجموع القوانين التشريعية المغولية التي جمع مادتها جنكيز خان ونظَّمَها وطوَّرها، ثم جعلها القانون الأساسي للإمبراطورية المغولية.
يقول الأستاذ الدكتور\ السيد الباز العريني في كتابه "المغول"- صـ26 : (ومن خصائص المغول أيضاً، ما اشتهروا به من التسامح الديني.على أن ما جرى من تعليل هذا التسامح، بأنه يرجع إلى ما اشتهر به المغول من عدم الاكتراث بالدين، يعتبر حكماً لا يستند إلى أساسٍ متين).
ومثل ذلك فعل قوبيلاي خان حين توسَّم النبوغ والعبقرية في كلٍّ من: ماركو بولو (الرحاَّلة الإيطالي الشهير)، فحين لمس فيه الوفاء قرَّبه إليه واتَّخذه مستشاراً له ‍.، وعهد إليه بالقيام ببعض الأعمال الهامة. الوزيرالمسلم الإيراني الجنسية(أحمد البناكتي)الذي ارتفع شأنه كثيراً في بلاط قوبيلاي البوذيِّ الديانة، حتى عرف بلقب " السيِّد الأجلّ "؛ حتى بات يحسده كثيرٌ من الأمراء‍ المغول. محمد خالد الخالدي الذي اسسها من شفاعمرو لايهم
التوزيع الجغرافي[عدل]

mifofo15
2013-09-16, 16:47
المُغُول، أو المُنغُول، قوم نشؤوا في أواسط آسيا في المنطقة منغوليا. يطلق هذا اللقب على كل من يتكلم اللغة المغولية بما فيهم شعب الكالميك الموجودون بشرق أوروبا.
بداية ظهور الاسم بشكل رسمي بدأ من عهد أسرة تانج الصينية بالقرن الثامن ولكن الظهور الفعلي بدأ يطفو بالسطح بالقرن ال11 خلال حكم الكاثاي, بالبداية كانوا قبائل صغيرة وتناثرة حول نهر اونون ما بين روسيا ومنغوليا حاليا، توحدت معظم قبائل المغول والترك بالقرن الثالث عشر تحت مظلة حكم جنكيز خان. لم يتم تحديد أصل اللغة المنغولية بالضبط، فبعض علماء اللسان يرجعها إلى انها تطورت من مجموعة التانغوسية التي هي جزء من الطاي والبعض يرجحها إلى تأثير اللغة السيبيرية القديمة.
يتوزع المنغول حاليا ما بين منغوليا والصين (منغوليا الداخلية) وروسيا وآسيا الوسطى ويوجد منهم أقليات بأفغانستان كالهازارا (أقلية شيعية حول مزار الشريف ويوجد منهم أيضا بإيران) والمغول (اقلية موجودون حول هيرات) والإيماك.
التوحيد والفتوحات

mifofo15
2013-09-16, 16:48
المُغُول، أو المُنغُول، قوم نشؤوا في أواسط آسيا في المنطقة منغوليا. يطلق هذا اللقب على كل من يتكلم اللغة المغولية بما فيهم شعب الكالميك الموجودون بشرق أوروبا.
بداية ظهور الاسم بشكل رسمي بدأ من عهد أسرة تانج الصينية بالقرن الثامن ولكن الظهور الفعلي بدأ يطفو بالسطح بالقرن ال11 خلال حكم الكاثاي, بالبداية كانوا قبائل صغيرة وتناثرة حول نهر اونون ما بين روسيا ومنغوليا حاليا، توحدت معظم قبائل المغول والترك بالقرن الثالث عشر تحت مظلة حكم جنكيز خان. لم يتم تحديد أصل اللغة المنغولية بالضبط، فبعض علماء اللسان يرجعها إلى انها تطورت من مجموعة التانغوسية التي هي جزء من الطاي والبعض يرجحها إلى تأثير اللغة السيبيرية القديمة.
يتوزع المنغول حاليا ما بين منغوليا والصين (منغوليا الداخلية) وروسيا وآسيا الوسطى ويوجد منهم أقليات بأفغانستان كالهازارا (أقلية شيعية حول مزار الشريف ويوجد منهم أيضا بإيران) والمغول (اقلية موجودون حول هيرات) والإيماك.
التوحيد والفتوحات

mifofo15
2013-09-16, 17:13
تاريخ المغول


يلقي كتاب تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان حتي قيام الدولة التيمورية ، الذي اصدره المجمع الثقافي بابوظبي حديثا للعام الحالي، الضوء علي أمة روعت التاريخ أمداً طويلاً، وكان اسمها مرادفاً للرعب بكل معانيه.
درس مؤلف الكتاب وهو عباس اقبال أمة المغول ، في نشأتها وتطورها وتوحدها حتي صارت قوة متماسكة اكتسحت أجزاء شاسعة من العالم. وذكر في كتابه تاريخ ملوك المغول وزعمائهم وسياساتهم وغزواتهم ومواقفهم من جيرانهم، وكيف كانت هزيمتهم علي يد المسلمين نعمة سُعد بها العالم آنذاك. كما تعرض الكتاب الذي ترجمه الي العربية الدكتور عبد الواحد علوب للجوانب الحضارية والمصرفية، والصناعية والأدبية والتاريخية، متطرقاً إلي أعلام الثقافة من المغول ومن الذين ارتبطوا بهم.
ويشمل هذا الكتاب الذي يقع في 561 صفحة تاريخ إيران منذ بداية ظهور جنكيز خان حتي قيام الدولة التيمورية، أي منذ أوائل القرن السابع الهجري حتي النصف الثاني من القرن التاسع، ويتضمن تاريخ سيطرة الإيلخانيين المغول علي إيران، والأسر الحاكمة الفرعية التي حكمت بعض أجزاء من إيران في فترة القرنين ونصف القرن المذكورين.
يتألف الكتاب، إضافة إلي مقدمة وبحثٍ في مجموعة من المصطلحات التركية التي استخدمها، من تسعة فصول تناولت علي التوالي: أوضاع دول آسيا إبان الغزو المغولي، قيام دولة المغول، سياسة جنكيز خان ونتائج الغزو المغـــــولي، ولاية خلــــفاء جنكــــيز حتي عهد هولاكو، غزو هولاكو لإيران وزوال الخلافة العباسية، سلاطـــين مغول إيران الإيلخانيون، إيلخانات إيران، الفترة بين العهدين الإيلخاني والتيموري، الحضارة والمعارف والصناعات في العصر المغولي.
تناول المؤلف في الفصل الأول الأوضاع الجغرافية لآسيا الوسطي والشرقية، وهي منطقة شاسعة تتميز بتنوع تضاريسها، حيث الجبال والهضاب والقفار والوديان الخصيبة، أما الغلبة فيها فهي للصحاري والمرتفعات التي يصعب اجتيازها. وكانت غالبية سكانها من البدو الرحل، الذين كانوا في سعي دائب إلي المناطق العامرة التي يتوفر فيها الرزق، وقد تركزت غزواتهم دائماً علي أحد طرفي بلادهم، الصين وإيران، اللتين كانتا عرضة للتهديد والخطر من جانبهم باستمرار. واضطر الصينيون والفرس لمهادنة هؤلاء البدو أو دفع الجزية والخراج وإقامة علاقات ودية معهم في للحفاظ علي طرق اتصالهم بالدول الأخري، وعلي مصالحهم، ولضمان استمرار طرق القوافل بين شرق آسيا وغربها مفتوحة.
وفي المنطقة المحصورة بين جبال خينجان ويابلونوي وأكتاي وجبال سايان، أي حوض بحيرة بايكال وأنهار سلنجا وأرفون وكيرولين وروافدها، كان يستوطن المغول والتتار، وهم طائفة من الشعوب الصفراء، الذين استولوا بزعامة جنكيز خان وأبنائه علي دول آسيا الشرقية والوسطي والغربية وروعوا شعوبها.
وتناول الكتاب في الفصل الثاني قيام دولة المغول، متطرقاً بالتفاصيل لفترة ظهور جنكيز خان المولود في منغوليا نحو العام 549هـ، واسمه الأصلي تيموجين، ومواجهتـه ـ وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره ـ للمصاعب غداة وفاة والده يسوكاي، الذي كان زعيم قبيلة قيات المغولية، ومن ثم إخضاعه للعديد من طوائف المغول، وإزالة دولة الأويغور، وإسقاط دولة النايمان، والحملات علي ممالك الخوارزمشاهية وفتح بخاري 616هـ، وسمرقند 617هـ، وخراسان وهرات 618هـ، وطالقان وباميان وطخارستان، وحرب السند.. حتي وفاته في العالم 624هـ.
وخُصص الفصل الثالث لتقييم سياسة جنكيز خان ونتائج الغزو المغولي... ولا شك في أن جنكيز خان يعد أحد أكثر الفاتحين، الذين سجل التاريخ أسماءهم، بطشاً وسفكاً للدماء. فما أريق من دم وما ضرب من مدن بأمر منه لم يعرفه التاريخ في أي من عصور الفتوحات . وأفرد المؤلف مقاطع من كتابه للحديث عن مستشاري جنكيز، وعادات وتقاليد المغول، ونظام الدولة والجيش عندهم، وأساليبهم في الحروب وموقفهم من المغلوبين.. وصولاً إلي تحديد أسباب انتصارات المغول والآثار الناجمة عن غزواتهم، ومن ثم تقسيم ممالكهم.
وتطرق المؤلف في الفصل الرابع لولاية خلفاء جنكيز حتي عهد هولاكو، واستهل الفصل بالحديث عن القائد الإسلامي العظيم، السلطان جلال الدين خوارزم شاه، الذي كرس حياته لقتال المغول والتتار، والتصدي لهم في عهدي جنكيز خان وأقطاي قاآن، فحاربهم في أصفهان وكرجستان وأرمينيا وغيرها من المدن وفتح تفليس وأخلاط، لكنه هُزم بسبب الخيانة وغياب وحدة المسلمين الذين كانوا يتناحرون فيما بينهم، إلي أن قُتل علي يد أحد الأكراد العام 628 هـ. وقد ابتدأ المؤلف بولاية أقطاي قاآن 616 هـ، الإبن الثالث لجنكيز خان، الذي عمل علي تعمير البلاد والإحسان إلي الرعية وإصلاح ما حدث من تخريب، وساعده في ذلك الوزير الحكيم كيلو جوت ساي، بينما انشغل جيشه بالقتال وتوسيع الإمبراطورية. وتولي من بعده ابنه الأكبر جيوك خان 639هـ، الذي نجحت أمه، توراكينا خاتون، بحكمتها وذكائها ومساعيها في الحفاظ علي العرش لابنها. وكان جيوك خان، علي عكس أبيه، رجلاً محارباً وفاتحاً أشبه بجده جنكيز خان منه بأبيه أقطاي. وبعد وفاته تولي الحكم منجو قاآن 648هـ، وهو من الفرع الثاني من أسرة جنكيز خان، وأحد أبناء تُولي ابن جنكيز خان الثاني بعد أقطاي. وكان حريصاً علي قواعد الياسا الجنكيزية وعادات المغول وتقاليدهم، وبعد أن نظم الشؤون الإدارية وانتهي من إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية للمملكة، شرع منجو في مواصلة أعماله الحربية، فكلف أخاه الأصغر، هولاكو، بقمع الإسماعيلية وإخضاع خليفة بغداد، وأسند إلي قوبيلاي، أخيه الأوسط، مهمة إخضاع الممالك التابعة لأسرة سونج أي الصين الجنوبية. وتوج قوبيلاي قاآن 658هـ نفسه خاناً وإمبراطوراً لأمة المغول، بدلاً من أخيه الأصغر أريق بركا الذي أراده منجو زعيماً لأمة المغول قبيل وفاته. واتخذ قوبيلاي من بكين عاصمة له، ويعد بصورة عامة أقوي حكام المغول، فبعد غزوه الصين شرع علي الفور في إشادة المباني وجمع الحرفيين والصناعيين، وازدهرت التجارة، وبعدما عبد كثيراً من الطرق في عهده.
وأفرد إقبال الفصل الخامس لغزو هولاكو لإيران وزوال الخلافة العباسية، فبدأه بإعطاء صورة عامة عن الحكم في إيران في عصر المغول حتي هولاكو 654 ـ 618 هـ، وأشار بإيجاز إلي ولايات كل من: جنتمور 630 هـ، نوسال 633 هـ، جوجوز 637 هـ، جورماغون 654 ـ 641 هـ. وتطرق بعدها إلي مهمة هولاكو لقمع الإسماعيلية 654 ـ 651هـ، الذين كانت لهم قلاع حصينة في قهستان وألموت والوديان الجنوبية لسلسلة جبال ألبرز، وعلي الرغم من الكوارث التي عاناها المسلمون منذ بدء الغزو المغولي، فقد استمر الشقاق قائماً بينهم، فلم يكن الأمراء الأيوبيون علي وفاق فيما بينهم، أو مع السلاطين السلاجقة بآسيا الصغري، ومع سائر أمراء الجزيرة، فكانوا يتناحرون علي قلعة أو شبر من الأرض ويتبادلون المكائد فيما بينهم. وبعد أن قضي هولاكو علي الإسماعيلية وأغار علي حصونهم العام 654 هـ، فتح بغداد وأزال الخلافة العباسية 656 ـ 655 هـ، وكان ذلك في عهد الخليفة المستعصم بالله 656 ـ 640 هـ، الذي استعرض المؤلف فترة خلافته في عجالة، قبل أن يتناول اجتياح بغداد وتخريب المغول للمدينة شبراً شبراً، وقتل الخليفة وأبنائه وسادات بغداد وأئمتها وقضاتها وأعيانها، حتي بلغ عدد الضحايا حوالي ثمانمئة ألف قتيل. وبعد أن استولي المغول علي بغداد، نهب هولاكو أموالاً طائلة من خزائن الخلفاء العباسيين، وأرسلها إلي آذربيجان مع غنائم كرجستان وأرمينيا وبلاد الروم واللر والأكراد، واختار مراغة عاصمة لهم، غزا الجزيرة والشام العام 657هـ، وهُزم في موقعة عين جالوت في فلسطين العام 658 هـ، بعد أن تصدي له سيف الدين قطز الذي وحد المسلمين بعد تفرقهم وتشتتهم، وهو أحد أمراء الأسرة الخوارزمشاهية الفارين وابن أخت السلطان جلال الدين كما يزعم البعض. وقد توفي هولاكو في العام 663هـ عندما سقط مريضاً بجوار نهر جغاتو جنوب بحيرة أرومية.
واستعرض المؤلف في الفصل السادس تاريخ سلاطين مغول إيران بعد وفاة هولاكو، فبدأ بعهد الإيلخانيين 756 ـ 663هـ، حيث تُوج أباقا خان 680 ـ 663 هـ علي عرش إيران إلايلخانية، وهو ابن هولاكو، اشتهر طوال مدة حكمه بأنه سعي إلي القضاء علي الإسلام بعون من البابا وملوك أوروبا المسيحية، وشن حروباً ضد مصر والشام، وخاض معارك معهم من أشهرها: موقعة البيرة 671 هـ، موقعة أبلستين 675 هـ، موقعة حمص 680 هـ. وبعد وفاته تولي الحكم تكودار 683 ـ 681 هـ، الإبن السابع لهولاكو، وهو أول من أشهر إسلامه من ملوك المغول وسمي نفسه أحمداً، أعلن نفسه مدافعاً عن الإسلام وعن شريعة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم، وكان لذلك تأثير طيب للغاية علي المسلمين، وتبعته جماعة من المغول في اعتناق الإسلام. وذكر المؤلف خلال فترة حكم أحمد تكودار حادثة مقتل مجد الملك 681 هـ وثورة الأمير أرغون علي السلطان أحمد، الذي رأي نفسه، وهو ابن أباقا خان، أحق بالملك الإيلخاني من تكودار. وقُتل السلطان أحمد تكودار العام 683 هـ علي يد جماعة من المغول. تُوج الأمير أرغون بن أباقا لمنصب الإيلخان 690 ـ 683 هـ وتولي الوزارة في عهده سعد الدولة اليهودي بعد مقتل خواجة شمس الدين صاحب الديوان، وسادت من جديد الياسا الجنكيزية والتقاليد المغولية محل شريعة الإسلام. وتولي الحكم من بعده أخيه كيخاتو خان 694 ـ 690 هـ ووزيره صدر خان الزنجاني، الذي طبعت في عهده العملة الورقية جاو 693 هـ. ثم جاءت ولاية بايدو خان حفيد هولاكو 694 هـ، الذي قُتل علي يد غازان، الذي اعتنق الإسلام في العام نفسه.
وركز الكاتب في الفصل السابع علي حكم الإيلخانات منذ ولاية غازان 703 ـ 694هـ، الذي لُقب بالسلطان محمود غازان خان، ومن جاء بعده، وهم علي التوالي: السلطان محمد خدابنده أولجايتو، أبو سعيد بهادُر خان، أرباجون، موسي خان، ساتي بيك، طغا تيمور خان، شاه جهاد تيمور خان، سليمان خان، أنوشيروان العادل. وظل الإسلام هو الدين الرسمي لإيران منذ جلوس غازان حتي زوال دولة الإيلخانات. وقامت حكومتهم علي أساس الشريعة الإسلامية إلي أن انتهت دولتهم العام 756هـ.
وبحث الفصل الثامن تطورات الفترة بين العهدين الإيلخاني والتيموري، التي شهدت تفتت الممالك الإيلخانية إلي عدة أجزاء بعد وفاة أبي سعيد بهادُر خان، حيث ظهرت خمس أُسر في مناطق مختلفة في إيران: آل جلاير في بغداد، الجوبانيون في آذربيجان، آل مظفر في فارس، آل إينجو في فارس أيضاً، السربداريون في سبزوار. وإلي جانبها كان هناك عدد من الأمراء الآخرين في: هرات آل كرت، وفارس الأتابكة السلغوريون، وكرمان القراخطائيون، ويزد أتابكتها، ولرستان أتابكتها أيضاً.كانت لهم حكومات محلية شبه مستقلة، لكن لم يكن لهذه الأسر وأمرائها وملوكها أهمية سياسية كبيرة، وقد زالت فيما بعد إما بقضاء كل منها علي الأخري، أو بقضاء الأمير تيمور جوركان علي دولها، ونشوء الدولة التيمورية.
أما في الفصل التاسع والأخير، لم يفت المؤلف بعد التطرق إلي الجانب العسكري من حياتهم، أن يهتم بالحضارة والمعارف والصناعات في العصر المغولي. فعلي الرغم من أن حقبة المئتي سنة التي تم تناولها في الفصول الثمانية السابقة، تعد واحدة من الحقب الحزينة في تاريخ العالم الإسلامي عامة وإيران خاصة، فإنها تعد من أكثر العهود إشراقاً في تاريخ العلم والفلسفة والأدب في إيران، لأنها أعقبت قرون النهضة العلمية والأدبية التي شهدها العصر العباسي، ولم تكن النتائج السلبية للاحتلال المغولي قد ظهرت بعد، فهي حقبة متميزة من عدة نواح، خاصة من ناحية تعدد الشخصيات الكبري التي عاشت من تلك الفترة وحملت مشاعل العلوم والآداب الفارسية. فقد عاش فيها عدد من أكبر شعراء إيران وأدبائها وحكمائها كمولانا جلال الدين الرومي، وأفصح المتكلمين سعدي الشيرازي، ولسان الغيب حافظ الشيرازي، وعطا مالك الجويني، وخواجه رشيد الدين فضل الله الوزير، وحمد الله المستوفي، والعلامة قطب الدين الشيرازي وخواجه نصير الدين الطوسي. ويمكن القول أنه منذ أواخر العصر التيموري، بدأ انحطاط العلوم والآداب الفارسية، وبلغت ذروتها في عصر الدولتين الصفوية والأفشارية، فظهرت النتائج السلبية لاحتلال المغول والتيموريين.
وفي ختام كتابه، قدم المؤلف قائمة بأسماء المصادر التاريخية التي استقي منها تاريخ تلك الحقبة وسير المؤرخين. وعرض لحضارة المغول، وعرف القارئ بعلومها وآدابها، وفنونها وآثارها، وعلاقاتها التجارية، وأشهر علمائها وحكمائها، وكتابها ومؤرخيها وشعرائها.

الشريف صالح الهاشمي
2013-09-26, 04:05
جزاك الله خيــــــــرا

الشريعة تبسة
2013-09-26, 04:46
بارك الله فيك

mariama
2013-10-06, 19:21
السلام1


الفاصلة1

جزاك الله خيرااااااااااااا



ممكن دروس اخرى:):19::mh31::34::D:mad::o:mh92:





الفاصلة3
الخاتمة1

k.marwa
2013-10-06, 20:48
شكراااااااااااااااااااااااااا

مريم 888
2013-10-25, 16:00
يعتبر تاج محل من اروع الامثله على تطور فن المعمار عند المغول حيث انه يجمع فى تناغم جميل بين العماره الهنديه و الفارسيه الاسلاميه

بركان الغضب
2013-10-25, 22:50
شكرا علي المجهود

fille algerie
2013-10-30, 13:42
السَـــــــــــــــلآمُ عَلَيَكُمُ وَرَحَمَـــةَ اَلَله وَبَرَكَآتُـــهُ
شُكــــــــــــرًآ وبَآرَكَ الله فِيــكَـ عَلَى المَعلومات القيمة

ziane2014
2013-11-06, 10:10
جزاك الله خيرا